رواية منتقبة بصوت رجل الفصل الاول
البارت الأول
بصوت خشن و رجولي :ي عمو والله بقولك انا بنت مش ولد مش راضي تصدق ليه
عمو:احنا هنستهبل بنت ازاي بصوتك دا ولابس ليا نقاب علي اساس صوتك مش هيفضحك علي الاقل كنت حاول تغير صوتك
علي الرغم من أن ذاك الصوت يبدو رجل وليس كأي الرجال ولكن ليس به من القوة التي يتخيلها ذاك الرجل خرج صوت متقطع وكأن صاحبه علي وشك البكاء :ي عمو بقولك بنت بالله بنت اعمل ايه صوتي كدا
وبكت وتركته وذهبت حتي انها نسيت ان تأخذ مشترياتها التي دفعت ثمنها
الرجل :لا حول ولا قوة الا بالله شكلي ظلمتها واضح من كسرة صوتها انها بنت
يأتي صوت من خلفه: يعني أخيرًا الحمد الله اقتنعت بعد ما كسرة بخاطرها ي راجل ي طيب
وكمان نسيت ال اشترته هاته بسرعه لما اشوف هعرف اوصلها ولا ايه
الرجل ينظر خلفه:الاستاذ بلال حضرتك هنا من زمان
بلال : ي عم محمد ينفع كدا وايوه سمعت الحوار من اوله يلا هات بسرعه
وأخذ ما نسيته وذهب ركضًا خلفها فقد ابتعدت بعض الشئ عنهم
وقف امامه وهو يأخذ نفسه ويقول: وأخيرًا لحقتك
اتخضت من الشخص الطويل الذي يقف امامها وكانت تريد أن تطلب منه الذهاب بعيد عن طريقها ولكن خافت ان يفعل كما فعل ذاك البائع فخفضت رأسها في أسى ولم تتحدث
ففهم بلال ما جال في خاطرها فتنهد بحزن عليها وقال:اسف اني وقفتك كدا ولكن انت نسيتي دول وقدم لها مشترياتها واكمل وهو مخفضًا لرأسه :نسيتهم عند عمو محمد البقال اتفضلي أخذتهم منه وقالت بسرعه :شكرًا
وتركته وذهبت وهو ظل ينظر لطيفها ويحدث نفسه بحزن :ليه حاسس اني اعرفها مع ان عنيها حتي مش باينه وكمان صوتها صوت راجل مالك ي عم بلال استغفر الله كدا مش ينفع افكر فيها استغفرك ربي وأتوب إليك سامحني ي رب
ثم عاد الي من حيث أتي
"لا إله إلا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين"
عند البطلة التي تهرول سريعا بخطي غير ثابته ركبت المترو وما أن صعدت وجدت لها مقعدًا حمدت الله انه لم يكن مزدحم كثيرًا اغمضت عينها ووضعت رأسها بين يديها في حزن شديد وسمحت لبعض الدموع بالنزول ولكن جففت دموعها من تحت النقاب قبل ان يلاحظها احد وتضطر لتحدث
وحدثت نفسها :ايه احنا مش قولنا تبقي اقوي من كدا ومش نزعل ولا تخلي دموعنا الغاليه دي تنزل تاني مش دا كان وعدك ولا ايه وبعدين احمدي ربنا انت في نعم كتير وكمان ربنا بيحبك عشان كدا ابتلاكي
ماهو احنا عارفين كما جاء في الحديث: (إن الله إذا أحب عبدًا ابتلاه )
وكمان الحديث دا جميل(يبتلى المرء على قدر دينه فإن كان في دينه صلابة شدد عليه في البلاء.)
