رواية تؤام روح الفصل الثامن بقلم يارا سمير
عشية ذهاب زين ومريم الى الجامعة تجمعوا العائلتين فى المطعم لتناول طعام العشاء سويًا وكان كريم برفقتهم .. تناولا الطعام وسط تبادل اطراف الاحاديث بينهم تارة وبين مزاحات زين وكريم ومريم تارة كان المشهد ملئ بالدف العائلي الجميل .. بعد ما تناولوا الطعام غادرت مريم برفقة سوسن وسناء لشراء أغراض متبقية لها وبقى في المطعم كرم ومحمود .. وزين وكريم غادرًا متوجهيين الى المنزل ..
وصل زين وكريم امام العمارة .. ترك زين كريم للحظات وذهب الى السوبر ماركت .. تقدم كريم بخطوات بطيئة لداخل العمارة وتوقف امام باب منزل مغلق لا يسكنه أحد ، نظر الى الباب بصمت وكأن شيئًا من الماضي مر فى باله وشرد للحظات .. انتبه حينما لمس زين كتفه بلطف :
_ يلا بينا ولا عاوز تقف شويا قدام باب الذكريات .
_ يلا يا لمض .
صعدا معًا الى السطح بهدوء وكان الهواء لطيفًا والنوار الخفيفة تنعكس على المكان .. فجلسا سويًا في صمت كلا منهما شارد في عالمه الخاص .. اخرج كريم عبوة السجائر واعطي زين واحدة واشعلا السجائر سويًا.. وبعد نفخ اول دخان تحدث زين:
_ مش هنولع سجاير تاني هنا ميما لو شمت الريحة مش هتصدق ان انت اللى شربت لوحدك .
_ اومال اللى فى ايدك دى ايه ..
_ ياعم انا تفاريح معاك كل فين وفين .. دى بتفتشني كل ما تشوفني ولا اكني داخل على لجنة ومعايا مخدرات ..
ضحك كريم:
_ فظيعة مريم .. قولي بصراحة انت مبتتخنقش من طريقتها دي معاك ؟
ابتسم زين :
_ هى تخنق بس انا بكون مبسوط .. وبعدين ماهو الخنقة متبادلة هو انا عاتقها انا كاتم ع انفاسها .
_ بكرة اول يوم لكم فى الجامعة والامور هتخرج عن السيطرة خلى بالك .
_ يعني ايه ؟
_ يعني انت هتكون فى مكان وهي فى مكان دي حاجة ، يعني لزقتكم في بعض طول الوقت دي مش هتحصل ولا عندك استعداد تريح فى الكلية لغاية ما هي تخلص .
_ ايه اللى بتقوله دا وبعدين عاوز تقول ايه ؟
_ الكلية فيها شباب طلاب ومعيدين ودكاترة وكدا كدا مريم هتتعامل معاهم ف توقع اى حاجة بقى اللى كان ممنوع فى الثانوي مباح في الجامعة .. مرحلة الجامعة دي مرحلة المفاجأت يا زيزو .
تبدلت ملامح زين للحظات وقال :
_ لالا مفيش حاجة هتحصل ..مفيش حاجة اسمها مباح.. في حدود ، انا مقولتش متتكلمش مع حد لكن في نطاق الزمالة جوه الكلية والمحاضرات وانا هكون عارفهم وهصاحبهم كمان ، فاللي هناك دول زمايل ومدرسين بس غير كدا مفيش وعلاقتها معاهم جوه سور الجامعة برا متعرفش حد ، احنا اتفقنا ع كدا وهي وعدتني .. وبعدين انا مش هسيبها هبقى معاها عشان متحسش بالوحدة يعني .
حدق به كريم بشدة :
_ يابني سيبلها مساحة حريه ، متبقاش رخم ، خليها تعرف ناس وتتعرف على ناس ما أنت هتعرف وهتتعرف دا الطبيعي .
_ انا معاها مش عشان اخنقها ، انا معاها عشان لو حد فكر في حاجة تانية هي رايحة تتعلم وبس .
_ وأنت رايح ليه ؟
_ اتعلم طبعًا واتعرف .. ذاك الشبل لذاك الاسد
اشار الى كريم ولنفسه وضحك كريم وقال زين :
_ سيبك مني انا ..انا قصتي معروفة شويا لبن الطفسة مريم شربتهم ربطونا ببعض لاخر العمرواتعلقت في رقبتي .. انت بقى ايه حكايتك ؟
_ حكاية ايه ؟
_ شقة 1 الارضي ..
_ مالها الشقة ؟
_ يا كيمو.. شقة الذكريات واللى فات .
_ انت قولت اهو ذكريات واللى فات .. اللى فات مات .
_ مات بجد ؟
صمت كريم للحظات وهروبًا من حديث زين :
_ خلص سيجارتك لتقفشك مريم ومش هحوش بقولك اهو ..
_ تحوش ايه هي تقدر تعمل حاجة ..
فى تلك اللحظة سمع صوت مريم خلفهم :
_ زين
فجأة اتنفض من مكانه محاولًا تخبئة السجارة ووضعها تحت قدمه وتحركت مريم من الخلف الى امامه ووقفت قدامه :
_ ابعد رجلك .
_ مش قادر رجلي وجعاني
_ بقولك ابعد رجلك احسن بالذوق .
_ فى ايه بقولك وجعاني احركها ازاي
_ تمام ..
بقوة رفعت قدمها ودعست بقوة قدمه ومن الالم ابتعد وانحنت مريم على الارض ورفعت السيجارة المطفية :
_ هو دا اللى اتفقنا عليه ؟
_ استني افهمي الاول اصل كريم ..
وقف كريم وبنبرة تعجب :
_ انت هتلبسني ولا ايه .. بصراحة يا ميما انا عزمت ..ها عزمت وهو اخد انا مضغطتش ولا اتحايلت .. انا نازل سلام .
بخطوات سريعة غادر كريم السطح وتوجها الى المنزل وهو يضحك .. وقف زين خلف المقعد يحتمي به من مريم :
_ ماشي يا كريم لك موقف يتردلك فيه .
وقفت مريم تنظر اليه بغضب فى صمت وتحدث زين :
_ هفوه .. هفوه كدا ومش هتتكرر صدقيني خلاص .
_ انت متخلف .. انت مش عارف ان عندك حساسية على صدرك والدخان بيتعبك .
_ انا كويس مفيش حاجة
_ واللى تعبك المرة اللى فاتتت لما قفشتكم فى السطح ، كنت فاكرني نايمة وقضيتها انت وكريم مدخنة .
_ يومها افورت بصراحة دخنت كتير بس من بعدها ولا واحدة الا دي .. واحدة ع الماشي متضرش يا ميما .
بصوت غضب :
_ ولا واحدة ..مش هنجري بيك فى المستشفيات عشان تتحط تحت جهاز الاكسجين .
_ كريم كان بيحتفل بدخولي الجامعة حفله ولادي يعني .
_ وخلصت ولا لسه ؟
_ لا خلصت انتى كبستني يعني خلصت خلاص.. وبعدين انتى جيتي بسرعة ليه كدا انا قولت هتلفي كتير انتى وسوسن وسناء .
