رواية منيفة الفصل الحادي عشر بقلم فاطمه النعيمي
الحب......
هو مجموعة من التنازلات غير المحدودة...
الا فيما حرم الله...
فلاطاعة لمخلوق في معصية الخالق،،
لأن الحب اسمى المشاعر الانسانية
فاذا ماتعارض مع طاعة الله
فقد اسمه الجميل
واصبح اسمه اي شيء آخر لكن ليس حب حتما
.......
قالت منيفة والحنان والشوق يغمر صوتها
-حاتم
-يعيون ويروح حاتم
-اريد تجيب أمي بس بلاما تدري
واريد تمهدلها شوية شوية
اخاف عليها
ترى الفرح بعد الحزن الچبير هم يكتل
وهذا بس طلبي وماريد منك شي انوب
-لابالله تأمرين ويجرالچ
اجيب عمتي وانطيچ مهرچ كامل مكمل
ومثلما تحبين ايصير
انتجوز هينا وبعدما نجوز حسنة وكلشي ينتهي
نروح للجرية واخطبچ من اخوچ واعجد عجدي عليچ مرة الخ عدهم
وجدام =أمام....الناس كلها ونسوي عرس چبير
واي احد يعارض او يفك حلجو=فمه..
اشگو نصين
على گولة حازم بعد ابوي
وضحك الاثنان
وبعد صمت قصير كان حاتم ينظر لمنيفة ويهز راسه
كمن يقول يبدو ان ما اعيشه حقيقة
ابتسمت منيفة وقالت
-أنت بس جيب امي ونبلش أول ما تجون
اني بيتي هذا چبير
وعندي غرفة چبيرة وحلوة
واني تعلمت اسوي غرف عرسان
عبن شفت أم عدنان اشلون سوت غرفة امينة وعدنان
وراح اسويلي غرفة مرتبة
ومانسوي هوسة چبيرة نحنا وبيت أم عدنان وبيت لميعة نسويلنا لمية حلوة ونتجوز
قال حاتم وعينيه تضحكان
-خلاص يجرالچ مثلما تريدين يصير
بس دشوف سالفتين اشلون ادبرهن
الأولية اشلون اجيب عمتي بلا مايحس علينا احد ودشوف شنهي الحجة الي اگدر اقنعها بيها واقنع ربعنا هناك
والسالفة الثانية
اشلون اكدر اجي للموصل وشگول لشريچي=شريكي حسين
على نزلاتي للموصل واني ماريد ابعد عنچ حت لو
دقيقة
قالت منيفة
-هاذي سهلة كلما يروح صبحي بخطرة=وجبة ركاب... للجرية
تجي معاه تبات يوم يومين و ترجع وهشكل الما تنگضي هالچم سنة
انت لازم أتعرف اشلون تجيب امي هذا اهم شي
حاتم دير بالك عليها آني چثير خايفة عليها
اريد تفهمها شوية شوية
وخل نتفق بينا اني وانت على كلام واحد،
يعني مثلا تگللها
اسمعت اكو مرا اعربية بالموصل
جارة ولد اعرفو
عدها اربع جهال ثنين كبار وثنين زغار
وآني راح افهم ام عدنان
وانت جيبها وتعال
لبيت ام عدنان على اساس تسالها
و ام عدنان تگللها والله صحيح عدنا جارة عربية وعدها اربع اولاد
بنت وولد كبار وبنت وولد زغار
واسمها أم عبدالله بس مانعرف اش اسمها اذا تريدون نروح نسالها
بس هشكل
وام عدنان عاد تجيبكم وتجون عليا
واني راح اتلگاكم
وبلچي تعبر على خير،،
وتم الاتفاق هكذا
حين انتهى الكلام بينهما
كان الوقت قبل منتصف الليل بساعة
قال حاتم لمنيفة
- اريد احجي مع عبدالله بوحدنا شوفيه نايم لو لسعو صاحي
خرجت منيفة
وذهبت الى غرفة عبدالله
فوجدت عبدالله مازال صاحيا يستمع للراديو
وحازم نائم
اشارت له اشارة بمعنى تعال
نهض مسرعا وذهب اليها
كلمته عند الباب وقالت له بصوت هامس
- حاتم يريد يحجي معاك وحدكم
وآني اروح اجيب فراش لحاتم
وافرشلو عدكم الما تخلصون
عود جيبو ودليه على فراشو
وذهب عبدالله الى غرفة الضيوف
وذهبت هي الى غرفتها لتجلب فراش حاتم وتفرشه
بنفس الطريقة التي فرشت أم عدنان لها الفراش في اول ليلة لها في الموصل
اعتنت بالفراش وفرشت احد الخاوليات على الوسادة وعطرته
ورتبت مكانه
كان الوقت في أواسط الخريف
لهذا كان النوم في الغرف اكثر راحة من السطوح
وذهبت الى حازم الذي نام
وكتابه بين يديه وغطته وهي تبتسم له
وذهبت الى غرفتها
حين دخل عبدالله غرفة الضيوف
نهض حاتم واستقبله وقال وهو يبتسم
-اليوم اخذت امكم منكم
اجابه عبدالله قائلا
-بالعكس نحنا الي خطفناك من اهلك
اعجب حاتم بسرعة رد عبدالله وبلاغته
وقال له
-عبدالله يولدي اني اتشرف بيك
واريد اخطب والدتك
منيفة منك
واتمنى تگبل أطلُبي
وأخذها مني چلمة رجال
أني مافرد يوم اصير ضدكم
او افرگ بينكم وبين أمكم
ترى لو ما القدر الي حكم علينا بهل الفراك
چان انتم هسع ولدي اني
اجابه عبدالله قائلا
-وآني يسعدني ويشرفني انطيك أمي زوجة لك
ونحنا ولدك صحيح
الأب مو الي خلف ودشر=اهمل..
