رواية لعنة الضريح الفصل الثانى عشر 12 بقلم منى حارس

كتاب العزيف أو أسماء الموتى أو أحياء الموتى  ، ويتحدث الكاتب عن الكيانات التي كانت تعيش على الأرض منذ ملاين السنين , قام بترجمته للعربية الشاعر اليمني الحظرد ،  وكان الرجل على اتصالٍ بها، ولقد سمَّى الكتاب العزيف، وهي أصوات الحشرات في الجاهلية، وكانوا يعتقدون أنها أصوات الجِن، ويتحدث الكتاب عن العشرين شيطانًا الذين اتخذوا هيئة البشر ،  وتزوجوا وعاشوا في الأرض واختفوا بينهم  , وبعدها اختفى الكتاب من الأرض ولا أحد يعرف له طريق ، ويقال بأن غلافه الأصلي  مصنوع من جلد الموتى .

انهى معاون المباحث كلامه وهو يخبر رأيسه بآخر ما توصل له ، وآخر تحرياته فصرخ برعبٍ: 

كفاية يا محمود مش عايز اعرف حاجة تانية عن الكتاب .

هنتصرف ازاي دلوقتي  يا مراد بيك مع المعلومات الجديدة , حاولنا نحرق الكتاب والغريب إن الكتاب متأثرش بالنار، وحاولنا نغطّسه في بعض الأحماض القوية بردو متأثرش وكل اللي حاول التخلص من الكتاب مااااااااااااااات في ظروف غريبة ودا خلى الكل خايف من انه يلمس الكتاب او يقربله .

 الكتاب لازم يتحط في إيد أمينة ، ومن كلامك عن الكتاب أعتقد ان سحرة كتير بيتمنوا يشوفوا الكتاب بس ويلمسوه ويتاكدوا انه موجود واصحاب النفوس المريضة كتيرفي العالم .

 أنا جاتلي فكرة يا فندم..وبعدها شرح خطتة إلى رئيسة في العمل  ثم أكمل قائلًا: 

وبكدة هنقدر نحمي الناس من شر الكتاب دا إلى الأبد...

 إتوكل على الله واعمل اللي انت شايفه هيخدم القضية ، وأهم حاجة بلاش الصحافة تاخد خبر، إحنا مش ناقصين وجع دماغ وإثارة للفتن في البلد اكتر من اللي احنا فيه . 

&&&&

منذ ثلاثة عشر عامًا ، وفي أحد المنازل البعيدة عن العمران وبأحد المناطق الراقية ، يتحدث رجلان بصوتٍ عالٍ، ويقول أحدهما بغضب كبير :

 يا شوكت اللي بتقوله دا مستحيل، أنا استحالة اعمل كدة , فيرد الآخر وعيناه تلمعان ويتغير لونهما للون البنفسجي قائلًا: 

معنى كلامك انك بترفض تنفيذ الأوامر يا  دكتور شهاب ، إنت عارف دول ممكن يعملوا فيك إيه انت وبنتك حبيبة.

فيردّ شهاب برعب:

صعب يا شوكت صعب اللي بتطلبه منِّي صدقني مستحيل أقدر اعمله ببساطة وارجوك خرج حبيبة من حساباتكم دى ملهاش ذنب في حاجة ابدا . 

فيقاطعه شوكت وهو يصرخ قائلًا:

لا مش هتخرج يا شهاب ،  إنت كنت مطيع يا دكتور السنين اللي فاتت، بلاش تختمها كدة معاهم أحسن انت عارف ممكن يحصلك إيه كويس ، وبعدها ابتسم شوكت ابتسامة فهمها جيدًا الرجل الآخر.

فصرخ برعبٍ قائلًا: 

الاول كنت بتطلب  منى حاجات عادية، وبكل سهولة أقدر اجبهالك مفيش مشكلة اني أجيبلك جنين ميِّت، كل يوم ستات بتسقط وبنعمل عمليات إجهاض، دم سقط دم قذر كنت بقدر اجبلك كل دا من غير محس بذنب لكن عايزني اجبلك جنين حي ازاي دى هعملها .. 

وكرر كلامه بحدة يعني اموّت روح ، مش هقدر ، أرجوكم إرحموني وسيبوني اربي بنتي، أنا عارف اني استاهل أكتر من كدة بسبب اللي عملته بس كفاية اللي حصلي. 