جلست مريم :
_ روحت المحل اللى عاوزاه كان مقفول ومكنش ليا مزاج الف معاهم قولتلهم هروح اطلع ارسم شويا .
جلس زين:
_ طبعًا عشان انا مش معاكي مش عارفه تلفي .
_ يا سلام .
_ مالك .. في حاجة ؟
_ هتتريق عليا .
_ لا مش هتريق ههزر بس هاهاها
_ شوفت مش هقول انا داخله ..
امسك يدها واجلسها :
_ خلاص هنتكلم بجد في ايه ؟
_ بكرة اول يوم دراسة فى الجامعة .
_ اها .. متتوتريش يا ميما عشان اول يوم جامعة وكدا اليوم هيعدي جميل وهتتعودي .
_ لاول مرة اكون فى مكان لوحدى من غيرك..كله منك .
دفعت بالوسادة التي بجانبها اتجاه زين :
_ ليه هو انا اللى سخنت وضيعت علينا الامتحان .
_ انت اللى جيبت ايس كريم حلو مقدرتش اقاومه الله .
_ انا أسف المفروض كنت اكشف عليكي واتأكد ان بطنك مبتوجعكيش ..هعرف منين انا .. وبعدين انتى بتلفي الموضوع وتشيليني المسئولية ماشي يا ست انا الغلطان .. بصي اعتبريني امتحنت وسقطت كدا اهون .
_ وتسقط ليه وانت هتكون مذاكر .
_ حكمة ربنا هتعترضي ع حكمة ربنا .. ياما في ناس بتذاكر ويطلع عينها والنتيجة دور تاني .
نظرت نحوه وملامحها حزينة وقال لها :
_ بجد اعتبريني امتحنت وسقطت ..انا فاشل .
_ عارف اللى مضايقني اننا طول عمرنا حلمنا واحد وانا السبب ان حلمك ضاع .
_ انتى داخلتي ف انا دخلت صدقيني مش زعلان متخنقنيش بقى .
_ لو كنت سالتني كنت هقولك نستني سنة ونقدم زي ما ماما قالتلي .
_ ايه الغباء دا .. وليه تضيعي سنة من عمرك انا مش فاهم .
_ انت عملتها فى المدرسة ودخلت معايا .
_ كنت طفل مش فاهم اكيد لو كنت فاهم كنت هعمل كدا اكيد عارف انى غبي
ضحكت مريم وقالت :
_ انا بتكلم بجد.. كنا ريحنا سنة ودخلنا السنة الجاية مع بعض .
_ ماهو كان ممكن حد فينا يسقط هنفضل نريح لغاية ما تظبط .. سنين وعمر يروحوا مننا عشان ندرس مع بعض .. ميما احنا كدا كدا مع بعض وانا مش هسيبك ولا انتى هتسبيني ودراستنا المختلفة دي حاجة حلوة هيبقى في مواضيع اكتر نرغي فيها ..
صمتت مريم واستكمل زين حديثه :
_ بصي يا ميما تخيلي احنا الاتنين واقفين في الشارع منتظرين الاتوبيس ، جه الاتوبيس بيقرب مننا ولبس فينا احنا الاتنين وسابنا ومشي ومفيش حد حوالينا .. النتيجة ايه ؟
_ بعد الشر عننا .
_ تخيلي بقولك تخيلي ؟
_ هنموت يعني .
_ بالظبط هنموت .. لكن لو الاتوبيس شحورك انتى او شحورني انا .. التاني هيقدر يساعد اللى اتشحور ويوديه المستشفي صح ؟
صمتت لحظة وقالت :
_ صح..
_ احنا بنختار طرقنا يا ميما وبنمشي وبتظهر اشارات لينا يا تاكدلنا اننا ماشين فى طريقنا صح او ان طريقنا دا غلط وفي طريق تاني بتاعنا .. ف انتى طريقك فنون جميلة وانا تجارة انجليش واحنا الاتنين ماشين فى طرقنا اللى مكتوبة لينا ومينفعش نعاند القدر .
_ اول ما قولت اشارات حسيت ان محمود قاعد بيتكلم معانا .
ضحك زين وقال :
_ ذلك الشبل من ذاك الاسد ..
ابتسمت مريم واستكمل زين حديثه :
_ ف انتى كملي طريقك وحلمك اتخرجي واعملي المرسم الخاص بيكي والمعرض الخاص ب اعمالك اللى هتلف العالم وانا معاكي ومش هسيبك لان ببساطة حلمك هو حلمي وبيتحقق وانا سعيد ..
_ وأنت هتعمل ايه ؟
_ هكمل .. زيزو مبيعطلش متقلقيش .
ابتسمت مريم :
_ الجامعة وبنات الجامعة هتفضالهم بقى صح
_ فشر انتى الاول وبعدين هما ..
_ والله يعني في هما ماشاء الله .
_ يا ميما .. مهما عرفت مفيش حد زي ميما الشق وانتى عارفه كدا صح .
ابتسمت :
_ ايوه عارفه ؟
_ الخوف كله منك انتى مش مني ..
_ انا .. ليه ؟
_ انا ببقى عارف انا بعمل ايه لكن انتى بتتدلقي مع اول اغنية وكلمتين حلوين .. اوعي اوعي بقولك اهو .. اللى فى الجامعة ايه ..سمعيني ؟
_ زملاء داخل الجامعة فى المحاضرات بعد كدا معرفهمش .
_ شاطرة .. وعشان كدا انا هجبلك دونتس كراميل .
ابتسمت مريم ثم نظرت نحوه:
_ دي رشوة عشان مقولش لمحمود انى قفشتك بالسيجارة صح ؟
_ يا بنت اللذينة بعد كل الرغي دا ناصحة ولقطيها .
_ ماهو انت مش هتدفع وتكلف غير عشان تسكتني لكن محمود لازم يعرف مش هينفع اداري المرادي .
_ عارفة الدونتس كراميل ومعاها ايس لاتيه فى الجو دا هيبقى الانتعاش ازاى .
ضحكت مريم:
_ اغريني كمان كمان .. خلاص مش هقول لمحمود حاجة المرادي لكن المره الجايه مش هسكت .
_ ميما الشق يا ناس .. هنزل اروح اجيب الدونتس والاتيه هوا ..
_ وانا هكون فى المرسم برسم لما تيجي عرفني ..
اثناء وجود مريم وزين فى السطح يتناولا الحلويات ويتحدثا .. في منزل محمود يجلس كريم يتصفح الهاتف حتى سمع فتح باب المنزل وكان محمود عائد من الخارج :
_ حمد الله ع سلامتك يا حودة
_ الله يسلمك يا كيمو.. انا قولت هتنام .
_ لا مفيش نوم في سهرة بلايستيشن مع زيزو .
_ وهو فين ؟
_ في السطح هو وميما .
_ مبيسيبوش بعض خالص فعلًا تؤام متلاصق .
ضحك كريم .. دخل محمود بدل ملابسه واعد كوبان من الشاى بالنعناع وجلسا فى الشرفة يحتسيا سويًا :
_ ها يا كيمو قولي نويت ع ايه ؟
_ والله يا حودة لسه مكررتش بس اسكندرية مش أكيد .
