رواية فى سبيل صهيب ( كاملة حتى الفصل الاخير ) بقلم لبنى دراز


 رواية فى سبيل صهيب الفصل الاول بقلم لبنى دراز

"رغم كسرة قلبي، رغم ما عانيته في حياتي، رغم تهدم آمالي وتحطم أحلامي، ورغم الآلام والجراح التي غرستها في روحي، إلا أن قلبي ما زال يشتاق إليك، وما زال يعشقك. سأفعل الكثير من أجلك، وسأسعى لإسعادك بكل قوتي، حتى وإن كنت تحت الأنقاض."


فى سبيل صهيب بقلمى✍️_______لبنى دراز


فـ قصر الشهاوى


جوة قصر ضخم مكوّن من 3 أدوار علويّة، كل دور فيه صالة فخمة جداً، مفروشة بأحدث طرازات الليڤنج، وفي آخرها ممر بيوصل لجناح كبير وأكتر من 10 أوض متوزّعة على جوانب الممر. بيوصل ليهم سلم دائري بيبدأ من الدور الأرضي، وهو من تصميم كلاسيكي رائع من الرخام بيلفّ بأناقة وسط القصر، وبيوصل لكل الأدوار. في الدور الأرضي، بتبدأ الفخامة من أوضة المكتب الكبيرة، اللى ليها بابين؛ واحد بيطّل على قلب القصر، والتاني بيطّل على الجنينة. المكتب نفسه فخم، مميز بمكتبة ممتدة على طول الحيطة، مليانة كتب نادرة وتحف قديمة، وفيه أنتريه أنيق مكون من كنبة عريضة وكرسيين، بالإضافة للمكتب الخشبي المتين اللي حواليه 3 كراسي جلدية فاخرة، بتدي المكتب هيبة.

أما الصالون، حاجة تانية خالص، متصمّم بطراز ملكي أصيل، بداية من الستاير اللي متعلقة من السقف لغاية الأرض، بألوان هادية وملمس فاخر، والسجاد اللي بيغطّي الأرضية بتفاصيله الفريدة. باب الصالون نفسه معمول كأنه تابلوه ضخم، فيه صورة لعمران ومراته مع ولاده وأحفاده، كل اللى يشوفه، يفتكره برواز كبير بالحجم الطبيعى، لكن لما يتفتح، بيدخلك لعالم تاني من الرقي. وفيه كمان ليڤنج للتجمعات العائلية، مفروش بطراز حديث يجمع بين الفخامة والراحة، بيضفي جو من الألفة والدفى وسط العيلة. السفرة بقى حاجة مبهرة، أوضة كبيرة جداً شبه صالة الحفلات، الترابيزة فخمة، لها 24 كرسي، متوزّعين حواليها، وفيها بوفيه كبير فـ جنب الأوضة، وآخر الأوضة فيه حمام صغير مخصوص لغسل الإيدين، مكمل الرقي اللي بيغلف المكان كله.


فـ اوضة المكتب 


قاعد عمران وبيفكر فى حاجة معينة وبعد شوية وقت بعت واحدة من الشغالين تنادى حفيده صهيب وفى دقايق سمع خبط ع الباب وأذن بالدخول:

تعالى يا صهيب ادخل.


دخل صهيب بابتسامة وباس إيد جده: تحت أمرك يا جدى، حضرتك بعت لى، خير؟


عمران: خير ان شاء الله، سَبيل بنت عمك طيارتها على وصول، عايزك تروح تجيبها من المطار .


صهيب بأندهاش: سبيل!؟ وايه اللى رجعها دلوقتى؟.


عمران بعصبية: أنا بلغتها تنزل تحضر فرح شاهندة.


صهيب: فرح شاهندة لسه بدرى عليه يا جدى، بلغت سبيل تنزل من دلوقتي ليه؟.


عمران: مزاجي كدا، انت هتحاسبني يا ابن عادل ولا ايه؟


صهيب: العفو يا جدى، انا ماقصدش، انا استغربت بس مش أكتر .


عمران: مش وقت استغراب، اتفضل خد عربيتك واطلع ع المطار، هات بنت عمك من غير كتر كلام .


صهيب: حاضر يا جدى، بعد أذنك.


خرج صهيب من المكتب ومن القصر كله رايح المطار وهو مستغرب ومش فاهم حاجة، بس كلمة عمران الشهاوي أمر لازم يتنفذ من غير نقاش ودايما تصرفاته مافيش حد بيفهمها.

خرج عمران من مكتبه بعد خروج صهيب ونده على سامية مرات عادل، اللى جات بسرعة من المطبخ واتكلمت بحب .


سامية: تحت امرك يا بابا .


