رواية منيفة الفصل الرابع عشر بقلم فاطمه النعيمي
خوان
قد يفلت بعضن الخونة بافعالهم
وذلك عندما يكون الخائن
قد خان الساقطين والمنحطين
فيكون خائن لمن خان نفسه وربه ودينه ومجتمعه
أما حين يخون احد الخونة
انسان آمن بالله وحفظ الحقوق
ودافع عن الضعفاء
واطعم الطعام على حب الله يتيما وفقيرا واسيرا
وكان قد سخر ثرائه ومقامه في المجتمع كله
لله
ويقع بيد خائن ويختفي عن الوجود
سيفعل الله الاعاجيب كي يكشف المستور
ويدافع عن عبده المؤمن حتى يظهر الحق
﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ﴾
سورة الحج، الآية 38.
ما أن خرج العرسان من المزرعة حتى خرج أبو مهند من بيته وركب سيارته وخرج
من المزرعة حتى دون ان يخبر زوجته
التي كانت منشغلة بتلك الفوضى الحاصلة في صالة بيتهم بعد الحفلة وهي تساعد فضيلة وثلاث نساء اخريات من عاملات مزارع الجيران
على ترتيب الصالة والمطبخ
واعادتها لوضعها السابق
واتجه أبو مهند الى بيت عمه صادق
في المزرعة القريبة
والتي لاتبعد اكثر من الفين متر عن مزرعته
وقف امام باب المزرعة
وضغط على منبه السيارة
فخرج الحارس وفتح له الباب ودخل حتى وصل القصر القائم في وسط المزرعة والذي تسكنه ابنة عمه ورضيعته العانس كواكب
مع اخيها برهان واسرته زوجته محاسن وبناته الثلاثة
وقف عند الباب وتنفس بهدوء.كي يخفف
من توتره
وطرق الباب ....
فخرج برهان وحين رأى ابن عمه امامه
في مثل هذه الساعة
استغرب كثيرا هذه الزيارة في مثل هذا الوقت
كان الوقت قبل منتصف الليل بقليل
لكن برهان رحب به وادخله
وهو يسأله بترقب
-خير ابو مهند اشبيك اغشع=ارى...
وچك=وجهك... ماطبيعي
صاغ شي؟
ونزلت كواكب بهدوئها المعروف
عنها
من الطابق الثاني تسلم عليه وتسأله عن صحته
وهي بثياب البيت
جلس أبو مهند وعلى وجهه علامات الوجل وقال لهما
-ياجماعة.....
عدكم صورة لعمي وهو ليبس محبس الفضة مالتو تذكرونو؟
قال برهان باستغراب
-أي اشون مانتذكرو
كواكب اغشعي هاي الصورة ال باودة=غرفة...
الخطاغ =الضيوف....
بالله ما يبين المحبس بيها واضح
قالت كواكب وقد نهضت
-خير أبو مهند اش ذكرك بالمحبس بهل وقت
قال ابو مهند
-جيبي الصورة اغيد=اريد...اتأكد من شي
ذهبت كواكب
والتفت برهان الى أبو مهند وقال
-ليش عتسأل عن محبس الحجي
صمت ابو مهند قليلا ثم قال
-معرف اش اقول......
بس احس أني غشعتو =رأيت... محبس يشبهو اليوم
وجيتو بس دغشع =لكي أرى...
اي صورة لعمي حتى بس اتأكد
جائت كواكب تحمل صورة والدها وهو يلبس الزبون
والچاكيت
والشماغ والعقال ويضع يده على عصاه المرصعة بالجواهر والخاتم واضح جدا في الصورة
واعطته الصورة وصوتها يغص بالعبرات وهي تقول
-لو بس نعغف=نعرف... هو طيب لو ميت
يعني ماضل مكان وما سألنا علينو
وماكو لوا أي اثر
كنينو=كأنه....فص ملح وذاب
نظر أبو مهند للصورة ونهض واقفا من شدة انفعاله
وقال
لأبن عمه
-اعتقد راح نعرف وين عمي يابرهان
المحبس هو نفسو
سأله برهان بلهفة وقد نهض ايضا قائلا
-محمد قلي اشني القصة وفهمني بالتفصيل
فجلس أبو مهند....
يحكي قصة منيفة لبرهان وكواكب
بكل تفاصيلها التي يعرفها
وحكى لهم عن الياقوتات الثلاثة وسالهم
-انتم عدكم علم أنو عمي كان عندو ياقوت احمر حر
رد برهان وقال
-ابدا ماكو هاكذ شي
صح ابوي الله ايرجعو بالسلامي
كان كثير يحب يجمع الجواهر
و عندو مجموعة مليحة=جيدة... من المجوهرات
لي هسة=الآن... موجودي عدنا ومحد طخها=لمسها
بس ماكان بينم=بينهم... ياقوت
دقومي كواكب جيبي مجموعة جواهر الحجي
نهضت كواكب وقالت بلهفة
-أبو مهند بس قلي انت بيش قتفكر يعني
معقولي منيفة هاي تعرف وين أبوي
داده قلبي مثل الناغ=النار... وهاي ثلث سنوات
وانا بس افكر
اش صاغ= حدث... مع ابوي ووين غاح=ذهب...
