رواية ساقي الود الفصل السابع عشر 17 بقلم هاله ال هاشم

 

 


رواية ساقي الود الفصل السابع عشر بقلم هاله ال هاشم

.

أريدك 
و إنه لشيءٌ مرير ، أن يحنّ الإنسان إلى ما لن يناله أبدًا.

لقائلها
.
كفايـه :: ابوج تصوب وده ، بس لا تخافين ، الچيلة طايحة بچتفـة وامس الليل كلـه عيني مساهرة عليه لمن طلعوها 
و خيطوه طلعت روحي .

10 ت
- مستمرة تحجي و صوتها يرنّ بأذني مثل ايقاع الجرس لكن ذهني يمـه ، عيوني معلگة عليه ، نايم مثل الملاك ، نزلت دَمعتي و حرب ما بين عقلي و گلبي دا تدور اسأل نفسي ، معقولـة يسويها و يأذي ابويـه ، و لسان گلبي يجاوبني مثل محامي دفاع ، لا هو مو قاتل و لا قطاع طُرق ،

7 ت
كفاية :: وينج يمهطوره ، مو جاي احاجيج 

- بلعت غصتي و انسابت دمعتي ، جاوبتها :
ويـاج كفاية ، طمنيني عنـه شلون صـار هسـة ؟

2 ت
كفـاية :: چـا صارلي ساعة شدردم وياچ؟
جاي اكلچ صار اشوة و وضعـه أَستقر و الحمدلله ، بس خنيجر سوده بوجهي مجسّر تچسر و لا عظم صاحي ، اندري منين طلعلهم هالمگوار مبيس بيهم ، خو جلال يزحف زحوف مجسحة تچسح !

14 
- بأنفعال واضح صحت :
و اخوج لشوكت يظل ماشي بهالدرب ها ؟
ما ناوي يتوب المن يلم بيهن ، اشو بس اني و باعني برخص التراب ، المن يلم بهالفلوس و معرض روحـه و هالشباب للخطر ؟

كفايه :: كلامج عين العگل بس الوضع ما يتحمل ملامـه بنتي ، هذا ابوچ سواء رضيتي و المارضيتي و آنه بلغتج تا تجين تشوفينه ، الظفر ما يطلع من اللحم حبوبة 

3 ت
- هـه لا والله يطلع ، وينـه اخوج عني كل هالسنين ؟
كم مرة اجيته و دفعني لبعيد ، اخرها حطني هنا و دار وجهه
وعدني يحلها و غَلس ، چم شهر آني هنا ما كلف خاطرة وشال تلفون يسأل عني ، الظفر اخوج شلعة من اللحم مو آني 

6 ت
كفاية :: شمالج متوحشه هيج، شغيرج ؟

3 ت
- من زمان توحشت من ساعة السلمني ابويه بأيد سلام 

كفاية :: يعني شني ما تجين تشوفين ابوج ؟

- لا ما اشوفـه ، و اتحمديلي بالسلامة لخنجر و بس !

6 ت
سديت الخط منها و أَعرف كلش زين راح تشيل بخاطرها ، گلبي يضرب بقوة ، عيوني تلومني عليه و تگلي ابچي ، رحت اقلب بحصيلة ذكرياتنا القليلة و رغم شحت حضورها بذهني و قلّة اثرها بقلبي بـچيت و أرتجفن شفايفي امسكت تلفوني 
و طلعت رقمـه اكثر من مرة حاولت اتصل و مكدرت ، صرخـة بكبر الگون انحشرت بصدري ، دَخلت عالصور بالاستوديو ، مثل ام استشهد ابنها بأنفجار و راحت تدور اوصـاله ، هيج آني ادورله صورة ، كلمة ، ذكرى حتى لو مكالمة فائته ارثيه بيها ماكو ، 

8 ت
فـارغـة منه ، من ابوتـه من وجوده ، بس اسمـه الباقي يربطني بيه ، و بدل ما ابچي عليه ، لگيتني ابجي منه ابجي من جفاه
ليش بابا ،، ليش بعدتني عنك ؟

- مسحت دموعي بالعجل و رحت تقربت عليـه ، احسـه بصعوبة يتحرك ، همست :

صباح الخَير ،، شلونك شتحس ؟

غَياث :: شلّوني ،، متفلش !

2 ت
-ابتسم و هو يحاول يسند نفسـه حتى يكعد 

غياث :: سامعـة بلي يگول گلي يوجعني 

1 ت
- چتفت اديـه و صحت بأستهزاء :

الظاهر الجماعة المتضارب وياهم مو هينين ؟

2 ت
عگد جَبينه ببغض واستفسر :

غياث :: شبيج ود ، ليش اهيسج بحلكج كلام تريدين تگوليه ؟

- ويامن تضاربت غياث ؟ لـو خليني اغير صيغـة السؤال 
ليا جماعة تصديت بالذات ، جماعة الدعلج لوووو ...

غَياث :: جماعة ابوچ !

2 ت
- اتسعت عيوني مصدومـة ، حتى ما كلّف نفسه و نكر ، غوركن عيوني بدمعهن ، همست و الغصة خانگتني :

انتَ الي صَوبت ابويـه ؟

فتح حلـگه مصدوم بكلامي ، جاوب سؤالي بسؤال :

غَياث :: ابوچ تصوب ؟

-ضحكت بسخرية و اعقبت :
لا تَغشم روحك ،، انت الي هاجمتهم البارحة مو آني !

انتفض راد يگوم و انعقچت ملامحه متألم ، رجـع كعد لازم خاصرتـه و يحجي بتعب :

غَياث :: موش آنه الي اغشم روحي ، شني خايف منچ ، اي آنه هاجمتهم ، و طحت بزلام ابوچ دوسـه ونص ، أَذيتهم و أَذوني ، طحت چتيل خاطر يلتهون بالگونه و يتأخر التسليم منا لمن تجي المكافحة ، بس مو آنه الصوبت ابوچ و لا انـه الاكاون زلمة عيان بالتفك !

غياث :: الظاهر ابوج من شاف زلامـه التهوا ، ضحى بروحـه 
و راح يسلم لوحيدته مارد يضيع الفرصـة ، و الچيلة الطاحت بي هاي من الحكومة موش مني احمدي ربچ شرد بالحمرة وما خلاهم يلزمونه ، انت ياهي الگالچ ؟

2 ت
-همست بـعبرة :
كفاية ؛ تمشيت بخطى مرهقة و كعدت بصفة ، ضميت وجهي بين ايديـة وبچيت بصوت مسموع ، امتدت ايده تطبطب على گتفي و اجـه صوتـه بتبرير صادق :

غَياث :: والله و روح ابوي موش آنه الصوبته ، انه اعترف اعترضت طريقهم وخربت شغلهم عبن شرحتلج اسبابي امس بس ما توصل للچتل موش عاد ابو مرتي 

-شلت راسي و ابتسمتله بمرارة :
لا تبرر ، زين سَويت اني مثلك ضد هذا الشغل ، الي قاهرني داحسّ بالخذلان من نفسي ، كارهـة الصقيع المجمد گلبي ناحيته ، المفروض هسه اموت روحي علموده ، ليش ما احس بيني و بينه شي، دا تفهمني غَياث اليوم يالّه استوعبت 
آني فاقدته من زمـان و ما باقيلي منـه غير بس الأسم ،

7 ت
جرني لحضنـه رغم الألم الجسدي الي دَيحس بي ، ما خلاني لوحدي ، احتضني بحزني و ضياعي ؛ دموعي تبلل صدره ، باس راسي و بقى يواسيني بصمت ، صمت وحدة مثلي تفهمة وحدة عاشت كل عمرها تبچي و تحزن لوحدها بلا ما تنطق وتگول شنو اليوجعها لان محد چان موجود يسمعها .

