رواية زين وزينة الجزء الثانى الفصل الخامس عشر
انتظرت إجابة منه، هل يتزوج سميران حقاً؟ لكن لم يجيب.
فتح الباب، و كاد أن يغادر الغرفة بل المنزل بأكمله.
لكن قالت بنبرة حزينة: انتهت القصة زين، لقد انتهت قصتنا، قصة زين و زينة.
توقف عن السير و أغلق الباب مرة أخرى ، و التفت لها و قال بهدوء: لا تهذي.
أجابت بهدوء: هذه الحقيقة كل شيء أنتهي.
سار بعض الخطوات ،حتي وصل أمامها، و قبض على ذراعها و قال بعصبية: لا تفعلي.
قالت بعصبية: أترك ذراعي، أترك ذراعي، أنت تؤلمني ،هل تفهم أنا اتالم؟
أشار على قلبه و قال بحزن: و هنا يحترق.
جذبت ذراعها و قالت بنبرة هادئة: ما ذنبي أنا؟ أنت من جئت بنا الى هنا، جعلتنا نترك حياتنا السعيدة الهادئة و جئنا إلى الجحيم، و أنا لا أتحمل ذلك، سوف أرحل..
نظر لها بضعف و قال برجاء: لا تفعلي، من فضلك لا ترحلي، لم المسك، لا أحاول أن اقترب منكِ، لا أريد منكِ اي حقوق، فقط كوني بجواري، إذا أنتِ معي سوف اهزم العالم ،لا ترحلي زينة.
تنهدت بحزن و قالت: الحديث لا يفيد الآن، لقد اكتفيت.
قال بحب: زينة ،زينة ،لا تستطيعي الطلاق مني؛ لم أفعل، لم أتركك ، لاني أحبك، بل تخطيت حدود العشق و الجنون.
هل تعلمين إلى أي مدي احبك؟ زينة أنا لا أريد فتاة بعدك أو قبلك، أريدك أنتِ فقط.
كوني بجواري حتي أوجهه العالم بأسره.
أجابت بهدوء: حاولت، أقسم أني حاولت، جئت على كبريائي و غروري ،تنازلت عن كل شيء لاجلك، زين أنا أصبحت لا اتوصل مع عائلتي، لا أعلم شئ عن شركتي، هذه الشركة التي حاربت لأجلها سنوات، تركتها في يد آدم و بيطار و لا أعلم ما وضعها الآن ؟ كل ذلك لماذا؟ لاجلك أنت، لكن يكفي كل ما رأيت في هذا المنزل، يكفيني.
سأل و هو ينظر عيونها مباشرة: هل تحبيني؟
لم تنظر له، نظرت على جهة اليمين و أجابت بهدوء: كلا لم أحبك.
أومأ رأسه بالرفض و قال بنبرة حادة: لا ،لا ،ليس ذلك، أريدك تنظري في عيوني و تقولي لا أحبك، هيا انظري في عيوني، قولي ،قولي زين لا احبك.
مازلت لم تنظر له و قالت : منذ دقائق أخبرتك اني أكرهك
قال بهدوء: بالطبع حدث ذلك، لكن كان صوت مهزوز ، ويدك و هي تشير إليه كانت مرتعشة.
أغمضت عيونها و قالت: ماذا تريد الآن؟ ماذا تفعل؟ لقد انتهت القصة.
أجاب بهدوء: أخبرتك ليست بهذه السهولة، أنا جئت بيكِ إلى هنا رغم معرفتي كل المشاكل لاني لا أستطيع الابتعاد عنك، أعلم أني عندما فعلت ذلك كنت أناني ، لكن هذا جنون الحب و العشق.
و الان هيا قولي لا أحبك زين.
كانت تنظر في كل الاتجاهات إلا عيونه، حتي لا تضعف.
وضع يده خلف رأسها ، كانت عيونها أمام عيونه ، و قال بهدوء: هيا الآن و عيونك تنظر إلى عيوني ،قولي هذه الجملة.
بلعت ريقها بتوتر و قالت بتعلثم: أبتعد زين، أبتعد.
همس بصوت هادئ: كلا لم أبتعد زينة، لأن هذا مكاني بالقرب منكِ.
كانت دقات قلبها عالية ، تشعر بالتوتر من قربه لها، لا تستطيع قول هذه الجملة و هو ينظر في عيونها أو قريب منها.
أخذت نفس عميق و قالت بصوت ضعيف: أبتعد زين، أبتعد.
حرك رأسه بالرفض و قال: هيا أخبرني عن مشاعرك.