أولًا عشان يكفر عن ذنوبه ويبقي كدا عبد خالي من الذنوب ويقابل ربنا وهو راضي عنه وكمان عشان ربنا بيحبه ويحب قربه فيبتلي الله العبد المسلم عشان يتضرع ويلجأ ربنا سبحان وتعالي وكمان منزلته ترتفع عند الله عز وجل لما يحمد ربنا علي الابتلاء ويصبر ويكون راضي ولا ايه رأيك ي حسناء مش دا كان اتفاقنا
هزت رأسها وكأنها تتحدث مع والدها وهي طفلة صغيره تسمع وتصغي اليه جيدًا
"من حينًا لحين يجب أن نصغي لأنفسنا ونحدثها قليلًا فهي من تشاطرك احزانك "
"استغفر الله استغفر الله استغفر الله"
عادت إلي منزلها طرقت الباب وكأن أحدًا سيجيبها ولكن هيهات تنهدت بحزن ثم كادت تتذكر ما حدث من خمسة أشهر ولكن نفضت رأسها من تلك الأفكار واخرجت من حقيبتها المفتاح وهمت بالدخول ولكن استوقفتها تلك السيدة العجوز التي تعيش وحدها منذ ما يقارب الخمس سنوات حسناء لم تكن تعلم عنها شئ ولا تعلم انها تعيش وحدها فلقد كانت نادرًا ما تخرج وعلي الرغم من أن باب شقة العجوز يُفتح في مقابل بابهم ولكن عادة حسناء انها لا تركز فيما لا يعنيها ولكن منذ الخمسة شهور الاخيرة وأصبحتا مقربتان كثيرًا
نظرت حسناء الي مصدر الصوت وتبسمت :هو القمر بيطلع من باب جارتنا ولا ايه اومال ايه الحلاوة دي ي سوسو اوعي تقولي جيلك عريس صح
"حسبي الله عليه توكلت وإليه المصير"
سماح:ي بت ي بكاشه انا بردوا ال حلوه وبمناسبة العريس عملتي ايه في الواد ابن عمك الملازق دا
حسناء ضحكت بشدة :ملزق والله لو سمعك تبقي ليلتنا عسل تعالي بس ندخل جوا نتكلم بدل ما احنا وقفين كدا وبصوتي دا حد يفكر جيبين راجل وضحكت ولكن لم يخفي علي سماح ما في نفس حسناء ولكن لم تكن تريد ان تحزن قلبها فهي تعلم انها تعاني فتحدثت بسخريه :يختي راجل ايه اتوكسي هي القاهره فيها رجالة منصوفين تعالي شوفي الصعيد عندنا حاجه كدا اخر رجولية ههههه
حسناء وهي تدفعها لداخل بضحك:الله يرحمك ي حج فينك تسمع الست سماح بتقول ايه واغلقت الباب خلفها دا لو كان لسه عايش كان طخك عيارين جامدين حريم اخر زمن وظلوا يضحكون سويًا الي ان سألت سماح :طب طمنيني ي بنتي عملتي ايه لاقيتي شغل
"الحمد الله ولا اله الا الله والله اكبر"
تنهدت حسناء بأسى وقالت : مش حد راضي يوافق يشغل منتقبة بصوت رجل ي وسوسو والله مش عارفه اعمل ايه
سماح بيقين :ولا تعملي حاجه ربنا هيدبرها انا واثقه بس توكلي علي الله وادعي وسيبي امورك لله وهو خير مدبر لامور حياتك ي حبيبتي
حسناء:توكلنا علي الحي الذي لا يموت والحمد الله انا احسن من غيري كتير عندي فلوس في البنك تعيشني باذن الله لغاية ما ربنا يسترد أمانته غير والدي الله يرحمه عنده املاك في البلد هو انا اااه مش عارفه عنها حاجه بس موجوده
سماح:الحمد الله ي حبيبتي واحبت تغيير الحديث فأردفت تعالي اما تشوفي انا عامله ليكي شوية محشي ورق عنب من ال قلبك يحبه
حسناء:والله ي سوسو انت مدلعني كدا احبك ي سوسو وحضنتها بشدة ثم هبت واقفه هروح بسرعه اغير واصلي العصر قبل ما المغرب يأذن عشان نقرأ ورد القران بتاعنا سوا ثم اردات ان تدخل روح المنافسه بينهما فقالت عشان شكلك بضحكي عليا ي سوسو وبتقرأي زيادة عني عاوزه تدخلي الفردوس وانا الجنة بس ي سوسو لا بعدك انا علي قلبك
سماح بضحك عليها: ي بنتي عيب عليكي تقولي كدا دا انا اكبر من مامتك ههههه وبعدين مش تخافي انا بس شوفت مصحفك منغير ما تعرفي ولاقيتك كنت سبقاني في جزء ونص فانا بقي ههههه قولت توكلنا علي الله وفضلت اقرأ لحد ما سبقتك بثلاث اجزاء بس
