رواية ناي نوح الفصل التاسع عشر بقلم ايلا
كتف سهيل ذراعيه و تحدث بحاجب مرفوع:
_انتِ غير.انة عليا ولا ايه؟!
طالعته سهى بصد.مة و احمرت وجنتيها قبل أن تنفي بع.صبية:
_لا طبعاً، ايه الع.بط اللي بتقوله دا؟
ابتسم زين بجانبية قبل أن يتحدث بسخر.ية:
_شا.يف نفسك أوي مش كدا؟ في ايه اللي يتح.ب فيك أصلاً عشان تغ.ير عليك؟
طالعه سهيل بنظرة جانبية قبل أن يتحدث:
_و مالي إن شاء الله؟ على الأقل مش بنا.م مع وا.حدة شكل كل يوم!
شه.قت سهى بصد.مة في حين ج.ز زين على أسنا.نه بغ.يظ.
_على أساس إنك ملا.ك و مبتعملش حاجة غل.ط....تعالى قرب خلينا نشوف الملا.ك مخ.بي ور.اه ايه...
تحدث زين بينما يمد يد.ه و يقتر.ب منه ليل.مسه لكن سهيل ابتعد عنه ليم.سك بمع.صمه و يلو.ي ذر.اعه خلف ظهر.ه قبل أن يتحدث بنبرة جا.دة بينما يل.صق و.جه زين بيده الأخرى في الحا.ئط:
_الز.م حدو.دك معايا، لو فكرت تا.خد مني أي معلو.مات غ.صب عني هخليك تند.م، فاهم؟!
صر.خت سهى بق.لق و نهضت من على السريع لتتحدث في محاولة منها لإيقا.فهم:
_انتوا الإتنين كفا.ية كدا، اب.عد عنه يا سهيل!
ابتسم زين بسخر.ية بينما يسمع كلماتها و في أقل من ثانية حر.ك قد.مه سريعاً لير.فس سهيل و من ثم التف بجسده ليتحر.ر من قب.ضته قبل أن يه.جم عليه و يل.كمه في و.جهه متحدثاً بغ.ضب:
_فا.كر نفسك مين يعني؟ انت الو.حيد اللي ملكش لاز.مة هنا!
ص.د سهيل لك.مة أخرى قاد.مة من زين بذ.راعه قبل أن يجيبه بسخر.ية:
_اسم الله عليك و انت قاعد مبتعملش حاجة غير إنك بتح.ش زي الجو.اميس ليل نهار و خلاص!
وسع زين عينيه بصد.مة و ق.فز على سهيل ليطر.حه أرضاً قبل أن يج.لس عليه ليث.بته جيداً و ما إن ا.متدت يده في الهو.اء ليل.كمه حتى تج.مد في مكانه عندما فُتح الباب فجأة لتظهر من خلفه ناي التي تسمر.ت في مكانها بد.هشة من مظهر.هما.
_______________________
قبل سبع و عشرين سنة:
الساعة ١٢ بالليل، اتس.حبت و طلعت برا الأوضة بر.احة بعد ما اتأكدت إن الكل نا.يم، كنت لسه طفلة عندها تسع سنين بس!
مشيت على البلا.ط السا.قع بر.جلين حا.فية مور.مة من كتر الضر.ب و هدو.م مق.طعة في ع.ز الشتا!
مشيت....مشيت في الطُرقة الطويلة اللي كان آخرها مطبخ و اللي كان هد.في بالظبط بعد يو.مين كا.ملين مدو.قتش فيهم لق.مة!
أول ما دخلت المطبخ ابتسمت بسعادة لما لمحت طبق كيك الشوكولاتة اللي كان محطوط على الرخامة و متغطي، قربت و سحبت الطبق عشان آكل الكيك اللي فيه بسر.عة من كتر الجو.ع، بصيت بعدها على التلا.جة و تأو.هت بيأ.س لما لقيتها مقفو.لة بالق.فل اللي مفتا.حه أكيد مع المد.يرة!
