رواية لعنة الضريح الفصل الثامن عشر بقلم منى حارس
في منزل أسرة منال، كانت أمها تتحسر على حال ابنتها الوحيدة وكيف تركها زوجها كل تلك الفترة والشهور دون أن يسأل عليها ، فقالت لابنتها بحسرة :
- مالك يا بنتي وإيه اللي غيّر جوزك كدة ومبقاش يسأل على بنته، إنتي عملتيله حاجة يا منال ، فترد منال منهارة:
- والله أبدًا يا ماما معرفش بعد الحادثة وهو اتغير ومبقاش شهاب اللي اعرفه.
- طيب اتصلي بيه وشوفي ماله يمكن أعصابه تعبانة وزعلان انك سيبتيه في الظروف دي....
فقالت منال بقهرة:
يا ماما دا مبيعبرنيش، واتصلت امبارح رديت عليا واحدة وقحة وبتكلمني بمنتهى الاستفزاز وبتقولي هو مش هيقدر يرد عليكي وقفلت الخط ن وبعدها وانفجرت منال بالبكاء الهيستيري فتحاول الأم تهدئة ابنتها قائلة:
خلاص روحي شوفي في إيه واسمعي منه دا جوزك ابو بنتك ولازم تحفظي عليه ا تفضلي ارجعي بيتك وشوفي جوزك ماله ، ولو فيه حاجة اتصلي بيا وانا هجيلك وهجيب عمامك ونشوف حل، وأكملت حديثها بحسرة:
ماهو لو كان المرحوم ابوكي عايش كنت خليته يروح معاكي ، ويتكلم معه وانتي شايفة صحتى مش قادرة اتحرك من مكاني.
وتركت منال منزل أسرتها وعادت إلى منزلها حتى ترى ما الذي غير زوجها معها ولما تركها ..
&&&&
دخل شهاب في ميعاد العيادة، ووجد ليليث تجلس مكان الممرضة سميرة ، ولم يسأل الطبيب أين ذهبت ممرضته ولماذا تجلس ليليث مكانها على المكتب ، وكأن ليليث تعمل في العيادة من سنين، ونظر لها شهاب قائلا:
دخليلي أول كشف بعد عشر دقايق يا ليليث.. لو سمحتي عايز اتكلم معاكي ودخلت ليليث حجرة الكشف خلفه، فقال شهاب بهيام:
وحشتيني أوي يا ليليث، أنا مبقتش اقدر استغنى عنك، إحنا لازم نتجوز في أقرب وقت.
وهنا تبتسم هي بدلال قائلة:
ومراتك وبنتك هتعمل معاهم ايه؟
شهاب:
هطلقها ان مبحبش حد غيرك انتى ومش شايف حد غيرك في حياتي.
فردَّت ليليث بجدية:
خلينا نتكلم بعد العيادة يا حبيبي.. وغمزت لليليث بعينيها ثم أكملت قائلة
هدخّل أول كشف، وكالعادة كل الكشوفات حالات إجهاض وعمليات تنضيف وبعد الانتهاء من جميع العمليات جلس شهاب يتحدث مع فاتنته ليليث.
شهاب:
قولتى ايه يا حبيبي؟
وتبتسم ليليث بمكرٍ:
قلت ايه في إيه يا حبيبي؟
شهاب:
إننا نتجوز الليلة، وتضحك ليليث بقوة وتقول:
إنت بتتكلم بجد، إنت نسيت يا حبيبي اننا متجوزين من سنة، وأطلقت ضحكة عالية تردد صداها في الغرفة، وأخرجت قسيمة الزواج.
&&&
في منزل شهاب، عادت منال إلى المنزل وجهَّزَت العشاء وجلست تنتظر زوجها؛ لتعرف ماذا حدث ولماذا تغير هكذا معها ولم يعد يسأل عنها ولا عن حبيبه ابنته الوحيدة، وجلست تنتظر وصوله حينما سمعت صوتًا غريبًا يأتي من غرفة المكتب..
