رواية رحلة البحث عن متحرش الفصل التاسع عشر 19 بقلم سلمي خالد


 رواية رحلة البحث عن متحرش الفصل التاسع عشر

"مصائب مشروع التخرج 2"

بعض الإجابات ليست مبرر، ربما تصبح مصيبة كبيرة عند إدراك أن هذا هو المعتقد السائد بعقول المرضى!!! 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

طرق الباب بخفةٍ، ينبض قلبه بالخوف مما سيحدث بعد فتح الباب، يعلم أنه لا يطيقه ولا يطيق فريقه فمنذ أن رأهم لم يرَ سوى الذل والمهانة، والساعة الآن السادسة صباحًا، لحظات وفتح حمدي الباب بعفوية سريعة ولكن ما أن رأى حربي حتى صرخ بفزعٍ يتراجع للخلف قائلًا: 

_ في إيــه عايزين مني إيه تاني؟؟ والله توبت وسبت التحرش خالص. 

_ أحم لاء.. أنا عايزك ترجعله بس ربع ساعة!! 

جحظت عين حمدي ما أن رأى حربي يغلق الباب ويلقي جملته المخيفة، ليحرك حمدي رأسه بنفيٍ سريع إلى أن رُجت شفتيه من شدة الهز، يردف بنفي: 

_ لاء يعني لاء.. أنتم جايين تختبروني تاني!! 

أشفق حربي عليه مما رأه عليه، يحاول الاقتراب منه ولكن ألتصق حمدي بالحائط بقوة قائلًا بخوف: 

_ أنت بتقرب كده ليه؟؟ سبوني في حالي!! 

_ في إيه يا حمدي هطبطب على كتفك محصلش حاجة لكل دا. 

قالها حربي بتعجبٍ من ردة فعله، يشير له حمدي بيده متمتمًا: 

_ من بعيد.. عايز حاجة يبقى من بعيد!! 

تراجع حربي للخلف لعله يتيح له فرصة الحديث، يتمتم بنفد صبر: 

_ كده تمام ولا تحب أخرج لأخر الشارع وأكلمك باللاسلكي!! 

_ دا يبقى ياريت وعملت جِميلة فيا. 

ردد حمدي ببلاهة، يصرخ حربي به بحدة مغتاظ: 

_ بقولك إيه أخلص عشان متغباش عليك واسمعني. 

نظر له حمدي بتوجسٍ، ليسترسل حربي بغيظٍ: 

_ أرنبة والجماعة اتخطفوا من كام ساعة ومش هعرف أروح لوحدي عشان أجيبهم. 

_ تقوم جايلي أنا؟؟ المقطف بتاعكم صح؟ 

نفى حربي برأسه يتمتم بتوضيح: 

_ مش مقطف يا حمدي أد ما هي خدمة منك.. اللي خطفتهم مديرة مدرسة أطفال وحصل اغتصاب في المدرسة بين ولد وطفلة ولما قررنا نقفلها المدرسة خطفتنا واتلحقنا وأهي خطفت الجماعة تاني.. وإظاهر إن وراها مصايب كتير وعشان كده بتعمل كده وبتحاول تهددنا. 

صمت حمدي عند سماع كل هذه الاعترافات، يشعر بالصدمة مما قاله، ليعيد حديثه بصدمة: 

_ طفل وطفلة واغتصاب؟؟ إزاي جالهم قلب يعملوا كده!!! 

رفع حربي حاجبه باستنكارٍ، ليتذمر حمدي سريعًا يبرر موقفه: 

_ متبصش كده.. كنت بتحرش آه بس في بنات كتير موافقة. 

نظر له حربي باستنكار أشد يردف بغيظٍ: 

_ عذر أقبح من ذنب.. دا لو هي عرضت نفسها عليك أنت تلف وتمشي مش توافق على اللي هي عايزاه.