عمران بهدوء: أبعتى واحدة من الشغالين تفتح اوضة سبيل وتنضفها.


سامية بأندهاش: سبيل!؟ هى سبيل جاية يا بابا؟


عمران بعصبية: هو فى ايه؟ مالكم، كل ما أجيب سيرة سبيل لحد يستغرب ويسأل، ايه المشكلة انها ترجع يعنى مش فاهم!؟ ولا تكونوا مش عايزينها ترجع بيتها.


سامية بحب: أبدا والله يا بابا، حضرتك عارف سبيل بالنسبالي ايه، وعارف انا بحبها قد ايه، بس هى ليها 3 سنين فى فرنسا ما نزلتش خالص، غريبة انها تنزل دلوقتى من غير سبب، خصوصا اننا كل ما نقول لها تنزل بترفض بحجة الشغل وانها ماينفعش تسيب الشركة.


عمران: أنا اللى قولت لها تنزل يا سامية تحضر فرح شاهندة، عندك أعتراض؟


سامية: لا يا حبيبى طبعا، ده بيتها وشاهندة اختها، ده حتى هى وحشتنى جدا ونفسي اشوفها.


عمران: خلاص ابعتى حد يلا بسرعة ينضف الاوضة لأنها على وصول.


سامية بذهول: على وصول !؟


عمران بمكر: أيوا، صهيب راح يجيبها من المطار .


سامية بخضة: حضرتك قولت مين!!!! 


عمران: أتخضيتى ليه كدا؟


سامية: ها، ابدا يا بابا هتخض ليه يعنى، سبيل اخت صهيب ومتربيين سوا عادى انه يروح يجيبها من المطار.


عمران بنفس المكر: لاء، صهيب وسبيل عمرهم ما كانوا ولا هيكونوا أخوات، ويلا بطلى رغى كتير يا مرات ابنى وروحى جهزى الاوضة .


سامية بطاعة: أمرك يا بابا حاضر .


مشيت سامية من قصاد عمران تنفذ اللى طلبه منها وهى مش فاهمة حاجة زى ابنها صهيب، وليه عمران بعت لـ سبيل ترجع فى الوقت ده بالذات، خصوصا ان لسة بدرى ع الفرح.


______________________


فـ جناح عمران 


طلع عمران جناحه وشاف فاطمة قاعدة بتقرأ قرآن قعد جنبها واستنى لما خلصت وقفلت المصحف.


عمران: تقبل الله يا حبيبتي.


ردت عليه فاطمة بكل حب: منا ومنك يا حبيبى. ولاحظت عليه التوتر والقلق وسألته: مالك يا عمران، فيك إيه؟ 


عمران بقلق: مالى!؟ انا زى الفل اهو.


فاطمة: من أمتى بتخبي على فاطمة يا عمران؟ 


عمران بضيق: انا عمري خبيت عليكى حاجة يا ام عادل عشان تسألي سؤالك ده ؟


فاطمة بتسأل: باعت لسبيل ليه يا عمران؟


اتفاجئ عمران بسؤال فاطمة لانه ما كانش معرّفها انه باعت لـ حفيدته ترجع وماكانش لاقى رد غير: وحشتنى يا فاطمة أرتاحتى كدا.


فاطمة: لأ، مرتاحتش يا عمران، دماغك فيها ايه يا أبن عمى؟


عمران بهدوء: لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم يا فاطمة، اصبري لما يجي وقتها هتعرفيها.


فاطمة: طول عمرنا سرنا واحد يا عمران وقراراتنا واحدة، بس دى اول مرة مبقاش فاهمة دماغك .

 

عمران: وده عيب مين يا بنت عمى!؟


فاطمة بقلق من اللى بيفكر فيه عمران، عرّفته انها فاهماه:

اللى بتفكر فيه صعب يا عمران، سبيل مش هتستحمل قهر ووجع قلب، كفاية عليها اللى هى فيه، ماتزودش عليها .


عمران: ماتقلقيش يا فاطمة انا عارف بعمل ايه، وبكرة تقولى عندك حق يا عمران


فاطمة: مابقاش فيه بكرة يا عمران، عمرنا ورانا يا حبيبى مش قدامنا.


بص لها عمران بابتسامته الصافية عشان يطمنها، وسابها فـ حيرتها ونزل المكتب يستنى حفيدته سبيل على أحر من جمر.

________________________


فـ المطار


بعد مرور ساعة وصل صهيب المطار، كانت وصلت سبيل ونزلت من الطيارة وقبل ما تخلص إجراءات الجوازات، قرب منها على وشه ابتسامة صافية، سلم عليها.


