رواية جحيم عشقك الفصل التاسع عشر 19 بقلم ياسمين رنيم


 رواية جحيم عشقك الفصل التاسع عشر 

أخبرتك أن لا تأتي إلى هنا مجدداً و وعدتني بذلك 
في الحقيقة أنا مصدوم لماذا أنتي هنا في هذه الساعة ؟؟!؛
ألا يجب أن تكوني معه ...
قاطعته ملاك قائلة : مع من !؟ مالذي تقوله !؟؟ لم أذهب إلى أي مكان كنت ذاهبة و لكني لم أتمكن من فعل ذلك 
أنصدم آدم قائلا : ماذا ؟؟؟ 
اقتربت ملاك منه قائلة : ذلك المكان لا أعلم لماذا يبدوا لك و كأنه أهم شيء في حياتي
أردف بحزن قائلا : لأنه كذلك 
اقتربت منه أكثر ممسكة بيده 
ارتجف بمجرد مسكها بيديه ابتلع ريقه بصعوبة قائلا : ماذا تفعلين ....
ملاك : وعدتك أنني لن أجعلك تعود لأي سبب من الأسباب التي ذكرتها البارحة 
أومأ برأسه قائلا : أجل و لماذا أنتي هنا ؟؟؟ 
ملاك : لسبب مهم أهم من أي شيء كان 
أتيت إلى هنا و سآخذك معي لاني
آدم : لأنك ماذا !؟؟
أخرجت بيدها الآخرى الصورة من حقيبتها 
أغمضت عينيها لتردف بهدوء : تفضل 
أخذ الصورة بيده قائلا : ماذا !؟؟ 
دمعت عينيها لتضع يده الأخرى على بطنها قائلة : إنها صورته
أنصدم آدم ليردف بعدم الفهم : لم أفهم !؟؟؟
كانت دموعها تنهمر من عينيها قائلة : أنا حامل ستصبح أب يا آدم 
دمع عينه ليبقى ساكتا بعض الوقت و هو غير قادر على الاستيعاب !!!! 
ماذا !؟؟؟ حامل ؟؟! سيصبح أب !؟؟ لا يعقل ذلك لا لايمكن أن يكون صحيح .....
أردف بنبرة ترتجف : حامل !!!؟ 
ابتسمت بحزن قائلة : أجل لم أكن أعلم أنني حامل إلى غاية البارحة عندما أغمي عليا
تلك العجوز صديقتك أخبرتني و لكني لم أصدقها ذهبت إلى الصيدلاية و أجريت تحليلا و لم أصدق 
و لكني ذهبت إلى الطبيبة و أكدت لي أنني حامل..... 
لم أذهب إلى تلك الحقيقة لم أتمكن من فعل ذلك قبل أخبارك أنك سترزق بطفل آخر
أغمض آدم عينيه و حضنها بقوة دون أن يشعر على نفسه 
كان سعيدا بشكل كبير و في نفس الوقت خائف 
غير أن سعادته طغت على خوفه 
كان يحضنها بقوة و بحنان بينما ملاك شعرت أن كل شيء اختفى حقدها و غضبها كل شيء تلاشى بمجرد هذا الحضن 
بقيا في حضن بعضهما البعض ما يقارب ربع ساعة 
إلا أن شعر آدم على نفسه و ابتعد عنها قائلا : الستي غاضبة !!!!! 
أمسك رأسه بيديه الإثنين قائلا : لابد أنك غاضبة تلك الليلة كانت أسوأ ليلة في حياتك 
لقد دمرت كل علاقتنا في تلك الليلة 
أضف إلى أنني ارتكبت العديد من السيئات في حقك 
لم تفكري في إجهاض الجنين !؟؟؟ 
وضعت يدها على فمه قائلة : لا بالطبع لا و لا أزال غاضبة منك و لكني لا يمكنني تحمل المسؤولية لوحدي يجب أن تكون معي في هذه المرحلة 
أومأ برأسه قائلا : لا لايمكن بالعكس لايمكن أن أكون معك و كل مرة ارى بطنك ساتذكر تلك الليلة 
نظرت إليه باستغراب قائلة : و هل ستتخلى عن مسؤوليتك كأب !؟؟ هل تريد من غيرك أن يكون أب لهذا الطفل ؟؟ أجل أنت متعود على ذلك ؟؟! 
صرخ بأعلى صوته قائلا : اخرسي لم أقصد هذا 
أومأت برأسها قائلة : أجل لم تقصد و لكني سأفعل اذا لم تخرج معي 
ماذا تفعل !؟؟؟ تلوم نفسك أجل أنت سبب هذا الحمل 
و لكن اذا كنت أنا نادمة فابني لن يغضب مني لأني لم اتقبله ففي كل الأحوال أنت ارغمتني هلى فعل ذلك 
و لكن صدقني عندما يكبر سأخبرك أنك لم تعتدي فقط علي لا بل لم تتقبل وجوده لأن والده يعتبر أنه خطأ 
أجل يمكنني اعتباره كذلك و لكنك لا تملك الحق في اعتباره خطأ أنك السبب و يجب عليك أن تتحمل مسؤوليته
دمع عينه قائلا : أعلم أنك ستلوميني لاحقاً كل مرة سامسك يدك ستبتعدين عني 
لست نادم لأنك حامل بل نادم على تلك الطريقة .في هذه اللحظة أشعر بسعادة غامرة لايمكنني أن أشرح لك عنها 
و لكن يجب أن اتعالج يجب أن ابقى بعيدا عنك 
هذا الطفل سيغير حياتي كما فعلت لين من قبل
ساتمسك بهذا الأمل و لكن وجودك معي سيضعفني مجددا 
لا تتخيلي كم أريدك أريد أن امضي كل لحظة بقربك 
بقرب ابننا 
كم أرغب في أن أشعر بحركاته داخلك أن آخذك إلى الدكتورة لسماع دقات قلبه 
ان توقظيني في منتصف الليل طالبة مني أن أحضر لك برتقال ليس في موسمه 
كم أرغب في رؤية بطنك و هو يكبر و أضع رأسي على بطنك و أنام 
أنهم أشياء لطالما تمنيتها و لكن أنظري إلى أين اتواجد !؟؟؟ 
أنني في مركز إدمان 
أخبرني شيء اذا ذهبت معك الآن هل ستنامين معي على نفس السرير ؟؟؟؟ 
أحنت رأسها 
ليردف قائلا : لن تفعلي و لن الومك و لكن ساحزن و اذا اخذت حبة مخدرة ماذا سيحدث ؟؟!! 
لايمكنني حتى التحكم في نفسي 
هل أخبرك بشيء في تلك الليلة التي عرفتي فيها الحقيقة ذهبت و تعاطيت المخدرات ثم قمت بخيانتك 
ماذا لو فعلت ذلك مرة أخرى !؟؟؟؟ 
ماذا لو قمت بخيانتك مرة أخرى !؟؟ لا أرغب في خيانتك لم أرغب في ذلك في ذلك اليوم 
و لكني فعلت
أريد أن أتعالج أن أتحسن لعل في ذلك اليوم سيخف غضبك مني 
ستنسين الذي فعلته 
دمعت عينيها و لامست خده بحنان قائلة : لم تقم بخيانتي متأكدة من أنك لم تفعل 
سنتكلم في هذا الموضوع لاحقا و لكني متأكدة من أنك لم تلمس إمرأة أخرى 
أما عن تلك الليلة فاجل لايمكنني النسيان و لكني أريدك معي
و هذا الطفل بينما هو يتكون في بطني أنت ستكون بقربي 
بينما سأذهب لمعرفة تلك الحقيقة أنت ستكون بقربي 
بينما احاول أن أنسى تلك الليلة أنت تساعدني على نسيانه ليس بهروبك بل باصرارك 
لم أقع في حب آدم الضعيف بل آدم الذي كان يسعى الانتقام 
الآن تفضل انتقم من نفسك تجاوز هذه المرحلة و أنت بقربي و ليس في مركز بعيد عني 
تلك الحقيقة أن أعرفها إلا و أنت معي 
لأن عمر أخبرني أنك أنت من وجدتها و رغم أن هناك فكرة في رأسي إلا أني غير قادرة على تقبلها 
لن أذهب إلى أي مكان من دونك 
لعل هذا الحمل جعل مشاعري تتلخبط إلا أنني لا أريد من أن أذهب إلى مكان آخر من دونك 
أنصدم آدم من كلامها و من إصرارها ليردف بهدوء : لايمكنني صدقيني أنني خائف عليكي مني 
و خائف من رده فعلي بعد معرفتك بالحقيقة 
وجودي هنا سيجعلني اتحكم في نفسي 
لقد تعبت من عدم ثقتك بي 
و تعبت من التفكير في الماضي 
اقتربت منه أكثر وضعت يدها على قلبه و وضعت يده على قلبها قائلة : سنتجاوز هذا معا 
أنت تشعر أنك مخطىء أليس كذلك !؟؟ 
أومأ آدم برأسه بمعنى أجل 
لتردف بحزن قائلة : و أنا مخطئة لعدم ثقتي بك و لكن اذا اردت أن أسامحك أمسك يدي بأحكام و لا تتركها 
مهما كانت تلك الحقيقة التي ساعرفها لن افلت بيدك 
صدقني أعلم جيداً مالذي يدور في عقلك و لكني قررت أن أمنحك فرصة أخيرة 
فرصة من أجل ابننا اذا كنت تريد هذه الفرصة ستجدني في الأسفل انتظرك 
اذا لم تأتي تأكد أنك لن تعثر علي مجددا لن أبقى هنا يا آدم و لن أسعى إلى معرفة أي حقيقة كانت 
سأذهب من هنا إلى مكان لن تجدني فيه 
أبتعدت ملاك عنه و كادت أن تفتح الباب إلا أن شعرت بأنه يحضنها من الخلف بقوة 
وضع رأسه على عنقها دمعت عينيه و عينيها في آن واحد 
همس في أذنيها قائلا : لا وجود لآدم من دون ملاك 
اذا ذهبتي كيف ستصبح حياتي ؟؟؟؟؟ 
سأذهب معك و لكن هل تعديني أننا سنبني عائلة لوحدنا 
لا وجود لعائلتك فيها !؟؟؟ 
لايمكنني أن أجلس على نفس الطاولة معهم لا يمكنني التصرف و كأني أحبهم 
و لن أرغمك على تقبل عائلتي ستكون عائلتنا صغيرة أنا و أنتي و لين و ابننا 
لن أمنعك من الذهاب و رؤيتهم و لكن لن اتواجد معكم 
دمعت عينيها قائلة : لماذا تتكلم بصفة الجمع !؟ 
أمير شقيقك 
أغمض عينيه قائلا : عديني !؟؟؟؟ 
مسحت دموعها قائلة : أعدك بأني لن أرغمك و أني لن أنام في منزل أنت لن تتواجد فيه 