الأب الي شاف عازة ولدو وانطاهم
واني ادري انت اشلون ربيتنا بفلوسك
من بعيد لي بعيد
واني ما انسى ابد هذيج الايام
ترى اني چنت چبير وافتهم
واشما اسويلك ما أوفيك حگگ
ومثلما يگول أبو المثل
خبز الرجال ببطون الرجال دين
وعلى عيني وراسي
كاد حاتم ان يصفق له
من شدة اعجابه بهذا الرد
الذي لم يكن يتوقعه ابدا لكنه
نهض وهو يقول
-كفو كفو كفو منك يعبدالله
وصدگ الرسول لمن گال
ان المرا تلد ابوها وأخوها
وانت نسخة من جدك سيد احمد
والنعم منك ومن جدك
وترى آني لمن چنت ادزلكم فلوس
بس چنت اوفي دين جدك برگبتي
لمن رباني وحفظ مالي واني زغير
وصافحه حاتم واحتضنه وقبله من راسه
وبارك عبدالله له الخطوبة وقال له
نقرا الفاتحة على نية التوفيگ
وقرأ عبدالله وحاتم الفاتحة
وقال عبدالله وهو مبتسم
-يخال فراشك صار جاهز تعال معايا
اليوم انت ضيفي راح تنام بغرفتي،،
حين دخل حاتم للغرفة وجلس في فراشه
كان يردد
ماشا الله ماشا الله
وتمدد في فراشه الوثير
يتنسم تلك الروائح الخفيفة
التي تدخل الروح ......
في حالة من الخدر اللذيذ
كانت رائحة تشبه الى حد بعيد
رائحة الارض في براري
قرية جرادة في ايام الربيع
كأنها خليط من زهور الربيع
غرق في افكاره وهو ينظر للسقف
ويسأل نفسه قائلا
-كل هذا....
كل هذا.....
والمصيبة كل شوية يجيني خاطر انو حلم
ما مصدك
يولو والله ما مصدگ
ياخوفي اگعد الصبح
والاگي نفسي بدامي بالجرية
وكل شوية يگع جلعوط=فرخ العصفور.....يمي واشيلو وارجعو للعش
ابتسم وهو يتذكر ذلك المنظر حين يحمل فرخ العصفور ويعيده للعش وأمه تنقر يد حاتم نقرات خفيفة
كأنها تحذره من ان يضغط على صغيرها فيؤذيه
ولم يعرفان منيفة وحاتم كيف ناما تلك الليلة ,
في اليوم التالي بعد الافطار
جاء عدنان كي يسلم على حاتم
ويرحب به
وهو يقول
-البارحة وصلت البيت متأخر
اني اداوم سبت وأحد لو العصر لو بالليل ارجع
ونهار الثنين اكضيه بالبيت وارجع اداوم ثلاثاء واربعاء وخميس واجي
وأمينة حچتلي على جيتك وجيت اسلم عليك
ابتسم حاتم ورحب به
دخلت منيفة تحمل صينية الشاي
وجلست معهم قليلا وذهبت
قال حاتم لعدنان
-اشلون اشكرك
واشلون اجازيك مدري
على وگفتك مع منيفة
وشيلتها من هناك وجيبتها لهينا
ولفلفتكم عليها
يعني صحيح هذا دين برگبتي الما أموت
انت واهلك تأمروني على هالخشم
واني انفذ وآني راضي
رد عدنان بخجل وقال
-يخوي الناس لبعضها
واني ماسويت شي
هي عمتي ماشاء الله جت وعدها كلشي
عدها المال والاخلاق والدين والشرف
عمتي منيفة لمن طلعت من ذاك الوادي
طلعت بس حتى تصير قسمتي على امينة
الي يوم قبلت بيا
مانمت ثلت ايام من الفرح
وسبحان الله من أول ماشفتها وهي بذيچ الحال
الله زت حبها بگلبي
حبيتها من كل گلبي
شوفة عمتي منيفة بذاك اليوم
چان رزق چبير يخوي
رد حاتم وهو مبتسم ومتحفز قائلا
-الله يباركلك بيها ويرزقك منها الذرية الصالحة
ترى هاي البنية چان عدها جد ماصار مثلو بين الزلم
زين يخوي اني اريد اطلب منك طلب
واريدك تعاوني عليه
رد عدنان قائلا
- واني حاضر لاي طلب من عيني هاي گبل هاي
حاتم -الصحيح آني خطبت منيفة البارحة
من عبدالله
وانطاني الحمد لله
رد عدنان قائلا
-الف مبارك عليكم ويارب زواجة العمر كلو
ترى آني ادري بكلشي
قال حاتم
-الله يبارك بعمرك يخوي
عاد اني اريدك اتوسطلي عند نسيبك محمد
اريد اشتري منو الياقوتات الثلاثة
وبسعر هسع وبيش ما يصيرن
منيفة تريدهن......