صهيب: أزيك يا سبيل، أخبار الشغل ايه؟


سبيل بهدوء: كله تمام، سبيل الشهاوي مافيش حاجة تقف قصادها يا صهيب .


صهيب: أكيد طبعا، حفيدة عمران الشهاوي قدها وقدود، حمدالله ع السلامة يابنت عمي .


سبيل بابتسامة: لسة فاكر تقولها، عموما الله يسلمك.


صهيب بضحك: طيب هاتى شنطك ويلا قدامي ع العربية، جدك مستنيكي من بدري وهيتجنن عليكي. 


بصت له سبيل وهما خارجين برة المطار: جدو وحشنى اوى وكمان ماما سامية وبابا عادل، كلكم وحشتوني اوى يا صهيب.


صهيب وهو بيقرب يفتح شنطة العربية علشان يحط شنط سبيل: مش انتي اللى سافرتي وعجبتك القعدة فى باريس.


سبيل بحزن: انت عارف اللى فيها يا صهيب، كان صعب عليا أستحمل كل اللى حصل وافضل قاعدة.


فتح صهيب باب العربية لـ سبيل وبعد ما ركبت لف الناحية التانية وركب هو كمان، ساقها وهو بيقول: ناوية تقعدى قد ايه هنا؟


ردت سبيل بعفوية: هحضر الفرح واسافر على طول.


 صهيب بابتسامة: وهتقدري تستحملى تصرفات نرمين هانم لغاية الفرح مايخلص وتسافرى تانى!؟


سبيل بتنهيدة: عادى يا ابن عمى الحكاية كلها يومين تلاتة استحملهم وأمري لله.


أستغرب صهيب كلام سبيل وجواه: يومين تلاتة!!! شكل جدى كدا ناوى على حاجة، ربنا يستر وبص لـ سبيل: يومين تلاتة ايه اللى بتتكلمى عنهم دول!؟ الفرح لسة شهر عليه او يمكن أكتر.


اتصدمت سبيل من كلام صهيب: نعععععم!!!!! ده اللى هو ازاى يعنى؟


صهيب باستغراب: زى الناس، ايه ماكنتيش تعرفى؟


سبيل بغيظ: لأ، جدو قال لى أن الفرح قريب وصمم انى انزل وأحضره.

وبهمس لنفسها: ماشي يا جدو بقى كدا تخليني انزل بحجة الفرح وهو لسة بدري عليه، طيب لما اشوفك .


وبعد حوالى ساعة ونص كمان، وصلت سبيل القصر مع صهيب، نازلة من العربية الوجع ماليها، بتقدم رجل وتأخر التانية لغاية ما وقفت عند الباب وكأنها اتسمرت فى الأرض مش عايزة تدخل، صهيب جاى من وراها بعد ما ركن عربيته ومعاه شنطها، أستغرب وقفتها بالشكل ده وسألها وهو بيفتح الباب:

واقفة كدا ليه يا سبيل؟


غمضت سبيل عينيها بوجع:

مش قادرة أخطي اى خطوة جوة القصر يا صهيب.


صهيب: على فكرة هما مش جوة، ليهم فترة برة القصر وما اعتقدش هيرجعوا دلوقتي.


دخلت سبيل بعد ما فتح صهيب الباب وكانت واقفة سامية فى استقبالها بسعادة، جريت عليها سبيل ودخلت فى حضنها والدموع مالية عينيها: وحشتينى اوى يا ماما.


ضمتها سامية باشتياق وحنان:

انتى كمان وحشتينى أوى يا نور عينى، كدا تهون عليكى ماما سامية تغيبي عنها المدة دي كلها.


خرجت سبيل من حضنها بابتسامة رقيقة: حضرتك عارفة اللى حصل، كان صعب عليا أستحمل اتهامات نرمين واهاناتها المستمرة هى وجوزها يا ماما صدقيني ماقدرتش. 


صهيب: على فكرة جوزها ده يبقى باباكي يا سبيل .


سبيل بصت بوجع لـ صهيب:

تفتكر هو فاكر انى بنته يا صهيب، من يوم ما اتجوزها وهو ناسيني خالص، مافيش فى حياته غيرها هى وولادها وبس .


سامية: انسي اللى فات يا حبيبتى واطلعى أرتاحى شوية لغاية ما الغدا يجهز .


لسة سبيل هتتحرك، شافت واحدة من الشغالين بتقرب وبتقول لـ سامية وهى بتشاور على سبيل: البيه الكبير مستني الهانم الصغيرة فى المكتب يا ست هانم.


بصت لها سامية وقالت: تمام يا هدية، خدى شنط سبيل هانم طلعيها فى اوضتها  .


هدية: حاضر يا هانم تحت أمرك.


