رواية سيد احمد خالص التعازي في وفاة زوجتك الفصل الحادي عشر 11 بقلم اسماء حميدة


 رواية سيد احمد خالص التعازي في وفاة زوجتك الفصل الحادي عشر 

كانت كلمات سارة مثل الرعد فضرب قلبه ولم يشعر أحمد إلا أن رأسه امتلأ بالهدير مما جعله يفقد عقله لفترة وجيزة.
بعد لحظة فقط استعاد أفكاره وفتح فمه بهدوء قائلا إنه ليس إلا مجرد حساء تفضل بالدخول.
نظرت سارة إلى ظهره وهو يغادر وارتفعت زوايا فمها قليلا.
أحمد هل لا زلت خائف من موتي
ثارت في ذهنها فكرة الانتقام وفجأة فكرت في ردة فعله إذا علم بموتها يوما ما.
سيصبح سعيدا أم حزينا
كان هناك مكسرات الجنكة في الثلاجة التي كانت مخزنة بوقت سابق وأخرج المكونات حتى تذوب بعناية
عندما شاهدته سارة مشغولا ذهابا وإيابا كان قلب سارة يشعر بمرارة لا نهاية فربما هذه هي المرة الأخيرة التي يطبخ لها.
هذا جيد.
من الجيد الاحتفاظ بمثل هذه الذكري.
كانت سارة تحمص البطاطا الحلوة أمام المدفأة وكانت رائحة البطاطا الحلوة تفيض وتنتشر.
في الشتاء

الماضي في كل مرة كانت تجلس القرفصاء هنا لتحمص البطاطا الحلوة حينما تشم جدة أحمد رائحتها تهرع إلى هنا حيث كانت طيبة جدا معها وتعاملها وكأنها حفيدتها.
لسوء الحظ توفيت هي أيضا قبل عامين ولم يرغب جد أحمد في الحزن ليلا ونهارا فانتقل إلى الخارج.
كان القصر المريح باردا وهادئا والبطاطا الحلوة لا تزال حلوة ورائحتها عطرة فبدون مصاحبة الجدة لها لم تشعر أيضا بأي طاقة.
بعد تناول البطاطا الحلوة المخبوزة وشرب كوبا من الماء الدافئ خفف ذلك الألم في معدتها بعض الشيء.
عندما انبعثت الرائحة من المطبخ نهضت سارة وذهبت إلى هناك لتجد أن أحمد قد وضعت الحساء في علبة معزولة ثم غرفها في وعاء.
لقد مر وقت لم تعد فيه هي الوحيدة التي كان يعتبرها المفضلة في قلبه وقد أعماها طيبة الماضي عن الاعتراف بالحقيقة.
الحساء جاهز. لم يلاحظ أحمد إحباطها.
شكرا.
نظرت
إلى الأسفل إلى وعاء الحساء ذو الرائحة الزكية كالعادة كان رائحة لذيذة ولكن لم يكن لديها ولو نصف شهيتها.
لقد تأخر الوقت لنذهب إلى مكتب السجل المدني.
كان من الواضح أن حاجبي أحمد الوسيمين كانا غاضبين بعض الشيء ألا تريدين أن تشربي
لا أريد أن أشرب.
فيما مضي كانت شديدة العناد وكان يقنعها بصبر في كل مرة.
أما الآن فقد نظر إليها بعمق والحاسء الذي بين يديه سكب منه أكبر قدر ممكن في الحوض ومر بجانبها دون أن يعبر عن نفسه لنذهب.
ناول أحمد علبة الطعام المعزولة إلى محمود أرسلها إلى لؤلؤة البحر.
علم يا سيد أحمد.
أدركت سارة في هذه اللحظة أن علاقتهما كانت غير قابلة للإصلاح منذ فترة طويلة.
كان إصرار هذا العام مزحة.
سارت بخفة نحو السيارة ومرت بجانب شجرة الجنكة فهبت رياح باردة جعلت آخر الأوراق المستندة على الشجرة والتى ترفض الرحيل تتساقط.
مدت
سارة يدها لتلتقط الأوراق التي كانت ذابلة منذ فترة طويلة وقالت بهدوء ماذا يوجد بعد لتتمسك به
أسقطتها بشكل عرضي وداست عليها وسحقت الأوراق الهشة.
أغلق الباب حتى وإن كانت السيارة مزودة بمدفأة فكان كل واحدا منهما جالسا على جانب واحد كما لو كانت نهاية العالم والهواء البارد ينبعث منهما باستمرار.
الطريق إلى مكتب السجل المدني سلس جدا طوال الطريق لا يوجد ازدحام مروري كل الطرقات خضراء الإشارة وكأن الله يسهل الطريق لطلاقهما..
عند التقاطع التالي انعطفت السيارة إلى الوجهة رن هاتف أحمد حيث سمع صوت صفاء القلق قائلة يا أحمد إن فارس يعاني من حمى شديدة لا تنخفض فلم ارد أن أزعجك ولكن الآن فقط وصلت درجة الحرارة إلى تسع وثلاثين أنا خائفة جدا تعال بسرعة .......
سآتي على الفور.
أغلق أحمد المكالمة ثم قابل عيني سارة الحمراء المليئة بالغضب فقالت
جملة واحدة ما اسم هذا الطفل

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1