رواية قبلة على جبين الوهم الفصل الحادى عشر
عبدالرحمن 27 سنة يعمل طبيبًا مقيمًا في أحد المستشفيات. هادئ، عقلاني، محب للتفاصيل، ويميل للتأمل. يفضل رياضة السباحة التي يرى فيها راحة نفسية. الجانب الديني عنده متوازن، يحب قراءة القرآن بعد الفجر ويؤمن بأن التوكل على الله هو أساس الحياة.
ماجد 26 سنة يعمل كمهندس معماري. اجتماعي، سريع البديهة، يحب المغامرة وتجربة الجديد. رياضته المفضلة كرة القدم، ويقود فريق الحي. يميل للدين كقيم ومواقف، لكنه أحيانًا يغفل عن العبادات، ثم يعود بقوة، خاصة حين يتحدث مع عبدالرحمن.
نادر 28 سنة يعمل في التجارة الإلكترونية، صاحب متجر إلكتروني ناجح. هادئ الطباع لكنه قوي في المواقف، يحب رياضة رفع الأثقال. الجانب الديني عنده مرتبط بالسلوك لا يرضى بالحرام مهما كانت المغريات.
فواز 27 سنة إعلامي ومقدم برامج شبابية على اليوتيوب. جريء، صريح، صاحب حس فكاهي، يعشق ركوب الخيل ويعتبره إرثًا نبيلًا. في الجانب الديني، فواز كثير التساؤلات، لكنه دائم البحث عن الحقيقة، وعلاقته مع الله فيها صدق وإن لم تكن تقليدية.
نشأ الأربعة معًا في حي واحد منذ الطفولة، جمعتهم المدرسة والمسجد والمواقف اليومية. رغم اختلاف شخصياتهم، كانوا دائمًا على قلب واحد.
بعد التخرج، تفرقت بهم الطرق، لكنهم تعاهدوا على لقاء أسبوعي كل يوم جمعة، مهما كانت الظروف. يجتمعون بعد الصلاة جلسة شبابية عفوية طاولة وسط الصالة عليها شاي كرك، قهوة عربية، تمر، وتوست محمّص. فواز يمسك ريموت التلفاز، نادر يفتح اللابتوب، ماجد يصلح شيئًا في الجهاز الكهربائي، وعبدالرحمن جالس بخشوع يقلب في المصحف الصغير.
فواز بمزاح:والله العظيم إذا ما فتحت اللابتوب ده عشان تشوف معنا مباراة البايرن، هاخد منك اشتراك النت!
نادر ضاحكًا:يا عم أنا فاتحه عشان أرد على زبونة! بتقولي المنتج وصل مكسور، وأنا ما صدّرت غير شاي!
عبدالرحمن بهدوء:قول لها تشربه يمكن يداوي الكسر من جوا.
يضحكون جميعًا.ماجد:يا أخي والله مشتاق لأيام الجامعة ولا همّ شغل ولا فواتير.
فواز شاربًا رشفة شاي:بس كنا نايمين وقت المحاضرات يا عبقري، ما كنت تصحى إلا إذا المحاضر قال: الاختبار له درجات!
نادر:صح! وكنتوا تضحكوا علي لما أبيع كتب مستعملة الحين صار عندي تطبيق بـ 100 ألف تحميل!
عبدالرحمن بابتسامة:وما زلت ما تطلب لنا إلا توست منتهي الصلاحية.
ضحك جماعي ماجد يهدأ فجأة:بس بيني وبينكم مش حاسين إننا كبرنا بسرعة؟
كل واحد فينا مشغول بعالمه حتى جمعتنا الأسبوعية، صارت كأنها واجب مش عادة.
فواز:صح لما مات جارنا عم سعيد، حسّيت الوقت بيجري وما حدش ضامن بكرة.
نادر:أنا كنت أفكر نعمل مبادرة بسيطة، تطوعية، كلنا نشارك فيها. كل واحد من مجاله.
عبدالرحمن بحماس:يعني أنا أقدم استشارات صحية… وأنت يا فواز تسوّق لها في الإعلام.
فواز:ونادر يجهز موقع إلكتروني وماجد يتكفل بالبنية التحتية والتصميم.
ماجد:الفكرة جميلة بس بشرط! نجتمع كل جمعة كده، بدون تأجيل.
فواز يبتسم:واتفقنا واسمها إيه المبادرة؟
نادر:روحنا وحدة.
صمت بسيط. يدخل صوت أذان المغرب من بعيد. عبدالرحمن ينهض أولاً.
عبدالرحمن:يلا على المسجد وبعد الصلاة نكمل الشاي، ونتكلم عن تفاصيل المبادرة.
فواز يأخذ الجاكيت:عارفين؟ أحلى حاجة فينا إننا دايمًا بنرجع لبعض، مهما شغلتنا الحياة.