تجعدت ملامح حمدي بضيقٍ، يغمغم بنبرة متهكمة: 

_ عايز واحدة بتعرض نفسها عليا وأقول لاء.. دا يا مرحب ومرحب ومرحب.. بقولك إيه يا حربي المحترمة مش هتخلي حد يبص عليها إنما اللي عايزة اللي يبص عليها هتلاقيه بتلبس لبس لامؤخذة ضيق زيادة عن اللزوم.. وماشية عوج ومكياج وصوت ضحكة بترقعها.. هقولك أنا برضو؟؟ 

نظر له حربي قليلًا ثم قال بهدوءٍ: 

_ أعذرني في اللي هقوله بس كده أنت هتكون حيوان.. غريزتك بتتحرك لأي واحدة بتعمل شوية حركات.. وخليني أقولك إن حتى المختمرة بتتعاكس.. ثم لو نفترض واحدة كده ليه مثلًا مفرضتش إنها خدت على اللبس دا ومش عارفة طريق ولا تعرف إزاي تتغير.. في بنات محتاجة مساعدة يا حمدي وأنا بسمع بنفسي عن بنات عايزة تتغير ومش عارفة تعمل إيه أو معندهاش الإمكانيات اللي تخليها تتغير.. 

نظر له ساخرًا يعلق على حديثه: 

_ ويا ترى إيه بقى إيه الإمكانيات اللي هتخليها متعرفش!!! 

نظر لعينيه المليئة بالتهكم، ثم أجاب بهدوء وتريث: 

_ في بنات معندهمش الفلوس اللي تخليهم يجيبوا زي شرعي أو هدوم وسعة تنفع.. بيصبروا لحد ما يجيبوا اللبس دا... وفي بنات أهلهم ذات نفسهم هما اللي بيمنعوا اللبس دا ويقولوا لسه صغيرة لزمًا تعيش سنها.. فلو كل شاب خد باله من عينيه وبص في الأرض زي ما ربنا أمرنا مش هتلاقي اغتصاب ولا تحرش..

اندفع حمدي بغيظٍ من دفاعه عن للفتيات: 

_ والبنات تبص عادي.. اللي تقولك بص المز دا والصاروخ دا عادي.. لما نسمع هزارهم وهما بيتكلموا على ولد عامل تسريحه ولا لابس لبس مبين عضلاته وعجبتهم دا عادي ليهم؟؟ 

_ لا مش عادي.. ربنا زي ما أمرنا أمرهم يغضوا بصرهم.. أنا مش بنكر إن البنت لزمًا تلتزم بس إحنا منروحش نساعدهم يا حمدي؟؟ 

عوج حمدي فمه دليلًا على رفضه للحديث، بينما تنهد حربي يردف بنبرة جادة: 

_ بص يا حمدي عشان ننهي النقطة دي.. لو كل واحد قال ما هما اللي يبدأوا يبقى هنفضل زي ما إحنا بل وهنكون أسوأ كمان.. وعشان كده بقولك أبدأ بنفسك متستناش حد.. أنت غض بصرك والبنت تغض بصرها بقدر المستطاع.. أنت متروحش تفرد عضلاتك وفاتح القميص لسورتك ولا هي تلبس لبس يظهر مفاتن جسمها.. العدل بينا في النقطة دي. 

شبه اقتناع شعر به، ولكن لا يزال تحيذه للمرآة أن ترتدي ملابس محتشمة حتى لا تثير غريزة الرجل، ارتفع صوت حربي مجددًا يهتف ببعض القلق: 

_ أنا عارف مكان بيت مديرة المدرسة دي.. هنراقبها ونروح وراها أكيد هتعدي على مكان فيه الجماعة ووقتها أنت هتمثل إنك بتتحرش بيها عشان تنادي الرجالة وتلهيها عني.. 

اتسعت عين حمدي بصدمة، يهتف بصوتٍ مذعور: 

_ لا لالا مش هضرب تاني كفاية الهبل اللي خدته من اللي ماتتسمى والضرب من جدتكم دي. 

نظر حربي له برجاءٍ يردف باستعطاف: 

_ هتسيب صاحبك يا حمدي دا أنت قولت صديقك الصدوق وجيت قعدت معاه!! 

_ ويارتني ما روحت قعدت عنده.. دا أنا شوفت شبشب وجزم على وشي مشفتهاش طول مسيرتي في التحرش.. بقولك إيه متضغطش عليا. 

ردد جملته ناهضًا من ردهة، بينما نظر له حربي بغيظٍ من رفضه، ليمسك هاتفه يمثل الحديث به قائلًا بصوتٍ عالي: 

_ إزيك يا ستي حياة.. إيه جاية مصر.. تشرفي وتنوري طبعًا.. 

