![]() |
رواية بقايا قلب مكسور الفصل السابع عشر بقلم رباب حسين
يومٌ جديد..... يفتح عينيه في بطئ وكأن جسده يرفض الإستيقاظ..... شعور سئ راوده فور إستيقاظه...... طال الإنتظار وبطلت الحجج..... أخشى عدم اللقاء وبِتُ لا أرغب في العيش يومًا أخر دونك.... وضع كفيه على وجهه يحاول أن يجمع شتات قلبه حتى ينهض على أمل كل يوم يمني نفسه بذات الكلمات..... "لعل اللقاء اليوم"......نهض مثقل الخطى ذهب إلى المرحاض وأخذ حمامه ثم خرج يرتدي ثيابه ويشعر بثقل بقلبه لا يعلم ما هو ولكن شعور سئ يزداد مع الوقت ثم نزل لتناول الطعام ووجد رعد يمزح مع إلهام ثم جلسو وتناولو الطعام وشعرت إلهام بحزنه فقالت : مالك يا حبيبي؟.... حاجة مضيقاك؟
وضع أدهم يده على صدره وقال : حاسس إني مش قادر أتنفس.....قلبي مقبوض خايف يحصل حاجة
رعد : حاجة زي إيه طيب؟
أدهم : مش عارف
قطع تحديثهم صوت طرق الباب فنهض أدهم من مكانه وذهب ليفتح في ذعر على غير العادة فوجد محضر أمام الباب ثم قال : أدهم سراج الحسيني
أدهم : أيوة أنا
المحضر : فيه دعوة مرفوعة على حضرتك..... إمضي واستلم الإشعار
نفذ أدهم ما طلبه وأخذ الورق وقرأه ثم اقترب منه رعد وإلهام ونظرا إلى الورقة ووقعت الصدمة على أدهم... أخذ يقرأ الورقة مرارًا وكأنه يتعلم الأبجدية من جديد ثم قال في توتر : ديه.... ديه قضية طلاق..... صح؟..... صح يا ماما؟
رعد : أهدى يا أدهم كده هنعرف نجيبها
نظر له أدهم في عدم استيعاب وقال : ديه مش عايزاني يا رعد؟..... أجيبها تعمل إيه.... مش عايزاني
رعد : إهدى يا أدهم وخلينا نفكر..... افتكر إن زين موصلها حاجات كتير غلط مش يمكن لما تعرف الحقيقة منك ترجع عن الطلاق
أدهم : طيب وأنا جيبها منين
رعد : شوف مكتب المحامي اللي رافع القضية ونعرف منه عنوانها
نظر أدهم إلى اسم المكتب وقال : معرفوش..... بس استنى..... زين باباه محامي كبير يمكن يقدر يوصلنا ليه
إتصل أدهم بزين وقص له ما حدث ثم طلب منه المساعدة فذهب زين إلى والده وسأله فأخبره عن معرفته به معرفة شخصية فقال لأدهم أنها سيطلب عنوان جالا منه..... أنهى أدهم المكالمة وانتظر لبعض الوقت وهو يشعر بأن روحه لم تعد داخل جسده..... ينظر إلى هاتفه وكأن الدقائق تمر كالساعات وبعد قليل أرسل زين له عنوان جالا فخرج يركض من المنزل ولحق به رعد ولكن رفض أدهم أن يذهب معه
في منزل جالا وصل عمر وجلس قليلًا مع صفاء حينما كانت جالا تبدل ثيابها لتذهب إلى موعدها مع المحامي لترفع دعوة قضائية لتطالب بحصتها في شركة الحسيني..... خرجت جالا ووجدت عمر ينتظرها فابتسمت وقالت : معلش إتأخرت عليك
عمر : ولا يهمك..... لسه قدامنا ربع ساعة والمكان مش بعيد
جالا : طيب يلا..... عايزة حاجة يا ماما وأنا جاية؟
صفاء : سلامتك يا حبيبتي
فتح عمر الباب ووجد أدهم يقف أمامه ويرفع يده إستعدادًا لأن يطرق الباب فعقد عمر حاجبيه وقال : مين حضرتك؟!
