رواية منيفة الفصل الثالث عشر 13 بقلم فاطمه النعيمي

 

رواية منيفة الفصل الثالث عشر بقلم فاطمه النعيمي



أَنَا حَارِسَةُ الْأَسْرَارِ، 
أَسْرِقُ مِنْ صُنْدُوقِ النِّسْيَانِ 
وَمَضَاتٍ مِنْ حَيَاةٍ مَطْمُوسَةٍ، 
لِأَمْنَحَهَا نَبْضًا يَعِيشُ فِي أَفْكَارِ النَّاسِ. 

أَنَا حَارِسَةُ الْأَسْرَارِ، 
أَفْتَحُ لِلنَّاسِ نَافِذَةً عَلَى عَوَالِمَ انْدَثَرَتْ، 
وَأُحَوِّلُ الْأَرْقَامَ فِي سِجِلِّ الْوَفَيَاتِ إِلَى... 
أَسْمَاءٍ، 
وَأَلْوَانٍ، 
وَرَوَائِحَ، 
وَحَيَوَاتٍ كَثِيرَةٍ. 

أَنَا حَارِسَةُ الْأَسْرَارِ... 
أُخْرِجُ مِنْ صُنْدُوقٍ أَكَلَهُ النَّمْلُ 
ثَوْبًا أَحْمَرَ، مَازَالَ يَتَذَكَّرُ دِفْءَ الْجَسَدِ 
الَّذِي كَانَ يَرْتَدِيهِ. 

أَنَا حَارِسَةُ الْأَسْرَارِ، 
أَمُدُّ يَدِي مِنْ خَلْفِ الْأَيَّامِ 
لِأُطْعِمَ طِفْلًا يَتِيمًا، 
وَأَمْسَحَ دَمْعَةً نَزَلَتْ ذَاتَ يَوْمٍ
عَلَى خَدِّ أَرْمَلَةٍ صَغِيرَةٍ، 
قَرَّرَ الْمُجْتَمَعُ أَنْ تُدْفَنَ فِي كَفَنِ زَوْجِهَا
قَبْلَ أَنْ يُغَطُّوهُ بِالتُّرَابِ. 

________________

فاجعة حاتم

حين رجع حازم وعبدالله للبيت مساء ذلك اليوم

ودخل حازم ورأى حاتم جالسا في غرفة
الضيوف
 لم يسلم عليه
بل مر من أمامه مسرعا ودخل للبيت
رغم ترحيب حاتم له وهو يقول

-هلا بابوي حازم

لكن حازم لم يلتفت له وضرب حاتم كف بكف
ودخل عبدالله
وسلم على حاتم

سأله حاتم بقلق

-اش سويت مع حازم؟
 اشو فات وماسلم عليا وچان گبل يتلكاني لمن اجي 

قال له عبدالله مطمأنا

-لاتشيل هم انتهى الموضوع
 بس هو لي هسع مو متعود عالسالفة
 باچر ايتعود
وانت كمل شغلك وزف والله يباركلك 

ضحك حاتم واخذ عبدالله بحضنه 
لشدة فرحته

اما حازم حين دخل للصالة
بحث عن أمه 
وجدها في المطبخ وقف عند باب المطبخ الداخلي
وسلم حازم عليها وقال 

-مرحبا يمة.....
يمة عبدالله يكول لازم اباركلچ
بس اني لساني ما يطاوعني.....
آني اخاف تعوفينا،،
تركت مافي يدها وجائت اليه
واحتضنته وقالت بحنان كبير

-اشلون اعوفكم يأمي
اني بايام المرار ماعفتكم
دا اعوفكم هسع لمن الله اكرمني 
لايعمري انتم تضلون بحياتي
گبل منيفة وكبل حاتم وگبل الدنيا كلها
فأحتضنها وقبلها وقال لها 

-يعني يمة انتي تريدين حاتم صحيح

قالت له بصدق

-اذا انت تگبل اني اريدو
اي والله 
وكل عمري واني اريدو 
عبنو رفيج عمري كلو
بس والله اذا انت ماگبلت فلا أگبل

قال لها كأن شيئا يجبره

-آني موافگ مبارك يمة

وتركها وصعد للسطح مسرعا وجلس
هناك في زاوية من زوايا السطح يبكي

لم يستطع ابدا تقبل الموضع رغم اقتناعه بكلام 
عبدالله
فتلك الذكريات
 قد غيرت في طبعه الكثير من الاخلاق الجميلة 
التي كانت منيفة حريصة ان تزرعها في
ابنائها