_ بص المكان اللى انت عاوزة ومرتاح فيه اقعد، رغم انا حابب وجودك جنبي لكن مش هضغط عليك .
_ عمرك ما ضغطت عليا يا محمود في اى حاجة ، وقت ما خلصت ثانوية وقولت عاوز اسافر وافقت ومعارضتش وبعد اللى حصل هناك كنت في ضهري ورجعت الجامعة هنا ولما قولت هدخل في القاهرة وافقت معترضتش وكنت سايبني ع راحتى غير ان اى فلوس عاوزها باخدها ومش حارمني من حاجة زي زين .
_ يا كريم انت ابني البكر ، شوفتك وحضنتك ولعبت معاك حسيت انى اب معاك قبل ما زين يجي ومن كرم ربنا رزقني بولدين نعمه احمده عليها العمر كله .
_ واحنا محظوظين انك فى حياتنا يا حودا .
_ حبيبي يا كيمو .. بس انا عاوزك بقى كفاية لعب وفكر كدا انت عاوز تعمل ايه عشان تبني مستقبلك وتشوف بنت الحلال ويبقى لك اسرة جميلة وتكبر عيلتنا .
ابتسم كريم وتحدث محمود :
_ فكر كدا فى موضوع مريم تاني صدقني مش هتلقى زيها .
_ احنا قفلنا الموضوع دا يا حودا .. مريم اختى زي ماهي اخت زين .
_ طيب هي وزين اخوات فى الرضاعة .. انت ممكن تتجوزها عادي .
_ مش هينفع صدقني انا شايفها اختى الصغيرة مش هعرف اشوفها حاجة تانية ، كله بوقته يا حوده .
_ ربنا يطمنا عليك يا حبيبي .
غادرا مريم وزين السطح وتوجها الى منزلها :
_ مساء الفل على عصافير الكناريا
ضحكوا كرم وسناء على كلمات زين وقال كرم :
_ تعالى يا زيزو دوق بسبوسة سناء .
قبل ان يتحرك امسكت مريم يده :
_ استنى رايح فين ؟
_ البسبوسة بتناديني .
_ لا تعالي صلح الاباجورة الاول
نظرت الى والدتها ووالدها :
_ لو قعد معاكم الكلام هياخدنا وهيمشي .. يشوف الاباجورة اللى مش شغاله دي الاول وبعدها يجيلكم ويغرق فى البسبوسة براحته ..
تحركا الى داخل غرفتها :
_ اهي الاباجورة مش شغاله ..
حاول زين اصلاحها واصلاح العطل بها وبعد محاولة بسيطة انارت الاباجورة :
_ اشتغلت .. انا كنت فاكراها باظت
_ باظت ايه مفيش حاجة اجيبها وتبوظ السلك بس مفكوك..
_ انا برضه قولت زيزو اسبوع بيعمل فيها من تصميم وتركيب وفي الاخر تعطل كدا .
_ يا سلام ع لماضتك دي .. عاوز حاجة تاني اروح للبسبوسة انام ولا عاوزاني اخدلك اوضتك وش نضافة .
ضحكت مريم:
_ مش انهاردة سناء نضفتهالي شكرًا ..روح للبسبوسة ومتسهرش ونام على طول عشان تصحي ومتغلبنيش ..هسيبك و اروح لوحدى بقولك اهو مش هضيع اول يوم.
_ خلاص ياست الطالبة المجتهدة الله ..
واثناء مغادرته للغرفة لمح صورة فى أطار موضوعه على مكتب مريم .. اقترب نحوه ومسكها وبملامح انزعاج قال لها :
_ بيعمل ايه هنا ايهاب توفيق دا ؟
ذهبت نحوه وامسكت الاطار :
_ ايهاب مختار كذا مرة اقولك ايهاب مختار ..
_ بيعمل ايه هنا ابن مختار ؟
_ عادي ..
_ لا مش عادي .. الصورة دي كانت في المرسم فوق رغم اعتراضي بس قولت مش مهم لكن هنا في أوضتك ليه خير ؟
_ انت عارف ان دا مثلي الاعلي في الرسم اللى حببني في الرسم وخلاني ادخل فنون جميلة و ..
قاطعها زين بنبرة غضب :
_ اولا انتى دخلتي كلية الفنون جميلة لان انتى عندك موهبه وعاوزه تنميها بالدراسة وتبقي متخصصه اكتر مش هوايه والسلام وهو دا اللى حصل .. ايهاب توفيق دا شخص نجح فى المجال دا لانه اجتهد لغاية ما وصل اللى وصله دا نصيبه مش هنعمله تمثال ونعلق صورة فى اوضتنا ..
لاحظت مريم نبرته الغاضبة :
_ أنت مكبر ليه الموضوع ..
_ لان انا قولتلك مكان الصورة دي فوق فى المرسم فى السطح مكانه هناك وسط الالوان واللوحات مش فى اوضه نومك ..
_ ما انا أوقات برسم هنا وبستمد منه طاقة .
_ بتستمدي ايه يا حبيببتي ؟
_ كل ما احس انى مش هقدر اكمل ابص للصورة وافتكر قصة نجاحه ف اتحمس واكمل .
_ لا والله .. صورة سحرية هي .. مينفعش صورته تكون هنا .
_ ما انا حاطة صورتك وصورة محمود وكرم وكريم ..
_ احنا عيلتك ... عيلتك لكن هو غريب .. وبعدين بصي عليه بصي بصه عينيه مش مريحة تحسي ان الصورة ملبوسة هو انتى ناقصة ..
_ ايه اللى بتقوله دا ..
_ خلاصه الكلام الصورة دي مكانها فوق متنزلش تاني هنا ماشي ..
قبل ان تتحدث مريم امسك الصورة في يديه وخرج مغادر الغرفة مرددا :
_ قال بتستمد منه طاقتها شايفاه كابل كهربا
قالت مريم :
_ والله لاسع ..
صباحًا استيقظت مريم فتحت عينيها ببطء وكانت دقات قلبها سريعة .. اليوم هو أول يوم في الجامعة شعور غريب احتاجها مزيج بين الفرح والتوتر والارتباك .. جلست على سريرها تنظر حولها وكأنها لا تصدق أن هذه اللحظة قد وصلت أخيرًا .. نهضت بخطوات متتردة ثم بدأت تتجهز .. وقفت امام المرآة ترتب ملابسها الجديدة وتعدل في شعرها وكل لحظة تمر كانت تشعر أن قلبها يدق أسرع .. كانت تبتسم بخجل كلما تخيلت نفسها فى الجامعة وسط زملاء جدد ومكان جديد لكن فى نفس الوقت كان داخلها خوف صغير من التجربة الجامعية .. ولكن رغم توترها كان في عينيها لمعة وكأنها مستعدة لمغامرة جديدة ..
رن جرس الباب وبعد لحظات سمعت صوت زين من الخارج ينادي بصوته العالي المعتاد :
_ يلا يا اليزبيث هنتأخر .
تحدثت سناء :
_ افطر يا زيزو .
_ لا فطرت خطفت سندوتش مع محمود وهو بيفطر قبل ما ينزل وهبقى انا ومريم نفطر اى حاجة فى الجامعة .
