رواية جريمة الاباء ( جميع فصول الرواية كاملة ) بقلم حمدى المغازى

 

رواية جريمة الاباء الفصل الاول بقلم حمدى مغازى


2008
(صوت رنة موبايل)
- أيوة؟.
- في بلاغ جالنا دلوقتي عن جريمة قتل حصلت ياباشا.. في عمارة قديمة وسط البلد.. الضحية راجل كبير في السن لقيناه نايم على الأرض وفي حبل حوالين رقبته.
- مين اللي بلغ؟.
- جار المجني عليه ياباشا.. بيقول إنه شم ريحة بشعة جاية من الشقة.. خرج وفضل يخبط عليه لكنه ماردش.. أضطر ينزل يعرّف البواب.. ولما طلع معاه وكسروا الباب لقوا المجني عليه مرمي على الأرض.. وفي سلك حوالين رقبته.
- خلي المكان زي ماهو ماحدش يلمس أي حاجة.. انا جاي في الطريق.
سحبت مفاتيح العربية وبعت لعماد عشان يجي معايا.

******
أول ما وصلت دخلت شقة المجني عليه.. الريحة كانت لا تطاق.. اتقدمت كام خطوة لحد ما وقفت قدام الجثة.. اللي كان لونها ازرق ممزوج باللون البنفسجي.. وده يدل على إن المجني عليه مات من اربع أو خمس أيام تقريبًا.. لأن جسمه كان في بداية التحلل.. من النظرة الأولى للمكان واضح إنه حصل صراع بينه وبين القاتل.. وده كان باين من الفوضى اللي قدامي.. نبهت على العساكر ماحدش يدخل الشقة لحد ما التحقيق يخلص.. بعدها خرجت برة لأني ماكنتش قادر اتحمل الريحة.. وعشان ابدأ في استجواب الجيران.. خصوصًا الشخص اللي بلّغ بوقوع الجريمة.. واللي طلبت من عماد يجيبه عشان أساله كام سؤال.. وقبل ما عماد يتحرك إداني بطاقة المجني عليه وعرفت إن إسمه ابو المعاطي.. دقايق ولقيت جار المجني عليه قدامي.. بصيت على هيئته قبل ما اسأله...
- أسمك أيه؟.
- محمود ياباشا.
- قولي يا محمود اكتشفت الجريمة إزاي؟.
- بقالي يومين بشم ريحة وحشة خارجة من شقة الحاج أبو المعاطي.. ماجاش في بالي حاجة في الأول.. وقولت يمكن عدم نضافة.. بس النهاردة وانا خارج اشتري شوية حاجات للعيال.. شميت ريحة بشعة جاية من الشقة.. فروحت لحد الباب وخبطت كام خطبة.. لكنه ماردش عليا شكيت يكون جراله حاجة.. نزلت قولت للبواب وطلعنا على طول.. فضل يخبط برده مافيش رد.. فاضطرينا نكسر الباب.. ولما دخلنا جوة الريحة زادت.. فضلنا نمشى في الشقة لحد ما شوفنا الحاج ابو المعاطي بالمنظر اللي حضرتك شُوفته عليه.. وقتها انا ماستنيتش وبلغت على طول.
- طب تعرف ايه عن المجني عليه؟.
- راجل طيب سعادتك.. بس عياله رامينه في الشقة دي لوحده.. وفين وفين لما حد بيجي له زيارة.
- ماتعرفش حاجة تانية عنه.. يعني غني مثًلا وعنده أملاك ولا على قد حاله؟.
- لا ياباشا والله ماعرفش.. انا ماكنش ليا تواصل كبير معاه.. هو صحيح جاري من زمان.. بس انا اللي اعرفه قُولته لسعادتك.
- تمام يامحمود.. هتدي بس شوية بيانات عنك للظابط عماد وتقدر بعدها تمشي.. ولو احتجناك هنرجعلك تاني.
- أنا تحت امرك يا باشا.
سيبت عماد معاه ياخد بياناته.. وخرجت برة لبواب العمارة اللي كان مستني قدام باب الشقة مع العساكر.. قربت منه وقولتله...
- قولي يا عبده تعرف ايه عن ابو المعاطي؟.
- راجل طيب وغلبان يا بيه.. عمري ما سمعت صوته في العمارة دي ابدًا.
- طب مالاحظتش أي حاجة غريبة الأيام اللي فاتت؟.. شخص بيتردد على العمارة مثلًا.. شخص غريب بيزوره؟.
- يابيه كل سكان العمارة انا اعرفهم واحد واحد.. ومش بسمح لأي حد غريب يدخل غير لما اعرف اصله وفصله.
- عظيم أوي.. طب اخر مرة شوفت فيها ولاد المجني عليه كانت امتى؟
- من شهرين تقريبًا ياباشا.. بعيد عنك عيال جاحدة.
- ليه بتقول عليهم كده؟.
- ماهو اللي يسيب أبوه اللي رباه وكبره.. ومايسألش عليه غير كل فين وفين.. يبقى عيل جاحد.
- اومال مين اللي كان بيهتم باحتياجات الحاج ابو المعاطي؟. 
- المُرافق بتاعه يابيه.
- المُرافق بتاعه؟.. مين ده؟.
- ده واحد ولاده جابوهوله عشان يخدمه.. ومايتصلش بيهم ويضطروا كل شوية ياجوله.. بس للأمانة الراجل كان شايله من على الأرض شيل.
- كان؟.. تقصد ايه بكان دي؟
- ماهو اديله كام يوم مابيجيش.
