رواية فى سبيل صهيب الفصل التاسع بقلم لبنى دراز
ما أصعب أن تُصبح الأسرار كالشوك الذي يُغرز في أعماق قلوبنا، تهمس لنا بما نخشى مواجهته، وتقودنا نحو حافة الهاوية. وما أقسى أن يكون الخلاص مستحيلًا، والخيار الوحيد هو الهروب أو المواجهة.
في سبيل صهيب بقلمي✍️_____لبنى دراز
فـ النادي
بعد مرور يومين خرجت شاهندة من القصر راحت تقعد فـ النادي شوية مع صديقاتها وهى قاعدة بتضحك وتهزر معاهم شافت هاني داخل ومعاه شاب ما تعرفهوش.
هاني قرب منها وملامحه مبتسمة وبنبرة هادية: مساء الخير، شاهي حبيبتي ما قولتيش ليه انك جاية؟ كنت جيت اخدتك من القصر بنفسي.
شاهندة بملامح باهتة ونظرة غريبة اول مرة يشوفها وبلا مبالاة: عادي، ما كانش في داعي اتعبك، انا معايا عربيتي.
هاني بحب مصطنع وهو بيقرب أكتر منها: ايه الكلام اللي بتقوليه ده يا روحي، لو انا ما تعبتش عشان خاطر عيونك، هتعب عشان مين يعني؟… ورفع عينه لـ صاحباتها اللى معاها: عاجبكوا كدا يا بنات؟ سامعين صاحبتكم بتقول ايه؟
شاهندة بنرفزة: خلاص يا هاني، ولو سمحت روح اقعد مع صاحبك وسيبني مع اصحابي.
هاني بهدوء: ده رسلان ابن خالي جاي من الصعيد فتح مكتب محاماه من كام شهر وقرر يستقر هنا.
شاهندة بابتسامة هادية من غير ما تمد ايدها: اهلا وسهلا استاذ رسلان، القاهرة نورت.
رسلان اول ما عينه وقعت ع شاهندة حس بنغزة فـ قلبه ورعشة فـ جسمه كله مش عارف سببها وصوته خرج بصعوبة: احم، القاهرة منورة بناسها.
هاني لاحظ تغيير حالة رسلان ونظرات عينيه، قرب منه وحط ايده ع كتفه وبيعرفه بشاهندة: دي بقى يا رسلان، خطيبتي حبيبتي شاهندة الشهاوي، خد بالك يا استاذ دى ملكية خاصة مش مسموح لأى حد يكلمها كدا عادي.
شاهندة بصت لـ هاني بنظرات غيظ وبنبرة عصبية: ايه ملكية خاصة دي يا هاني؟ انا ملك نفسي وبس، مش ملك حد، وياريت لو سمحت بلاش الكلمة دي….. وقامت وهى متعصبة استأذنت من صديقاتها ومشيت.
هاني جري وراها حصلها وهى بتفتح باب عربيتها، مسكها من دراعها: استني يا شاهي لو سمحتي.
شاهندة: بعد اذنك يا هاني، سيب دراعي، روح لـ قريبك وسيبني امشي.
هاني قرب منها ومرسوم ع ملامحه حزن مصطنع وبنبرة حزينة: هتفضلي زعلانة مني كدا كتير؟
شاهندة: ارجوك يا هاني سيبني امشي.
هاني: لأ يا شاهي، مش هسيبك تمشي من غير ما تسمعيني الاول، وتفهمي وجهة نظري.
شاهندة لسة هترد شافت سها داخلة النادي وقربت منهم ركنت العربية ونزلت وبملامح مستغربة ونبرة اندهاش: واقفين هنا بتعملوا ايه؟!
هاني بابتسامة: اهلا مدام سها، ابدا يا ستي، شاهي زعلانة مني وبحاول اصالحها لكن هى بقى سايقة الدلال وتقلانة عليا.
رسلان واقف من بعيد متابع الموقف وجواه مستغرب وبيسأل نفسه ايه اللي حصل له اول ما شاف شاهندة وليه اتضايق لما هاني قال انها خطيبته.
نرجع لـ هاني وشاهندة.
سها بملامح هادية ونبرة جادة: تعالوا نقعد سوا وتفهموني حصل ايه لكل الزعل ده؟
شاهندة بنرفزة: ما حصلش حاجة يا سها، بس لو سمحتوا سيبوني امشي.
سها شالت إيد شاهندة من ع باب العربية وقفلته: اسمعي الكلام يا شاهي وتعالي نقعد ونسمع هاني عايز يقول ايه، ولو كلامه ما عجبنيش… وبصت لـ هاني بخبث: هجيب له هولاكو، قصدي صهيب يعلقه، ما تخافيش.
هاني بضحك: اهون عليكي يا شاهي تسيبي اخوكي يعلقني كدا؟ تعالي يا حبيبتي ربنا يهديكي خلينا نقعد ونتكلم.
سها بهدوء لـ شاهندة: اسمعي كلام هاني يا شاهي وتعالي نقعد واتفاهموا سوا وانا قاعدة معاكي ما تقلقيش.
شاهندة بملامح مضطربة ونبرة توتر: امري لله، اتفضلوا.
ورجعوا بالفعل يقعدوا سوا ع ترابيزة لوحدهم هما التلاتة.
شافهم رسلان وقرب منهم بهدوء وجه كلامه لـ هاني وهو عينه ع شاهندة: بجى إكده يا هاني؟! تسيبني واجف كيف الغريج وتچري.
هاني باعتذار: معلش يا رسلان غصب عني، كنت لازم الحق حبيبتى قبل ما تمشي زعلانة مني… وبص لـ شاهي بضحك وهو بيكمل كلامه: مع اني مش عارف سبب زعلها، بس أخاف ع نفسي يا عم احسن تروح تقول لأخوها يعقلني.
شاهندة برفعة حاجب وتنهيدة غضب: هو حد قالك ان اخويا همجي يا هاني؟
هاني: يا حبيبتى مالك واخداها قفش كدا؟! انا بهزر.
سها بهدوء: خلاص يا جماعة، اكبروا شوية وبلاش حركات العيال دي، اقعدوا خلينا نتفاهم.
رسلان بص لـ شاهندة بإعجاب حاول يداريه: خلاص يا أنسة شاهندة أجعدي وجولي طلباتك ولو هاني ما نفذهاش ارفعلك عليه جضية واسحلهولك فـ محكمة الأسرة.
هاني بضحك: جرا ايه يا عمونا انت جاى تعمل شغل ع قفانا ولا ايه؟ خليك محضر خير يا ابن خالي الله يهديك ويكعبلك فـ اللى بتدور عليه.
سها: مش تعرفنا يا هاني!!
هاني: اه سوري يا مدام سها نسيت اعرفك…. وهو بيشاور ع ابن خاله: رسلان ابن خالي محامي.. ولـ رسلان وهو بيشاور عليها: مدام سها الشهاوي مرات صهيب اخو شاهي
رسلان بابتسامة: تشرفنا يا هانم.
سها بابتسامة من غير ما تتكلم هزت راسها ترحب بيه.
هاني: طيب مش هنقعد ولا هنفضل واقفين كدا؟
سها: هنقعد طبعا يا هاني ونصالحكم كمان ع بعض.
وفعلا قعدوا الاربعة وابتدوا يتكلموا فـ كل حاجة باستثناء سبب الزعل بين هاني وشاهندة، والغريب فـ الموضوع ان شاهندة اندمجت مع رسلان ونسيت خالص خطيبها ومرات أخوها اللى قاعدين مش فاهمين حاجة وفجأة سمعوا.
شاهندة بابتسامة صافية ونبرة صوت هادية: وحضرتك بقى نقلت مكتبك هنا عشان مافيش قضايا فـ الصعيد، ولا لسبب تاني؟
رسلان عينه لمعت لمعة غريبة وهو بيتكلم مع شاهي وبهدوء غريب اول مرة يلاحظه هاني من وقت ما استقر فـ القاهرة: لو ع الجضايا يا انسة شاهندة، فأكيد الصعيد مليان جضايا كَتير، خصوصي جضايا الورث والتار….
شاهندة قاطعت كلامه بهدوء: معنى كدا انك نقلت شغلك القاهرة لسبب تاني.
رسلان بابتسامة: هو إكده بالظبط، نجلت شغلي لسبب تاني، اهنيكي ع ذكائك.
شاهندة بدلته نفس الابتسامة ونسيت خالص هاني كأنه مش موجود: مش محتاجة ذكاء يا استاذ رسلان، طالما سِبت بلدك اللى مليان قضايا وجيت هنا، يبقى أكيد جاى لسبب غير الشغل، وغالبا قعدتك هتطول وعشان كدا حبيت تستغل الوقت ده وتفتح مكتب هنا، مظبوط كلامي؟.
رسلان بنظرة إعجاب: إلا مظبوط، ده مظبوط چدا كَمان.
شاهندة: طيب لو مافيهاش غلاسة ممكن اعرف السبب ده ولا اكون بضايقك؟!
رسلان لسة هيرد قاطعه هاني بسرعة وبص لـ شاهندة بتوتر: جرا ايه يا شاهي؟ انتي مالك بتسألي ليه عن السبب؟ هو حر فـ حياته، ينقل شغله ولا ما ينقلهوش دى حاجة ترجعله.
لاحظ رسلان توتر وعصبية هاني ورد بهدوء: عادي يا هاني وايه المشكلة ان انسة شاهندة تعرف السبب؟! اساسا انا كنت هسألها يمكن تعرفها.
شاهندة بصت لـ هاني باستغراب من توتره المفاجئ ونقلت نظرها ع رسلان من غير ما تتكلم وجواها علامة استفهام.
رسلان بملامح حزينة وتنهيدة وجع: هنادي، اختي من ابوي كبرت فـ حچر أمي لحد ما بجى عِنديها 23 سنة، ومن 5 سنين ظهرت أمها فچأة وجدرت بالحيّل والالعيب تاخدها، ابوي صدجها وچاب بته لاچل ما تشوفها ع اساس تجعد معاها شهر ولا تنين، لكن هى ما خابرش كيف جدرت تجنع هنادي انها تعيش معاها وما تعاودش تاني ومش بس إكده، دى جدرت تجسيها ع ابوها وتبعدها عنيه، ابوي خد فترة كَبيرة يتحايل ع بته ترچع لكنها كانت بترفض وتتحچچ بأنها من حجها تجعد مع أمها تشبع منيها جبل ما تعاود، لحد ما چه اليوم اللى ابوي ما بجاش عارف يتواصل مع هنادي كانّها غيرت رقمها وعنوان امها، بجى يتعب كَتير من كتر حزنه وتفكيره فيها، لما شوفت حالته بتسوء كل يوم عن اليوم اللى جبله، جررت وجتها انزل بنفسي إهنه أدور عليها ولما لاجيت المدة طولت أضطريت انجل شغلي وأخد سكن لحالي بدل ما كنت جاعد مع هاني.