ابتسمت مريم حين سمعت صوت زين وحملت حقيبتها وخرجت من الغرفة ، فتح باب غرفتها وخرجت وهي مرتدية بنطال جينز كاتنج وبلوزة قصيرة ترتديهم ب اناقة وبساطة .. نظر اليها زين للثوان بتعجب وقال :
_ انتى رايحة فين ؟
_ الجامعة .
_ رايحة الجامعة ولا البلاج .. ايه البنطلون الكاتنج دا والبلوزة القصيرة دي ؟
تحدثت سناء :
_ مالها دي زي القمر حبيبتي ..
نظر زين نحو سناء :
_ بالستر .. قمر بالستر يا سناء ( استدار لمريم ) غيري هدومك دي البسي حاجة من اللى اشترناهم سوا يلا يا ميما .
_ ماله دا يا زيزو ماهو زي لبس باقي البنات .
_ ميخصنيش باقي البنات.. انتى وبس اللى تخصيني ومش هتروحي الكلية كدا .. يلا هتتاخري وانتى السبب لاني مش هنزلك كدا وخفي اللوحة اللى في وشك دا انتى اصلا مش محتجاهم .
دخلت مريم بدلت ملابسها وارتدت بالفعل احدى الملابس التي قاما بشرائها سويًا وخرجت وكانت مرتدية بنطال جينز وبلوزة حمراء .. نظر اليها زين لم يبث بكلمة وعينيه لمعت بإعجاب واضح ثم ارتسمت فى وجهه ابتسامة مرحة وقال مازحًا :
_ الف سلامة عليكي مقولتيش ليه ؟
اندهشت مريم:
_ اقول ايه ؟
_ ان عندك الحصبة كنت جيبتلك مضاد حيوي من الصيدلية .
نظرت نحو سناء:
- شايفة يا ماما .. والله هدخل البس الطقم الاولاني ..
امسك يدها وهو يضحك :
_ خلاص متقفشيش انا بس كنت عاوز اطمن عليكي ..
_ يعني لما احدفك باللى في ايدي دى دلواقتي .
__ ايوه كدا ميما الشق انا اتخميت للحظة انك انثي وكدا .
_ يا رخم
ضحكت سناء :
_ بطلوا نقار ع الصبح اعقلوا بقى انتم كبرتوا ع كدا ، انتم مش اطفال انتم طلاب جامعيين .
_ تمام يا فندم طلباتك اوامر
قالها زين مازحًا وضحكت سناء .. اصرت ان تتناول مريم الافطار وتناول سندوتش صغير وغادرت برفقة زين الى الجامعة .. كانت متحمسة ومتوترة قال لها زين امام باب الجامعة :
_ متتوتريش ولا تخافي اللى جوه لا احسن منك ولا احلى منك عارفه ليه ؟
تحاول ان تنظم انفاسها :
_ ليه ؟
_ لان ميما الشق واحدة وبس اللى هو انتى .
ابتسمت وتحدث زين :
- يلا يا شق لارض المعركة .. جاهزة للعركة ..
_ جاهزة .. هتروح كليتك امتى ؟
_ هطمن عليكي وهروح وهنروح سوا تمام .؟
_ تمام ..
دخلا سويًا بالفعل وتجولا قليلًا وحضرت مريم اول محاضرة وتعرفت على فتايتين واستكملت اليوم وتقابلت مع زين وعادت الى المنزل وطوال الطريق تسرد لزين عن يومها وعن الفتيات وبادلها زين الحديث عن جامعته واصدقائه هناك .. مر أول يومين طبيعيين وكالعادة يقوم زين بتوصيل مريم الى جامعتها ثم يذهب الى جامعته ..
حضرت مريم محاضرة وارسل زين رسالة بانه ينتظرها وتوجهت الى الكافتيريا ووقفا سويًا يحتسيا النسكافيه .. كانت مريم تنظر فى الانحاء بمتعة.. تحدث زين :
_ خلاص يا بنتي المفروض اتعودتي متبقيش زي الهبلة كدا خليكي طبيعية عشان متلفتيش النظر ، انتى ناسية كلام كريم لينا ان كل الدفعات بيستهفئو دفعة اولي .. انا عاوزك يكون ليكي شخصية محدش يضحك عليكي .
_ هو انا داخله خناقة وبعدين ماانا فى المحاضرة اتكلمت مع بنتين زي السكر وعادي .
_ مش كل البنات خلى بالك .. بصي يمين كدا شايفة اللى واقف دا
نظرت مريم :
_ ماله ؟
_ ارهنك انه واقف مع البنت دى بيثبتها بكلمتين انه معجب وبيحبها وكدا .
_ وانت سمعته يعني .
_ لا باين على وشه اسالي اهل الخبرة
_ يا خبرة .. فكك مني وروح لكليتك يلا ..واطمن مش هقف مع ولاد بنات بس
_ ايوه بنات بس بلاش ولاد واحد فيهم يستظرف ويجر كلام لطيف وانتى تفتكريه خارج من رواية ولا من فيلم هندي وهو فعلا بيسرح بيكي .
_ خلاص خلاص حفظت يلا امشي بقى عشان البنات جايين .
_ طيب ما تعرفيني انا اخوكي .
خبطته فى كتفه ودفعته ليبتعد:
_ يلا امشي امشي ..
_ بتقطعي رزقي ماشي ماشي ..
_ كفاية عليك اللى في كليتك امشي .
اقتربت احدى الفتيات :
_ يلا يا مريم
ابتسم زين ومد يداه :
_ زين .. زين محمود طالب فى كليه تجارة انجليش جنبكم هنا
_ اهلا وسهلا ..
تحدثت مريم:
_ فطرتوا خلاص
_ ايوه يلا ..
تحدث زين بنبرة حنينه للفتاة :
_ ممكن تيجي معايا اعزمك على حاجة ساقعه واهو نعرف طريق مستقبلنا رايح ع فين اقصد الكافتيريا ..
ضحكوا الفتيات وخبطته مريم فى كتفه :
_ امشي يلا امشي الحق محاضراتك
ابتسم زين :
_ ماشي همشي لكن راجع تاني نبقى نكمل بقى كلامنا عن مستقبلنا
ضحكوا الفتيات ومريم وتركهم زين وتحدثت احدي الفتيات :
_ دمه خفيف اوي قريبك دا يا مريم.
ابتسمت :
_ اخويا ..
_ بس انتم مش شبهه بعض وباين انكم فى سن بعض .
ابتسمت مريم :
_ لا دي قصة كبيرة هحكيها واحنا رايحين المحاضرة .. بصوا كان في اتنين اسمهم محمود وكرم اصحاب ...
وبدأت مريم تسرد قصة محمود وكرم وصولًا لحمل سناء وسوسن وصولًا لرضاعة مريم من سوسن .
بعد مرور فترة على دخول مريم الجامعة وفي احدى المرات كانت تجلس مع صديقاتها ينتظران موعد المحاضرة الاخري تحدثت احدهن :
_ انتوا عارفين ان بابا وعدني انه هيسفرني فرنسا اكمل دراستي هناك بعد الجامعة هنا .
_ بجد جميل وانتى يا ميما عاوزة تسافري فين ؟
ابتسمت مريم :
_ ايطاليا ..
_ لسبب ولا عادي ..