نظر له أدهم ثم دفعه بيده قليلًا لتظهر جالا خلفه.... كأن الزمن توقف.... كأن أنفاسه علقت بين صدره وحنجرته لا تخرج ولا تدخل.... فقط بقي ينظر..... أنتي هنا؟!..... نعم.... تلك التي كان يطارد ظلها بين الطرقات ويجمع حكاياتها من أفواه الصدفة..... تلك التي رسم ملامحها في ذاكرته ألف مرة وخاف أن يخونه التخيل
وقف أمامها.... وجسده يرتجف كأن الروح داخله خافت أن تصدق.... أهي حقًا؟.....
أتكون هذه النبضات المجنونة في قلبه دليلًا على أنها الحقيقة؟..... أم حلم أخر من أحلام اليقظة التي يعيش بها منذ أن رحلت؟
لم يقل شيئًا.... فقط عينيه قالت كل شيء....
قالت عن ليالي طويلة كان فيها النوم خائنًا...عن أيام فقد فيها معنى الدفء رغم ضوء الشمس
وعن لحظات ظل فيها قلبه معلقًا باسمها لا يتزحزح..... أما هي فنظرت له وفقدت كل ما بها من قوة..... سقطت حصونها وقوتها الزائفة أمام عينيه....تكاد تجزم أن نبض قلبها أصبح مسموعًا لمن حولها..... البرودة تجتاح أوصالها وتنظر إليه وكأن لا يوجد أحد غيره ثم قالت في صوت مهزوز : أ... دهم
نظر لها عمر في صدمة ثم أعاد النظر إلى أدهم الذي يقترب منها ببطئ يرفع يده ليلمس وجهها ليتأكد أنها حقًا أمامه ليست أوهام ولا هلاوس ولكن أوقفه عمر الذي أمسك يده بقوة وقال له في غضب : بتعمل إيه؟
نظر له أدهم وقال : وإنت مالك
ثم نفض يده من عليه ونظر إلى جالا وقال : هو سؤال واحد بس..... مش عايز غير إني اسمع إجابته منك
اقترب منها قليلًا ونظر داخل عينيها وقال في صوت مكتوم : أخر يوم كنا في الشاليه لما قولتيلي بحبك..... كنتي قصداها؟
نظرت له جالا ثم نظرت إلى عمر في تردد وخجل فأردف أدهم : ردي علي السؤال ده بس وبعد كده هنفذلك اللي إنتي عايزاه
نظر لها عمر وكأنه ينتظر سماع إجابتها أيضًا وشعرت جالا بالتوتر الشديد فلا تعرف ماذا تقول......تكذب مرة أخرى لأجل عمر أم تقول حقيقة ما في قلبها؟.... كلا سوف يدعسه مرة أخرى دون رحمة وأعود إليه ذليلة.... زوجة ثانية.... أراه مع من أحبها وأصبح أنا لا شئ فقالت بقوة مصطنعة : لا.... مكنتش قصداها
نظر أدهم لها في صدمة وسمع صوت قلبه وهو يتحطم بين ضلوعه..... تحقق ما كنت أخشاه وتيقنت أن قلبك ليس لي ولن يكون أما هي قشعرت من نظراته بالكسرة التي لم تفهم معناها ثم قال عمر وهو يدفعه تجاه الباب : أظن كده عرفت إجابة سؤالك..... إتفضل لو سمحت أمشي من هنا
نظر له أدهم وقال : إنت بتتكلم معايا كده ليه؟.... إنت مين أصلًا؟
عمر في ثقة : أنا خطيبها
نظر لها أدهم في غضب وقال : إنتي مخطوبة وإنتي على ذمتي؟!