تركته منيفة ولم تلحق به
 فهي تعرف جيدا انه صعد للسطح ليبكي 
وتعرف ايضا
انه يخجل ان يبكي امام احد منذ اربع سنوات
منذ ذلك الحادث الذي حوله بيوم واحد لرجل رغم صغر سنه
ذلك الموقف الصعب الذي تعرض له
 يوم اغتصاب امه من ابيه في بستان الباميا

وقفت منيفة عند باب المطبخ الداخلي 
وهي تنظر له وهو يصعد الدرج مسرعا
وقالت لنفسها

-صحيح آني اريد حاتم وكل عمري اريدو
لكن يشهد الله
 اني متجوزتو لخاطرك انت يحازم
انت شرس وحاتم طبعو هادي واخلاقو حلوة
ورايد بلچي يعلمك ويسويك رجل مثلو
عبني اعرف عبدالله ماراح يكدر يعلمك تصير رجل
صحيح عبدالله خوش ولد
بس عبدالله چثير مسكين
 وآني چثير احب شراستك يحازم
بس هالشراسة لازم تتهذب
 ومحد يكدر يهذبها غير حاتم

رجعت للمطبخ وخفضت النار تحت القدر
وذهبت الى غرفة الاستقبال
وهي تبتسم لعبدالله وحاتم
سألها حاتم بنظراته وهو يهز راسه بمعنى 
ماذا حصل 
ابتسمت وجلست
 فنهض عبدالله واستأذن
 وذهب ليغتسل ويبدل ثيابة ويتوضأ ليصلي المغرب
وهو يستعيد في ذهنه مقتطفات من كلام حازم
ويحاول ان يتذكر تلك الايام المريرة

سالها حاتم بلهفة

-بشري اش صار

حكت له ماحصل وقالت ايضا

-گلي امبارك ورگا للسطح حتى يبچي بوحدو

اجابها حاتم قائلا

-ميخالف هو بس مو متعود باچر ايتعود

ردت منيفة وقالت برجاء

-حاتم اريد حازم منك اريدك اداريه وتعلمو
انت اتعرف لمن يصير الولد بهل عمر 
أمو مابعد تفيدو
اريدك تكسب حازم وتربيه صح
ترى حازم چثير يحبني ومايريد ايزعلني
وانت تكدر تستفيد من هالسالفة وتعلمو

اجابها برفق وقال

-لا اديرين بال يعيون ابوية
انت وجهالچ بعيوني وفوگ راسي
وحازم لو يضربني فلا ازعل منو
وهسع تشوفين اشلون راح نصير اني وياه ربع
هذا جدو سيد احمد لازم بيه خصلة من جدو
وهالخصلة تكفي انو ايصير خوش زلمة

سكتت منيفة وقالت في سرها

-يخوفي لا ياخذ من ابوه شي

قال لها حاتم

- هسع اشراح نسوي؟

قالت بهدوء بشوبه المثير من الخجل

-نكمل شغلنا ونتجوز

وجلس الاثنان يتفقان على التفاصيل الصغيرة
ماذا ستشتري لنفسها وماذا سيشتري حاتم لنفسه
وكيف سيفرشون الغرفة البعيدة 
وكيف سيقيمون وليمة العرس
وكل هذه التفاصيل حتى حان موعد العشاء

في اليوم الثاني صباحا

ذهبت منيفة الى أم عدنان
وطلبت منها ان تساعدها في ترتيب غرفتها 
لان حاتم يريد ان يكون الزفاف يوم الأثنين
ولم يبقى لهم الا يومين
...
فقالت ام عدنان 
- تعالي ننزل للسوك وبساعتين
اجهزلچ غرفتچ كلها
وانتي مايعوزچ چثير هدومچ كلهن جدد
و فراشچ كلو جديد
وبرداتچ كلهن زينات 
بس مع هذا آني اشوف نخلي العرس يصير يوم
الخميس الجاي احسن
حت نخلص كلشي

ردت منيفة وقالت

-خلي نشوف راي حاتم اذا ما گبل
نزف الثنين هو عرسنا مابيه هوسة 
هو بس احنا وانتم وبيت لميعة

وانطلق الجميع يعملون سوية
حاتم وعبدالله ذهبوا للسوق 
واشترى حاتم خزانة ملابس كبيرة
 وسرير من حديد باعمدة
وبعض الفراش الملون بألوان مبهجة