_ لاسباب كتيرة منهم ( اخرجت هاتفها وفتحت معرض الصور ) دا من اهم الاسباب .
_ معرض ايهاب مختار ؟
_ ايوه .. عاوزة اروحه واقابل ايهاب مختار دا احدى احلامي .
_ لدرجة دي ؟
_ جدًا دا احدى اسباب حماسي دخول فنون جميلة هنا لانه درس هنا قبل ما يروح ايطاليا ف انا عاوزة امشي ع نفس الطريق واعرض لوحات ليا فى معرضه ..
تحدثت احدهن:
_ احلامك كبيرة اوي يا ميما .. معرضه مره واحدة
_ لازم احلامي تكون كبيرة لاني استحق احلام كبيرة ، واحدى احلامي اقابل ايهاب مختار متسالوش ازاى هيحصل هقولكم معرفش لكن انا هكمل لغاية ما اوصل لحلمي ولوحاتي تتعرض فى معرض ايهاب مختار .
اقترب زين نحوها وامسك هاتفها وهو ينظر الى صورة ايهاب مختار قائلًا:
_ يادي ايهاب توفيق اللى مصدعانا به .
التفتت مريم وصديقاتها وقالت :
_ ايهاب مختار وبطل رخامة .
جذبت الهاتف من يده .. وقال زين وهو ينظر الى اصدقائها :
_ هي مصدعاكم به وانها هتسافر ايطاليا وهتعرض لوحات ليها هناك فى المعرض بتاعه والكلام الكتير دا .
قالت مريم:
_ وانت مالك يا غلس .
_ يا بنتي خليكي واقعية .. دا انسان ربنا فتحها عليه خارج الحدود واستقر برا خلاص .
تحدثت احدهن:
_ ماهى بتحلم تخلص وتسافر ايطاليا .
تحدث زين بنبرة صوت واثقة :
_ لما تخلص بقى يحلها ربنا بس ميما مش هتروح ايطاليا
تعجبت مريم :
_ ليه ؟
_ لأنها عارفة لازم تروح فين .
تنظر اليه بتعجب وتتسأل صديقاتها :
_ فين ؟
اجاب زين بهدوء :
_ الهند .. لازم تروح الهند بلزومتها دي .
قال كلماته وركض من مكانه وضحكت صديقاتها ولحقت مريم به تركض خلفه وهي تقول
_ انا بلزومه اهو انت ابو زلومة .
كانت صديقاتها يضحكن ع زين وهو يمازح مريم ويفلت منها كلما حاولت الامساك به وتخبطها ببعض الاشخاص ...
بدأ زين يندمج فى جامعته وتعرف على أصدقاء جدد وأصبح محبوبًا بينهم .. ورغم أنشغاله بمحاضراته وأصدقائه كان يحرص في كثير من الأوقات أن يذهب الى مريم في جامعتها يجلس معها ومع أصدقائها بين المحاضرات يتحدثون ويضحكون سويًا لبعض الوقت ثم يعود الى جامعته ويتقابل مع مريم في موعد الرجوع الى المنزل فكانت لحظات وجود زين مع مريم يشعرها بالسعادة ويجعل يومها اسهل وأجمل ..
عيد ميلاد مريم صادف في أيام دراسة .. في صباح يوم عيد ميلادها استيقظت على رسائل تهنئة من اصدقائها وتهنئه عائلتها ولكنها كانت تنتظر تهنئة زين لها .. مر وقت ولم تصل منه رسالة ولا في المساء كما اعتاد .. تجهزت لتذهب الى الجامعة كان زين ينتظرها ليذهبا سويًا .. كان يتصرف كأن اليوم عادي لا يحمل اى مناسبة خاصة :
_ يلا يا ميما عندي محاضرة لازم احضرها .
_ طيب كنت تروح وانا كنت هروح عادي لوحدي .
_ وليه يعني ما طريقنا واحد .. يلا ..
في الطريق ظلت مريم تنظر اليه بإستغراب تنتظر منه أى تلميح كلمة او نظرة لتذكيرة بعيد ميلادها ولكنه ظل صامت يتصفح هاتفه .. ارادت ان تذكره ربما نسي ..تحدثت مريم :
_ زيزو ..
كان يتصفح هاتفه :
_ ايون ..
_ هو انهارده ايه ؟
_ يوم من ايام ربنا .. ليه ؟
_ يعني يوم ايه ؟
_ الثلاثاء ..
_ كام في الشهر ؟
_ ميما .. كام في الشهر دي نقولها ايام الامتحانات غير كدا مبركزش وانت عارفه .
_ ها .. اوكيه اوكيه .
عاد ليتصفح هاتفه ونظرت الى الخارج عبر النافذة بجانبها حتى وصلوا الى الجامعة .. ودعها زين وذهب الى جامعته .. تقابلت مع صديقاتها وحضرت المحاضرات وجلست برفقتهن فى الكافتيريا وكانت تبتسم لهن دون حماس وكأن شيئًا ناقص .. ظلت تنظر الى الهاتف لعل يرسل لها رسالة تهنئه .. جلست فى شرود وفجأة سمعت صوت من خلفها :
_ هاذا باذا تو يو ميما
استدارت سريعًا ووجدت زين يقف ل ابتسامته الواسعة يحمل علبة بيتزا مفتوحة وفيها شمعة صغيرة مشتعلة .. اقترب نحوها :
_ يلا بسرعة هوفي واتمنى قبل ما تنطفي بسرعة .
بالفعل طفت الشمعة ونظرت اليه وقال وهو يضحك:
_ مبروك عليكي المقلب تحبي نذيع ولا منذعش ..
_ انت رخم بشكل .
_ وانتى هبلة .. هل انا هنسي عيد ميلادك يا عبيطة .
_ اومال ايه اللى عملته دا .. اول مره فى عمري متنكش اول واحد .
_ حبيت السنادى اكون مختلف واعمل مقلب هاهاهاها انا شرير
_ هلبس البيتزا فى وشك .
ضحك وضحكوا اصدقائها وقالت احدهم :
- بس عيد ميلاد يعني تورته وكدا مش بيتزا
تحدث زين :
_ التورتة والجاتوة دا لناس العادية .. لكن ميما مميزة عيد ميلادها يعني بيتزا اكسترا تشيز .
_ والله انت رخم .
_ هاذا باذا تو يو يا شق .
ابتسمت مريم واشتعل قلبها بالفرحة كما كانت الشمعة مشتعلة وظلت هي وزين يناكفان بعض وسط ضحكات اصدقائها ..
مر العام الاول فى الدراسة بنجاح مريم وزين وانتقالهم للعام الثاني فى الجامعة .. وبدء العام الثاني .. في أحد أيام الدراسة خرجت مريم من الجامعة متجهه الى المطعم .. دخلت بهدوء رأت كرم وسناء يجلسان مع شخص غريب نوعًا ما .. أقتربت نحوهم :
_ مساء الخير .
نظرت نحوها سناء :
_ ميما .. انتى جيتي امتى ؟
سحبت مقعد وجلست :
_ اتلغى اخر سيكشن وزين عنده محاضره قولتله هاجي هنا وهو هيخلص وهيجي .
_ طيب كويس .
تحدث كرم :
_ سلمي يا مريم .. عبدالله ابن عمك كمال .