عمر : صوتك ميعلاش عليها
أمسكه أدهم في غضب وقال : إنت مجنون.... ديه مراتي
عمر : مؤقتًا
صفاء : كفاية يا أدهم كده...... لو سمحت أطلع برا..... مش عايزين فضايح في البيت وسط الجيران
نظر لها أدهم ثم قال لجالا : إنتي عايزاني أخرج؟..... ردي عليا
صفاء : كفاية يا أبني قولتلك..... أمشي من هنا وزي ما دخلتو بالمعروف تخرجو بالمعروف
نظر لها أدهم وقال في حزن : يا خسارة.... على العموم فاضل حاجة واحدة بس عشان ضميري يبقى مرتاح..... إني أقولك أسف..... ومفيش داعي لدعوة الطلاق.... أنا هطلقك زي ما أنتي عايزة.... مش ده طلبك من زمان..... أنا هنفذهولك
تركها وذهب وقبل أن يخرج من الباب إلتفت إليها في حزن ثم أدعى القوة أمامها وأغلق معطف حلته وارتدى نظارته الشمسية وغادر
"حبيبتي..... سابقًا لا أكثر
حبيبتي..... كل شي بينا أتغير
اختلفت كل المقاييس.... حتى أنت وحتى أنا عاطفتنا انتهت بينا وبردت كل الأحاديث
والتقينا بموعد أخر من جديد
كراسينا من حديد
أشواقنا من جليد
من غزلنا المفتعل..... وردك ووردي دبل
صرنا نتصنع الضحكة..... وعلى شفايفنا الخجل
يلا..... يلا خلين ننهي اللقاء....كافي تمثيل ورياء
شربنا كاسك يا ملل....ننهض نودع بعضنا
ويدفع الفاتورة عنا..... بطل قصتنا الفشل
مات الإنسان بداخلنا مات..... كلنا بدم خلين نبكي عليه"
منقول
جلس أدهم داخل سيارته وأسند رأسه على الكرسي وأغمض عينيه.... خسرها.... أو لم تكن ملكه من الأساس ثم قاد سيارته دون وجهة
أما جالا وجلست على الكرسي ونظرت أمامها في شرود.... كثير من المشاعر اجتاحتها في وقت واحد..... إشتياق..... حزن..... يأس.... ألم.... كذب..... هروب..... قوة زائفة.... كانت نظرتها كفيلة بأن تخبرهما بأنها ليست على ما يرام.... جلست بجوارها صفاء ورتبت على يدها وقالت : إهدي يا جالا..... خلاص هتخلصي من الموضوع كله
نظرت جالا إلى عمر وقالت : ليه قولتله إنك خطيبي؟
عمر : إنتي بجد بتسأليني؟!.... أنا بحميكي منه
جالا : بتحميني تقوم تطلعني واحدة مش كويسة رايحة تتخطب وهي على ذمة راجل تاني.... إنت مكنتش بتحميني يا عمر أنت خفت..... خفت أدهم يرجعلي أو أنا أحن له عشان كده كدبت عليه عشان تقطع الأمل من ناحيته وتطمن إنه مش هيرجع تاني
عمر : حتى ولو..... حقي أدافع عن حبي ليكي واحميكي من إنك تقعي ضحية في كدبه تاني ويخدعك عشان يطمن إن نصيبك يفضل تحت إيدي..... مش ده كلامك..... مش ده رأيك فيه إلا بقى لو إنتي مستعدة تديله فلوسك عشان تفضلي معاه وترمي نفسك عليه
وقفت جالا في غضب وقالت : إنت إتجننت يا عمر.... إزاى تتكلم معايا بالشكل ده؟.... أنا هشتري راجل بفلوسي؟!.... ديه فكرتك عني؟!