سبيل شافت الشغالة لأول مرة وسألت: البنت دى جديدة؟ اول مرة اشوفها


سامية: دى بنت دادة محاسن، جات اشتغلت معاها علشان تساعدها، بس ماشاء الله عليها أدب وأخلاق ولهلوبة فـ كل حاجة.

 

سبيل رايحة ناحية اوضة المكتب ولـ سامية: ليها كتير هنا يا ماما؟


رد صهيب: ليها 3 سنين، جات بعد ما سافرتى بحوالى شهر لان دادة محاسن زعلت انك مشيتى وتعبت جامد علشان كدا هى جات تساعدها.


سبيل: انا هدخل لجدو ولما أطلع هروح لدادة أطمن عليها.


وبعدها خبطت خبطة خفيفة على باب المكتب وفتحته ودخلت شافت عمران واقف فاتح دراعاته ليها، جريت عليه ورمت نفسها فى حضنه: وحشتنى اوى يا جدو.


عمران باشتياق: وانتى كمان يا حبيبة جدو وحشتينى أوى أوى أوى، كان لازم أتحايل عليكى يعنى عشان ترجعي، أشوفك وأملّي عيني منك.


سبيل بغيظ: اسكت ماتفكرنيش بقى يا سي جدو، كدا تضحك عليا وتقول لى هما يومين تلاتة بس احضري الفرح وامشي، وفى الأخر يطلع لسة بدري على الفرح.


عمران شدد ع ضمتها جوة حضنه: أعمل ايه يا قلب جدو وروحه من جوة، وحشتينى أوى وخايف أموت وروحى متعلقة فيكى.


سبيل حطت إيدها على بُقه تمنعه يكمل كلامه: بعد الشر عنك يا حبيبى متقولش كدا تانى، بس برضو زعلانة منك.


عمران بحزن مصطنع: كدا برضو يا سبيل تزعلى من جدو حبيبك، أهون عليكي يعنى .


سبيل بحزن حقيقى: أشمعنى انا هونت عليك وخلتني أرجع، وحضرتك عارف انى مش عايزة اشوف نرمين وعلي بعد كل اللى عملوه فيا وقالوه عني.


عمران بجدية: عمرك ما هونتي ولا هتهوني عليا يا سبيل، أسمعيني يا حبيبتى، انا وقتها سيبتك تمشي مش عشان صدقت كلامهم، انا سيبتك تمشي عشان عارف انك كنتي تعبانة من تصرفات الملعونة مرات أبوكي، لكن فى النهاية ده بيتك أنتى من قبلها ومهما قالت او عملت مش هتقدر تمشيكي منه، انتي هنا سيدة القصر ده، وكلنا هنا تحت أمرك انتي، فاهمة يا حبيبتى.


سبيل بمرواغة ومرح: يا سلام يا سي جدو لما انا سيدة القصر، اومال بطوط تبقى ايه بقى .


عمران بضحك: لا، مالكيش دعوة بـ بطتى يا بنت علي، بطوط دى سيدة قلبى، عمري اللى فات واللى باقى، حب العمر كله من وأحنا عيال صغيرين فتحت عيني على حبها من وهى لسة فى اللفة.


سبيل بمرح: يا سلام يا سلام ايه الغرام ده كله، اه منك انت يا جدو يا شقي، أوعدنا يارب .


عمران بمكر وهو بيمسح على دقنه: قريب، قريب أوى يا قلب جدو.


سبيل بصت لـ عمران بقلق وضيقت عينيها: مش مرتحالك يا جدو.


ضحك عمران بصوته كله، لانه عارف ان سبيل بتقدر تفهمه كويس من غير ما يتكلم وتقرا اللى فى دماغه وقال لها: يلا يا شقية نطلع نسلم على فاطمة دى مستنياكى على نـ ـار .


وفعلا خرج عمران من المكتب هو وسبيل عشان تطلع تسلم ع جدتها 

______________________


برة المكتب 


قاعدة سامية مع أبنها وبتسأله عن أحواله: طمنى عنك يا صهيب بقالى كام يوم ماشوفتكش، عامل ايه يا حبيبى.


صهيب باس إيدها بحب: الحمدلله يا ماما، انا بخير، طمنيني عنك انتي.


سامية: انا كويسة طالما شايفاك انت واخواتك كويسين


صهيب بيقوم يقف علشان يمشي: دايما يا حبيبتى بخير


سامية: قايم رايح فين كدا؟ مش هتستنى تتغدا معانا ولا ايه؟


صهيب: لاء يا ماما، عندي شغل كتير هرجع المجموعة أخلصه، حضرتك عارفة جدى مش بيتفاهم، ولو الشغل اتأخر بيقلب الدنيا.