راقب حربي ظهور القلب على وجه حمدي، أغلق الهاتف ينظر لحمدي بمكرٍ يحدثه بخبثٍ: 

_ الحاجة حياة أم طرقعة الشبشب جاية تاني ولو لقت حفيدها مش موجود هتطين عيشتك زي ما عملت قبل كده!! وأنا هحط البهارات بتاعتي وأقولها إنك مش عايز تخرجه كعقاب ليه.. ها تحب تيجي معايا ولا حابب تسمع الطرقعة تاني؟؟؟؟ 

****************

_ في إيه يا حسن أنت مش واثق فيا؟؟ 

رددها حربي بنفد صبر بعدما ظل نصف ساعة كاملة يحاول إقناعه لأخذ سيارته، حرك حسن رأسه بنفيٍ يردف بقلقٍ:

_ لا برضو يا حربي دا أنت عايز العربية 3 ساعات بحالهم.. أقلق عليها!! 

مسح حربي على وجهه بضيقٍ، ثم قال بمهاودة: 

_ طب همضيلك على وصل أمانة لحد ما نروح مشوارنا ونيجي تمام كده؟؟ 

أومأ حسن ببضع الاقتناع، ثم أحضروا وصل أمانة ومضى حربي سريعًا كي يأخذ السيارة، ولكن ردد حسن بتحذير: 

_ لو اتأخرت يا حربي والله هبلغ عنك أنا في الفلوس معرفش أمي!! 

رمقه حربي بنظرة مغتاظة محتقرة، ثم أخذ المفتاح منه وتحرك نحو الخارج يشير لحمدي بأن يركب جواره، وبسرعة أنطلق حربي نحو منزل ألفت وعقله يفكر بآلاف الأفكار عما إذا غادرت بنية منزلها أم لا!! وصل أخيرًا لمنزلها وتنفس براحةٍ ما أن وجد سيارتها، يراقبها حتى رأها تغادر العمارة وتركب السيارة، انطلق خلفها بتركيزٍ شديد ولكن شتت انتباهه صوت حمدي يتحسر على حاله: 

_ احتسبت عندك يارب اللي بيحصلي دا.. ولو توبتي متقبلتش يا حربي أنت اللي هتتحاسب أنا مليش فيه.. 

رد حربي بغيظٍ: 

_ في إيه يالا ما قولنا مَثل إنك بتتنيل متعملش حاجة بجد.. ثم كل دا ليه ما عشان نلحق العيال بدل ما تبقى مياغة جوا في المدرسة... وحط إيدك على بوقك بقى عشان أركز معها وهي عاملة تلف بالعربية كده.. مين الحمار اللي علمها السواقة.. 

نظر له حمدي بتعجبٍ قائلًا: 

_ لا حول ولا قوة إلا بالله مالك يا حربي.. دا أنا اللي كان لساني بذيئ وأنت اللي بتستغفر جرالك إيه؟؟ 

أدمعت عين حربي مما يشعر به من ضغط، ليهتف بحسرة: 

_ مكنتش بشتم غير في نادر خالص.. من ساعة المشروع اللي منه لله وأنا حالي اتشقلب.. حلقت دقني وشنبي وبقيت شبه العيال التوتو.. أنا صعبان عليا نفسي أوي يا حمدي.. 

ربت حمدي على كتفه بشفقةٍ، يهتف بمواساة: 

_ بس ياضنايا متعملش في نفسك كده.. أنت تروح تاخد دش وتنام.. 

_ أخد دش يـــــــــاه بقالي كتير مسمعتش الكلمة دي!! 

_ مش لدرجادي يا حربي أنت لو مبتستحماش هتبقى نتانة منك!! 

ردد حمدي باشمئزاز سريع يبعد كفه عنه، بينما نظر له حربي بغيظٍ ثم عاد ينتبه للطريق يجيب: 

_ خسئت أنت وأشباهك الأربعين يا حمدي. 

_ حبيبي الله يعزك. 

طبطب حمدي على صدره مردفًا تلك الجملة، بينما صك حربي على أسنانه يمنع خروج سُبة لاذعة، ليأخذ نفسًا كبير ثم يخرجه مع استغفار لعله يسيطر على لسانه المتبري منه اليوم يسير على نهج الشيطان. 