ابتسمت مريم والقت عليه التحيه واستكمل كرم :
_ عبدالله استلم شغله هنا فى الاسكندرية في شركة مقاولات كبيرة ماهو مهندس معماري
_ بجد .. جميل بالتوفيق .
تحدث عبدالله :
_ عمي كرم قال انك في فنون جميلة ؟
_ ايوه في سنة تانية
_ شدي حيلك وخلصي وتشتغلي معايا .
ابتسمت مريم:
_ هو انا حلمي غير كدا بس ربنا يسهل ان شاء الله .
تحدثوا سويًا ثم استأذن عبدالله وغادر المطعم وتحدثت مريم :
_ غريبة ايه فكرهم بينا ؟
تحدث كرم :
_ اتنقل شغل هنا وقال يمر يسلم
_ وعمي كمال يعرف ؟
_ ايوه هو قاله يبقى يمر عليا يسلم يعني .
_ طيب كويس .
تحدثت سناء :
_ محترم وابن ناس عبدالله واخد من الهام كتير يتحب ع طول .
ضحكت مريم:
_ من اول مقابلة طيب لما تشوفيه تاني ؟
_ ماهو انتى مشوفتيش الهام مرات عمك.. حته سكرة وحبيبة كدا لولا بس عمك كمال كان زمانا عندهم وهما عندنا .
تحدثت مريم:
_ والله بابنا مفتوح اهلا بكل الناس وكرم مش مقصر كل فتره بيكلم عمي .
لمح كرم دخول زين :
_ زين جه ..
سحب مقعد وجلس :
_ بسرعة يا سناء اى طاجن فى الفرن ديناصورات بطني هتطلع عليكم .
ضحكوا وقالت سناء :
- حاضر قولهم ربع ساعة وهيكون الاكل قدامكم .
امسك زين يد مريم وقام بعضها وصرخت مريم :
_ بتعمل ايه يا مجنون ؟
_ جعان ..جعاااان
ضحك كرم وقال :
_ تعالي جنبي يا ميما لياكلك ..
في الجامعة ومريم تقف مع صديقاتها سمعت اسمها :
_ مريم
التفتت على الصوت وتفأجأت :
_ عبدالله ..
ب ابتسامة :
_ ايه المفاجاة الجميلة دي .. انا كنت هنا لشخص اعرفه وخارج مكنتش اتوقع اشوفك .
_ اكيد هتتوقع لانى بدرس هنا .
_ اه صح.. لكن مش وسط العدد دا .
_ صدفة سعيدة
_ فعلًا صدفة سعيدة .. انتى عندك محاضرات ؟
_ لسه قدامي ربع ساعة كدا
_ طيب ينفع تعزميني ع حاجة ؟
_ اوكيه ..
ذهبوا الى الكافتيريا ووقفا يحتسيا المشروب الساخن وهما يتحدثان .. رن مريم هاتفه كانت صديقتها تستعجلها لموعد المحاضرة وتركت عبدالله وذهبت اليها وظل عبدالله ينظر اليها وهي تغادر وع وجهه ابتسامة .
تكرر ذهاب عبدالله لمريم فى الجامعة وفي احدى المرات رأها زين تقف معه بمفردهم واقترب اليهم :
_ مساء الخير
نظرت نحوه مريم وقالت :
_ زيزو
_ اهلا يا عبدالله
_ ازيك يا زين
_ الحمدلله .. ميما بسأل عليكي البنات قالولي فى الكافتيريا .
_ عبدالله كان عاوز يشرب قهوة .
_ وهو انتى قهوجيه هتعمليها يعني ولا ايه ؟
لاحظت ريم نبرة زين الحادة واقتربت اليه وهمست :
_ في ايه ؟
نظر نحوها :
_ انتى اللى في ايه وبتعملي ايه ؟
تحدث عبدالله:
_ فرصة سعيدة يا زين .. انا همشي دلواقتي عشان عندي موعد سلام يا زين سلام مريم .
تحرك عبدالله مغادر وتحدثت مريم:
_ ايه الطريقة دى ؟
_ طريقة ايه .. وبعدين رجله اخدت ع هنا ليه كدا خير .؟
_ شغله قريب من هنا ويعرف حد فى الكلية .
_ يعرفك انتى ؟
_ زين في ايه ؟
_ انا مش مرتاح لابن عمك دا اللى فجاءة ظهر من الاشئ .
_ هو عملك ايه ؟
_ هيعمل .. هيعمل وهتشوفي .
ذهب عبدالله لمريم فى الجامعة كالعادة وتحدثت مريم بصراحة :
_ عبدالله ممكن اسالك سؤال وتجاوبني بصراحة ؟
_ اتفضلي طبعًا
_ انت بتيجي الكلية هنا ليه ؟ بلاش تقولي بتيجي لحد تعرفه هنا لان واضح مفيش حد .
_ بصراحة كدا يا مريم انا باجي عشانك .
_ عشاني ؟
_ ايوه .. حبيت اعرفك عن قرب بعيد عن عمي ومرات عمي .
_ ليه ؟
_ لاني معجب بيكي .. وعاوز اتقدملك .
تفاجئت مريم واستكمل عبدالله حديثه :
_ انا فاتحت عمي كرم وقال الكلمة الاولي والاخيرة ليكي وموافقتك انتى مهمة ، فحبيتك تعرفيني اكتر وتتعاملي معايا اكتر بعيد عن العيلة عشان تقدري تشوفي الصورة صح ..
_ انا .. انا ..
قاطعها عبدالله :
_ انا كنت هصارحك لكن كنت هنتظر الوقت المناسب لكن انتى استعجلتيه .. مش عاوز رد دلواقتي لانك متفاجئة اكيد.. خدى وقتك وفكري واعتقد فى الكام مرة اللى اتكلمنا فيهم مضايقيكش وجودي وفكري فيا كعبدالله مش انى ابن عمك كمال .
تركها عبدالله وغادر الجامعة .. عادت مريم الى المطعم وتحدثت مع والدها واكد لها ما قاله :
_ انا مفتحتكيش في الموضوع لان عاوزك انتى اللى تقرري وتختاري .
_ عبدالله ابن عمي ؟
تحدثت سناء :
_ ابن حلال وطيب وراجل وهيعيش هنا في الاسكندرية معانا يعني مش هتبعدي ..
_ وعمي موافق ؟
_ عمك موافق مش معترض مرحب جدًا ..
تحدثت سناء :
_ الهام قالتلي جوازك من عبدالله هيكون السبب في رجوع المايه لمجاريها بينا وبينهم بدل معاملاتنا عن البعد معاهم وسبحان الله ممكن تكوني انتى اللى هترجعي حق ابوكي من عمك .
_ ايه اللى بتقوليه دا يا سناء حق ايه ؟
_ حقك وورثك اللى كمال اخدوا واداك فتافيت.
_ الحمدلله يا سناء عايشين ولا لا .
_ الحمدلله مقولتش حاجة لكن دا ميمنعش ان لك حق عند كمال .
تحدث كرم :
_ مريم .. حبيببتي متركزيش مع امك انتى عاملتي عبدالله واتكلمتي معاه .. شايفه ايه ؟
صمتت مريم للحظة وقالت :
_ مش عارفة يا بابا .. هو كويس مشفتش منه حاجة لكن مش عارفه .