فجأة سمع صوت عمران وهو خارج من المكتب وواخد سبيل فى حضنه: جدك هيعديلك جليطتك دى وبيقولك اترزع اتغدا معانا، الشغل مش هيطير ممكن يستنى لبكرة عادى.


بص صهيب لعمران باستنكار: بقى انا جلياط يا جدى؟


عمران بتأكيد: أه، لما تقول لـ أمك انى مابتفاهمش، وكمان تسيب بنت عمك اللى لسة واصلة من السفر من غير ما تتغدا معاها، تبقى جلياط وقليل ذوق كمان.


صهيب جواه قلقان ومش قادر يفهم دماغ عمران فيها ايه وبعدين قال: سبيل عارفة يا جدى ان الشغل عند حضرتك فى المقام الاول، وكلنا ماينفعش نتأخر عليه، عشان زى ما قولت، حضرتك مش بتتفاهم ومعندكش ياما ارحمينى فى الشغل.


عمران: خلاص اقعد استنى الغدا وبعد كدا أمشي كمل شغلك ياكش تبات برة حتى، مش هكلمك .


صهيب: حاضر يا جدى، اللى تؤمر بيه.


سبيل باست جدها فى خده وقالت: هطلع أسلم على تيتة وأرتاح شوية لغاية ما بابا عادل يرجع من المجموعة.


عمران: انا طالع معاكى، يلا هاتى إيدك فى إيدى كدا ونطلع سوا .


أخدها وطلع السلم وهو حاطط دراعه فى دراعها تحت نظرات صهيب وسامية اللى مش فاهمين حاجة من اللى بتحصل ولا عارفين عمران ناوي على ايه


_________________________


فـ ڤيلا علي الشهاوى


فى نفس الوقت نرمين فـ اوضتها واتصلت بجوزها وهو فى الشركة تقول له انها عايزة ترجع القصر: انت مش ناوي بقى ترجعنا القصر يا علي.


علي بهدوء: اصبري يا نرمين، لما أرجع من الشغل نبقى نتكلم.


نرمين: لاء، مش هاصبر يا علي، أشمعنى أخوك وعياله قاعدين متنعمين في القصر واحنا لاء يعنى.


علي بنفاذ صبر: اعتقد يا نرمين احنا كمان كنا قاعدين ومتنعمين زيهم، بس انتى اللى عملتى مشاكل مع سامية وغضبتى وسيبتى القصر .


نرمين: وانا اللى بقول لك دلوقتي عايزة أرجع، بص بقى انت ترجع من المجموعة ع هناك، وأنا هاخد نادر ويمنى وسعاد ونرجع حالا.


علي باستغراب: هتاخدي سعاد معاكى ليه يا نرمين؟ 


نرمين بخبث: خدامتي يا علي ومش برتاح غير معاها، بعدين انا اضمن منين ان الست سامية ما تعملش حاجة تأذينى انا او عيالى، سعاد هتخدمني وهتبقى عيني عشان مرات أخوك ما تعملش حاجة فيا.


علي باستسلام لكلامها: خلاص يا حبيبتى أعملى اللى يريحك، يلا سلام اخلص شغلى و نتقابل فى القصر.


قامت نرمين بعد ما قفلت الخط مع علي وبلغت ولادها انهم هيرجعوا القصر وكمان هياخدوا معاهم سعاد الشغالة، ونزلت من اوضتها بعد ما بلغت نادر ويمنى يحضروا نفسهم وجهزت هى كمان نفسها وندهت على الشغالة وبلغتها: سعاااااد.


خرجت سعاد من المطبخ جرى على صوت نرمين :

تحت أمرك يا نرمين هانم.


نرمين: جهزى نفسك يلا بسرعة، هتيجي معانا القصر.


سعاد بفرحة: بجد والنبي هتاخديني معاكي القصر.


نرمين ببرود: أيوا، ولو اتلكعتي هسيبك وأمشي.


سعاد: فريرة يا هانم وهتلاقينى جاهزة.


نزل نادر مع يمنى بعد ما جهزوا وبص لـ نرمين باندهاش:

ممكن تقوليلى بقى يا ماما ايه القرارات المفاجأة دى؟


قربت نرمين من نادر وحطت إيدها على كتفه: أنت مش أقل من صهيب وشهاب علشان يبقوا هما قريبين من جدك ويتمتعوا فى خيره وانت قاعد بعيد، لازم ترجع وتقرب من جدك وتسحب البساط من تحت رجل ولاد عمك ويبقى مافيش ع الحجر غيرك.


رد نادر بتوتر من طريقة كلامها:

ما احنا كنا عايشين هناك يا ماما، وانتى اللى صممتى انك تسيبي القصر وترجعى تعيشي فى الڤيلا.