وضع قبلة على جبينها و قال بحنان: حبيبي أعلم كل ما بداخلك، أعلم أنك قوية و شجاعة، لكن هذا لا يمنع أنك مجروحة و مكسورة،أعلم أنك لا تذرفي دموعك أمام أحد، لكن عندما تكوني بمفردك تبكي بغزارة ،وسط هؤلاء البشر أنتِ وحيدة و حزينة، أنتِ بالنسبة لي كتاب مفتوح أعلم ان مشاعرك الان متضاربة، تحبيني و لكن قد تعبتي من كل ما يحدث في هذا المنزل.
قلد حركة رأسها و هي ترفعها إلى الاعلي و قال: زوزو التي ترفع راسها دائما، هذه الحركة التي تدل أن حبيبتي واثقة من نفسها الى أبعد الحدود ، مع بعض الغرور ، اعشق غرورك و ثقتك في نفسك، أعشق كل تفاصيلك ،سوف تظلين الحلم الذي سعيت خلفه حتي يتحقق، و لم اتركه يضيع من بين يدي و أنا أشاهد.
حبيبتي زينة يوسف عز الدين ، أنا معك و أعتذر عن كل شيء.
انهي حديثه ،و ذرف دموعه..
أغمضت عيونها و هي تري أنها حقا كتاب مفتوح بالنسبة له، و أكمل هو بإصرار: زينة يوسف عز الدين ، هل مازل هذا القلب ينبض باسمي؟
كانت عيونها تنظر إلى عيونه مباشرة، لم تستطيع الكذب و لا تريد الكذب.
تجمعت الدموع في عيونها، و إزالة دموعه، تنهدت بحب ثم قالت: حقاً تسأل هذا السؤال الاحمق ؟ إذا كنت لم أحبك،لماذا أنا هنا حتي الآن ؟ أحبك و لا أستطيع فعل شيء إلا أني أحبك.
مسكت يده وضعتها على قلبها و أكملت بدموع: تسالني هل قلبي ينبض باسمك؟ أخبرني أنت ماذا يخبرك قلبي؟ أحبك زين، أحبك و لا أستطيع البعد عنك، و السبب أني ابتعدت عنك ، هو أني أخشي أن أضعف أمامك، أعلم أني أخطأت و أمام الله هذا ذنب، لكن كنت على يقين أنك لا تشكي الله مني، فعلت ذلك حتي إضغط عليك و نعود إلى لندن، نعود أنا و أنت ،كنت لا اتحمل العودة بدونك.
أعلم أنك طلبت مني في البداية أن نعيش في منزل آخر ،لكن كنت أشعر إذا فعلت ذلك سوف ينتصرون عليا، أنا أخطأت و أنت أخطأت و كل ما حدث أثر على علاقتنا.
كأنه لم يسمع شيء من كل حديثها، سأل مرة أخرى ، حتي يتأكد من شيء، سأل بهدوء: هل تحبيني.
عقدت حاجبيها بتعجب و قالت: أنت لم تسمع حديثي
كانت عيونه تسألها نفس السؤال ، أجابت بصوت عالي: أحبك زين.
لا يريد سماع شيء آخر، و مهما كانت ردة فعلها لا يهتم.
اقترب منها وهمس أمام شفتيها و قال بحب: أحبك زينة.
فتحت عيونها بصدمة عندما وجدته يسرق منها قبلة عاشق متيم، دقائق و هي أيضا تجاوبت معه.
في الاسفل
سألت ريا بتوتر: ماما تتوقعين زينة تخبر اخي بما حدث ؟
قالت تينا بخوف: إذا علم أننا كنا نريد طرد زينة من المنزل لم يصمت.
لتكمل سميران: أنا متأكدة أن هذه الساحرة، فعلت سحرِ لزين.
أبتسمت ريا بسخرية و قالت: زوجة عمي أخذت من ماما نقود كثيرة لعمل سحرِ لها و لم يحدث شيء.
أجابت بريتا بعصبية: هذا دليل أنها ساحرة شريرة ، لذا هذا الساحر لا يستطيع فعل شيء.
سأل فير بحزن: لا أعلم لماذا كل هذه الكراهية لزينة؟
أجاب برتاب: ليست غيرة، بل حقد لأنها أفضل منهم
قالت كاجول: أنت على حق ، بالنسبة لي زينة الكنة المفضلة.
كانوا يتحدثون ،إلا سيما تجلس بصمت ،تسال نفسها،هل هي على حق أما زينة؟
في الاعلي
كان يسند جبينه على جبينها ، و يلف يده على خصرها بامتلاك ،
و قال بنبرة هادئة: اتمني لا تذكري طلاق أو فراق مرة أخرى ،لاني لا أفعل زينة حتي لو بالإكراه سوف تظلين زوجتي.
كانت هي تلف يدها حول عنقه و أجابت: و أنا لا أريد الافتراق زين، أنا أحبك.
