رواية زواج تحت التجربة الفصل التاسع 9 بقلم رباب حسين



 رواية زواج تحت التجربة الفصل التاسع بقلم رباب حسين 


في عتمة الليل.... ليلة كان القمر مكتمل كابتسامتي التي كانت تملء وجهي ولكن تحولت إلى أسوء الأحلام المرعبة التي رأيتها في حياتي

أتذكر ما حدث.... توقفت سيارة أبي فجأة بعد وقفت أحد السيارات أمامه.... لم أعي وقتها بما يحدث حولي ولكن أتذكر وجه أمي الشاحب وهي تُخفيني في الخلف داخل السيارة وتهمس لي قبل أن تغادر هي وأبي

أنا هنا… وحدي.... 

الهواء داخل السيارة يختنق لا لأنه قليل بل لأن قلبي يضيق... يدي الصغيرة ترتجف على الزجاج أطرقه… أضربه… أصرخ لكن لا أحد يسمعني

أبي هناك بعيد لكنه قريب جدًا من عيوني

أراه يسقط ثم ينهض ثم يسقط من جديد.... لماذا لا يأتي إليّ؟ لماذا لا يبتسم؟ لماذا عيونه ممتلئة بالخوف؟

أبي لا يخاف… هو دائمًا قوي… أليس كذلك؟

أمي…

أين ذهبت أمي؟ كانت هنا منذ قليل تناديني تقول لي : "لا تخف".... لكني خائف..... خائف جدًا أبحث عنها بين الوجوه بين الأصوات التي لا أفهمها.... قلبي يركض كأنه يريد أن يهرب من صدري…. أن يخرج ويحضنها وهي تقاوم هؤلاء الرجال.... لماذا يخلعون عنها ثيابها؟.... لما تبدو بهذا الخوف؟..... نظرات أبي وبكاءه يعلو ولا أعلم هل لأنه يعجز عن حمايتها منهم؟! ولكن أنا من يشعر بالعجز.... قدماي لا تتحركان يداي لا تفتحان الباب.... أنا لا أعرف كيف أخرج.... كل شيء يصرخ في داخلي.... لكن العالم في الخارج لا يهتم ببكائي... أريد فقط أن أكون معهم... ألا يكون هذا كابوسًا؟.... أريد أن أختبئ في حضن أمي وأن أسمع صوت أبي يقول: "أنا هنا".... لكني لا أسمع إلا الصمت…. وصوت أنفاسي المتقطعة وصوت قلبي وهو يتحطم بعد أن رأيت أبي وأمي ملقيان على الأرض لا حراك..... لا صوت بعد الآن.... فقط عين أمي تنظر تجاه السيارة ولم تغلقها مرة أخرى..... ويد تمتد توضع على كتفي وصوت أعرفه جيدًا يقول : أيهم..... أيهم أصحى.... أصحى ده كابوس

فتح أيهم عينيه وهو ينظر حوله في ذعر ويتصبب عرقًا ثم نظر إلى رنا التي تحتضنه وتحاول أن تهدأ من روعه وقالت : هتفضل تحلم بالكابوس ده لحد إمتى يا أيهم؟

أيهم : لحد ما أجيب حقهم.... لحد ما أوصل لكل واحد فيهم وأقتله بإيدي...... عشان يعرفو إن الراجل الضعيف اللي قتلوه واعتدوا على مراته من غير ما يترددو ثانية إبنه جيه وأقوى منهم كلهم وهاخد حقي منهم وحق رميتي في الملجأ..... وحق كل كلمة إتقالت في حقي وحقهم..... وحق ما طلعوه تاجر ممنوعات عشان يخرجو من القضية...... أنا هوقعهم واحد واحد.... وخلاص مسكت طرف الخيط وهجيب أخره

رنا : أنا خايفة يا أيهم..... خايفة عليك من الدوا اللي إنت خدته ده..... إنت مشفتش منظرك إمبارح كان عامل إزاي

أيهم : متخافيش.... أنا عارف أنا بعمل إيه وأكيد مش هأذي نفسي...... المهم أنا لازم أروح المستشفى وبعدين هروح لخالد عشان أديله الجرعة التانية

رنا : ليه عايز خالد معاك؟.....ليه أصلًا إديته الدوا ده؟

أيهم : كان لازم أعمل تجربة على حد وبعدين توقعت إنه هيبقى زيي بس للأسف طلع ضعيف من جواه أكتر من برا..... ودلوقتي لازم يبقى أقوى وإيمان تفقد السيطرة عليه لإن خالد قدام القانون والناس هو المجرم مش أنا

رنا في صدمة : هو إنت اللي قتلت التالتة؟! 

