رواية لعنة الضريح الفصل الثالث عشر 13 بقلم منى حارس

           

رواية لعنة الضريح الفصل الثالث عشر  بقلم منى حارس


- إيه آخر الأخبار يا محمود؟
فردَّ  قائلًا: 
سلمنا الكتاب للجهات المختصة خفنا يقع في إيد حد يستخدمه غلط ويئذي الاخرين  لان من الواضح الكتاب خطير .
وفهمي وعيلته إيه أخبار الحراسة والتحريات عنهم ، فردَّ قائلًا:
 بعد التحريات قدرنا نوصل للمشتبه الأول  في القضية ، وهو أحد قرايب فهمي وابن عم مراته اسمه عدلي سليمان السيد السمسار .
ودا إيه علاقته بالقضية؟
دا اللي بنحاول نعرفه يا مراد بيك كل حاجة هتبان الايام الجاية ان شاء الله حاسس اننا قربنا نخلص .

          &&&&

 اتى " عدلي السمسار " لزيارة  زوج ابنة عمه والاطمئنان عليه بعد خروجة من المستشفى ،  واستقبلته هناء بالترحيب قائلة: 
أهلًا يا عدلي يا ابن عمي لسه فاكر تزرنا دلوقتي .
فردَّ هو بفتور:
 مشاغل يا هناء، معلش يا بنت عمي اومال فين  البنت أينور وحشاني أووي متتخيليش اد إيه؟ خرجت الطفلة من غرفتها صارخة بفرحة شديدة عند رؤيتها لعدلي: 
عمي عدلي وحشتني أوي. وتلقي بنفسها في حضن عدلي بشغف  واشتياق كبير ،  وتنظر لها الأم باستغراب وتقول لنفسها:
 "دانتي مفرحتيش بباكي لما خرج من المستشفى زي فرحك بعدلي يا أينور يا ترى إيه الحكاية والسر وراكي يا بنتي ؟"
 وتعلي صوتها وتقول بغيظ:
 هقوم اجبلك حاجة تشربها يا ابن عمي واسيبك مع بنتك أينور.
 وضغطت على حروف كلماتها. ردَّ عدلي: 
ماشي ونادي على أينور وهو يقول تعالي يا إيشت...
ونظرت له  بعتاب تقطع كلامه:
 عدلي انت نسيت ولا إيه؟

فردَّ عدلي بارتباك: 
صح  يا أينور كبرت وخرفت  .. وفي تلك اللحظة خرج فهمي من غرفته ليرحب بعدلي، وقام الأخير من على مقعده بتكاسل  ليرحّب به:
سلامتك يا فهمي
 الله يسلمك يا عدلي يا اخويا والله ليك واحشة فينك يا رجل من زمن ؟
فيبتسم عدلي قائلًا:
 موجود في الدنيا الواسعة، وأخبارك ايه يا فهمي دلوقتي، بقيت أحسن؟

فيرد فهمي بجدية: 
أيوة الحمد لله، أحسن من الأول بكتير، قولّي يا عدلي انت كنت تعرف نادر منين؟
فردَّ عدلي بارتباك: 
نادر نادر مين يافهمي مش اخد بالي ؟
فهمي بتعجب : 
نادر صاحب الشقة اللي احنا فيها دي..
عدلي بتوتر: 
أه، نادر واحد معرفة قصدني اشوفله بيعة في الشقة علشان كان هيهاجر .
فردَّ فهمي بلهفة:
 ومين صاحبك المعرفة دا ويعرف نادر منين ؟
ردَّ عدلي بتوتر:
 إنت بتحقق معايا يا فهمي ولا إيه؟ 
لا طبعا أنا عايز اعرف بس يا رجل للمعرفة يا راجل مش أكتر.
ويصرخ عدلي منفعلًا: 
وتعرف ليه، إنت مش أخدت الشقة وخلاص ،بلاش ندوّر في الماضي أحسن ونفتح دفاتر قديمة وباهته وملهاش بلازمة .
 وهنا لاحظ فهمي تغيُّر لون عين عدلي للون البنفسجي، فسكت الأخير ولم ينطق بكلمة واحدة، وتأكد من ظنونة ؛ أن عدلي يعرف الكثير ويخفي الكثير  وممكن يكون هو سبب كل حاجة، ولكنه سيصمت الآن ولن يتكلم بعد مشاهدة عيني الرجل وتغيرها لتنير المكان فماذا سيقول يا ترى ..