ومنيفة وأم عدنان اشترو تجهيزات العروس 
ولوازم الوليمة حيث اصرت أم عدنان ان تعمل بعض
المعجنات المعروفة بذلك الزمن

عند المغرب حين رجع عدنان من ربيعة
ذهب الى بيت منيفة
واخبر حاتم سرا انه كلم أبو مهند 
وهو ينتظرهم في بيته

ونهض حاتم وعدنان ليذهبا الى مزرعة
التاجر محمد
وحين سالتهم منيفة

-ها خير وين رايحين؟

قال عدنان 
-اريد افتل حاتم بالموصل بالليل 

وخرجا مسرعين
 ومرا على بيت أم عدنان واخذ منها المال
 وانطلقا الى مزرعة محمد

بعدنصف ساعة
كان حاتم وعدنان يجلسون في صالة بيت محمد زوج لميعة أبو مهند

قال ابو مهند لحاتم

-عدنان گلي انك تريد تشتري
 الياقوتات الثلاثة
وتقدمهن مهر لمنيفة 
واني ماعندي مانع انطيك هنا
بنفس السعر الي اشتريتهن منها
رغم انهن هسة اغلى
بس انتو معرفتكم ربح
اكثر من مربح الياقوت
والصحيح آني لو اعرف منيفة 
شاطرة ومرزوقة هشكل 
جان انطيتها الفلوس وشاركتها
من البداية بلا ما اشتري منها الياقوت
والف مبارك عليكم الياقوت والعرس
والله منيفة تستاهل 
واني يشهد الله من أول ماشفتها
اعتبرتها اختي 
وراح تضل أختي لآخر عمري

رد عليه حاتم قائلا

-الله يبارك بعمرك
 وصحيح الأصيل ايضل أصيل
وصحيح اني مديون لكم بشي اكبر من الفلوس
انتم حفظتم منيفة
 وعاونتوها وساندتوها 
لمن چانت وحدها 
وهذا فضل على راسي
ما انساه لكم طول ما انا حي ارزگ
ومن بعدي ضناي اذا الله انطاني ضنا

وذهب محمد وجاء بالكيس الاحمر 
وسلمه لحاتم ودفع حاتم له الستة الاف دينار
ورجع مع عدنان الى بيته وسلمه حاتم الياقوتات لعدنان
وأوصاه ان يحتفظ بهذه الأمانة مع باقي المال
واتفق مع عدنان 
ان لايخبر احد مطلقا 
حتى يتم عقد القران
ويقدم الياقوتات الثلاثة مهرا لمنيفة
دخل عدنان للبيت واخفى الياقوتات وباقي المال
ورجع الى حاتم
وذهبا سوية الى بيت منيفة
لأن ام عدنان وأمينة هناك

وانقضت تلك السهرة بين حاتم وعدنان
وعبدالله
بالحديث عن تجهيزات العرس
بينما كانت ام عدنان وأمينة
يساعدن منيفة بترتيب غرفة العرس
حتى حان وقت النوم
وذهبت أم عدنان وأمينة وعدنان الى بيتهم
وذهبت منيفة الى حازم
في غرفته

وجدته جالس في فراشه يدرس 
جلست عنده قليلا لكنه لم يكن يبتسم لها ككل يوم
ولم ينظر اليها 

وتركته وخرجت حين وصلت عند الباب 
نهض حازم وذهب اليها واحتضنها وقال لها

-يمة اني چثير احبچ
واذا شفتچ بيوم تبجين بسبب حاتم
تراني راح اذبحو مو بس هو
اي واحد ينزلچ دمعة راح اذبحو

احتضنته وشمته وقبلته وقالت 

-حرمة عدها ولد مثلك ماتبچي ابد
مايخلي شي ايبچيها يابعد روحي انت
تدري يحازم 
يگولون الحرمة اذا رجلها يعذبها ويضربها
تصير تكره ويلادو 
بس اني احبكم اكثر من روحي 
واي شي ايضوجكم ما اسويه لو روحي بيه 

ورجع حازم الى مكانه يكمل درسه وهو يبتسم ورجع لطبيعته
حين التفتت منيفة وجدت حسنة تنظر لها 
وهي تعض على شفتيها
كعادتها من شدة غيرتها من حازم حين كان يحتضن أمه
فذهبت اليها واخذتها لفراشها
واخذت فراش حازم وفرشته في غرفة عبدالله وحازم
ورجعت الى حسنة واحتضنتها ونامت

.......
في صباح اليوم التالي وكان يوم جمعة اضطر حاتم للرجوع للقرية
لعله يستطيع ان يأخذ ام ذنون معه للموصل كي 
تحضر زفاف منيفة غدا أو بعد غد

لكن............