و فجأة دفعته و ابتعدت عنه و سألت بعصبية: و سميران، سوف تتزوج سميران.
نظر لها بابتسامة و قال: لا تجعلني أفقد الثقة في ذكاءك.
صرخت بعصبية: أنا ذكية جداً ، لكن ريا اخبرتني حتي حماتي لم تنكر ذلك.
جذبها إلى حضنه و نظر عيونها و قال: يريدون إشعال نار الغيرة في قلبك، لأنك أفضل منهم جميعاً ، لم أنكر أن ماما طلبت مني ذلك،لكن أنا رفضت و غادرت المنزل.
وضع قبلة على عيونها و قال بحب: أنا لم و لن أحب غيرك، أنت أول و آخر حب في حياتي.
و ضع يده على خصرها و اليد الأخري تحتضن كف يدها، و بدأ يرقص معها و هو يغني كلمات الأغنية المفضلة لديها
: هو هذا حب حياتي اللي أتمناه، يا طعم الغرام و عطره هو معناه ،ادفع عمري، ادفع عمري كله حتي أعيش وياك.
و مسك أيدها و يلف بها ، و قالت هي الأخري بصوتها الجميل: هو هذا حب حياتي اللي أتمناه، يا طعم الغرام و عطره هو معناه ،ادفع عمري، ادفع عمري كله حتي أعيش وياك.
و آخذها في حضن بحب و حنين الى أيام سعادتهم التي جهلت طريقهم.
سألت بهدوء: ماذا تفعل مع سميران.
خرج من حضنها ، و التقطت ثوب الصلاة و قال: ارتدي هذا.
سألت بتعجب : لماذا؟
أجاب : هيا زينة.
ارتدت الثوب سريعاً ، حتي تعلم ماذا يفعل؟
حضن كف يدها و غادر الغرفة ، ثم هبط إلى الأسفل.
وقف أمام العائلة ، و نظر إلى سيما و سأل: عندما طلبتي مني أتزوج من سميران، ماذا كان جوابي؟
لم تجيب ، أجاب هو: كان الرفض، أخبرتك أن مهما تفعل زينة سوف أتحمل، حتي لو دعست على كرامتي و قلبي ،سوف أظل احبها، أخبرتك أنها الحب الاول و الاخير و الوحيد، طلبت منكِ الابتعاد عنها.
كانت زينة عيونها عليه ،تنظر بسعادة و فخر له، و هو مازل يحضن يدها بحنان.
أكمل هو: أخبرتني أن زينة هي التي حرقت نفسها، قولت لكِ من حقها تفعل ذلك ، لأنها تعيش مع عصابة، ليس بشر ، أخبرتك مهما تفعل زينة سوف أكون داعم لها ،لاني أحبها ، لكن أنتِ لم تفهمين مشاعر ابنك، أنا اخجل أنك أمي.
كانت هذه الجملة كفيلة تهز كيان سيما، كانت تجلس على الكرسي، عادت رأسها إلى الخلف و أغمضت عيونها بحزن.
رفع يدها وضع قبلة عليها، و ترك يدها ،وذهب أمام برتاب، ضم يده( حركة الهنود) ,و قال باحترام و نبرة هادئة: اعتذر جدتي لكن يجب عليك الرحيل ، لأن زوجة عمي و سميران تخطي الحدود ، و أنا لا أصمت على إهانة زوجتي، و لا أريد فعل شيء يجرح قلبك، و لأجل عمي المتوفي، اطلب منك العودة إلى دلهي.
و دون النظر إلى بريتا و سيمران ،قال: من اليوم ليس لدي اي علاقة بهم ،قطعت كل الروابط معهم، للمرة الثانية اعتذر جدي، اعتذر جدتي.
نهض برتاب وضع يده على رأس زين و قال بحزن: أنا أعتذر زين ليس أنت، أنا لا أستطيع تربية هذه الساقطة و لا أستطيع السيطرة على بريتا، اعتذر زين.
و نظر إلى زينة و قال: اعتذر بنتي.
أبتسمت دون إجابة...
نهضت كاجول ،ذهبت أمام زينة و نزعت عقد من تراث العائلة ، و أعطتها لزينة في يدها ،و قالت بحب: أنت الكنة المفضلة ،و نعتذر لكِ عن ما حدث.
أبتسمت بدموع و قالت: اشكرك جدتي.
قال برتاب : هيا بريتا و سيمران و أنيل سوف نعود إلى دلهي الليلة يكفي لهذا الحد.
صعد برتاب و خلفه الجميع بدون حديث ، أصبح لا يوجد حديث يقال بعد حديث زين.
تحرك خطوتين وقف أمام تينا و ريا، نهضوا من مقعدهم بتوتر، و ينظرون إلى الأسفل بحزن و خجل.