- بقاله قد ايه بالظبط ماجاش؟.
- يعني بتاع اربع خمس ايام.
- تعرف ايه عنّه.. إسمه.. سنه.. اي وصف ليه؟.
- وليه اوصفهولك يابيه.. ما إبنه الكبير معاه صورة بطاقته.
- واقدر أوصل لإبنه إزاي؟.
- هو اتبلغ باللي حصل من بدري وجاي في الطريق.. اهو هناك أهو.
رميت عيني عليه.. كان لابس بدلة سودا.. وبيجري ناحيتنا.. وأول ما وصل وجه كلامه للبواب على طول وقاله بتأثر...
- ازاي ده حصل يا عبد التواب؟.. مين اللي عمل كده؟.
رديت عليه انا وقولتله:
- أهدى يا أستاذ.. انا مقدر اللي انت فيه.. بس حاول تتمالك نفسك عشان نقدر نرجع حق والدك.. أنا هسألك كام سؤال وهمشي على طول.
- طب اشوفه.. أبص عليه.
- ماينفعش دلوقتي.. الطب الشرعي شغال فوق.
- طب يافندم فهمني.. إزاي ده حصل؟.. مين اللي عمل كده؟.. هو إزاي ممكن يحصل كده لحد زي والدي؟!.. ده عمره ما أذى حد.
- هدي نفسك شوية يا أستاذ.. إحنا هنا عشان نساعدك.. ولازم نكون هاديين علشان نقدر نجيب حق والدك.. هسألك شوية أسئلة وهمشي على طول زي ما قولتلك.
- طب أنا هافضل هنا لحد ما أشوفه.
- دلوقتي مش هتقدر تشوفه.. لو في جديد هبلغك على طول.. المهم تهدى عشان تقدر تركز معايا.. انا عندي معلومات بتأكد إن الحج ابو المعاطي الله يرحمه.. كان معاه مُرافق.. وإن الشخص ده مختفي من وقت وقوع الجريمة.. تقدر تدلني على مكانه؟
- انا معايا صورة للبطاقة بتاعته.
- ممكن توريهالي؟.
- لحظة واحدة.
مد ايده في جيبه خرج محفظته.. وبعدها خرج منه صورة البطاقة وناولهاني.. خدته من أيده.. واكتشفت إن المُرافق إسمه شحات منصور.. بصيت في ضهرها لقيته خريج كلية تجارة.. ومش مكتوب أي مهنة.. رفعت راسي بعدها وسألت ابن ابو المعاطي...
- قدرت توصل للشاب ده إزاي؟..  هل في حد دلك عليه مثلًا؟. 
- لا يافندم.. انا كنت منزل إعلان في الجرنال بطلب فيه مرافق لوالدي.. وكنت سايب كل التفاصيل ورقم التليفون.. لحد ما هو كلمني واتفقنا على كل حاجة.
- الشاب ده دلوقتي هو المشتبه فيه الرئيسي.. لان ما فيش تفسير لإختفائه.
- إزاي؟.. مش ممكن.. ده بقاله كام شهر معانا.. وكان بيخدم والدي بعينيه.. اكيد في حاجة غلط.
- قريب جدًا الصورة هتبقى واضحة.. بس اتمنى تكون متعاون معانا.
- انا تحت امرك يافندم.. ومن ايدك دي لأيدك دي.. بس حق ابويا يرجع.
في الوقت ده كان عماد خلّص شغله فوق ونزل.. طلبت منّه يسجل بيانات ابن المجني عليه والبواب عشان لو حبينا نستدعيهم في أي وقت.. بعدها رجعت على مكتبي.. طلبت قهوة وطلعت علبة السجاير من جيبي ولعت سيجارة.. كنت باخد النفس وبخرجه بضيق وانا ببص لوش المشتبه فيه في البطاقة.. دقايق ولقيت عماد داخل عليا زي مايكون جه في وقته.. لأني كنت هطلب منّه يعملي تحريات عن صاحب البطاقة.. عشان كنت عاوز اجمع اكبر عدد من المعلومات عنّه.. يمكن نقدر نوصله ونقبض عليه.. انا لحد دلوقتي شايف إن القضية سهلة نسبيًا.. الشبهات كلها متجه لشخص واحد.. بس لازم أتأكد الأول يمكن في طرف تاني.. خرج عماد يكشف على بطاقة المشتبه فيه.. أما أنا فخلصت قهوتي وفضلت أفكر.. ليه القاتل ارتكب جريمته في الوقت ده تحديدًا؟.. على كلام إبن المجني عليه إنه معاهم من شهور.. ليه فكر يعمل كده دلوقتي؟.. ما كان ممكن يعمل عملته قبل كده.. الموضوع ده وراه سر كبير.. إلا لو هستنتج إن يكون ابو المعاطي عنده أملاك.. وولاده اتفقوا مع المًرافق يقتله.. عشان الورث مثلًا؟..  كنت لازم اتحرك على جميع الإتجاهات.. قررت انزل اروح العمارة تاني.. عشان استجوب باقي الجيران.. يمكن يكون في حد يعرف أي حاجة ولسه ماقالهاش.. خدت مفاتيح عربيتي من على المكتب ونزلت.. وأول لما وصلت خليت عبده البواب يجبلي كشف بأسماء السكان كلهم.. ويحدد لي اكتر أشخاص كان بينهم وبين المجني عليه معرفة قوية.. دخل جابلي الكشف من جوة.. وفي وسط ما بقرأ الأسماء حط أيده على الكشف.. وتحديدًا على إسم عباس راضي وقالي..
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1