بعد مدة بدأ آدم بجمع أغراضه بينما كانت ملاك جالسة على السرير تنظر إليه و إلى رده فعله 
ابتسمت قائلة : اعتقدت أن المصح يكون كئيب و لكن أنظر إلى غرفتك كأنك في فندق 
ارتسمت على ملامح وجهه إبتسامة خفيفه قائلا : النقود تفعل المستحيل 
وقعت ورقة من أغراضه الشخصية 
انحنت ملاك و فتحتها لتقرأ اسمها بالاحرف الكبيرة 
( زوجتي ملاك حبي الوحيد ...) 
ابتسمت قائلة : وقعت من أغراضك ورقة 
استدار ليقول : كل شيء كتبته يخصك أنتي 
ابتسمت بحزن قائلة : دعنا نذهب......
أخذت سيارة أجرة و ذهبا إلى منزل ملاك لتأخذ هي بدورها اغراضها من منزلها 
بينما صعدت ملاك إلى المنزل بقي آدم في سيارة الأجرة في انتظارها 
دخلت ملاك إلى المنزل و أخبرت أمير أنها ستعود إلى آدم 
أنصدم أمير قائلا : ماذا ! كيف يعقل أن تفعلي هذا بنا ! 
ملاك : إنها حياتي انا
أمير : لا أريده أن يكون معنا 
ملاك : لا يريد حتى رؤيتكم لا تقلق إنه زوجي و من حقه أن يكون معي في هذه المرحلة لا أحد له الحق في الاعتراض
جميلة : هذه المرحلة !!؟؟ 
توترت ملاك قائلة : أنني حامل 
أسرعت جميلة و حضنتها بسعادة قائلة : لا أصدق ؟؟!! 
جلست ملاك و شرحت لهم الأمر 
أمير لم يهتم و لم يرغب في تقبل آدم 
رغم إصرار ملاك عليه إلا أنه لا يزال مصرا أنه هو و شقيقه السبب في موت والده ؟؟؟ 
لا يريد أن يعترف أن جميلة و مصطفى هما السبب في كل هذه الأمور 
رتبت ملاك اغراضها و طلبت من جميلة أن تعتني بأمير و أن كل شيء سيتحسن مع مرور الوقت 
نزلت إلى الأسفل اذ بها تجد آدم نائما في السيارة 
ابتسمت و طلبت من السائق اكمال الطريق 

.....