قال بهدوء: أتذكر عند زواجكم سالتكم هل تريدون الإقامة في منزل خاصة بكم ، كان قرراكم العيش هنا، أتذكر كنت أفعل المستحيل لاجلكم، تينا لم اتذكر يوم فرقت بينك و بين ريا، قبل أن تحلم اي منكم كان يكون امامها، كنت اسعي لأجل سعادة الجميع، و ماذا فعلتم أنتم بالمقابل؟
قال بحزن و خذلان: تسعون لدمار زواجي، لماذا؟ فقط أريد معرفة السبب.
قالت تينا و ريا معنا بدموع و ندم: نعتذر.
لم تكتفي هذه الكلمة ،نظر لهم باشمزاء و لم يجيب.
تحرك أمام الثنائي المسؤول عن دمار الشركة و قال: لدينا حديث في غرفة المكتب، حتي أعلم كيف تصل اخبار الشركة إلى فارون؟!
أخذ نفس عميق و يعلم أنه جرح قلبها ،لكن يجب عليه يفعل ذلك لأنها اخطات.
كانت تجلس ضائعة ،حائرة ،لم تمر كلمة أني أخجل أنك أمي .
جلس أمامها على الارض، و حضن كفوف يدها و سقطت دموعه على يدها ، مما جعلها تبكي ايضا، و قال بحزن: لماذا فعلتي ذلك؟ أنت تقفين مع اعدائي ضدي، اي نوع من الأمهات أنتِ.
هذه الجملة جعلت صوت بكائها يرتفع.
أكمل بحزن: بريتا كل ما تريده النقود، تفعل كل ذلك لأجل المال، هذه أحلامك أتزوج من سميران التي بلا أخلاق و لا كرامة ، لأجل جنونها تفعل كل شيء ، اسألي نفسك ،سميران تكون زوجة لي أو زينة، اسألي نفسك ماما، من تستحق تكون زوجتي؟
زاد صوت بكائها ،حتي هو كان يبكي، مع بكاء تينا و ريا و هما يشعرون بالخجل من أعمالهم.
كانت تقف تنظر لهم، و إزالة دموعها بتعجب و حدثت نفسها: أنا بعيط ليه، داهية لتكون سيما صعبانة عليا ، لا طبعا هي تستاهل و ريا و تينا كان يستاهلوا.
نهض زين من على الأرض و قال: طالما ماما عجزت عن تدبير أمور المنزل سافعل، زينة و تينا و ريا ، هما الثلاثة زوجات في هذا المنزل، لذا أعمال المنزل سوف تقسم بينكم بالتساوي. هل يوجد اعتراض؟
أومأت ريا و تينا رأسهم بالموافقة على حديثها...
كانت زينة تقف بصمت، و تفكر أن منذ دقائق اتخذت بعض القرارات ،لكن لا تتحدث أو تعترض على حديث زين..
أكمل هو : منذ شهور و زينة تفعل كل أعمال المنزل ،لذا زينة سوف تأخذ عطلة و ريا و تينا سوف يقومون بأعمال المنزل.
نظر لهن و سأل : هل يوجد اعتراض؟
أومأ رأسهم بالرفض.
أكمل و هو يشير عليها: هي زينة سينج، هي زوجة زين سينج، هي صاحبه هذا المنزل، هي سيدة هذا المنزل، هي زوجة الابن الأكبر لعائلة، لذا هي لديها كل الصلاحيات ، مفهوم.
أومأ الجميع بالموافقة
قال بهدوء: اتمني أن ينتهي مشاكل المنزل ، حتي أستطيع التفكير في مشاكل الشركة، حلم حياتي و مجهودي و تعب سنوات يضيع من بين يدي و الفضل في ذلك عائلتي.
نظرت له بسعادة و لا تصدق ، و كأنه كان هنا و سمع حديثها ،لذا يريد أن ينفذ كل حديثها.
هو بالفعل يعلم ما حدث من رئيس الحراس الذي أخبره بكل شيء ، لذا أكد على حديثها حتي يثبت للجميع أن مكانتها عالية في هذا المنزل.
نظر الجميع إلى الدرج كان يهبط برتاب و الباقي
وقفت سميران أمام زينة و تنظر لها بحقد و غيرة.
و كانت زينة تنظر لها بانتصار و سعادة.
تحولات نظرات سميران إلى شر و قالت : هل تظنين أني اتركك تفوزي بحبيبي.
استغلت أن الجميع مشغول في توديع فير و كاجول.
و بحركة سريعة ، طعنت زينة بآلة حادة في بطنها.
وضعت زينة يدها مكان الطعنة، و رفعت يديها ،كانت ممتلئة بالدماء.
صرخت و هي تقول: زين.
وسقطت على الأرض.