أيهم : تالت ضحية هو مراد الألفي.... فاكرة بابا عدنان قبل ما يموت قالي إن اللي عمل كده في بابا وماما هما عيلة الألفي..... مراد ده الصغير الدلوعة بتاعهم..... ده أول واحد وتاني واحد عزت الدراع اليمين لطارق...... طارق ده اللي أدى الأمر بقتلهم

رنا : وانت عرفت منين؟

أيهم : فيه واحد شغال معاهم اسمه فتحي خدته من يومين ضربته علقة محترمة مستحملش من أول ٣ ضربات إعترف بكل حاجة..... الراجل ده شغال معاهم من زمان واللي عرفته بقى إنه كان صاحب بابا وهو اللي دل على مكانا بعد ما بابا كان بيهرب منهم حكالي كل حاجة بالتفصيل

فلاش باك

فتحي يجلس على الأرض في مكان مهجور يحاول أن يبتعد عن أيهم بكل الطرق ولكن لا يستطيع فهو يمسك به بكل قوته ويتحرك بطريقة عجيبة ثم جذب أيهم قدمه بقوة وهو يزحف من أمامه ثم أمسك وجهه فتأوه فتحي قائلًا : بتعمل فيا كده ليه..... إنت مين؟

أيهم : أنا هنا اللي بسأل .... تعرف واحد إسمه عرفان؟

عقد فتحي حاجبيه ثم فتح عينيه في صدمة وقال : وأنا بقول شفتك فين قبل كده..... إنت إبن عرفان؟

أيهم : يعني تعرفه

رفعه أيهم بيد واحدة من على الأرض وأوقفه أمامه وقال : تعرفه منين؟

فتحي ونظرات الذعر على وجهه : هقولك بس متضربنيش تاني..... هقولك كل اللي إنت عايزه..... عرفان كان صاحبي كنا شغالين سوا زمان

أيهم : مع عيلة الألفي؟

فتحي : اه.....كان شغال مع طارق باشا ده كبير عيلة الألفي والدراع اليمين هو عزت أما مراد ده الصغير اللي فيهم بتاع سرمحة بس ملوش في الشغل..... ده اللي بيصرف بس لكن محدش يقدر يلمسه عشان طارق باشا هو اللي مربيه وبيعتبره إبنه مش أخوه..... كنا شغالين عندهم بس عرفان غدر بيهم وقتلوه هو ومراته

أيهم : أنا فاكر يوم الحادثة..... بابا رجع وهو مرعوب وقال لماما لازم نمشي من هنا واتصل بصاحبه اسمه فتحي وقاله إنه هيهرب وقاله هنروح فين..... ده إنت صح؟

أماء له فتحي في خوف بنعم فأردف أيهم : إنت اللي قلت على مكانه صح؟

فتحي في توتر : ها..... لا.... هما عرفو معرفش منين

ضربه أيهم بكل قوته فوقع أرضًا وقد كسر فكه فأصبح يتحدث بكلام غير مفهوم فقال أيهم في غضب : هو سؤال وتجاوب بصراحة...... إنت اللي بلغت عن مكانه؟

بكى فتحي في خوف وهو يترجاه بعينيه فصاح أيهم في غضب أشد وقال : إنطق بدل ما ادفنك هنا

أماء فتحي بنعم فرفعه أيهم بيده وقبض على رقبته ثم ألقاه بعيدًا فصدم رأسه بالحائط ولم يتحرك ثانيةً فحمله أيهم وألقاه في مياه النيل

عودة من الفلاش باك

أيهم : صاحبه غدر بيه..... لو مكنش اتكلم مكنش حصل ده كله

رنا : ومراد؟

أيهم : ده أول واحد.... أنا مش هسيب حد في عصابة الألفي كلها على وش الأرض وحرقة قلب طارق عليه زي ما قلبي إتحرق من زمان

في شركة ضخمة يجلس طارق ويدخن بشراهة وعينيه تحمل غضب كبير ثم قال : أنا عايز اللي إسمه خالد ده من تحت الأرض

عزت : ده هربان من الحكومة ومحدش عارف يوصله.... هجيبه إزاى بس؟

وقف طارق أمامه في غضب وقال : هو إنت..... معندكش دم..... مش اللي مات ده أخوك إنت كمان؟

عزت : يا طارق الظابط قالي إن مفيش دليل إن خالد ده اللي قتله.... ده كلام ترندات على السوشيال ميديا

طارق : مليش فيه..... أجيبه وأعرف منه الحقيقة بنفسي..... ما هو محدش يجرؤ يلمس عيلة الألفي كده ويقتل واحد منهم غير لو كان مجنون.... وده مجنون