قال برهان يحثها على الذهاب
-ياعيني دغوحي=روحي...أذهبي... جيبي صندوق المجوهرات دنغشع =كي نراى...اشبيتو =مايوجد فيه
والتفت الى ابو مهند وقال
-تعغف=تعرف... يا ابو مهند من لما غاح=راح... الحجي
واشتكينا وجت الشرطة اتفتش البيت
وبوقتا سالونا
-اكو شي كن=قد.. انفقد من البيت
بيومها انا صعدتو لأودة=غرفة... القعدي
و بس
فتحتو الخزيني ودحقتو=نظرت.... عالصندوق
هاكذ بس من فوق وتفقدتو الفلوس
وهاي هية ابدا ما كن فتحنا الخزيني
وماخليتو احد يغشعو=يراه...
تعرف انت اشون كان الوضع بهذيك الايام
وهم ماكن احتجنا شي الحمد لله
وهم منتظرين الحجي يجي
ونعغفو=نعرفه.... اذا غشع=رأى... احد كن لعب بالصندوق يزعل
فتركنا كشي بمكانو
وكنا نصرف من وارد الاراضي الزراعية والدكيكين=المتاجر...
وكنتو اغفع =اخبيء.... الباقي من الفلوس واخبينو بخزينتي
ليما يرجع ان شاء الله واطعينو=اعطيه ....الي جمعتو بهل مدي=المدة....
صعدت كواكب للطابق الثاني ومشت
في ممر طويل تصطف على جانبيه مجموعة من الغرف الفارهة
وهي تدعو الله ان يكون ابوها بخير
وان يرجع سالما فقد طال غيابه
ودخلت الى آخر غرفة في ذلك الممر
كانت غرفة كبيرة فيها مجموعة من الارائك
من الخشب مكسوة بالقطيفة الحمراء الداكنة
تتوسطها مكتبة كتب كبيرة اصطف
عليها مجاميع من المجلدات الضخمة
وعلى الجانب الخلفي شباك كبير مطل على المزرعة
وفي الزاوية مذياع والدها حيث كان يجلس دائما
كانت هذه الغرفة التي يجلس بها صادق برهان مع اسرته
في ليالي الشتاء الباردة
والتي هجروها منذ ان رحل
نظرت الى مكانه وتنهدت
وذهبت الى زاوية من زوايا الغرفة
وحركت احدى قطع البلاط واخرجت مفتاح من تحت البلاطة
وذهبت للمكتبة
دفعت احد رفوف المكتبة برفق على جنب
فانفرج عن خزنة كبير خلف رف الكتب
فتحتها وتناولت صندوق مزخرف
من رفها العلوي
بينما الرف السفلي تتكدس عليه
الكثير من الاموال بالعملة العراقية والأجنبية
واغلقت الخزنة
وارجعت رف المكتبة لمكانه
لم يكن احد يعلم بمكان المفتاح والخزنة
الا صادق وهي وبرهان فقط
وخرجت من الغرفة ونزلت الى اخوها وأبو مهند
ووضعت الصندوق أمام برهان على طاولة الشاي
وشرع برهان يخرج المجوهرات من الصندوق
ويرميها بهدوء فوق الطاولة
قلائد من الؤلؤ
وقطع من الزبرجد
وبعض الاساور الذهبية
كانت لأم برهان والكثير من الخواتم والقلائد
لأم صادق
وكان هناك ثلاث علب من القطيفة
مرصوصة فوق بعضها في اسفل الصندوق
تحوي بعض الأطقم والاطواق
المرصعة بالماس حين فتح برهان تلك العُلب
أبتهج المكان بأضواء ملونة
بسبب انعكاس الضوء على الماس
حتى وصل الى أسفل الصندوق
كانت هناك بعض الاوراق تفقدها برهان فوجدها مستندات
بعض القطع الذهبية
وفي اسفل الصندوق كان هناك كيس صغير
اخرج برهان الكيس ونظر الى أبو مهند
قال له ابو مهند بثقة
-افتحو دغشع افتحو
حين فتحه برهان وجد قطعتين من الياقوت الاحمر الحر مثل الياقوتات الثلاثة
التي اشتراهم ابو مهند من منيفة
قال أبو مهند بثقة
-اش قلنا؟ طلع اكو ياقوت
كانتا في كيس ومعهما دفتر صغير في داخله ورقة شراء
بأسم صادق برهان
وكان الدفتر الصغير عبارة عن شهادة بنوع الياقوت وعدده ووزن كل قطعة
وكان العدد تسع قطع
وتاريخ الشراء
قرأ برهان تاريخ الشراء والتفت الى كواكب وقال
-بالله كواكب نحنا بالشهر السادس بال59 ماكنا بلندن؟
قالت كواكب
-بلي ورجعنا بالشهر التاسع
وابوية اختفى مثل هالأيام يعني شهرين تقريبا بعدما رجعنا بشهر وشوية
وقت زواج ابن عمتي صباح لما
غحنا =رحنا ذهبنا.....