_ خدي وقتك فكري وقرري وانا معاكي .
تقابلت مع زين على السطح وجلسوا يتناولون الطعام :
_ زيزو
_ ها ..
بدون مقدمات :
_ انا جالي عريس
كان زين يتناول الطعام وتوقف فجأء وشرق .. ناولته المياه ليشرب ونظر نحوها :
_ جالك ايه ؟
_ عريس ..
_ ازاي يعني يجيلك ؟
_ هو ايه اللى ازاى ؟ انا بنت زى باقي البنات اكيد هيتقدملى عرسان .
_ مين دا وعرفك ازاى ومنين .
نظرت نحوه للحظات فى صمت وقالت :
_ عبدالله ابن عمي
خبط بيده على الطاولة بقوة :
_ كنت عارف .. كنت عارف ان نيته مش سالكة كل شويا عندك دا مش سلكان.. مرفوض
_ اسمع لاخر .؟
_ مش هسمع حاجة هو شخص مش سالك مرفوض وبعدين دا ابن عمك كمال اللى اساسًا مفيش تعامل غير فى المناسبات فجأة كدا ظهر ودخل فى الصورة .. لا لا مرفوض .
- انت مش مديني فرصة اتكلم .
نظر اليها بتعجب :
_ هتتكلمي في ايه ؟ هو انتى موافقة ؟
_ لا مش موافقة
_ اهو ..
_ او موافقة .. لسه محددتش
نظر نحوها زين باندهاش :
_ ازاى يعني ؟
_ بص يا زيزو .. عبدالله دا ابن عمي صح
_ ايوه ادخلى فى الموضوع .
_ هو كويس بصراحة معاملته ليا كانت كويسة مضايقتش .
_ ها ..انجزي وبعدين ..
_ هو قال لبابا هيعيش هنا فى الاسكندرية عشان شغله يعني مش هبعد ..
_ تصدقي كان فعلا مشكلة واتحلت .. ناقص تقوليلي هيجبلك شقة 3 اوض وصاله مفروشين ..
_ ممكن تهدأ عصبيتك دي تسمعني للاخر متقاطعنيش ..
_ قولي وياريت ننجز .
_ فى جزء مهم فى الموضوع دا شاغلني بجد.
_ اللى هو ايه بقى ؟
_ ميراث بابا .
_ مميراث ابوكي .. من مين ؟
_ من جدي .. عمي اخده وادا لبابا فتافيت .. وعبد الله ابن عمي الكبير وهيبقى سهل ارجع حق بابا و ..
قاطع حديثها :
_ وانتى هتوافقي عشان ترجعي ميراث ابوكي من عمك ..
_ ليه لا ..
_ مريم .. اخرجي من فيلم الابيض واسود اللى انتى داخلاه دا ..فوقي ها فوقي بدل ما اديكي قفا يفوقك .
_ فى ايه يا زين ؟
_ في انك متخلفه وخسارة فيكي التعليم ، ايه قصة فيلم عاد لينتقم دي بنت نتنقم لابوها من عمها فتتجوز ابنه .. انتى واعيه لكلامك .؟
_ بصراحة كدا انا كان نفسي اكون ولد كنت قدرت رجعت حق بابا من عمي .
_ ابوكي مش محتاج حاجة من عمك ، ابوكي ماشاء الله عنده شغله ومكانه اللى هو صاحبه وانتى عندك كل حاجة .. فلوس عمك مش محتاجينها .
_ انا ..
_ انتى تخرسي خالص ومتفكريش .. قال تنتقم قال .. دا جواز يا مريم جواز مينفعش تفكري فيه بالشكل دا وبعدين جواز ايه اللى تفكري فيه دلواقتي وانتى قدامك لسه الكلية احنا اتفقنا مفيش تفكير فى اى حاجة غير دراستك صح .
_ صح.. عشان كدا قولت اتخطب واحاول وانا مخطوبة كدا اقنع عبدالله يقنع عمي و ..
_ ومفيش حاجة .. مفيش حاجة من الهبد دا هيحصل .
_ انت متعصب ليه كدا احنا بنتكلم بهدوء .
حاول زين يهدأ :
_ لا مش متعصب ولا حاجة ..انتى اللى مستفزة وتفكيرك مستفز . اقفلي الموضوع دا
_ طيب خطوبة و افرح يومين بدبلة وكدا زي البنات واجرب ؟
_اعقلي كدا ماشي اعقلي بدل ما هتلقي حالًا قفا نازل عليكي من حيث لا تدري اعملك استيكر على الطرابيزة دي .
_ تعملها عارفاك.. انا قولت افضفض معاك اتكلم بصوت ماهو مفيش غيرك بفضفضله ودوشه دماغي بيسمعها .
_ اسمعك فى كل حاجة وأي حاجة الا الموضوع دا فاهمة
قالها وهو غاضب زاستكمل حديثه:
_ وكرم ليا كلام معاه دا اللى كان عاوز يلزقلك ابن اخوه .. ماشي يا كرم ماشي .
_ ع فكرة كرم مبيضغطش عليا اوافق بالعكس قالي قالي فكري فكنت بفكر معاك بصوت .. خلاص اقفل الموضوع ويلا ناكل يلا ..
_ سديتي نفسي ..
_ خلاص هاكل انا ..
عادت مريم لتتناول الطعام وجلس زين مشتعل غضبًا من مما سمعه .. وتحدثت مريم وقالت :
_ بس اقولك حاجة والله عبدالله لذيذ و..
كانت مريم تتحدث ب اريحية وهي تتناول المعكرونة امامها وهي تذكر اسم عبد الله ب ابتسامة أمام زين ، فجأة من غير مقدمات مد زين يده ودفع رأسها بخفة نحو طبق المعكرونة امامها .. غاص وجهها فى الطبق وتلطخ بالصلصة الحمراء .. رفعت وجهها بسرعة وعيناها متستعان من المفاجاة ..من الصدمة ظلت صامته للحظات ثم صاحت بغضب :
_ زيييييييييييين .
تحرك من جانبها زين وركض على السلم وهو يضحك عليها وتوجهه الى منزله ومريم تركض خلفة غاضبة .. وصل الى منزله فتح الباب وكانت سوسن واقفة :
_ بتنهج كدا ليه في حد بيجري وراك ؟
سمع زين صوت مريم قادمة :
_ متفتحيش باب الشقة يا ماما
_ ليه .؟
سمعت سوسن جرس الباب وخبط بقوة على باب المنزل .. ركض زين الى غرفته واغلق الباب خلفه وفتحت سوسن الباب وتفاجأت بمريم امامها ووجهها مغطى بالصلصة وملامحها غاضبة ومحرجة :
_ ايه دا يا مريم .. ؟
_ زين خلاني باكل وحط وشي فى طبق المكرونه شايفة
قالتها وهي منزعجة وحاولت سوسن ان تخفي الابتسامة :
_ تعالي اغسلي وشك طيب تعالي .
توجهت الى غرفة زين وخبطت بقوة على الباب :
_ افتح يا زين افتح الباب .
زين من خلف باب الغرفة :
_ زين مش هنا ..انتى جايه مكان غلط .
