رواية مريم فين القميص الاسود بتاعي ( كاملة جميع الفصول ) بقلم مجهول


 رواية مريم فين القميص الاسود بتاعي الفصل الاول 

الفصل الاول
- مريم فين القميص الأسود بتاعي؟
بصيت لُه وسبت المواعين:
- هتلاقيه في الرف الأول في الدرفة اللي في النص علىٰ الشماعة من ناحية اليمين يا أدهم.
شوية وجيه وقف قدامي:
- كويس؟
ابتسمت لُه:
- دايمًا بتبهرني بجمالك، مش ناوي تبطل تحلو يا ولا!
ابتسملي بهدوء وخرج من المطبخ، شوية وسمعت صوته من برا:
- مريم سايبلك مية جنية علىٰ السفرة، لو أحتاجتِ تاني هتلاقي مكان ما أنتِ عايزه، نازل الشغل وهتأخر النهاردة شوية، فمتستنيش.
رديت عليه من المطبخ:
- ترجعلي بالسلامة.
قولتها وأنا بحط أخر طبق في المطبقية وخارجة، بصيت علىٰ السفرة لقيته ملبسش ساعته، مكنتش غريبة بالنسبالي، أدهم كل يوم ينسىٰ ياخد شيء معاه، ينسىٰ الفلوس مرة، الموبايل مرة، الساعة مرة، بس للأسف أنا اللي نسيت قلبي معاه يوم ما شوفته، عارفة وواثقة مِن أنه بيحبني بس غروره وكبريائه منعينوا يعترِف، أزاي يقولي أنه بيحبني وهوَ أتجبر يتجوزني ويعيش معايا!
نزلت دمعة من عيوني غصبًا عني، ابتسمت ومسحتها، أدهم يبقىٰ أبن عمي الكبير، والدي ووالده كان بينهم مشاكل، قبل ما ما والده يموت بسنة ونص كل المشاكل اتحلت ورجعوا زي السمنة علىٰ عسل، عمو رجع يجي كتير، ووقتها رجع حبي يحييّ لُه من تاني، حبي اللي كان في قلبي من وأنا لسه طفلة 8 سنين، لحد ما بقيت بنت كبيرة وعاقلة عندها 20 سنة، وزاد وكتر اكتر وأكتر لما اتجوزنا وأنا عندي أتنين وعشرين سنة، كانت وصية عمو وبابا نفذها، محدش أتظلم فيها غير أتنين، كبرياء أدهم، وقلبي.
دخلت روقت أوضة أدهم وأوضتي والمكتب، وبعدين رنيت علىٰ ورد:
- ألو يا ورد، ما تنزليلي شوية عشان عيزاكِ!
- دقيقتين وهكون عندك.
يمكِن وجود شخص يعينك علىٰ أنك تحارِب لأجل قلبك ويطمنك أنك هتعرف تقاوم شيء عظيم، ممكن يكوّن أجمل شيء في الكون حتىٰ!
أقل من دقيقتين ولقيت ورد فعلًا قدامي:
- شوفتِ أسرع من كده يا بت يا مريوم!
ابتسمت لَها:
- ورد قلب مريم مش بتتأخر عليها خالص خالص.
ابتسمت وقعدت قدامي:
- ها يا ستي أحكيلي، أنتِ وأدهم عاملين أيه معَ بعض؟
يمكن مينفعش نحكِ أسرار بيوتنا برا، بس لازم يكونلَك سند ومأمن تهرب من العالم لُه، متعرفش أسرارك الزوجية لأي حد بالأخص لأهلك عشان ميكرهوش شريك حياتك، بس أوقات بنحتاج نحكِ لحد يطبطب علىٰ قلوبنا.
- مفيش يا ستي، ما أنتِ عارفة أدهم، عارفة يا ورد! لو بطل يركب دماغه وكبريائه يتحكم في قلبه، صدقيني هيحبني.
