رواية اوجاع الماضي الفصل التاسع عشر 19 بقلم سلوي عوض


 رواية اوجاع الماضي الفصل التاسع عشر 

الهام: استني! هو انت ليك جرايب أنا معرفهمش؟ وحَريم كمان؟

عابد: شوفي إحنا في إيه وهي في إيه! بقولك خلّصي قبل ما حد يعرف إنك إنتي اللي كنتِ بتدي الدوا لروضه.

الهام (بخوف): أمي عارفة وشافتني كذا مرة وأنا باخد العلاج من المُمرضة بتاعة الصيدلية.

عابد: نهارك مُجندل! ده لو أمك قالت لشمش، هيخلّص علينا!

الهام: يا مري لو شمش عرف، ده روحه في روضه! كله منك، إيه اللي خلّاني سمعت كلامك ومشيت وراك؟!

عابد: ما تِبطليش رَط وامشي!

الهام: ياله ياخويا...

أما في منزل العائلة، يصل شمس مُهرولاً ليصعد إلى الأعلى ليطمئن على زوجته، ليجد الجميع يبكون حولها وبسمه ممسكة بيدها:

بسمه: فوقي يا خيتي فوقي، ورحمة أمك بصّي، قومي... أهو شمش جه! مش كنتِ دايمًا تقوليلي "شمش ده شمشي وحدي، وبيضلل عليا وحدي"؟ قومي بقى!

صافيه: قومي يا بسمه، خلّي جوزها يقعد جارها...

شمس (بحزن): روضه أول ما تسمع أنفاسي هتقوم، هتشم ريحتي وتقوم...

ليقعد شمس جنبها، فتفتح روضه عينيها:

روضه: شمش، إنت جيت؟ كنت خايفة أمشي قبل ما أشوفك...

شمس (يبكي بحرقة): تمشي تروحي فين؟!

روضه: خلاص يا شمش، عمري خلص لحد كده... تعرف، أمي جاتلي ف المنام، وخدتني معاها، وورّتني الجنة. دي الجنة جميلة جوي جوي يا شمش... بس كان نفسي أكمل معاك، ونربّي حامد ولدنا... بس خلاص. خلّي بالك من ولدي يا شمش، ولو هتتجوز، اتجوز واحدة حنينة تحن على ولدي... أوعى تتجوز واحدة تعذبه زي مرات أبوي... خلّي بالك منّي، وابجى تعال زورني يا شمش... أنا بس كل اللي مزعلني إني مش هشوفك تاني...

شمس (يبكي): لا، إنتِ هتعيشي، وتربّي حامد، ونعجّز سوا...

روضه: مع السلامة يا شمش...

شمس: لا، لا، افتحي عينك... وأنا هعيش لمين بعدك؟! روضه! يا روضه! يا قلب شمش وروحه!

صافيه: خلاص يا ولدي، مراتك سلّمت الأمانة...

شمس (بصراخ): لاااا، روضه! لاااااا! فوتيني ليه؟! هملتيني لمين يا روضتي؟!

لتسقط بسمه مغشيًا عليها...

عز: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم...

حامد: اعمل يا ابني إجراءات الدفن...

شمس: تدفنو مين؟! حدش هياخد روضه مني! هي عايشه! بس تلاقيها نايمة! هي بتحب تنام كتير! صح؟! يا أما مش روضه نايمة؟!

الجد: يا ولدي، حرام عليك، إنت كده بتعذبها... إكرام الميت دفنه...

شمس: أنا بقولك عايشة يا جدي، حتى إيدها دافية... اهي!

عز: قوم يا ابني، الله يرضى عليك... تعال يا أدهم، شيل بسمه، انقلها في الجناح بتاعنا...

صافيه (بحزن): حاضر...

الجدّة جميله (بحزن شديد): يا عيني عليكي وعلى شبابك يا روضه... رحتي صغيرة يا بتي...

ليعمّ الحزن المنزل بأكمله...