و ابتسم شوكت:

 أنا مقلتلكش تموِّت الجنين يا شهاب هما طالبين الجنين حي ويكون عمره خمس شهور.

شهاب: 

إنت مجنون صح مجنون وهجيبة ازاي دا ؟

ماقولتلك شوف أي واحدة حامل في توأم، إنت هتغلَب يعني ما عيادتك مليانة ستات حوامل، وخد بالك الجنين طالبين نوعه أنثى لأنها هتكون النسل الجديد ، وضغط شوكت على حروف كلمته الأخيرة.

فردَّ شهاب بحسرة: 

ومنين اجيب لسياتك واحدة حامل في توأم وكمان يكون نوع الجنين أنثى.

ردَّ شوكت بعدم اهتمام قائلًا: 

مش مشكلتي، دي مشكلتك انت، اتصرف وخد بالك البنت تكون عايشة وانت اللي... 

ولَّا بلاش خليها في وقتها أحسن يا شهاب كل شيء بأوانة.

                     &&&

"دكتور شهاب محمد أحمد ، استشارى أمراض النساء والولادة والعقم والحقن المجهري ، مدير مستشفى.." 

قالت هناء لزوجها باهتمام : 

إيه رأيك يا فهمي دا بيقولوا عليه دكتور شاطر اووى ، وحنان صاحبتي  بقيت حامل وهي بتابع معاه  يمكن ربنا يكرمنا مين عارف .

وهنا ردَّ فهمي بضيق: 

خلاص يا هناء تعالي نروح ونشوف هيقول إيه، وقولتلك ألف مرة ان الموضوع دا كله بإيد ربنا انا خلاص مش عاوز عيال بس مش هزعلك .

معلش يا فهمي انا نفسي اكون ام  وكمان اشوف موضوع المغص اللي بيجيلي دا من شهور وتعبني 

 وبعدها ذهب فهمي وزوجته لعيادة دكتور شهاب ، الذي أخبرهما بأن هناء حامل في تؤام فتاتين ، وبعد مرور أسبوعين من المتابعة عند الطبيب، وأخذ الأدوية كما اخبرهم الطبيب ، حدث النزيف وكان لابد من التخلص من إحدى الطفلتين حتى تعيش الاخرى والام فرحم الام كان مشوه ولا يتسع لحمل جنينان بداخله ، وقررت هناء التخلص من طفلتها الصغيرة التى اطلقت عليها اسم  ايشتور  من قبل أن تولد وتأتي للحياة ،  وترك أينور لأن زوجها لم يكن معجبًا باسم الأولى . 

ويوم العملية لم يسأل فهمي عن الجنين الميت وبنته الصغيرة  ايشتور بعد عمليه الإجهاض؛ فكان خائفًا على زوجته والجنين الآخر، ولم يطالب بدفن الجنين،بالرغم بأنه اكمل الشهر الخامس أي إنه طفل مكتمل ولابد من دفنه ،  ولكنه لم يسأل أين دفنوا الفتاة أيضًا، ولم يخبره أحد بمصير ذلك الجنين.. لا الطبيب ولا الممرضات يومها ، ونسى فهمي كل شيء، ولم يعرف مصير ابنته الأخرى أين دُفِنَت أو ماذا حدث لها.. ونسى كل شيء حدث تلك الليلة ولم يعد يتذكر شيئًا حتى بعدها وماذا فعل يومها ولكنه يتذكر كل الاحداث التي حدثت قبلها جيدا . 

وفي حجرة العمليات، استخرج الطبيب الجنين وقام بزراعته ووضعه في رحمٍ  آخر، وتلك كانت أوامر شوكت السلحدار وأوامر الآخرين ، وبعد إتمام العملية، صرخ الطبيب شهاب في وجه ضيفه المقيت قائلًا: 

إرتحت دلوقتي يا شوكت، أنا عملت كل اللي أمرتوني بيه، ممكن بقى ترحمني وقولهم يبعدوا عنِّي وخلونى اربي بنتي حبيبة  ... أنا مش هعرف انام من اللي عملته.. ودي كانت آخر جملة قالها  شهاب، لانه مات في ظروف غامضة وبطريقة وحشية ، وقاموا بأنتزاع كل أحشائه الداخليه  وتركوه جسد مجوف فارغ من كل شيء داخلسي  ووجدت جثته بعد ذلك بجوار أحد صناديق القمامة في احد احياء القاهرة .