رواية المتمرد العجوز الفصل الاول بقلم حنين محمود رشدي
في تمام الساعه الثانية عشر مساء في طريق طويل شبه مظلم جميع الاضواء به نصفها لا يضيء والآخر ضوئه يرتعش وكأنه فيلم رعب ...الجو بارد و هو لا يبالي يجلس علي ذلك الرصيف البائس يدخن سيجار وينظر أمامه وكانه ينتظر شخصاً ما.
هذا ما كنت أظنه وانا اراقبه من سيارتي ... اعترف لقد أثار هذا العجوز فضولي ولكن دعوني اعرفكم بنفسي اولا..!
انا طبيبة نفسية ادعي«د/سيدرا علام...» دعوني اقول لكم شيء ان الطب النفسي لم يكن حلمي الحقيقي ...ولاكني اخترت ذلك التخصص لانني مررت بجميع حالات المرضى النفسيين، الجميع كان يستخفون بي، ويقولوا انني ابدوا علي ما يرام و بالطبع هذا ده ما كنت احاول جاهده لاظهاره فقد سئمت من حديثهم لي وهو ؛ انكي بخير لا تتصنعي المرض، لا يوجد شيء مثلما تقولين هذا لا يصدق اتقولين ان عقلك يظهر لكي اشخاصا و همييم وانتي تتحدثين معهم هراء، و هكذا باختصار لم اجد من يساعدني فاخترت الطب النفسي و تخليت عن حلمي لاجل مساعدة المرضي النفسيين، وحقا مع اني كنت في سن صغير ولاكني بذلت جهدا كبيرا بهذا المجال و اصبحت طبيبه معروفه وقمت بمساعدة مرضي نفسيين كثيرا اطفال، مراهقين، بالغين، باختصار احببت عملي كثيرا ولانهوا كما اقول دائما ان اشد انواع الالم هو الم النفس ،و مع انني طبيبة نفسية متفوقه في عملي لاكن لا يوجد احد خالي من الام النفس حتي وان كانت بسيطه ...
گ العادة رجعت منهكه من يوم طويل جدا بالمشفي؛ اخذت شور و جهزت نفسي و ذهبت إلي عيادتي واكملت ذاك اليوم المتعب وانهيت عملي اخيرا ولاكن في وقتا متاخر في تمام الساعة الثانية عشر مساء بعد منتصف الليل ذهبت إلي سيارتي في طريقي لبيتي مررت إلي كافية اشتري منه بعض قهوه لي لتفتح عيناي قليلا اكملت طريقي، ولاكن لا اعلم ماذا حصل لي كان شعورا غريبا في قلبي وكانه اضطراب او شعور الاختناق ظللت امشي بسيارتي و قمت بفتح النافذه عسي ذاك الشعور الغير مريح ان يبتعد عن قلبي.... بعد مرور بعض الوقت وقفت وفتحت نافذة السيارة و كان الجو جميل و نسمة هواء غريبه ولاكنها جميله بعض الشيء الاغرب و اللذي لفت انتباهي شخص جالس علي الطريق يرتدي معطفا اسود ويبدوا عليه الهم وكان يدخن بشده وكانه يحاول جاهدا ان تختفي همومه مع ذلك الدخان الذي ينبعث من سجارته.
سيدرا في نفسها.
_همممم يبدوا علية الحزن الشديد و ينظر بشرود نحو السماء غريب امر ذلك الرجل حقا هل ياتري انزل واساله عن حاله وهل يمكنني المساعده ام ابقي بسيارتي.
ترددت سيدرا ولكنها افاقت علي صوته و كان يردد و يقول..
يَآمًنِ هّوٌآهّ آعٌزٍهّ وٌآزٍلَآنِيَ**کْيَفُ آلَسِبًيَلَ إلَيَ وٌصّآلَکْ دٍوٌلَنِيَ. آنِتٌ آلَذِيَ حًلَفُتٌنِيَ وٌ حًلَفُتٌلَيَ***وٌحًلَفُتٌ آنِکْ لَآ تٌمًيَلَ مًعٌ آلَهّوٌآء.
تٌرکْتٌنِيَ صّدٍآ نِآئمًآ ***آيَنِ آلَيَمًيَنِ وٌ آلَيَمًيَنِ مًآ عٌآدٍ هّمًنِيَ. آرعٌى آلَنِجّوٌمً وٌآنِتٌ فُيَ عٌيَشُآ هّآنِيَ**آيَنِ آلَيَمًيَنِ وٌ آلَيَمًيَنِ مًآ عٌآدٍ هّمًنِيَ***يَآمًنِ هّوٌآهّ آعٌزٍهّ وٌآزٍلَآنِيَ***کْيَفُ آلَسِبًيَلَ آلَيَ وٌصّآلَکْ دٍوٌلَنِيَ **آنِتٌ آلَذِيَ حًلَفُتٌنِيَ وٌحًلَفُتٌلَيَ وٌحًلَفُتٌ آنِکْ لَآ تٌخِوٌنِ فُخِنِتٌنِيَ** آرعٌيَ آلَجّوٌمً وٌآنِتٌ فُيَ عٌيَشُآ هّآنِيَ.***وٌلَآقُعٌدٍنِآ عٌلَيَ آلَطِريَقُ وٌ آشُتٌکْيَ** وٌآقُوٌلَ مًظُلَوٌمً وٌآنِتٌ ظُلَمًتٌنِيَ يَآمًنِ هّوٌآهّ آعٌزٍهّ وٌآزلَآنِيَ** کْيَفُ آلَسِبًيَلَ آلَيَ وٌصّآلَکْ دٍوٌلَنِيَ آنِتٌ آلَذِيَ حًلَفُتٌنِيَ وٌحًلَفُتٌلَيَ وٌحًلَفُتٌ آنِکْ لَآتٌخِوٌنِ فُخِنِتٌنِيَ**فُخِنِتٌنِي.
صدمت سيدرا من جمال صوته و جمال كلماته المؤلمه تهشم قلبها على حاله و قررت ان تنزل من سيارتها وتذهب اليه لتري ما هي قصة ذاك العاشق الحزين.
ذهبت حقا وجلست بجانبه ولم تتفوه بكلمه فقط تنظر امامها ولا تعلم لماذا هي صامته هكذا.
نظر اليها وتعجب قائلا.