---
أما أكمل فكان منتظر في الجنينه علشان يشوف جميله، وهو مش عارف اللي حصل:

عز: روحي يا جميله، هاتي أكمل، خليه يدخل البيت علشان يحضر معانا الدفنه...

الأب: عاوز أعرف منك حاجه يا شمش، هي مراتك مش كانت خفّت وبقت زينه؟

شمس (بحزن): مراتي اتكتلت يا أبوي!

الناس اتفاجئت... لِيقترب حامد من شمس:

حامد: كده مش هينفع... لو ممكن، الطب الشرعي يشرح الجثه؟ يرضيك يعني إنها تتبهدل؟ أنا هطلّع تصريح الدفن، وأخلّي الدكتور يكتب "هبوط حاد في الدورة الدموية"...

شمس (بحزن): اعمل الصالح يا حامد، خلاص، كل حاجه راحت...

حامد: معلش يا شمش، لازم تصلب طولك... الدفنه والعزا وبعد كده أنا هتصرف...

شمس: هملوني لحالي مع مراتي...

الجد: هملوه يودّع مراته... تعالوا ننزله...

لينزل الجميع، ويتركوا شمس مع زوجته...

شمس (يبكي): هان عليكي شمش يا روضه؟ تهمليه للدرجه دي؟ جلبك جاسي؟ طيب مشيتي ليه؟ وانتي عارفه إني مجدرش أعيش بلاكي؟ طيب أقولك... قومي، وهاخدك ونسافر، أفسّحك... قومي بقى يا روضه، متخلعيش جلب شمش عليكي... طيب، قوليلي، شمش إيه لازمه عيشته بعديكي؟ قوليلي، شمش هيعيش لمين؟ ده أنا كنت عايش علشانك... طيب أقولك... خذيني معاكي...

شمس (بكاء): قومي يا روضه... يعني خلاص؟ فوتي شمش؟ يعني خلاص؟

شمس بقى وحديه، وكان بيبكي بكاء شديد، ليمسح دموعه:

شمس: طيب... بصي... أنا مش هبكي خلاص...

ليمسك إيدها:

شمس: يلا قومي بقى...

لتسقط إيدها من بين إيديه:

شمس (بحزن): يعني خلاص... معوزاش شمش...

لينظر إليها:

شمس: معقول... دي تكون آخر مره شمش يشوفك فيها؟! لكن والله، لاحرّج كل اللي حرّجوا جَلبي عليكي... الله يرحمك يا جلب شمش وروحه...

---

أما في الجنينه، تنزل جميله وملامح الحزن باينه عليها...

أكمل: جيمو قلبي، أنا جيت وقلت أعملك مفاجأة، بس شكلك مش فرحانه إنك شفتيني...

جميله: لأ، طبعًا فرحانه أوي... بس أصل مرات شمس ابن عمي توفّت...

أكمل: لاحول ولا قوة إلا بالله... إزاي ده؟ وأمتى؟

جميله: إزاي؟ أمر الله... لسه حالًا...

أكمل: ده كده يبقى وشي وحش عليكم أوي...

جميله: متقولش كده، ده عمرها... تعالَ بس ندخل جوه، عشان تعزّي شمس وتوقف معاهم في الدفنه...

أكمل: أكيد... ده واجب...

ليدخل أكمل معاها:

أكمل: البقيه في حياتكم يا جماعة... ربنا يجعلها آخر الأحزان...

الجد: محدّش يعزّيك في غالي يا ولدي...

عز: تعالَ اقعد يا أكمل... حامد راح يطلّع تصريح الدفن...

أكمل: طيب شمس فين؟ علشان أعزّيه...

الجد: فوق يا ولدي، جار المرحومه... مش مصدّق إنها ماتت...

صافيه: أصلها كانت حب عمره...

أكمل: ربنا يصبّره على فراقها...

الجد: روح يا نزار لعمّك عبدالكريم، خلّيه يذيع في الجامع يا ولدي...

نزار: حاضر يا جدي...