**************

وقفت سيارة ألفت أمام مبنى قديم للغاية يبدو عليه مخزن الأحذية، هبطت تتحدث مع أحد الرجال وسرعان ما تحولت ملامحها للغضب تصرخ بصوتٍ وصل لمسمع حربي وحمدي اللذان ترجلا من السيارة بالقرب من المبنى الذي تقف عنده ألفت ووقفا خلف شجرة بالقرب منها: 

_ يعني إيه شاب واحد؟؟ أنا قولتلك شابين وبنتين تروح تجبلي أربعة كُهنا.. 

همس حربي بتوعد: 

_ دا لو عمي محمد سمعك لـ هيطين عشتك على كلمة كُهنا دي!! 

لكز حمدي كتف حربي يردف بغيظٍ: 

_ ما تخلص وتقولي هدخل أمتى؟؟ 

دلف ذلك الرجل الذي معها، ليشير حربي له يخبره بأن يدلف ويقوم بدوره، وبالفعل سار حمدي بخطواتٍ ثابتة حتى اقترب منها يردف بصفيرٍ يخرج: 

_ الجامد جامد.. والبطل قدامي عايز يتاكل.. 

نظرت له ألفت بدهشة وسرعان ما ابتسمت له قائلة: 

_ أنت.. أنت تعالى هنا. 

جحظت عين حربي بصدمة، فظن أنها ستنادي الرجال ولكنها نادت حمدي، بينما توتر حمدي منها فلم يتوقع أن تكون إمرأة بتلك الجراءة لتطلبه، تيبس مكانه يشير على نفسه يسأل بتوترٍ: 

_ أنا؟؟ 

أومأت بالإيجاب، تردف بخبثٍ: 

_ أيوة أنت.. مش كنت بتعاكس تعالى عايزك. 

_ عايزاك.. دا أنتِ فيكِ الجراءة وقلة الأدب مش عندي!! 

ردد حمدي بصدمة منها، لتتحرك ألفت نحوه قائلة لنفد صبر: 

_ خلاص مش هتيجي أجي أنا. 

ازدرد حمدي لعابه، بينما أمسك حربي صدره يشعر ببوادر ذبحة صدرية من جنون تلك المرأة، وقفت ألفت أمام حمدي قائلة بمكرٍ: 

_ عندي ليك عرض جميل.. في بنتين ومدامتين كبار جوا هنا إيه رأيك أسيبهم تعمل اللي نفسك فيه.. 

صُدم من عرضها ولكن تمالك نفسه ليسأله مضيقًا عينيه: 

_ والمقابل؟؟ 

_ متجبش سيرتي في أي حاجة خالص.. وكل اللي حصل إنك لقيتهم في مكان دا وهما طلبوك بمزاجهم بس. 

انتفضت عروق حربي بانفعالٍ مخيف، يقبض على كفه بقوةٍ إلى أن جُرحت، يحاول السيطرة على نفسه قبل أن ينقض عليها ويكيلها بضرباتٍ عنيفة متناسيًا مبادئه عن ضرب المرأة، أومأ حمدي لها يجاريها بالأمر، يردف بشراهة أتقنها: 

_ طب المزز لوحدهم ولا معاهم حد؟؟ 

ضحكت ألفت عليه تشير له نحو المخزن بمكرٍ: 

_ في رجالتي!! 

_ لا محبش حد معايا.. سبيني استفرد بالمزتين لوحدي.. 

ردد حمدي بمكرٍ يحمل نظرة راغبة لتصدقه، بينما نظر حربي له بغيظٍ يهمس بتوعدٍ: 

_ بتعاكسهم!! ليلتك المكحلة هتطربق على دماغك يا حمدي أصبر.. 

سار حمدي نحو المخزن بخطواتٍ متلهفة، بينما أشارت ألفت بخروج جميع الرجال من مكانهم، دلف حمدي ينظر لهم جميعًا بصدمة، فعددهم كبير على أن ينقذهم جميعًا، كاد أن يلحق بهم ولكن صرخ أرنبة بفرحةٍ: 

_ حمدي حبيبي.. تعالي يا غالي يا ابن الغالية تعالى.. 