شاهندة اتأثرت من كلام رسلان وهو بيحكي عن أخته وابوه، لمعت الدموع فـ عينيها وبنبرة حزن: ان شاء الله هتلاقيها وترجع معاك عشان خاطر باباك.
سها اتأثرت هى كمان بكلام رسلان وبهدوء: ياترى يا استاذ رسلان قدرت تعرف عنها حاجة ولا لسة؟
رسلان بص للفراغ قدامه وعيونه بتلمع بالدموع، ونغزة وجع فـ قلبه: للأسف لسة… وبعصبية ظهرت فجأة ع ملامحه، كور قبضة ايده وخبطها فـ الايد التانية وبنبرة غضب: بس انا مش هيأس وهفضل أسأل وأدور عليها فـ كل مكان لغاية ما الجاها واعاود بيها ع البلد حتى لو هفضل سنين طويلة بدور، أكيد هياچى يوم والجاها.
شاهندة بحزن مش عارفة سببه: ان شاء الله هتلاقيها، لو ممكن تديني اسمها واسم مامتها وانا اقول لـ صهيب، أخويا علاقاته كتير ويقدر يساعدك توصل لها.
هاني كان بيشرب عصير واول ما سمع كلام شاهي، وقف العصير فـ زوره وشِرِق وكح كتير لغاية ما قدر ياخد نفسه.
رسلان بملامح مستغربة: واه، مالك يا هاني؟! خبر ايه عاد؟!
هاني بياخد نفسه بصعوبة وبنبرة توتر: مافيش حاجة ما تقلقش…. قطع كلامه فجأة وهو شايف صهيب بيقرب منهم.
ابتسمت شاهندة اول ما شافت اخوها وبنبرة هادية: ابن حلال، لسة كنا فـ سيرتك.
قرب منها صهيب وباس جبينها وبابتسامة صافية: ويا ترى قردتي جايبة سيرتي ليه؟!
شاهندة ضيقت بين عينيها وبنبرة غيظ مصطنع: هو انت مش ملاحظ ان في ناس قاعدة معانا يا بشمهندس؟!
صهيب قرب منها اكتر ومال بجسمه عليها: انا كام مرة قولتلك انتى اختي حبيبتى ولو قاعدة بين ملايين البشر هتكلم واحب فيكي براحتي يا قردتي، ها عندك اعتراض!!
شاهندة بتهز راسها وهى سعيدة: تؤتؤ، هو انا اطول القمر ده كله يغازلني قصاد الناس.
سها بملامح كلها غيظ ونبرة غيرة: يا سلام يا سي صهيب يعنى بتسلم ع شاهي وتغازلها ومراتك حبيبتك لأ، انا كدا زعلانة منك.
صهيب اتعدل فـ وقفته وقرب منها باسها فـ خدها وبحب واضح جدا فـ نظرة عينه ونبرة صوته: وانا اقدر برضو يا روحي، هو انا اصلا جاى النادي عشان مين؟! مش عشانك انتي يا حبيبتي!
سها بهزار: خلاص عفونا عنك، اقعد بقى لما نعرفك ع استاذ رسلان قريب هاني.
صهيب مد ايده سلم ع رسلان واتعرف عليه، وهو بيقعد بص لـ شاهندة: قوليلى بقى كنتي جايبة سيرتي ليه يا شقية؟
شاهندة: بصراحة يا هيبو يا حبيبى استاذ رسلان عنده مشكلة وقولتله انك ممكن تحلهاله، بس كدا.
صهيب ابتسم لها وهز راسه بالموافقة وبص لـ رسلان بنظرة جدية: تحت امرك، احكيلي ايه المشكلة وان شاء الله تتحل.
شاهندة بملامح مبتسمة ونبرة متسرعة لـ رسلان: قول له اسم اختك ومامتها يا استاذ رسلان وهو هيقدر يلاقيهملك.
صهيب بملامح كلها استغراب وعدم فهم: ممكن افهم ايه الحكاية طيب الاول!!
رسلان ابتدى يحكي الموضوع من اوله بكل تفاصيله للأخر، وملامحه كانت كلها غيظ وغضب ووجع ونبرة صوته مليانة حزن: بس هى دي كل الحكاية وبصراحة انسة شاهندة جالتلى انك تجدر تساعدني الاجي اختي.
صهيب اتأثر جدا بكلام رسلان وشرد فـ سبيل للحظة وافتكر انه هو كمان بيدور عليها ومش عارف يلاقيها وبنبرة همس من غير وعي: ياريتني اقدر الاقيها.
سمعه رسلان وحس بخيبة أمل وبنبرة يأس: يعنى حضرتك مش هتجدر تساعدني؟
انتبه صهيب لنفسه وفاق من شروده، وبجدية واضحة ع ملامحه ونبرة صوته: مين قال كدا؟! قول لي اسمها بالكامل واسم والدتها واى معلومة تعرفها عن الام، وفـ خلال 48 ساعة هيكون عندك عنوانها وكل حاجة عايز تعرفها ان شاء الله.
رسلان بأمل واضح ع ملامحه ونبرة صوته: اختى اسمها هنادي جدري رسلان السيد، واسم والدتها نوال عبد العزيز خضير البيومي، وكل اللى اعرفه عنها انها كانت بترجص فـ كباريه من كباريهات شارع الهرم من زمان اكتر من إكده ما اعرفش حاچة.
صهيب طمن رسلان انه هيقدر يساعده يعرف طريق هنادي ويوصلها فـ خلال يومين، هاني زاد توتره وقام استأذن منهم ومشي بحجة انه عند معاد شغل كان ناسيه، وخرج بسرعة من النادي ركب عربيته وجري ع بيته وهو بيفكر ومش عارف يعمل ايه، ومتأكد ان صهيب طالما عرف بالموضوع يبقى هيحله فعلا وهيوصل زى ما قال، بعت رسالة لـ هنادي بيطلب منها تقابله ضروري عشان يشوفوا حل بسرعة، اما رسلان اتحرج لما هاني سابه ومشي واستغرب توتره المفاجئ، استأذن ومشي هو كمان يروح مكتبه ع وعد من صهيب انه هيوصل ويعرف طريق هنادي.
_____________________
قصر الشهاوي
جناح عادل نفس الوقت
قاعد فـ الصالون وباله مشغول بكل اللى بيحصل حواليه وحاسس ان شهاب وعمران مخبيين حاجة وبيفكر يسأل أبوه.
دخلت سامية شافته قاعد شارد وبملامح كلها قلق ونبرة متوترة: مالك يا عادل في ايه يا حبيبى؟!
عادل بتنهيدة قلق: مش عارف يا سامية، حاسس ان بابا مخبي علينا حاجة وشهاب عارف ايه هى.
سامية: طيب ما تسأل بابا
عادل بيهز راسه وبنبرة يأس: فكرت يا سامية، بس بابا لو الدنيا اتهدت قدامه مش هيقول غير اللى عايز يقوله وبس.
سامية: خلاص اسأل شهاب
عادل بابتسامة سخرية: انتي بتتكلمي ع اساس انك مش عارفة ابنك يعني… وبتنهيد: شهاب تربية جده يا حبيبتي وطالما حاطط راسه فـ راس جده يبقى مش هينطق لو الموت ع رقبته.
سامية: طيب هتعمل ايه؟
عادل: مش عارف يا سامية، قلقان ع سبيل أوى ومتأكد ان بابا عارف مكانها ومخبي، بس اللى مش قادر افهمه، ليه؟
سامية بقلق: تفتكر يا عادل؟! بس ليه؟ طيب لو قولت مخبي عشان علي ونرمين، ما قالش لينا احنا ليه او حتى قال لـ ماما
عادل: هو انتي فاكرة ان فاطمة الشهاوي ما تعرفش عمران مخبي ايه، دي سره، ستره وغطاه وقبل ما يتحرك حركة واحدة بتبقى عارفة هو رايح فين وجاي منين.
سامية: خلاص اسألها يا عادل عشان ترتاح وتطمن.
عادل: رغم اني عارف انها مش هتقول برضو، بس مافيش قدامي غير كدا.
وقام بالفعل خرج من الجناح رايح لـ أمه يسألها ع أمل انها تقول له وتريح قلبه من القلق اللي هو فيه.
___________________
فـ شقة هاني
رجع من النادي والقلق بينهش فيه، والخوف اتملك منه، دخل شقته وقعد مستني هنادي تيجي عشان يفكروا سوا فـ المصيبة اللي حطت ع راسهم من وجهة نظره، مر حوالي ساعة او أكتر وسمع جرس الباب وقام يفتح وجسمه كله بيرتعش من كتر القلق والتوتر وشاف.
هنادي دخلت وملامحها كلها ذعر ونبرة صوتها مليانة خوف: وبعدين يا هاني؟ لازم نشوف حل فـ المصيبة دي.
هاني نظرات عينه كلها رعب ونبرة صوته مهزوزة من التوتر: مش عارف يا هنادي، رسلان عامل زي الغريق وما صدق لاقى صهيب الشهاوي فـ وشه
هنادي ارتعشت من شدة خوفها والتوتر بقى واضح جدا ع ملامحها وفـ نبرة صوتها: تفتكر صهيب هيقدر يساعد رسلان؟
هاني قرب منها خطوة: صهيب ما بيهزرش يا هنادي، طالما قال لـ اخوكي 48 ساعة واعرف لك كل حاجة يبقى هيعملها، هو انتي ما تعرفيش يعني علاقاته واصلة لغاية فين؟!.
هنادي: عارفة يا هاني، عيلة الشهاوي مش قليلين وسهل جدا انهم يعرفوا أى حاجة وكل حاجة وهما قاعدين فـ مكانهم.
هاني قعد بنفاذ صبر من كتر التفكير: والحل؟! انا دماغي وقفت مش عارف افكر، من وقت ما رسلان وصهيب اتكلموا سوا وانا هتجنن مش عارف اعمل ايه عشان امنعهم يكملوا فـ الطريق ده.
هنادي: مافيش حل غير اننا نهرب من هنا.
هاني: ازاى يعني؟ اللى بتقوليه ده اسمه جنان.
هنادي: الجنان بعينه اننا نقعد هنا، رسلان وصهيب دماغهم واحدة طالما اتفقوا يبقى هيعرفوا كل حاجة وانت عارف كدا كويس، الاتنين لو حطوا فـ راسهم مشكلة بيحلوها من جذورها.
هاني: انا مش ههرب يا هنادي، مش ههرب واسيب شاهندة ومليارات جدها واطلع من المولد بلا حمص.
هنادي ملامحها كلها غيظ وبنبرة صوت مليانة غضب: انت هتضحي بحياتنا عشان الفلووووووس، هو انت فااااااكر لو صهيب عرف حقيقتك القذرة دي هيسيبك تتجوز اخته، ده قليل ان ما قـtـلك فيهااااا، ولا تكون فااااااكر ان رسلان اخويااااااا اللي قعد فـ بيتك 3 شهووووور وهو بيدور عليااااا، لو عرف انك تعرف مكاني واننا ع علاقة ببعض، هيسمي عليييييك، اعقل يا هاني واسمع كلامي وخلينا نسيب مصر كلها ونهرب قبل ما ننكشف.