واني اريد انطيها مهر يلوگلها
ومايلوگلها غير الياقوت،،
(لقد كان هناك علم مسبق لدى عدنان
عن حاتم فقد اخبرته امينة
حين رجع أمس ليلا من ربيعة عن قدوم حاتم
كما قد اخبرته سابقا
عن قصة الحب القديم
بين حاتم وامها
واخبرته ايضا عن ذاك اليمين الذي اقسمته امها ذات يوم
ورغم ان عدنان قد ربته امرأة ريفية
فقدت زوجها وهي في عز شبابها
ونذرت نفسها لتربية ابنائها
لكنه عذر منيفة في رغبتها بالزواج
من رفيق طفولتها وصباها حاتم
وذلك لانه كان يعرف
ان منيفة مازالت عذراء المشاعر
ولم تتزوج في يوم من الأيام ولم تعش حياة المتزوجات
وانما كانت مجبرة على ذلك
الذي يسمونه زواج وهو اقرب
الى العبودية والاغتصاب
منه للزواج ذلك الرباط المقدس
ولأن عدنان انسان قبل كل شيء
ولأنه معجب بصبر منيفة وكفاحها
ويحب أمينة ويتمنى لحماته السعادة
التي حرمت منها
قال بكل صدق
-تستاهل عمتي
والله تستاهل كل الخير
عمتي صبرت على شي
رجال مايصبرون عليه
اني لمن أمينة تسولفلي اضل بس فاك حلگي
مبهوت على ذاك الصبر وماعافت جهالها وربتهم
تربية ملوك والله اني متعجب بأمينة
صبورة خدومة گلبها طيب لأبعد حد
نوبات ما اصدگ النعمة الي آني بيها
وكل ربعي واهلي صحيح يحسدوني عليها
ان شاء الله احجي معاه
ومحمد خوش رجل
أبو مهند ادمي ابن حلال واني متأكد مايكول شي
فرح حاتم واستبشر وعلت الابتسامة اساريره وقال
والحماس يغمره
-زين عجل اني اليوم ارجع للجرية
وانت احچي معاه واني اجيب الفلوس
واجي ان شاء الله لو اليوم لو باچر
انسلمو الفلوس وناخذ الياقوتات،
وخرج عدنان ومنيفة تقول له
-گول لأمك هسة نجي عليها اني وحاتم
عدنا شغل يمها
ذهبت منيفة وحاتم الى أم عدنان
وشرحت منيفة لأم عدنان عن دورها بالتفصيل
وماذا يجب ان تفعل اذا رجع حاتم في آخر النهار أو غدا مع عمته أم ذنون
وسافر حاتم مع صبحي الى قرية جرادة
لكن حاتم عاد للقرية بوجه مختلف تماما
عن وجهه الذي ذهب به
وجه بشوش ضاحك سعيد
وما أن نزل من السيارة
حتى توجه الى بيت أبو ذنون
حين سأل زوجة ذنون عن عمته
قالت له هي في غرفتها
ودخل عند عمته وقال لها هامسا
-عمة اريد اگلچ خبر......
بس اني ماني متوكد منو....
آني چنت بالموصل......
سمعت شخص يسولف.....
عن حرمة اعربية ساكنة بالموصل جيرانهم......
عدها اربع جهال.....
بنية وولد شباب.....
وثنين زغار.....
يعمة گلبي ايكول هاي منيفة
تجين معايا نروح ننشد=نسأل... عليها.....
اتعرفين اني رجل مايصير أنشد عن حرمة...
اخاف المرا ماتطلع منيفة...
ويصير بيها سوالف...
اتعرفين يعني اني رجل مو مثل لو تجين انتي
وتنشدين عنها
اريدچ تجين معايا
شتگولين
انخطف قلب الام وقالت وهي تضحك باكية
-اي اي يبعد ابوي....
گلي اي خبر يفرح گلبي....
والله گلبي خلص من القهر.....
گول يارب يكون تطلع منيفة....
واش گال انوب عن هاي المرا؟
رد حاتم وقال
-گال هي حرمة غريبة مو من اهل الموصل
جت للموصل گبل سنتين وگعدت يمهم ويگول.....
هي ماتتخالط مع الجيران
بس يعمة ايجوز ماتطلع هية....
فلا تترجين چثير
ايجوز مو هية خلي نروح ونشوف
ويارب تطلع هية...
بس اشلون نطلع ونروح
بلا مايدري احد نحنا وين رايحين
ردت الام وقالت
-من شنو خايف اشو حت رجلها ومات ومحد لوا عدنا شي
اجاب حاتم قائلا
-ميخالف يعمة انطيني على كد عگلي...
ولاتگولين لاحد......
خلي بس انتوكد انو هالمرا منيفة صحيح
أم ذنون- زين شگول لذنون اني عليش نازلة للموصل
حاتم- كولي مريضة وحاتم راح يوديني للطبيب
أم ذنون- اخاف يگول اني اوديچ...
تعرفو اشگد ايغار منك...
حاتم- زين زين اشلون نفلت بلا ما يدري ذنون
أم ذنون- والله مدري.....
يايمة يامنيفة كون تطلع هالمرا منيفة صحيح يارب تكون منيفة ياربي كلبي تمرمر
هاي سنتين اني اتگلى على جمر الغضا
نوب أگول ميتة ونوب أگول طيبة
حاتم- لگيتها يعمة اسمعي....
گولي لذنون حاتم ايريد ايتجوز.
ويريدني انزل معاه للسوگ...
اشتريلو غراض لبيتو...
ام ذنون-.ايييييه والله......
لگيتها....
هيمت تريد نروح؟
حاتم- هسع يعمة هسع...
اني جيت مع السايق.
وگلتلو تانيني الما اجيب عمتي...
أم ذنون- بس ذنون مو هينا رايح لعمامو
بجرية صگيلة ويجي العصر ...
حاتم- بعد احسن گولي لحرمتو....
اني اروح مع حاتم اتسوگ لبيتو..
وحضري نفسچ
الما اروح لحسين اوصيه عالبيت والحلال
واجي يلا عمة بساع
وخرج حاتم مسرعا
وذهب الى حسين في بيته فلم يجده
قالت زوجته ذهب الى البستان
فذهب حاتم يركض كأنه ابن عشرين سنة
وصل البستان واخبر حسين وهو يلهث
انه يعاني من فتق وهو مضطر لاجراء عملية ويريد منه ان يعتني بالبقرة والبستان حتى يرجع
ورغم الحاح حسين على حضوره يوم العملية لكن حاتم قال له
-مايصير يخوي ثنينا نعوف البستان والحلال هو فتگ زغير يم صرتي اسويه وارجع
هو مثل الطهارة
ولم ينتظر حاتم رد من حسين....