حين اقتربت السيارة من القرية
شاهد حاتم من بعيد بيت شعر منصوب
 أمام بيت ذنون
وهناك الكثير من الناس حول البيت
انقبض قلبه وصاح بصبحي مرعوبا

-دوسلها دوووس يخوي دوووس

حين وصلت السيارة بيت ذنون 
ونزل حاتم يركض
وهو يصرخ بالناس المنتشرين حول بيت الشعر
قائلا برعب وقد فرد يديه گانه يحاول ان يتلقى المصيبة 
ويلمها

-يولو اشصاير اشصاير ديخيلكم
صرخ به احد الناس قائلا

-أم ذنون توفقت الخلف براسك

خرج ذنون من بيت الشعر ووجهه عابس مفجوع 
وقال له

-هسع عاد ارتاح ماجزت منها الا ذبحتها
أمي ماتت يحاتم وانت السبب 
أمي من لمن رجعت معاك 
وهي ما صحت وبس تون 
تالي البارحة گعدنا الصبح ونها ميتة بفراشها،،

صعق حاتم لهذا الخبر لدرجة انه كاد ان يفقد الوعي

رفع ذنون سبابته يهزها بوجه حاتم واكمل كلامه قائلا

-اسمع اسمعني زين
ماريد اشوف وجهك يحاتم ابد

ابعد عني وعوفني ماريد اشوف وجهك ابد

لم يكن حاتم يسمع كلام ذنون
بقدر ماكان وجه عمته امام عينيه يتذكر آخر لقاء بينهما
ويتذكر يوم ان مرض وهو صغير
تذكر كيف كانت تضعه في حضنها وتبكي عليه
تذكر لقطات كثيرة من حياته مع عمته
ثم فجأةً
تذكر منيفة وكيف سينقل الخبر لها
ماذا سيقول ......... 

جلس على الارض واصبح يضرب راسه بيديه الاثنتين
وعينيه جاحظتين لهول المصيبة
في ذلك التوقيت القاتل

اجتمع اقاربه عليه يعزوه بعمته وامه 
وهم يحاولون ان ينهضوه
ويدخلوه لبيت الشعر
وما ان جلس حتى انطلق يبكي يبكي بحرقة ومرار

بكى بكل مافي قلبه من يتم وقهر وحرمان
بكى 
مثل بكائه على أمه يوم ان رحلت مع خاله
بعد موت ابيه بشهر واحد
بكى وبكى حاول البعض ان يعزيه او ان يصبرون
 لكنه لم يسكت حتى صب عبرات قلبه كلها 
تذكر عمه وعمته
وهو ينظر الى ابنهما ذنون وهو يطرده
ويتذكر كلام منيفة عن ذنون ويقول في سره

-والله انك صادگة
وأن ذنون مثلما حزرتي بالضبط يمنيفة

بعد مايقرب من نصف ساعة
جاء اليه صبحي وقال له هامسا

-يعم حاتم اني لازم ارجع للموصل شتريد اسوي

رفع راسه الى صبحي وقال له هامسا

-دير بالك تگول شي لأحد ابد
لاتگول كلشي أبد الما افكر وأشوف اش أسوي
وروح الله معاك 
دشوف لي باجر اذا جيت يجوز ارجع معاك للموصل
شوف يخوي اذا نشدوك عني گللهم عندو شغل بالجرية يرجع باجر معايا ان شاء الله

رحل صبحي وتلفت حاتم الى الرجال 
يبحث بينهم عن شخص يعرفه فلم يجده

ونهض حاتم وخرج من بيت الشعر المنصوب كمجلس عزاء مسرعا
وذهب الى عيسى جاره الذي طلب منه ذات يوم ان يشتري بقرته
وبعد سلام وكلتم عزاه عيسى بموت عمته
قال له حاتم