فذهبت لتعرف مصدر الصوت.. فدخلت الغرفة ووجدت الكتب الغريبة في كل مكان، وجلست تقرأ في أحد الكتب الموضوعة على المكتب، فتحته وقلبت صفحاته فشاهدت علامات غريبة وطلاسم عجيبة؛ نجوم سداسية رسومات غريبة لأشياء ، وكائنات مرعبة فقالت لنفسها: إيه دا معقول يكون سحر؟
فسمعت صوت صفير الريح في أذنيها وشعرت بالبرودة الشديدة في أطرافها وبمن يتنفس خلفها فالتفتت بسرعة فلم تجد أحدًا خلفها، فشعرت بالخوف بالرعب بالتوتر بالبرودة تسري في أوصالها، وأسرعت إلى باب الغرفة للخروج من تلك الحجرة ولكن، الباب أُغلِق في وجهها بقوة، وشعرت بالرعب، حاولت فتح الباب فلم تستطع أسرعت إلى النافذة، حاولت فتحها وحاولت فلم تستطع، فتحها فقد كانت مغلقة بإحكام شديد وكأن ما ينقصها سوى انقطاع التيار الكهربائي في تلك اللحظة، صرخت برعب صرخة عالية عندما شعرت بمن يجذبها من قدميها بقوة وسقطت على وجهها فاقدة الوعي..
&&&
عاد الطبيب إلى منزله مع زوجته الفاتنة ليليث التي لا يعرف كيف ولا متى تزوجها، ولكن المهم النهاية وبانه هو أنه زوج تلك الفاتنة فيردد شهاب:
مش عارف ازاي انا متجوزك من سنة وانا مش حاسس بالنعمة اللي انا فيها.
وتبتسم ليليث بمكرٍ قائلة:
أديك عرفت وريني بقى هتعمل إيه ؟ فيرد شهاب بسرعة:
هحققلك كل اللي بتتمنيه يا حبيبتي .
فقالت ليليث وعنيها تلمع وتتحول كلها للون الأسود بدون بياض بصوتٍ عميقٍ:
أكيد هتحققلي كل اللي بتمناه يا شهاب، إنت متقدرش تعمل غير كدة يا حبيبي. وأطلقت ضحكة عالية.
لم يلاحظ الطبيب تغير لون عينيها لانه في تلك اللحظة بالذات سمع صراخ ابنته الصغيرة الهيستيري ، فأسرع يركض إلى غرفه ابنته فوجدها تبكي بشدة فحملها بيت ذراعيه وحاول تهدئتها، وقال لنفسه:
هي منال رجعت البيت وإيه اللي جابها دلوقتي بس؟
وهنا دخلت ليليث الغرفة ونظرات الشر بعينيها، ظلت تنظر إلى الطفلة بحقدٍ كبيرٍ وغٍلٍّ أكبر، كانت تريد أن تنتقم منها وكأنها تعرف وتعي ما يحدث حولها، فصرخت الطفلة، صرخت برعبٍ شديدٍ من بين أحضان والدها، فقالت ليليث لشهاب بلهفة:
هات البنت اشيلها شوية يا شهاب، أنا بعشق الأطفال الرضع، ونظر لها شهاب متعجبًا من كلامها الغريب وتغير نبرة صوتها ، ومدَّ يديه يناولها الطفلة وهو يبتسم وكانت ليليث تنظر بلهفة حقيقية وشوق كبير لحمل الطفلة الصغيرة، حتى تستطيع خنقها بيديها ولكنها صرخت ، صرخت برعبٍ عندما نظرت للطفلة الصغيرة وحاولت حملها بين يديها ، اخذت تصرخ بألم بصوت مريع وغادرت الغرفة تركض مسرعة .