بعدما قطعت شوط من البچي ، حَسيت على روحي آني حاطة راسي بثقله على صدره المتورم ، بعدت نفسي عنـه و اعتذرت:

اسفـة وجعتلك صدرك 

بعد خصلة من وجهي ، عيونه تناظرني بحب :

ابتسم بتعب :
غَياث :: لا تشيلين هَمي ،، آنه متعود عالصواب و موش اول مرة ، راح اگل لعمي ياخذج الهم 

- و اذا سأل عمك ، ابوچ شبيه شكوله ؟

غياث :: خليها يَمي ، راح اگله جماعة معترضة دربهم رايده تسلبهم ، صاير رمي و أَبوها تصوب و انتِ فهمي عمتج على هذا الكلام ، خل حجيچن يصير واحد

- تتصور تعبر على عَمك هاي السالفة 

تنهد و همس :
غياث :: هي ما تعبر بس آنه اعبرها عليه

2 ت
- هزيتله راسي بتعب ، سند نفسـه و گام على حيلـه يتحرك بتثاقل ، صحت وراه :

وين رايح ؟

غياث :: اغسل و انزل اشوفن عمي خاطر يوديچ 

غياث :: شبيها حالتي ولك حنطاوي ؟

16 
ابتسمت و اعقبت :
- مدا تشوف روحك بالگوة تمشي؟

غياث :: انت بس زهبيلي هدومي و شوفيني شلون راح اسبح و ارجعلج مثل الاسد 

-هزيت راسي بأبتسامة و رحت جريت منشفـة و ناوشته :
تفضل اخذ هذهِ ويـاك بين ما احضرلك ملابس 

اخذها و راح و آني مثل الچان يكابد على نفسـة بلگوه ضامـة دموعي ، كعدت ابچي بحركة و كأنه داصب روحي مو دمع 
دا احس نفسي بعالم غَريب عني ، من جهة ابويـه و شغلة ومن جهة غياث و من جهة لخ حالتي النفسية الي تدهورت كلش وصرت اشوف شغلات ما ادري اذا الها وجود او لا 

1 ت
كملت و لبست صايتي ، دخل ينشف بشعره و عيونـه نزلن عالجنطة بأستغراب ، ما حجـه تقدم اخذ ملابسـه ، صحت :

اساعدك تلبس ؟

غياث :: لا اخذي راحتچ كملي و لمي شعرج زين جوه الحجاب 

3 ت
-عقدت حواجبي و بداخلي احجي : 
شوكت اني ما لامته زين ؟

صفنت عليه جان ديمشط بشعره ، سألته :
- شلون صرت ؟

غياث :: زوين 

- بعدك موجوع ؟

غياث :: عادي ،، متعود 

-اندار و نبهني مرة لخ :

غياث :: جـا خوش الله يديمها، امشينا ننزل ناچلنه لگمة ، و هم احاجي عمي يوديج ، 

تناوشت الجنطـة و اجت عينـه عليها تساءل بفضول :

غياث :: بس ما گلتيلي المن هاي الجنطة ؟

- اليـه ، غير رايحـة لاهلي

غياث :: و شني ناوية تسوين اقامة هناك ؟

-ذبيت الجنطة للارض و هتفت : 
لا بس اريد ابقالي كم يوم هناك

ضرب لسانه بسقف حلكـه و صاح 

3 ت
غياث :: ماكو هيچ حجي ، بليل تردين 

- صدك تحجي انت َ لو تشاقى 

غياث :: مشاقي وياچ گبل ، شني بويه شعندج ظاله هلگد ، يحطونج اله بالمغذي لو يناوشوج اله ويه العلاج ؟

- عضيت باطن خَدي بتوتر ، ما رديت عليه ، جر ايدي و نزلني 
مشيت وياه ساكتة بس بداخلي اتوعدلـه لو آني لو هو ،

نزلنـه جوه چان الكل حاضر ، اليوم الشيخ موجود ، واصل بعد صلاة الفجر يعني ريوك جماعي ، فات هو للصالـة يم الولد 
و آني رحت للمطبخ ، صبحت عليهن و ردن تحية الصباح عدا سمره ، جانن ملتهيات يحضرن الريوك ، زينب بدت حركتها تثكل رغم بعدها بشهر الخامس من الحمل ، رحت تناوشت منها السچينة و گمت اقطع بالخضروات بعصبية ، تساءلت بقلق :

1 ت
زينب :: شمالچ ، لَيش هيج وجهج 

- شبي وجهي ؟

زينب :: مصوفر و عيونج وارمـة چنج الليل كله جنتي تبچين 

لطمت على صَدرها و نشغت 

زينب :: ياااع ، دخيلك يبو الحسن

- كل الموجودات التفتن على حسّ نشغتها 

سمرة :: شمالچ ياهو المات ؟

زينب :: فال الله ولا فالج ، بعدين شعدج خاله اذاناتج يمي 

1 ت
- هزت ايدها سمره بسخرية :

سمره :: مو صوجج و الله ، صوجي انه السألتج 

زينب :: جـا خوش بعد لا تسألين 

مد راسـه اواب من باب المطبخ 

اواب :: صدك تحچن تجذبن ، راح يوذن الظهر وين اكلچن نريد انتدولچ و نولي لشغلنا

اواب :: خو انتِ موجفـتلي مثل عظم الريس ، محد جا صوبج عيني

-هزت ايدها و اندارت تصب شكر للاستكانات ، هو خلى و راح 
مدري حَسيت بسمره بدت تميل الـه او يمكن تتأثر بكلماته ، 
من كل كلبي اندعيت الله يهديها عليه ، 

گمنا ننقل الصحون للصالـة و تفاجئت بالبدوية كاعدة 
و مترأسة السفرة و لا جن رايح گد عمرها و باب رزقها ، سابحة و متكشخة ، تسولف و تضحك والدنيـا زاهيتلها ، تجاهلتها وسلمت على الشيخ و سلم عليه بحفاوة ، باس راسي و طبطب على چتفي :

يعقوب :: هلا ،، هلا بالشيخـة مرت الشيخ 

- لمعن عيوني بأفتخار ، حتى ما عرفت شنو ارد ، باوعت لغياث مبتسم فرحان اما البدوية تلاشت ابتسامتها الشفتها قبل شوي 
و عيونها جدحت بغضب مكتوم ، 