-عيسى تريد بگرتي ؟

قال عيسى 

-اي بالله اريدها

قال حاتم

-ابيعك هي وحوليتها والعنزتين والجحش
وكل الدجاج والبط والقاز=الأوز... العندي

قال عيسى واني اشتريت
وذهب الى حسين وجلس معه وانهى معه كل حسابات الشراكة بينهما

سأله حسين بقلق

-حاتم انت سويت العملية؟

اجابه حاتم 

-اي سويتها

قال حسين 
-يعني انت صرت زين
ليش تريد تفض الشراكة بينا

قال حاتم

-ماراح اضل بالجرية بعد
اني راح اسكن الموصل

جن حسين وقال له بغضب 

-من ورا ذنون تريد تعوف اهلك وگرايبك
ماعليك منو

رد حاتم بحزن وقال

-حسين يخوي ماضل عندي احد
عمي توفى وعمتي لحكتو 
ماضل عندي احد اريد اروح للموصل واعيش هناك
حاول حسين اقناعه
لكن حاتم كان يبكي كلما سكت قليلا انطلق بنوبة بكاء جديدة

قال له حسين بحزن

-يخوي لاتستعجل طول بالك
انت هسع زعلان ومقهور على موتت عمتك
والصحيح ياحاتم كلنا انقهرنا عليها
عمتك الله يرحمها ويغفر لها چانت مرا قليل بين النسوان مثلها
حنونة وطيبة وصخية=كريمة....
لگمتها مو للها لو تطلب اهدومها تنطيك هنا وهي تضحك
يعني الصحيح البارحة
كل اهل الجرية صغار وكبار طلعو معانا عالمجنة=المقبرة
وكلهم چانو يبچون عليها
ويمين الله ماصار هالشي بس لمن توفت ديدة عيشة الله يرحمها
آني اتذكرها الله يرحمها
واتذكر أول نوبة شفتها بيها
چنت زقير لمن عمي احمد اخذها
وجابها من جرية صگيلة چانت متغطية كلها وهي راكبة عالفرس
وچنت بس اريد أشوفها وهي عروس
بس ماخلو الجهال ايفوتون علقرفة الي فوتو العروس عليها
بيومها ضليت أبجي طول الليل وأگول لأمي
عمي احمد دفعني وماخلاني اشوف العروس
أمي الله يرحمها بيومها احلفتلي يمين
اني اذا سكتت ونمت انها باجر الصبح تاخذني وتوديني عالعروس وتشوفني هيا
آني جنت زغير يمچن جنت ابن خمس سنين هشكل
يعني گبل خمسين سنة
الصبح طلبت من أمي تسبحني وتبدل هدومي
ورحت مع أمي
يا ياباااا لمن شفتها 
تخبلت
بس فكيت عيوني واني ادحج=انظر...عليها
چانت حلوة حلوة حلوة 
احلى انسان شفتو بحياتي
يحاتم چانت گاعدة بثوبها الأحمر چنها شمس 
اگعدت أمي وگعدتني جدامها 
هي الله يرحمها شافتني ادحج عليها
نادتني كلتلي تعال
واني كمت بساع وركضت عليها
حبتني واحضنتني يبوووووه
يحاتم اشكد كيفت=فرحت...
ريحتها چانت طيبة طيبة چانت مثل ريحة الورد
وچان بمدي انام بحضنها
وآني هم حضنتها 
ومدت ايدها ورا المخدة الي بسدها وطلعت شكر=حلويات اطفال....وانطتني بملات جمعها
وگعدتني يمها
واني گاضب ثوبها وادحج عليها
ذيچ النوبة اول مرة بحياتي اگضب الشكر بيدي وما أحطو بثمي گبل
چنت مشغول بس ادحج عليها
واني گاضب ثوبها بيدي اللخرة
وضليت طول عمري وآني احبها مثل أمي واغلى بعد
وهي چانت طول عمرها كلما تشوفني تنطيني شي اكلو
لو بس اتعرف لمن سمعت الصراخ ابيت ذنون بفجرية البارحة اني اصار بيا
انجنيت وسبحان الله
 كبلها بيوم رحت سلمت عليها ونشدتها عن صحتها
وگالت اني صرت زينة وكلشي ما ضل بيا وباجر اذا جا حاتم اروح معاه اتسوكلو
لو ذنون يضرب راسو بالحايط

كان حاتم يسمع ودموعه تصب صب فقد كان يتذكر هو ايضا ذكريات كثيرة بينه وبين تلك السيدة العظيمة 
التي ربت منيفة وربته هو وعوضته عن فقدان امه
وتذكر وجه ذنون قبل قليل وكيف اهانه بين الناس