زفر عمر وقال : لا والله.... أنا انفعلت معرفتش أنا بقول إيه..... متزعليش أنا أسف..... يا جالا ما أنت بتسأليني سؤال يضايق.... ما طبيعي لما تطلقي أنا هتقدملك.... إنتي أصلًا ملكيش عدة لأنه ملمسكيش
جالا : عمر أنا كنت صريحة معاك من الأول..... أنا لسة مخدتش قرار من ناحيتك ولا عايزة أظلمك ولا أدخل في علاقة تاني وتفشل.... أنا مش حمل أفشل تاني وكل اللي طلبته منك وقت وإنت مش بتعمل أي حاجة غير إنك بتضغط عليا بس
تنهد عمر وقال : خلاص..... أنا مش هضغط عليكي تاني بأي شكل من الأشكال..... أنا هلغي معاد المحامي النهاردة ولما تبقي مستعدة تروحي قوليلي هبعتلك العنوان على موبايلك عشان لو حابة تروحي من غيري..... عن أذنكم
ذهب عمر فقالت صفاء له في غضب : ليه يا جالا كده؟..... الراجل كان بيحميكي من البني أدم اللي حاول يقتلك قبل كده.... ده جزاءه؟
جالا : يا ماما مش معترضة إنه يعمل كده بس ميقولش إني خطيبته وأنا لسه مقررتش أصلًا.....أنا مبحبش حد يلوي دراعي
صفاء : إنتي بتخرجي غضبك عليه..... يا بنتي الواد بيحبك وشاريكي.....ماسكة في اللي بايعك ليه؟
بكت جالا في يأس وقالت : معرفش يا ماما معرفش...... مش عارفة حاجة..... أنا لما شفته رجعت لنقطة الصفر من جديد..... الوجع اللي في قلبي هو هو.... وبعدين أدهم بصته ليا غريبة..... مش فاهمة منها حاجة
صفاء : يا بنتي ده بيعمل كده عشان يخدعك..... اسمعي بقى والمرة ديه هتنفذي كلامي غصب عنك...... رجوع لأدهم مش هيحصل..... ولو المرة اللي فاتت مشيتي كلامك عليا المرة ديه مش هعديها فاهمة ولا لا
تركتها صفاء ودخلت إلى غرفتها وظلت جالا تجلس مكانها ودموعها تنهمر دون توقف
أما عمر فذهب إلى المشفى وحاول أن يركز في عمله ولكن لم يستطع فعقله أصبح مشوش مما قالته جالا ولوهلة ظن أن جالا لازالت تحب أدهم وقد كذبت عليه..... هل فعلت ذلك بعد ما طلبت منها أن تكذب لأجلي؟.... ولكنها تمسكت بي ورفضت إبتعادي عنها..... حسنًا لكنها تركتني أذهب هذه المرة.... ربما لأنها غاضبة مما قلت..... ظل يفكر دون جدوى حتى رآه حسن فاقترب منه وقال : صباح الخير يا عمر..... مش قلت هتتأخر النهاردة؟
عمر في حزن : اه بس أجلنا الميعاد بتاع المحامي في قلت أجي الشغل
حسن : ليه أجلتوه؟.... جالا كويسة؟
عمر : مش عارف..... إحنا شدينا مع بعض ومشيت وسيبتها
حسن : يا أبني إنتو لحقتو؟.....إيه اللي حصل؟
قص له عمر ما حدث تحت نظرات حسن المتعجبة ثم قال : أدهم ده مش طبيعي..... بعد ما أعلن وفاتها جي يسألها بتحبيني ولا لا
عمر في غضب : جالا بقى مش شايفة كل الأفعال العجبية اللي أدهم بيعملها متضايقة من كلمتي إني قولتله إنها خطيبتي
حسن : طيب أهدى بس..... أنا هكلم حسناء تشوف جالا مالها