هاني قرب منها ومسكها من دراعتها بقوة وملامحه كلها غضب: مش هيحصل يا هنادي، مش بعد ما دخلت عيلة الشهاوي وبدأت احقق احلامي واحط ايدي ع فلوسهم، تقوليلى أتخلى عن حلمي، مستحيل انتي فاهمة؟!
هنادي: انت مجنووووون، عمرااااان الشهاوي مش سهل، ممكن يخلص علينا من غير ما يرف له جفن، فكر فيا وفكر فـ ابننا اللى هيضيع ويترمي فـ الشارع لو جرالنا حاجة.
هاني: ابننا عايش احسن عيشة بفضل فلوس الشهاوي اللى انتي عايزانا نهرب ونسيبها، انسي خالص حكاية الهروب دي يا هنادي، كل اللى هنعمله اننا هنبعد عن بعض فترة ونراقب من بعيد صهيب ورسلان ونحاول نمنعهم يتقابلوا بأى طريقة.
هنادي بصريخ: هو انت تعرفهم ع بعض وبعد الفاس ما تقع فـ الراس تقول نمنعهم يتقابلوا!! طب ازاى يا ابن عمتي؟ تقدر تقول لي؟ انا مش هسمحلك تدمر حياتنا بطمعك وجشعك يا هاني انت فاااااااهم؟ انا ماشية وهسيبك تفكر فـ كلامي كويس وتاخد قرار، سلاااااام
وبالفعل سابته فـ حيرته وخوفه ومشيت وهى مرعوبة من فكرة ان اخوها يعرف مكانها او عمران وصهيب يعرفوا كل حاجة ويقـtـلوها هى وهاني
____________________
قصر الشهاوي
اوضة شاهندة
كانت قاعدة فـ التراس بعد ما رجعت من النادي بتفكر في سبيل اللى وحشتها ونفسها تعرف أى خبر عنها، نفسها تكلمها وتحكيلها عن كل حاجة وجعاها، وفكرت تبعت لها رسالة عن طريق الواتس او الماسنجر تفضفض لها، قامت من مكانها دخلت الاوضة ومسكت فونها فتحته وابتدت تكتب وعيونها كلها دموع: سبيل، وحشتيني اوي، انا مش عارفة هتشوفي كلامي ده ولا لأ؟ بس انا بجد محتاجالك اوي، محتاجة اطلع كل اللى جوايا ومش قادرة احكيه لحد غيرك.
خلصت كتابة الرسالة وبعتتها.
فـ نفس اللحظة شافتها سبيل وردت عليها: وانتي كمان وحشتيني اوي يا شاهي وكلكم وحشتوني رغم وجعي منكم.
شاهندة بعيون مليانة دموع كتبت لها: القصر من غيرك سجن يا بيلا، كل اللى فيه بيموتوا فـ بعدك، جدو وتيتة قاعدين ع طول جوة اوضتهم مابيخرجوش غير عشان الأكل بس ويرجعوا تاني، حتى بابا وماما هيتجننوا ويعرفوا عنك أى خبر يطمنهم عليكي، وانا.. أنا محتجالك اوى، ارجوكي أرجعي
سبيل بتقرأ كلام شاهي ودموعها زادت وهى بترد: فات آوان الرجوع يا شاهي خلاص، انسي واحكيلى مالك ايه اللي واجعك؟ فضفضي يا حبيبتي وطلعي اللى جواكي.
شاهندة بوجع: انا حاسة ان هاني فيه حاجة متغيرة يا سبيل، اسلوبه اتغير معايا، بقى عصبي زيادة عن اللزوم وع طول يتكلم عن معاد الفرح بطريقة غريبة، وكل شوية يسأل عن الفلوس والشركات، تخيلي!! عايزني أكلم بابا عشان يكتب لي شركة بأسمي هدية الجواز، ومش بس كدا ده كمان عايز اكبر شركة فـ المجموعة، وكل ما ارفض يتعصب عليا، قوليلى اعمل ايه يا بيلا أرجوكي؟
سبيل وقفت كتابة وعملت مكالمة فيديو واول ما فتحت شاهندة المكالمة، ردت بنبرة صوت موجوعة: انا من يوم ما شوفته ما ارتحتلهوش يا شاهي بس لاقيتك فرحانة ما رضيتش أعكر عليكي فرحتك، وقولت لنفسي يمكن أكون غلطانة.
شاهندة شافت سبيل فـ الفون وبدموع ولهفة: وحشتيني اوي يا سبيل، شكلك عامل كدا ليه؟ طمنيني فيكي ايه؟
سبيل بابتسامة حزينة ونبرة هادية: اهدي يا حبيبتي ما تقلقيش انا كويسة صدقيني، وعمري ما كنت كويسة زى دلوقتى، اطمني.
شاهندة: انتي فين يا سبيل؟ جدو وشهاب قلبوا الدنيا عليكي ومش لقيوكي، ارجوكي قوليلى انتي فين، تيتة وبابا وماما تعبانين اوى من وقت ما جدو رجع من السفر.
سبيل: مش مهم تعرفي انا فين المهم انك عرفتي اني بخير، بس عشان خاطري ياريت ما تقوليش لحد انك كلمتيني يا شاهي.
شاهندة بملامح مستغربة ونبرة اندهاش: ولا حتى صهيب؟!
سبيل بنبرة صوت مليانة توتر ونظرات عينها كلها حزن ودموع: لأ يا شاهي، ده بالذات لأ، ارجوكي مش عايزاه يعرف عني حاجة ولا حتى سيرتي تيجي قصاده خالص عشان خاطري لو بتحبيني بلاش يعرف اى حاجة.
شاهندة بحزن واضح ع ملامحها ونبرة صوتها: ليه يا سبيل؟ ده هيتجنن عليكي، ماسابش مكان الا ودور عليكي فيه، صهيب ندم ع اللى عمله فيكي ونفسه ترجعي النهاردة قبل بكرة عشان يعتذرلك.
سبيل مش قادرة تمنع دموعها اللى مش بتقف وبنبرة كلها وجع: ما بقاش ينفع خلاص يا شاهي، اخوكي كـ*ـسرني وعمره ما هيقدر يصلح اللى كـ*ـسره جوايا، حتى لو قدم روحه اعتذار عن اللى عمله فيا، ندمه اللى بتتكلمي عنه ده نابع من احساسه بالذنب ناحيتي مش اكتر، ولو حد قاله مثلا اني سامحته هيرجع وكأنه ما عملش حاجة وحتى هيبطل يدور عليا.
شاهندة: لا يا سبيل، صهيب فعلا قلقان عليكي وندمان وبيتمنى ترجعي تاني، صهيب رافض يطلقك وعايز يكمل حياته معاكي.
سبيل بتنهيدة وجع: كفاية يا شاهي ارجوكي، سيبك مني انا وخلينا فيكي انتي وخطيبك.
شاهندة: بس…
سبيل قاطعت كلامها بحزن: ما بسش انسي خلاص اللى حصل حصل، المهم حاولي تهدي شوية وما تتكلميش مع حد فـ الكلام اللي قاله هاني وسيبيلي انا الموضوع ده هحلهولك من جذوره، بس حاولي ما تستعجليش فـ الجواز اصبري شوية.
شاهندة بدموع: انا بحاول بكل قوتي لاني خايفة اوى والله من تغييره المفاجئ ده.
سبيل: ممكن تكون دي حقيقته اصلا يا شاهي وقناع البراءة اللى كان لابسه وقع لما لاقاكي أجلتي معاد الفرح، اهدي وما تبينيش قصاده حاجة خليكي طبيعية وانا هتصرف، ما تقلقيش، يلا هقفل دلوقتي ولو فى اى حاجة كلمينى، بس اوعي تقولي لحد خالص اننا بنتكلم، ممكن؟.
شاهندة: حاضر يا بيلا مش هقول لحد خالص، سلام.
وبالفعل قفلت شاهي المكالمة مع سبيل وقعدت مكانها تفكر فـ كل الكلام اللي دار بينهم والاوجاع اللى فـ قلوبهم بسبب الحب واختيار الشخص الغلط، اما سبيل بعد ما قفلت المكالمة اتصلت بشخص معين ادتله اوصاف هاني وطلبت منه يراقبه كويس ويعرف لها كل حاجة عنه ويبلغها اول بأول كل تحركاته.
_____________________
فـ اوضة يمنى
دخلت اوضتها بعد ما اتأكدت ان كل اللى فـ القصر دخلوا اوضهم، نسيت تقفل الباب بالمفتاح، اتصلت بـ سبيل فيديو وحطت الهاند فري واستنت الرد اللى جالها فـ اقل من الدقيقة.
سبيل كنسلت المكالمة ورنت هى ع يمنى زى ما وعدتها.
يمنى فتحت المكالمة بملامح ملهوفة ونبرة اشتياق: وحشتيني اوي اوي يا ابلة.
سبيل بابتسامة هادية: وانتي كمان وحشتيني اوي يا حبيبتي، طمنيني عليكي عاملة ايه؟
يمنى بدموع: يومي ناقص من غيرك، حاسة اني عايشة فـ سجن، طول الوقت بين المدرسة والمذاكرة، مافيش حد بيتكلم معايا خالص، حتى شاهي بالنهار فـ المجموعة وبالليل حابسة نفسها فـ اوضتها، مافيش غيرك اللى كنتي بتتكلمي معايا ودلوقتي انتى مش هنا وانا بقيت لوحدي
سبيل غمضت عينيها تمنع دموعها تنزل، اخدت نفس وبتنهيدة حزن: معلش يا حبيبتي فترة وهتعدي، وهتتعودي ع غيابي زى ما اتعودتي قبل كدا.
يمنى: بس انا مش عارفة اتعود ع كدا ومش عايزة، انا عايزاكي انتي يا ابلة.
سبيل: انا معاكي اهو يا قلبي وهبقى معاكي كل ليلة لحد ما تتطمني وتروحي فـ النوم.
يمنى بابتسامة: عارفة يا ابلة؟! انا بقيت بحب اوى قعدة الاوضة عشان بتخليني اشوفك كل يوم.. وهى بتتكلم سمعت خبطة خفيفة ع الباب وبنبرة صوت مليانة توتر: مممين؟
عمران فتح الباب ودخل بملامح هادية ومبتسمة: سمعت صوت حبيبتى وانا رايح اوضتي قولت أمّلي عيني منها قبل ما انام.
يمنى شافت عمران داخل الاوضة قامت وقفت بسرعة وبتوتر واضح فـ حركة عينها ونبرة صوتها: ها، اه، اتفضل يا جدو.