فنهض فجأةً وخرج من عند حسين

رجع حاتم لبيته
جمع فراش بيته كله في غرفة واحدة وطواهم باحكام ونضدهم فوق برميل ماء فارغ وكذلك جمع 
كل اغراض البيت وصفهم بهذه الغرفة

وعجن الطين مع التبن
واغلق الباب والكوات بالطين 
وحين انهى عمله حمل صرة كبيرة تحوي بعض الحاجيات وذهب لبيت حسين بعد ان اغلق الباب

وقضى تلك الليلة عنده 
وحين وصل صبحي بعد
ضهر اليوم التالي
ركب حاتم معه ورجع للموصل وطول الطريق وحاتم
يفكر
كيف سيخبر منيفة 
وماذا ستكون ردة فعلها
وقال لنفسه

-مصيبة چبيرة والله...
منيفة اذا عرفت راح اتحزن سنة
سنة كاملة يعني آني سنة كاملة انوب
راح اضل أتاني
وآني ماضل عندي صبر
اشلون راح اگللها هالخبر يعني صحيح 
هاي المصيبة الي ماچنت حاسب حسابها
بهل حالة آني لازم أأجر بيت أو اشتري بيت
وأگعد بيه الما تخلص هالسنة
يويلك يحاتم سنة كاملة
سنة كاملة واني اشوف منيفة ومكدر حت اطخ ايدها ياربي اش هلبلية
لا لا 
آني اول شي راح أگول لعبدالله 
واشوف رايو 

كان صبحي يراقبه وهو يعرف مايحصل فهو السائق الذي يسمع كل شيء
وقال صبحي وعينيه على الطريق

-لاتگول شي هسة 
اتزوج وبعد العرس باسبوع او عشرة ايام
تعال عالجرية بحجة تروح تشوف اهلك
عود ارجع وگللها امچ توفت من گبل چم يوم

نظر حاتم الى صبحي وراح يفكر 
وقال لنفسه

-يعني هي منيفة ماراح تصل الجرية من هين لي عشر سنين ومحد يجي عالجرية بس آني وصبحي
اشمدريها بموت امها بهل وكت 
كلام صبحي صحيح واني ماريد يتأچل عرسي حت لو يوم واحد
صحيح ماراح اگول كلشي 
لا للها و لا لعبدالله ولا لغيرو

والتفت الى صبحي وقال له

-يخوي والله جبتها والله هو هذا الحل
يعني نسوانا يحزنن علميت سنة
واني اذا كلت لمنيفة راح اتحزن سنة والصحيح
محد يدري بس آني وانت
ونحنا ماراح نحچي هسع بس نعبرها چم يوم

ابتسم صبحي وقال له

-خلاص اعتبر هالسالفة ماصارت اصلا
بس انت حاول تهدي نفسك وتغير نظرتك الحزينة هاذي ترى أم عبدالله اذا شافتك
راسا راح تعرف أم عبدالله ذكية حيل
والله بس تشوف وجهك راح تعرف

رد عليه حاتم قائلا 
-مدري شسوي يخوي حتى ارفه عن روحي
واغير حالتي يخوي انت ماتعرف هالحرمة الله يرحمها
اش چانت عندي
يعني صحيح ماكو احد اغلى عليا منها غير بنتها

ضحك صبحي وقال 

-اني اگلگ اش تسوي 
هسة اول مانصل نروح للحمام
ونسبح ونضل بالحمام الا تصير الدنيا ليل 
عود روح عالبيت 
گعدة الحمام تونس واكو دنابك=طبلات 
وشباب يغنون
ونهوس ونكيف وشوف اشلون راح ايتغير مزاجك ووجهك

صمت حاتم لكنه في سره كان خائفا من ردة فعل منيفة فيما لو عرفت انه كذب عليها وهذه أول مرة يكذب عليها

وما أن وصل الاثنان للموصل 
حتى توجهو للحمام ولم يخرج حاتم من الحمام الى المغرب
رجع للبيت وهو بمزاج رايق وجلس مع منيفة
واسرتها وهم يرتبون للزفاف
ولما سالته عن امها
قال لها

-ذنون حلف يمين ماتنزل معايا للسوگ
بس عالروحة الجاية
راح اخطفها واجيبها خطف

ضحكت منيفة وقالت

-كفو كفو منك يا ابو احمد

قال حاتم 

-اي والله صدكتي احلى اسم
احمد حاتم علي الرجب

_________________________

الخاتم......

