رواية اوجاع الماضي الفصل الثامن عشر 18 بقلم سلوي عوض


 رواية اوجاع الماضي الفصل الثامن عشر 

شمس:
– انتي إيه؟ اتكلمي، أنا سامعك.
ملك:
– بص، أنا مش هعرف أتكلم هنا خالص. خد الورقة دي واقراها، وبعد إذنك نفّذ اللي مكتوب فيها... بس بسرعة. عن إذن حضرتك.

(ملك تترك شمس وتدخل المنزل. شمس يفتح الورقة ويقرأ:)

الرسالة:
"من فضلك، أنا عاوزة أقابلك بعيد عن البيت والبلد. ولو سمحت، كلّم حامد بينك وبينه، وأكد عليه إنه يخرجني معاه بأي طريقة. ولما نتقابل، هاعرفكم كل حاجة. أرجوك، مفيش وقت."

شمس:
– يا ترى وراكي إيه يا ملك...

(شمس يدخل المنزل، يبحث عن حامد، يقابل عمته إكرام.)

شمس:
– فين حامد يا عمه؟
إكرام:
– فوج، قاعد فوق.
شمس:
– طيب هاطلعله.
إكرام:
– في حاجة؟
شمس:
– له، عشان موضوع الأرض.

(شمس يتركها ويصعد للدور التاني، يلاقي حامد قاعد مع جميلة.)

شمس:
– تعالي يا حامد، عاوزك.
حامد:
– خير، في حاجة؟
شمس:
– له، عشان الأرض، تعالي بقا.
جميلة:
– فيها إيه؟
شمس:
– له، عاوز حامد بس.
جميلة:
– وأنا معاكم.
حامد:
– معلش يا شمس، أختي وأنا عارفها، لازم تقعد على الخبر.
شمس:
– طيب، اقفلي الباب وتعالي.
حامد:
– ليه يعني؟ هو سر؟
شمس:
– آه، سر... وسر كبير كمان.
حامد:
– أهو الباب اتقفل، قول. قلقتني.
شمس:
– اقرأ الورقة دي.

(يأخذ حامد الورقة ويقرأها.)

حامد:
– مش فاهم...
جميلة:
– الحاسة الصحفية عندي بتقول إن البت دي وراها حاجة.

شمس:
– إنت يا حامد، هتقول لملك قدّام الكل: "تعالي أفرجك على البلد، وأنا هكون في جنا مستنيكم."
جميلة:
– وأنا هاروح مع مين بقى؟
حامد:
– تعالي معايا أنا، عشان محدش يقول إني خرجت معاها لوحدي.
جميلة:
– شكلنا داخلين على خبطة صحفية!
شمس:
– بس ياريت متحشريش مناخيرك اللي زي حجر الجوزة فيها.
جميلة:
– رخيم أوي.
حامد:
– وبعدين يا جميلة؟
جميلة:
– مش شايف بيقول عليا إيه؟
حامد:
– انزل انت يا شمس، وبعد شوية أنا هنزل وراك.
جميلة:
– وأنا معاك.
حامد:
– حاضر.

(يتركهم شمس وينزل، يلاقي جده.)

الجد:
– إيه يا شمش؟ مالك؟
شمس:
– مافيش يا جدي.
الجد:
– يا واد عيب عليك، ده أنا اللي مربيك، وأبص في وشك أعرف فيك إيه.
شمس:
– بعدين يا جدي، لما أجي من جنا.
الجد:
– رايح جنا ليه؟
شمس:
– موضوع كده يا جدي.
الجد:
– أنا عارف إنك طول عمرك بتعمل الصح، تربيتك يا جدي.
الجد:
– ربنا معاك يا ولدي.

(يخرج شمس ويركب سيارته متجهًا إلى قنا. بعد شوية، حامد ينزل ومعاه جميلة.)

حامد:
– بعد إذنك يا جدو، هاخد جميلة وملك ونتمشى شوية.
الجد (ضاحكًا):
– وماله يا ولدي.
جميلة:
– هطلع أندهلها.

(تصعد جميلة، تلاقي ملك قاعدة مع إلهام.)

جميلة:
– بقولك إيه يا لوكا، تعالي روحي معايا أنا وحامد نتمشى في البلد.
ملك:
– حاضر.
إلهام (فرحانة):
– روحي يا ملوكة، روحي.

(تنزل ملك مع جميلة. إلهام تتصل بوالدها.)