بعد أن وصلا إلى المنزل لامست ملاك وجهه ليفتح عينيه مبتسما قائلا : عدتي .! 
ملاك : لقد وصلنا الى المنزل هيا 
نظر آدم إلى ما حوله قائلا : اه لقد غفوت أعتذر 
نزل آدم و حمل الحقائب و صعد إلى المنزل 
بمجرد دخوله إلى الغرفة تذكر تلك الليلة التي لايزال يعتبرها أسوأ ليلة في حياته 
بينما ذهبت ملاك إلى غرفة لين ووضعت اغراضها بها 
بقي آدم في الشرفة شارد الذهن
كان يفكر  كيف سيخبرها أن والدها لا يزال على قيد الحياة !؟؟؟ مالذي ستفعله !؟؟ هل ستبقى على وعدها و لن تبقى مع والدها ولا ليلة واحدة ؟؟!؛ 
هل ستتقبل حقيقة أنه والد أبنها !؟؟ هل هي تفعل هذا شفقة أو رغماً عنها!؟؟ لقد عاد معها و لكنه لا يعلم هل سامحته أو ليس بعد 
من جهة أخرى كانت ملاك تنظر إليه بنظرة خوف و نظرة شوق في آن واحد 
إنه خائفة من النوم معه خائفة من أن لا تستطيع الوفاء بوعدها أن الحقيقة التي ستعرفها ستجعل ثقتها له تهتز مرة أخرى 
و لكن في هذه المرة آدم لن يعود مرة أخرى 
تعلم جيداً أنه مخطىء و تعلم أيضا أنه نادم أنه لجأ إلى المخدرات لينسى و هي لن تسمح له بتدمير حياته حتى لو كانت غاضبة منه و لكنها تحبه 
اقتربت منه شيئا فشيئا وقفت إلى جانبه على بعض خطوة واحدة ضمت يديها إليها خائفة من لمسها 
أنتبه آدم لذلك ليردف بهدوء قائلا : الجو بارد أدخلي إلى الداخل 
نظرت إلى السماء قائلة : الجو جميل 
آدم : غدا عمر سيأخذك 
أومأت برأسها قائلة : لا أنت من سيأتي معي 
عمر أخبرني أنه من حقك أنت 
آدم أردف بغضب : لا لن أفعل 
ملاك : ستفعل 
كانا يتجادلان إلى أن طرق الباب فتحت ملاك الباب اذ به عمر 
عمر : أين كنتي ؟؟؟ صعدت إلى المنزل لم أعثر عليك لماذا أنتي هنا ؟؟؟! 
ألا ينبغي أن تخبري آدم بانكي حامل !؟؟ 
ملاك أرجوكي أخبريه أقسم لك سيفرح كثيرا و بسبب ذلك سيعود إلينا سيعود إليك الى لين هيا 
ملاك : دعني أتكلم 
عمر : لا دعينا نذهب و نخبره هيا 
فجأة جاء آدم مبتسماً قائلا : لا داعي للذهاب أنا هنا 
أنصدم عمر و فرح في نفس الوقت عانقه بقوة قائلا : اه أنا سعيد كيف حدث هذا !؟؟ 
آدم : ملاك أتت و أخبرتني ، شكرا لأنك كنت معها شكراً لكل شيء يا أخي
عمر : الحمد لله أنكما مع بعض هذا معناه مهمتي انتهت 
آدم : لا
ملاك : أجل انتهت آدم من سياخذني غدا 
عمر : جميل سأتكلم مع ميرا في موضوعنا 
ملاك : أنتما معا !؟؟ 
عمر : أجل و لا لا أعلم لا تزال غير قادرة على الوثوق بي 
آدم : ميرا تثق بك و لكنها لم تكن تثق بي 
ملاك : المهم هي لا تزال في البلدة جدها لا يزال مريضاً أذهب إلى هناك 
عمر : هذا الذي كنت سأفعله و لكن 
آدم : لكن ماذا ؟؟؟ 
عمر : دعونا نذهب مع بعض أقصد نفس البلدة 
توتر آدم ليردف بهدوء : إنه هناك !؟؟ كيف يعقل !؟؟ 
عمر : غدا صباحا سننطلق 
أومأ آدم برأسه و ذهب عمر 
بينما ذهبت ملاك إلى غرفة لين استلقت 
و آدم بقي ينظر إليها من وراء الباب 
استدارت ملاك و فجأة و جدته ينظر إليها 
توتر آدم و كان سيذهب إلى أن أردفت : اذهب و نام قليلاً  لم يبقى سوى بضع ساعات و نذهب 
اقترب آدم منها جلس على الأرض ممسكا بيدها قائلا : لا أريد الذهاب اذهبي مع عمر 
مسكت يده و وضعتها على بطنها قائلة : أين سيذهب إبنك أنت ستذهب 
حاول أن تتصرف معي بشكل جيد 
أريد أن أنسى تلك الليلة و لكن توترك الدائم يجعلني أتذكرها 
آدم : أعلم أنكي تتذكرينها بمجرد رؤيتي لهذا صعب أن أتصرف بشكل عادي و كأن شيء لم يكن 
ملاك : أنني هنا لأني أريد من إبني أن يتربى وسط عائلته مع والده و لست هنا لأني مرغمة أو بدافع الشفقة 
آدم نظر إليها بحنان قائلا : هل أنتي هنا بدافع الحب مثلاً !!!!! 
دمعت عينيها قائلة : لطالما أحببتك يا آدم و تلك الليلة بالنسبة لي كانت نتيجته ابننا لهذا لا يجب أن تندم 
دمع عينه قائلا : هل يمكنني الاستلقاء إلى جانبك !؟؟؟؟ 
أغمضت عينيها و أبتعدت قليلاً لتسمح له بالاستلقاء 
استلقى إلى جانبها و ظل يحدق بها 
اشاحت عينيها إلى الجانب الاخر و استدارت 
اقترب منها أكثر حضنها من الخلف بحنان و هو يلامس بطنها  همس لها بنبرة لا تخلوا من الحزن : أريد امضاء كل دقيقة هنا في حضنك 
سأجعلك تنسين تلك الليلة لعل  هذا الطفل سبب عودتنا
و لكني سأكون سبب سعادتنا 
أقسم لك أنني ساتغير سيكون هذا المنزل ملجئي الوحيد 
لطالما كنتي ملجئي و ستبقين كذلك 
دمعت عينيها و هي تحاول أن تمسك يده و لكنها ترددت لم تتمكن من لمسه 
أغمض عينيه قائلا : تصبحين على خير 
كان سيبتعد عنها و لكنها قامت بوضع يدها على يده قائلة : تصبح على خير 
و بهذا  كانت قد سمحت له ببقائه بقربها 
نام آدم إلى جانبها لأول مرة بعد شهر تقريباً لم ينم و هو سعيد بهذا الشكل 
بينما كانت ملاك قلقة من المفاجأة التي ستعرفها في اليوم التالي 
هل هي تعرف بالذي سيحدث !؟؟ هل تتوقع أن والدها هو تلك الحقيقة ؟؟!! 
لعلها توقعت ذلك بعد كلام آدم 
مع كل تلك الأفكار نامت بقربه و هي سعيدة و متعودة أن لا تكون هذه اخر ليلة تجمعهما......

..........

في اليوم التالي استيقظت ملاك نظرت إلى جانبها لم يكن آدم موجوداً بقربها 
نهضت و بحثت عنه اذ بها وجدته في الشرفة و في يده قدح من القهوة 
اقتربت منه قائلة : صباح الخير 
أبتسم و أقترب منها شيئا فشيئا قائلاً : صباح النور 
ابتسمت بخجل قائلة : هل نذهب !؟؟ 
أردف بسعادة قائلة :  ستتناولين فطورك اولا 
تشربين الحليب و تأكلين التمر 
ابتسمت بسعادة غامرة لتردف قائلة : التمر !؟؟؟ 
آ

دم : أجل التمر قرأت أنه مفيد لصحة الطفل استيقظت باكراً و بحثت عن الأطعمة التي تساعد على أن يولد الطفل بصحة جيدة 
نظرت إليه باستغراب قائلة :  أنا سعيدة لأنك تهتم به 
لامس آدم وجنتيها بحنان حدق بعينيها قائلا : أهتم لكما أنتما الإثنين 
مسك يدها و دخلا إلى المطبخ لتجد أنه جهز لها طاولة مليئة بالأكل 
ابتسمت و أردفت بنبرة لا تخلوا من الدعابة : سأصبح جد سمينة يا آدم و لن اعجبك
قربها من جسده قائلا : حتى لو أصبح وزنك 100 كيلوغرام سأبقى عاشقاً لك 
ابتسمت بخجل و جلست على الطاولة لتأكل مما جهز لها ....
بينما كان آدم ينظر إليها كيف تأكل دق الباب 
فتح آدم الباب اذ به عمر 
توتر آدم و أخبر عمر إنه غير قادر على الذهاب و لكنه مجبر على ذلك....
جهزت ملاك نفسها

و انطلاقا إلى تلك الوجهة التي ستغير حياة ملاك مرة أخرى .....
طوال الطريق كان آدم في المقعد الأمامي  يحاول السيطرة على نفسه و أن لا يتأثر برأيته 
يجب أن لا يهتم سوى بصحة ملاك و صحة إبنه القادم 
بينما كانت ملاك جالسة في المقعد الخلفي تفكر في الذي ستلتقي به هل هو شخص الذي في بالها 
أو أن لا تزال أحلامها لا تزال غير معقولة  
مر الوقت و كل دقيقة كان آدم ينظر إليها من المرآة كان قلق من رده فعلها 
إلا أن وصلوا إلى تلك البلدة  
ركن عمر السيارة أمام منزل صغير جدا 
نزل آدم و فتح الباب لها 
نزلت بقلق و توتر أردفت باستغراب : أين نحن !؟؟؟؟ 
طرق عمر الباب و صعد إلى سيارته مرة أخرى و انطلق 
تركهما لوحدهما يخوضان هذه الحالة 
يجب على آدم أن لا يتركها لوحدها 
بينما بقين ملاك تنتظر من الذي سيفتح الباب 
مسك آدم بيدها بأحكام 
نظرت إليه بتسائل قائلة : لم يفتح أحد الباب 
أغمض عينيه قائلا : سيفتح 
كانت قدمها تهتز بتوتر إلا أن فتح الباب 
لم تنظر ملاك إلى من الذي فتح هذا الباب السري 
إلا أن سمعت صوت ينادي عليها قائلا : أبنتي ملاك !؟؟؟ 
استدارت بصدمة  لتحدق بوجه الشخص الذي نادى بإسمها  اذ بها تنصدم 
عادت إلى الوراء بضع خطوات بصدمة كبيرة ماذا !!؟؟ والدها !؟؟؟ إنه على قيد الحياة !؟؟؟ 
إنه بالفعل على قيد الحياة لم يمت لا إنه واقف أمامها إنه هو لم يتغير إنه مصطفى القاسي 
تقدم نحوها بضع خطوات و كل خطوة كان يخطيها  كانت تجعلها تعود إلى الوراء 
أفلتت يد آدم الذي بقي ينظر إلى مصطفى القاسي بغضب و كره لا يمكن وصفه بالكلمات