بل رجع للقرية راكضاً
وحسين واقف ينظر له
وهو يقول لنفسه
-والله الي يشوفك تركض هالركض....
فلا ايكول عليك مريض....
الله يشافيك ويرجعك سالم غانم يخوي
وعجيب وجهك صاير وجه صبي زغير
خير ان شاء الله
رجع حاتم لبيته
ودخل مسرعا الى دام الابقار....
وحفر في زاوية الدام واخرج امواله كلها
كانت بحدود عشرة الاف دينار
وضعهن في صرة....
مع بعض ثيابه....
ورجع الى عمته فوجدها تقف امام الباب....
اخذها وانطلق الى السيارة
ركبوا السيارة وانطلقوا الى الموصل...
وطول الطريق وهو يقول لعمته
-يعمة مدري ليش گلبي يكول هاي المرا هي منيفة
يعمة كون تطلع منيفة
وعمته تبكي وتقول
-يارب يحاتم ياربي كون صحيح
وصبحي ينظر له في مرآة السيارة
ويبتسم
حتى وصلوا الموصل
واخذهم صبحي لبيت أم عدنان كما كان الاتفاق
كي تخبرها ام عدنان...
ان السيدة تدعى أم عبدالله....
ولاتعرف اسمها الحقيقي....
وانهم سيذهبون سوية الى بيت السيدة ويطرقون عليها الباب وتفتح لهم منيفة...
وهكذا يكون الموضوع وصل للأم بالتدريج
لكن.....
حين طرق حاتم الباب وخرجت ام عدنان
ومن شدة انفعالها...
وحماسها لم تستطع ان تلتزم بما طلبته منيفة منها
وما أن رأت المراة امامها حتى قالت على الفور
-ياهلا أم منيفة
وارتبكت ثم تداركت نفسها وقالت
والحمد لله ترى منيفة بخير
تملكت أم ذنون رعدة عنيفة
وارتجفت كمن اصيب ببرد شديد
امسكها حاتم وقال لها
يعمة يعمة اهدي يرحم والديج....
حاولت أم ذنون ان تتكلم ...
ان تقول اي كلمة
لكن لسانها تلجلج ولم تخرج الكلمات من فمها
تلعثمت ثم اغمضت عينيها
وسقطت في حضن حاتم
الذي تلقاها بين يديه
قبل ان تسقط على الارض
احتضنها حاتم
وهو يحاول افاقتها ربت على خديها
يمين يسار......وهو يصرخ عمة عمة
لكن المسكينة لم تستجيب
ارتعبت أم عدنان
وركضت للداخل...
وجلبت بعض الماء وجائت تركض
وأمينة تركض خلفها
وما أن رأت جدتها
حتى سقطت عليها تحتضنها
وتصرخ بأسمها لتستفيق
ورشت ام عدنان وجه العجوز بالماء
لكن أم ذنون لم تستجيب
صرخت أم عدنان بحاتم قائلة
-عالمستشفى بسااااع
حملها حاتم هو وصبحي ووضعوها في السيارة
ولمح حاتم صرة ملابسه
في السيارة فاخرجها واعطاها لأم عدنان
وقال لها على عجل
-خيتي أم عدنان خلي هالأمانة عندچ
وديري بالچ عليها ترى بيها فلوس
اخذت أم عدنان الصرة منه
وهي ترتجف من الخوف وتبكي وتردد
- عمت عيني عمت عيني آني اشسويت
وأمينة خلفها تصرخ وتضرب وجهها
وانطلق حاتم وصبحي للمستشفى
وادخلت ام عدنا الصرة
الى البيت واخفتها في خزانة ثيابها
واغلقت الابواب
وخرجن هي وامينة يركضن.......
الى بيت منيفة ليخبروها بما حصل
وبعد دقائق كان الجميع في المستشفى
قام الاطباء بالازم....
واتضح ان أم ذنون
تعرضت لجلطة فادخلوها للعناية المشددة
وجلست منيفة عند باب العناية المشددة
تبكي امها التي تمنت ان تراها هذا اليوم
وحاتم جالس قربها يطمأنها
وهو غير مطمأن حتى خرج الطبيب وقال لهم
-منو مع عمشة الرجب
نهضت منيفة تركض اليه وقالت وهي تبكي
- أمي يدكتور امي
قال لها
-اطمأني هي بخير
انتظم نبضها
ونحنا نيمناها حتى ترتاح
صابتها جلطة خفيفة
وان شاء الله تعبر على خير
قالت منيفة
-دكتور بس اريد اشوفها الله يخليك
اني ماشايفتها من اكثر من سنتين دخيلك
بس اشوفها حت لو من بعيد
كانت نبرات صوت منيفة تذيب الصخور
هز الطبيب راسه وقال
- تعالي فوتي للممر وشوفيها من خلف الزجاج لان غرفة العناية بيها اربع مرضى وممنوع احد يفوت عليهم
ودخل الطبيب ومنيفة تمشي خلفه
ووقفت عند الباب ونظرت الى امها من خلف الزجاج وانهارت بالبكاء
طمأنها الطبيب وقال لها
-اهدي اهدي
ترى من تمام مابيها شي
وانا چيكتو حالتها
وانا نيمتوها حتى ترتاح
وهي حاليا نيمي مابيها شي والله
روحي اقعدي برا
واول ما تصحى راح نطلعها
صدقي والله كشي مابيها
خرجت منيفة وجلست قرب حاتم
وهي تمسح دموعها
ونهض حاتم وطلب من صبحي
ان ياخذ ام عدنان وامينة للبيت
وذهبت أم عدنان
وجلست قرب منيفة
وهي تعتذر لها وتقول
-عمت عيني يخيتي
خربت عليچ فرحتچ...