قام حسن بالأتصال بحسناء التي علمت ما حدث اليوم وطلبت من حسن أو يسمح لها بالذهاب إلى منزلها ووافق وعندما وصلت كانت جالا تبكي دون توقف وصفاء لا تزال في غرفتها وتحدثت مع جالا واعترضت على ما فعلت جالا اليوم وحاولت أن تقنعها بأن قرار الأنفصال هو الحل الأمثل لها وإذا كانت لا تستطيع تحديد مشاعرها نجاه عمر الآن فيمكنها أن تتروى بأخذ قرارها ثم اتصلت بحسن تخبره بأن يحضر عمر إلى منزل جالا اليوم بعد إنتهاء العمل وبالفعل حاول حسن إقناع عمر بالذهاب وبعد أن إنتهى وقت العمل ذهبا إلى منزلها
أما إلهام فكانت جالسة مع زين ورعد ينتظرون عودة أدهم بعد أن أصابهم القلق عندما فشلو في الوصول إليه مما دب في قلوبهم الخوف فأدهم لديه ميول إنتحارية ولن يتحمل صدمة أخرى...... بعد وقت قضاه بين الطرقات لا يعرف أين يذهب عاد أدهم إلى المنزل ووجدهم يجلسون معًا في إنتظاره وعندما دخل اقتربو منه وقال رعد : عملت إيه؟
أدهم : ولا حاجة
إلهام : يعني لقيتها ولا لا؟
أدهم : لقيتها واتكلمت معاها والحمد لله صحتها كويسة
زين : طيب مرجعتش معاك ليه؟
أدهم : ما أنا لقيتها صحتها كويسة ومبسوطة لدرجة إنها مخطوبة لواحد تاني
زين في صدمة : مخطوبة؟!..... ديه مراتك لسة
أدهم : على رأي خطيبها مؤقتًا
رعد في غضب : هو إزاى يعني تعمل حاجة زي كده؟..... طيب أنت حكيتلها كل حاجة أو فهمتها إن كل الكلام اللي هي فهماه عنك غلط؟
أدهم : ملحقتش..... هو سألتها سؤال واحد الأجابة خلصت كل الكلام...... جالا.... محبتنيش ومش عايزاني..... بقولك مخطوبة..... يفيد بإيه الكلام يا رعد
ثم زفر في ملل وقال : بقولكم إيه أنا مش عايز أتكلم ولا أشوف حد دلوقتي..... أنا طالع أوضتي
ذهب من أمامهم ونظر رعد إلى زين وقال : أنا مش مرتاح..... حاسس إن أدهم واصل لحتة مش حلوة
زين : تعالو بس نفكر هنعمل إيه
جلسو وقام زين بالتفكير قليلًا ثم قال : لا أن الكلام مش داخل دماغي.... يا جماعة أنا عملت كل حاجة مع جالا عشان تصدق إن أدهم مش بيحبها لدرجة إني يأست منها وأنا أعرف إن الست متعملش كده غير لما تكون بتحب بس..... يعني هي لو مش بتحبه وعارفة إنه بيحب واحدة تانية وعايز يتجوزها هتفضل مخلصة ليه كده إزاي؟.... لا أنا متأكد إن جالا بتحبه
إلهام : بس أنا عارفة السؤال اللي أدهم سأله وواضح إنها قالتله مش بحبك..... طيب هتكدب ليه؟
رعد : عشان فاهمة غلط.... ما ده اللي بقوله لأدهم
ثم وقف وقال : لا أنا مش هقف أتفرج أكتر من كده..... على الأقل هريح ضميري هقولها الحقيقة وهي يبقى ليها حرية الأختيار ولو زي ما بيقول زين هي بتحبه يبقى مش هترجعله..... هات العنوان يا زين
وقف زين وقال : أنا جي معاك.... أنا كمان عايز أريج ضميري وأقدر أبص في عين أدهم تاني
ذهبا معًا وقررا إبلاغ جالا بكل ما حدث حتى وإن كان جوابها الرفض