    &&&

أخذت هناء أجازة من العمل حتى تهتم بزوجها في مرضه ، واستغلت ذهاب الأولاد للمدارس ونوم زوجها وقررت تنظيف الشقة، ودخلت الأم إلى غرفه أينور، وكانت المرة الأولى التي تدخل فيها الغرفة  بعد انتقالهم للشقة الجديدة لتنظفها ؛ فلقد كانت ابنتها ترفض دخول أحد غرفتها أو تنظيفها وتصمم تنظيفها بمفردها، وترفض أن يلمس أحدٌ أشياءها أو يدخل ، فتحت النافذة وشاهدت المقابر الكثيرة بشكلها الكئيب، وقالت لنفسها:
 "عندك حق يا بنتي يجيلك حالة نفسية  وإكتآب وتتغيري لما تشوفي المنظر دا كل يوم الصبح وبالليل"، وبعدها  رددت بحيرة  قائلة: 
المقابر دي مش زي أي مقابر انا شوفتها  في حياتي أبدًا ليه مش فاهمه  ، دي فيها حاجة غريبة ومرعبة ومش عارفة هي إيه بالظبط، بس الأكيد انها فيها حاجة غلط ومش طبيعية ابدا . 
رفعت  الغطاء من فوق السرير ،  والفرش  (الملاية)، فسقطت صورة غريبة على الأرض كانت تحت الوسادة ، وشعرت بانخفاض درجة حرارة الغرفة مرة واحدة وانتشار رائحة كريهه جدا ورفعت الصورة بتعجب وأخذت تنظر لها  ؛ كانت صورة مرعبة  تبدوا لكائن  بشع الخلقة له اذرع كثيرة جدا تخرج من بطنه ويديه  وعيونه مشقوقة طوليا  بلون أحمر دموي , كانت الصورة غريبة و مرعبه وتثير الرعب والتوتر في النفس كتب اسفلها  "ليليث"، هتفت بتوتر :
 أعوذ بالله من الشيطان الرجيم , صورة إيه دي  ألقت الصورة على المكتب وهنا لاحظت وجود بقعة سوداء كبيرة على الحائط جوار مكتب ابنتها ، لفتت نظرها كثيرا  واقتربت من الجدار بتوتر ، ولاحظت بأنها تشبه رسمة العين، ولهنا مستها بفضولٍ شديد وهي لا تفهم شيء  .. 
وهنا انزاح الجدار  وتحرك ببطىء وظهر نفقٌ مظلم كئيب من خلفه  كان النفق غارقا في الظلام وهنا هبت رائحة كريهة لتملاء المكان مع انخفاض درجة الحرارة وشعرت هناء بالبرودة الشديدة في اوصالها وانتصبت شعيرات يديها القصيرة وارتجفت شفتيها مره واحدة ...و...
لا تدرى ما تلك المسات التي شعرت بها تمر على قدميها , وكأن أحدهم مرر ريشة مرة واحدة على قدميها العاريتين ...