لبغداد ورجعنا وما غشعناه كان مفقود
ياريت كان ماغحنا للعرس
كان أبو مهند بهذه الاثناء يفكر ويسأل نفسه قائلا
-اذا كان ماكو بالكيس بس قطعتين
وثلاث قطع عند منيفة
هاي خمس قطع
لكن=أذن.... أربع قطع مفقودي
ثم قرأ برهان الثمن
وصعق أبو مهند
وهو يسمع برهان يقول
-القطعة الوحدي حقا =ثمنها...عشرين الف دينار!!!!!!!!
قال أبو مهند لبرهان بلهفة
-بس اتأكدلي من الرقم
لكل القطع ولا لكل قطعة
نظر برهان وقال
- لا لا لكل قطعة
قال أبو منهد وهو مصدوم
-صدمة يا برهان صدمة
حتى الجوهرجي الي جبتونو حتى يقيم الياقوت
وكنتو واثق منو طلع كذاب!!!
كان يتصور جاي حتى يقيم ويشتري
واكتشف اني انا طلعتو بالنص واشتريتم
فماضل بيدو شي غير يسكت
زين أذا كان موجود هوني قطعتين وعند منيفة ثلث قطع
يعني المجموع خمسة
يعني بعد اكو اربع قطع مفقودي
ثمَ يابرهان أشون تقول ماعدكم ياقوت
وعمي كن اشتغى=اشترى... تسع قطع
قال برهان
-والله هاي اول مرة افتح هذا الصندوق
نحنا مانعرف أبوي طيب (على قيد الحياة)
لو ميت دنتصرف بثروتو....
ثمة تعال قلي يا أبو مهند
اشون وصل الياقوت والمحبس لمنيفة هاي
نحنا لازم نعرف هالشي
واذا هاي المغه=المرأة..... لها علاقة باختفاء الحجي
فأكيد ما غاح تحكيلنا شي
وانا اشوف نغوح ونقدم شكوى لمركز الشرطة وهيم يعغفون اشون ديتعاملون معاها
ويطلعون منها الشي الي
ما غاح تحكينو النا
رد عليه أبو مهند قائلا
-لا لا لا. دير بالك تتحرك اي حركة
الا أنا اقلك
لان منيفة خوش آدميّي=انسانة جيدة....
وبصراحة هي أميرة بتصرفاتها
انسانة مغبايي=متربية.... تربية ملوك
وانا اذا سالتوها هي غاح تجاوبني
بكل صدق
بس اصطبر(=انتظر.) ...بس كم يوم
علما تعبغ=تعبر... مدة اسبوع على عرسم
هي وحاتم وانا بنفسيي اغوح عليها
واسالها وافتهم منا
بعدين اذا ما اقتنعنا
هذاك الوقت نغوح على مركز الشرطة ونقدم شكوى ونشتكي عليها.
اما حاليا كشي ما غاح نعمل
هب برهان من مكانه وقال بعصبية
-انت من كل عقلك انا ما اطيق انتظر
حتى لو ساعة وحدي
والله مستحيل وانا لازم اعغف هسة
اصلا اشون اطيق انام هالليلة
وهاي اول مرة من لما الحجي اختفى نلقيلو اثر
رد عليه ابو مهند وقال
-برهان انت من يوم يومك متسرع
قتولك انا اتولى الامر ولاتخليني اندم
اني قتولك شي
خلي فترة عرسهم تعبغ=تعبر
وانا بنفسي دغوح
عليها وأسألها
وانا متأكد هي غاح تحكيلي اي شي تعغفو
بينما اذا صاغت=اصبحت .... الشغلة
شرطة وتحقيق جائز حتى اذا تعرف شي
ماتقولو يمكن تخاف
او حتى بس من باب النحاسي
ليش
توصل صاحبك ديتناحس=(لا اعرف لها معنى بالعربية) معاك
ردت كواكب وقالت
-برهان ترى أبو مهند معاه حق وانت اصطبرت كل هالوقت اصطبر فغد اسبوع الاخ
وعيقلك الجماعة عرسان
وهم لاتنسى منيفة صاغت (=اصبحت.) ..محسوبي على أبو منهد
ماسمعتو عيقلك هي بحساب اختي
ومن هاكذ عمل حفلة زواجها عندو بالمزرعة
اصطبر=انتظر...الما تعبر بس هلكم يوم ودنغشع اش يعمل
ابو مهند
سكت برهان على مضض وقال بتذمر وهو
يجمع مجوهرات والده ويرجعها للصندوق واعطاه لكواكب وقال لها خذيهم ورجعيهم لمكانم
وانا غاح اصطبر ودغشع اش ديصيغ
وخرج ابو مهند وهو يرتب طريقة الحوار
بينه وبين منيفة بعد يومين
حين يذهب ليبارك لهما الزواج
لكن........
