رواية بلقيس وانا الفصل الحادي عشر
وقفت بشموخ بجانب ذلك الكرسى المتحرك الذى يجلس عليه الدكتور ابراهيم الحديدى ابيها
وقفت بأبهى صورها وكأنها ملكه متوجه تعلوا حولها همهمات الحاضرين وفلاشات الكاميرات تنير المؤتمر الصحفى المهيب
مهيب فى كل شئ
فى الدعايه و الصحافه وايضا اسم الشريك الجديد عزيز التهامى اشهر رجال الأعمال
وقفت تحاور الصحافه وتجيب على كل الاسئله بثقه مطلقه وكأنها ملكه متوجه اتخذت من اسمها نصيبا أنها بلقيس الملكه
وقف عزيز بجانبها ترك لها دفة الحوار وكان يجيب بثقه مثلها ينظر لها اليوم نظره مختلفه عن أى يوم
نظرة فخر
اعجاب
وايضا غيره
نعم غيره
رغم احتشام تلك البدله النسائه التى ترتديها
رغم هدوء زينتها
رغم بساطة كل شئ بها إلا أنها شهيه كقطعة فاكهه هى الاخيره على وجه الارض يريد تذوقها ولكنها محرمه عليه
فهو منذ أن كان عند دره وتهيأت له صورتها امامه وهى بطلة أحلامه وواقعه
نفض كل تلك الأفكار المنحرفه عن راسه عندما جائه السؤال مباغتا من أحد رجال الصحافه
مستر عزيز رجل اعمال و حضرتك ناجح فى مجال التجاره ايه يخليك تثتثمر فى مجال الطب وخصوصا أنه مش مجالك
نظر له بكل ثقه واجاب
والله السوق والتجاره علمتنى أن مفيش حاجه اسمها مجالى ومش مجالى
طالما اقدر انجح فى المجال ده يبقى ليه لاء نجرب فيه
ساله الصحفى مره اخرى ولكن تلك المره بسماجه وتصميم على اغضابه وخروجه عن هيأته المرتبه المتزنه
وايه مخليك مطمن انك ممكن تنجح
وخصوصا ان مجال الطب والأدوية معقد ومش زى مجال المال والاعمال
مش يمكن تخسر
علت الهمهمات حولهم
ونظر لاعين بلقيس بجرأه ومسك يدها أمام الجميع وقال بعد أن أخذ نفسا عميقا ورسم البرود على وجهه الذى علته بسمه شريره
وقال بثقه.
أنا مطمن أن فلوسى هتكسب الضعف تلاته ويمكنك عشره علشان شريكى الدكتور ابراهيم اسمه كفايه ونجاحه قبل كدا وشهرته مش محتاجه كلام وكلكم عارفينه
كمان بنته ومديرة المستشفى الدكتوره بلقيس
اسمها كفايه أنه يكون سبب نجاح اى مستشفى انا واثق فيها وأنها هتكون بعد توفيق ربنا سبب فى نجاح المستشفى. ووقوفها تانى مره كأشهر مستشفى فى مصر
والوطن العربى
نظر للجميع وقال بثقه وهو يترك يد بلقيس ويدفع كرسى الدكتور ابراهيم للداخل
المؤتمر خلص شكرا لحضور الجميع
................ ......
وقفت فى مكتبها تتأمل حديقة مشفاها التى تحولت إلى البهجه والجمال كحال المشفى.
وقفت وقد عصفت فى رأسها الظنون مره اخرى
ترى لماذا أقبل على شركاتهم
ولكنها نفضت اى ظنون عندما رأت ضحكت ابيها وآسيا وايضا
يونس الذى أصبح كالعلكه الملتصقه باختها منذ أن وافقت عليه
تسائلة مره اخرى.
اهو ساحر
لقد حول كل شئ حولها إلى النقيض
خسارة ابيها
حولها مكسب واستثمار قوى
انهيار عائلتها اصبح نجاح
حزن اختها وضياعها أصبحت مشرقه تتفتح مثل براعم عادت للحياه
ابتسمت وقالت بصوتها الجميل وهى لا تعى لمن خلفها الذى دلف منذ قليل ووقف صامتا يتأمل شرودها
ساحر
وكأنه مسك عصاية الساحر وحول كل حاجه فى لحظه
ثم ابتسمت بجمال
حين تحدث خلفها بصوته الأثر وهو يسألها
مين
التفتت له ومازالت بسمتها على وجهها
لم تتفاجئ أنه خلفها ولم تسأله
كيف دلفت وكأنها حفظت تلك العاده عنده
يدخل مكتبها دون استأذان
سألها مره اخرى ولكن تلك المره يبدو الإلحاح فى صوته
هو مين
قالت بمراوغه
هو مين ايه.