رحت كعدت بصفـه و عيوني ما نزلت منه ، چان مبين عليه تعبان و دا يتحامل على وَجعـه ، توقعت راح يلاحظون هالشي لكن خابت توقعاتي ، محد لاحظ تعب وَجهـه و لا حركتة البطيئة وهو يتناوش الاكل من الصحن و ملامحة الي تنكمش بين لحظة و لحظة ، انمرد گلبي عليه ، لعد شكد كابد بحياته و شگد تجرع مرارات و محد حسّ عليه ، و السبب لانه انسان يتحمل ، يحملونه اكثر و لانه ينوجع بصمت محد يسمع صدى معاناته ،

قاطع شرودي صوتـه وهو يخاطب عمـه مهران :

غياث :: عمي بلا أَمر عليك ، بلچن تودي ود لاهلها

-باوعلي مهران و رد عليه بأستغراب :

مهران :: سلامات ،، خما صاير بينكم شي ؟

غياث :: يسلم عمرك عمي ،، ما صاير شي بس جماعة مسلحة معترضة طريج ابوها امس رايدة تسلبه و متچاتل وياهم ، طايحة چيلة بچتفه و مصوبته 

يعقوب :: لا حول و لا قوة الا بالله ،، و هسع شلونـه ابوچ

همست بحرج :: لا الحمدلله حالتـه مستقرة ، بس احنا نخاف لانو بي سُكر 

قاطع حديثنا صوتها الي اجه بنبرة مستفزة :: 

البدويـة :: و هو سليمان شعنده و الوادم تعترض دربه ،
يبوكون التمرات لو يسطون عالخشبات 

4 ت
فرقت شفايفي ردت أردحلها لكن غياث قاطعني :

غياث :: اسمـه ابو ود ، و عنده فلوس قيامة الله و هذا سبب كافي يخلي النفوس الضعيفة تترصدله 

البدوية :: چا خوش الله يچثر خيره و يچفينه شره 

- اجيت احجي ، لكنه عصر ايدي حيل ، باوعتله بعتب ، رمش وهز راسه بخفـه عود لخاطري سكتي 

رمقها الشيخ بنظرة تحذيريـة خلّتها تلصم ، صاح موجـه كلامه اليه : 
يعقوب :: الحمدلله على سلامته بنيتي ، الف لا باس و اذا محتاجين شي ما يردكم الا لسانكم 

1 ت
مهران :: و انتَ الصادك شيخ ، بنيتي ود ، احنا هم اهلچ شتحتاجون حاضرين 

1 ت
اواب :: حمدلله على سلامة ابوچ خيتي ، مايشوف شر

4 ت
همست بخفوت :: تسلم ربي يحفظك

غياث :: كفو منكم يابـه 

هارون :: حمدلله على سلامة الوالد و حنا اخوتچ هنا ، اي شي تحتاجونـه ركابنا سداده و ما نكصر ان شاء الله 

غياث :: مامنك كصور عضيد 

- تشكرت منهم بصوت خافت ، لطفهم و اخلاقهم خلّتني ما الكى رد مناسب ، حسيت برغبة انه ابجي من الفرحة هلكد ما شعرت بالاهتمام منهم و كأني فرد حقيقي من هذهِ العائلة ، قاطع شرودي صوتـه و هو يخاطب جده :

2 ت
غياث :: اي شيخي شصار على سالفة هيثم كون انحلت على خَير ؟

2 ت
يعقوب :: والله شگلك ابن عمك داكله دگة ناقصـة طلعت البت المتحارش بيها على ذمة رجال و هي موصله حجايته لاهلها
ورجلها و حالفين يمين يچتلونه عبنّه موش اول نوبه يتعرضلّهه ، حولنا عليهم و الناس طلعوا اجاويد صاحبين حظ و بخت ، قدروا جيتنا و طيحوا الفصل جوه الفرشه شرط ابنا بعد ما يدش لبغداد و يترك حتى دوامه و ان شافوه لو لمحوا خياله يحطون جيلة براسة و يچتلوه 

1 تعليق
غياث :: والله ما طلبوا الا حكهم ، هالزلمة لشوكت يظل مهرفل هشكل و عينه وصخة عالنسوان 

2 ت
اواب :: و انت الصادك يخوي ، آنه هم من شفته مزورك بگلبي گلت حرامات لو مچسرينة بعد 

2 ت
مهران :: ليش يفيد ؟ ،، صابر رخالة الحبل و خلاه يتفوسد 
و يشوف رويحته عالوادم ، هذا غياث موش درس بالولاية
و خلصاله فترة عايش هناك شو ما اتفرعن هيچ علينا 

2 ت
-بالبداية ما فهمت الحديث ، لكن اتضح فيما بعد ان المقصود هو اخو احلام الي يدرس ببغداد و الواضح مسويلة مكسورة ويا بنية تدرس وياه و الظاهر جايبينه و جايين للديرة ، قاطع شرودي صوت عمه :

4 ت
مهران :: ها بنتي كملتي ، حتى نروح ما زال الوكت طيب ؟

-هزيت راسي بقبول ، و تذكرت علاجي بقى بالجنطة ، صحت :

بس اجيب جنطتي من فوك ، صدت عيني بعين غياث لكيته رافع حاجبة اعرف غثته سالفة الجنطة ، صعدت بسرعـة اخذتها و نزلت اركض تلاكيت وياه بنهاية الدرج ، قطع الطريق عني ، همس بتوعد :

1 ت
غياث :: بيتـه ماكو ، بليل اجيج اخابرج تطلعيلي بالباب 

- واذا اجيت و ما طلعتلك شراح تسوي ؟

1 ت
صفن بوجهي ثواني ، رد :

غياث :: لا ابوچ و لا حراسـه يخلصوج مني ، اطلعلج من جوه الكاع و اردج وياي 

- ديربالك على نفسك ، مشيت و جذبني حيل من الجنطة انداريت اباوعله مستغربة ، باس كصتي حيل و بلهجة تهديد گال :

غياث :: بليل تردددين !

1 ت
- بوسته خلّتني اتصنم بمكاني ، اضطربت و أَحس العالم دَيدور بيـه ، قلبي يخفق بقوة ومغص لذيذ اصاب معدتي ،، باوعتله ، واكف مبتسم بخبث ، ايده بجيوبه ونظرة انتصار تسلّطت على محياه مثل الي ديكولي : شوفي الشروكي شلون من يعشگ شلون يخطط و يقاتل و يغتنم !
اجـه صوتـه العابث ، رجعني لوعيي :

صعدت ويه مهران ، و طول الطريق يحجي وياي و يواسيني 
بأمثال و قصص عن الصبر عن ابتلاءات الدنيا و مصايبها لكني مجنت وياه بذهني ، فقد جسدي جالس بالسيارة ، عقلي و حواسي كلهن ظلن يمـه ، اسأل روحي من بعد كل هالسنين الما مرني العشك بيها شلون عشكته ؟

4 ت
اكره هذا الضعف ، اكره كوني كتاب مكشوف گدامه و دا يستمتع بقرائتي و استكشافي على مهل ، اكره فكرة آنه اسرني 
و اخذ كل تفكيري و اجتاح حياتي بهالشكل !