بس والله معرف اش جاني....
اول ماشفتها مع حاتم
نسيت انتي اش وصيتيني
وماعرفت شكول
وهذا الي طلع بيدي
ردت منيفة وقالت
-ماعليج يخيتي
انتي من طيبة گلبچ مو متعمدة
بس ترى أمي هم مو صاغ
وهم مرا چبيرة
وگلبها ماتحمل الفرح
ميخالف الطبيب يگول
ضربتها جلطة خفيفة
ويگول عالجوها
وان شاء الله تمر على خير
بس گومي روحي انتي وأمينة
وخل امينة تروح عالويلاد
ترى حازم وحسنة بالبيت وحدهم
وهما ايضلون يتكاونون بينهم
خلي تضل امينة عدهم
من بعد اذنچ يخيتي الما بس ارجع للبيت
قبلتها أم عدنان واخذت امينة وتبعوا صبحي
ورجع حاتم الى منيفة وجلس قربها يواسيها
وعند المغرب جاء عبدالله
وقد جلب معه العشاء لأمه ولحاتم
ولم تستطع منيفة ان تذوق شي حتى الماء
الى ان جاء الطبيب المناوب وسالوه عن المريضة
وقال لهم
- هي بخير حالتها مستقرة لكن ما نطلعها اليوم
نخليها لي غدا اذا صحت وشفنا وضعها زين
تكون عبرت الجلطة
راح نطلعها عالردهة
واني اتوقع تعبر
لان ماشاء الله عليها
رغم انها مرا كبيرة
بس ماشاء الله قوية وصحتها زينة
لاتخافون
وقعدتكم هوني كلشي ماتفيدها
وتضلون بس تعبانين ارجعوا للبيت
وتعالو باجر الصبح تكون صحت ان شاء الله
رفضت منيفة الرجوع
وطلبت من عبدالله ان ياخذ حاتم ويرجعوا للبيت
حاول حاتم معها لكنها رفضت
فرفض هو ايضا الرجوع
لكن عبدالله اقسم عليها...
انها اما ان ترجع للبيت
أو تخرج للحديقة وتجلس معهم وتتعشى
فهي لم تذق شيء من الفطور
وخرجت معهما وجلست واستطاع عبدالله اطعامها
وبعد تناولهم لوجبة العشاء
رجع عبدالله للبيت وبقيت منيفة وحاتم
يتحدثون مع بعض حتى انتصف الليل
وكما يقال ان النوم سلطان
غفت منيفة على كتف حاتم
ولم يتحرك حاتم من مكانه
ورغم مابه من قلق على عمته التي هي امه
التي ربته
كان ينظر بطرف عينه لمنيفة
ويبتسم مغتبط سعيد
ويدعو الله بقلب محب ان يشفي الله عمته
وان لايكسر قلبه
الذي لم يعد يحتمل كسر آخر
فمنيفة لاتحب مخلوق في هذا العالم الا ابنائها
وامها وحاتم
عند الفجر
خرج احد الممرضين الى الممر الذي تجلس به منيفة ونادى
- منيفة احمد منيفة احمد
هبت منيفة مرعوبة وركضت اليه
قال لها
-اكو مرا كبيرة بالعناية سألتني
اتعرف منيفة بنتي كلتلها
منيفة ايش گالت منيفة احمد
وقالت
اريد اشوفها اني صارلي سنتين ما شايفتها
اريدك تناديها
وأنا قتولا اي
بس الحقيقة ممنوع احد ايفوت عالعناية
بس راح افوتكي
لكن بالله عليكي لا تعملين حس
فوتي بهدوء واطلعي بسرعة
طار قلب منيفة من الفرح
وركضت خلف الممرض
ودخلت الى أمها
كانت أمها ممددة
لكنها حين رأت منيفة فتحت يديها
وقالت بصوت متعب
-يمة يمنيفة اوووووف من لوعتچ أووووف
وتعانقتا عناق طويل
وكل واحدة تشم الثانية
وتقبلها ولاتصدق مايحصل
حتى الممرض نزلت دموعه من شدة التأثر
وجاء الى منيفة وقال هامسا
-يلا أختي اطلعي بساع
لاتعمليلي مشكلة
خرجت منيفة وراسها ملتفت الى أمها
وهي تهمس لها
-يابعد روحي يأمي
حين جاء الطبيب في الساعة التاسعة
طلب اخراج أم منيفة الى الردهة
ليشرف عليها وقال لها
-الحمد لله على سلامتج حجية عبرتي الخطر
وخطية بنتچ ماتركت باب العناية
وهسة نحولكي للردهة حتى تبقى بنتكي معاكي
يلا شباب طلعوها
بعد دقائق كانت منيفة تحتضن امها وتقبلها وحاتم من الطرف الثاني يمسك يدها ويقبلها
وسألتها امها
-اشلونچ يمة يمنيفة وشخبارچ
واشلون طلعتي من الجرية؟
واش صار عليچ بهل سنتين؟
طبطبت منيفة على يدها وقالت لها
-انتي بس گومي بخير وسلامة وآني بخير
الف الحمد لله على سلامتچ يأمي
واطلعي من المستشفى وارتاحي
واني اسولفلچ
كلشي صار
وماصار الا الخير الحمد لله
نظرت الأم الى منيفة وقالت
-الحمد لله وجهچ راد لي ورا
الحمد لله اشوفچ بخير يبنتي
الحمد لله انچ بخير
والله چنت ادعيلچ الليل والنهار
وأگول يارب حط بدرب منيفة كل ويلاد الحلال
ردت منيفة وقالت
-هو آني وصلت للخير كلو لو ما دعاچ يا أمي
واستمر الحديث بينهما لكن الام كانت تتكلم بهدوء وبصعوبة احيانا
كانت انفاسها متعبة
في اليوم الثاني يوم الاربعاء
خرجت ام ذنون من المستشفى
وكتب لها الطبيب ادوية تاخذها لمدة شهر
وذهبت مع منيفة وحاتم الى بيت منيفة
واجتمع عليها احفادها
وهي في حالة من الاستغراب والعجب
مما ترى وتسال منيفة عن كل شيء
ومنيفها تجيبها
في المساء ادخلت منيفة امها للحمام
وحممتها وفرشت لها فراش في غرفتها الخاصة
وجلست عند راسها تحكي لها كل ماحصل معها من البداية الى تلك الساعة
حكت لها كل شيء
حتى عن خبر زواجها القريب من حاتم
والأم تسمع وتحمد الله وتشكره
لكن خلف الباب.....