نرمين بشرود: كنت غبية يا نادر، لما فكرت أسيب القصر واسيب سامية وولادها يبرطعوا فيه وياكلوا عقل جدك، لازم نرجع وزى ماطفشنا اللى ماتتسمى سبيل نطفش كمان عمك وعياله ويبقى مافيش غيرك انت وأختك وبس.


قربت يمنى من نرمين بجمود: ع فكرة بقى أبلة سبيل كمان أختى يا مامى، ومش معنى انها سافرت تمسك شغل الشركة فى باريس يبقى كدا خلصتى منها، جدو بيحبها أكتر حد وبيكلمها كل يوم وأكيد مش هيرتاح غير لما ترجع 


نرمين بغيظ لـ يمنى: ماتقوليش أختي دى تانى أنتى فاهمة، انتي مالكيش أخوات غير نادر وبس، ثم انتي عرفتى ازاى أن جدك بيكلمها كل يوم؟


يمنى: عشان جدو بيكلمنى انا كمان كل يوم، ودايما يقول لى انتى شبه حبيبتى سبيل عشان كدا بحبك زي ما بحبها بالظبط، ولازم قبل ما ينام يكلمنا احنا الاتنين .


اتنهدت نرمين بغيظ ونفخت من كتر ضيقها ونرفزتها :

أوووف هو انا مش هخلص منها بقى ولا ايه؟ وبصت لـ يمنى : 

عارفة لو مابطلتيش تجيبي سيرتها قدامى هزعلك مفهوم، و يلا على العربية علشان نرجع القصر، وبعلو صوتها: أخلصي يا سعاااااد ايه هنقعد قصادك طول اليوم ولا ايه.

وسابتهم وهى متنرفزة من كلام بنتها لمجرد انها جابت سيرة سبيل.


_________________________


فـ قصر الشهاوي


بعد ما خرجت نرمين من الڤيلا ركبت عربيتها ومعاها يمنى وسعاد وخرج وراها نادر بعربيته هو كمان وفى خلال نص ساعة كانت وصلت القصر وبمجرد ما دخلت شافت عمران وفاطمة نازلين ع السلم، أبتدت تتعامل بمكر الأفاعى وقربت تسلم عليهم وتجاهلت سامية وصهيب وبابتسامة صفرا: ازيك يا بابا عامل ايه يا حبيبى؟ ولـ فاطمة حضرتك وحشتينى جدا يا ماما اخبار صحتك ايه؟


بص لها عمران بحدة وعرّفها انه فاهمها كويس: مش لايق عليكي الدور ده يا نرمين.


استغربت من طريقة كلامه وردت: دور ايه يا بابا اللى حضرتك بتتكلم عنه ده.


عمران برفعة حاجب وتريقة: دور بابا وماما اللى بتلعبيه ده، مش كبير عليكى شوية يا مرات أبني؟ ياريت تلعبي دور ع قدك عشان اصدقك.


بصت فاطمة لـ عمران وهى بتضحك وبتتريق ع نرمين: ماتسيبها تلعب يا حبيبي، هو اللعب عليه جمرك، سيبها براحتها وخلينا نتفرج اما نشوف أخرة لعبتها دى ايه!؟


نرمين بحزن مصطنع لـ فاطمة: حضرتك كمان مش مصدقاني وبتقولي انى بلعب عليكم، أه يا ظلومتي ياني.


بص عمران لـ فاطمة بابتسامة وتجاهل نرمين:

ع قولك يا غالية، خلينا نتفرج اما نشوف اخرتها.

وبص لـ نرمين شاف وراها سعاد: ومين دي كمان اللى جايباها معاكي يا نرمين؟


نرمين بغيظ متدارى ورا ابتسامتها الخبيثة: دى سعاد الشغالة بتاعتى يا بابا، جبتها معايا عشان تساعدني وتنفذ طلباتي.


عمران: حد قال لك ان القصر ناقص خدامين، عشان تجيبى خدامتك معاكى يا مرات علي!! 


نرمين: دي بنت غلبانة يا بابا وحضرتك مايرضيكش اقطع عيشها لمجرد انى رجعت القصر، قولت أجيبها معايا تشتغل هنا مع الخدم واهو اساعدها تصرف على أمها واخواتها.


عمران برفعة حاجب وتريقة: لا وانتى ماشاء الله خيّرة، بتحبى تساعدي وتدي لله كتير . 


بجدية نده على سامية وكلامه بيدل انه فاهم تصرفات نرمين كويس.


ردت سامية بكل احترام وهدوء: نعم يا بابا.