بينما استطاعت ملاك أن تتفوه بكلمة بعد مدة طويلة من التأمل في والدها قائلة بنبرة هادئة تكاد أن تسمع : أبي !؟؟؟؟ 
إنك أنت !؟؟؟؟ أنت حقيقة !؟؟؟ 
بكى مصطفى بحرقة قائلا : عثرتي علي !؟؟؟ 
أسرع و حضن أبنته بقوة و حنان كان يشم رائحتها التي حرك منها منذ سنوات طويلة 
كان يشعر بنبضات قلبها تتسارع كان يشعر بحزنها و صدمتها 
بينما ملاك لم تشعر سوى بأنها ترغب في البكاء تريد أن تعتقد أنه ليس بكابوس بل هو حقيقة 
تريد أن تضمه بقوة و لكنها لم تتمكن من فعلها لماذا !؟؟؟؟؟ 
بقيت ملاك جامدة مكانها لتردف بدون أن تشعر على نفسها : أنت أبي ؟؟؟؟ 
في الأخير حضنته بقوة باكية بحرقة تشم رائحته بصوت عالي قائلة : بابا لا أصدق أنك أنت 
لامست وجهه ناظرة إلى عينيه بدفى 
كان يبكي بسعادة و هي بدورها كانت تتفحص كل إنحناء موجود على وجهه 
كانت تهمس له قائلة : أبي !؟؟؟؟ إشتقت لك كثيراً 
إلا أن أغمضت عينيها تنهدت بضيق شديد قائلة : تركتنا !؟؟؟ لم تمت !؟؟؟ 
ابتعدت عنه مرة أخرى شعرت بصداع مسكت رأسها بيديها الاثنين قائلة: تركتني!؟؟؟ 
كاد أن يغمي عليها إلا أن مسكها آدم مسرعا 
طلب منه مصطفى أن يدخل إلى المنزل 
لم يشأ آدم الدخول و لكنه لم يجد حلا آخر 
دخل إلى المنزل و وضعها على سرير من الأسرة الموجودة في ذلك المنزل 
كان آدم يصرخ يطلب منه الاتصال بالاسعاف لأنها حامل 
كان كالمجنون يصرخ و يلومه لأنه السبب 
إلا أن فتحت ملاك عينيها ممسكة بيد آدم 
أردفت بصعوبة : أنا بخير يا آدم لا تقلق 
آدم : كيف لا أقلق !؟؟؟؟ لقد أغمي عليكي 
ملاك : هل كنت احلم !؟؟؟ لم يكن هنا أليس كذلك !؟؟ 
ليس أبي !؟؟ 
أردف بحزن قائلا : إنه هنا لم يكن حلم 
دمعت عينيها قائلة : و لم تتركني ؟؟؟! لقد عثرت عليه !؟؟ على مدمر عائلتك !؟؟؟ 
نظر إليها بعدم الفهم قائلا : ماذا !؟؟؟ مالذي تقولينه !؟؟؟ 
ملاك. مسكت يده قائلة : إنهم السبب في انحرافك اذا كان هنا يسمع كلامي فالافضل أن يعرف أنني لا أريده 
لم يعد هناك مكان له في حياتي 
الشخص الذي تخلى عني و كان سببا في دمار شاب في ربيع شبابه ليس بوالدي 
قاطعها آدم قائلا : شششششت لا تتصرفي مع والدك بهذا الشكل من أجلي 
قبل يدها بقوة ثم أضاف : أعلم أنك تحبينه لا تفعلي هذا بنفسكي 
أنا قوي و لا يهمني وجوده عثرت عليه من اجلكي من أجل زوجتي 
لا تفعلي الشيء الذي فعلته قبل سنوات 
أخبرتني أنكي نادمة على كلامك معه لا تندمي الآن 
إنه هنا في الغرفة المجاورة سيشرح لك سبب ذهابه سيشرح لك كل شيء و لكن عديني أنكي لن تتصرفي تصرف غير قادرة على تحمله لا تفعلي شيء من أجلي 
أنني على مقدرة على تحمل كل حقيقة تتعلق بك 
ملاك : حتى حقيقة أن والدي على قيد الحياة !؟؟؟ 
قبل آدم يدها بحنان أغمض عينيه ليردف بهدوء : بل سأكون سعيدا لذلك 
ابتسمت بحزن قائلة : هل يمكنني أن أذهب إليه !؟؟ 
ضحك بسخرية قائلا : إنه والدك لن أغار منه 
أومأت برأسها قائلة : لن تكون معي !؟؟ ستذهب !؟؟؟ أريدك معي لا أعلم مالذي حدث لتركه لنا 
لا أعلم كيف ساسامحه على ذهابه و عدم وجوده معنا 
لا أعرف مالذي ساعرفه 
لايمكنني مواجهته لوحدي 
أريد أن تكون بقربي أن تبقى يدي ممسكة بيدك 
آدم : سأفعل أي شيء سيجعلكي تشعرين بالراحة 
مسحت دموعها و مسكت يده و جعلها تقف 
دخلت إلى الغرفة المجاورة برفقة آدم 
أردفت بحزن : لماذا لم تعد !؟؟؟؟ 