كان هناك شخص واقف يسمع كل شيء
وهو يأكل نفسه قهرا
.............
على الطرف الاخر
رجع ذنون للقرية وامه غائبة
وطال غيابها
حين امسى المساء
ولم ترجع أم ذنون
اصبح كمن يقف على الجمر
وبين فترة واخرى يذهب الى زوجته يسألها
وتجيبه نفس الاجابات لم ينم ذنون
حتى اصبح الصباح كان صباح الثلاثاء
وخرج الى اطراف القرية
مشيا على اقدامه ينتظر قدوم السيارة
كأطفال القرية
ليسأل سائق السيارة
عن ما حصل لأمه
وكان عبدالله قد اوصى السائق
انه اذا ساله احد عن جدته وعن حاتم
ان يقول انا لا اعرف اي شيء
انا اوصلتهم للكراج وهم ذهبوا في طريقهم
وهذا ماقاله صبحي
واصبحت الهواجس تأكل قلب ذنون
ويردد في سره
-ياربي استر عليا
الناس بعد مانست سالفة منيفة
انوب تصير سالفة أمي
آني لو بس اعرف وين راحو
وذهب الى حسين يسأله عن حاتم
فأخبره حسين بكل ماحصل بينه وبين حاتم قائلا
-يخوي جاني حاتم يوم الاحد الضهر
وگلي اني مو صاغ اريد انزل للموصل
واروح للطبيب
ردت منو اروح معاه مافعل=لم يقبل....
وراح ومدري حسيتو متخربط چنو متوجل=على وجل..
ووصاني على حلالو وعالبستان
وراح
بعدين دريت انو سايق السيارة جايبلو جيس
مدري اشبيه بس يگولون الجهال
لمن حاتم فك الجيس ودحك ابطنو ضل بس يضحك
وگالو الجهال حاتم فوت السايق بالبيت وطردهم
وما ايعرفون اش چان بالچيس
وراح وما جا بات بالموصل
وجاني البارحة گبل الضهر..
جا يركض مثل الجهال وعلى وجهو أثر الضحك فرحان چثير
وگلي أنو
مريض ويحتاج يسوي عملية فتگ
ردت منو اروح معاه مافعل=لم يقبل
ورد للجرية يركض مثل الحصان
وهذا كل الي اعرفو وماعندي علم بشي انوب
ويجوز اخذ عمتو حتى (تدخل عليه) =مرافقة
بالمستشفى
رجع ذنون وهو يفكر بكل الاحتمالات الا الاحتمال الصحيح
خطر بباله ان حاتم مريض وربما اوصى السائق على علاج او دواء وقد جلبه السائق له
وحين ذهب للموصل قد يكون الطبيب اخبره انه بحاجة لأجراء عملية ويبدو انه جاء واخذ عمته كي تدخل مع للمستشفى كمرافقة
لهذا وبعد ان انقضى يوم الثلاثاء ايضا ولم يظهر لاحاتم ولا أمه
قرر ان ينزل للموصل
وفي صباح الاربعاء
نزل ذنون مع صبحي للموصل
وفي الطريق سأل ذنون السائق
مالذي كان في الكيس الذي اوصله لحاتم
تلعثم السائق ثم قال
-مو صحيح ما وصلتلو شي
بس هو وصاني
وكال اذا جيت باچر تعال عليا حتى انزل معاك للموصل عبن مدري اشبيه
واني يخوي سايق وما اعرف
حت هالرجل الي تسأل عليه
غير يوم جا عليا وگلي باجر انزل معاك
وانت تعرف نحنا نريد النفر الزايد عالمود الأجرة
ونزل معايا ورجع معايا ثاني يوم
وگلي انتظر هينا هسع ارجع معاك
جا بعد شوية وجايب حرمة عجوز معاه
وصلتهم للكراج وبس ما اعرف غير شي
نزل ذنون في الكراج واخذ تكسي
وذهب للمسشتفى الجمهوري
والذي كان الناس مازالو يطلقون عليه اسم
المستشفى الملكي رغم ان اسم المستشفى
تغير قبل ذلك الوقت بخمس سنوات
من المستشفى الملكي الى المستشفى الجمهوري
وبحث عن مريض اسمه حاتم العلي الرجب
ولم يجده
وسأل احد موظفي المستشفى
اذا كان هناك مستشفى آخر في الموصل
فقال الموظف له
هناك المستشفى العسكري
قال ذنون للموظف
-يخوي انت تگول المستشفى العسكري يعني هم يصير يدخلون بيه الفلح والناس العاديين
لو هاذي بس للعسكريين
قال الموظف
- هي مستشفى عسكري يعني بس للجيش
لكن اذا كان المريض مخطر
ويحتاج عملية او شي مو موجود عدنا
اي نعم ايدخلوه عدهم
فخرج ذنون على عجل من المستشفى
واخذ تكسي وذهب للمستشفى العسكري
بينما لو أنه جلس أمام المستشفى
لشاهد خروج منيفة وحاتم وأمه التي خرجت من المستشفى عصر ذلك اليوم
وبحث ذنون عن حاتم في المستشفى العسكري ولم يجد له أثر
فاصبح يضرب اخماسا باسداس
خرج وجلس أمام المستشفى وهو محتار ماذا يفعل
وقد امسى عليه المساء
أما حاتم فقد اخبر منيفة في تلك الليلة عن مايمكن ان يحصل اذا تأخر اكثر عن القرية وذنون لايعرف اين أمه وقال لها