                         &&&&

 دخل محمود الغرفة وهو يبتسم  :
 زى ما قولت لحضرتك يا مراد بيك كل تحريتنا عن عدلي سليمان بتأكد إن  الرجل  عضو في جمعيه عودة العشرين شيطان اللي اسسها شوكت وكان عارف الرجل وعلى علاقة بيه كبيرة قبل مايموت

اتاكدت يا محمود، من معلوماتك  الكلام دا في غاية الأهمية .
 التحريات أثبتت إن عدلي سليمان كان على علاقة قوية بشوكت السلحدار من سنين، وشوهد أمام المقبرة الملعونة , أكتر من مرة، و كل مرة كانت بتحصل جريمة قتل واحتمال يكون هو السبب في تغير لونه واخر مرة شوهد  وهو بيسوق اتوبيس وبيدهنه بنفس لون المقبرة ، والغريب إن الشهود بتقول إن  الأتوبيس كان مرسوم عليه صورة لنفس المقابر اللي جرايم القتل بتحصل فيها ودا كان شيء غريب .. 
ايه الكلام الغريب دا وإنت مستنى إيه متطلب قرار بالقبض عليه؟
كل تحريتنا مجرد اشتباهات ، مفيش دليل قوي يخلي النيابة تدينا الإذن بالقبض على الرجل ,  محتاجين دليل قوى .
والأتوبيس راح فين ,  أكيد هتلاقوا دليل وبصمات, دليل يخلي النيابة تقتنع وتدينا أمر القبض عليه . 
للأسف يا فندم، أتوبيس الموت.. وهنا قاطعه قائده قائلًا: 
أتوبيس إيه ياسيادة ؟َ
إحنا سميناه  اتوبيس الموت  لأن كل مابيظهر لازم تحصل جريمة قتل  وجثث واعضاء بشرية مسروقة ، و التحريات أثبتت انه بيظهر جنب المقابر وبيختفي بردوا في المقابر ودا شيء مش طبيعي بالمرة  .. والتحريات مازالت مستمرة.
                                    &&&

 أخذت تركض بسعادة وهي ترتدي ثوبها الأبيض الطويل  وكأنها تطير كالفراشة رددت بصوت عالي: 
بابا يا بابا وحشتني أوي يا حبيبي , اتأخرت عليا ليه ؟
رد بلهفة قائلًا: 
أينور حبيبتي، إنتي فين يا بنتي وسيباني ليه لوحدي، تعالي انا محتاجلك معايا أوي يا بنتي. 
وهنا تبتسم الطفلة وهي تركض من امامه  مسرعة: 
انا هنا يا بابا جنبك متخفش  وعمري ماهسيبك أبدًا. 
فقال فهمي بلهفة: 
هترجعلنا إمتى يا أينور انتى وحشتيني ؟
فترد بسعادة:
 أنا معاكم  وبشوفكم كل يوم وبطمّن عليكم.
 ويتساءل قائلًا: 
ومين اللي عايشة معانا دي  قوليلي يا بنتي وريّحى قلبي.. وهنا يتغير وجه الطفلة وتشعر بألم فترد بصوت متألم قائلة: 
- بابا إنقذ ماما بسرعة، مفيش وقت أرجوك مش لازم تعرف حاجة . 
فيصرخ الأب بلوعة:
 مالك يا أينور مالك يا حبيبتي؟
فترد أينور بسرعة: 
مفيش وقت اتحرك بسرعة، خد دا هيساعدك... ومدت يديها بمفتاحٍ أسود اللون  غريب الشكل والملمس .
مدَّ فهمي يده وتناول المفتاح وهو يتساءل مندهشا: 
مفتاح إيه دا , مفتاح إيه دا يا أينورررررررررررر ، وفي تلك اللحظة  استيقظ فهمي مفزوعًا على صرخة هناء العالية وهي تنادي عليه ، وفتح عينيه غير مصدق ما حدث , وشعر بشيء يتحرك بين يديه , فنظر بذعر ووجد نفس المفتاح  الاسود الغريب الذي أعطته له ابنته في الحُلم ,  نظر برعبٍ متعجبُا لا يفهم شيء ولا ما يحدث معه بالضبط ولماذا ، ولكن صرخات زوجته الملتاعة العالية , جعلته يسرع مغادرا الغرفه ليرى ماذا حدث لها ؟
.
.
.
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1