حسناء بخضة:اعااا خيانه وغدر انت بتقرأي من ورايا وكما مسكتي المصحف بتاعي من ورايا لا مش كنت اتوقعك ي سوسو لا لا
نوقف ثانيه
(تمويحه سريع كدا مش تنسي ان صوتها صوت راجل ايوه خيالك مش يخليك تسرح وتنسي هي صعبة شويه الواحد يتخيلها بس هتبقي حلوه لو تخيلتها)
نرجع تاني
حسناء :مش كنت اتوقعك كدا ي وسوسو طب ايه رأيك عقابًا ليكي هنام عندي في البيت النهارده مع ان احنا متفقين يوم عندك ويوم عندي وان النهارده يومك بس عشان تمسكي مصحفي تاني من ورايا يلا بقي
ودخلت بسرعه وهي علي باب الحمام :ي سوسو مش تنسي انا قولت اهوه ومفيش نقاش ودخلت
سماح تضحك عليها وعلي روحها الجميلة وتقول هنشوف مين ال هينام عند التاني ي بنت سامية
ان مش خليتك تيجي وتحفي علي رايحة المحشي ميبقاش اسمي سوسو وضحكت ضحكة شريره هاهاها وبعدين هو انا شكلي اتهبلت ولا ايه اما اروح اشوف المحشي وخرجت علي شقتها
"اللهم إنك عفو تحب العفو فأعفو عنا "
صلت حسناء فرضها وكانت تعلم ان سماح خرجت الي شقتها فقد سمعت صوت الباب وبعد الانتهاء من صلاتها أخدت تقرأ في المصحف وهي علي سجادة الصلاة فهي تعشق تلك العادة وبعد ان انهت وردها وزادت عليه قليلًا
ذهبت واردت النقاب وطرقت الباب علي سماح
فتحت لها سماح وهي تضحك: ها جيتي يعني
حسناء وهي تخبط رأسها :اوبا نسيت اني قولت انك هتباتي عندي بس صراحة رايحة المحشي نستني نفسي وبعدين وسعي ليا مش عاوزني ادخل ولا ايه
"سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم"
سماح بنظرة خبث تعلمها حسناء جيدًا:مش قبل ما تقولي قرأتي كام جزء
حسناء بنفس النظرة :في الاحلام ي سوسو اني اقولك وكمان خبيت المصحف بتاعي في مكان آمن
عشان فيه ناس كدا بتغدر
سماح تضحك بشدة:ميكونش قلبك اسود ي حسناء دا انا طيبة وغلبانه ومكسورة الجناح
حسناء تدفعها برفق وتدخل وهي تضحك بشدة:مكسورة الجناح هموت صيامك ال هيضيع ي حسناء بسبب سوسو وبعدين فين عصير الفراوله ال بحبه من ايديك الجميلة دي ي سوسو
سماح تجلس بجانبها وتضربها بخفة خلف رأسها :شوف البت البكاشه عملته ليكي يختي يارب يطمر بس وتقولي قرأتي كام جزء بقي
حسناء بتصطنع النسيان :يقطعني نسيت ي سوسو
سماح :عليا بردوا طب عقابا ليكي انت ال هتعملي السلطة زي ما انا بحبها يلا بقي
حسناء:لا لا ألا السلطة دي انت عارفه انا بعشقها بطرقتي وكدا مش هعرف اكل منها
سماح بتنازل شويه:خلاص تعملي طبق ليكي زي ما بتحبي وطبق ليا غير كدا مفيش كلام تاني
حسناء باستسلام:ماشي ي سوسو اشوف فيك يوم
وجهزوا الفطار وفطروا علي كوب عصير وتمر وذهبوا لصلاة المغرب ولديهم عادة بعد كل صلاة يقرأوا في المصحف حتي ولو صفحه واحده وثم فطروا وقاما بتنضيف المطبخ وإذ بالعشاء تأذن وعادة كل يوم يصلوا العشاء والترويح في المسجد ويرجعا الي البيت يقرأوا قليلا في المصحف ويذهبا للنوم وطبعا سماح اجبرت حسناء ان تنام في شقتها وذلك لان هذا اليوم كان يومها
وذهبت كل واحده إلي فراشها في نفس الاوضة حيث قامت سماح بنقل سرير في احد الاوض لكي تنام عليه حسناء لانها تعاني منذ فترة من بعض الكوابيس والاحلام المُفجعة
ذهبت حسناء في سبات عميق لان اليوم كان مرهق بشدة بالنسبة لها وكذلك سماح
حسناء تصرخ بشدة ولا يجيب ذاك الشخص الذي كانت تنادي عليه وتخبره ان يتوقف ولكن لا يجيب حتي صرخت :لااااااااا بابااااااااا
انتهي البارت الاول بكابوس حسناء تري ما سبب هذه الكوابيس وماذا حدث لوالدها وهل سيكون هناك لقاء اخر مع بلال وما قصة سماح جارتها
لا تنسي الدعاء لاموات المسلمين
ولا داعي بتذكيرك فضل الصلاة علي خير الخلق محمد بن عبدالله