رواية زين وزينة الفصل التاسع 9 بقلم منال كريم

 

 رواية زين وزينة الفصل التاسع


عاد زين إلى المنزل ، ذهب إلى غرفته سريعاً ، ذهب كارن خلفه بتوتر

سأل بتوتر: ماذا حدث ؟ لماذا أنت هنا في هذا الوقت؟ يجب أن تكون في المحطة باقي دقائق على حلقة البرنامج.

لم يجيب زين، جاء بحقيبة كبيرة وضعها على الفراش ، و بدأ جمع أغراضه.
سأل بتعجب: ماذا حدث ؟

لم يجيب أيضا.

اول شي خطر على كارن ، أن زين يسافر إلى الهند.

اقترب منه و سأل بخوف و تراقب: هل حدث مكروه للعائلة؟

لم يجيب ايضا، صرخ كارن : لماذا أنت صامت؟ تحدث سوف اموت رعباً.

أخذ نفس عميق و قال بهدوء: لا يوجد شيء ، سوف اغادر المنزل.

عقد حاجبيه بتعجب و سأل: لماذا؟

نظر له و قال بصوت بارد: اليوم قطعت كل الروابط مع أمير.

نظر كارن بسخرية و قال باستهزاء: لست في حاجة إلى السؤال، لاني اعلم السبب، هي زينة.

أشار السبابة في وجهه بغضب: لا تنطق اسمها ، هل تفهم؟ اسم هذه الفتاة لا يجب ذكرها هنا في المكان القذر، و على لسان شخص مثلك.

أبتسم بسخرية و قال: مكان قذر و شخص مثلي، احسنت اخي ، حقا احسنت، هذه الفتاة جعلت تقطع روابط منذ زمن، لماذا تفعل ذلك ؟ تذكر زين هي ليست لك، أنت محقا، هي فتاة صالحة و لا يجب ذكر اسمها هنا، و لا يجب تكون في قلب شخص قذر مثلك، لكن السؤال هنا، هل هي تنظر لك، أو تشعر بوجودك؟ بالتأكيد لا ، لأنك خيال هي لم تراك، و لا تفعل، أنا لا اطلب منك عدم الرحيل، ارحل زين، إذا كنت تريد ذلك ارحل.

كاد يغادر كارن لكن امسك يديه و جلس على الفراش بحزن، و انهار من البكاء و كأنه طفل صغير يبحث عن حضن أمه...

في هذا الوقت عاد أمير من الخارج ،كان يخطط أن يغادر المنزل هو و يبقى زين هنا.

لكن سمع صوت بكاء زين، ذهب إلى الغرفة سريعاً ، وقف أمام الغرفة..

قال زين بدموع: أنا أعلم أني على خطأ ، أن أذهب خلف هذه الفتاة، اليوم لأول مرة رفعت يدي على اخي أمير و كنت على استعداد أن اخسر امير و اخسرك لأجلها، أعلم أني خسرت كرامتي امامها،  اعلم انها لم تراني و لا تفعل، أعلم أنها حلم مستحيل ، هي مثل السماء صعبة المنال.

رفع رأسه و نظر إلى كارن بعيون ممتلئة بالدموعِ و قال: لكن احبها ، اعشقها حد الجنون، لا أريد كسر غرورها ، كنت اهرب من الواقع ، الواقع اني عاشق لها، مهوس مجنون، لا أستطيع الابتعاد عنها ، ماذا أفعل اخي؟  أنا مثل المسحور، أذهب في الصباح انتظر أمام منزلها، و اتبعها حتي تصل إلى شركتها، و في المساء أغادر شركتي قبل انتهاء الدوام الرسمي حتي أكون في انتظارها أمام شركتها، و اسير خلفها حتي تصل إلى منزلها، انتظر بالساعات و أنا انظر الى شرفة منزلها على أمل أن تخرج و امتع عيوني برؤيتها لكن لا تظهر، أنا واقع في الغرام أخي، ماذا أفعل ؟

كان كارن و أمير يذرفون الدموع  لأجله، فطالما كان قوي ، كان قلبه عليه اقفال كثيرة، حاولت فتيات كثيرة و على قدر عالى من الجمال و الذكاء، سلب قلبه لكن لا محال، كانت جملته الشهيرة: قلبي يدق لأجل الحياة فقط، ليس لأجل حب فتاة.
و هو الآن قلبه يدق و يقرع الطبول لأجل فتاة ليست له، لا يدق قلبها له.