مهران :: وصلنـا عمي ، انزلي و آنه اجيبن جنطتج 

- تمام عمو ، مشكور مقدماً 

مهران :: العفو يابه ، شمسوي 

- نزلت من السيارة و عيني تعلّكت على بيتنا ، احسّ بشعور غريب ما يتفسر ، ما ادري افرح لان مسيرة على بيتنه لو احزن لان هذا البيت خيب ظني مرتين سابقاً ؟

1 ت
لكيت بس واحد من الحُراس ، لا جلال و لا خنجر موجودين ، بس شافني فتحلنا الباب و فتت و بدخلتي شفت كفاية واكفـة بنص الطارمـة و مسطرة كم سلاح رشاش على الارض و جاي تفصخ بيهم ، صحت بأستغراب :

جفلت و رفعت السلاح بوجهي رأساً ، اجزاء من الثانية حتى استوعبت و نزلت سلاحها بتك ايد و الايد اللخ غَطت عيونها 
من الشمس ، صاحت :

كفاية :: هلااا يمه ودة 

- ايدي على گلبي ، اتنفس سريع ، صحت :
انتِ خليتي بيها يمه ، زوعتيني العافية !

اجـه صوت مهران وراية ممازح :

مهران :: حيي الله التفاكة بويـه !

9 ت
-ذبت السلاح عالارض و صاحت : 

كفاية :: حي الله اصلك ابو فاطمة خوية ، هلا بيكم نورتونا 

اقتربنا كلش و القينا التحية و هي ردت بصوت ممزوج بخجل ، شكلها ما متوقعة يجي احد ويايه حسيتها ارتبكت بس سيطرت عالوضع ، دخلتنا للديوانية و جانوا خالين سرير مال مرضى و ابويـه ممدد عليها ، انخمش گلبي و عيوني انفتحن شلالات من الدموع :

قرفصت بمستوى السرير ، و باوعتله جان وجهه تعبان ، 
والتجاعيد ظاهرة منطيته عمر أكبر من عُمره ، نحلان و مبين متأذي ، حطيت راسي بمستوى بطنـه و ظليت اشهك ، حَسيت بلمسـة خَفيفـه على راسي و صوت ثقيل خرج بنبرة نادمـه :

سليمان :: لا تبچين بويـه ،، آنـه زين ما بيه شي 

1 ت
مهران :: الحمدلله عالسلامـه يبو ود ، ما يجيسك شر ان شاء الله

سليمان :: الله يسلمك يخوي ، سهلة بالريش 

رفعت راسي الـه ، اتمنى اكدر اواسيه و اخفف عنـه ، حسيت نفسي محرجة ، استحيت امد ايدي و أَحتضن چف ايده استحيت ادنك وابوس جبينـه ، بس دموعي تجري و بهذه اللحظة الدموع ابلغ من كل الكلام ، همست بتكلف :

-متشوف شر حجي 

غمض عيونـه بأمتنان ، 
سليمان :: عسا لايصيبج شر جوهرتي 

1 ت
-ارتجفن شفايفي بأبتسامـة مُزيفة .

كفاية :: تفضل خويـة ليش واكف !

-انداريت لكيتها شايلة صينية بيها عصائر ، حتى ما انتبهت شوكت راحت جابتهم من المطبخ ، كعدنا كلنا محاوطين ابويه 
الي جان يجاهد حتى يسند نفسه و يكعد ، اخر شي كام مهران ساعده عالنهوض و حطله مخدتين ورا ظهره ، بگلبي اندعي لمهران گدما زلمة معدل و گلبه طيب. 

4 ت
لحظات معدودة تبادلنا بيها احاديث رَسمية و ما تطرقنا للحادث بشكل عميق بأستثناء سؤال مهران عما اذا كمشوا الي سووها لو بعد و جان جواب ابويـه دبلوماسي 

سليمان :: قدمنـا شكوى و متانين القانون ياخذ مجراه 

ضيقْت عيوني عليه و كأني اكوله علينا سليمان افندي 
لولا نبهتني كفاية وهي تعض بشفتها و تأشرلي عود عيب منا ضيوف ، 

سليمان :: شمتانيات روحن زهبن الغدا ،

مهران :: لا خويـه انتَ مريض و صوابك ثچيل ، رحم الله من زار و خفف 

كفاية :: لا خويـه هاي ما مرجيـه منك اول دشتك علينا و وكت غدا و ما تتغدا 

صفن ثواني ، مثل الي تذكر شيء و رد بوقار وهو يحط ايده على صدره :

2 ت
مهران :: غداج وصل يا بنت الاجاويد ، حنا اهل ما بينا هالامور 

اني فاتحة حلكي عليهم شديحجون و تذكرت سبحان الله حجه نفس كلامها من اجتي ذاك اليوم ، شنو صدفة لو بسمار ، افتر دماغي ؟

عمو مهران ممكن طلب عفية ؟
اندار و رد بـأبتسامة ، 

مهران :: گولي يبعد عمچ ؟

-اريد ابات هالليلة ، ممكن تحجي ويا غَياث ما يجي ياخذني 

3 ت
ابتسم و هتف: 

مهران :: بووووية شيورطني وياه ؟

ضحكت و رديت بخفوت :
-هو يحبك و يسمع منك ، عفية مشتاقه لعمتي و صار هواي ما جايـه 

رفـع عينـه للي واكفـه ورايه ، صفن شويـه ورد :

مهران :: صار بويـه انه احاجيـه ، و كولي لعميمتج خلي اتاني الشمس تنزل و تطلع تنظفهن ، حارة و هوا شرجي مازين عليها 

11 
-انداريت الها ، رأساً دنكت ، رجعت باوعتله بأستغراب ، 
و راودت عقلي فكرة غريبه ، همست بخفوت :

1 ت
صار اكللها ان شاء الله 

مهران :: يلا في امان الله 

-مع السلامة ، رحت تخوصرت يمها و همست ممازحة :
عيني يكولون هوا شرجي و شمس حارة موزين عليج ، نظفي سلاحج العصر !

6 ت
شالت راسها مغطيه عيونها بكف ايديها من الشمس :

كفاية :: و شمالج تحجين هَيچ ولچ ، اكفي عدل لا اكوم انيم التفكه براسچ 

لويت شفايفي و باوعتلها بنص عين 

استقامت و جرتني بحضن قوي ، تبوس بيه و تضحك

كفاية :: دَهر فرچ شگد مشتاگتلج !

1 ت
و بقينا آني وياها نتبادل الاحاديث ، سألتها عن خنجر و جلال 

كفاية :: بالمشتمل اليم البستان ، من شوي وديتلهم الغده بيد سعد 

بعبوس تساءلت :
- سعد هذا منو ؟

كفاية :: الوليد الصغير الجان واكف بالباب 

تنهدت و همست :
- حيل صغير هذا كفاية ، شنو هاي العالم بزعانة من جهالها 
زين ابويـه لشوكت يستغلهم هيج

كفاية :: ليش ما تكولين مسويلهم سبوبة عيشة ، الوادم ما لاكية تاكل و ابوج ديشغلهم عايشين و معيشين عوائلهم

-وتعتبرين هذا شغل ، هاي نار و بأي لحظة يموتون !