عمران: خدي خدامة نرمين خليها فـ ملحق الخدم، وقولي لـ محاسن تفهمها شغلها وتحط عينها عليها كويس وانتي كمان عينك عليها طول ما هى جوة مطبخ القصر ، ماتخرجش منه لأى سبب مهما كان غير ع النوم وبس، ويبقى ع إيد محاسن، عيونكم ماتغفلش عنها فاهمة؟ لو لمحتها برة المطبخ فـ أى وقت او لمحت حد داخل لها المطبخ مخصوص، هحاسبك أنتى، وبص ناحية نرمين وبيكمل كلامه: وبرضو الكلام ده يمشي ع ملحق الخدم، وانا براجع الكاميرات كل ليلة، واللى هيعمل غير كدا مايلومش غير نفسه، فاهمة يا سامية؟ 


سامية بتوتر: حاضر يا بابا تحت أمرك. 

سامية أخدت فعلا سعاد وصلتها لدادة محاسن فى الملحق الخاص بالخدم وفهمتها تعمل ايه بالظبط، وسابتها فى الملحق ورجعت القصر تاني، كل ده حصل تحت نظرات نرمين اللى كلها غضب وكره وغل بسبب تصرفات عمران وتقديره وحبه لـ سامية وعدم تقديرها هى، لكن مضطرة تسكت لغاية ما تحقق هدفها.

بعد مرور ساعتين طلعت فيهم سبيل مع عمران سلمت على فاطمة وقعدت شوية معاها وبعدها عمران وفاطمة نزلوا وهى راحت اوضتها تغير هدومها وترتاح شوية وتنزل وراهم على ميعاد الغدا، وهى نازلة ع السلم شافت عادل وشهاب وعلي داخلين من باب القصر، وشافت نرمين قاعدة مع جدها وجدتها ومعاهم سامية، ع قد ما اتضيقت واتخنقت من وجود علي ونرمين ع قد ما فرحت جدا لما شافت عادل ونزلت جرى ع السلم بفرحة وقربت من عادل وتجاهلت علي اللي واقف جنب أخوه: بابا حبيبى وحشتني وحشتني وحشتني اوي اوي اوي


ضمها عادل فى حضنه وباس جبينها وهمس لها: أنتي كمان يا حبيبة بابا وحشتيني جدا، بس كان المفروض تسلمي ع باباكي الاول يا حبيبتي.


سبيل بنفس الهمس بحزن: مش لما يفتكر إنى بنته الأول .


عادل بحب: بس انا ما ربتكيش ع الجحود ده يا سبيل عشان تعملي كدا.


سبيل بدموع بتهدد بالنزول: القسوة بتجيب قسوة، والجحود ياما بيعلم يا بابا، صحيح حضرتك ربتني واتعلمت منك الطيبة ونكران الذات لكن كل ما أعمل اللى ربتني عليه، أخوك بيقابل ده بالجحود والقسوة، وانا ماعنديش استعداد اتنازل تانى واقرب منه .


عادل: حبيبتى ده ما اسمهوش تنازل، ده اسمه بر، حتى لو هو جاحد، فاهماني يا سَبيل.


سبيل: فاهماك يا حبيبى وخرجت من حضن عمها وبصت لـ علي بضيق مدت إيديها سلمت عليه سلام خالى من أى تعبير: ازى حضرتك.


علي ببرود بعد ما بصت له نرمين بغيظ: ازيك يا سبيل، ماقولتيش يعنى انك جاية.


سبيل غمضت عينها تاخد نفسها شوية وفتحتها وبصت لـ جدها وعمها ورجعت لـ علي: هو انا كان لازم استأذن الأول قبل ما ارجع بيتي؟ 


علي بعصبية: أنا ماقولتش كدا، بس ع الأقل يبقى عندى علم برجوعك، مااتفاجئش كدا، ولا انتي خلاص مبقاش ليكي كبير ترجعيله وبقيتي تروحي وتيجي ع كيفك!؟


قبل ما ترد سبيل زعق عمران واتكلم بغضب: أخرس يا علي، أياك تغلط فـ تربيتي، سبيل مش بتتحرك حركة واحدة من غير ما ترجع لي، وأعتقد أنا هنا كبيركم كلكم مش كدا ولا ايه!!


علي بنرفزة: بس يا بابا سبيل تبقى بنتى، ومن حقي اعرف كل تحركاتها.


عمران بغضب أكبر: كان فين واجبك كأب لما مراتك اتهمتها؟ وسيادتك بدل ما تدافع عنها صدقت مراتك وعومت على عومها وأهنت سبيل وكنت سبب انها تسيب البلد كلها وتمشي.