قال لها مباشرتا دون مراوغه
هو مين الساحر
يهمك تعرف
سالته ومازالت تراوغه فى الحديث
اكيد
أجابها بإصرار تلك المره
قالت بصدق
انت يا عزيز
نظر لها تلك المره ولم يكن وجهه صفحه خالية التعبير كما هو حاله معها ولكنه كان به لمعة جديده عليه احتلت سواد ليل عينيه
قال بصدقة
انا معملتش حاجه استاهل عليها كلامك ده
قالت بصوت ملأه الامتنان
ازى تقول كدا
انت دخلت حياتى غيرتها 180درجه من الحزن للفرح
من الياس مليتها امل
من الخراب اللى كان مالي حيتنا والمستشفى للنجاح والافتتاح العالمى ده ولسه بتقول معملتش
ثم نظرة له بعيناها الساحره وقالت
انت فعلا ساحر
ضحك بخفه وهو يتقدم ناحيتها وانتهز لحظه كلامها الصريح وايضا الجميل وعفويتها بالحديث وسألها بمكر.
دا على كدا انا فعلا ساحر
طيب مسحرتش حاجه تانيه
نظرة له ببلاهه والأن فقط وعت على حديثها العفوى الذى كان مجرد
امتنان لما فعله معها ومع عائلتها
قالت بتلبك بعد أن ذادت خفقات قلبها
من قربه المهلك لها
حاجه تاااااانيه ايه
أجابها بقليل من المرح وهو يشبع عيناه بهيئتها الخجوله وكأنها ابنة السابعه عشر ولم تمر بتجربة زواج او اصبحت على مشارف الثلاثين
حاجه تانيه سحرتها وانا مش واخد بالى بما انى ساحر
خفضت عيناها بعد أن كادت وجنتيها أن تنفجر من الدماء المندفعه إليها
وقالت وهى ترجع وتجلس على مقعدها
لاء مفيش
سألها والعبث فى عينيه .
متاكده
اه
وقبل أن يسترسل فى حديثه علا صوت الطرقات على باب المكتب ودلف يونس وقال بلهفه
عزيز انت هنا وانا بدور عليك
التفت له وسأله بنفس صوته المرح
خير يا دكتور يونس
قال يونس بلهفه وفرحه
مش هنتفق مع دكتور ابراهيم ولا ايه
قال عزيز بمحبه تفيض لأخيه
طبعا يا حبيبى هنتفق
يلا اسبقنى وانا جاى وراك اخد منه ميعاد بكره نقرا الفاتحه ونتفق على معاد الخطوبه والفرح
قالت اسيا باعتراض.
فرح ايه يا عزيز احنا متفقين خطوبه بس علشان الحاله النفسيه لآسيا
أجابها عزيز بعد أن أشار ليونس أن يسبقه
حاله نفسيه ايه يا دكتوره اكيد ويونس معاها هيىراعى ده كويس
ثم اقترب مره اخر منها وقال .
بمزاح
هو انا مقولتش لك
سالته بإهتمام قولتلى ايه.
أجابها بصوت جاد ولكنه يمازحها.
اصل يونس هو كمان ساحر
نظرة له وتصنعت الدهشه وهى تقول
بجد هو كمان ساحر.
سايرها فى مرحها الذى بداه هو
وقال وهو يهمس بجانب أذنها.
ايوا أصلها وراثه فى عيلتنا
ثم نظر لها وغمز بعينه بشقاوه وهو يتركها ويغادر
ولم يغادر وحده
بل سرق منها دقة من دقات قلبها الذى تعالى بقربه وكأنه بالفعل ساحر
......بلقيس وانا بقلمى هيام شطا...
عادو سويا بعد انتهاء حفل الاحتفال وبعد أن اتفقوا مع الدكتور ابراهيم على موعد زيارتهم غدا لاتمام خطبة يونس وآسيا
سال عزيز يونس
هتيجى معايا نقول للحاجه مره تانيه.
قال يونس وهو يظهر عليه علامات التردد
انا خايف من رد فعل ماما يا عزيز انت شوفتها اخر مره عملت ايه
.