- آني داحجي بصورة عامـة ، الشغل هذا مو خوش و ديودي ارواح عالم للتهلكة ، كل من هبّ و دب صار يشيل سلاح و أقل مشكلة صار المراشك بفلس منو يروح بيها غير المساكين ، 

1 ت
فجأة خطرت على بالي بنين و نزلت دمعتي ، همست :

بنين مثلاً ،، بسبب منو راحت مو بطلقة تايهة من ولد اخوج 

1 ت
كفاية :: كلامج عدل يمـه بس ما راح يغير شيِّ تعلم على هذا الكار ضيع نفسه و جاي يضيعنا وياه

-مسحت عيوني و تساءلت :
و هسه خنجر و جلال شلونهم ؟

1 ت
كفاية :: شلونهم ، مجسرين تچسر ، المگوار الله يهديه كاضي بيهم التوبه ، بس خنيجر يگول انه هم طحتله وين التوجعة

1 ت
كفاية :: و انتِ شمالج جاية حامية علينا ، شني تشتغلين عد الحكومة وما نعرف ؟

- لا مو مسألة حاميه بس موقفي حدي تجاه هذا الامر ، عموماً خما عدهم اصابة خطرة ؟

كفاية :: لا بالريش رضوض على فشخات 

-ضحكت بأستهزاء :
لا ابد ما بيهم شيء

قلصت عيونها بعدم رضا 
كفاية :: زلامنا متعوده عالكونات يطكون و ينطكون چا شلون ينرم عظمهم ؟

- اتركينا منهم هسه و كوليلي ولد اخوج شخبارهم ، شوكت يطلعون ؟

كفاية :: المحامي يگول ماظل شي و يطلعون ، و حجي ابيناتنا خايفة منهم و من طلعتهم 

بأستغراب رَديت :
- خايفـة ، ليش خايفة مو انحلت سالفتهم 

كفاية :: اهيس حالج مو تمام ، و چثير حجي بعيونج سولفيلي شلونه وضعج و شلونه زلمتج وياج ؟

1 ت
-تنهدت بـحيرة و خوف من المجهول ، حسيت محتاجة افضفض رحت اتقيأ كل مخاوفي گدامها :

آني مريضة كفاية ، مريضـة كلش و علّتي الظاهر مالها علاج 

باوعتلي بفزع و عيونها تتفحص كل شبر بيه ، 

كفاية :: يمه اسم الله الزهرة ،، احجيلي يبعد چبدي شمالج شيوجعج ، شني علّة يا ساتر ؟

- العلّة بعقلي كفاية ، صايرة اتخيل شغلات مدري موجودة مدري لا ، احلامي كوابيس هاي اذا ما جانت احلام يقضة 
و الدوة الچنت اخذة اي فايده مابي يضر ما يُمر !

1 ت
-سولفتلها كل تخيلاتي و كوابيسي ، ظلت تباوعلي محتارة تضرب اخماس بأسداس 

كفاية :: والله شگلّج ،، اعراضج هاي مال تابعه ، تخليني اوديج 
لبيت سيد **** هذا رجال بخيت واذا چان عندج تابعة يعرف يخلصج منها

1 ت
هزيت راسي برفض :
لا ،، المسألة مو مسألة تابعة ، اعرف هاي هلوسة و هاي اعراض متقدمة من المرض 

كفاية :: جـا شمتانية ما تگلين لزلمتج خل يشوفلج دكتور يو يوديج لدكتورج ببغداد ؟

- هو اريد اكوله ، بس ماكو فرصة ، وهم علاقتنا .....

عكدت حواجبها بأستفهام :

كفاية :: شمالها علاقتكم لا دكليلي بعدكم ما .....

1 ت
ضربت صدرها و نشغت :

كفاية :: شلوووون ،، هاي بعدج لحد هساع مانعته منج 

- ما اكدر اخطي هيچ خطوة ،، افهميني !

كفاية :: شنهي لهسه ما رايدته ؟ مالچ نفس بي ؟

- مو مسألة نفس و غيرها ،، بس اهله 

ضربت راسها و صاحت بقلّة صبر :

كفاية :: يا طلابه اهله الما تفض !

- شسالفة كفاية ،، ليش متفهين الامور لهذا الحد ، بعدين مو على اساس ابويه ما يبقيني عدهم و متاني عزيز يصحى اشو داشوفج مستقتله حتى يتم زواجي ؟؟

فلت وجهه و ارتبكت :
كفاية :: هاااه ،،. لا حبوبـه لا مستقتله ولا شي بس اشوفنج صرتي تميلين الـه و هو هم مبين رايدج گلت بلچن الله
و تستقرين احسن من شلّة الحال وسالفة الماضي التودي 
و تجيب بيچ  

ابتسمت بمرارة و اعقبت :
- شفتي رجعتي تفهين الماضي ،، و كأن الصار بي مجرد حدث عرضي ، انسانه على الهامش ماتت و اندفنت ، انتِ مستوعبـه الي ديصير بيه ؟ مستوعبة شلون وكعت وكعـة ؟ اني حبيته كفايه ،، تعرفين شنو يعني حبيته ، حبيت رجال من نسل الي كتلوا امي ، حبيت الرجال الي جنت اشوفه كابوسي واشوف امـه جحيمي بالحياة ، المشكلة بديت اضعف بديت انجذبله
وخايفـة من نهاية هذا الطريق !

كفاية :: يايمـه لا تسوين بروحج هيج ، ربج چريم و يزرع المحبة من بعد كره شمدريج شضاملج ويه هالزلمة يجوز يعوضج بدل الضيم الشفتيه .

انتفضت و وكفت گدامها اتكلم برجيف :

يعوضني ؟! شكد يريد يعوض سنة سنتين عشرة ذني 18 سنة 
بعدين متخيله كسرتي بعيون البدوية لو ابنها اخذني ؟
لا و احتمال يردوني اجيبلهم جهال حتى تصير ذروة انتصارها هاي ،

كفاية :: بسّج يمـه ، ذكري الله ما تعرفين حكمة ربچ و مدام حبيتيه يعني خوش زلمة و گدر يسكي عروك گلبچ اليبسن بالحقد و الغل مال سعاد و اخيها ، گولي يا الله و انطي لروحج فرصة بلچن تنسعدين وياه ، 

مرت ساعات ما حسيت على الوقت ، آني نايمه بحضنها فتحت شعري و صارت تفليلي ، و تسولفلي على اجدادي وحكايات من نساء العشيرة و امثله بالصبر و الايثار ، فجأة خطرلي اسألها سؤال :

1 ت
- رجلج المرحوم خذتيه عن حُب لو زواج تقليدي ؟

احمرن خدودها بأستيحاء و اجـه جوابها بصوت يرتجف خجلاً 

كفايـة :: يا حبوبة وين شفته و حبيته ، امه شافتني و عجبتها وخطبتني الـه و الشاهد اله طلع خوش ازلمة سبع و اخو خيته بس الله يرحمه جان يابس وياي ،

كرصت خدها و غمزت :

فديت الخجووولة !