إلهام:
– الخطة باينها نجحت يا أبا، البت ملك هتخرج مع حامد وجميلة.
عبدالرحيم:
– عال عال، اجفلي أما أكلم عجور أفرحه.

(يتصل عبدالرحيم بعجور.)

عبدالرحيم:
– افرح يا واد خالتي، البت خرجت مع حامد.
عجور:
– أيوه كده، هاتلي الأخبار الزينة، خليني أنتجم منيهم.
عبدالرحيم:
– اجفل بقى عجور، ليه يعني؟ وراك إيه؟
عبدالرحيم:
– عروسة جديدة، على ما ملك تخلص موضوعنا.
عجور:
– يا أخي، إنت ما بتتهدش!
عبدالرحيم:
– بعد الشر عليّا.

(يذهب عبدالرحيم إلى منزل العروسة الجديدة – طفلة لا تتجاوز 15 سنة.)

عبدالرحيم:
– هاه يا حمايا، العروسة جاهزة؟
الرجل:
– جاهزة يا بيه.
عبدالرحيم:
– هنكتب ورجتين عُرفي عشان البت صغيرة.

(العروسة الصغيرة فرحانة بالملابس الجديدة.)

عبدالرحيم:
– الدخلة في بيتي اللي أول البلد، خد اقبض المهر.
الرجل (فرحان):
– حاضر يا بيه.
عبدالرحيم:
– ابصم على عقد الجواز، المحامي كتبهولي.
الرجل:
– حاضر.
عبدالرحيم:
– أسبوع وأجي آخد عروستي. وضبوها بقى، ووكلوها كويس، خليها تسمن.
الرجل:
– حاضر يا بيه.
عبدالرحيم:
– هشيلكم فاكهة ولحم وفروج، عاوز عروستي تفتح النفس.
الرجل:
– ربنا يوسع عليك يا بيه.
عبدالرحيم:
– كُلي كويس يا عروستي.
الطفلة (بفرحة):
– حاضر، بس هتجيبلي لعب كتير؟
عبدالرحيم (ضاحكًا):
– أمال إيه، وألعب معاكي كمان.

(في قنا، شمس منتظر حامد والبنات على كافيه. يصل حامد ومعاه البنات.)

شمس:
– تعالوا نتغدى الأول وبعدين نتكلم، عشان شكل الحديث هيطول.
ملك:
– بعد إذن حضرتك، أتكلم الأول؟
شمس:
– طيب، قولي.

(ملك تحكي لهم كل اللي حصل من أول الخطة لحد دلوقتي.)

حامد (متعجبًا):
– وإيه اللي خلاكي تعرفينا اللي حصل؟
ملك:
– عشان أنا عمري ما أذيت حد، ولا حتى فكرت. وغير كده، إنتو ما تستاهلوش الشر ده كله.
شمس:
– آسف والله، أنا غلبت مع أبوي، مش عارف ليه الكره ده كله ليكم... والغربية كمان!
إلهام:
– خيتي! كيف توافقه على كده؟
جميلة:
– شمس، أنا بمناسبة اللي قالته ملك، عاوزة أقولك على حاجة مهمة.
شمس:
– من ناقص هيافتك أنا؟
جميلة:
– شكراً، بس والله موضوع مهم، وما كنتش عارفة أقولك إزاي. بس ملك شجعتني.
شمس:
– فيه إيه؟
جميلة:
– أختك إلهام بتدي مراتك علاج يضعف المناعة، ومعاه موانع حمل، وبرشام منوّم تركيزه عالي جدًا.
شمس:
– بتقولي إيه إنتي؟
جميلة:
– والله العظيم، وهقولك عرفت إزاي.

(جميلة تفتح محادثة بينها وبين دكتورة صديقتها.)

جميلة:
– خد اقرا.
شمس:
– وأنا أعرف منين إن الكلام ده على مراتي؟
جميلة:
– ماتقرا.
حامد:
– أيوه، إنتي عرفتي منين؟
جميلة:
– هقولكم... كنت قاعدة بكتب تقرير عن شغلي، ودخلت عليّا روضة مراتك، وقالتلي إنها بتاخد علاج من إلهام عشان مرض وحش، وإنه بيخليها نايمة على طول، بس الغريب إنها لما بطّلت العلاج بقت فايقة ومافيش ألم، بس دايمًا تعبانة.
لما خدت منها الأدوية وسألت صديقتي، وبتعتلها الصور، كتبتلي اللي إنت قريته ده.