.يعنى هتروح تخطب من غيرها يا يونس
انت شايف ايه
قال عزيز بعقلانيه
أنا شايف أننا لازم نقول لها ونقنعها يا يونس ماما هى اللى لنا فى الدنيا
هتف يونس باعتراض
ايوا امى هشيلها فوق راسى واتحايل عليها كمان
انما يا عزيز انا مش هاخد عمك معايا ولا هاخد رأيه فى حاجه كفايه ان اللى حصل لآسيا ابنه كان سببه
هدأ عزيز من سرعة سيارته ونظر لأخيه وقال له بجديه
أهدى يا يونس انا بكلمك فى ايه وانت قلبت على ايه
مش هاخد حد منهم اصلا الموضوع حساس واكيد زيارة عمك مش مرحب بها عند عيلة الدكتور ابراهيم
أنا كلامى عن امنا لازم نقنعها تيجى معانا
قال يونس بينما هدا من حديث أخيه
خلاص يلا نروح لها وربنا يقدم اللى فيه الخير
................... .......
وقف خلفها يتأملها وهى تمشط شعرها الفاحم
اخذ منها فرشاة الشعر واكمل هو تمشيط شعرها.
قال وهو يستنشق شعرها بعبيره المسكر
انتى حلوه اوى يا رحيل
نزلت كلماته على قلبها وكأنها مطر على صحراء اشتاقت للمطر الذى بدأ فى الهطول بعد سنين عجاف
نظرة له بأعينها البريئه وسألته
بجد يا يوسف انت شايفنى جميله
أجابها بوله وهو يقترب منها يمنى نفسه بقبله يشبع بها شوقه لها
انتى اجمل واحده شافتها عينى
ولكنها ابتعدت عنه بعد أن كاد ينول مراده وقالت وهى تفرك يدها بخجل
يوسف انا خايفه
تراجع للخف وقال وهو يحك رقبته من الخلف
ولا يهمك لسه العمر قدامنا
سالته وهى تترجى منه جواب يطمأن قلبها ويريح عقلها. وينزع منه الشكوك
أنا ايه بالنسبه لك يا يوسف
أجابها بعد لحظه من التردد فهو مازال متخبط فى المشاعر لم يستقر على أرض ثابته
انتى مراتى وبنت خالتي
لم يقل اهم شئ
انتى حبيبتى لم ينطق بها ولكنه محق
وايضا صادق فهو لم يخدعها بل طلب منها أن تتحمله حتى يصبح انسان جديد
نظر لخيبة الامل المرتسمه فى عيناها
وقال وهو مشفق عليها .
أنا عارف انك مظلومه معايا بس انا بحاول اتغير اصبرى عليا
إجابته بمحبه
وانا صابره يا يوسف بس اوعدنى متجرحش قلبى تانى.
قال بصدق .
عمرى ما هجرحك تانى
ثم مال عليها وطبع قبله حنونه على وجنتيها وقال لها.وهو يبتسم .
هشرب سيجاره فى البلكونه واجيلك
اومت له بهدوء بينما هو خرج الشرفه ورأسه به الف سوأل وسوأل
هل يستطيع الحفاظ على وعده لها
هل يستطيع أن ينسى اسيا التى ارادها وبشده
ولكنه فقدها للابد بسبب غبائه وسوء تخطيطه وصديقه الندل الذى اختفى ولكنه لن يتركه قال بينه وبين نفسه.
هلقيك يا هانى وهشرب من دمك
وفى نفس الوقت دلف عزيز بسيارته إلى حديقة البيت نزل منها والضحكه تعلو وجهه وايضا نزل يونس
ما أن راهم يوسف حتى غلت نار الحقد فى قلبه فعزيز اخباره تملاء مواقع التواصل الاجتماعى وهو كما يقولون (ترند)
بما فعله مع عائلة الدكتور ابراهيم الحديد وكيف استطاع هو ويونس فى سبعة أشهر أن ينسوا الناس ما حدث وكل ما يتحدث عنه الان هى تلك الصفقه العظيمه التى أصبحت حديث الجميع وايضا الحديث الذى ظهر على حياء من ارتباط اسيا بيونس التهامى
عندما دلفوا إلى البيت
غلت نيران الكره والحقد فى قلبه فكيف ليونس ان ياخذ ما هو حقه
نسى كل شئ
نسى وعده منذ قليل مع رحيل
كل ما حركه هو الانتقام من أبناء عمه .
فكيف يصبح وحده شرير الروايه سيكونوا كلهم والا لن تكون هناك روايه
خرج والغضب يحمله ويعمى عينيه
وقبل أن يكمل السلم وجد زينب تقول بإصرار
برضوا مصمم يا يونس انا قولت لك الف مره انا مش موافقه
البنت دى مش شبهنا ولا احنا شبها
قال يونس وهو يحاول أن يسيطر على غضبه .