كفاية :: يسمونا حيا يالمفلوكة 

( 2 )
بعدني بحضنها و رنّ تلفوني بلا ما اشوفة توقعته غَياث 
رفعت خط ، هي تركتني و طلعت :

- الوو

غياث :: أطلعيلي 

- هااه ؟

غياث :: هو شني الهاااه ، جاي اكلچ اطلعيلي آنه متانيچ بالباب 

- بس ،، آني وَصيت عمك يگلك اريد ابقى

غياث:: ااي گالي و آنه مارضيت ،، متانيج يلا لا تبطين 

غياث :: آحد گالج ما عدنا عشا بويـه ، يلا ود

-زين انطيني صبر ، الملم غراضي اشوف ابويـه و اسلم عليه 

غياث :: تمام متانيج 

- شنو متنزل تسلم عليه؟

غياث :: ود ،، ما بيني و بينج شي و بين اهلچ شي ثاني 

دَمعت عيوني ، عرفت قصدة سالفة الثار و حقه ما الومـه اول 
و تالي خسر بنته بسبب شغل ابويه و تهور ولد عمي !

سديت الخط و گمت الملم بأشيائي و الدمعة بعيني ، گوة جاي اتقبل هذه الوضع اني وين جنت براحتي و هسه وين ، احس بديت اختنك من حياتي ، و صرت احن لبغداد و عيشتي قبل 
تعوذت من الشيطان ، لبست و نزلت لگيت كفاية منتظره
وكأنها تعرف راح يجي ياخذني الظاهر فاهمة وضعي أكثر مني

سليمان :: احسن الحمدلله 

-تقربت منه و تشجعت اكله كلام جنت اخاف احجيه :
بابا اتمنى تترك هذا الشغل ، راح يوديك و يودينا للتهلكة

خزرني و رد بعبوس : 
سليمان :: لا تتدخلين بشغلات اكبر منج !

- هاي الشغلات راحت ناس ابرياء بسببها ، بنين ماتت و آني فصالة و خنجر و جلال جان ماتوا ، حتى انت جان متت !

سليمان :: امشي ولي ويه زلمتج و مالچ غرض بيه 

-بچيت گدامـه بضعف و استنجدت بي :

الله يخليك كافي ، كون اب حقيقي ولو مرة بحياتك 

ابتسم بسخرية و رد :

سليمان :: انه كلشي ماعرف اصيرن غير سليمان ، لا گدرت اصير صاحب بي حظ و لا زوج زين و لا ابو كفو ، الله خلقني هيج و لله في خلقه شؤون !

- شفت الكلام ضايع وياه ، تركته ومشيت لحكتني كفاية 
و جرتني لحضنها 

كفاية :: انه ما اعوفنج ،، و رح انشد السيد بلچن ياخذلج خيرة و يعرف شبيج 

- هزيت راسي بيأس :

الله كريم كفايـه الله كريم !

كفاية :: هاج اخذي هاي العليجة سويتهن الج 

- فتحت الكيس و باوعت ملابس سود ، شلت راسي و تساءلت :
شنو ذني ؟

كفاية :: دشاديش سود خيطتهن الچ ، عبن اعرف ذوقج صعب سويتهن نازكات ، محرم بعدله اسبوع و احنا هنا نلبس اسود 

نزلت و ركعت الباب حيل ، تعبيراً عن حالة الغضب الي آني بيها ، دخلت ما لكيت احد بالمطبخ ، بوجهي صعدت فوك 
ذبيت صايتي و حجابي ، دخل هو شايل غراضي يباوعلي 
سد الباب برجلـه و راح خلاهن عالسرير ، توجه عليه وكف گدامي يحجي بنبرة باردة :

غياث :: نورتي بيتچ ست

- منور بيك استاذ ، كون ارتاحيت لمن سحلتني بهالليل لهنا ؟

ضحك من گتله هيج ،

غياث :: هاي تسمينها سحلـة ؟ 

- لعد شيسمونها ؟ 

اقترب و تبدلت نظرته ، امتدت ايده و جر المشبك مال شعري ، نزل گله ، هز راسـه و همس : 

غياث :: فاتحـة الكصيبة ؟

غياث :: محد يمشطه غَيري ،، و لا تفلين شعرچ گدام خلك الله ، العين حق و الحسد مذكور بالقرآن 

( 2 ) 
- هاي عمتي 

غياث :: لو ابوچ هم ما تخلينه يلزمـه

1 ت
- ها يعني ملكية بأسمك ؟ 

بثانيـة خطف خصري وصرت بحضنه ، يهمس ببحـة ذوبتني :

غياث :: گلچ ملك صرف بأسمي 

4 ت
- من نظرة عيونـه عرفت على شنو ناوي ، خُفت من هذهِ الرغبة المجنونة و ادركت اذا ما اخلص نفسي بهذهِ اللحظة راح يهزمني ويمكن للابد 

امسكت بذراعـه احاول انتزع روحي منه و همست بشفاة مرتجفـة : زين ممكن تتركني هسه ؟

-غلطان ،، مدا يصير بيـه شي، و وخر عني 

غياث :: و رجفتچ هاي ، دگات گلبچ المسموعـة و عيونج الذابت على وَجهي والكلمة الواكفـة بطرف شفايفج گوليها و اعوفنج وعد مني .

1 ت
-افالت منـه ما اكدر ، مثبتني بأحكام بحضنـه بأحكام ، مثل واحد وكع بمأزق عاجز يطلع منـه وين اولي بروحي برجفتي بنظرات عيوني الفضحني يمـه 

ابتسملي بمكر واثق من نفسـه و همس:
غياث :: الصياد نومتـه خفيفه و يهيس على دبيب النمل لو تمشى على جسمه موش عاد حوريـة انچفت بشعرها الطويل عليه و .....

6 ت
اتسعت عيوني و شهكت ، بداخلي العن بروحي يعني جان كاعد لا ارادياً حطيت ايدي على حلگة مانعته يكمل و على اساس اذا ما كمل راح ينسى السالفه السويتها !

باوعت بعيونـه بقلّة حيلة ، رخى قبضته مني ، انزلقت من بين ايديـه ردت اشرد لكن جان اله رأي آخر ، امسك بأيدي ورجعني اله ماحسيت غير بشفايفي تذوب داخل شفايفه ، شعرت ان الارض وكفت و بس آحنا ندور حواليها ، جان سريع و جامح بإيقاعـه على عكس تباطئ نبضات قلبي ، طايفـه بالهوا وايده بس الي مثبتتني ، گلبي يخفق بقوة وأَحاسيس جمه خالجتني ، ضعف ، هزيمة ندم و رغبة ماكدرت اجاريه چان يسبقني بسنين ضوئية لان جان يعرف شنو يريد على عكسي فجنت انطحن ما بين عقل رافض و قلب مؤيد ، تجرأت لمساتـه 
و صرح بنواياه بكل وضوح :

8 ت
غياث :: مشتاكلج ،، اريدج ابقي وياي و لا تروحين لبعيد

1 ت
- راحت ايده تتجول براحة و تحاول تجردني من ملابسي ، اندمجت وياه ، لولا اجـه صوت عقلي و كأنه يكولي :
غبية ،، ارجعي لوعيك وين وعدك و ين شعاراتك الرنّانة بالانتقام ، هسهسات تتلاطم براسي مثل صوت الضمير الحي 
لكيتني ادفعـه و اصيح :

عوفنييي ،، ما اكدر !