قال كارن بدموع: يكفي اخي، يكفي.

إزالة أمير دموعه و اقترب منهم و قال بمزح : كل ذلك لأني غاضبة منك، سوف ارد الصفعة و ينتهي الموضوع.

نهض زين و وضع يده على كتفه و قال بندم: اعتذر أخي ، اعتذر ، رد لي الصفعة أفعل ذلك حتي يرتاح قلبي.

قال  أمير بابتسامة : إذا أنا لم أكون عونا لك ، و أتحملك في هذا الظروف، من يفعل يا أخي؟ أنت اخي ليس صديقي فحسب، و أنا موافقة أن تذهب الى الحلفة ، حتي تقوم بتغطية إعلامية ، هل تريد شئ آخر ؟

عناقه زين و هو يشعر بالندم ، ليردف: اعتذر أخي ، اعتذر أمير ، اعتذر كارن.

لينضم كارن معهم إلى عناق ممتلئ بالحب و الدموع....

في اليوم التالي 
في مقر الحلفة 

كان زين ينتظر قدوم زينة بفارغ الصبر ، و لا يصدق أنه سوف يتحدث معها اليوم، صحيح سوف يكون حديث في إطار العمل، لكن هذا كافي، كان ينظر إلى نفسه كل ثانية حتي يتأكد إذا كان مظهره جيد أما لا.

كان متالق بذلة رسمي سوداء و كان يخطف الاضواء من وسامته الشديد، فهو وسيم و لا يظهر عليه أنها في الاربعين.

جاء أمير عليه و قال بهمس: أقسم لك أن مظهر جيد و يخطف انفاس الفتيات.

ليكمل كارن: يكفي توتر.

ليجيب بتوتر و رعشة في نبرة صوته: أنا أحاول ترتيب الاسئلة ، لكن لا أستطيع ، كلما حفظت بعض الأسئلة أجد اني نسيت كل شيء ، ماذا أفعل أشعر أني لم أكن مقدم برامج يوماً ما ؟

كارن: خذ نفس عميق و استرخى و أنا واثق أنه سوف يكون لقاء رائع..

وقت ما كان هذا العاشق المهووس سعيد لانه سوف يكون قريب منها اليوم و يتحدث معها.

لكن لا يعلم أن زينة لم تأتي إلى الحلفة، لأنها لا تحبذ هذه الأجواء و أخبرت المسؤول عن التكريم أن أبيها يتسلم الجائزة نباية عنها، و ضاعت أحلام هذا العاشق المهووس..
 

تقف في الشرفة و هي ترى عائلته تذهب الى الحلفة، الجميع كان متحمس إلى الذهاب الا هي 

يوسف و سعاد وشمس و فرح في سيارة 
 زياد و زهرة و  ، حتي الطفل الصغير أحمد ذهب معهم، في سيارة الا زينة لا تحب هذه الاجواء حتي لو كل هذه الحلفة لأجلها ، لكن هي لا تشبه أحد....

سوف يحضر الحلفة بيطار و مايا و بعض الموظفين لدي زينة...

مجرد أن تحركت السيارات ، دلفت إلى الداخل ، فتحت التلفاز ، و ذهبت الى المطبخ لتحضير القهوة الخاصة بها، مع شطيرة جبنة.

في مكان الحلفة ، الجميع على إستعداد لاستقبال ضيفة شرف الحلفة ( زينة يوسف عز الدين)

على المنصة و قال مقدم الحلفة في الميك: السيدات و الساده مرحبا بكم ، شكرا لكم على الحضور، اتمني للجميع قضاء وقت ممتع ، و الآن رحبوا معي بعائلة أفضل سيدة اعمال و الحقيقة أصغر سيدة أعمال لهذا العام ، عائلة زينة يوسف عز الدين.