سبيل ع المكالمة سامعة صوت جدها ودموعها اللى بتحاول تمنعها نزلت غصب عنها وبلهفة: ما تقفليش الفون يا يمنى خليني اسمع صوت جدو عشان وحشني.
يمنى واقفة تبص لـ عمران بقلق وخوف انه يعرف انها بتكلم سبيل وبنبرة صوت مهزوزة اقرب للهمس: حاضر
عمران قرب من يمنى وملامحه كلها استغراب ونبرة اندهاش: بتكلمي مين يا حبيبتي؟!
يمنى بخوف ظاهر ع ملامحها وصوتها: هااا، ولا حد، ولا حد خالص يا جدو، انا انا انا كنت…..
عمران قرب منها أكتر ولف وقف جنبها وشاف سبيل فـ الفون بص لها بنظرة اشتياق وحنين: وحشتيني اوي يا بنت قلبي… وبص لـ يمنى بسعادة وباس جبينها: كنت عارف ومتأكد ان قعدتك طول الوقت فـ اوضتك وراها سبب، وكنت متأكد أكتر ان سبيل هى السبب ده.
يمنى بدموع الخوف: ارجوك سامحني يا جدو وما تزعلش مني عشان خاطري، حضرتك عارف اني مش بعرف انام من غير ما اكلم ابلة وهى وحشتني اوى عشان كدا كلمتها.
عمران ضمها فـ حضنه وقعد بيها ع سريرها وأخد منها طرف من الهاند فري وحطها فـ ودنه: عمري ما زعلت منك يا حبيبتي، انتى وبنت قلبي اغلي ما عندي… وبص لـ سبيل بحب: طمنيني عنك يا حبيبتي عاملة ايه؟
سبيل بتهز راسها وعينها مليانة دموع: الحمدلله يا حبيبى انا كويسة، طمني عليك انت وع تيتة.
عمران بحزن واضح ع ملامحه ونبرة صوته: احنا مش كويسين من غيرك يا ضى عيني، بس مش هضغط عليكي واقول لك ارجعي، وقت ما تلاقي نفسك عايزة ترجعي.. أرجعي وما تقلقيش من حاجة ولا تخافي من حد طول ما انا عايش ماحدش هيقدر يمس شعرة منك.
يمنى بصت لـ عمران وعينيها كلها رجاء: خليها ترجع يا جدو لو سمحت، ارجوك… وبنفس نظرة الترجي بصت لـ سبيل: ارجوكي يا ابلة ارجعي او قولي لجدو انتي فين وهو هيروح يجيبك.
عمران مال ع يمنى وهمس لها بصوت واطي: اقول لك سر يا يويو؟ انا عارف هي فين بس مش قايل لحد عشان اللى وجعوها يتربوا ويعرفوا قيمتها.
يمنى فتحت عينها وبُقها ع اخرهم بذهول: هاااا!!!
عمران وسبيل ضحكوا ع شكلها وهى بالوضع ده مصدومة ومذهولة من كلام جدها.
يمنى بصت لهم بملامح كلها غيظ ونبرة نرفزة طفولية: يعني انتوا الاتنين بتضحكوا عليا ومش تقولولي، عااااااااااا، انا زعلانة منكوا… وقامت وقفت بعد ما شالت طرف السماعة من ودنها وهى بتدبدب برجلها فـ الارض: انا مش هكلمكوا تاني بس ها.
عمران ضحك بعلو صوته ع يمنى وع تصرفها الطفولي: هههههههههههه، خلاص ما تزعليش المرة الجاية مش هخبي عليكي حاجة، بس تعالي فـ حضن جدو حبيبك عشان نطمن ع صهيل.
يمنى ملامحها كلها غيظ طفولي، ربعت ايديها ولفت بضهرها وهى بتدب فـ الأرض: لأ انا مقموصة.
عمران بص لـ شاشة الفون وهو بيضحك: خلاص يا بيلا خليها مقموصة براحتها، وطمنيني انا ع حبيب جده صهيل عامل ايه؟
سبيل حطت ايدها ع بطنها واتنهدت بوجع رغم ابتسامتها اللي مالية وشها: صهيل بيسلم ع جدو وبيقول له ما تقلقش انا كويس ومامي واخدة بالها من نفسها عشاني.
يمنى قربت من عمران ونظرات عينيها كلها فضول، بصت له شوية ونقلت نظرها لـ سبيل شوية، وبرفعة حاجب: ومين صهيل ده كمان؟
سبيل ضحكت ع شكل يمنى وشاورت لها تحط السماعة.
يمنى قعدت جنب عمران وهى مقموصة ومبوزة وحطت طرف السماعة وبنبرة غيظ: مين بقى سي صهيل ده؟
عمران ميّل عليها وهو مبتسم وعينه ع سبيل: ده يبقى ابن اختك، بس ده سر يا يويو ماحدش يعرفه غير انا وشهاب وتيتة، وانتي دلوقتي.
يمنى مثلت انها ما تعرفش حاجة وبصت لـ سبيل كأنها مذهولة: أبنك!! جبتيه منين؟
عمران حس من رد فعلها انها كانت عارفة وبنبرة مكر لـ سبيل: شكلنا هنقدم قريب فـ معهد التمثيل لأحدهم، بس انصحه يتدرب كويس لانه ممثل فاشل.
يمنى فهمت ان جدها كشفها وبغيظ مصطنع: واحدة بواحدة يا سي جدو، انت عارف حاجة ومخبي عليا وانا كمان كنت عارفة حاجة ومخبية، بس ها.
عمران بسعادة: وماله يا حبيبتى، المهم تفضلي مخبية كدا ع طول مش عايزين حد تاني يعرف حاجة دلوقتي خالص، ماشي يا نور عيني؟
يمنى قربت منه باسته من خده وبصت لـ سبيل: ما تخافش يا جدو السر فـ بير…. وهى بتتكلم شافت باب اوضتها اتفتح فجأة ودخلت منه نرمين، اتوترت وصوتها ارتعش: مامي!! خخخير في حاجة؟
نرمين دخلت مرة واحدة فجأة وعينها ع يمنى وما انتبهتش لـ عمران اللى قاعد جنبها، وبملامح كلها غيظ ونبرة مليانة غضب: بتكلمي مين فـ الوقت ده يا بنت؟
عمران عينه احمرت من شدة غضبه وبنبرة صوته العالية كأنها زئير اسد غضبان: نررميييييين، ايه ما فيش زوق خاااااالص، داخلة تهجمي زى المخبرين كدا من غير ما تستأذني؟!
نرمين بتوتر واضح ع ملامحها وصوتها: بابا!! انا انا انا آسفة ما شوفتش حضرتك، بس كنت جاية اطمن ع يمنى سمعتها بتتكلم، فكرتها بتكلم حد تاني، عشان كدا دخلت بالطريقة دي
عمران برفعة حاجب: لا يا شيخة!! يعني انتي عايزة تفهميني انك ما كنتيش واقفة ع الباب تتصنتى زى عوايدك؟!
نرمين وقفت مكانها ساكتة وبتفتكر الكلام اللي سمعته بين يمنى وعمران وجواها: يا ترى ايه السر اللي مخبيه يا عمران انت والمفعوصة دي!!…. وبصت له وبنبرة حزن مزيفة: حضرتك دايما ظالمني كدا يا بابا وواخد عني فكرة وحشة.
عمران ضيق بين عينيه وبحزم: ماشي يا نرمين هعمل مصدقك، ودلوقتي اتفضلي اخرجي من الاوضة وإياكي تكرريها مرة تانية، انتي فاهمة؟! يلاااا.
بالفعل نرمين خافت وخرجت بسرعة من الاوضة وعمران شاور لـ يمنى بهمس انها تروح تتأكد اذا كانت نرمين مشيّت ولا واقفة ورا الباب زى عوايدها، وبعد ما اطمن كملوا كلامهم مع سبيل لغاية ما يمنى راحت فـ النوم غطاها وقفل المكالمة وخرج راح جناحه وباله مشغول بنرمين وايه اللي ممكن تكون سمعته قبل ما تدخل الاوضة.
_____________________
فـ اوضة صهيب
دخلت سها اوضتها بعد ما رجعت من برة، اخدت هدوم نوم مريحة ودخلت تاخد شاور دافي وخرجت قعدت فـ السرير، ذهنها مشغول باللى حصل فـ النادي وافتكرت لما قالت لـ صهيب انها عندها معاد مع واحدة صاحبتها ولازم تروح لها عشان ما تزعلش، سابته هو وشاهي قاعدين ومشيّت بسرعة، فاقت من شرودها وهى بتفكر فـ كل حاجة بتحصل حواليها من وقت ما اتعرفت ع صهيب واتجوزته لغاية دلوقتي، فجأة شافت باب الاوضة بيتفتح مرة واحدة ودخل منه واحد لابس قناع وماسك حبل فـ إيده بيقرب منها عايز يخـ*ـنقها، وهى بتقاومه بكل قوتها وبتصرخ عشان حد يسمعاها: لاااا ابعد عني، انا ما عملتش حاجة، ما تقـtـلنيش، ارجووووك سيبني اعيييش… الحقوووني، صهيييييب، حد يلحقنيييي عايز يممووتنييييي.
لكن مافيش حد سامع صوتها وكأنها لوحدها فـ القصر.
الراجل المقنع قرب منها أكتر ولف الحبل ع رقبتها وبيحاول يشده بإحكام عشان يخلص عليها لكن مش قادر من كتر ما هى بتقاومه.
سها بملامح كلها رعب وبصريخ وهى بتقاوم المقنع عشان ما يخنـ*ـقهاش: انت ميييين؟ وعايز مني ايييييه؟ انا ما أذيتكش فـ حاجة، اررجوووك سيبني أعيش، ابني صغير ومحتاج لي، سيبني أربيه.
المقنع وهو بيعافر معاها بسبب مقاومتها ليه: انا جدرك وعملك الاسود ومش خارچ من إهنه غير وانا واخد روحك فـ يدي يا هنادي.
سها بتصرخ وبتزق فيه بكل قوتها عشان تبعده عنها: انا مش هنادي، انا سها الرفاعي، انا مش هنادي، انا ما اعرفش حد بالاسم ده، ارجوووك ابعد عني.
المقنع اتعدل فـ وقفته وشد القناع من ع وشه وظهرت ملامحه اللى كلها غضب ونبرة صوته الغضبان: حتى لو غيرتي چلدك كيف الأفاعي والحرابي مش اسمك وشكلك بس، هعرفك برضك يا هنادي، واها عرفت طريجك يا فا*چرة وچيت لاچل ما أغسل عاري وعار أبوي بيدي.
سها شافت وش رسلان بعد ما شال قناعه وبيقرب منها أكتر اتجمدت من الصدمة وقوتها انهارت واستسلمت للموت، وفجأة ورسلان بيشد الحبل عشان يخنـ*ـقها صحيّت من نومها وهى مفزوعة وبتصرخ: لااااااااا، رسلااااااان…. انتبهت انها فـ اوضتها قامت شربت شوية ماية وخرجت من الاوضة وهى مرعوبة نزلت قعدت فـ الجنينة تفكر تعمل ايه فـ المصيبة دي لو امرها انكشف.