مسكت أيدي وشاورت علىٰ قلبي:
- سيبك من مؤسسات حقوق المرآه والأنسان والزوجة والبلابلا وركزي معايا يا مريم، طلاما ده لسه شغال ولسه عايزُه وعارف أنه لسه بيحبك، حبيه، حبيه يا مريم وحاولي لأخر نفس فيكِ لأجل أنك تكسبيه.
مسكت أيديها وشاورت علىٰ قلبي:
- بس أنا خايفة، خايفة ده يتعب، خايفة ده يمشي ويتقفل بدون سابِق إنذار يا ورد.
بصت ليّ بهدوء:
- مريم ده لو كان عايز يقسىٰ او يمشي أو يوجع كان زمانه عمل كده من بدري، قلبك أنقىٰ من كده، قلبك لو ممكن يكرَّه أدهم أو يتقفل منه كان زمانه عمل كده من بدري، مِن وقت ما بقيتِ مش بتشوفيه، عافري لأجل حبك يا مريم، ويوم ما تتعبي خدي راحة وأبعدي يومين وبعدين أرجعي تاني، بس متمشيش.
يمكن وجود شخص يطمنك ويقولك أمشي في طريقك وكمل وهتقدَّر أهم من وجود شخص يقولك لا، متكملش، أهم شيء كرامتك وكبريائك وملعون قلبك وملعون الحب لما يجرح كرامتك، طيب ما البُعد هيجرح قلبي!
طلعت عشان كان مُسلم جوزها جيه ومامته ندهت عليها تطلع، وأنا دخلّت المطبخ:
- أممم، مكرونة بشاميل ولا أعمل بيتزا بِما أن النهاردة الخميس وبكره أجازة ورايحين لطنط! مش عارفة.
مسكت موبايلي ورنيت علىٰ أدهم:
- فيه حاجة ولا أيه يا مريم؟
أتكلمت بسرعة:



- بشاميل ولا بيتزا يا أدهم!
- متصلة علشان كده؟
رديت بسرعة:
- أنتَ عارف أني مش بعرف أقرر، وأنتَ بتحب الأتنين.
حسيته ابتسم:
- اي حاجة من ايدِك حلوة يا ستي.
يمكن تكون جملة تلقائية وعادية جدًا، بس وقتها حسيت بفرحة كبيرة جدًا في قلبي، علىٰ الأقل أهي كلمة لطيفة يطيب بيها خاطري.
ابتسمت:
- يبقىٰ بشاميل وفراخ مشوية، صح؟
- صح.
ابتسمت:
- تمام ماشي، متتأخرش.
- بس الشغل كتير!
- حاول بس، علشان خاطري.
- حاضر يا مريومة.
يمكن بنتخانق، ومغصوب، بس بيطلع منه في النص كده جمل قمر زيه، وأني مثلًا لما بقوله عشان خاطري مش بيجادل، بيقول حاضر او يعمل الشيء، أدهم هوَ أحن شيء في حياتي، ويمكن ده اللي مخليني مش بستسلم أني اخليه يقتنع أنه بيحبني.
لبست طاقية الطباخين والمريلة البيضة عشان بحبهم كده، بيحمسوني أني أعمل الأكل، بدأت أعمل في البشاميل، يمكن مكنش من عادتي أبدًا أني أعمل الأكل ومكنتش بعمل أكل في بيت بابا أصلًا، بس بيس ده قُرة عيني ده فعشان كده سنة ونص جواز علمتني كل أنواع الأكل وعرفتني أني بعرف أطبخ.
- هاا! عجبتك؟
ابتسم وبصلي:
- طعمها حلو جدًا يا مريم، تسلم أيدِك.
حطيت أيدي علىٰ خدي وبصيت لُه بهدوء:
- وأنا كمان بحبك.
ساب الشوكة وبصلي:
- مزهقتيش؟
ابتسمت ومسكت الشوكة حطيت فيها حتة مكرونة وحطيتها في بوئه:
- متعرفش يا أدهم أن الأكل معليهوش كلام، أنا أكلت هشيل أطباقي وأعمل الشاي علىٰ ما تاكل.
مستنتش ردّه ودخلت، يمكن لإنه مش هيقتنع أني مش بزهق أبدًا منه او من أي شيء بعمله لأجله، أو لأني مش عارفة هرد عليه بأيه.
كنت بعمل الشاي فلقيته جايب الأطباق بتاعته وجاي:
- مزهقتيش؟
بصيت لعيونه وابتسمت:
- فيه حد يشوف عيون أدهم كل يوم أول ما يصحىٰ وقبل ما ينام وبعد ما ياكل، ويزهق! ده يبقىٰ غبي.
بص علىٰ الأرض وبعدين بصلي:
- مريم أنا بكرهِك.
حتىٰ وليكُن أنا واثقة مية في المية من حبه ليا وقال الكلمة دي أنا حقيقي ممكن أبكي، ليه يجرَح قلبي بكلمة زي دي، مش يكفي أفعاله!
بصيت لُه بهدوء، وبعدين طفيت علىٰ البراد وصبيت الشاي وقلبته:
- أتفضل الشاي أهو.
مسك دراعي جامد وهزني:
- مريم أفهمي! أنا مش ب ح ب ك! ايه مبتفهميش؟ سنة ونص بقنعك بده وبرضوا ماسكة فيا، أنا أتجبرت عليكِ وأنا عمري ما حد يطني دراعي، فاهمة؟
هربت مني دمعة غصبًا عني، حتىٰ لو بحلِف بأنه بيحبني مكنش ينفع أقف أكتر من كده.
دخلت أوضتي ووقتها قدرت أعيط، سنة ونص بقاوم، سنة ونص بحاول، سنة ونص بعاند بأسم الحب، جلب لي أيه الحب غير الذل والإهانة والتعب وال آه! جلب لقلبي أيه غير الخراب، أنا تعبت.
***
صحيت الصبح وجيت أخرج عشان أحضرلُه الفطار أفتكرت اللي حصل أمبارح وأفتكرت أن النهارده الجمعة فمينفعش أعنِد عشان طنط متزعلش، خرجت لقيته قاعد علىٰ السفرة مستني الفطار غالبًا، دخلت المطبخ فتحت التلاجة وجبت مية وشربت فبص لي:
- هو مفيش فطار؟



أتجاهلت كلامه ودخلت الأوضة تاني، فجيه ورايا:
- هوَ أنتِ زعلانة مني يا مريم؟
رديت عليه ببرود رغم أنّ واللهِ روحي كانت بتتعصر:
- لا يا أدهم، مش قادرة أعمل فِطار النهارده لو جعان أعمل لنفسك.
بص في الأرض بعدين بصلي:
- بس أنتِ عارفة أني مش بعرف أعمل حاجة!
لقيت جرس الباب رن فراح يفتح، ابتسمت وقعدت علىٰ السرير، كوني عارفة أن ورد نزلت الفطار، مش منطقي يعني أني أسيبه ميفطرش حتىٰ لو زعلانة.
- مريم، دي ورد بعتت كيك وقالت أنها عملاها، ممكن نفطر بيها صح؟
بصيت لُه بهدوء:
- كُلها أنتَ أنا مش جعانة، أخرج علشان أغيَّر هدومي ونروح لطنط بدري عشان أعمل الأكل.
بصلّي بحزن:
- حاضر.
بالله أزاي يبص كده! هوَ مش عارف أني بضعف وقت حزنه طيب ولا مش عارف؟
لبست دريس ضيق شوية هوَ طالب مني ملبسهوش وفوقيه الخمار، وقصرتُه شوية برضوا، أكيد مش هنزل بيهم كده يعني مانا مدخلتش أغير بدري من فراغ، خرجت فلقيته قام وقف مرة واحدة، وبعد ما كان طير مكسور الجناح، أتبدل الحال:
- مريم!! أيه اللي لبساه ده أنا مش قلت الزفت ده ميتلبسش تاني؟
بصيت لُه بهدوء وأتكلمت:
- ليه ده الدريس لطيف!