عزت : مجنون وخطر وقوته محدش يقدر يقف قدامه..... عايزني أجيبه إزاى بس؟..... ده لو عرفت مكانه مش هعرف أقف قصاده

طارق : ماشي.... أنا هبعت اللي يعرف يقف قصاده..... بقولك إيه.... أنا عايز أعرف الدكتور اللي عمل في خالد كده

عقد عزت حاجبيه وقال : ليه؟

طارق : الدكتور ده هو اللي هيقولي كل حاجة..... أظن ده بقى هتعرف تجيبه؟

عزت : هحاول أعرف هو مين لأن مرات خالد قالت في التحقيقات إنها متعرفوش

طارق : تتصرف وأنا هدور بطريقتي عليه

إستيقظ خالد ولم يجد إيمان بالمنزل وتركت له ورقة بأن عليها الذهاب للعمل خرج إلى المطبخ ووجد بعض الطعام الذي أعدته إيمان له قبل أن تذهب فابتسم في حب وتذكر ليلة البارحة عندما كانت بين أحضانه وتأكد أن حبها له كما هو لم يتأثر فقد كان يشعر بالقلق أن تتغير مشاعر إيمان نحوه بعد ما فعل ولكنها تصدق من داخلها أنه لم يفعل ذلك عمدًا وأنه حقًا نقي ويفعل هذا دون قصد منه..... تناول الطعام ثم نظر إلى الثلاجة فوجد ورقة مكتوبة عليها فنهض وقرأها

"حبيبي

صباخ الخير عملتلك فطار والعصير في التلاجة وهجيب أكل معايا وأنا جاية وإنت بقى عليك تتدرب لحد ما أرجع زي ما اتفقنا

حبيبتك إيمان

ملحوظة : ممنوع القهوة" 

وضع الورقة على الطاولة وقام بغسل الصحون ثم أخذ حمام دافئ وبدأ بعمل التمارين التي تساعده على الهدوء والتركيز

أما إيمان فذهبت إلى المشفى وقابلت أيهم داخل المعمل وقالت : المعدات هتوصل النهاردة؟

أيهم : اه..... وبقيت العفش كمان

إيمان : كويس إنك فكرتني بالتلاجة

أيهم : كنتي هتحطي التجارب اللي معاكي فين؟ 

إيمان : صح معاك حق.... المهم هتيجي إمتى؟

أيهم : بعد الشغل نروح سوا..... بس أنا قلقان لعلاء يكون مراقبك

إيمان : أنا قعدت النهاردة أبص ورايا كتير أوي وأنا ماشية ووأنا في المواصلات بس ملقتش حد.... المشكلة إني لازم أرجع البيت.... ماما متعرفش حاجة وبفكر إني لازم حتى لو علاء راقبني يلاقي تحركاتي زي ما هي

أيهم : بصي أنا عندي فكرة..... إنتي تروحي من هنا على البيت عادي وبعدين تغيري هدومك وبعد ساعتين تلبسي عباية سودا من بتاعت الخدامين وتاخدي شنطة صغيرة معاكي تحطي فيها حاجتك وبعدين تروحي على الشقة والصبح تطلعي البيت عادي وتغيري هدومك وتروحي الشغل

إيمان : فكرة..... بس متعبة أوي

أيهم : عارف المسافة طويلة بس للأسف مفيش حل تاني وبعدين كله فدا خالد

ابتسمت إيمان وقالت : صح كله فداه... عايزة كمان أشتري موبايل صغير لخالد عشان لو حصل حاجة يعرف يوصلي أو يوصلك

أيهم : متقلقيش..... أنا هشتريه وأنا رايح النهاردة وكمان هستأذن بدري عشان الأجهزة اللي جاية ديه وإنتي روحي في ميعادك عادى زي ما اتفقنا.... وكمان جهزت عقد العربية وديه بقيت الفلوس خليهم معاكي يمكن تحتاجي حاجة إنتي وخالد

إيمان : شكرًا جدًا يا أيهم

أيهم : مفيش شكر بينا وبعدين ما خلاص بقى قولت أنا كمان بحاول أحل الغلط اللي عملته.... أنا متفائل بالعلاج اللى هنجربه النهاردة

إيمان : ياريت بجد..... نفسي ألاقي تقدم كده في حالته

أيهم : لا من ناحية التقدم هيحصل هيحصل

ذهبت إيمان إلى مكتبها لتقوم ببعض الأبحاث التي تخص العمل أما أيهم فنظر إلى أثرها وقال في نفسه : كده خالد هيبقى معايا لوحده..... وديه فرصتي