في سبيل صهيب بقلمي✍️_____لبنى دراز
فـ النادي
بعد مرور يومين خرجت شاهندة من القصر راحت تقعد فـ النادي شوية مع صديقاتها وهى قاعدة بتضحك وتهزر معاهم شافت هاني داخل ومعاه شاب ما تعرفهوش.
هاني قرب منها وملامحه مبتسمة وبنبرة هادية: مساء الخير، شاهي حبيبتي ما قولتيش ليه انك جاية؟ كنت جيت اخدتك من القصر بنفسي.
شاهندة بملامح باهتة ونظرة غريبة اول مرة يشوفها وبلا مبالاة: عادي، ما كانش في داعي اتعبك، انا معايا عربيتي.
هاني بحب مصطنع وهو بيقرب أكتر منها: ايه الكلام اللي بتقوليه ده يا روحي، لو انا ما تعبتش عشان خاطر عيونك، هتعب عشان مين يعني؟… ورفع عينه لـ صاحباتها اللى معاها: عاجبكوا كدا يا بنات؟ سامعين صاحبتكم بتقول ايه؟
شاهندة بنرفزة: خلاص يا هاني، ولو سمحت روح اقعد مع صاحبك وسيبني مع اصحابي.
هاني بهدوء: ده رسلان ابن خالي جاي من الصعيد فتح مكتب محاماه من كام شهر وقرر يستقر هنا.
شاهندة بابتسامة هادية من غير ما تمد ايدها: اهلا وسهلا استاذ رسلان، القاهرة نورت.
رسلان اول ما عينه وقعت ع شاهندة حس بنغزة فـ قلبه ورعشة فـ جسمه كله مش عارف سببها وصوته خرج بصعوبة: احم، القاهرة منورة بناسها.
هاني لاحظ تغيير حالة رسلان ونظرات عينيه، قرب منه وحط ايده ع كتفه وبيعرفه بشاهندة: دي بقى يا رسلان، خطيبتي حبيبتي شاهندة الشهاوي، خد بالك يا استاذ دى ملكية خاصة مش مسموح لأى حد يكلمها كدا عادي.
شاهندة بصت لـ هاني بنظرات غيظ وبنبرة عصبية: ايه ملكية خاصة دي يا هاني؟ انا ملك نفسي وبس، مش ملك حد، وياريت لو سمحت بلاش الكلمة دي….. وقامت وهى متعصبة استأذنت من صديقاتها ومشيت.
هاني جري وراها حصلها وهى بتفتح باب عربيتها، مسكها من دراعها: استني يا شاهي لو سمحتي.
شاهندة: بعد اذنك يا هاني، سيب دراعي، روح لـ قريبك وسيبني امشي.
هاني قرب منها ومرسوم ع ملامحه حزن مصطنع وبنبرة حزينة: هتفضلي زعلانة مني كدا كتير؟
شاهندة: ارجوك يا هاني سيبني امشي.
هاني: لأ يا شاهي، مش هسيبك تمشي من غير ما تسمعيني الاول، وتفهمي وجهة نظري.
شاهندة لسة هترد شافت سها داخلة النادي وقربت منهم ركنت العربية ونزلت وبملامح مستغربة ونبرة اندهاش: واقفين هنا بتعملوا ايه؟!
هاني بابتسامة: اهلا مدام سها، ابدا يا ستي، شاهي زعلانة مني وبحاول اصالحها لكن هى بقى سايقة الدلال وتقلانة عليا.
رسلان واقف من بعيد متابع الموقف وجواه مستغرب وبيسأل نفسه ايه اللي حصل له اول ما شاف شاهندة وليه اتضايق لما هاني قال انها خطيبته.
نرجع لـ هاني وشاهندة.
سها بملامح هادية ونبرة جادة: تعالوا نقعد سوا وتفهموني حصل ايه لكل الزعل ده؟
شاهندة بنرفزة: ما حصلش حاجة يا سها، بس لو سمحتوا سيبوني امشي.
سها شالت إيد شاهندة من ع باب العربية وقفلته: اسمعي الكلام يا شاهي وتعالي نقعد ونسمع هاني عايز يقول ايه، ولو كلامه ما عجبنيش… وبصت لـ هاني بخبث: هجيب له هولاكو، قصدي صهيب يعلقه، ما تخافيش.
هاني بضحك: اهون عليكي يا شاهي تسيبي اخوكي يعلقني كدا؟ تعالي يا حبيبتي ربنا يهديكي خلينا نقعد ونتكلم.
سها بهدوء لـ شاهندة: اسمعي كلام هاني يا شاهي وتعالي نقعد واتفاهموا سوا وانا قاعدة معاكي ما تقلقيش.
شاهندة بملامح مضطربة ونبرة توتر: امري لله، اتفضلوا.
ورجعوا بالفعل يقعدوا سوا ع ترابيزة لوحدهم هما التلاتة.
شافهم رسلان وقرب منهم بهدوء وجه كلامه لـ هاني وهو عينه ع شاهندة: بجى إكده يا هاني؟! تسيبني واجف كيف الغريج وتچري.
هاني باعتذار: معلش يا رسلان غصب عني، كنت لازم الحق حبيبتى قبل ما تمشي زعلانة مني… وبص لـ شاهي بضحك وهو بيكمل كلامه: مع اني مش عارف سبب زعلها، بس أخاف ع نفسي يا عم احسن تروح تقول لأخوها يعقلني.
شاهندة برفعة حاجب وتنهيدة غضب: هو حد قالك ان اخويا همجي يا هاني؟
هاني: يا حبيبتى مالك واخداها قفش كدا؟! انا بهزر.
سها بهدوء: خلاص يا جماعة، اكبروا شوية وبلاش حركات العيال دي، اقعدوا خلينا نتفاهم.
رسلان بص لـ شاهندة بإعجاب حاول يداريه: خلاص يا أنسة شاهندة أجعدي وجولي طلباتك ولو هاني ما نفذهاش ارفعلك عليه جضية واسحلهولك فـ محكمة الأسرة.
هاني بضحك: جرا ايه يا عمونا انت جاى تعمل شغل ع قفانا ولا ايه؟ خليك محضر خير يا ابن خالي الله يهديك ويكعبلك فـ اللى بتدور عليه.
سها: مش تعرفنا يا هاني!!
هاني: اه سوري يا مدام سها نسيت اعرفك…. وهو بيشاور ع ابن خاله: رسلان ابن خالي محامي.. ولـ رسلان وهو بيشاور عليها: مدام سها الشهاوي مرات صهيب اخو شاهي
رسلان بابتسامة: تشرفنا يا هانم.
سها بابتسامة من غير ما تتكلم هزت راسها ترحب بيه.
هاني: طيب مش هنقعد ولا هنفضل واقفين كدا؟
سها: هنقعد طبعا يا هاني ونصالحكم كمان ع بعض.
وفعلا قعدوا الاربعة وابتدوا يتكلموا فـ كل حاجة باستثناء سبب الزعل بين هاني وشاهندة، والغريب فـ الموضوع ان شاهندة اندمجت مع رسلان ونسيت خالص خطيبها ومرات أخوها اللى قاعدين مش فاهمين حاجة وفجأة سمعوا.
شاهندة بابتسامة صافية ونبرة صوت هادية: وحضرتك بقى نقلت مكتبك هنا عشان مافيش قضايا فـ الصعيد، ولا لسبب تاني؟
رسلان عينه لمعت لمعة غريبة وهو بيتكلم مع شاهي وبهدوء غريب اول مرة يلاحظه هاني من وقت ما استقر فـ القاهرة: لو ع الجضايا يا انسة شاهندة، فأكيد الصعيد مليان جضايا كَتير، خصوصي جضايا الورث والتار….
شاهندة قاطعت كلامه بهدوء: معنى كدا انك نقلت شغلك القاهرة لسبب تاني.
رسلان بابتسامة: هو إكده بالظبط، نجلت شغلي لسبب تاني، اهنيكي ع ذكائك.
شاهندة بدلته نفس الابتسامة ونسيت خالص هاني كأنه مش موجود: مش محتاجة ذكاء يا استاذ رسلان، طالما سِبت بلدك اللى مليان قضايا وجيت هنا، يبقى أكيد جاى لسبب غير الشغل، وغالبا قعدتك هتطول وعشان كدا حبيت تستغل الوقت ده وتفتح مكتب هنا، مظبوط كلامي؟.
رسلان بنظرة إعجاب: إلا مظبوط، ده مظبوط چدا كَمان.
شاهندة: طيب لو مافيهاش غلاسة ممكن اعرف السبب ده ولا اكون بضايقك؟!
رسلان لسة هيرد قاطعه هاني بسرعة وبص لـ شاهندة بتوتر: جرا ايه يا شاهي؟ انتي مالك بتسألي ليه عن السبب؟ هو حر فـ حياته، ينقل شغله ولا ما ينقلهوش دى حاجة ترجعله.
لاحظ رسلان توتر وعصبية هاني ورد بهدوء: عادي يا هاني وايه المشكلة ان انسة شاهندة تعرف السبب؟! اساسا انا كنت هسألها يمكن تعرفها.
شاهندة بصت لـ هاني باستغراب من توتره المفاجئ ونقلت نظرها ع رسلان من غير ما تتكلم وجواها علامة استفهام.
رسلان بملامح حزينة وتنهيدة وجع: هنادي، اختي من ابوي كبرت فـ حچر أمي لحد ما بجى عِنديها 23 سنة، ومن 5 سنين ظهرت أمها فچأة وجدرت بالحيّل والالعيب تاخدها، ابوي صدجها وچاب بته لاچل ما تشوفها ع اساس تجعد معاها شهر ولا تنين، لكن هى ما خابرش كيف جدرت تجنع هنادي انها تعيش معاها وما تعاودش تاني ومش بس إكده، دى جدرت تجسيها ع ابوها وتبعدها عنيه، ابوي خد فترة كَبيرة يتحايل ع بته ترچع لكنها كانت بترفض وتتحچچ بأنها من حجها تجعد مع أمها تشبع منيها جبل ما تعاود، لحد ما چه اليوم اللى ابوي ما بجاش عارف يتواصل مع هنادي كانّها غيرت رقمها وعنوان امها، بجى يتعب كَتير من كتر حزنه وتفكيره فيها، لما شوفت حالته بتسوء كل يوم عن اليوم اللى جبله، جررت وجتها انزل بنفسي إهنه أدور عليها ولما لاجيت المدة طولت أضطريت انجل شغلي وأخد سكن لحالي بدل ما كنت جاعد مع هاني.
شاهندة اتأثرت من كلام رسلان وهو بيحكي عن أخته وابوه، لمعت الدموع فـ عينيها وبنبرة حزن: ان شاء الله هتلاقيها وترجع معاك عشان خاطر باباك.