نظر له حمدي بغيظٍ يلتفت خلفه بخوفٍ من أن يسمعه أحد، ثم همس بغيظٍ: 

_ أنت عبيط يلا بتفضحني!! ثم حبيبك مش كنت متحرش وخايف مني؟؟ 

_ عرفت قيمتك والله.. دا أنت نسمة تعالي فكني ضهري مولع من اللي فيه. 

ردد أرنبة برجاءٍ واضح، ليتقدم منه حمدي ولكن استمع لصوت أقدامٍ أتية، ترك أرنبة وتحرك نحو هبه يهتف بصوتٍ منخفض: 

_ أنا آسف يا آنسة هبه بس أنا هحاول أمثل إني بتحرش بيكم عشان اللي مدخلنيهنا السبب دا. 

اتسعت عين هبه بذعرٍ، تنفي برأسه قراره، بينما حاولت عاليا الزحف مثل الدودة كي تنفلت منه وتبتعد غير مصدقة مساعدته لهم، استمع كلاهما لصوت ألفت تهتف بخبثٍ: 

_ إيه مش عارف تخلص لوحدك أجيب حد يساعدك؟؟ 

_ يخربيت قلة آدبك يا شيخة... 

همس بتلك الجملة بغيظٍ من جراءتها، ليستدير لها قائلًا: 

_ لاء مبحبش الشريك.

ضحكت ألفت له ثم قالت وهي تغادر: 

_ خلص ومتعوقش عشان عايزك في حاجة تانية. 

غادرت المخزن، بينما بصق حمدي على ظلها قائلًا بغيظٍ: 

_ غوري دا أنتِ عايزة جوز جزم ينزلوا على دماغك. 

استدار مجددًا كي يفك الأحبال عن يد هبه ولكنها كانت مربوطة بإحكام، ليصرخ أرنبة بغيظٍ: 

_ أنت سايبني ورايح تفكها.. ما تفكني أنا الأول!! 

_ أخرس يالا خليني أخلص منكم بقى.. بعد ما أفككم مش عايز أشوف وشكم تاني فاهم!! 

نطق بتلك الكلمات ثم رأى زجاجة فارغة ملقاة بإهمالٍ، أسرع بإمساكها ثم ضربها بالحائط لتنكسر ثم تزجه نحو هبه لكي يفك حبلها ولكن تجمد جسده وهو يسحب الزجاجة على الحبل، يستمع لصوت مسدسٍ يشد زناده يخلفه وصوتها يعلو: 

_ كنت فاكر إني عبيطة ومش عارفة إنك جاي تبع حربي عشان تنقذهم.. بس الفيلم الهبطان اللي عملته مدخلش دماغي بنكلة!! 

ترك حمدي الزجاجة بالقرب من هبه، يشير بعينيه على تلك القطعة كي تفتح بها أحبال صديقتها ويهربان، ولكن نظرت له هبه بغباءٍ تسأل: 

_ إيه بتشاور على إيه؟؟ 

ضحكت ألفت تشير على أحد الرجال لكي يحمل تلك الزجاجة بعيدًا عن هبه، تجيبها بخبثٍ: 

_ أبدًا يا حبيبتي بيشاورلك على الأزازة عشان تقطعي بيها الحبل بس أنت اللي مفهمتيش... 

أومأت هبه بفهمٍ قائلة ببلاهة: 

_ آآآه فهمت.. هو دا اللي تقصده؟؟ 

عض حمدي على شفتيه يكور يده بغيظٍ قبل أن ينقض عليها ليصفعها، بينما صرخ أرنبة بغيظٍ مماثل لحمدي، يعلو صوته بعدم تصديق لفعلتها: 

_ جاموسة أنا متجوز جاموسة ملهاش حل.

_ متتكلمش معايا أنا مخصماك. 

اتسعت عين أرنبة بصدمةٍ من جملتها، لينظر نحو ألفت برجاءٍ قائلًا: 

_ أبوس دماغك فكني بس أرزعها قلمين هدوا غيظي بدل ما جنابي هطق كده وأرجعي أربطني وأجلديني أنا موافق. 