لكن برهان لم يستطع ان ينام تلك الليلة
كان قلقا يفكر بكل الاحتمالات
لقد تأكدت الشرطة في حينها ان السيد صادق برهان
لم يخرج من العراق ابدا
وقال لنفسه
=أذا ابوية حي احتمال ...
كن تزوج بفغد مكان=في مكان ما..
انا اتذكر بوقتا كان زعلان مني لأن قلي لاتغوح على عرس أبن عمتك صباح بس
وأنا وكواكب اصرينا نغوح
و قنعتو بالزوغ=اجبرته يقتنع....
بس اذا تزوج وسكن بفغد مكان
غير كان ديحتاج فلوس
اشون يعيش بلا فلوس
كان يمشي في الصالة ذهابا واياب
ثم جلس وقال
=هااااااا يعني يجوز كن باع الأربع ياقوتات المفقودي وعيش بيهم
اي اي اذا كل وحدي ب20 الف دينار يعني كل وحدي تعيشو سني عيشة الملوك
يارب يكون حي يرزق
وشكو بيها اذا تزوج
ابويّ لسة على حيلو
ويجوز هسة حتى كن صاغ عندو ولاد
مضى من الليل اكثره
وبرهان يتنقل بين خواطره
كان يردد في سره قائلا
-يارب يكون ابوية بخير واش يعمل ميخالف خلي
حتى لو يضغبني=يضربني
انا قلبي انعل=اصابته علة... بهل ثلث سنوات
اكثر الليالي اقعد مرعوب
من الكوابيس الي اغشعا
مرة اغشعو يجي عليا ويقلي
انت ليش ماتفهم أنا موجود بينكم
قوم تحرك وطلعني
ومرة يوصيني على كواكب
ومرة يحذرني من محاسن
والله ابوية كان خوش مسلم يخاف ربو
ومحافظ على الزكاة والصدقات
وكان يطعي للناس كثيغ
ياما فك أسر بعض الناس الي ينسجنون بسبب ديونم
كان يغوح ويدفع ويفك غقبتم=رقابهم
ويطعيهم فلوس فوقاها=ايضا...
ياربي والله تعبتو اغيد=بس ارتاح شوية
من عذاب الانتظار
= اغيد افهم بس وين غاح
قبل الفجر بقليل
دخل غرفته ليرتاح قليلا بعد تعب التفكير
والمشي كل تلك الليلة
شعرت زوجته بحركته
وصحت من نومها تساله بنعاس
لما هو صاحي بهذا الوقت
فاخبرها انه لم ينم اصلا وحين سألته لماذا
اخبرها بكل شيء حصل في تلك الليلة
طار النعاس من عينيها
وجن جنونها وهي تسمع زوجها
وجلست في فراشها
وبدات تلح عليه ليذهب للشرطة
ويبلغ عن خيط الأمل هذا والذي
قد يكون السبب في ايجاد خبر أكيد عن والد زوجها
وفي حقيقة الأمر
لم يكن يهمها اذا كان حموها حي أم ميت
بقدر ماكان يهمها ان تحصل على بعض تلك المجوهرات التي كانت تعلم بوجودها
لكنها لم ترى منها الا بعض مجوهرات حماتها
قبل أن تتوفى قبل ثمان سنوات
ورغم ثراء اسرة صادق برهان
كانت محاسن من أسرة متوسطة الحال
وحين دخلت محاسن هذه الاسرة قبل ثمان سنوات
رأت مالم تراه طوال عمرها
الذي مضى قبل الزواج
وبدأت من اللحظة الأولى لدخولها قصر صادق برهان
تسعى بكل الوسائل
للحصول على أكبر قدر من المال لنفسها ولأهلها
خصوصا انها لم تنجب الا ثلاث بنات
وانطلقت توسوس لزوجها
حتى اقنعته ان يذهب لمركز الشرطة ويبلغ عن حاتم
ومنيفة من الصباح الباكر
واقتنع برهان حين قالت له
-انت لازم تغوح بلعجل=بسرعة...