سها اتأثرت هى كمان بكلام رسلان وبهدوء: ياترى يا استاذ رسلان قدرت تعرف عنها حاجة ولا لسة؟
رسلان بص للفراغ قدامه وعيونه بتلمع بالدموع، ونغزة وجع فـ قلبه: للأسف لسة… وبعصبية ظهرت فجأة ع ملامحه، كور قبضة ايده وخبطها فـ الايد التانية وبنبرة غضب: بس انا مش هيأس وهفضل أسأل وأدور عليها فـ كل مكان لغاية ما الجاها واعاود بيها ع البلد حتى لو هفضل سنين طويلة بدور، أكيد هياچى يوم والجاها.
شاهندة بحزن مش عارفة سببه: ان شاء الله هتلاقيها، لو ممكن تديني اسمها واسم مامتها وانا اقول لـ صهيب، أخويا علاقاته كتير ويقدر يساعدك توصل لها.
هاني كان بيشرب عصير واول ما سمع كلام شاهي، وقف العصير فـ زوره وشِرِق وكح كتير لغاية ما قدر ياخد نفسه.
رسلان بملامح مستغربة: واه، مالك يا هاني؟! خبر ايه عاد؟!
هاني بياخد نفسه بصعوبة وبنبرة توتر: مافيش حاجة ما تقلقش…. قطع كلامه فجأة وهو شايف صهيب بيقرب منهم.
ابتسمت شاهندة اول ما شافت اخوها وبنبرة هادية: ابن حلال، لسة كنا فـ سيرتك.
قرب منها صهيب وباس جبينها وبابتسامة صافية: ويا ترى قردتي جايبة سيرتي ليه؟!
شاهندة ضيقت بين عينيها وبنبرة غيظ مصطنع: هو انت مش ملاحظ ان في ناس قاعدة معانا يا بشمهندس؟!
صهيب قرب منها اكتر ومال بجسمه عليها: انا كام مرة قولتلك انتى اختي حبيبتى ولو قاعدة بين ملايين البشر هتكلم واحب فيكي براحتي يا قردتي، ها عندك اعتراض!!
شاهندة بتهز راسها وهى سعيدة: تؤتؤ، هو انا اطول القمر ده كله يغازلني قصاد الناس.
سها بملامح كلها غيظ ونبرة غيرة: يا سلام يا سي صهيب يعنى بتسلم ع شاهي وتغازلها ومراتك حبيبتك لأ، انا كدا زعلانة منك.
صهيب اتعدل فـ وقفته وقرب منها باسها فـ خدها وبحب واضح جدا فـ نظرة عينه ونبرة صوته: وانا اقدر برضو يا روحي، هو انا اصلا جاى النادي عشان مين؟! مش عشانك انتي يا حبيبتي!
سها بهزار: خلاص عفونا عنك، اقعد بقى لما نعرفك ع استاذ رسلان قريب هاني.
صهيب مد ايده سلم ع رسلان واتعرف عليه، وهو بيقعد بص لـ شاهندة: قوليلى بقى كنتي جايبة سيرتي ليه يا شقية؟
شاهندة: بصراحة يا هيبو يا حبيبى استاذ رسلان عنده مشكلة وقولتله انك ممكن تحلهاله، بس كدا.
صهيب ابتسم لها وهز راسه بالموافقة وبص لـ رسلان بنظرة جدية: تحت امرك، احكيلي ايه المشكلة وان شاء الله تتحل.
شاهندة بملامح مبتسمة ونبرة متسرعة لـ رسلان: قول له اسم اختك ومامتها يا استاذ رسلان وهو هيقدر يلاقيهملك.
صهيب بملامح كلها استغراب وعدم فهم: ممكن افهم ايه الحكاية طيب الاول!!
رسلان ابتدى يحكي الموضوع من اوله بكل تفاصيله للأخر، وملامحه كانت كلها غيظ وغضب ووجع ونبرة صوته مليانة حزن: بس هى دي كل الحكاية وبصراحة انسة شاهندة جالتلى انك تجدر تساعدني الاجي اختي.
صهيب اتأثر جدا بكلام رسلان وشرد فـ سبيل للحظة وافتكر انه هو كمان بيدور عليها ومش عارف يلاقيها وبنبرة همس من غير وعي: ياريتني اقدر الاقيها.
سمعه رسلان وحس بخيبة أمل وبنبرة يأس: يعنى حضرتك مش هتجدر تساعدني؟
انتبه صهيب لنفسه وفاق من شروده، وبجدية واضحة ع ملامحه ونبرة صوته: مين قال كدا؟! قول لي اسمها بالكامل واسم والدتها واى معلومة تعرفها عن الام، وفـ خلال 48 ساعة هيكون عندك عنوانها وكل حاجة عايز تعرفها ان شاء الله.
رسلان بأمل واضح ع ملامحه ونبرة صوته: اختى اسمها هنادي جدري رسلان السيد، واسم والدتها نوال عبد العزيز خضير البيومي، وكل اللى اعرفه عنها انها كانت بترجص فـ كباريه من كباريهات شارع الهرم من زمان اكتر من إكده ما اعرفش حاچة.
صهيب طمن رسلان انه هيقدر يساعده يعرف طريق هنادي ويوصلها فـ خلال يومين، هاني زاد توتره وقام استأذن منهم ومشي بحجة انه عند معاد شغل كان ناسيه، وخرج بسرعة من النادي ركب عربيته وجري ع بيته وهو بيفكر ومش عارف يعمل ايه، ومتأكد ان صهيب طالما عرف بالموضوع يبقى هيحله فعلا وهيوصل زى ما قال، بعت رسالة لـ هنادي بيطلب منها تقابله ضروري عشان يشوفوا حل بسرعة، اما رسلان اتحرج لما هاني سابه ومشي واستغرب توتره المفاجئ، استأذن ومشي هو كمان يروح مكتبه ع وعد من صهيب انه هيوصل ويعرف طريق هنادي.
_____________________
قصر الشهاوي
جناح عادل نفس الوقت
قاعد فـ الصالون وباله مشغول بكل اللى بيحصل حواليه وحاسس ان شهاب وعمران مخبيين حاجة وبيفكر يسأل أبوه.
دخلت سامية شافته قاعد شارد وبملامح كلها قلق ونبرة متوترة: مالك يا عادل في ايه يا حبيبى؟!
عادل بتنهيدة قلق: مش عارف يا سامية، حاسس ان بابا مخبي علينا حاجة وشهاب عارف ايه هى.
سامية: طيب ما تسأل بابا
عادل بيهز راسه وبنبرة يأس: فكرت يا سامية، بس بابا لو الدنيا اتهدت قدامه مش هيقول غير اللى عايز يقوله وبس.
سامية: خلاص اسأل شهاب
عادل بابتسامة سخرية: انتي بتتكلمي ع اساس انك مش عارفة ابنك يعني… وبتنهيد: شهاب تربية جده يا حبيبتي وطالما حاطط راسه فـ راس جده يبقى مش هينطق لو الموت ع رقبته.
سامية: طيب هتعمل ايه؟
عادل: مش عارف يا سامية، قلقان ع سبيل أوى ومتأكد ان بابا عارف مكانها ومخبي، بس اللى مش قادر افهمه، ليه؟
سامية بقلق: تفتكر يا عادل؟! بس ليه؟ طيب لو قولت مخبي عشان علي ونرمين، ما قالش لينا احنا ليه او حتى قال لـ ماما
عادل: هو انتي فاكرة ان فاطمة الشهاوي ما تعرفش عمران مخبي ايه، دي سره، ستره وغطاه وقبل ما يتحرك حركة واحدة بتبقى عارفة هو رايح فين وجاي منين.
سامية: خلاص اسألها يا عادل عشان ترتاح وتطمن.
عادل: رغم اني عارف انها مش هتقول برضو، بس مافيش قدامي غير كدا.
وقام بالفعل خرج من الجناح رايح لـ أمه يسألها ع أمل انها تقول له وتريح قلبه من القلق اللي هو فيه.
___________________
فـ شقة هاني
رجع من النادي والقلق بينهش فيه، والخوف اتملك منه، دخل شقته وقعد مستني هنادي تيجي عشان يفكروا سوا فـ المصيبة اللي حطت ع راسهم من وجهة نظره، مر حوالي ساعة او أكتر وسمع جرس الباب وقام يفتح وجسمه كله بيرتعش من كتر القلق والتوتر وشاف.
هنادي دخلت وملامحها كلها ذعر ونبرة صوتها مليانة خوف: وبعدين يا هاني؟ لازم نشوف حل فـ المصيبة دي.
هاني نظرات عينه كلها رعب ونبرة صوته مهزوزة من التوتر: مش عارف يا هنادي، رسلان عامل زي الغريق وما صدق لاقى صهيب الشهاوي فـ وشه
هنادي ارتعشت من شدة خوفها والتوتر بقى واضح جدا ع ملامحها وفـ نبرة صوتها: تفتكر صهيب هيقدر يساعد رسلان؟
هاني قرب منها خطوة: صهيب ما بيهزرش يا هنادي، طالما قال لـ اخوكي 48 ساعة واعرف لك كل حاجة يبقى هيعملها، هو انتي ما تعرفيش يعني علاقاته واصلة لغاية فين؟!.
هنادي: عارفة يا هاني، عيلة الشهاوي مش قليلين وسهل جدا انهم يعرفوا أى حاجة وكل حاجة وهما قاعدين فـ مكانهم.
هاني قعد بنفاذ صبر من كتر التفكير: والحل؟! انا دماغي وقفت مش عارف افكر، من وقت ما رسلان وصهيب اتكلموا سوا وانا هتجنن مش عارف اعمل ايه عشان امنعهم يكملوا فـ الطريق ده.
هنادي: مافيش حل غير اننا نهرب من هنا.
هاني: ازاى يعني؟ اللى بتقوليه ده اسمه جنان.
هنادي: الجنان بعينه اننا نقعد هنا، رسلان وصهيب دماغهم واحدة طالما اتفقوا يبقى هيعرفوا كل حاجة وانت عارف كدا كويس، الاتنين لو حطوا فـ راسهم مشكلة بيحلوها من جذورها.
هاني: انا مش ههرب يا هنادي، مش ههرب واسيب شاهندة ومليارات جدها واطلع من المولد بلا حمص.
هنادي ملامحها كلها غيظ وبنبرة صوت مليانة غضب: انت هتضحي بحياتنا عشان الفلووووووس، هو انت فااااااكر لو صهيب عرف حقيقتك القذرة دي هيسيبك تتجوز اخته، ده قليل ان ما قـtـلك فيهااااا، ولا تكون فااااااكر ان رسلان اخويااااااا اللي قعد فـ بيتك 3 شهووووور وهو بيدور عليااااا، لو عرف انك تعرف مكاني واننا ع علاقة ببعض، هيسمي عليييييك، اعقل يا هاني واسمع كلامي وخلينا نسيب مصر كلها ونهرب قبل ما ننكشف.