نظرت له ألفت ببعض الشفقة، متمتمة: 

_ معاك حق بصراحة هي غبية بزيادة.

نظر أرنبة نحوها يعض على شفتيه يهمس بغضبٍ: 

_ دا أنا لو خرجت من هنا هعمل منك بوفتيك!! 

نظرت ألفت نحوهم ببسمة ماكرة، تهتف بتشفي: 

_ شكلكم كده مفرحني.. 

_ وشكل الغلابة اللي في المدرسة وسيباهم يغتصبوا الأطفال وبتداري عليهم دا بيبسطك برضو.. العيال اللي سيباهم يدخلوا حمام البنات عشان يتحرشوا بالبنات الصغيرة دا بيبسطك؟؟ 

_ حريي!! 

نطقت باسمه بصدمة عندما رأت المسدس بيده يشير نحو ألفت بغضبٍ مكبوت، بينما استدارت ألفت على هذا الصوت وباقي الرجال الذي استطاع حربي لفت انتباههم بسهولة، نظرت له ألفت بحقدٍ لهروبه منها، لتردد بغضبٍ: 

_ فلت مني المرة اللي فاتت والمرة دي مش هسيبك تفلت مني يا حربي.. 

إشمأز منها ومن حديثها، يهتف بقزز من الحديث معها: 

_ أنا قرفان أكلمك.. أنتِ معلمة ومربية أجيال.. دا أنتِ المفروض تعمل حزم وربط في المدرسة سيبها للعيال يتعلموا قلة الآدب؟؟ 

ضحكت ألفت متجاهلة الشق الأول من حديثه، تردد بصوتٍ خبيث: 

_ وماله ما يعملوا.. هو مش دا برضو علم الأحياء وبيطبقوه عملي.. ولا أنت كنت أدبي؟؟ 

اتسعت عين حربي من وقحتها بالحديث، ليهدر بعصبية: 

_ أنت بتقولي إيه؟؟ أنت إزاي اتعينتي مديرة عايز أفهم!! إزاي مدرسة كبيرة زي دي ومحترمة متخدش بالها من واحدة زيك!!! 

_ زي ما أنت وهي لما دخلتوا اتكلمتوا معايا أول مرة على البحث بتاعكم.. حظكم الأسود وقعكم فيا وتحصل حالة اغتصاب في المدرسة وقتها.. 

ردد جملتها ببرودٍ، ليتقدم منها حربي يسألها بعدم تصديق: 

_ليه؟ ليه بتعملي كده؟ إيه اللي يخلي مديرة محترمة تعمل كده في طلابها؟؟ 

ابتسمت ببرودٍ تشعر برغبة في رؤية تلك المشاهد: 

_متعة.. بحب اتفرج على شكلهم وهما لسه كتاكيت صغيرة ويعملوا كده في بعض.. تخيل طفل صغير يعمل كده في زميلته دا يبقى قمة النشوة والسعادة لما تشوف منظرهم كده... وأنتم هتخسروني متعتي ومكانتي فلزمًا أخلص منكم. 

صرخت عاليا بقوةٍ، تنهمر دموعها بشدة على حديثه المخيف، قائلة بصوتٍ مبحوح: 

_ بس كفاية اللي بتقوليه دا.. أنتِ إيه يا شيخة دم ولا رحمة.. أنتِ مريضة!! 

استدارت لها ألفت تقترب منها، تمسكها من حجابها بقوةٍ قائلة ببسمة بادرة: 

_ لاء معنديش.. لو عندي مكنش زمانك هنا دلوقتي.. 

ألقتها بقوةٍ على الأرض ليصطدم رأسها بالحائط فوقعت مغشيًا عليها، ارتفع صوت طلقات نيران في المكان ليسرع حربي نحو عاليا يضمها لصدره يحاول فك وثاقها، بينما أسرع حمدي بإمساك زجاجة مرة أخرى وقطع أحبال أرنبة المربوطة، وما أن أنفلتت حتى أسرع نحو هبه يخفيها بجسده من طلقات النيران المتبادلة بين رجال الشرطة وألفت ومعاونيها، في حين انطلق حمدي يفك محمد وسالم سريعًا حتى يذهب كلًا منهما لزوجته ويحميها، إزدادت انتشار الطلقات حتى أتت إحداها بصدر حمدي الذي صرخ بألمٍ يسقط على الأرض!!! 