دخلت إلى الغرفة المجاورة برفقة آدم 
أردفت بحزن : لماذا لم تعد !؟؟؟؟
دمع مصطفى عينيه نظر إلى وجهها الباكي كان في صدمة أبنته بقربه و لكنه يعلم أيضا أنها لن تسامحه لعدم عودته 
ماذا سيخبرها الآن و هل ستصدقه أو أن كلامه لن يكون مقنعاً !؟؟؟
بقي ينظر إليها لبعض الوقت إلا أن استطاع التكلم قائلا : كنت فاقداً للذاكرة 
عندما وقعت الطائرة انقذتني إمرأة كبيرة في السن 
انقذتني بأعجوبة من الموت المؤكد 
بقيت نائما على السرير لشهور طويلة و عندما عدت إلى وعي كنت لا أتذكر شيء سوى اسمي 
كانت تلك المرأة تعالجني و لكنها توفيت بعد سنة 
أصبحت صيادا اصطاد للعيش 
في يوم من الايام كان هناك شجار بين شباب 
حاولت أن امنعهم من الشجار و لمن واحد منهم ضربني على رأسي 
اخذوني إلى المستشفى و عالجوني مع مرور الوقت عادت ذاكرتي 
و لكن لم تعد حياتي كما كانت سابقآ 
عندما بحثت عنكم انصدمت بمرض جميلة زوجتي والدتك مريضة !؟؟؟؟؟ 
عندما علمت ذهبت إلى المستشفى رأيتها و هي نائمة في المستشفى و هي غير قادرة على الاستيقاظ 
شعرت و كأن نفسي ينقطع عني شيئا فشيئا 
ذهبت للبحث عنك عثرت عليك تعملين في مطعم حاولت الاقتراب منك و لكني كنت لاكون عبئ أكثر 
ستقولين كنت لأساعدك و أخفف عنك ألمك و لكن لا 
آدم كان يبحث عني 
عندما عثرت عليكي لمحته بقربك 
اعتقدت أنه يعرف من تكونين و لكن عندما كنت الاحقه 
كنت أسمع كلامه مع صديقه و كم أنه يحبك 
كنت يائس مصدوم 
هل تعرفين عندما تكونين في مرحلة من حياتك لا تعرفين مالذي يجدر بك فعله أو قوله ؟؟!؛ 
اذا خطوت خطوة إلى الأمام سافسد حياتك و سيعرف آدم من أنتي 
و إذا عدت بخطوة واحدة إلى الوراء لن استطيع رؤيتكم مرة أخرى 
فضلت البقاء في منتصف الطريق في النصف 
لا اخطوا خطوة ستدمر حياتكم مرة أخرى و لا العودة و عدم رؤيتكم
كنت أحاول أن أتواصل مع المستشفى و أن أدفع التكاليف 
و لكن للتكاليف كانت باهظة الثمن 
لم يكن بوسعي سوى مسك يدها و البقاء بقربها قليلاً 
كنت سعيدا بأني بقربها المرأة التي أحببت 
أما أنتي فكنت قد تكلمت مع صاحب المطعم و أخبرته بكل ما حدث لهذا كان يحبك و وافق على بيع المطعم لكي 
و عن دار الأزياء فكان لي صديق هناك طلبت منه أن يزودك بالملابس لكي و لشقيقك 
لقد وضع عقد بأنه من حقك الحصول على الملابس بدون دفع الثمن 
لم أستطع فعل شئ آخر 
لم أستطع العودة فاخي سيقتلني مرة أخرى 
كان على الأقل بإمكاني رؤيتكم و لو من بعيد 
كان هذا يكفيني 
ستقولين لم تكن معي عندما انتقم آدم منا ؟؟؟ لماذا لم تظهر !؟؟؟ لماذا لم تدافع عني حتى بعد موت أخي !!؟ 
سأقول لك أنني لم أتمكن كان أمير سيعرف الحقيقة و كان سيكرهني و يكره والدته لم اتمكن من العودة و من مواجهة آدم 
نظر مصطفى إلى آدم بحزن مما جعل آدم يشيح نظراته عنه 
كان آدم غاضباً من كلامه وحزينا لرؤية ملاك غير قادرة على حضن والدها 
و لكنه لم يتمكن من التكلم أو جعلها تتفهم والدها 
بينما كان آدم في صراع بين عقله و قلبه كان مصطفى ينظر إليه بحزن قائلا : لم أقتل شقيقك لم أفعل ذلك 
لم أكن لافعل أبدا
لقد كان صلاح أخي لو كنت أعلم لما سمحت له بذلك 
أني نادم 
لم يرد آدم عليه اكتفى بقول : أني هنا من أجل زوجتي لا يهمني أمرك و لا حزنك و لا ندمك 
لا تتوقع مني أن أسامحك أو أن أتعامل معك بشكل جيد 
لن أفعل لا اليوم ولا غدا 
يمكنني فقط أن أخبر زوجتي أني لن أغضب من حضنها لك 
لن أغضب من أن تكون معك 
دمعت عينيها و هي ممسكة بيده لم ترغب في تركه و لم تستطع أن تبقى بعيدة عن والدها في آن واحد
إنها تصدقه تعرف أنه كان مهموماً مجبرا على الابتعاد و لكن ماذا سيحدث لادم !!؟؟ هل ستحضن والدها و تترك يده و كأنها ستتخلى عنه !؟؟ 
إنها متعلقة بوالدها إنها تحبه أكثر من أي شخص 
إنه اليوم الذي كانت تتمناه 
إنه والدها حتى لو كان قاتلاً 
لا يمكنها أن تتجاهل ظروفه 
و لكنها خائفة من انحراف آدم إنها الوحيدة من تسيطر على تصرفاته 
كانت تنظر إلى والدها و يداها ترتجفان 
شعر آدم بتوترها و شعر بدقات قلبها 
لم يكن قادرا سوى على سحب يده من عليها 
و كان هذا هو الذي فعله 
سحب يده من على يدها نظر إليها بدفى قائلاً : إنه والدك سأكون في الخارج بانتظارك 
خرج آدم مسرعاً من المنزل بينما لم تفكر ملاك و لو ثانية واحدة و رمت نفسها في حضنه 
كانت تشهق من البكاء كانت سعيدة بشكل عجيب 
لم تكن سعيدة من قبل كما هي سعيدة اليوم 
بقيت في حضن والدها تشم رائحته 
لأكثر من ساعات 
بينما كان آدم في الخارج جالسا في انتظار السيارة التي طلب من عماله إرسالها له 
بعد أن وصلت السيارة دخل آدم إلى المنزل ليردف ببرودة : السيارة جاهزة هل نذهب !؟؟ 
أردفت ملاك بحزن قائلة : و أبي!!! 
اردف آدم و هو يضغط على يده : أنا في انتظاركما 
ابتسمت و طلبت من والدها تجهيز نفسه ....
ك

ان والدها قلقا و خائفا من رده فعل عائلته 
و لكن ملاك طمأنته و أنها ستسعاده 
أخبرته كم أنها حلمت بعودته 
و أنها كانت تشعر بوجوده 
لقد انصدمت و لكنها كانت مؤمنة بأنه سيعود 

................

طوال الطريق كان آدم مغموما يشعر بالاختناق جراء وجود شخص يكرهه في نفس المكان و لا يمكنه فعل شيء 
بينما كانت ملاك نائمة على حضن والدها في المقعد الخلفي 
لم تكن تفكر في أي شيء سوى أنها سعيدة 
وصل آدم إلى منزل القاسي القصر الفخم 
نزلت ملاك و والدها و هما يستعدان لاخبار جميلة و أمير بأنه على قيد الحياة 
بينما كانت ملاك ذاهبة صعد آدم إلى سيارته و هم بالذهاب و لكن سرعان ما توقف طلبا منها 
أسرعت إليه طلبت أن يفتح النافذة 
فتح آدم النافذة ليبتسم قائلا : سأكون في المنزل أنا بخير
أومأت برأسها قائلة : لن أتأخر سآتي إلى هناك
أومأ برأسه و أنطلق 
بينما صعدت ملاك برفقة والدها و كان اللقاء بين جميلة و زوجها بين أمير و والده 
كانت صدمة غير متوقعة كان هناك شيء من الفرح و الخوف و عدم التقبل 
كانت مشاعر مختلطة في الاخير كانت هذه الليلة نقطة تحول في حياة عائلة القاسي
بينما كانت ملاك جالسة برفقة عائلتها التي لم تحلم ليوم أنها ستجتمع مرة أخرى و كل هذا كان بسبب آدم 
هو من قام بلم شمل العائلة و الآن هو لوحده !؟؟؟ 
اعتذرت ملاك من عائلتها و طلبت الذهاب 
كانت صدمة لجميلة و أمير و والدها أن تترك عائلتها التي اجتمعت في اليوم الأول !؟؟؟ 
بينما أخبرتهم ملاك أنها وعدت زوجها أن لا تنام ولا ليلية واحدة بعيدة عنه لا يمكنها أن تبقى من دونه 
تفهم والدها الأمر و ذهبت إلى المنزل و لكنها لم تعثر عليه 
اتصلت به و لكنه لم يرد
قلقت عليه و لم تستطع أن تعرف أين ذهب !؟؟ 
اتصلت باكرم أخبرها أنه لم يراه منذ شهر و لم يأتي 
بينما عمر قلق و أخبرها أنه سيبحث عنه 
خرجت ملاك و هي تفكر في المكان الذي من الممكن أن يكون !؟؟؟؟؟

.........