هاني قرب منها ومسكها من دراعتها بقوة وملامحه كلها غضب: مش هيحصل يا هنادي، مش بعد ما دخلت عيلة الشهاوي وبدأت احقق احلامي واحط ايدي ع فلوسهم، تقوليلى أتخلى عن حلمي، مستحيل انتي فاهمة؟!
هنادي: انت مجنووووون، عمرااااان الشهاوي مش سهل، ممكن يخلص علينا من غير ما يرف له جفن، فكر فيا وفكر فـ ابننا اللى هيضيع ويترمي فـ الشارع لو جرالنا حاجة.
هاني: ابننا عايش احسن عيشة بفضل فلوس الشهاوي اللى انتي عايزانا نهرب ونسيبها، انسي خالص حكاية الهروب دي يا هنادي، كل اللى هنعمله اننا هنبعد عن بعض فترة ونراقب من بعيد صهيب ورسلان ونحاول نمنعهم يتقابلوا بأى طريقة.
هنادي بصريخ: هو انت تعرفهم ع بعض وبعد الفاس ما تقع فـ الراس تقول نمنعهم يتقابلوا!! طب ازاى يا ابن عمتي؟ تقدر تقول لي؟ انا مش هسمحلك تدمر حياتنا بطمعك وجشعك يا هاني انت فاااااااهم؟ انا ماشية وهسيبك تفكر فـ كلامي كويس وتاخد قرار، سلاااااام
وبالفعل سابته فـ حيرته وخوفه ومشيت وهى مرعوبة من فكرة ان اخوها يعرف مكانها او عمران وصهيب يعرفوا كل حاجة ويقـtـلوها هى وهاني
____________________
قصر الشهاوي
اوضة شاهندة
كانت قاعدة فـ التراس بعد ما رجعت من النادي بتفكر في سبيل اللى وحشتها ونفسها تعرف أى خبر عنها، نفسها تكلمها وتحكيلها عن كل حاجة وجعاها، وفكرت تبعت لها رسالة عن طريق الواتس او الماسنجر تفضفض لها، قامت من مكانها دخلت الاوضة ومسكت فونها فتحته وابتدت تكتب وعيونها كلها دموع: سبيل، وحشتيني اوي، انا مش عارفة هتشوفي كلامي ده ولا لأ؟ بس انا بجد محتاجالك اوي، محتاجة اطلع كل اللى جوايا ومش قادرة احكيه لحد غيرك.
خلصت كتابة الرسالة وبعتتها.
فـ نفس اللحظة شافتها سبيل وردت عليها: وانتي كمان وحشتيني اوي يا شاهي وكلكم وحشتوني رغم وجعي منكم.
شاهندة بعيون مليانة دموع كتبت لها: القصر من غيرك سجن يا بيلا، كل اللى فيه بيموتوا فـ بعدك، جدو وتيتة قاعدين ع طول جوة اوضتهم مابيخرجوش غير عشان الأكل بس ويرجعوا تاني، حتى بابا وماما هيتجننوا ويعرفوا عنك أى خبر يطمنهم عليكي، وانا.. أنا محتجالك اوى، ارجوكي أرجعي
سبيل بتقرأ كلام شاهي ودموعها زادت وهى بترد: فات آوان الرجوع يا شاهي خلاص، انسي واحكيلى مالك ايه اللي واجعك؟ فضفضي يا حبيبتي وطلعي اللى جواكي.
شاهندة بوجع: انا حاسة ان هاني فيه حاجة متغيرة يا سبيل، اسلوبه اتغير معايا، بقى عصبي زيادة عن اللزوم وع طول يتكلم عن معاد الفرح بطريقة غريبة، وكل شوية يسأل عن الفلوس والشركات، تخيلي!! عايزني أكلم بابا عشان يكتب لي شركة بأسمي هدية الجواز، ومش بس كدا ده كمان عايز اكبر شركة فـ المجموعة، وكل ما ارفض يتعصب عليا، قوليلى اعمل ايه يا بيلا أرجوكي؟
سبيل وقفت كتابة وعملت مكالمة فيديو واول ما فتحت شاهندة المكالمة، ردت بنبرة صوت موجوعة: انا من يوم ما شوفته ما ارتحتلهوش يا شاهي بس لاقيتك فرحانة ما رضيتش أعكر عليكي فرحتك، وقولت لنفسي يمكن أكون غلطانة.
شاهندة شافت سبيل فـ الفون وبدموع ولهفة: وحشتيني اوي يا سبيل، شكلك عامل كدا ليه؟ طمنيني فيكي ايه؟
سبيل بابتسامة حزينة ونبرة هادية: اهدي يا حبيبتي ما تقلقيش انا كويسة صدقيني، وعمري ما كنت كويسة زى دلوقتى، اطمني.
شاهندة: انتي فين يا سبيل؟ جدو وشهاب قلبوا الدنيا عليكي ومش لقيوكي، ارجوكي قوليلى انتي فين، تيتة وبابا وماما تعبانين اوى من وقت ما جدو رجع من السفر.
سبيل: مش مهم تعرفي انا فين المهم انك عرفتي اني بخير، بس عشان خاطري ياريت ما تقوليش لحد انك كلمتيني يا شاهي.
شاهندة بملامح مستغربة ونبرة اندهاش: ولا حتى صهيب؟!
سبيل بنبرة صوت مليانة توتر ونظرات عينها كلها حزن ودموع: لأ يا شاهي، ده بالذات لأ، ارجوكي مش عايزاه يعرف عني حاجة ولا حتى سيرتي تيجي قصاده خالص عشان خاطري لو بتحبيني بلاش يعرف اى حاجة.
شاهندة بحزن واضح ع ملامحها ونبرة صوتها: ليه يا سبيل؟ ده هيتجنن عليكي، ماسابش مكان الا ودور عليكي فيه، صهيب ندم ع اللى عمله فيكي ونفسه ترجعي النهاردة قبل بكرة عشان يعتذرلك.
سبيل مش قادرة تمنع دموعها اللى مش بتقف وبنبرة كلها وجع: ما بقاش ينفع خلاص يا شاهي، اخوكي كـ*ـسرني وعمره ما هيقدر يصلح اللى كـ*ـسره جوايا، حتى لو قدم روحه اعتذار عن اللى عمله فيا، ندمه اللى بتتكلمي عنه ده نابع من احساسه بالذنب ناحيتي مش اكتر، ولو حد قاله مثلا اني سامحته هيرجع وكأنه ما عملش حاجة وحتى هيبطل يدور عليا.
شاهندة: لا يا سبيل، صهيب فعلا قلقان عليكي وندمان وبيتمنى ترجعي تاني، صهيب رافض يطلقك وعايز يكمل حياته معاكي.
سبيل بتنهيدة وجع: كفاية يا شاهي ارجوكي، سيبك مني انا وخلينا فيكي انتي وخطيبك.
شاهندة: بس…
سبيل قاطعت كلامها بحزن: ما بسش انسي خلاص اللى حصل حصل، المهم حاولي تهدي شوية وما تتكلميش مع حد فـ الكلام اللي قاله هاني وسيبيلي انا الموضوع ده هحلهولك من جذوره، بس حاولي ما تستعجليش فـ الجواز اصبري شوية.
شاهندة بدموع: انا بحاول بكل قوتي لاني خايفة اوى والله من تغييره المفاجئ ده.
سبيل: ممكن تكون دي حقيقته اصلا يا شاهي وقناع البراءة اللى كان لابسه وقع لما لاقاكي أجلتي معاد الفرح، اهدي وما تبينيش قصاده حاجة خليكي طبيعية وانا هتصرف، ما تقلقيش، يلا هقفل دلوقتي ولو فى اى حاجة كلمينى، بس اوعي تقولي لحد خالص اننا بنتكلم، ممكن؟.
شاهندة: حاضر يا بيلا مش هقول لحد خالص، سلام.
وبالفعل قفلت شاهي المكالمة مع سبيل وقعدت مكانها تفكر فـ كل الكلام اللي دار بينهم والاوجاع اللى فـ قلوبهم بسبب الحب واختيار الشخص الغلط، اما سبيل بعد ما قفلت المكالمة اتصلت بشخص معين ادتله اوصاف هاني وطلبت منه يراقبه كويس ويعرف لها كل حاجة عنه ويبلغها اول بأول كل تحركاته.
_____________________
فـ اوضة يمنى
دخلت اوضتها بعد ما اتأكدت ان كل اللى فـ القصر دخلوا اوضهم، نسيت تقفل الباب بالمفتاح، اتصلت بـ سبيل فيديو وحطت الهاند فري واستنت الرد اللى جالها فـ اقل من الدقيقة.
سبيل كنسلت المكالمة ورنت هى ع يمنى زى ما وعدتها.
يمنى فتحت المكالمة بملامح ملهوفة ونبرة اشتياق: وحشتيني اوي اوي يا ابلة.
سبيل بابتسامة هادية: وانتي كمان وحشتيني اوي يا حبيبتي، طمنيني عليكي عاملة ايه؟
يمنى بدموع: يومي ناقص من غيرك، حاسة اني عايشة فـ سجن، طول الوقت بين المدرسة والمذاكرة، مافيش حد بيتكلم معايا خالص، حتى شاهي بالنهار فـ المجموعة وبالليل حابسة نفسها فـ اوضتها، مافيش غيرك اللى كنتي بتتكلمي معايا ودلوقتي انتى مش هنا وانا بقيت لوحدي
سبيل غمضت عينيها تمنع دموعها تنزل، اخدت نفس وبتنهيدة حزن: معلش يا حبيبتي فترة وهتعدي، وهتتعودي ع غيابي زى ما اتعودتي قبل كدا.
يمنى: بس انا مش عارفة اتعود ع كدا ومش عايزة، انا عايزاكي انتي يا ابلة.
سبيل: انا معاكي اهو يا قلبي وهبقى معاكي كل ليلة لحد ما تتطمني وتروحي فـ النوم.
يمنى بابتسامة: عارفة يا ابلة؟! انا بقيت بحب اوى قعدة الاوضة عشان بتخليني اشوفك كل يوم.. وهى بتتكلم سمعت خبطة خفيفة ع الباب وبنبرة صوت مليانة توتر: مممين؟
عمران فتح الباب ودخل بملامح هادية ومبتسمة: سمعت صوت حبيبتى وانا رايح اوضتي قولت أمّلي عيني منها قبل ما انام.
يمنى شافت عمران داخل الاوضة قامت وقفت بسرعة وبتوتر واضح فـ حركة عينها ونبرة صوتها: ها، اه، اتفضل يا جدو.
سبيل ع المكالمة سامعة صوت جدها ودموعها اللى بتحاول تمنعها نزلت غصب عنها وبلهفة: ما تقفليش الفون يا يمنى خليني اسمع صوت جدو عشان وحشني.