تبلغ وحتى بلا حس ابو مهند
نحنا اش عغفنا=ما أدرانا... مايغيد
ابو مهند يبلع الاربع ياقوتات المفقودي اذا كل ياقوتة بعشرين الف يعني هذولي بوحدم كنز
ثم هو الي قال مفقودي بلكت موجودين
وهو ماحكى
ثم تعال قلي اشون وايمتى عمي كن اشتغا=اشترى...
ياقوت بهاكذ مبلغ
و منو يعغف=يعرف..
اشقد يجيبون سعر هسة بهل وقت
أجابها وقد اقتنع تماما قائلا
-غدا اغوح لمركز الشرطة واحكي كلشي للضابط
وأنا والله ولا اعغف ايمتى كن اشتغا الحجي هذا الياقوت
بس تاريخ الشراء قبل ما يختفي بفترة قليلة
لما كنا خارج العراق
تذكرين لما طلعنا كلتنا قبل ثورة الشواف بشي قليل
ورحنا على لندن
الحجي كان عندو علم بوقتا انو اكو قلبالغ=ضجيج..
غيح=سوف.. يصيغ=يحدث... بالموصل
وطلعنا بوقتا كلتنا ماتذكرين ؟
وتاريخ شراء الياقوت كان بهذيك=بتلك...الفترة
نحنا طلعنا بشباط الشهر الثاني
ورجعنا بالتاسع وزواج ابن عمة صباح كان بنهاية العاشر
ونحنا بقينا ابغداد اسبوع ورجعنا مالقيناه
ماتذكرين
قالت محاسن بتوتر
=اي اي اشون ما اتذكر
بوقتا سالتوك ليش عمي زعلان من اختو
ماقبلت تحكي كالعادة انت وكواكب تضلون تخبون سوالف عيلتكم عليا
أجابها برهان متفعلا
-ما خبيتو قتولكي عمتي زعلت لأن الحجي ماقبل
يطعيها مجوهرات جدتي أمها الله يرحمها
وابوية كان غلطان
لأن كل عوائل الموصل يعغفون=يعرفون...
انو مجوهرات الأماية لبنتا=لأبنتها....وماتاخذ ورث من أخوها
هنا انفعلت محاسن وقالت بشيء من الحدة
-وليش لبنتا ها؟
ليش ابنا مالوا حق بمجوهرات أمو
حفيداتا مالهم حق بمجوهرات جدتم؟
سكت برهان وهو يشعر ان موضوع اعطاء مجوهرات امه لكواكب سيفجر ازمة بينه وبين زوجته اذا لم يظهر الحجي صادق
وقضت محاسن زوجة برهان باقي تلك الليلة
وهي تحلم بالحصول على طقم الألماس الذي كانت حماتها ترتديه يوم زواجها من برهان
وما أن اصبح الصباح حتى
انطلق برهان الى مركز الشرطة
وقابل ضابط المركز
وقدم شكاية وطلب التحقيق مع حاتم ومنيفة
بخصوص اختفاء والده وطريقة حصولهم على المجوهرات
وحكى للضابط كل ماقاله ابو مهند بالحرف الواحد
فطلب الضابط من احد الشرطة ملف قضية اختفاء
صادق برهان
من ارشيف المركز
وبعد ان اطلع عليه كان الوقت قد بلغ التاسعة والنصف صباحا
فطلب الضابط من برهان عنوان بيت منيفة وزوجها
ليرسل الشرطة ويقبض عليهما
ولان برهان لم يكن يعرف بيت منيفة
وكان يعرف بيت عدنان
فقد اعطاهم عنوان بيت عدنان
حين عرف ان بيت منيفة قريب من بيت عدنان اخو لميعة أم مهند اثناء كلام ابو مهند أمس
وخلال اقل من ساعة
كانت الشرطة تطرق باب عدنان
الذي حين خرج ورأى الشرطة امامه
ارتعب من مرآهم
وحين سالوه عن بيت منيفة
حاول ان يماطلهم كي يفهم السيي
لكن الشرطي قال له بحزم
-اما تگللنا وين بيت منيفة او ناخذك بمكانها
قال عدنان لهم
-بس اغيد اعرف ليش واش كن عملت منيفة
قال له الشرطي
-هذا مو شغلك
بهذه الاثناء خرج عبدالله
الذي كان في بيت عدنان
وصعق حين عرف ان الشرطة قادمة
للقبض على امه وحاتم
قال لهم برعب
-ليش أمي شمسوية ومنو المشتكي عليها؟