حسيت وشه أحمَر وأتعصب:
- مريم، الزفت ده لو متغيرش مش نازل.
مكنش ينفع أعانِد أكتر من كده، أدهم عنيد أكتر مني، عصبي ومجنون وغيور جدًا علىٰ أهل بيته، ما بالك بمراته!
قُومت دخلت الأوضة وغيرت هدومي وخرجت:
- ملبستش!
بصلي بهدوء:
- مش عايز أروح عند ماما النهارده عشان خالو هناك.
لوهله حسيت أن قلبي وجعني، أدهم لسه بيحب عُلا! لسه بيحبها ولأجل ده مش قادر يحبني، لأجل ده واجع قلبي وتاعب روحي، محستش بنفسي غير وأنا بزعق في وشه وبضرب على صدره:
- أنتَ ايه يا أخي مبتحسش؟ استحملت كتير، وجع قلب واستحملت، زعيق وشخط استحملت، إهانة وتعب وأستحملت، ايام أعمل الأكل ومتاكلوش واستحملت، أنتَ أيه جبل مبتحسش!! ولما أنتَ بتحبها مطلقتنيش ليه من أول يوم؟ هتحبك نفس الحب اللي حبيتهولك ولا نصه حتىٰ؟ دي مش هتحصل ربعه وحياتك.
بعد ما خلصت زعيق هديت وعيطت:
- ليه يا أدهم؟ ليه توجع قلبي وتتعبني طيب ليه!
حضنّي:
- أهدي، أهدي بالله عليكِ، واللهِ مش بحبها، صدقيني مبحبش غيرك صدقيني، أهدي يا حبيبتي أنا أسف.
هديت، هديت خالص بين ايديه، أمان العالم كله في حضنه، حقيقي هوَ سندي.
قُومت مسكت شنطتي وبصتلُه:
- أنا هريحك، أنا عند بابا، أمشي في خطوات الطلاق ولما تخلص أبعتهالي عند بابا، بعد أذنك وهاجي بكره أخد شنطتي.
بصلّي بخوف:
- مريم متمشيش، عشاني.
كنت بصيت الناحية التانية، غصب عني عيطت، مسكت شنطني وخرجت، سبت روحي وقلبي معاه، سبتني هناك.
إنك تسيب حد بتحبه عشان تعبت أو مليت من كتر المحاولة هوَ أصعب أحساس ممكن يمُّر علىٰ قلبك طول ما أنتَ عايش، اللي هوَ: «أنا واللهِ بحبك بس أنا تعبت.»
***
عدىٰ تلات أسابيع وأنا قاعدة في بيت بابا ورافضة أخرجله، كل يوم يجي، كل يوم يتعب، كل يوم يستناني، فبرفض أخرجله.
- مريم مينفعش كده.
بصيت لبابا:
- مينفعش أيه؟
حضني وأتكلم:
- أدهم غبي وخواف يا مريم، اسمعيه لمرة.
كنت ناوية فعلًا اسمعه، بابا بص عند الدولاب لقىٰ شنطة هدومي:
- رايحة فين يا مريم؟
ابتسمت بهدوء:
- رايحة بيتي وعند جوزي يا بابا، متخافش.
ابتسمت ومشيت، روحت البيت لقيت كل شيء زي ما هوَ وفيه كذا علبة بيتزا، رميتهم ودخلت عملتله أكل ونضفت أوضته ورتبت دولابي، وحضرت السفرة وبدأت أسخن في الأكل، الباب أتفتح، فلقيته بيجري علىٰ المطبخ.

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1