توقف كلشي ، الارض رجعت تدور و احنا كلمن رجع لمكانه 
وكف يباوعلي بخيبه او صدمـة ما كدرت اميز نظرته ساعتها
كل الي ردت اسويه الملم نفسي ، ملابسي مشاعري الفاضت 
وانفضحت قبل شوية گدامـه !

مرر ايده يرتب شعره ، يتنفس سريع وعيونـه لمعن بغضب عارم 

غياث :: ارتاحيتي ،، وصلتي للشي الي تريدينه ؟

هزيت راسي بعدم فهم ، بس دموعي تنزل 

غياث :: نفذتي وعدج الي لو بعد احجييي ؟!

- طلكني غياث ،، آني وياك ما النه قسمة غلط زواجنا 

ضحك بسخرية و حقد عظيم ارتسم على محياه :

غياث :: طلاك ما اطلك ،، بس وعد مني بعد ما اتدنالج لو تظلين بس انتِ مرة بالكون !

- اخذ منشفه وملابس و طلع ، دفنت وجهي بالمخده 
وصرخت و الصراخ تحول لشهقات ، ما اعرف شگد مر وقت و لا شگد بچيت ، و لاحتى شلون نمت ، بس فتحت عيوني جانت ظلمـه كلش واصابع خشنه تتلمس بجسمي ، ثوبي نرفع فوق فخذي ، عگدت حواجبي و بديت اصحى معقولـة هو ؟

( 2 ) 
مديت ايدي احاول اوخره بس ماكو شي اكدر المسـه ، انداريت بتململ و اهمس : گتلك عوفنيي و اذا بيها نفس المرأة القبيحة تحتضن جسمي بطريقة مقززة ، طلعت صرخـة مجروحـة من زردومي و بعدها انخرست وعيوني انفتحت على وسعها كأن اكو شي علق بداخل حنجرتي ، ارافس برجليه اريد هوا ،جانت لحظات اشبه بالموت حتى صار گدامي وجهه المرعوب و هو يضرب على خدي بقوة 

1 ت
غياث :: اصحييي ،، اسم الله بويه شبيييج ؟

رفع جسمي و صار يضرب على ظهري و يرجع يفرك صدري 
الى ان بدأ يجيني الهوا على شكل دفعات شحيحة ، اشهك بقوة و اسأله عنها : وووين راحت ؟

اهز راسي بعنف و احلفله بأني حسيت حتى بلمساتها ، وعيونه تباوعلي بشك دمرتني ، سألته :

انت الي جنت تمرر ايدك على جسمي ، انتَ الي رفعت ثوبي ؟

غياث :: كفيلج العباس چنت نايم ، انه وعدتج ما ادنالج هذا عقلج الباطن يصورلچ هالاحلام !

- ضميت وجهي بين اديـه ابجي واحجي سوه :
تعبت وديني لبغداد ،، اريد اروح لدكتوري هو يعرف حالتي 

غياث :: صار ، اوديج بس مو هسه تانيني الما تخلص العشرة

- وديني هاي الايام 

غياث :: هالايام راسي ما احكـه ، لازم احضر للمواكب وللاعمال 
بس لا تضوجين وعد مني اوديج 

هزيت راسي بقلّة حيلة ، حاوط اكتافي و رجعني للفراش 
و غطاني ، همس ممازح :

غياث :: نامي و آنه راح اطلع ادخن برا ، اريدن بت امها التوصلّج 

- انتَ ممصدگني ؟

غياث :: نامي ود ،، ربچ يحلّها 

***

- من بعد هذهِ الليلة كلش التهى عني انشغل بالتحضيرات لشهر محرم الي صار على الابواب الولد التهوا عدهم موكب طبخ للزوار و موكب زنچيل ، ماشفته طول هذهِ الايام بالنهار شغل و بليل حتى من عنده وقت فراغ يقضيه ويا الولد جوه بالديوانية او يروح لسعدية او يطلعله شغله من جوه الكاع 
ويكضي الوقت بيها ، و قت النوم ينتظرني انام يلا يدخل للغرفـة و الصبح الكاه كاعد قبلي مصلي و نازل جوه يتمرن 
او يم جده ، افتقده كلش ، افتقدت وجوده و صوته و غزله ، حسيت بالجوع لاهتمامه ، بس هو قرر يبتعد و آني احترمت قراره ،
الى ان دَخلنـه اخيراً بشهر محرم وكأنـه دخلنـا بعالم من ثاني من الحزن السرمدي الهوا مشبع برائحة البخور وأصوات المراثي الحسينية الي تتردد من بعيد، و كأن الديرة تتنفس الحزن ، جانت الأضوية الخافتة تنعكس على واجهات الحسينيات، وأصوات تلاوة القرآن الكريم تملأ الأجواء، ممزوجة بقصائد حسينية تحاكي واقعة الطف وشهادة الإمام الحسين عليهِ السلام ،

1 ت
تحولت الديرة إلى گلب ينبض بالذكرى والوفاء ، مواكب العزاء تسير في الشوارع الرئيسية ، رجال ونساء واطفال لابسين السواد، و يرددون الاناشيد بأصوات تخترق القلب ، الرايات الحمر والسود ترفرف بالهوا ، تحمل كلمات الحزن والتضامن ؛ كل خطوة في الموكب چانت تعبير عن رفض الظلم، عن تمسك بمبادئ الحسين الي ما تموت.

اما بالحسينيات القريبة، جانت المجالس تقرأ المقتل الحسيني، و الخطباء تروي بصوت مخنوك قصة الشهادة ، الكلمات جانت تتساقط مثل الدموع ، تحجي قصة تضحية وصمود ، حتى البيوت هنا تتحول إلى فضاءات للعزاء، يجتمعون الأهالي لتلاوة القرآن وإلقاء القصائد الي تحمل بطياتها الألم والفخر ، هنا ما نحيي عاشوراء وبس ، هنا نعيشه بكل تفاصيله ،

2 ت
الشوارع مزدحمة ، الأهالي يوزعون الاكل والشرب على الزوار ، ريحة القيمة و الهريسة ماليه الأجواء، و الچاي العراقي يُنقل بحب وكرم إلى المعزين المتعنين من مكان بعيد ، بديرتنا نتقاسم الاكل مثل ما نتقاسم الحزن و كأننا عائلة موحدة بهذا المصاب ، 

ببعض الاماكن يسوون تشابيه تصوّرلنا مشاهد من واقعة الطف و وياهم شعراء شباب يتغنون بقيم الحسين مثل العدل، الحرية، ورفض الاضطهاد و هاي مو طقوس وثنية مثلما يدعي البعض هذه تذكير بأن الحسين ليس مجرد تاريخ بل فكرة حية ما تموت ، 

1 ت
و على عكس الهدوء الي يصاحب فترة الليل ؛ بهذا الشهر تزايدت الحركة الشعبية بالديرة و الشوارع الي چانت هادئة بالايام العادية، صارت تعج بالحياة، و الاصوات ، بالوجوه الي تحمل تعابير الشجن ، مدينتنا بمحرم مو مجرد ديرة ، لا تصير مسرح إنساني يروي قصة خالدة ، هنا، نرفض الظلم بكل خطوة، بكل كلمة، بكل دمعة و بكل مفهوم .