-الصحيح من كثر لهفتي حتى افرح گلبچ
مافكرت بذنون
بالله هسع اش جعد يسوي
يمكن انجن
وآني باچر لازم اخذ عمتي وارجع للجرية
ودشوف اشلون اگدر ارجعها عليج انوب
ودشوف اش راح ايسوي بيا ذنون
وبشنو نتحجج
وفي صباح اليوم التالي
اخبر عمته بكل شيء وانه
يجب عليهم الرجوع للقرية وايجاد فرصة ثانية كي ترجع معه لحضور زواجه من منيفة
واتفق معها ان يقولوا لذنون
انه ما ان وصلت أم ذنون لسوق الموصل
حتى وقعت مريضة
واخذها حاتم للمستشفى
وانه بقي معها حتى تحسنت
وارجعها للقرية وهذا ما حصل
أما ذنون فقد بات تلك الليلة في فندق في الموصل وعاد للقرية ضهر اليوم التالي
بعد ان سأل في كل مكان يمكن ان يستقبل مريض
عن رجل اسمه حاتم ولم يجد له اثر
وحين وصل القرية
وجدهما في بيته وكانت أمه مازالت متعبة
واخبره حاتم قائلا
-يخوي اخذت عمتي تا تشتريلي غراض لبيتي اريد اتجوز واسويلي عيلة گبل ما أموت
وأول ما وصلنا الموصل وتونا فايتين عالسوگ اوگعت عمتي عليا
وشلتها وركضت بيها للمستشفى
وراسا دخلوها عناية مشددة
گالو صاير بيها جلطة خفيفة
وضليت گاعد جدام باب العناية المركزة يومين
الا صارت زينة وطلعوها نهار للردهة وضلت هناك يوم
ورابع يوم جبتها وجيت
ولا تسوكت ولا سويت شي
والحمد لله ماصار عليها شي چان صارت بوجهي
غضب ذنون وصرخ بوجهه قائلا
-أمي حرمة چبيرة ومريضة
ودوبها تمشي تاخذها للسوگ اشلون؟ أنت انجنيت لو اخرفيت
وليش ما نشدتني ؟
بلچي آني ما اگبل تاخذها
رد عليه حاتم وقال
-ترى هي مثلما امك عمتي وأمي ترى اني اگرب عليها منك
صرخ عليه ذنون وقال بغضب
-كافي عاد خلصت هالسالفة
وانت وصرت شايب
خلف الله على أمي وعلى ابوية
لفوك= كلمة مهينة تشير الى ان حاتم لقيط....
وربوك معانا وسووك آدمي
عوفنا عاد عوفنا وروح عيش حياتك
شتريد منا؟
جاسمتني بابوية وأمي
ماضل بس تجاسمني بالورث،،
ورغم هدوء طباع حاتم
ورغم اخلاقه الجميلة
لكن كلمات ذنون اوجعته كثيرا
وقال لذنون
-حگها منيفة تهج اذا چان عدها اخ مثلك
مايحب احد غير نفسو
حت حبك لأمك مو حب لذاتها
بكد ما هو حب لنفسك
حتى بس تحرمني منها
بس ترى هي عمتي اخت ابوية
وليا بيها حگ مثلك وازود
أبوها يصير جدي
وخرج من البيت مسرعا
كي لايمنح لذنون المجال الكافي ويسمعه مايكره
في اليوم الثاني جاء لزيارة عمته
وحين دخل عندها سالها
-عمة اشراح نسوي
واشلون راح نكدر نروح انوب
قالت بصوت متعب
-ماعليك نروح انوب ان شاء الله
مدام منيفة بخير كلشي يهون
هسع گلبي ارتاح لمن شفتها بخير ومرتاحة وراح اتجوزون وهذا ريح گلبي چثير وشال الهم والحزن من گلبي ماشاالله شبعانين ومرتاحين هي وجهالها
ميخالف يحاتم لاتزعل من ذنون انتم اخوة
وهو چان خايف عليا
و آني اشوف انو ذنون لازم يدري بمنيفة
ترى مايصير منيفة اتجوز واخوها مايدري
شنگول لناس اذا احد نشدنا
وعليش هي تخاف لا اخوها يدري
ترى هذا اخوها مو عدوها
ادري هي خايفة من دحام وحگها بس ذنون اشعليه بدحام
انت روح عليها وگللها هذا الحچي
وشوف شتگول وتعال بلغني دشوف شنسوي
واشلون نبلغ ذنون
رد عليها حاتم محذرا وهو يقول
-ديري بالچ يعمة تگولين لذنون گبلا اخذ راي منيفة
هزت راسها موافقة وسكتت وحين نهض حاتم ليذهب
قالت له
-يمة يحاتم دنيا حي ممات اخاف يصير عليا شي
دير بالك على منيفة ولاتقهرها
ترى منيفة شافت ضيم ماشافتو حرة
وماضل بيها حيل للقهر
وسلملي عليها چثير
وگللها امچ راضية عليچ الله يرضى عليچ ويرضيچ ويبعد عنچ ويلاد الحرام
كان حاتم واقف عند باب الغرفة
فرجع وقبل راس عمته وقبل يدها وخرج
عند الضهر من ذلك اليوم
جاء صبحي بالركاب للقرية
ورجع معه حاتم للموصل
بعد ان اخبر حسين بمرض عمته المفاجيء وانه تأجلت عمليته لهذا السبب وانه مضطر للذهاب الى الموصل كي يعين وقت اخر للعملية
فأقسم عليه حسين ان ياخذه معه
اذا تم تحديد موعد آخر للعملية
......