علي: يا بابا انا شوفتها بعيني


عمران بغضب: ماقتـ*ـلتـ*ـهاش ليه وقتها يا علي لما انت شوفتها؟


علي بعصبية: الصدمة شلت تفكيري ماعرفتش اعمل ايه؟


عمران بغضب أكبر: لأ يا ابن فاطمة، أنت ماعملتش كدا عشان انت ماشوفتهاش اصلا، مش كدا؟


ضحكت سبيل ودموعها نازلة بوجع ولـ علي: لسة بتكدبوا الكدبة وتصدقوها، مش عايز تقتنع أبدا ان اللى بتقوله ده مستحيل يحصل، والمشكلة انك عارف كويـ...   


قرب شهاب من سبيل وقاطع كلامها بغضب: دموعك دى متنزلش تاني انتي فاهمة؟ أحفاد الشهاوي مش محتاجين مبررات عشان يثبتوا براءتهم من تهمة متلفقة كل غرضها تشويه سمعتهم وطردهم من القصر، ورفع عينه لـ عمه وهو بيكلم سبيل: عمران الشهاوي عارف كويس هو مربي أحفاده ازاى والدليل على كدا، أنه حاول يمنعك تمشي وقتها، ودلوقتي هو اللى أتحايل عليكى عشان ترجعي تانى.


قام صهيب من مكانه وقرب من عمه واتكلم بهدوء بيداري بيه غضب شديد جواه وعينه راحت تلقائي لنرمين: عارف يا عمي انت مشكلتك ايه؟


علي بغيظ: ايه يا ابن عادل؟


صهيب: انك بتشوف بعين غير عينك، وتسمع بودان غير ودانك، عشان كدا بتصدق كل كلمة بتتقال لك، رغم انك عارف فى قرارة نفسك ان مستحيل حاجة زى كدا تحصل هنا فـ القصر، لكن هنقول ايه بقى فـ النفوس السيئة اللى بتسوء سمعة غيرها لأغراضها الدنيئة.


علي اتعصب أكتر وبص لـ عمران وبغضب: عاجبك اللى بيحصل ده يا بابا؟ سامع ولاد عادل بيتكلموا بقلة أدب وبيغلطوا فيا قدامك وانت ساكت!! 


عادل لسة هيرد عليه شاور له عمران يسكت واتكلم بهدوء: عارف يا علي انا مارديتش عليك ليه دلوقتي؟ وحتى لما اتكلمت نفس الكلام الخايب ده من 3 سنين، برضو سيبتك تتكلم براحتك ليه؟ عشان عارف أنك سلمت ودانك وعقلك للعقربة مراتك تلعب بيهم براحتها، زى ما قال لك أبن أخوك .


نادر اتغاظ من كلام جده ولسة هيتكلم يدافع عن امه، نرمين شاورت له يسكت خالص.

عمران اخد باله من الموقف وبص له: أسمع كلام أمك يا أبن نرمين، اقعد ساكت وماتدخلش فـ كلام الكبار، وبمكر، ده لو عايز تبقى ع الحجر زيهم، ورجع كمل كلامه مع علي: اوعى تفتكر يا علي انى لما سمحت لـ سبيل تسافر، كنت مصدق الهبل اللى قولته وقتها وواقف تكرره تانى دلوقتى بكل بجاحة، لاء يا جوز نرمين، انا سيبتها تسافر عشان نفسيتها ترتاح، تبعد عنك وعن الحية اللى بخت سمها فـ ودانك ولعبت بيك خلتك تشوف حاجة ماحصلتش ولا هتحصل أبدا، وساكت دلوقتي على كلام ولاد أخوك، او زى ما انت بتقول قلة أدبهم، عشان قالوا الحقيقة اللى أنت غفلان عنها، بمزاجك.


عمران خلص كلامه ونده على هدية تحط الغدا ومشي قبلهم راح ع السفرة قعد فى كرسيه، الكل عارف طالما عمل كدا ومشي من قصادهم يبقى قفل باب النقاش فى الموضوع ده، دخلوا وراه من غير ولا كلمة اوضة السفرة، قعدوا كلهم يتغدوا فـ صمت رهيب، كل واحد فيهم شاغل تفكيره عمران ودماغه اللى مافيش حد فيهم بيفهمها، بعد ماخلص عمران الغدا قام وراح مكتبه وقبل ما يخرج من اوضة السفرة بص لسبيل وصهيب: خلصوا غدا انتوا الاتنين وحصلوني ع المكتب، سابهم وخرج تحت اندهاش الكل لكن مافيش حد يجرؤ يسأله هو بيفكر فـ ايه.


فى سبيل صهيب بقلمي✍️_______لبنى دراز


صهيب: 

_نعععععم !!!!؟


سبيل:

_...........؟؟؟؟


الفصل الثانى من هنا

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1