ايه يا امى مخليك تقولى كدا
والله اسيا انسانه جميله ومن عيله ومظلومه
قالت زينب بغضب
لو كانت زى ما بتقول كدا ايه وداها شقة عمك مع شاب غريب
قال يونس بإنفعل ابن عمى وصاحبه ضحكوا عليها ولقوها متخضره
قالت بإصرار .
لاء يا يونس مش هى دى اللى أأمن عليك معاها
نزلت كلماته زينب على إذن يوسف الذى مازال يسترق السمع وكأنها طبول الفرح
نزل بكل هدوء وابتسامه شامته تعلوا وجهه وقال وما زالت نظرته الشامته تعلوا وجهه
وخلاص يا دكتور اسمع كلام ماما زينب واصرف نظر عن جوازة العار دى
سمع يونس تلك الكلمات التى نزلت عليه وكأنها حمم بركانيه
هدر فى يوسف بإحتدام وهو يتجه له
احترم نفسه يا زفت ومتدخلش فى الموضوع ده
مسك عزيز أخيه ونظر إلى يوسف وقال له
اطلع اوضتك يا يوسف ملكش دعوه بالموضوع ده
وان مطلعتش
قال يونس والغضب مشتعل فى صوته
هكسرك واطلعك على كرسى
جلس يوسف فى المقعد المواجه لزوجة عمه وقال بإستفزاز
مش طالع واللى انت قادر عليه اعمله
ثم أكمل كلامه بحقد وغل.
وبعدين يا دكتور يونس انت من امته وانت بتحب اسيا وعاوزها
اسيا دى تخصنى
لم يتمالك يونس نفسه من الغضب نفض يد عزيز عنه ولكم يوسف لكمه طرحته أرضا
صاح بغضب
اسيا متخصكش
اسيا خطيبتى وكلها ايام وهتبقى مراتى
مسك عزيز يونس يبعده عن يوسف بينما زينب صرخت فى ابنها
يونس انت اتجننت
ثم نظرت ليوسف وقالت بغضب.
اخرس يا يوسف انت متجوز
هدر يوسف وقد اعماه الغضب ونار الغيره اشتعلت فى قلبه كيف ليونس ان يحصل عليها وهو لا
أنا متجوز جوازة مصلحه اطلع بها من القضيه انما أنا بحب اسيا وعملت فيها كدا علشان اكسر عينها واتجوزها وترضى بيا
لحظة صمت غلفت المكان بينما يوسف بكل غباء ألقى الحقيقه كامله أمام يونس وعزيز وايضا زينب التى انهارت على مقعدها وحقيقه واحده علمتها
إذن هو الذئب وآسيا هى الضحيه
واخيرا علت شهقه شقت السكون خرجت من قلب رحيل قبل فمها
ونزلت بملابسها البيتيه ونظرة ليوسف والدموع تنزل من عيناها
قالت بصوت مذبوح
طلقنى وانهى جوزت المصلحه
ثم انطلقت خارج البيت لا ترى أمامها إلا صورة ابيها وهو يحذرها
وكلمه واحده تتردد فى أذنها
هتندمى وبكرا هترجعى
كان خليل عائد إلى البيت وجد رحيل تجرى وكأنها تهرب من سجن بملابس البيت مجرد بيجامه نوم محتشمه
جرى خلفها ينادى عليها
رحيل رايحه فين رحيل
ولكن لا حياه لمن تنادي
أسرعت فى جربها غابت عنه فى أول الشارع
علم أن خطاه الثقيله لن تواكب جريها عاد ليأخذ سيارته وجد ابنه يجرى مقابل له ساله بلهفه
مشفتش رحيل يا بابا
قال بغضب
عملت ايه يا متخلف
صاح يوسف وهو يستغيث به .
مش وقته شوفتها.
قال بغضب فى اخر الشارع
خد العربيه واحقها
عاد إلى السياره
لكى يلحق بها
أوقفت رحيل سيارة اجره وقف لها ذلك الرجل الاشيب الذى تعاطف مع هيئتها المبعثره.
قالت برجاء .
لو سمحت وصلنى العنوان اللى هقول لحضرتك عليه.وهديك اللى انت عاوزه
فتح لها ذلك الرجل الباب وقال انت بخير يا بنتى .
قالت ودموعها مازالت تنهمر بخير بس لو سمحت اطلع بسرعه
لم ينتظر الرجل كلمه منها أخرى وانطلق بها رأت سيارة خليل مقابله عليهم نزلت براسها إلى المقعد لختبئ من يوسف ولا يرها
كل ما تريده الآن أن ترتمى فى حضن ابيها ولا تريد غيره ...