قال له الشرطي
-هااا يعني المتهمة أمك وينها ؟
وكان الشرطي سيدخل فمنعه عدنان وقال
-هذا بيتي مو بيتهم
صرخ بهم الشرطي بغضب وقال
-وين بيتهم؟
اشار عدنان دون ان ينطق باتجاه بيت منيفة وخرج عبدالله يركض متجها للبيت
والشرطي يمشي خلفه
واشار بيده للبقية ان يتبعوه بسيارتهم
وصل عبدالله وطرق الباب بفزع
في تلك الليلة لم ينم العروسان الى أن اذن الفجر
فاستحما وصليا صلاة الفجر سوية
ونامت منيفة
لكن حاتم لم تغمض له عين
كان طوال مابعد الفجر الى الساعة العاشرة وهو
أما حامدا لله او يذهب وينظر لمنيفة وهي نائمة
ويبتسم
في تلك اللحظة كان جالسا على حافة السرير ينظر لمنيفة
ويكاد قلبه يطير من صدره من شدة فرحته بها
ويقول لنفسه
-الحمد لله الي جعلچ نصيبي يعيون ابوية
والله چنچ=كأنك... طفل نايم
يارب تخليها ليا غير احس روحي معلكة بيها
يارب لاتحرمني منها
ياربي حت هدومها احبهن
وفجاةً
سمع الطرق المفزع على الباب
هب واقفا وخرج حتى دون ان يلبس غترته (1)
وفتح الباب حين شاهد وجه عبدالله
والشرطة خلفه كاد قلبه ان ينخلع
وسالهم
-خير خير شصاير
قال له الشرطي انت حاتم
قال
-اي اني حاتم
قال الشرطي
-منيفة موجودة ؟
قال حاتم
-أي هي حرمتي موجودة
كانت منيفة قد صحت على صوت طرق الباب
وحين خرج حاتم يركض
ركضت هي للمطبخ تنظر
من خلف الشباك
قال الشرطي
-فوت صيحها وتعالو معانا انتم مطلوبين بالمركز
جن حاتم وقال
-يخوي نحنا عرب وماعدنا مرا تفوت لمركز الشرطة
الي تريدو منها اني جاهز انطيك اياه من عيوني
منيفة مالها علاقة باي شي
انت بس گلي أنتم شتريدون منا
التفت حاتم الى عبدالله وساله
-عبدالله انت مسوي شي؟
سكت عبدالله
قال له الشرطي
-انتم متهمين بخطف الوجيه صادق برهان
الي اختفى گبل ثلث سنين
اليوم ابنو برهان قدم شكوى ضدكم
وأنت وزوجتك مطلوبين للتحقيق
فتح حاتم فمه ليتكلم لكنه لهول المفاجئة
نسي تماما ماذا يجب أن يقول
فكلمة تحقيق كلمة مرعبة لمن عاش في تلك الفترة
الخطرة من تاريخ العراق
حيث كانت كلمة تحقيق تعني التعذيب المميت
صرخ به الشرطي قائلا
يلا بسرعة اطلعو من نفسكم
احسن ما اخلي الشرطة يسحلوكم
أما كلمة سحل فقد اعادت في ذهن حاتم الذي سمعه
من الناس عن ماحصل في الموصل قبل ثلاث سنوات
ونصف
من سحل لجثث القوميين في شوارع الموصل
فالموصل حينها كانت ساحة صراع عنيف
على السلطة
ودخل عبدالله بهذه الاثناء مسرعا
الى أمه وقال لها
-يمة بدلي هدومچ بساع
وخلي نروح للمركز
سألته بخوف وهي تلبس ويداها ترتجفان
-عبدالله اش صاير بس فهمني
حازم مسوي شي؟
رد عليها بسرعة وقال
-الشرطي يكول انتي وخالي حاتم خاطفين واحد مدري شسمو
حاول خالي حاتم بس يفتهم منهم شي
مافهمنا
كانت هي بهذه الاثناء تلبس كيشها وتلف الملفع على وجهها واخرجت عبائتها و الرجفة تهزها هزا عنيفا ولبستها بسرعة
وخرجت
بهذه الاثناء
كان حاتم يحاول ان يدخل ليبدل ثيابه
لكن الشرطي قال له
-أبدا ما تفوت الا تطلع زوجتك
خرجت منيفة
ووقفت في فناء بيتها وعبدالله يقف خلفها
وبهذه الاثناء وصل حازم
وهو يسأل لاهثا