وتعجب شهاب مما حدث ونادى عليها قائلًا:
ليليث يا ليليث مالك فيه ايه يا حبيبتي وترك ابنته التي ضحكت بصوت عالي بسعادة ليرى أين ذهبت زوجته ولكنها اختفت من البيت، ودخل شهاب غرفة المكتب، فوجد منال على الأرض، حاول إفاقتها فلم تقم وحاول قياس النبض، ولكن لم يكن هناك أي نبض، فصرخ برعبٍ قائلًا:
دي ماتت معقول منال ماتت وهنا سمع صوتًا من خلفه يصرخ في وجهه قائلًا:
قتلتها يا دكتور شهاب.. فالتفت شهاب برعبٍ إلى مصدر الصوت، فوجد رجلًا غريبًا يرتدي ملابس سوداء اللون وشكله غير متناسب مع ما يرتديه فهيئته فيها شيء غريب ، يبدوا اصلع الرأس تماما ووجه أبيض بشدة ن كان يقف في منتصف الغرفة، فصرخ شهاب برعب قائلًا:
إنت اللي قتلتها يا مجرم أنا لازم ابلّغ الشرطة.
فضحك الرجل بقوة واهتز كرشه الكبير ثم قال:
إنت اللي قتلتها عشان يخلالك الجو مع ليليث يا دكتور.
فردَّ شهاب برعبٍ:
أنا دخلت الأوضة لقتها ميتة.. وبعدها صرخ بصوت عالي :
إنت مين أكيد انت القاتل؟ وأسرع محاولًا أن يمسك بالغريب ولكنه لم يستطع.. ولم يتحرك من مكانه.. فلقد شعر بمن يثبت قدميه بالأرض وضحك الرجل، ضحك ببشاعة واهتز معه كرشه الضخم، وجحظت عيناه السوداء وقال:
انا سفير جهنم يا دكتور واسمى شوكت السلحدار، إسمعني وخليك مطيع زي عمك الله يرحمه.. مين اللي هيصدقك يا غلبان إنك مقتلتهاش وهيقولوا انك قتلتها علشان تتجوز الفاتنة.
فصرخ شهاب برعبٍ وهو ينظر لتلك الأيادي السوداء المشعرة التي تثبت قدمه بالأرض وقال برعبٍ:
أرجوك ارحمني، أنا عندى بنت أنا مقتلتهاش والله مقتلتها هي اللي ماتت لوحدها صدقني دي كانت ميتة.
فردَّ شوكت:
ومين هيصدق الكلام اللي بتقوله دا انا هوريك اللي قتلها ودليل براءتك وهساعدك كمان انك تخرج من الموقف دا ؟
فقال شهاب بلهفة وهو يريد الخلاص من كل هذا الكابوس:
ياريت وهعمل كل اللي تطلبه مني يا أستاذ شوكت بس أرجوك خليهم يسيبوني؟
فرفع شوكت يده لتلك الأيادي السوداء التي تمسك بقدميْ شهاب ثم قال:
خلاص احنا الأول هنودي الجثة عند ماماتها هي والبنت وكأنها ماتت هناك.
فردَّ شهاب بألم:
أكيد حد هيشوفنا وامها ساكنة معاها في نفس البيت فيقاطعه شوكت بصوتٍ غريبٍ:
ملكش دعوة دي شغلتنا احنا، بس الأول روح شيل السلسلة اللي بنتك لابساها بسرعة، وتساءل في دهشة:سلسلة إيه مش فاهم ؟
وأسرع إلى غرفة ابنته ونظر لرقبتها فوجدها ترتدي سلسلة بها بعض الآيات القرآنية وهي ( آية الكرسي)كانت أمها تضعها للطفلة حتى تحميها من أي شرٍّ ، فانتزع السلسلة من رقبة الصغيرة ووضعها في جيب قميصه وترك الصغيرة بالغرفة وحيدة وذهب إلى حجرة المكتب، فلم يجد كلًّا من جثة زوجته أو شوكت وأسرع إلى غرفة ابنته ثانية فلم يجدها فصرخ شهاب برعب:
حبيبة...