_ وحضرتك مين عفريته .. افتح بقولك
_ مش هفتح طبعًا .. روحي اغسلي وشك
_ يعني حلو اللى عملته دا ها ..
كانت غاضبة وهي تتحدث وقال زين :
_ ايه يا ميما بهزر معاكي بهزر ..متوقعتش ان راسك خفيفة كدا هتغطس فى الطبق .
_ يا سلام .. افتح يا زين .
_ مش هفتح بقولك.. وبعدين ماهو انتى دلقتي عليا العصير من شهر قولتلك حاجة .
_ يعني انت سكت خلتني قاعدة ودلقت على راسي مايه ساقعة.
_ مايه مش عصير .. خلاص يا ميما بقى روحي نامي روحي .
_ ماشي ماشي .. مش هفوتهالك ماشي .
خرجت مريم منزعجة وتوجهت الى منزلها وخرج زين يبحث عنها وقالت سوسن :
_ ايه يا زين دا مينفعش كدا ؟
_ مكنتش حاسس بنفسي والله
_ ليه ايه حصل ؟
_ كانت بتتكلم ومره واحدة لقيت نفسي بعمل كدا مستوعبتش الا بعد ما لبست الطبق .
_ متسيبهاش كدا بقى صالحها بدل ماتلاقيها ردتهالك انيل .
حاول ان يتواصل معها لم تجيب عليه .. لم يستطيع النوم وذهب الى السطح وجلس على المقعد واسند راسه للخلف ونظر الى السماء فى شرود .. ظل هكذا لبعض من الساعاات حتى سمع صوت كريم يقترب نحوه :
_ انت نمت هنا ولا ايه ؟
التفت اليه :
_ انت منمتش ؟
_مكنش جايلي نوم قولت نلعب ماتش بلايستيشن دخلت اوضتك ملقتكش قولت اشوفك هنا .
نظر كريم فى المكان :
_ انت لوحدك .. فين مريم ؟
تنهد زين :
_ في شقتهم .
_ غريبة من القليل اوي تكون هنا لوحدك .. انتوا اتخنقتوا .
اومأ براسه زين وجلس كريم وقال :
_ مين الغلطان فيكم ؟
_ بصراحة انا بس هي اللى استفزتني اعمل كدا .
_ عملت ايه ؟
_ كانت بتاكل مكرونة قالت جملة استفزتني رحت حطيت وشها فى الطبق وبقى كله صلصة
بملامح اندهاش :
_ اوووبس .. واكيد هي مسكتتش .
_ لو كانت لحقتني كانت روقتني بس انا جريت على البيت وقفلت عليا باب اوضتي وهي قفشت وراحت بيتهم وكلمتها بتقفل فى وشي .
_ انت زودتها يا زين تضايق الحركة .
_ عارف .. هصالحها اينعم هتدفعني دم قلبي بس مش مهم .
_ علاقتكم قطة وفار غريبة بجد ربنا يهديكم .
_ يارب .. ويهديك ..
_ يهدينا كلنا خلاص ياعم زين .
اخرج كريم سيجارة من علبة السجائر بحوزته وعرض واحده لزين :
_ ها ..
_ لالا مش عاوز .
_ متخافش مش هتقفشك وانا مش هقولها .
ابتسم :
_ لا لا مش عاوز بجد .
اشعل كريم سيجارته واطلق الدخان فى الهواء وقال :
_ عارف يا زين تظبيتك السطح انت ومريم كان احلى حاجة عملتوها فى حياتكم القاعدة هنا ترد الروح فعلًا ..
_ اهو مكان نفصل فيه عن قفلة الابواب .
_ فكرة جميلة ..على فكرة سبقناكم احنا بالفكرة دي بس محصلش نصيب ونفذنا .
_ انت ومين ..
صمت كريم :
_ انا و ...
لم يساعده لسانه على نطق الاسم فقال زين :
_ ملك .. انت وملك صح ؟
أومأ براسه واخذ نفس من السيجارة :
_ زمان بقى ..
نظر اليه زين للحظات فى صمت وكريم ينظر امامه في شرود وع وجهه ابتسامة صغيرة .. قال زين :
_ بتتعامل ازاي مع المشاعر دي يا كريم ؟
_ تقصد ايه ؟
_ يعني اقصد انت اتجوزت اه مطولتش بس تتحسب اتجوزت وبعدها عرفت بنات كتير ف اكيد بتحس اوقات بمشاعر كدا خارجه عن سيطرتك مش مفهومه مينفعش تحسها بتتعامل ازاى معاها ؟
_ اتلهيت .. شغلت نفسي فى حوارات عشان لو سيبت نفسي للفراغ والتفكير انا هتأذى .
_ يعني علاقاتك دي كلها عشان تشتت نفسك ؟
_ ايوه .. لما يكون فى موضوع مش عارف اتعامل معاه بهدوء وملغبطني بلهي نفسي باى حوار تاني يشتتني .. التشتيت افضل وسيلة إنقاذ سريع عن تجربة واهو قدامك زي الفل .
صمت زين للحظات وبدأ يفكر في كلمات كريم مرددا بصوت خافض :
_ تشتيت .. تشتيت .
في الصباح حاول زين أكثر من مرة الاتصال بمريم لكن كل مكالمة كانت تقوم برفضها مريم ..ذهب الى منزلها فتحت سوسن الباب :
_ مريم فين ؟
_ نايمة
_ هي مش هتروح الجامعة ؟
_ لا قالت مفيش حاجة مهمة ونايمة .
ذهب زين الى جامعته وبعد انتهاء محاضراته ذهب الى المطعم توقع أن يجدها هناك كما يحدث فى العادة ولكنه علم بتواجدها فى المنزل بمفردها .. في منزلها كانت مريم تجلس تنتقل بين قنوات التلفاز رن جرس الباب فتحت وجدت امامها عامل التوصيل يحمل علبة بيتزا .. أخذتها منه وأغلقت الباب وجلست على الطاولة وفتحت العلبة وتفاجئت بورقة بجملة داخلها مكتوب :
_ انا اسف يا ميما بجد اسف.
نظرت الى البيتزا للحظات بغضب ثم ابتسمت وجلست تناولتها بسعادة واتصل بها زين واجابت وهى تتناول البيتزا فعلم باانه تم المصالحة :
_ بس دي مش مصالحة كدا
_ لا دا فتح سكة .. اجهزي كمان ساعة هعدى عليكي نروح سينما .
_ وهتجبلي ايس كريم ودونتس ؟
_ كل حاجة عاوزها شاوري هتلاقيها قدامك .
_ اوكيه ..
لاحظت مريم في الفترة الاخيرة أن زيارات زين لها في الجامعة قلت كثيرًا .. لم يعد يأتي بين المحاضرات مثلما اعتاد ولم يعد يجلس معها ومع صديقاتها كما كان يفعل دائمًا .. كل مرة تسأله كان يعتذر بلطف ويبرر غيابه بأنشغاله في محاضراته .. ورغم مبرراته المنطقية ولكن قلب مريم لم يقتنع شعرت أن هناك سبب أخر فقررت في أحد الأيام أن تفاجئه وتذهب الى جامعته دون أن تخبره ..