بينما كان آدم يقود سيارته بقلق و غضب لم يجد نفسه سوى و هو أمام المقبرة
ترجل من سيارته وقف أمام المقبرة التي يتواجد فيها شقيقه و إبنه 
وقف بخوف من الدخول لأول مرة سيواجه شقيقه !؟؟؟
لم يتمكن من القدوم إلى المقبرة منذ سنوات 
لم يتمكن من رؤية قبر شقيقه 
و لكن اليوم شعر أنه جاهز لذلك 
دخل إلى المقبرة و بحث على قبر أخيه
عثر عليه على قبر أخيه و إبنه كانا إلى جانب بعض 
قبر كبير و الآخر صغير 
لم يلاحظ نفسه إلا و هو يبكي 
بقي واقفاً ينظر إلى القبرين بحزن شديد 
وكان قلبه سيتوقف من كثرت الخفقان 
أردف آدم بنبرة ترتجف و هو ينظر إلى قبر إبنه آدم الذي لم يستطع حضنه و لا لمرة واحدة : آدم !؟؟ لايمكنني اعتبارك ابني لم أقم بتربيتك إنك إبن أخي 
إنك شقيق لين لا أنكر أني حزين لاني لم أكن أعلم و لكني سعيد لأن أدهم قام بتربيتك 
لقد كان هو قدوتي في الحياة ، من الواضح أنه كان يحبك لم يكن يذهب لمكان بدونك 
أعتذر لأني تخليت عنك أتمنى لو كنت على قيد الحياة و كنت ستلتقي بشقيقك إبني القادم إبني أنا و ملاك 
كنت لتحبها أيضا إنها لطيفة و جميلة إنها تعامل لين بشكل جيد كانت لتعاملك بشكل جيد أيضا 
لامس التراب ليدمع عينيه قائلا : في يوم من الايام سآتي إليك ليس الآن لدي واجبات علي انجازها و لكني سآتي 
لا أعلم اذا كنت ستعرفني و لكني سأكون سعيدا بلقائك إبني العزيز.....
نظر إلى قبر أدهم أغمض عينيه غير قادرا على رؤيته 
أردف بنبرة هادئة غير مفهومة كانت يتغلغلها الحزن و الأسى : أخي كان يجب أن آتي إليك منذ وقت طويل 
و لكن وعدت نفسي أن آتي بعد أن انتقم لك 
لقد انتقمت منذ شهور و لكن لم أتمكن من القدوم أجهل السبب لعلني غير قادر على مواجهتك 
لعلني فعلت شيء سيجعلك تغضب مني !؟؟؟؟ 
لماذا لا استطيع رؤية قبرك !؟؟ لماذا لا استطيع التنفس !؟؟؟ 
كنت أغلى من أبي اغلى من روحي !؟؟ مهما تكلمت عنك لا أحد يمكنه أن يصدق كم كنت أحبك !؟؟
كان يجب أن أكون أنا في هذا المكان ليس مكانك 
لا كان يجب أن تكون برفقة زوجتك و إبنتك و إبنك آدم 
أنا شخص سيء و كان يجب أن أكون هنا 
لامس التراب، تنهد بضيق قائلا : هل ستسامحني !؟؟؟؟ 
لقد انقذت المرأة التي خطفت أمير 
هل ستسامحني !؟؟؟؟ لقد عثرت على زوجها الرجل الذي كان سيقتلك !؟؟؟ 
هل ستسامحني !؟؟؟ لقد تزوجت من ابنتهم !؟؟؟؟ 
انهار آدم أمام القبر قائلا : هل ستسامحني لاني سأكون على تواصل مع من كانوا السبب في موتك !؟؟؟ 
لست حزينا على موت إبني بل عليك أنت 
كان ينبغي أن تعيش أن تحقق أحلامك 
لا أن تكون تحت التراب 
كانت شفتيه ترتجف من البكاء و كانت أنفسه تتقطع قائلا : الحياة غير عادلة غير منصفة 
كانت المخدرات وحدها من تحسن من حالتي هي من تجعلني أنسى أنك ميت
و لكن الآن لم أعد قادرا على شربها 
سارزق بطفل و هو مسؤوليتي 
أتيت للإعتذار لأني سأكون فردا من تلك العائلة إبني سيكبر و ينادي عليه و عليها بجدي و جدتي 
سيكبر و هو يحب جديه جديه اللذان كانا سبب في موت عمه و لكنه لن يعلم بالموضوع 
لأن حياته ستكون سعيدة ساسعى لذلك 

لايمكنني العيش من دون ملاك يا أخي لايمكنني أن احملها مسؤولية افعال عائلتها !!؟؟؟ 
إنها تحبني و سامحتني على أخطائي 
إنها عائلتي الآن 
سأحاول أن أبتعد عنهم قدر الإمكان و لكني أعلم أنه سيأتي يوم و ساجلس معهم على نفس الطاولة 
لايمكنني العيش مع هذه الحقيقة 
و لكني ساتعايش مع هذا الألم طوال حياتي 
أعدك أنني لن أسمح لنفسي أن أكون سعيدا أبدا 
ساضحك سالعب مع ابني و ابنتي و زوجتي و لكن أعدك أن قلبي سيبقى مجروح من اجلك 
أعدك أني ساعيش ما تبقى من عمري و أنا أكره نفسي 
و أن أجعل قلبي يحترق يومياً من اجلك 
لأنك كنت الضحية لأن حياة الجميع ستستمر و كأن لا شيء حدث 
سيعيش الجميع و هم قد نسوا أنك كنت الضحية الوحيدة 
و لكني لن أنسى 
أشار آدم إلى قلبه ليردف قائلا : هذا القلب سيعرف الحب و الألم في نفس الوقت 
سيستمر في العيش من أجل عائلته و حبهم و حمايتهم و لكنه سيعيش كل يوم و هو يتألم أعدك بهذا يا أدهم 
الى غاية اليوم الذي سأقابلك فيه... ستحاسبني على فعلتي لن اعترض أبدا...

لعل حياتي ستظهر للناس أني سعيد 
سأكون سعيدا و لكن حياتي من دونك ستكون تعيسة 
كم أتمنى أن تحدث معجزة و يخبروني أن أدهم لم يمت 
أدهم لا يزال على قيد الحياة 
لم يمت في ذلك الحادث إنه يحدث أليس كذلك؟؟؟ 
والدها لم يمت 
لماذا لا تكن أنت أيضا على قيد الحياة 
فاقد للذاكرة!!؟؟؟ في مكان ما في هذا العالم ؟؟؟ 
لم تتذكر من تكون سيأتي يوم و نعثر عليك ؟؟!!!!! 
هل ساتمسك بهذا الأمل !!؟ لا لن أفعل لأني أعلم أن احلامي لم تتحقق أبدا و لن تتحقق 
لهذا سارمي بهذا الحلم الضائع 
و اتمسك بأمل أن تسامحني 
بأمل أن يخف هذا الألم الذي في قلبي 
ساغمض عيني و ابحث في أعماق قلبي عن ذكرياتنا 
ساكمل حياتي بهذا الشكل ....
سآتي لزيارتك كل اسبوع كي لا اجعل الحياة تنسيني هذا الألم 
أجل كل أسبوع سأكون حاضرا أعدك بهذا 
نظر إلى القبر بنظرة مختلفة قائلا : أشعر بالراحة الآن و كأنك سمعتني و سامحتني !؟؟؟ 
آه نسيت أن أخبرك أني لم أغضب لأنك كنت مع مايا أبدا 
لو كنت أعلم أنك تكن مشاعرا لها كنت سأصبح أسعد رجل في العالم لأن أخي سعيد 
لا يوجد ما هو افضل من حب الإخوة 
أنت و أكرم يمكنني التنازل عن من أحب من أجلكما 
كنت سأكون سعيدا لأنك واقع في الحب 
مايا كانت تحبك يا أخي لو لم تكن لما كانت معك 
لم تكن قدري بل كانت صديقة فقط 
قدري هي ملاك و الجميل أني التقيت بها 
سأحاول أن لا احزنها لأنها ليست السبب في هذا 
لم تكن السبب في موتك 
و لن أراها على أنها السبب أبدا 
أنت كنت الضحية الوحيد للانتقام ......
وقف آدم و اخذ بعض التراب من قبره قبله و وضعه مرة أخرى قائلا : مع السلامة يا أخي سنلتقي مجددا....
أغمض عينيه و فجأة شعر بأن أحد وضع يده على كتفه 
تسارعت دقات قلبه 
إستدار شيئا فشيئا 
أنصدم من الذي رآه ....
أردف بعدم الفهم قائلا : ماذا ؟؟؟؟؟