على الجانب الآخر
وبعد سفر حاتم وعمته
بعد الضهر حين رجع حازم من المدرسة
دخل الى امه في غرفتها وهي ترتب الغرفة ووقف أمام الباب وهو غاضب
وقال لها
-يمة شنو سالفة عرسچ ؟
صحيح اتريدن اتجوزين خالي حاتم؟
ردت امه وهي متفاجئة من غضبه وقالت
-اشلون عرفت
قال
اني البارحة سمعتچ تسولفين لجدتي
انج انتي وخالي
حاتم راح اتجوزون
يمة ونحنا وين نروح....ها؟
كان صوته محمل بالعبرات واردف قائلا
حطي ابالچ ترى اني ما أگبل
وهالأمر ابد ماراح ايصير
زين؟
وخرج وامه تناديه لكنه لم يلتفت لها
وكان قد جاء عبدالله ككل يوم
كي يتغدا ويرتاح قليلا ويرجع للكراج
لكنه حين سمع صوت حازم
خرج من غرفته
وقال مخاطبا امه التي كانت واقفة مذهولة تنظر للباب الذي خرج منه حازم وقد وضعت يدها على خدها
-هذا اشبيه؟
اطرقت منيفة براسها حزنا ثم قالت
-الظاهر هالزواج ما مكتوبلو يتم ابد
واني ماراح اصير لحاتم بيوم من ايام عمري
حازم مايگبل اتجوز
واني عندي انتم گبل روحي
وبس يجي حاتم راح أگلو هذا الحچي
انفعل عبدالله وقال بغضب
-خلي يولي عجي مايعرف طعم اثمو=فمه...
هسع اني اخذو معايا
واحجي معاه هناك بالگراج
ولاتگولين لخالي حاتم اي شي
وهالزواج راح ايتم غصبا
عن خشم كلمن مايرضى ولاتصيرين خوافة
طول عمري واني اخذ منج الشجاعة
قاطعته منيفة وقد تحولت في لحظة واحدة لطفلة يوبخها ابوها لأنها رفضت ان تذهب مع البنات وتشاركهن في العيد وقالت
-يمة يعبدالله اني مكدر افرح....
واحس واحد بيكم مو فرحان
رد عبدالله بصوت اهدأ وقال
-يمة يايمة اني والله الف نوبة سالت روحي
حاتم ليش مچلب بيچ وانتي ييمة غدرتي بيه
لاتگليلي شيخ أبو مجحم ومدري منو
يمة .انتي جنتي گبلها بيوم تنطين عهد لخالي حاتم وثاني يوم تمشين ورا أبو مجحم
وتوافگين على أبوية
يمة خالي حاتم مع هذا لاگاطعچ مثل اخوچ
ولا جر ايدو منچ
وهو المفروض والصحيح
لازم حاتم يگاطعچ للأبد
والي لازم ايضل معاچ هو اخوچ
عبن فكيتو رگبتو من الموت
ومع كل هذا الي صار
ضل حاتم معاچ يساندچ
وضل يدزلچ فلوس
وضل يدزلچ الغراض الي چنا نحتاجها
وماگطعچ
ولاتستهينين بخالي حاتم
ترى مو كل مرة الرجل يكدر يسامح
تعال يحاتم تا انتجوز...
ويطلع عجي يسولف كلمتين
وتگلبين عالرجل
وروح يحاتم بطلنا
وأذا حاتم عندو گلب چبير ويگدر يسامحچ يمة
ترى آني مو جاهل=صغير..
حتى اگول كلمة للرجل وانتي تغيريها بكيفچ
الرجل خطبچ مني واني انطيتو كلمة
اني ازوجج لحاتم لو اشما يصير
حت اذا أنتي بطلتي راح تاخذيه غصبا عنچ
وانتهى الموضوع،
شيعته منيفة بنظراتها بين الاعجاب والفرح والخوف
تذكرت أبوها....
كان عبدالله يتكلم وكأنه ابوها
شعرت بشعور غريب من الفرح والخوف
فرح انها اصبح عندها رجل
رجل حقيقي يحبها ويخاف عليها كأبوها
وخوف من أن يأخذ عبدالله
من زيدان ولو صفة واحدة،،
وخرج عبدالله فوجد اخوه جالس أمام باب البيت
بثياب المدرسة
وهو يمسك بعض العيدان الصغيرة ويكسرهن
قال له عبدالله
-گوم تعال معايا اليوم اني محتاجك بالشغل
قال حازم بغضب
- ما أجي
قال له عبدالله
-مو بكيفك لازم تجي
ولازم يعرفوك السواق
اذا اني تمرضت أو متت
حلال اهلك راح ايروح منكم
ومد عبدالله يده وامسك بيد اخيه
ووجره بقوة
فنهض حازم وذهب مع عبدالله
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم