رواية لعنة الضريح الفصل الثامن بقلم منى حارس
مقتل فتاة صغيرة والتمثيل بجثتها
عثر أهالي منطقة... وسط مقابر... على الطفلة ريهام أحمد أبو العنين التي لم تتجاوز الاثني عشر عامًا مذبوحة ومفصولة الرأس عن الجسد ، وتمَّ التمثيل بالجثة وسرقة الأعضاء الداخليه للفتاة وسرقة كل أحشائها الداخليه وترك الجثمان فارغ من الداخل تماما ومجوف ، ولقد تم التعرف على جثة الفتاة من خلال كتبها المدرسية وحقيبة مدرستها التي وجدت بجوار الجثة في المقابر .
وانتقل رأيس مباحث .. ومعاونه ...وبعض رجال الشرطة إلى مكان الحادث ومعاينته ..
وأكَّد اللحاد العجوز المسؤل عن المقابر وحراستها ، بأنه شاهد أحد القبور يتلوَّن باللون البنفسجي، فذهب ليرى ماذا يحدث ومن الذي يلون المقبرة ويستخف بالموتى ، وبحرمة القبور والأموات ، فوجد القتيلة بالصدفة ملقاة على الارض أمام باب المقبرة المفتوحة على مصرعيه وكان في طريقه لرؤية القبر، وقام على الفور بإبلاغ الشرطة، وأكد الطبيب الشرعي باختفاء كل الأعضاء الداخليه وأحشاء الفتاة بالكامل ، وحتى الامعاء والاحشاء
ولقد عثر مفتشوا البحث الجنائي ورجال المباحث على قلب الجثة مدفونًا بالقرب من مكان الحادث، ولم تتمكن الشرطة من العثور على باقي الأعضاء المسروقة.
وأكَّدت الشرطة اختفاء والد ووالدة الطفلة في ظروف غامضة ومازالت التحريات للبحث عن الفاعل وعن والدي الفتاة مستمرة حتى تلك اللحظة .
&&&
ذهب فهمي بحزن إلى شقة جارة في اليوم التالي يسأل ابنه عن سبب الوفاة , فلم يعرف أن يحدثه يوم الوفاة لإنشاغله فأكد له الجار بأن والده قد بدأ يتحسن كثيرًا في الفترة الأخيرة، ولكن لا يدري ماذا حدث له فجأة فلقد انتكست حالته مرة واحدة يوم أن أتى لزيارته ؛ دخل لينام كعادته بعد الظهر ولم يستيقظ ثانية، وهنا تساءل فهمي بحرجٍ قائلًا:
وماقلكش حاجة عنِّي قبل مايدخل ينام يا فتحي الله يرحمه ؟
فكر فتحي قليلًا ونظر له باستغراب ودهشة مرددا :
- وانت عرفت منين يا فهمي، فردَّ بفضول :
- عرفت إيه بالظبط مش فاهم ؟
- هو قبل مايدخل ينام وصّاني اديك الورقة دي بس انا انشغلت في الدفنه والجنازة وكل حاجة وحزني على المرحوم خلانى مفتكرش اديك الورقة يومها .
وبعدها أخرج ورقه صغيرة من جيب سرواله وناولها له ، فنظر فهمي باستغراب ولهفة إلى الورقة ، ومدَّ يده سريعًا وأخذ الورقة من يد جاره وألقى عليها نظرة عابرة..
فوجده عنوانًا غريبًا ولكنه يبدوا قريب من المنطقة ، تساءل بقلقٍ بينه وبين نفسه
"عنوان مين ده يا ترى ؟" ثم طوى الورقة، ووضعها في جيبه وأستأذن من جاره ورحل وقرر الذهاب إلى ذلك العنوان اليوم ليروي فضوله ، ومعرفة الحقيقة مهما كانت ومهما كان الثمن فعقله سيجن وسيفقد صوابة ان لم يفعل ؛ فلابد من معرفة الحقيقة و أين ابنته؟
استقل سيارة أجرة، وطلب من السائق أن يوصله إلى العنوان بالورقة، وكانت المفاجأة تنتظره هناك ..
لقد توقفت سيارة الأجرة , فنظر فهمي بتعجب قائلًا:
هو دا العنوان يا اسطى، متأكد اصلي مش من هنا ؟
أيوة متأكد بس مش تقول انك عايز تروح القرافة من الأول...؟
نظر فهمي بحيرة إلى ذلك العنوان , فهو عنوان المقابر ونفس المقابر التي تطل عليها حجرة ابنته والتي شاهدها في الحُلم ، كان يشعر بالدهشة والتوتر الكبير ولا يفهم شيء مما يحدث دخل بتوتر إلى من الباب الرايسي وسار في نفس الطريق الذي شاهد ابنته تركض فيه بالمنام ، ووقف أمام القبر الذي اختفت ابنته بداخله، كان قبرًا غريبًا مميزا باللون البنفسجي , كان مكتوب فوق رخامته "شاهد"..
وكان الخط غريب وليس واضحًا، وحاول أن يركز ويزيل التراب من فوق القبر ، وهنا امتدت يد سوداء تجذبه بقوة وتضغط على كتفه من الخلف مرة واحدة , فصرخ بفزع :
مين...؟
سمع من يقول بحدة :
إنت اللي مين وبتعمل إيه هنا يا فندي ؟
ردَّ اللحاد العجوز حارس المقابر , وهنا تنهد فهمي بارتياح :
حرام عليك خضتني هو مين اللي مدفون هنا وملوّنين القبر دا ليه..؟
رد فرج بشكٍّ:
وبتسئل ليه يا افندي وانت مين اصلا ..؟
وهنا أخرج فهمي سيجارة وناولها لفرج وقال:
أنا كنت بزور واحد قريبي الله يرحمه ولفت نظري لون القبر الغريب دا فقربت اشوف وافهم الحكاية .
ردَّ اللحاد العجوز:
-دول شوية عيال حشاشين لوّنوا الضريح بعد ماقتلوا بنت صغيرة ومثّلوا بيها.
وهنا دقَّ قلب فهمي بشدة:
- بنت مين يا حج واسمها إيه...؟
- والله ما عارف أهي الحادثة موجودة في الجرنال الواد ابني غاوي جرايد بعد مطلع من المدرسة ، ونادى فرج على ابنه صدَّام بقوة ولم يتلقَ أي إجابة، فقال فرج:
- إستنى يا افندي هنا، هروح اجيبلك الجرنال، شكل الواد نايم بعرجته بعد مرخامه القبر قطعت رجله وهو دا حاله بالنهار نايم والليل صاحي وقاعد وسط الأموات يكلمهم هنعمل ايه دا حال الدنيا .
دخل فرج غرفة صغيرة ملحقة بالمقابر ونادى على ابنه قائلا :
"واد يا صدام فين الجرنال اللي فيه صورتي خليك نايم كدة علطول بعرجتك دي ، وخرج بعد قليل وهو يحمل بين يديه جريدة ولم ينتظر فهمي فقام باختطاف الجريدة من يد الرجل بلهفة وبدأ يقرأ الخبر وهو يشعر بالخوف ودقات قلبه تتصاعد من التوتر معتقدًا بأنها ابنته..
وهنا هتف برعب قائلًا:
دي ريهام صاحبة أينور في المدرسة لا حول ولا قوة الا بالله اخذ يردد ويتمتم بكلمات غريبة غير مصدق ما يقرأ.
ذهب بعدها دون أن ينطق كلمة واحدة ؛ لقد كانت الحيرة والتوتر يقتلانه ولم يردّ على العجوز الذي سأله بفضول :
إنت تعرف القتيلة يا افندي.....؟