أردف آدم بعدم الفهم قائلا : ماذا ؟؟؟؟؟ 
ملاك !؟؟ مالذي أتى بك إلى هنا !؟؟؟ 
أقتربت ملاك منه أكثر لامست خده بحنان و لم تنطق بأي كلمة 
بينما قلق آدم من وجودها أسرع و مسك يدها قائلا : أنتي بخير !؟؟؟ 
وضع يده على بطنها قائلا : ابننا بخير!؟ ماذا حدث لماذا أنتي هنا ؟؟؟!  منذ متى و أنتي هنا
ابتسمت و الدموع تملأ عينيها أغمضت عينيها بألم قائلة : أنا بخير لا تقلق أتيت الآن منذ ثانية فقط
تنهد براحة قائلا : لماذا أتيت اذا !؟؟؟ 
لامست وجهه بيدها الاثنين قائلة : ذهبت إلى المنزل لم تكن موجودا 
آدم : لماذا تركتي والدك !؟؟ اعتقدت أنك ستبقين هناك هذه الليلة أو بعض الوقت هناك 
لماذا أنتي هنا !؟؟ أنا بخير لا تقلقي علي
ابتسمت بحزن قائلة : وعدتك أنني لن أنام في مكان آخر باستثناء حضنك أليس كذلك!؟؟؟ 
ضغط على يده ليمنع نفسه من البكاء ليردف بهدوء : أجل و لكن الظروف تتغير 
الآن أنتي بحاجة إلى والدك أنا أتفهم الأمر لطالما كنتي ترغبين في عودته كنت تأملين أن يكون على قيد الحياة و ها هي امنيتك تتحقق 
أومأت برأسها قائلة : أجل و أنا سعيدة 
آدم : كيف علمتي أنني هنا !!؟؟ 
ابتسمت بحزن قائلة : علمت عندما لم أعثر عليك في المنزل طلبت من عمر العنوان و هو دلني على المكان
آدم : هيا نذهب 
نظرت إلى القبر قائلة : هل يمكنني البقاء قليلا !؟؟؟ 
شعر بعدم الراحة قائلا : لا دعينا نذهب
ملاك : اذهب أريد أن أقرأ الفاتحة عليهما 
رفض آدم بقائها لوحدها  
و لكنها أصرت على ذلك و أبعدته و جلست على قدميها ممسكة ببعض التراب 
دمعت عينيها قائلة : أعتذر لأن عائلتي كانت السبب في موتك أنت و إبنك 
أعتذر لأني لم أمنع حدوث هذا أني مذنبة بقدرهم لو كنت بحثت عن عائلته لما حدث هذا 
آسفة يا أدهم و لكن اذا بقي آدم هنا لن يتحسن 
سابعد شقيقك عنك أعتذر و لكنه الضحية الوحيد 
و لست أنت أنت الآن مرتاح و لكنه يتعذب
لن يأتي إليك مجددا 
آسفة....
نظرة إلى قبر إبنه دمعت عينيها قائلة : عندما يكبر ابني ان شاء الله سنعود 
ساخبره أنك شقيقه كنت لأكون سعيدة بوجودك و لكن القدر لم يسمح بذلك 
لعل والدتك لم تكن حنونة معك و لكنك الآن مع والدك أدهم كان حنونا معك و بعد كل هذه المدة أصبحت أعلم أن عائلتك ليست سيئة لعل جدتك سيئة و لكن عائلتك  جيدون  و كنت لتكون مثلهم 
ارقد في سلام ......

ذهبت ملاك  مسكت يد آدم و قالت : هيا نذهب 

...........

في منزل آدم ...
دخل آدم إلى الحمام و استحم و هو يشعر بالتعب و الإرهاق الشديد  
بينما ذهبت ملاك إلى غرفتهما و قامت بترتيبها 
خرج آدم من الحمام و نو يرتدي منشفة حمام يغطي بها نصف جسده اذ به أنصدم من رؤيتها ترتب السرير 
أردف بحزن قائلا : لن أنام هنا ساستلقي في الصالون 
أقتربت منه قائلة : أنسى تلك الليلة قلت لك اذا بقيت بهذا الشكل سأخبر إبني أنك نادم لأنه سيأتي إلى الحياة 
نظر إليها باستغراب قائلا : لماذا تتكلمين معي بهذا الشكل !؟؟؟ 
مالذي حدث !؟؟ 
مسكت يده و جلست على السرير و جعلته يجلس بقربها 
لامست وجهه حدقت بعينيه بحنان أقتربت منه أكثر 
دمعت عينيها قائلة : أريد أن أنسى تلك الليلة لا أقصد أن ننام مع بعض و لكن اذا تهربنا من هذه الغرفة لن نتقدم إلى الأمام لن ننسى الماضي 
أليس كذلك!؟؟؟ 
يجب أن نواجه الحقيقة 
أبتسم بحزن قائلا : و أنا أيضا 
اقتربت لتقبيله و لكنها توقفت قائلة : اذهب و ارتدي شيئا 
ضحك بسعادة قائلا : أجل من الأفضل أن افعل من الأساس بدأت اتعرق 
ضحكت بخجل و استلقت على السرير بينما ذهب آدم و لبس سرواله و تيشورت و نام بقربها 
كان قلقا من النوم على هذا السرير في هذه الغرفة مرة أخرى بعد فعلته التي لا يمكن أن تغتفر 
و لمنه لم بتمكن ختى في التفكير نام بسرعة كبيرة لكثرة تعبه و قلقه و حزنه بينما كانت ملاك تداعب شعره و وعدت نفسها أنها لن تتركه مهما فعل لاحقا مهما كان قاسي معها مهما صرخ عليها غضب منها 
ستبقى بقربه و لن تنام بعيدة عنه مهما كان الثمن.....

.........