جنت واكفة بالسطح و صافنـة بالسما ، جانت مضوية بنجومها و لثواني تخيلت كل نجمة تحمل روح شهيد من شهدائنا الابرار ، تأثرت و نزلت دمعتي قريت الفاتحة وهديتها لأموات المسلمين و المسلمات و على روح امي و بنين ، 
واندعيت لنفسي بكل حرقة گلب بأن اشفى من هذا المرض الي افتك بكل خلية من خلايا عقلي و خلاني ما اميز الحقيقة من الخيال ، مسحت دموعي و نزلت ، چان البيت مكتظ ، ليلة العاشر حجة و مسوين مجلس عزاء و طبخ برا و احنا النساء جوه ، نتبادل قصص اهل البيت و ذكر الفاجعة و كلما يشتد الحزن يبدي اللطم و النوح و حتى الاطفال يبچون بصمت مؤثر و كأنهم يفهمون وقع هذه الليلة في النفوس ، ابلغ ما يوصف هذهِ الليلة بأنها ليلة الندم و الألم ، العبرة و اليقضة ، الرجوع الى النفس و الزهد عن مغريات هذهِ الدنيا ، حتى حزنك الي تشوفة عظيم راح يصغر و يتلاشى و يختفي امام فجيعة هذا اليوم ، هذا اليوم يستشهد فيهِ سبط الرسول و يقتل اصحابهِ و تسبى نساء بيتهِ ، بهذا اليوم يموت الطفل عطشان و الاخو مكسور الفؤاد و الابن عريس ، بهذا اليوم تموت الارواح الطاهرة لتحيا الكلمة و تدرء الفتنة و تُرفع رايـة الاسلام ، هذا اليوم الي بقى عايش بأعماقنا عبر السنين و راح يبقى ،

وسط هذا الزُحام و الأنين الصادر من اعماق قلوب الحاضرين لفتني صوتـه القادم من الطابق الفوك ، صار كم يوم مشايفته التهى ما بين الزيارة و بين تحضيرات الموكب مالته ، تركت كل شي من بين ايديـه و قبل لا اصعد استوقفتني ايدها : 

سمره :: عوفي متعود كل ليلة عاشر يختلي بروحـه 
و ضيمه و السنة هاي انتِ زيدتي ضيمـه

-حررت ايدي بنترة منها و همست بتعب :
آني مو أي احد ، و مرة لخ اذا لزمتيني هيچ اكسر ايدج 

1 ت
تركتها مصدومة وصعدت اذا بغرفة من الغُرف المقفولة صوتـه جاي من عدها ، اخذتني رجليه اله ، فتحت الباب بمقدار قليل ، ما گدرت افوت من شفته شلون كاعد مهدول الاكتاف بدشداشته السوده و لاف شماغ اسود ، ينشد حسينية لباسم الكربلائي بصوت يمزق الگلب بقيت استمع و أبچي بصمت صامة حلگي بقوة الى ان انهاريت بهذا المقطع تحديداً و مدري ليش صورلي معاناته :

غياث :: إذا ما ينذبح ابني على صدري
صعب ترسم احساسك قافية شعري،، 
إذا ما ينكسر عالمشرعه ظهري،، 
أسولف عالأخوه و آني ما أدري ،،
مته ما خيامي...يسعرن أمامي
أحس شنهو اليعذبك ،،
أريد أعطش و أكتبك ،، خيالك إجاني
نسيتك ثوآني ،، خيالك اجاني 

-مگدرت اضم شهكتي ، طلعت صرختي على شكل نَدم عارم ، ندم اني دخلت حياته بدافع الانتقام و سلبته أثمن الاشياء الي يملكها بنته الي راحت بشكل من الاشكال بسببي و گلبه الي عجزت شلون احتويه او ارجعـه اله فهو ضحية مثلي عاجز يتخطى ألمـه و فراق احبابه و الدليل كعدته هنا بمكتبة ابوه المرحوم و الي كل شيء بيها ظال على حاله ما متغير بأستثناء غياب صاحب المكتبة ،

اندار على صوت شهكاتي و نهض رأساً وهو يمسح وجهه المبلل بدموعة ، صاح بنبرة مخنوگه :

غياث :: ها يابـه موچفه هنا ، محتاجـة شي ؟

تكلمت بصوت مخنوگ و الغصـة محبوسة بصدري : 

-سلامتك ،، و آسفـة گالولي ميقبل احد يصعد بس مگدرت اقاوم صوتك و الخشوع الي بيـه ، باوعلي بتمعن ، دمعتـه و دَمعتي نزلن سوا : 

غياث :: الليلة موش اي ليلة ياود ، تحسين بثگل جاثم على صدرج ، حتى الحزن ما يشبه اي حزن و لا الدموع تشبه باجي الدموع ، اااخ الله يساعد گلبج يا مولاتي يا زينب ، شلون حملتي هالوجعـة !

باوعلي ثواني و استرسل :

غياث :: لو أَونن دهر كامل لو انوحن عمري گله ما انطي حك هالليلة يا ود ، و لا أردن فضل الحسين عليه ، 

- لزم گلبه و بعبرة گال :
غياث :: احنا بليـه الحسين ما نسواش ، چان ما حملت هالضيم كله ، من اشوفن هظيمته تهون عليه المصايب 
ومن اتنوع شفگد اتحمل الشدايد ، ابچيله ود يستاهل الدمعة
وخلي دمعتج دمعة وعي و تطهير من كل ملذات هاي الدنيا وشهواتها ، الليلة عصيبة و ما يهونها جرحها الا الدموع .

- يسولف ودموعي تجاوبـه و كل كلمة يحجيها انحفرت بداخلي ، 

وكف و عيونـه تباوع بحزن لـ ميز دراسي قديم وعليه شغلات مبينه مو مال جيلنا ، طوابع بريديـة ، اقلام حبر شايفة منها عد خالو سلام ، و دفتر ثخين مجلد بجلد بُني اطرافـة متزلغة ، بالاضافة لمجموعـة گُتب لعلي الوردي و نجيب محفوظ و محمود درويش ، 

چانت الغرفـة قَديمة و حيطانها مامصبوغـة و اثاثها تعبان بس بيها روحانيـة غَريبة و ريحة طيبة ، صاح بصوت حزين :

غياث :: هاي حجرة ابوي ، چان يكعد هنا يدرس لو يقرأ لو يكتب مذكراته 

-بلعت ريكي ،، و التفتت للدفتر احاجي نفسي ، هذا الدفتر الي حجالي عليه مرة

قاطعني بصوت مخنوك :

غياث :: هذا الي حط راسـه عليه جابر و مات 
💞وآني خليتهم و اجيت 🗡️🥀


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات