رواية بترت أجنحتها الفصل الثامن عشر 18 بقلم اسماء ايهاب

رواية بترت أجنحتها الفصل الثامن عشر بقلم اسماء ايهاب




بكاءها العالي يصدح بالغرفة كاملة و هي تجلس علي الارض بجوار الفراش تضم نفسها بيديها و تدفن رأسها بين ركبتيها و تبكي بقوة و شهقاتها تتعالي كيف له ان يخدعها كيف له ان يفعل بها ذلك و هي الغبية التي كانت تصدقه كانت تعتقد ان قد ضحكت لها الدنيا من جديد ضحكت بسخرية من بين بكاءها و هي تطرق بيدها علي الارض بقوة تكبح صراخها بصدرها رفعت رأسها تسندها علي الفراش و صرخت ببكاء و شهقات متقطعة صارخة :
_ مش مسمحاك منك لله ربنا ينتقم منك 

مستيقظة الليل كامل تبكي بحُرقة و هي لم تكن لـ تتخيل انها ستسقط من سابع سماء و هب تحلق باجنحتها الي سابع ارض و تكسر اجنحتها التي كانت تتباهي باداءهم في التحليق الي الاعلي و الدوران بالعالم و كأنها قد امتلكت الدنيا ، وقفت عن الارض تمسح دموعها بظهر يدها و توقفت امام المراه تنظر الي نفسها بحزن و هي تفكر ما السيئ بها لـ يحدث معها كل ذلك لـ تبدأ بالبكاء من جديد و هي تنظر الي نفسها بشفقة حتي استمعت الي صوت طرقات علي الباب لـ تسأل بغضب :
_ مين عايزين مني اية 

تحدثت هانم بهدوء قائلة :
_ فريال هانم بتطلب منك تنزلي تفطري معاها 

صمتت تفكر ماذا ستفعل ثم اغمضت عينها بقوة تتساقط دموعها علي وجنتيها كـ النار تحرق روحها ثم تحدثت بصوت مختنق :
_ قوليلها نازلة 

اجابتها هانم قبل ان تنزل قائلة :
_ حاضر يا هانم 

دلفت الي المرحاض و غسلت وجهها و جففته جيداً و حسمت امرها انها لن تخبر فريال بشئ و ستجري الامور علي ما يرام حتي يأتي ذلك المحترم لـ تحاسبه علي ما فعله معها لـ تعرف ما الذنب الذي اقترفته حتي يفعل بها ذلك ...

طرقت باب غرفة فريال التي أذنت لها بالدخول لـ تدلف الي الداخل و تجدها تتحدث بالهاتف مبتسمة و علمت انها تتحدث مع شقيقها حين تحدثت قائلة :
_ اهي نور جت اهي خد كلمها بقي 

هزت نورسين رأسها بنفي و هي تشعر الي رقبتها لـ تسألها فريال بقلق :
_ زورك وجعك .. من اية طيب 

هزت رأسها بايجاب و جلست الي جوارها علي الفراش حين تحدثت فريال الي شقيقها قائلة :
_ ايوة يا فريد لا نور تعبانة شوية زورها وجعها و مش عارفة تتكلم هنكلمك بعدين 

_ حاضر يا حبيبي الله يسلمك 

اغلقت فريال الهاتف و وضعته الي جوارها ثم نظرت الي نورسين متسائلة :
_ مالك يا نور ، تروحي لدكتور 

هزت رأسها قائلة بهدوء :
_ لا انا كويسة 

عقدت فريال ما بين حاجبيها و هو تسأل باستغراب :
_ امال متكلمتيش لية مع فريد 

رفعت نورسين كتفيها الي الاعلي قائلة بلامبالاه :
_ عادي مش عايزة اكلمه دلوقتي 

نظرت اليها قليلاً بتعجب من فعلها ثم تحدثت قائلة :
_ غريبة .. بس براحتك يا حبيبتي تعالي بقي نفطر و نطلع الجنينة 

وقفت نورسين لـ تعاونها في الخروج الي الحديقة قائلة بهدوء :
_ حاضر 

**********************************
نظرت اليها فريال و الي بهوت ملامحها و عينها الحمراء بشدة و سكونها و عدم استجابتها للـحديث معها و لا حتي ابتسم وجهها لـ مرة منذ الصباح نظرت الي الطعام و هي لم تمسه أيضاً نهش القلق قلبها و هي تراها تنظر بشرود بالسماء لـ تدفع مقعدها المتحرك الي جوارها وضعت يدها علي كتفها لـ تنتفض الاخري من مجلها و تنظر اليها لـ تمسد فريال علي ظهرها قائلة بقلق :
_ بسم الله عليكي في اية يا نورسين مالك حاسة فيكي حاجة 

نظرت اليها نورسين متنهدة و هي تقول :
_ ابداً يا فريال مفيش حاجة 

نظرت اليها فريال باصرار قائلة :
_ لا في انا متأكدة شكلك مش نايمة او كنتي بتعيطي و كمان مكلمتيش فريد و لا اكلتي

نظرت نورسين الي الطعام بدون شهية ثم التفتت الي البعيد من جديد قائلة :
_ انا كويسة تعبانة بس شوية 

اعادت فريال رأسها الي الجهة الاخري حتي تنظر اليها قائلة :
_ لا في حاجة كبيرة هتخبي عليا مش عايزة تقوليلي يعني 

نظرت الي الاسفل و هي تزفر بقوة لـ تزيح بعض من النيران المستعرة بقلبها ثم ابعدت غرتها عن وجهها و هي تتحدث بحزن :
_ فريال انا اكتشفت اني كنت غبية لما صدقت ان ممكن انسانة زيي تتأمل أن واحد زي فريد يحبها 

نظرت اليها فريال باستغراب و تحدثت متعجبة من حديثها الغير مفهوم قائلة :
_ يعني اية ؟ فريد بيحبك يا نورسين انا اول مرة اشوف فريد كدا 

ضحكت نورسين بلا روح و هي تتحدث بسخرية :
_ حتي انتي صدقتي .. علي العموم لما يجي كل حاجة هترجع لاصلها 

صاحت فريال بضيق قائلة :
_ يعني اية يا نورسين ممكن تفهميني 

_ مش مهم دلوقتي يا فريال هقولك بعدين لما اخوكي يرجع 

تنهدت فريال و هي تقول بهدوء :
_ مش هضغط عليكي يا نور بس حاولي لو في حاجة اقدر اساعدك فيها تقوليلي

ربتت نورسين يدها متحدثة بابتسامة باهتة :
_ متخافيش يا حبيبتي .. صحيت من نومي مش اكتر 

ضيقت عينها عليها و تحدثت متسائلة :
_ انتي في حاجة مضايقاك من فريد يا نور لو في حاجة قوليلي 

نفت برأسها و هي تقول :
_ مفيش و متقلقيش عليا المهم خلصتي الكُتب اللي كان جايبهم خالد 

ابتسمت فريال حين ذكرت نورسين اسم خالد امامها متحدثة :
_ اه خلصتهم لسة اخر كام صفحة من الكتاب الاخير 

نظرت اليها نورسين بحزن علي نفسها و هي تتذكر كيف كان عمها يبذل قصارى جهده حتي يجعلها في احسن صورة ثم تحدثت اليها قائلة :
_ تصوري اني كنت اشطر واحد في دفعتي في الانجليزي و مع كدا و لا مرة جربت اقرأ كتاب كله انجليزي 

اقترحت عليها فريال حتي تحاول اخراجها من حالتها التي لا تعلم سببها حتي الآن :
_ و لية متجربيش لازم تجربي انا هديكي كتاب من اللي عندي تقرأي فيه و تقوليلي رأيك هتبقي حاجة ممتعة جدا 

وقفت نورسين و هي تأخذ صنية الطعام متحدثة بهدوء :
_ ان شاء الله هدخل اجيبلك الدوا و اجي 

_ ماشي يا حبيبتي 

***********************************
مر اليوم عادي روتيني كما السابق و كأنها لم تتزوج فريد حاولت فريال ان تجعلها تتحدث معه عدة مرات لـ الحاحه الشديد بذلك و لكنها رفضت رفضاً قاطعاً ان تستمع الي صوته و كان هذا يثير غضب فريد و هو يصيح من الطرف الاخر متسائلاً عن سبب عدم محادثتها له و كانت نورسين تهدأ من روعه و تحاول ان تبرر لها انها مريضة و حلقها يؤلمها بقوة لا تستطيع الحديث و بالاخير يصرخ بشقيقته انها تستطيع ان تستمع الي صوته و ان تظهر و لو صوت ضعيف و انها تتحجج حتي لا تحدثه فقط ، اغلقت فريال الهاتف و وضعته امامها و هي تتحدث الي نورسين بضيق : 
_ نورسين فريد متعصب جدا و عمال يزعق حتي لو هتسمعي صوته بس هو عايز يكلمك 

تأففت هي بضيق قائلة :
_ فريال قولتلك مش هكلمه لما يجي نبقي نتكلم 

قبضت علي اسنانها و هي تتحدث بشرود : 
_ هنتكلم في حاجات كتير متقلقيش 

مدت فريال يدها بالهاتف و هي تتحدث بتحايل :
_ طب يا نور متتكلميش اسمعيه بس 

نظرت الي فريال و هي تصيح بغضب ضاربة كف بالاخر :
_ و لا هسمع يا فريال انا و اخوكي خلاص قصتنا خلصت علي كدا مستنية لما يجي عشان كل حاجة تخلص 

شهقت بقوة و هي تنظر اليها بعدم تصديق قائلة بذهول :
_ انتي بتقولي اية بس يا نور استهدي بالله و قوليلي اية اللي حصل 

تحدثت بسخرية من نفسها قائلة :
محصلش اكتشفت اني غبية 

استمعت الي صوت قرع جرس الباب لـ تنهض عن المقعد قائلة بهدوء :
_ هشوف مين و سيبك من كل دا انا هنا ممرضة و بس 

فتحت الباب لـ تجد فتاة شقراء فاتنة امامها لـ تسأل قائلة :
_ اهلا و سهلا مين حضرتك 

لم تكن الفتاة الا كيندي و التي لم تفهم اي شئ مما قالت لـ تسأل بابتسامة قائلة :
_ هل هذا منزل السيد فريد 

نظرت اليها نورسين بتركيز قائلة باللغة الإنجليزية حتي تفهمها : 
_ نعم من انتي ؟

اشارت الي نفسها و هي تجيبها ببساطة :
_ انا كيندي حبيبته و جئت لـ رؤيته 

دق قلبها بقوة و اتسعت عينها بصدمة و هي تتأكد من حديثها قائلة بذهول :
_ حبيبته !!

دلفت كيندي الي الداخل و نظرت الي ارجاء المنزل قائلة :
_ اين هو فريد اريد رؤيته

تقدمت منهم فريال بمقعدها و سألت نورسين مشيرة الي كيندي :
_ مين دي يا نور

تقدمت منها كيندي و صافحتها قائلة :
_ مرحباً اعلم انكِ فريال من حديث فريد عنكِ ، انا كيندي حبيبته 

ظهر الغضب علي ملامح فريال ثم صاحت بها بعصبية قائلة :
_ ما الذي اتي بيكِ الي هنا لقد انتهي كل شئ بينكما 

ابتسمت لها كيندي تتحدث بلطف :
_ جئت للحديث مع فريد لقد حدث سوء تفاهم بسيط بيننا و يمكن اعادة كل شئ علي ما يرام 

صافحتها نورسين و هي تتحدث بجدية :
_ اهلا بيكِ .. انا نورسين الممرضة الخاصة للسيدة فريال 

صرخت فريال بها قائلة بضيق من ان تنفي زواجها من فريد : 
_ نورسين !!

رفعت نورسين يدها اليها و هي تتحدث بهدوء : 
_ لو سمحتي يا فريال متقوليش حاجة 

دافعت فريال عن شقيقها مشيرة الي كيندي قائلة :
_ فريد قطع علاقته بيها دي خاينة و 

_ قالت سوء تفاهم يا فريال اكيد هتقدر تصلحه مع حبيبها 

اشارت نورسين الي كيندي بالجلوس و تحدثت اليها باحترام :
_ تفضلي بالجلوس

جلست كيندي علي المقعد خلفها و تحدثت و هي تبحث بعينها بكل مكان قائلة :
_ اين هو فريد اشتاق اليه كثيراً 

ابتسمت بحزن و هي تتحدث اليها بكل هدوء :
_ هو برحلة و لكن من المؤكد انه سيسعد كثيراً لرؤيتك 

_ اتمني ذلك 

***********************************
حل صباح جديد علي نورسين و لم تنعم بالراحة مطلقاً و لم تذق طعماً للنوم بعد ان رتبت مكاناً مناسباً لتلك الضيفة العزيزة حتي تنام براحة صعدت الي غرفته تجلس علي الارض مجدداً تبكي قليلاً و تصمت قليلاً حتي حل الصباح و هي لازالت بمكانها ، لديه حبيبة ايضاً هي المغفلة الوحيدة بهذه القصة شخص رغب في نسيان حبيبته فـ خدعها بأسم الحب و تزوجها يا له من ذكي و يا لها من غبية حمقاء صكت على اسنانها بقوة حتي كادت تتحطم ثم نزلت الي الاسفل لـ تجد كيندي تجلس بالردهة تتناول قدح من القهوة واضعة قدم اعلي الاخري لـ تتقدم منها و تجلس الي جوارها ابتسمت لها كيندي متحدثة : 
_ صباح الخير 

هزت نورسين رأسها دون حديث صمتت للحظات ثم تحدثت : 
_ منذ متي و انتِ في علاقة مع السيد فريد 

وضعت قدح القهوة علي الطاولة و هي تجيبها :
_ منذ سنوات 

مزق الألم قلبها و هي تسألها بحزن : 
_ تحبينه اليس كذلك ؟

استندت ظهرها علي الاريكة و هي تتذكر سنواتها مع فريد و حبه لها قائلة بابتسامة هائمة :
_ كثيراً لقد مضت تلك السنوات و انا اهيم به عشقاً لقد عشت معه اياماً لا تنسي لقد غمرني بالحب و العشق 

رفعت حاجبيها بذهول و هي تقول بضعف و اختناق :
_ الي هذا الحد

تنهدت كيندي مبتسمة و هي تضم يدها الي صدرها قائلة :
_ اتمني ان يعود تلك الايام لـ اعيشها معه بذات الشفف من جديد و هو أيضاً يعشقني فقط سوء التفاهم بيننا سوف يتم اصلاحه و سوف نتزوج 

استمعت نورسين الي صوت سيارته تدلف من بوابة المنزل ركضت تنظر من النافذة و رأت بعينها مجيئه لـ تهز رأسها و هي تعود الي الاعلي سريعاً متوجهة مباشرةً الي خزانة الملابس تأخذ منها حقيبة صغيرة تلملم بها اشياءها منتظرة حتي يأتي هو و تنهي كل شئ بينهم او بالاحري ما كانت تظن انه بينهم ...

حين دلف فريد من باب المنزل وجد كيندي تجلس بالردهة تنتظره صك علي اسنانه بغضب و هو يتقدم منها ابتسمت و هي تقف تستقبله و لكنه امسك بذراعها بقوة يضغط عليه و هو يصيح بها بغضب :
_ ماذا جاء بيكِ الي هنا الم تكتفي بعد من خداعي 

وضعت يدها الاخري علي يده و هي تتحدث اليه بهدوء : 
_ انا لم اخدعك فريد ارجوك لـ نتحدث بهدوء 

ما كاد ان يتحدث حتي خرجت شقيقته من غرفتها و خلفها هانم تدفع مقعدها لـ يتحدث اليها و هو ينظر الي كيندي قائلاً :
_ مين سمح للبت دي تقعد هنا

تنهدت فريال ناطقة بضيق :
_ نورسين هي اللي قعدتها و كمان مقولتهاش انها مراتك قالت انها الممرضة و كمان عايزة تصالحكوا علي بعض 

نظر اليها فريد بتعجب قائلة : 
_ نعم دي هبلة دي و لا اية 

_ فريد اطلع شوفها فيها حاجة مش طبيعية 

ضغط فريد علي ذراع كيندي اكثر ثم تحدث اليها من بين اسنانه : 
_ خمس دقائق فقط و اجدك خارج هذا المنزل 

القي بها علي الاريكة من جديد لـ تتحدث هي برجاء : 
_ فريد ارجوك لـ يتبقي لنا فرصة اخيرة 

اشهر سبابته امام وجهها و هو يصرخ بها بصوت عالي : 
_ لا يوجد بيني و بينك اي رابط و لا اريد. رؤيتك مجدداً لـ يتبقي لكِ بعضاً من الكرامة 

***********************************
فتح باب الغرفة بعنف حتي ان الباب قد ارتطم بقوة بالحائط صدر عنه صوت عالي افزعها و جعلها تقفز من جلستها تنظر اليه بخوف من هيئته و لا تعلم ما يجري او ماذا فعلت ، استمعت الي اسمها من بين شفتيه بغضب لـ تبتلع ريقها بـصعوبة بالغة و هي تنتظر ما سيفعله او تنتظر ان تعلم ماذا فعلت تقدم من الداخل و اغلق الباب خلفه بذات العنف و تقدم منها ، تأوهت بألم حين امسك بذراعها بقسوة نظرت اليه مستفسرة عن ماذا يحدث و هي تحاول جذب ذراعها من بين يده القابضة عليه لـ يقترب منها و هو يدنو اليها و عيناه الخضراء قد تدخل إليها اللون الاسود لـ تصبح بحق مرعبة و تحدث اليه قائلاً : 
_ انتي مقولتيش لية لـ كيندي انك مراتي و طردتيها برا البيت دا بتعملي كدا لية من امبارح 

علمت الآن ما حدث ابتسمت بسخرية هل يريدها ان تطرد حبيبته من منزله من عاش معها ايام لا تنسي و غمرها بالحب و الشغف كما اخبرتها و هي هائمة بتلك الايام اخذت تتلوي بين يديه حتي سحبت ذراعها من يده و تحدثت متصطنعة الدهشة : 
_ انت عايزني اطرد حبيبتك و اقولها انك اتجوزت معقول !

صك علي اسنانه بغضب منها و قبض علي كف يده و فصل تلك المسافة التي كانت بينهم و اصبح ملتصقاً بها و تحدث من بين اسنانه بحدة : 
_ ايوة تعرفي الدنيا كلها انك مراتي و تطرديها من هنا و انا لو كنت هنا كنت عملت كدا 

ضحكت بصوت عالي و هي ترجع رأسها الي الخلف واضعة يدها علي فمها و هو ينظر اليها و يزداد غضبه اكثر فاكثر ثم اعتدلت في وقفتها و اختفت ابتسامتها رويداً رويداً و احتل ملامحها الضيق و الغضب و كأنها لم تضحك بالاصل و صرخت بحدة و صوتها المهتز يصرخ ان بداخلها يحترق بل اصبح رماداً : 
_ و هو انت بجد معتبرني مراتك 

رفع حاجبيه الايسر لاعلي و عقد ذراعيه امام صدره و تحدث بصوته الاجش بنبرة حادة متسائلاً و السخرية واضحة بحديثه :
_ و الله انتي شايفة اننا اية ؟ اصدقاء في لعبة بابجي 

ثم تقدم منها يتفحصها بأعين غاضبة حتي وقف امامها يسألها بغضب : 
_ اومال اللي حصل بينا دا اية يا مدام 

جاهدت الا تتساقط دموعها الآن و امامه و التفتت نحو وحدة الادراج تفتحها و تخرج منها بعض العقاقير الطبية و تتقدم منه مرة اخري بغضب ترفعها امام ناظريه و هي تقول بصوت مختنق و كأن احدهم يمسك برقبتها يخنقها بعنف : 
_ مش باللي حصل بينا يا فريد 

ثم نظرت الي عينه بألم متحدثة و ذكريات يوماً معين بالماضي تتدفق بعقلها لـ تسقط دموعها بدون إرادة منها و لم تستطع الا تبكي و هي تتحدث بروح خاوية و قلب ممزق : 
_ بأني لقيت حبوب منع الحمل دي و اللي انت بتحطهالي و انا معرفش عشان انا وثقت فيك و انت كنت الامان بالنسبالي 

القت ما بيدها من عقاقير بعنف و مسحت دموعها بكلتا يديها و ابتسمت بحزن التمع بأعينها مع الدموع قائلة بضعف و صوت مرتجف : 
_ بس انا هوفر عليك تمن الحبوب دي و هقولك علي مفاجأة هتبسطك اوي 

لازال صامتاً لم يتحدث ينظر اليها بهدوء و يراقب ردات فعلها فقط دون ان ينطق ببنت شفه لـ تتقدم اليه و نظرت اليه و تحدثت بما يؤلم روحها و ينهك قلبها و جعل الصدمة تحتل ملامح وجهه و تصلب جسده ناظراً اليها بعدم تصديق قائلة : 
_ انا اصلاً مبخلفش يا فريد اطمن 
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1