رواية سيد احمد خالص التعازي في وفاة زوجتك الفصل الثاني عشر
كانت السيارة هادئة جدا وكان صوت صفاء مرتفعا جدا لأنها كانت في عجلة من أمرها فسمعت سارة بوضوح كلمة فارس.
تذكرت اليوم الذي حصلت فيه على تقرير اختبار الحمل واندفعت إلى ذراعي أحمد بأمل يا أحمد ستصبح أبا! سنرزق بطفل! لقد فكرت في اسم الطفل إذا كانت أنثى فسوف يطلق عليها اسم جميلة أما الصبي فسوف يطلق عليه اسم فارس ما رأيك
كم تمنت لو أنها سمعت خطأ لكن أحمد لم يتجنب نظراتها وأجاب ببساطة اسمه فارس.
أيها الوغد!
رفعت سارة يدها لتصفعه وهذه المرة لم يتفادى الأمر وتركها تصفعه مباشرة.
كيف تجرؤ على أن تسمي طفلها بإسم طفلنا
كان الطفل هو
خط الدفاع الأخير لسارة حيث انهرمت دموعها مثل الخرز وانقضت عليه كالمجنونة قائلة أيها الشيطان لماذا قبض الله حياة الطفل لماذا تمت أنت
فقدت سارة عقلها وانهالت على جسد أحمد بالضرب مرارا وتكرارا إنه لا يستحق هذا الاسم!
أمسك أحمد بيديها وأمر خالد اذهب إلى مسكن لؤلؤة البحر.
أصبحت سارة أكثر انفعالا لقد اقتربنا من مكتب السجل المدني إذا كنت تريد المغادرة عليك أن تنهي أجراءات الطلاق أولا.
إن فارس يعاني من حمى مرتفعة لا تنخفض يجب أن أذهب إليه على الفور
قالت سارة بغضب لا يزال والدي راقدا فاقدا للوعي في المستشفى لقد أجبرتني الممرضات اللاتي يجمعن الديون على
عدم التجرؤ حتى على الذهاب إلى المستشفى! حياة طفلك مهمة أما حياة أبي فلا.
عند ذكر رشيد غمرت البرودة وجه أحمد قائلا هل يستحق رشيد بأن يقارن بفارس
كانت سارة غاضبة جدا لدرجة أنها كانت تنوي الانقضاض عليه وصفعه بقوة مرة أخرى ولكن شدت يديها بقوة وصرخ أطلق أحمد قائلا ألم تكتف بعد
شاهدت سارة السيارة تستدير فمن الواضح أنها ستصل إلى مكتب السجل المدني بعد هذا المنعطف .
كان قويا للغاية بينما كانت هي أضعف من أن تتحرر فلم يسعها إلا الصراخ بغضب قائلة هل تحب صفاء إلى هذا الحد
كان أحمد مشوشا بعض الشيء ففي اللحظة التي عانق فيها سارة أدرك أن هذه الفتاة لم تصبح فقط أنحف
بل مقارنة بما كانت عليه قبل عام مضى كانت ببساطة شخصا مختلفا حتى وهى ترتدي ملابسها كان يشعر بعدم الإرتياح.
الزهرة الرقيقة التي قد حملها بين يديه تذبل يوما بعد يوم هل هذا حقا ما يريده
بمجرد أن بدأ في التساؤل خطرت في ذهنه تلك الجثة البائسة سارة قليلا.
عندما رفع رأسه مرة أخرى اختفى الحزن الذي كان في عينيه ولم يتبق سوى برودة لا نهاية لها.
يا سارة إذا قمت بإثارة ضجة مرة أخرى هل ستصدقين إن جعلت شخصا ما يسحب أنبوب الأكسجين الخاص برشيد على الفور
أمسكت يدا سارة بملابسه بإحكام وأغرقت دموعها قميصه.
حيث قد قال بوضوح أنه لن يسمح لها بذرف الدموع ولكن الآن كان هو
السبب انهمار كل دموعها.