اتس.حبت و فتحت الحنا.فية عشان أشر.ب منها بإ.يديا و أول ما لفيت عشان أرجع اتفاجئت بيها واقفة عند باب المطبخ و بتتفرج عليا!
بلعت بخو.ف و اتحمحت قبل ما أتكلم:
_م..معملتش حاجة، جيت أشرب عشان كنت.....
ملحقتش أكمل كلامي، لقيتها بتجر.ي عليا فجأة قبل ما تسح.بني من يد.ي عشان تست.خبى بيا تح.ت السفر.ة.
بصيتلها بصد.مة و أول ما جيت أتكلم شفت ر.جلين حد دا.خلة المطبخ فجأة فعرفت إنها مشرفة الدور و سكت.
فتحت المشرفة التلاجة و طلعت منها إزازة مياه ساقعة شربت منها و رجعتها مكانها تاني قبل ما تقفل التلاجة و تطلع برا.
أول ما طلعت تنف.ست برا.حة و التفت عشان أشوف البنت اللي أنقذ.تني و اتكلمت بامتنان حقيقي:
_شكرا ليكِ، لولا.كِ كان زما.ني وا.خدة ع.لقة تاني دلو.قتي!
ابتسمت و مدت يدها عشان تسلم عليا و هي بتتكلم:
_أنا نفيسة و انتِ أكيد سلمى اللي مبتس.معش الكلا.م أبداً مش كدا؟!
كشر.ت و.شي بض.يق من تعريفها فضحكت و اتكلمت مع غمزة:
_بهزر معاكِ، مش مهم تس.معي كلا.مهم، المهم متتك.شفيش...
رديت بحير.ة:
_و انتِ برضو مبتسم.عيش الكلا.م؟!
حركت راسها بالموافقة:
_اها..
_و مع ذلك مبتتك.شفيش و مش بتتحر.مي من الأ.كل؟!
ردت و هي بتقف من تح.ت التر.ابيزة و بتس.حبني عشان أ.طلع معاها:
_لا مبتك.شفش، أنا أكبر واحدة هنا و زي ما تقولي كدا...عندي خبر.ة.
ابتسمت بإعجاب بشخصيتها، اتس.حبنا و رجعنا الأوضة سوى و كل واحدة راحت على مكانها.
حطيت راسي على المخدة النا.شفة و حاولت أنا.م بس مقد.رتش، كنت برد.انة و صوت الم.طر و البر.ق برا مخليني بتر.عش من كتر الب.رد و الخو.ف سوى في نفس الوقت.
فجأة لقيتها قامت و قر.بت من سر.يري، وقفت قدامي قبل ما تتكلم:
_بتتر عشي كدا ليه؟ خا.يفة ولا بر.دانة؟!
بلعت ريقي بصعو.بة و رديت عليها و أنا قربت أب.كي خلاص:
_الإتنين.
_تحبي أنا.م جم.بك؟ هقد.ر أد.فيكِ بج.سمي الكب.ييير!
ضحكت على شكلها و هي بتتكلم و نا.فخة خدو.دها و هزيت راسي بالموافقة.
نا.مت جم.بي و حض.نتني و دي كانت....كانت أول مرة في حياتي أعرف يعني ايه ح.ضن و أعرف قد ايه هو د.افي!
بك.يت في حض.نها من كتر السعادة و نمت ليلتها و أنا حاسة بالد.فا لأو.ل مرة في ليا.لي الشتا الطو.يلة و البار.دة، كان شبه حلم و صحيت منه تاني يوم على كابو.س لما المشر.فة صحتنا كلنا و خلتنا نقف جمب بعض طا.بور في الحو.ش تحت الش.مس قبل ما تتكلم بز.عاق:
_اللي أخد كيك المد.يرة من المطبخ امبارح يتكلم قبل ما الكل يتعا.قب أحسنلكم، سامعين ولا لا؟!
بلعت ريقي بخو.ف و بصيت على البنات اللي كانوا واقفين جمبي مر.عوبين و بي.بكوا!
سحبت نفس عميق و قبل ما أفتح بوقي عشان أعتر.ف على نف.سي صوت عالي مألوف اتكلم فجأة بثبا.ت:
_أنا...أنا اللي أكلته!
وسعت عيوني بصد.مة و لفيت عشان أبص عليها مع باقي البنات، كانت اللي اتكلمت....نفيسة!
اتكلمت المشرفة بع.صبية:
_انتِ يا نفيسة اللي عملتي كدا؟ و أنا اللي بقول عليكِ كبيرة و عاقلة؟! طيب عقا.باً ليكِ هتتحر.مي من الأ.كل النهاردا و لو اتكررت تاني عقا.بك المرة اللي جاية هيبقى أ.شد....اتفضلوا!
بدأت البنات يرجعوا السكن تاني و أنا جريت عليها و أنا بتكلم بدمو.ع:
_ليه؟ ليه عملتي كدا؟ انتِ عارفة إن أنا اللي أ.كلتهم!
ابتسمتلي بمرح و طبطبت على شعري قبل ما تتكلم:
_متخا.فيش، كل حاجة هتبقى تمام، هعلمك ازاي متتك.شفيش المرة اللي جاية!
و من ساعة اليوم دا كنت دايماً لاز.قة في نفيسة في كل خطوة عشان كنت حاسة ج.مبها بالأ.مان.
كانت كل حاجة فعلاً تمام زي ما قالت لغا.ية ما جه اليو.م المشؤ.وم.....نفيسة كملت ١٨ سنة و كان لازم تس.يب المي.تم!
دخلت عليها و هي بتلم حاجتها في اليوم اللي كانت هتسيب فيه المكا.ن و اتكلمت بالعا.فية بشه.لقة من كتر العيا.ط:
_لا م...متمشيش، أ...أر.جوكِ متمشيش و تسي بيني وحد.ي هنا!
اتكلمت بحز.ن:
_أنا آسفة يا سلمى مقدر.ش أقعد هنا أكتر من كدا.
مي.لت و رفعت قصتي من على قورتي بيدها عشان تط.بع بو.سة دافية على دماغي و اتكلمت:
_انتِ قو.ية يا سلمى، في يوم هتكبري و هتس.يبي المكان دا زيي، و مين يعرف...ممكن يبقى حظك حلو و حد يتبنا.كِ، متضا.يقيش ماشي؟!
سحبت الشنطة و طلعت برا الأوضة، اتجمد.ت في مكاني بصد.مة فترة من الوقت و أنا بحاول أستو.عب إن البنت اللي كانت بمثا.بة عي.لتي الو.حيدة هتمشي و تسيب.ني، يعني مف يش أحضا.ن دا.فية تاني في ليالي الشتا البار.دة و قصص قبل ما أنام بالليل...يعني مف.يش حد هيديني من هدومه و يس.تحمل العقا.ب بدا.لي، يعني مف.يش حد هيفهمني دروسي براحة من غير ز.عاق و ضر.ب، يعني م.حدش هيسرحلي شعري تاني و يهتم بيا! لا...نفيسة مكانتش شخص عادي، نفيسة كانت بمثا.بة أ.مي! ازاي هتس.يبني و تم.شي كدا؟!
طلعت أجري وراها بسرعة و صر.خت و أنا شايفاها بتعدي من البوابة الكبيرة:
_ماامااا....متسي.بنيش!
لفت و بصتلي بصد.مة قبل ما تجري عليا بسرعة عشان تحضني و اتكلمت بدمو.ع:
_غص.ب عن.ي والله، سا.محيني يا رو.حي...بوعدك هر.جع تاني بعد ما أ.لم فلو.س و ها.خدك من هنا نع.يش سو.ى ماشي؟!
جات المشرفة و بدأت تس.حبني عشان تبعد.ني عنها بس أنا تم.سكت بيها أكتر و اتكلمت بعيا.ط:
_لا مش عايزة أستنى، خد.يني معا.كِ دلوقتي!
دمو.عها زا.دت أكتر و اتكلمت:
_م...مقد.رش! مش هي.نفع!
اتكلمت المشرفة بز.عاق:
_مش هينفع تا.خدك معا.ها، سيبيها حالاً يا سلمى لاحسن تتعا.قبي سامعة!
اتكلمت نفيسة و هي بتم.سح دمو.عها:
_رو.حي معا.ها يا سلمى...
هزيت راسي با.لنفي:
_لا مش عا.يزة، سيبو.ني...مش عا.يزة أ.فضل هنا سيبو.ني!
شاورت المشرفة للبواب عشان يجي يساعدها و بالفعل قدر يش.يلني و يا.خدني بعيد عن نفيسة اللي مشت بسر.عة من غير ما تب.ص ور.اها!
صر.خت.....صر.خت و بك.يت كتير يومها بس هل نفيسة ر.جعت؟ لا، كل اللي حصل إني اتحر.مت من الأ.كل ساعتها تلا.ت أيا.م كا.ملين!
______________________
نز.لت دمو.عي و أنا مت.كتفة في الأو.ضة الض.لمة اللي نق.لني فيها ابن نفيسة لو.حدي و بفتكر أيامي مع نفيسة!
هي وعدتني إنها هتر.جع بس مر جعتش و مع ذلك كنت عايشة على أ.مل إنها تكون في مكان تاني أ.حسن و عا.يشة مر.تاحة بس إني أكت.شف فجأة بعد سبعة و عشرين سنة كاملين إنها اتق.تلت!
يعني خلاص مفيش أ.مل أقا.بلها تاني؟ مرة أخيرة حتى أقولها إني مسا.محاها و لسه بحبها و بعتبر.ها أ.مي؟!
اتفتح الباب فجأة و بما إني كنت عارفة مين بالفعل مهت.متش حتى أر.فع را.سي عشان أشوفه لغاية ما اتكلم:
_سلمى! انتِ كويسة؟!
وسعت عيوني بصد.مة من الصوت المألوف و رفعت وشي بسرعة عشان أشوفه قبل ما أتكلم بعدم تصديق:
_صهيب؟!
_____________________
تحدثت بينما تط.هر جر.ح شف.ته بقط عة من القما.ش:
_بقى أنا أغيب شوية أرجع ألاقيكم بتتخا.نقوا و هتخ.لصوا على بع.ض؟ ايش حال ما كنت انت اللي خليته يجي معانا من الأول!
تأ.وه سهيل بأ.لم قبل أن يتحدث:
_متفكرنيش! كان يوم أسو.د يوم ما اقترحت نلح.قه!
تأفأف زين بملل بينما يستمع إلى حديثهما في حين كانت سلمى تض.مد جر.ح خده الأيسر الذي خد.ش في الحا.ئط.
سر.قت نظرة باتجاه سهيل و ناي و عندما رأت كيف كانت ناي تم.سك بو.جه سهيل بينما تم.سح شف.ته برقة حتى جز.ت على أسنانها بغ.يظ و ضغ.طت على جر.ح زين بقو.ة دون قصد منها ليتأ.وه زين بأ.لم.
التفتت إليه سريعاً و تحدثت بقلق:
_ا..انت كويس؟ أنا آسفة مأخد.تش با.لي!
قلب زين عينيه بملل و لم يجبها، لقد شاهد رد فعلها بالفعل عندما سر.قت تلك النظرة السر.يعة ناحية ناي و سهيل و كان من السهل تخمين سبب فعلها لذلك، كل ما كان يحتاجه الآن هو لم.سها للتأكد و هو فقط ينتظر الفر.صة المنا.سبة لفعل ذلك دون أن تن.تبه إليه!
أنهت ناي تض.ميد جر.ح سهيل و من ثم نهضت لتتحدث بحز.م:
_سهى..عايزاكِ في كلمة، خلصي مع زين و بعدين تعاليلي أوضتنا!
عقدت سهى حاجبيها بحير.ة في البداية لكنها سرعان ما وسعت عينيها بصد.مة و د.ق قل.بها دا.خل صدر.ها بخو.ف حالما استوعبت أن ناي كانت ترتدي القلادة... هي الآن قد علمت بأمرها لا محالة!