وانقضت تلك الايام بسرعة وحل يوم ماقبل الزفاف
واجتمع الجميع في بيت أم عدنان
كي يتفقوا على تفاصيل حفل الزفاف

واصر محمد زوج لميعة ان يكون عقد القران في مزرعته وكذلك حفل الزفاف
حاولت منيفة ان تعتذر لكنه قال لها ممازحا

-المزرعة كانت اول بيت سكنتي بيه اول ما وصلتي الموصل
وصارت بمثابة بيت ابوكي
يعني المزرعة هي بيت اهلكي
وتنزفين من عدنا أنتي اختي وحالكي من حال خواتي الي انزفو من هالمزرعة
ومانقبل بغير شي

التفتت منيفة الى حاتم لترى مارأيه
هز حاتم راسه بالقبول
وقال

-يبو مهند صحيح آني اكبر منك بچم سنة بس انت أبونا كلنا وشتكول ايصير

ابتسم أبو مهند وقال ممازحا

-دير بالك على بنتنا ترى اذا تزعلها اسحبها منك وما انطيك هي
وضحك الجميع
كانت الاجواء مشبعة بالفرح رغم تلك اللحظات التي كانت تشعر منيفة بها ان حاتم ليس كما تعرفه
كأن هناك شيء يحول بينه وبين الفرحة التي انتظرها طويلا جدا
لكنها لم تقف عند هذا الامر طويلا 
فهي تعلم حجم الخيبات التي مرت بحياة حاتم
وفسرت ذلك الشعور
بأن حاتم غير مصدق كعاته
انه اخيرا سيتزوج منيفة

واتفق الجميع على كل شيء لكن حاتم اصر ان يذبح عجل على حسابه ولم يمانع أبو مهند لكنه قال له 

-يا أخوية اش نعمل بالحولي
ترى كثير ونحنا كلتنا والي يشتغلون عدنا مانطلع عشرين ويحد
راح يزيد اللحم

فقال حاتم

- نطبخو ونخلي كفايتنا للعشا
والباجي نوزعوا على 
العمال الي بالمزارع حواليكم دفع القضا والبلا=القضاء والبلاء...

وفي صباح اليوم التالي يوم الخميس
اخذ عبدالله صبحي معه الى سوق المواشي
 واشترى عجل ونقلوه بسيارة حمل للمزرعة
وكذلك كيس من الطحين 
ولوازم الطبخ
وانطلقت أم عدنان وفضيلة صانعة لميعة
وجارة من جيران لميعة بالعمل والطبخ
وكذلك ثلاث فلاحات يعملن في المزرعة المجاورة
كن يعملن كمساعدات 

اما أمينة ولميعة فقد كانوا يجهزون العروس
وعبدالله وصبحي وعدنان وحازم ومحمد وابنه مهند ذو العشر سنوات
فقد ذهبو جميعا لحمام الرجال في السوق
واقاموا حفلة جميلة في الحمام بمناسبة الزفاف
وحين تم تجهيز كل من العروس والعريس

خرج الرجال من الحمام الى بيت منيفة واخذوها هي وامينة ولميعة وحسنة الى المزرعة وكان هناك رجل دين ينتظرهم ليعقد القران
وما ان تم عقد القران وغادر الرجل
حتى انطلقت زغاريد الفرح والرقص

ودخل حاتم ليرفع الغطاء عن وجه منيفة
ويسلمها مهرها 
لكنه حين رفع الغطاء عن وجه عروسه
انذهل لجمال منيفة
التي كانت عروس تفوق كل عرائس ذاك الزمن بجمالها الفتان وقد تزينت بزينة العرس
من ثياب بيضاء وبعض المصوغات الذهبية
والكحل والحناء والعطور
وقدم حاتم لمنيفة الياقوتات الثلاثة كمهر لها 
واذهلتها المفاجئة 
حتى نسيت أمر الخاتم 
لولا ان أمينة همست باذنها وقالت لها 

-يمة طلعي المحبس ولبسيه لحاتم
وفعلا مدت منيفة يدها الى جيبها واخرجت الخاتم
والبسته لحاتم

وهنا..........