أستأذن أيهم مبكرًا من العمل وذهب إلى منزل خالد وطرق الباب فنظر خالد إلى الباب ولم يجيب ثم عاد لعمل التمارين واستمع إلى صوت الباب مرة أخرى وقال أيهم : افتح أنا أيهم

نهض خالد وفتح الباب ووجده يقوم ببعض التمارين فقال له : معلش قاطعتك.... بس لازم تدخل جوا عشان المعدات جاية وكمان شوية عفش للشقة

خالد : ماشي..... فين إيمان؟

أيهم : خفت لا تكون متراقبة من البوليس فقولتلها تروح على البيت وتتنكر في لبس تاني وتيجي عشان محدش يشك فيها

أماء له خالد فقال أيهم : خد التليفون ده ليك عليه رقمي ورقم إيمان وكمان العقد ده بتاع العربية لو سمحت أمضية

أمسك خالد العقد ووقعه وأخذ الهاتف ودخل الغرفة وقام بالإتصال بإيمان التي نظرت إلى الرقم في تعجب وعندما تلقت المكالمة ابتسمت عندما سمعت صوته

خالد : وحشتيني

إيمان : وإنت كمان يا حبيبي..... هخلص واجيلك على طول.... المعدات جت؟

خالد : لسه.... أيهم مستني برا.... أنا قلت أسمع صوتك..... صوتك بيهديني أكتر وبحس براحة إنك معايا

إيمان : أنا هجيلك جري

أنهت إيمان المكالمة وذهبت إلى منزلها.... بعد قليل جاءت المعدات وبعض الآثاث وتم وضعه داخل المنزل ثم ذهب العمال وأغلق أيهم الباب ثم دخل الغرفة عند خالد وقال : تعالى بقى يا بطل شيل ولوحدك أنا مش هشيل معاك

خالد : إنت بتستغلني بقى؟!

أيهم : بذمتك أتعب نفسي ليه.... ده أنت تشيلهم بصباع رجلك

خالد : مش حاجة حلوة على فكرة

أيهم : يا إبني ده حلم أي راجل بيلعب جيم..... بقولك إيه أكيد في وسط الأعراض ديه كلها فيه حاجات حلوة يعني

خالد : أنا مش شايف حاجة حلوة أصلًا

أيهم : أحيانًا لازم نتقبل الواقع ونتعايش معاه لأن رفضه مش هيوصلك لحاجة غير إنك هتتعب من كتر المقاومة

خالد : بلاش فلسفة يا أيهم وقولي عايز تحط الحاجة فين

أشار أيهم إلى الغرفة الأخرى فقام خالد بحمل الأغراض وقام أيهم بترتيب المعمل ثم خرج خالد ووضع الآثاث مكانه ثم دخل المعمل وقال : كده كله تمام؟

أيهم : تمام.... يلا بقى تعالى أخد منك عينة نشوف الوضع وصل لحد فين

أخذ أيهم عينة منه وقال : ديه أنا هحللها بكرة بقى في الشغل على مهلي.... بس دلوقتي هات دراعك تاني عشان تاخد الجرعة ديه

خالد : ده إيه؟

أيهم : ده هرمون السيروتونين هيهدي الخلايا شوية عشان إنتاج الأدرينالين يقل شوية

أعطى خالد له ذراعه وقام أيهم بحقنه بجرعة أخرى من الدواء معدلة ليقوم بتحفيز العضلات الجسدية وزيادة نسبة الأدرينالين قليلًا.... بعد وقت قليل بدأ خالد يشعر بالتعب فنهض واستند على يد الكرسي فتحطم إلى نصفين فنظر له أيهم في إعجاب ثم قال : مالك يا خالد..... حاسس بإيه؟

خالد : أنا حاسس بعصبية..... ليه متعصب؟..... أبعد يا أيهم عني..... مش عايز أئذيك

أيهم : ليه متعصب؟..... إستنى بس مينفعش أسيبك لازم أتابع الحالة

خالد في غضب : بقولك سيبني دلوقتي

ثم دفعه بقوة فوقع أيهم أرضًا وذهب خالد إلى الغرفة الفارغة وأخذ يصرخ في غضب ثم جلس بالأرض يقوم بعمل تمارين لمحاولة تهدئة نفسه حتى لا يرتكب جريمة أخرى أما أيهم فنظر له بإعجاب فقد دفعه بسهولة رغم قوته أيضًا وأطاح به أرضًا وسمع صوته وعلم أن التعديل على الدواء قد جعله أكثر فاعلية وهذا ما يحتاج إليه في الوقت الحالي

الفصل العاشر من هنا

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1