-شكو بس فهموني شنو القصة
لم يرد عليه احد
ودخل فوجد أمه في الفناء واقفة
وحاتم دخل ليكمل لبس ثيابه
قالت له أمه هامسة وصوتها يرتجف
-حازم روح جيب خواتك واكعدو بالبيت الما نرجع
سألها بتوتر
-شكو يمة بس فهميني
-قالت منيفة والله مدري
بس نحنا ما مسوين شي غلط
لاتخاف ضل بالبيت وعينك على خواتك
دير بالك تعوفهن وتطلع،،
دير بالك على حسنة لاتزعلها ابد
بهذه الاثناء
وصل عدنان وقد ابدل ثيابه
وامه تركض خلفه
وقال لحماته
-أم عبدالله اني اجي معاكم
كانت أم عدنان تبكي وشفتاها ترتجفان
وقد اصفر وجهها
وقالت وصوتها يغص بالدموع
-خيتي يمنيفة بس فهميني اش صاير
كانت منيفة ستجيبها حين
خرج حاتم من البيت
وصرخ بهم الشرطي آمرا رجاله
-يلا جيبوهم
هجم اثنان من الشرطة على حاتم وواحد توجه لمنيفة
حين اقترب منها
رفعت يدها بوجهه وأمرته ان لايمسها
فتوقف
ومشت امامه
وركب حاتم وركبت منيفة قربه
في سيارة الشرطة
وعبدالله وعدنان ركبا بسيارة عدنان
وانطلقوا جميعا الى مركز الشرطة
شعر حاتم بارتجاف منيفة
فمد يده وامسك يدها وهمس لها
قائلا
-مادام تجوزتج خل هسع يعدموني
مابعد يهمني شي
وابتسم فهدأت وعيناها تبتسمان له
حين وصلوا
ادخلهم الشرطي الى ممر طويل وقال لهم
-اگعدو هينا الما يخلص الضابط وهو يصيحكم
وأمر شرطيان بحراستهما
ودخل لغرفة الضابط
بعد قليل نادى الشرطي على منيفة وحاتم
ودخلا الى الضابط
حين راى الضابط منيفة أمراة مستورة وكانت لها هيبة سبحان الله ربما لهدوئها وربما لطول قامتها
وربما لعفافها
طلب منها الجلوس على اريكة كانت يمين مكتب الضابط وطلب من حاتم الجلوس على احد الكرسيين امام مكتبه
وقال الضابط للشرطي
-صيح السيد برهان خلي يجي
وشرع يقلب بالملف الذي أمامه
بعد قليل دخل رجل في الاربعين من عمره
قصير القامة ممتليء الجسم ابيض البشرة
حليق الراس
ذا وجه مدور
وطلب منه الضابط الجلوس امام حاتم قائلا وهو يشير بيده للكرسي
-تفضل سيد برهان اقعد هوني
جلس برهان وهو ينظر لحاتم
وسأل الضابط حاتم
-اسمك
وعمرك
وعنوانك
قال حاتم
-آني حاتم علي الرجب
عمري 45 سنة
من أهل جرية جرادة
سأله الضابط قائلا
-اكو شاهد قال انو عندك محبس
يخص شخص مفقود
صحيح هذا الكلام لو لا
قال حاتم بأستغراب
-اذا تگصد هذا المحبس ف أي نعم عندي محبس
لكن ما أدري هو لمنو حرمتي لگتو
رفع حاتم يده ونزع الخاتم واعطاه للضابط
وبرهان ينظر للخاتم وقد تحفز وهو يقول للضابط
-اي اي هو هذا محبس الحجي والدي
اي والله هو وكان ليبسو بيدو لما اختفى
شوف هيان اسمو مكتوب علينو بحروف عربية
على شكل نقوش
صعق حاتم وقال مرعوبا
-يخوي المحبس لگيناه
هنا تدخلت منيفة وقد نهضت من مكانها وقالت
-سيادة الضابط حاتم ماعندو علم بشي
واي سؤال تريد جوابو
اني اجاوبك بالي اعرفو
ويشهد الله اني اجاوبك بالصحيح
والمحبس مع الياقوت والليرات اني لگيتهن
طلب منها الضابط ان تتكلم
وكلمته عن طريقة عثورها على الصرة من البداية للنهاية
وكل ماحصل معها
في باص الخشب
هنا وقف برهان منفعلا وقال
- لقيتم المحبس والياقوت
ابطانة باص ربيعة؟!!!!!!