يمنى واقفة تبص لـ عمران بقلق وخوف انه يعرف انها بتكلم سبيل وبنبرة صوت مهزوزة اقرب للهمس: حاضر
عمران قرب من يمنى وملامحه كلها استغراب ونبرة اندهاش: بتكلمي مين يا حبيبتي؟!
يمنى بخوف ظاهر ع ملامحها وصوتها: هااا، ولا حد، ولا حد خالص يا جدو، انا انا انا كنت…..
عمران قرب منها أكتر ولف وقف جنبها وشاف سبيل فـ الفون بص لها بنظرة اشتياق وحنين: وحشتيني اوي يا بنت قلبي… وبص لـ يمنى بسعادة وباس جبينها: كنت عارف ومتأكد ان قعدتك طول الوقت فـ اوضتك وراها سبب، وكنت متأكد أكتر ان سبيل هى السبب ده.
يمنى بدموع الخوف: ارجوك سامحني يا جدو وما تزعلش مني عشان خاطري، حضرتك عارف اني مش بعرف انام من غير ما اكلم ابلة وهى وحشتني اوى عشان كدا كلمتها.
عمران ضمها فـ حضنه وقعد بيها ع سريرها وأخد منها طرف من الهاند فري وحطها فـ ودنه: عمري ما زعلت منك يا حبيبتي، انتى وبنت قلبي اغلي ما عندي… وبص لـ سبيل بحب: طمنيني عنك يا حبيبتي عاملة ايه؟
سبيل بتهز راسها وعينها مليانة دموع: الحمدلله يا حبيبى انا كويسة، طمني عليك انت وع تيتة.
عمران بحزن واضح ع ملامحه ونبرة صوته: احنا مش كويسين من غيرك يا ضى عيني، بس مش هضغط عليكي واقول لك ارجعي، وقت ما تلاقي نفسك عايزة ترجعي.. أرجعي وما تقلقيش من حاجة ولا تخافي من حد طول ما انا عايش ماحدش هيقدر يمس شعرة منك.
يمنى بصت لـ عمران وعينيها كلها رجاء: خليها ترجع يا جدو لو سمحت، ارجوك… وبنفس نظرة الترجي بصت لـ سبيل: ارجوكي يا ابلة ارجعي او قولي لجدو انتي فين وهو هيروح يجيبك.
عمران مال ع يمنى وهمس لها بصوت واطي: اقول لك سر يا يويو؟ انا عارف هي فين بس مش قايل لحد عشان اللى وجعوها يتربوا ويعرفوا قيمتها.
يمنى فتحت عينها وبُقها ع اخرهم بذهول: هاااا!!!
عمران وسبيل ضحكوا ع شكلها وهى بالوضع ده مصدومة ومذهولة من كلام جدها.
يمنى بصت لهم بملامح كلها غيظ ونبرة نرفزة طفولية: يعني انتوا الاتنين بتضحكوا عليا ومش تقولولي، عااااااااااا، انا زعلانة منكوا… وقامت وقفت بعد ما شالت طرف السماعة من ودنها وهى بتدبدب برجلها فـ الارض: انا مش هكلمكوا تاني بس ها.
عمران ضحك بعلو صوته ع يمنى وع تصرفها الطفولي: هههههههههههه، خلاص ما تزعليش المرة الجاية مش هخبي عليكي حاجة، بس تعالي فـ حضن جدو حبيبك عشان نطمن ع صهيل.
يمنى ملامحها كلها غيظ طفولي، ربعت ايديها ولفت بضهرها وهى بتدب فـ الأرض: لأ انا مقموصة.
عمران بص لـ شاشة الفون وهو بيضحك: خلاص يا بيلا خليها مقموصة براحتها، وطمنيني انا ع حبيب جده صهيل عامل ايه؟
سبيل حطت ايدها ع بطنها واتنهدت بوجع رغم ابتسامتها اللي مالية وشها: صهيل بيسلم ع جدو وبيقول له ما تقلقش انا كويس ومامي واخدة بالها من نفسها عشاني.
يمنى قربت من عمران ونظرات عينيها كلها فضول، بصت له شوية ونقلت نظرها لـ سبيل شوية، وبرفعة حاجب: ومين صهيل ده كمان؟
سبيل ضحكت ع شكل يمنى وشاورت لها تحط السماعة.
يمنى قعدت جنب عمران وهى مقموصة ومبوزة وحطت طرف السماعة وبنبرة غيظ: مين بقى سي صهيل ده؟
عمران ميّل عليها وهو مبتسم وعينه ع سبيل: ده يبقى ابن اختك، بس ده سر يا يويو ماحدش يعرفه غير انا وشهاب وتيتة، وانتي دلوقتي.
يمنى مثلت انها ما تعرفش حاجة وبصت لـ سبيل كأنها مذهولة: أبنك!! جبتيه منين؟
عمران حس من رد فعلها انها كانت عارفة وبنبرة مكر لـ سبيل: شكلنا هنقدم قريب فـ معهد التمثيل لأحدهم، بس انصحه يتدرب كويس لانه ممثل فاشل.
يمنى فهمت ان جدها كشفها وبغيظ مصطنع: واحدة بواحدة يا سي جدو، انت عارف حاجة ومخبي عليا وانا كمان كنت عارفة حاجة ومخبية، بس ها.
عمران بسعادة: وماله يا حبيبتى، المهم تفضلي مخبية كدا ع طول مش عايزين حد تاني يعرف حاجة دلوقتي خالص، ماشي يا نور عيني؟
يمنى قربت منه باسته من خده وبصت لـ سبيل: ما تخافش يا جدو السر فـ بير…. وهى بتتكلم شافت باب اوضتها اتفتح فجأة ودخلت منه نرمين، اتوترت وصوتها ارتعش: مامي!! خخخير في حاجة؟
نرمين دخلت مرة واحدة فجأة وعينها ع يمنى وما انتبهتش لـ عمران اللى قاعد جنبها، وبملامح كلها غيظ ونبرة مليانة غضب: بتكلمي مين فـ الوقت ده يا بنت؟
عمران عينه احمرت من شدة غضبه وبنبرة صوته العالية كأنها زئير اسد غضبان: نررميييييين، ايه ما فيش زوق خاااااالص، داخلة تهجمي زى المخبرين كدا من غير ما تستأذني؟!
نرمين بتوتر واضح ع ملامحها وصوتها: بابا!! انا انا انا آسفة ما شوفتش حضرتك، بس كنت جاية اطمن ع يمنى سمعتها بتتكلم، فكرتها بتكلم حد تاني، عشان كدا دخلت بالطريقة دي
عمران برفعة حاجب: لا يا شيخة!! يعني انتي عايزة تفهميني انك ما كنتيش واقفة ع الباب تتصنتى زى عوايدك؟!
نرمين وقفت مكانها ساكتة وبتفتكر الكلام اللي سمعته بين يمنى وعمران وجواها: يا ترى ايه السر اللي مخبيه يا عمران انت والمفعوصة دي!!…. وبصت له وبنبرة حزن مزيفة: حضرتك دايما ظالمني كدا يا بابا وواخد عني فكرة وحشة.
عمران ضيق بين عينيه وبحزم: ماشي يا نرمين هعمل مصدقك، ودلوقتي اتفضلي اخرجي من الاوضة وإياكي تكرريها مرة تانية، انتي فاهمة؟! يلاااا.
بالفعل نرمين خافت وخرجت بسرعة من الاوضة وعمران شاور لـ يمنى بهمس انها تروح تتأكد اذا كانت نرمين مشيّت ولا واقفة ورا الباب زى عوايدها، وبعد ما اطمن كملوا كلامهم مع سبيل لغاية ما يمنى راحت فـ النوم غطاها وقفل المكالمة وخرج راح جناحه وباله مشغول بنرمين وايه اللي ممكن تكون سمعته قبل ما تدخل الاوضة.
_____________________
فـ اوضة صهيب
دخلت سها اوضتها بعد ما رجعت من برة، اخدت هدوم نوم مريحة ودخلت تاخد شاور دافي وخرجت قعدت فـ السرير، ذهنها مشغول باللى حصل فـ النادي وافتكرت لما قالت لـ صهيب انها عندها معاد مع واحدة صاحبتها ولازم تروح لها عشان ما تزعلش، سابته هو وشاهي قاعدين ومشيّت بسرعة، فاقت من شرودها وهى بتفكر فـ كل حاجة بتحصل حواليها من وقت ما اتعرفت ع صهيب واتجوزته لغاية دلوقتي، فجأة شافت باب الاوضة بيتفتح مرة واحدة ودخل منه واحد لابس قناع وماسك حبل فـ إيده بيقرب منها عايز يخـ*ـنقها، وهى بتقاومه بكل قوتها وبتصرخ عشان حد يسمعاها: لاااا ابعد عني، انا ما عملتش حاجة، ما تقـtـلنيش، ارجووووك سيبني اعيييش… الحقوووني، صهيييييب، حد يلحقنيييي عايز يممووتنييييي.
لكن مافيش حد سامع صوتها وكأنها لوحدها فـ القصر.
الراجل المقنع قرب منها أكتر ولف الحبل ع رقبتها وبيحاول يشده بإحكام عشان يخلص عليها لكن مش قادر من كتر ما هى بتقاومه.
سها بملامح كلها رعب وبصريخ وهى بتقاوم المقنع عشان ما يخنـ*ـقهاش: انت ميييين؟ وعايز مني ايييييه؟ انا ما أذيتكش فـ حاجة، اررجوووك سيبني أعيش، ابني صغير ومحتاج لي، سيبني أربيه.
المقنع وهو بيعافر معاها بسبب مقاومتها ليه: انا جدرك وعملك الاسود ومش خارچ من إهنه غير وانا واخد روحك فـ يدي يا هنادي.
سها بتصرخ وبتزق فيه بكل قوتها عشان تبعده عنها: انا مش هنادي، انا سها الرفاعي، انا مش هنادي، انا ما اعرفش حد بالاسم ده، ارجوووك ابعد عني.
المقنع اتعدل فـ وقفته وشد القناع من ع وشه وظهرت ملامحه اللى كلها غضب ونبرة صوته الغضبان: حتى لو غيرتي چلدك كيف الأفاعي والحرابي مش اسمك وشكلك بس، هعرفك برضك يا هنادي، واها عرفت طريجك يا فا*چرة وچيت لاچل ما أغسل عاري وعار أبوي بيدي.
سها شافت وش رسلان بعد ما شال قناعه وبيقرب منها أكتر اتجمدت من الصدمة وقوتها انهارت واستسلمت للموت، وفجأة ورسلان بيشد الحبل عشان يخنـ*ـقها صحيّت من نومها وهى مفزوعة وبتصرخ: لااااااااا، رسلااااااان…. انتبهت انها فـ اوضتها قامت شربت شوية ماية وخرجت من الاوضة وهى مرعوبة نزلت قعدت فـ الجنينة تفكر تعمل ايه فـ المصيبة دي لو امرها انكشف.