(شمس مصدوم جدًا، يخبط على راسه ويبكي بحرقة.)

شمس:
– ليه كده يا إلهام؟ ليه كده يا أختي؟
جميلة:
– والمشكلة الكبيرة، إن مراتك الأدوية دمّرت معظم أجهزة جسمها. لازم تروح بيها لدكتور حالًا.

(يأتي اتصال لجميلة من أكمل خطيبها.)

أكمل:
– جيمو، فينك يا قلبي؟
جميلة:
– أنا مع حامد، بنتمشى.
أكمل:
– طيب مفاجأة بقى... أنا وصلت البيت عندكم، وبابا هيحصّلني بعد يومين
جميلة (بفرحة):
– بجد نورت الدنيا كلها يا كيمو! إحنا جايين على طول.

جميلة (بحماس لحامد):
– كيمو وصل البلد، وإنكل جاي بعد يومين!

حامد (مبسوط):
– طيب يلا بينا، ده واحشني أوي.

جميلة (بلهفة):
– أنا آسفة يا شمس، فرحتي بأكمل نسّتني... هتعمل إيه دلوقتي مع روضة؟

شمس (بقلق وحزن):
– مش عارف... ديه لو جرالها حاجة، أنا ممكن أموت فيها.
احميها يا رب، عشانها... وعشان ولدها.
والله يا إلهام، لهندمك ندم عمرك.

حامد (بحزم):
– بس إحنا مش عايزين أكمل يحس بأي حاجة.

ملك:
– وأنا معاك في الرأي ده.

شمس:
– أنا هاخد روضة المستشفى، يمكن نلحقها قبل ما يحصلها حاجة.

(فجأة، يرن هاتف شمس... يتطلع فيه، يجدها عمته "إكرام").

شمس (يرد بسرعة):
– خير يا عمه إكرام؟

إكرام (بصوت مفزوع):
– إلحقنا يا شمش! مراتك وجعت وغمي عليها!

شمس (بخضة):
– بتقولي إيه يا عمه؟!

إكرام (بتأكيد):
– بقولك إلحقنا!

(شمس يغلق المكالمة فجأة، وجهه متوتر.)

حامد:
– فيه إيه؟
شمس:
– يلا بينا، روضة تعبانة جدًا!
استرها علينا يا رب!

حامد (وهو ينهض بسرعة):
– يلا بسرعة!

شمس (وهو بيجري):
– لو روضة جرالها حاجة، عمري ما هسامحك يا جميلة... عشان كنتي عارفة وسكتي!
وانتي يا إلهام...
اطمني على روضة، وربنا يقدّرني عليكي!
في المنزل:

نجد صافيه تبكي بحرقة على حال زوجة ابنها، والقلق باين على وشها.

صافيه (بحزن):
– مالِك بس يا بِتي؟ إيه اللي صابِك؟

إكرام (بحزم):
– أنا كلّمت شَمش، وهو جاي وهيجيب معاه الدكتور.

إلهام (بخوف وتوتر):
– هو شَمش جاي دلوقتي؟!

صافيه:
– آه يا بِتي، جاي عشان يشوف مراته.

إلهام (مرتبكة):
– طيب... أروح أطمن على بناتي.

(تخرج إلهام مسرعة من الغرفة، وتمسك بهاتفها، تتصل بزوجها عابد.)

إلهام (بصوت منخفض):
– يا عابد! روضة تعبانة قوي، وشَمش هيجيب الدكتور... ولعبتنا هتتكشف!

عابد (بانفعال):
– هاتِي بناتك بسرعة واطلعي من البيت! ولمّي دهبك وأي فلوس تلاقيها! بسرعة يلا يا إلهام!

إلهام:
– حالًا، أهوه...

(تستغل إلهام انشغال الكل بروضة، وتبدأ تلمّ حاجتها بسرعة: الذهب، الفلوس، شنطتها، وتشدّ ولادها من إيديهم، وتخرج من البيت بسرية تامة.)

(تقابلها عربية زوجها عابد عند أول الشارع، تركب بسرعة.)

إلهام (بقلق):
– هنروح فين دلوقتي؟!

عابد (وهو سايق بسرعة):
– هأقعدك عند واحدة من قريباتي، أهمّ حاجة خلّصي وهمي

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1