تدلف إلى القاعة عائلة زينة وسط تصفيق حار من الجميع ، كانوا يشعرون بالفخر والاعتزاز من زينة.

الجميع يبحث بينهم على زينة.

و هو يبحث بجنون و اشتياق بينهم.

الجميع يتحدث بهمس: أين زينة؟

قال المقدم: الجميع يسأل أين زينة؟ هي للاسف لا تستطيع الحضور.

مجرد أن قال ذلك، شعر زين بخيبة أمل كبيرة ، و كأن احداهما طعنه في مقتل .

أكمل المقدم: سوف يستلم الجائزة بالنيابة عنها مستر يوسف عز الدين ، من فضلك اصعد إلى المنصة.

نهض يوسف بفخر و هو يذهب لاستلام الجائزة.

بينما نهض هو بحزن و خبية أمل و غادر القاعة و خلفه كارن، أما أمير قرار تغطية الحفلة.

يقف أمام الميك و يتحدث بصوت مرتعش و دموع عالقة في عيونه: الحقيقة لا أستطيع وصف شعوري اليوم، و أنا استلم جائزة ابنتي الصغيرة ، التي مازلت أرى انها تلعب و تلهو حوالي، و اسال نفسي ، هل هي كبرت إلى هذا الحد؟ لا أعلم ماذا اقول؟ 

نظر إلى الكاميرا التي أمامه و هو يعلم أن زينة تشاهد الحفل، و قال بحب: زينة أنا فخور بيكي، أحبك يا زينة حياتي 

ابتسمت بدموع و هي تسمع كلمات أبيها لها و قالت: و أنا بحبك يا قلب زينة...

في خارج القاعة.

كان يحفز نفسه أنه قوي، و يكفي ضعف، يكفي خسارة كرامته أكثر من ذلك ، سوف يكون قوي و لا يذرف دمعة عليها.

كان ينظر إلى الأمام و جاء كارن وقف خلفه  رتب على كتفه، لينهار حصونه  و يبكي و لا يستطيع السيطرة على ضعفه بسبب هذه الفتاة....

ظل كارن في الخلف ، لا يستطيع يرى ضعف صديقه أكثر من ذلك، يقسم أن زين لم يكن ضعيف هكذا، يقسم أن كان فتيات تجثوه على ركبتيها أمامه حتي يرضي أن يكون معهم دون رابط بينهم كانوا لا يطلبون منه أي حقوق ، و لا زواج و لا ارتباط فقط يكون معهم..

لكن الآن هذا شخص ضعيف، بلا شخصية ، قلبه ليس ملكه، قلبه ينبض باسم  من وجهه نظر كارن و أمير هي  فتاة مغرورة و متكبرة و تتعامل بوقاحة مع الجميع.....

لم يجد كارن حديث يقوله ، تنهد بحزن ثم قال: أخي يجب عليك أن تحاول نسيان الفتاة...

التفت له و قال: أقسم لك اني احاول أفعل ذلك اخي، سوف أذهب إلى الهند، لعل أستطيع نسيانها إذا ابتعدت عنها.

قال كارن: قرار صحيح اخي..

عاد زين إلى المنزل قبل انتهاء الحفلة.

في اليوم التالي 

في المطار ، المكان الذي أصبح يجمع زين و زينة دائما...

كانت زينة توصل عائلتها ليعودوا إلى مصر 

و زين و أمير يسافروا إلى الهند، و كارن يعود إلى أمريكا...

كانت تغادر زينة بعد توصيل عائلتها و هو يدلف مع اصدقائها، مجرد أن ظهرت أمامه، تسمر مكانه، و لا يستطيع أن يتحرك كأنه فقد القدرة على السير، و فجأة ركض خارج المطار ، هرول ، هرول كأنه يركض من الجحيم، هرول و هو لا يرى و لا يسمع شيء، لا ينتبه إلى أصدقائه الذين يركضون خلفه، و لا ينتبه إلى السيارة التي تعطي إشارة له أن يبتعد، حتي اصطدم بالسيارة.....

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1