جحظت عينا محمد أبو مهند
الذي كان يقف قرب حاتم
حين رأى الخاتم 
من هول المفاجئة 
وتقدم وصافح حاتم ولف يد حاتم
كي يرى الخاتم ويتأكد مما يراه

وتأكد أبو مهند انه يعرف هذا الخاتم جيدا 
لكنه سكت وانسحب للخلف
وخرج من الصالة الى بلكون قصره 
ووقف يفكر 
كيف يمكن 
ان يصل هذا الخاتم ليد منيفة 
التي اهدته لحاتم
اتراه نفس الخاتم أم انه واهم
قال لنفسه

-ابدا ما متوهم هو نفس الخاتم واسم عمي صادق منقوش علينو بحروف عربية واضحة
انا متأكد المشكلة استحيت
 ادحق علينو مليح واغشعو مضبوط
انا ماراح احكي حرف الا اتأكد
بس والله شي عجيب عجيب ياناس،،

وحين غرق بالتفكير وهو يربط الاحداث ببعضها
اقتنع تماما ان هناك سر كبير خلف الياقوت والمحبس لكنه كان محتار بمسألة واحدة
وهي انه يعرف بأمر الخاتم مثل جميع اقاربه لكنه
ابدا لايعرف بأمر الياقوت
فكيف اجتمع الياقوت والخاتم سوية ؟
وكيف وصل ليد منيفة؟
ماهي تلك الصدفة العجيبة
التي اوصلت خاتم عمه 
ليد منيفة ثم وصول منيفة اليهم
أم تراها ليست بصدفة
وهل يعقل ان منيفة تعرف عمه صادق
وهو قد يكون ارسلها اليهم
لكن عدنان قال له انها خرجت له من بطن وادي
وهي هاربة من زوجها
طيب اين عمه صادق 
الذي اختفى منذ اربع سنوات
ولم يعرف احد منهم لحد الان هل هو معتقل بسبب رايه السياسي المعارض للجمهورية

ام ان احد قتله واخفى جثته بالتصفيات
التي حصلت بعد الشواف 
أم انه معتقل
رغم أنهم بحثوا عنه في كل مكان خلال السنوات الثلاثة الماضية
ام قد يكون ابو مهند واهم وأنه تخيل هذا الامر
وضل واقفا خارج صالة بيته وهو يضرب اخماسا باسداس،

وحين انتهت الحفلة
وركب الجميع في السيارات
وانطلقوا يزفون العروسين الى بيت منيفة
وطلب عدنان 
من عبدالله ان يأتي هو واخوه واخته
تلك الليلة ويبيتو عندهم كي يتركوا البيت بأكمله للعروسين

واختلى حاتم اخيرا بحب عمره 
وجلس أمامها ينظر لها 
ويلمس يديها وثيابها قال لها 
وهو في حالة من الهيام

-ريت كل العرايس يروحن فدوة لچعب رجلچ
اشلون هالسنين تمر من يمچ ولا چنها مرت عليچ
يابعد ابوية وأمي وياكل هلي

كانت تشعر منيفة انها اخيرا ستنسى كل شيء
ستنسى كل ذاك العذاب وكل تلك الليال الموحشة وانها ستبدأ من جديد في حياة جديدة
وسألته 

-حاتم اشلون اشتريت الياقوتات الثلاثة؟

حكى لها كل شيء
ردت وقالت

-أبو مهند غمرنا بفضلو والصحيح
 اني معرف اشلون اردلو الفضل
 والصحيح لو يطلب مني روحي هم مو خسارة بيه

رد عليها حاتم قائلا

- سلامة روحج يابعد روحي
منيفة هو هذا المحبس
 الي چان مع الليرات والياقوت

قالت

-اي نعم هو هذا

خلعه حاتم وقلبه وقال سبحان الله اشكثر حلو
الصحيح بحياتي ماشايف هيج شي
وشنهو هذا الحجر ؟
يمچن ياقوت اخضر
فضحكت منيفة
 وقالت

- لا لا ماكو ياقوت اخضر
بس تدري يحاتم
من أول ماشفتو وگع بگلبي خاطر
 اني راح البسك اياه
 تصدگ بالله وحق لا اله الا الله أول ماشفتو شفت اللحظة الي اليوم لبستك بيها هذا المحبس

قبل يديها
 وعاش الاثنان اجمل قصة حب اكتملت 
بعد سنين من العذاب في تلك الليلة.....

ولم يعرفان مالذي كان خلف ذلك الخاتم من قصة رهيبة
ولا ما سيجره عليهما ذلك الخاتم من أمور ستجعلهم في موقف صعب جدا


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1