في منتصف الليل شعرا ملاك بتقلباته التي لم تتوقف 
كان يحلم بكابوس لم يتوقف عن التعرق 
لامست وجهه قائلة : آدم أستيقظ 
فتح آدم عينيه بقلق قائلا : ملاك !! 
كان يتنفس بصعوبة أعطته كأس ماء شربه ثم استلقى مرة أخرى و استدار إلى الجانب الاخر 
أقتربت منه قائلة : ماذا حلمت !!! 
آدم : لاشيء 
دمعت عينيها مضيفة : أخبرني 
آدم : لاشيء لا تقلقي 
أغمضت عينيها و حضنته من الخلف بأحكام حاول الابتعاد و لكنها مسكته بقوة 
وضعت رأسه على عنقه هامسة في أذنيه بنبرة هادئة جدا : آدم دعنا نذهب 
آدم : إلى أين !!؟؟ 
ملاك : أي مكان بعيدا عن هنا 
آدم أردف بعدم الفهم : ماذا تقصدين !؟؟؟ 
ملاك : لا أريد البقاء في هذا البلد 
آدم : لم أفهم قصدك 
ملاك : كنت ترغب في الذهاب إلى بلدك دعنا نذهب ننجب ابننا هناك 
دعنا نذهب إلى منزل جدك أن نعيش هناك 
آدم : عائلتك هنا 
ملاك : أنت عائلتي 
أغمض عينيه بألم قائلا : لايمكن ترك كل شيء و الهروب 
لا أعرف ماذا تريدين و لكني بخير 
حلمت بكابوس كالعادة 
هل مل شخص يحلم بكابوس يرحل و يغير بلده !؟ !؟؟؟ 
ملاك : أريد العيش في بلد عربي لا أريد البقاء هنا 
أن نذهب إلى بلدك هناك يوجد جدك 
أريد أن أرى المنزل الذي كبرت فيه 
المنزل الذي ترعرعت فيه 
المنزل الذي كنت تلعب فيه 
آدم كان ينظر إلى السقف بحزن قائلا : لماذا لا أرى المنزل الذي ترعرتي فيه ؟؟؟؟ 
ملاك : لقد رأيته في باريس ليس لنا منزل آخر يوجد ذلك المنزل و القصر هنا 
و لا يوجد شيء لرؤيته على ما اظن لا تريد رؤية والدي و والدتي 
أومأ آدم برأسه قائلا : أجل و لكن عملي هنا يا ملاك أتركيني أنام أنا متعب 
أغمض عينيه بينما كانت ملاك تلامس ظهرها من أسفل التيشورت 
كانت دقات قلبه تتسارع 
قبلته في عنقه قائلة : أنا حامل و أريد أن استنشق هواء نقي بعيد عن هواء المصانع 
ابتلع ريقه بصعوبة قائلا : و ما دخل اغراءك لي بذلك !؟؟ بالإضافة إلى أن الجزائر فيها مصانع يا عزيزتي ليست مزرعة
ملاك : أعلم و رأيت الصور فيها الطبيعية النقية ....
و لكن أخبرني لماذا لا تريد النظر إلى وجهي ؟؟؟ 
آدم : لأني أريد النوم 
بقيت ساكتة لبعض الوقت ثم أردفت بنبرة حزينة : أنت هو الضحية الوحيد و ليس أخاك 
استدار بلمح البصر قائلا : ماذا !؟؟؟ 
لامست وجهه قائلة : سمعت كلامك معه 
تريد امضاء ما تبقى من عمرك تنتقم من نفسك ؟؟؟؟؟ 
إنه ميت و هذا لن يتغير أجل إنه ضحية انتقام 
ضحية كان سببها أبي و عمي و أمي 
لن أنكر و أصبحت غير قادرة على التعامل معهما بشكل جيد 
و لكن ماذا عنك !؟؟؟ ماذا عن زوجي !؟؟ أليس ضحية !؟! 
أومأ برأسه قائلا : لست كذلك 
ضحكت بسخرية قائلة : أجل ألست أنت من دخل السجن !؟؟ 
أنت من أخذ منك حلمك و إبنك و حبيبتك !؟؟ 
أصبحت مدمن مخدرات مافيا قاتل!؟؟ 
أصبحت حزيناً حياتك كئيبة 
لا تعرف ماذا يعني حب . لا تعرف ماذا يعني حنان الأم !؟؟؟ 
عندما أحبتت إمرأة علمت أنها أبنة الرجل الذي خطف شقيقك و قتل شقيقك و إبنك 
و عندما انتقمت من الذي كان السبب 
اتقذت المرأة التي خطفت شقيقك 
عثرت على الرجل الذي كان سببا في موت إبنك و أخيك!؟؟ 
جلست بحضن المرأة التي تذكرك بالمك و اقنعتها بضرورة مسامحت والدها 
من هو الضحية الآن ؟؟؟! ألست أنت !؟ !!!
إنه مرتاح من هذا العذاب أدهم مرتاح و ليس غاضباً منك 
إنه يرى مالذي عانيته 
من أجل تحقيق هذا الانتقام 
إنه يعلم كم من مرة كنت تتألم 
و لكن أن تعده بأنك ستبقى تتالم طوال حياتك فلن أسمح بذلك 
لست السبب في هذا 
اذا فعلت هذا و كنت ضعيف بهذا الشكل فكيف ستربي ابننا و لين !؟؟؟ 
لا أريد البقاء في بلد يذكرك بهذا الألم 
سنذهب من هنا و هذا قراري 
نهضت ملاك من السرير و ذهبت إلى غرفة لين لتنام 
بينما بقي آدم يفكر في كلامها غير مقتنع بأن هو الضحية 
و غير مقتنع بضرورة ترك البلد ......

للكاتبة ياسمين رنيم 🦋
.......

بعد أسبوع من الحادثة....
عاد آدم من العمل اذ به يجد حقائب في الصالون و لين موجودة أيضاً 
ناد على ملاك و لكنها لم ترد 
سأل لين عن مكانها أخبرته أنها في الغرفة 
دخل إلى الغرفة بصدمة كل الملابس على السرير نصفها في الحقائب مالذي يحدث 
آدم : ملاك !؟؟؟  مالذي يحدث !؟؟؟ هل أنتي ذاهبة إلى منزل عائلتك !؟؟؟ لم تخبريني بذلك !؟؟ 
ملاك : آه أتيت!؟؟ مرحبا حبيبي هيا اسرع ضع هذه الملابس في الحقيبة سنتأخر على الطائرة
نظر إليها بعدم الفهم قائلا : عفواً !؟؟ هل سنذهب لمكان !؟؟؟ 
ملاك : لقد تكلمنا الاسبوع الماضي سنذهب إلى الجزائر هيا هيا أسرع 
ضحك بسخرية قائلا : أنتي بخير !؟؟؟ أخبرتك اننا لن نذهب
ملاك : و أنا أخبرتك أننا سنفعل اشتريت تذاكر الطائرة و رتبت أموري 
أبي استلم كرسي رئاسة الشركة و أمي معه 
تكلمت مع الجنرال و أخبرته أنك ستأخذ إجازة و مع الوقت سيعرف أنك لن تعود 
لا تقلق والدك يعلم لايعرفون بالوجهة التي سناخذها لا أريد من أحد أن يعرف مكاننا  و لكن من الواضح أنهم سمعوا كلامي الآن و يعلمون إلى أين سنذهب
الجميع هنا في المطبخ أتوا لتودعيك 
آدم بصدمة : الجميع !!؟
ملاك : أقصد الجميع عائلتك و ليس عائلتي 
أوف هيا الطائرة بعد ساعتين فقط أسرع 
تنهد بضيق قائلا : ملاك لن أذهب إلى أي مكان هذا هو بلدي 
و أخبرتك لن أترك عائلتي هنا و أنتي بدورك لن تتركي عائلتك 
اتفقنا !؟؟؟؟؟ 
ملاك : لا لم نتفق أنا لن أبقى هنا لن أسمح لك بتدمير حياتك و تدميرنا نحن معك 
لن أنظر إلى زوجي يوميا و أنا أعتقد أنه سعيد و لكنه ليس كذلك 
لن أعيش  معك بهذا الشكل لن أعيش و أنا أعلم أن زوجي يتألم و أنا السبب في المه 
آدم : لستي السبب 
ملاك : بل أنا عائلتي عي السبب لديك احتمالين إثنين 
الأول  أننا  سنذهب من هنا و نؤسس حياة جديدة لوحدنا بعيداً عن الجميع 
سكتت ملاك بينما بقي آدم ينظر إليها ثم قال : الثاني !؟؟؟ 
ملاك : واضح سأذهب من هنا و لن ترى وجهي مجددا 
لست اهددك و لن أذهب لأني اكرهك بل سأذهب من اجلك 
من أجل أن تعيش حياتك بشكل جيد 
بعيدا عن العائلة المسببة لحزنك 
بذهابي لن تكون ملزما للجلوس على نفس الطاولة مع اعدائك  و لن ترى إبنك و هو يحب جديه اللذان أنت تكرههما 
لن تكون مجبرا على العيش بهذا الشكل ستكون حرا 
في الوقت الذي تشتاق لابنك سارسله لك 
مع أكرم أو عمر  أو أمير و لكنك لن تراني مجددا هل هذا مفهوم !!؟؟
الآن أنت ملزم على الإختيار هذا البلد أو زوجتك !؟؟ 
توتر آدم و بقي ينظر إليها بصدمة إلى أن دخل والده أيوب قائلا : إذهب من هنا 
نظر آدم إليه بحزن قائلا : أبي !!؟؟ 
أيوب : ملاك محقة لايجب أن تبقى هنا لست غاضبا منك لأنك عثرت على والدها 
لست غاضبا و لن اكون و لكن أن تكون في بلد آخر سيكون أفضل لك 
لن تكون سعيدا هنا 
دمع آدم عينيه قائلا : لست جاهزا و لايمكنني ترك هذا المكان 
أتت خلود تبكي بحرقة 
أنصدم آدم من وجودها ليقول : أتيتي !؟؟؟ 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1