---

يذهب نزار لبيت عبدالكريم، لكنه ما يلاقيش حد... يدخل، يلاقي عبدالكريم بيهندم هدومه، وتخرج عواطف من وراه من غير ما تاخد بالها من أكمل...

نزار (باندهاش): مالك يا عمي؟ شكلك مبهدل كده ليه؟

عبدالكريم (بلججه): خير يا نزار...

نزار (بحزن): مرات شمش أخويا توفّت... وجدي قاللي أجي أقولك تذيع في الجامع... بس شكلي جيت في وقت مش مناسب...

عبدالكريم: يا ولدي، أوعى تفتكر إننا بنعمل حاجه حرام، لا سمح الله! عواطف مراتي على سنة الله ورسوله... وحبلى مني كمان!

نزار (بدهشه): بتقول مرّتك؟! إنت اتجوزت الخدامه بتاعة عمتي عواطف؟!

عبدالكريم: وماله؟ لا عيب ولا حرام! وبعدين، أنا دلوقتي بقيت صاحب البيت...

ليتركهم نزار ويخرج...

نزار: وادي نصيبه... جديدة كمان... استرها يا رب...

---

أما عابد والهام، فكانوا وصلوا عند بيت سناء...

عابد: تعالي، خشي، دخلي البنت يا الهام...

الهام: وكمان معاك المفتاح؟!

سناء (بدلال): عابد حبيبي، إنت جيت...

عابد (بحرج): آه جيت...

الهام: حبيبك كيف يعني؟!

سناء: أنتي الهام، مش كده؟ طيب، أحب أعرّفك، إني أنا بقيت ضرتك... ومرّة عابد... وحبلى كمان، في الواد اللي معرفتيش تجيبيه!

الهام: إنتِ اتجوزت عليا يا عابد؟ عملتها؟! يا خاين!

عابد (بحزم): اخرسي خالص! وإقعدي هنا، أجل من الجزمه القديمة! آه، سناء مراتي! وانتي فاكره بعد اللي عملتيه إني أأمنلك؟! أنا سايبك على ذمتي عشان البنات... وعشان الواد اللي في بطنك! إنما لو طلعت بتعرفي شغلك...

الهام: أنا هخلّي أبوي يربّيك! وهقول لـ شمش كمان!

عابد: شمش؟! ده لو شافك ولا سمع صوتك، هيخلّص عليكي!

الهام: بقى انت بتستغل الموقف؟! عادي أروحله، وأقولله إنك إنت اللي قلتلي!

عابد: خدي التليفون، كلميه، وقولي له...

الهام: آه، أكلمه! أنا خيته، وممهونش عليه...

سناء (تضحك): بعد اللي عملتيه في مراته، متهونيش عليه؟!

الهام: اخرسي إنتي خالص!

سناء: بجولك إيه؟! انتي توقفي معوجة، وتتكلمي عدل أحسنلك! أنا هوافج إنك تقعدي هنا بس، علشان خاطر عبودي... غير كده لأ!

عابد: سناء، خدي تليفون سعاد الشغالة، واطلبيها... واعملي حالك غلطانة في الرقم...

سناء: جول النمرة...

الهام: وهي تتصل...

سناء: علشان أفهم، مراته عايشة ولا ميته؟! إنتي غبية جوي...

تتصل سناء بسعاد، ترد عليها سعاد وهي تبكي:

سناء: هو ده تليفون أم سيد؟

سعاد (ببكاء): لأ...

سناء: إزاي ده؟!

سعاد: هي اللي مدّياني النمرة... والله ده تليفوني... النمرة غلط... عن إذنك، عندنا حاله وفاة...

سناء: وه يا خيتي... مين اللي اتوفى؟!

سعاد: مرات شمش بيه...

تغلق سناء الخط:

سناء: الحج يا عابد، مرات شمش ماتت!

عابد: يا خبر اسود! بقولك إيه يا سناء، إنتي تروحي هناك، تعملي حالك رايحه تعزّي، كإنك من أهل البلد... وافهميلي الدنيا فيها إيه، وهما هيعملوا إيه...

---

أما في البيت، كانت صافيه بتدور حوالين نفسها:

صافيه: غريبة! البت الهام فينها؟! كيف متاجيش توقف جار أخوها؟!

تنده على سعاد:

صافيه: اطلعي يا سعاد، اندهي على الهام...

سعاد: حاضر...

تصعد سعاد لجناح الهام، وتنزل مسرعة:

سعاد: مافيش حد! فوج! والجناح مكركب وكله على بعضه!

صافيه: راحت فين بس؟! يا ربي استرها علينا... جلبي مناقصش وجع...

---

نزار يدخل وهو مهموم...

إكرام: روحت لعمك عبدالكريم؟

نزار (بحزن): آه، يا عمّه، روحت، وقاللي هيذيع في الجامع، وراجِي...

إكرام: طيب، كنت جبت عواطف معاك، غلبانة، هتقعد لحالها! كانت سابت البيت وجات قعدت معانا لغاية ما ننجطو لروضه...

يتركها نزار، ويدخل على جده في المكتب:

الجد: أوعى تهمل خيك يا ولدي...

نزار: حاضر يا جدي... أمال فين عيلة عمي؟

الجد: حامد راح يطلّع التصريح... وأدهم طلع مع خطيب جميله علشان يغيّر هدومه... وجميله قاعدة مع نسمه...

نزار: أنا عارف إن ده مش وقته يا جدي، بس لازم أقولك...

الجد: فيه إيه تاني؟

يقص نزار على جده كل اللي شافه...

الجد: إنت واعي لحديثك يا ولدي؟

نزار: والله زي ما بقولك كده يا جدي...

الجد: كده بردك يا عبدالكريم؟! هانت عليك إكرام وعشرتها؟!

نزار: والعمل إيه؟

الجد: والله ما بقيت عارف... المصايب نازلة ترفّ علينا... ليه كده؟!

نزار (يفكر): أمال لو عرفت موضوع ملك، هتعمل إيه؟

الجد: روح، واقف مع خيك... ومتجبش سيرة لمخلوق بموضوع جواز عمتك...

نزار: حاضر...

يخرج نزار، يلاقي عشق قاعدة جنب الطفل حامد...

نزار (بحزن): يا عيني عليك يا واد أخويا... اتيتّمت بدري...

عشق: بقولك إيه؟ خدي حامد واطلعوا فوق، في جناح جدتي جميله...

عشق (بحزن): حاضر... تعالَ يا حامد، نطلعو نلعب فوق...

يطلعوا، والطفل يبص على جناح والده:

الطفل: إيه ده؟ الجناح بتاعنا مفتوح؟ يبقى أمي صاحيه! هدخل أقعد معاها شويه...

عشق: لأ، تلاقيها نايمه، بس نسيت تقفل الباب...

الطفل: هدخل أشوفها...

يدخل الطفل، يلاقي والده قاعد جنب أمه بيبكي:

حامد: مالك يا أبا؟ بتبكي ليه؟ وأمي نايمه... إنت في حاجه وجعاك؟

يبص له شمس من غير ما يتكلم...

الطفل: بحدّة: يا أبا، بقولك متبكيش جار أمي، أحسن أمي تتخض عليك!

شمس (ببكاء): أمك هملتنا يا حامد...

الطفل: هملتنا كيف؟! أمي نايمه أهي!

شمس (ببكاء شديد): أمك ماتت وسابتنا يا ولدي... أنا وإنت خلاص... معدش لينا حد...

الطفل (بصرخه): أمااااااااه! يا أمااااااااه! فوجي يا أمااااااه!

شمس: مش هتفوج... هي خلاص مشت...

---

أما عشق، فنزلت للدور الأول...

عشق: نزار! نزار! حامد الصغير جري ودخل الجناح بتاعهم، وقاعد مع شمش، وبيبكي...

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1