ألتقطت أذني حربي صوت حمدي فأسرع يستدير نحو مصدر الصوت ليجده يرقد على الأرض يضع يده على صدره بألمٍ، اتسعت عينيه ما أن رأى دماء تلوث يده، فنظر نحو عاليا التي ترتجف بشدة بين أحضانه، وشعر بتأزم الموقف.. كيف سيتركها وكيف سيذهب لحمدي!!! 

_عاليا.. عاليا فوقي يا بت!! 

فتحت عاليا عينيها بتعبٍ تنظر حولها لاستكشاف المكان، لتجد ذاتها لا تزال بنفس المكان، إذًا أين صوت طلقات النيران؟؟ 

نظر نحو هبه التي لا تزال تنظر لها بتفحص تردد بتعجبٍ: 

_ هو إيه اللي حصل؟؟ 

_ مفيش اللي اسمها ألفت دي هبدت دماغك في الحيط وأنتِ أغمى عليكي بس. 

_ وحربي؟؟ 

سألتها بتوهانٍ عنه، عوجت فمها تجيبها وهي تشير على يمينها: 

_ بصي على يمينك كده؟؟ 

استدارت تنظر جوارها فوجدت حربي وإلى جواره حمدي مربوطان بحبلٍ واحد مثلها، علّت الدهشة ملامحها، تسأله بصدمة: 

_ أنت مش كنت داخل بمسدس؟؟ 

_ مسدس اتوكسي عليكي وعلى جوزك اللي عرنا وسط سوق الرجالة.. دا مسدس لعبة كان موجود في عربية صاحبنا!! 

رددها أرنبة وهو يعوج فمه، بينما رمقه حربي بنظرة حادة قائلًا بغيظٍ: 

_ ما تتلم ياض أنت بدل ما أقوملك؟؟ 

_ قوملي لو تعرف! 

_ أنت بتعجزني عشان مربوط!! 

ابتسم أرنبة ببرودٍ يجيبه بإماءة قوية: 

_ أيوة أنا بعجزك.. قوم يلا وريني عضلاتك عشان أجربها على وش.. يلا ما توريني؟؟ 

عض حربي على شفتيه بغيظٍ منها، بينما سخر محمد منه يردف بتهكم: 

_ عجبك كده جبتلنا الكلام من اللي يسوى واللي ميسواش!! 

نظر له أرنبة بصدمةٍ مردفًا: 

_ أنت بتهزقني أنا خلي بالك!! 

أومأ محمد له ببسمةٍ باردة يغمغم بسخطٍ: 

_ الطيور على أشكالها تقع.. والتهزيقة اللي فيك فيه. 

اغتاظ حربي منه، ليعلق بسخطٍ على التورم الموجود برأسه: 

_ ألا صحيح يا عمي إيه اللي شلفط وشك كده؟؟ 

حاول محمد تخبئت وجهه عنه، ليعلق بسخرية: 

_ سبحان الله بقيت فرفور زي يا عمي فاكر ولا أفكرك؟؟ 

نظر له بغيظٍ ثم صمت، بينما همست عاليا لهبه بدهشة: 

_ هو إيه اللي حصل؟؟ 

_ مفيش ألفت دي عرفت إن المسدس لعبة في إيد حربي وخلت الرحالة كتفوه هو وحمدي بس وأنت من وقتها مغمى عليكِ.. ألا سرحتي في إيه؟؟ 

_ دا في فيلم هندي حصل في دماغي!! 

رددها بذهولٍ بعد خيالها الخصب، ليعلو صوت وداد تتمتم بتعبٍ: 

_ هنروح إزاي بقى؟؟؟ 

صمت الجميع عن الإجابة ولا يعلمون كيف سيعودون مجددًا لمنازلهم!!! 

****************

دلف لقسم الشرطة بخطواتٍ سريعة، يبحث عن الضابط المسؤول، وما أن وقعت عينيه عليه حتى تقدم نحوه يردف بقلقٍ: 

_ لو سمحت عايز أقدم بلاغ بوصل الأمانة دا.. هرب بالعربية بتاعتي أكتر من تلت ساعات ومش عارف أوصله!!! 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1