هذا اشون حكي
وأبوية اش ودانو لباص ربيعة
يعني لو قلتم باص دهوك
باص سيمحلا
باص بابنيت
دقول اي والله صحيح والدي عندو اراضي كثيرة هنوك
ثم والدي ليش ديركب باص وهو عندو سيارات آخر موديل
رفع الضابط يده كي يسكت برهان
وقال لمنيفة
-اش كان موجود بالصرار بالضبط
وصفت منيفة محتويات الصرة بدقة
وقالت
-كلشي چان بالصرة موجود بالبيت عندي كامل مثلما هو
وآني انطيكم اياه باي وكت تريدوه
حت الصرار نفسو ضامتو معاهن
سبحان الله ما زتيت الصرار
قال الضابط
-نحنا مضطرين نحجزكم عدنا حتى نتأكد من صحة كلامكم باچر يجي قاضي التحقيق ويتولى الموضوع
المشكلة ماعدكم شاهد يشهد على صحة هالحجي
وانو منيفة لگت هاي الصرة ببطانة الباص
هنا تكلم حاتم وقال
-يخوي نحنا مالنا شغل بالرجل الي تكول عليه حضرتك
حرمتي
گالتلك انها لگت صرار ابطانة الباص
والمحبس والياقوت والليرات
موجودات ننطيكم هنا وانتم واهل الرجل تنجازون
وترى ماكو احد يلگي لگطة ويصيح عالناس
تعالو شوفو آني اش لگيت
قال الضابط موجها كلامه الى حاتم ومنيفة
وقال لهما
-النفروض لما لگت حرمتك الصرار وعرفت بيه ذهب
چان تجيبو للشرطة وتسلمو
وهشكل ماچان صابكم شي
بس هسة القصة صارت غير شكل
القصة أنتم متهمين باخفاء
الوجيه صادق برهان
الي اختفى قبل ثلث سنوات
وهذا المحبس محبسو يعني اشون وصل المحبس عدكم
وانتم تدعون انكم ماتعرفون صاحبو
وهالشي يحتاج محقق مختص انا ضابط مناوب
رد حاتم وقال
-يخوي مو نحنا گلنالك نحنا لكينا صرار بيه ليرات وياقوت وهالخاتم
ننطيكم الصرار ونحنا عوفونا نرجع لبيتنا
يخوي نحنا تجوزنا البارحة بعد خطبة طولت يجي 35 سنة يرحم والديك
شوفلنا حل وطلعنا
نحنا مالنا شغل
بهل سالفة أبد والله ومانعرف الرجل الي تگول عليه
كان الوضع متشنجا في مركز الشرطة يحاول حاتم ان يحل الموضوع بكل الطرق
لكن الضابط امر الشرطي ان ياخذ منيفة وحاتم ويلقوهم في السجن
حاول حاتم ان يدخل بدل منيفة ولكن الضابط رفض
وقال له
-الي فهمتو انك انت اصلا مالك شغل بالموضوع
فشلون ندخلك بمكان زوجتك
وأنا اشوف لو تحكون الحقيقة احسنلكم
لان اذا صار الدوام باچر
وجا الضابط .....
والله راح يتعامل معاكم غير شكل
وراح تقرون وتعترفون غصبا عنكم
وترى ما كل الضباط مثلي
اني رجل احط دايما ابالي
اني ما أظلم احد بس ترى غيري ما مثلي
وراح احجزكم لي باچر
وفكرو ثنينكم فكرو زين انو تحچون الحقيقة
لضابط التحقيق باچر احسنلكم من الضرب والتعذيب
تذكر جسد منيفة ضرب زيدان لها
فارتعدت وبدأت تبكي بصمت
وأشار للشرطي ان يأخذهما
والتفت الى برهان وقال
-انت ارجع لبيتك واي خبر نصلو نحنا راح نبعث نجيبك
واخذ الضابط الخاتم ووضعه في ضرف
وحرزه بعد ان خرج برهان
وعاد للبيت
كانت الساعة الثانية ضهرا
يتبع.......
تنويه مهم جدا.....
لم يبقى من هذه الرواية اكثر من فصل او فصلين وتنتهي
وقد عانيت ماعانيت من مشاكل تعدد اللهجات في الموصل
فالموصل هي العراق المصغر
في الموصل عدد لايمكن ان تتخيلوه من اللهجات
لاتتصوروا ان اللهجة المصلاوية التي تقلب الراء غين
هي اللهجة الوحيدة للمواصلة الحضير
بل ان لكل محلة وشارع لهجة خاصة بهم
اما عرب الموصل
فكل عشيرة وكل قرية تتكلم بلهجة مختلفة تماما
عن اي عشيرة اخرى
هذا عدا عن اللغات المحكية
مثل
الكورمانجية
البادينانية
الوانچية
الشبكية
التركمانية
السورانية
الفليحي
ونعم انا افهم كل هذه اللغات واللهجات
عدا السوراني
لكن يستحيل كتابة قصة تدور احداثها بين كل هذه الاطراف وكل واحد منهم يتكلم بلهجة مختلفة واكتبها انا بجميع اللهجات هذا شيء مستحيل
لهذا
ومن الرواية القادمة
ستكون الكتابة باللغة العربية الفصيحة المبسطة والتي يطلقون عليها
اللغة العربية البيضاء
ومهما تعرضت لضغوط لتغيير لغة الرواية
لن اخضع بعد اليوم
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم