![]() |
رواية زواج تحت التجربة الجزء الثاني (حاجز الصمت) الفصل الاول بقلم رباب حسين
في صباح يوم تدخل إيمان إلى غرفة ولدها الذي لم يتخطى العامان تحمل في يدها كوب من اللبن والابتسامة على وجهها.... فتحت الباب ولكن ظهر على عينيها الصدمة ووقع الكوب من يدها حينما وجدته يرفع الفراش بيده الصغيرة..... نعم فهو إبن خالد رفيق...
بعد ٢٨ عام
لم يكن صوتها غائبًا عن العالم... بل كان العالم هو من قرر أن يصم أذنه عنه.....
في ليلة كان يفترض أن ترتدي فيها ثوب الأمل كانت ترتدي فستانًا أبيض يشبه الكفن تُساق إلى قدر لم تختاره.... كأنها صفحة في وصية لا أكثر
روح... تلك الفتاة التي لا تنطق كانت تعرف الحقيقة كاملة لكنها لا تملك سوى نظرات تحمل أضعاف ما يقال..... وحين مدت يدها للهروب لم تكن تهرب من رجل بل من سجن من ورثة يتقاسمون دمها قبل أن تُدفن حية تحت اسم "زواج"..... لم تجد سواه رجل كان صوت أبيها في الغياب لكنها وقعت في طريق أخر...... طريق يوسف.... رجل لم يكن يبحث عن حب ولا زوجة بل عن ملجأ آمن من نفسه ومن مرضه الذي سلبه القدرة على التعلق بأي شيء حي..... لكن الزمن.... وبخط باهت مشوه كتب لهما زواجًا وكتب معه جريمة
جريمة لم يرها أحد إلا هي..... ولم يسمع عنها أحد... لأنها لم تنطق.... لكن حين اقترب الموت صرخت عيناها بكل ما كتمه قلبها...
فهل يكفي الصمت ليدين قاتلًا؟
وهل يستطيع رجل فقد مشاعره أن يحمي قلبًا لا صوت له؟
ماذا يخبئ القدر لهما؟....
يجلس في مكتبه يطالع بعض الأوراق ويقف أمامه أحد المديرين يبحث بين ثنايا وجهه عن أي ردة فعل لما يرى أمامه ولكن كالعادة لا يجد.... فهو يوسف خالد صاحب الوجه الجليدي ذو الثلاثون عامًا الذي قضى أكثر من نصفهم خارج البلاد وعاد منذ عام واحد بعد وفاة والده خالد رفيق..... منقذ البلاد ومحارب الفساد ومساعد الفقراء والضعفاء.... كان أمل لكل من فقد أمله في الحياة..... فكم من أشخاصٍ ممتنين إليه بسبب ما فعله معهم ولكن فقدوه بالأخير
نظر يوسف إليه وقال في جمود : تقدر تبدأ شغل على المشروع ده إمتى؟
ناجي في سعادة : يعني عجب حضرتك؟
يوسف : جاوب على أد السؤال
تحمحم ناجي ثم قال : من بكرة يا فندم إن شاء الله بعد موافقتك طبعًا
أغلق يوسف الملف وأعطاه له وقال : أبدأ
خرج ناجي من الغرفة ودخلت منار مساعدة يوسف الشخصية وكاتمة أسراره وقفت أمامه وهي تبتسم ثم قالت : مفيش مواعيد تاني يا يوسف.... هتروح؟
وقف يوسف وقال : هروح..... النهاردة ذكرى وفاة بابا وماما عمالة تتصل بيا مش عارف ليه
منار : أكيد زعلانة طبعًا ومحتاجاك
نظر لها يوسف ولم يستوعب ما تقول ثم قال : مش فاهم طيب عايزاني ليه برده؟
منار : ما هي ملهاش غيرك يا يوسف وإنت عارف هي كانت بتحب خالد بيه أد إيه
يوسف : لا معرفش..... إنتي عارفة أنا مليش في الكلام ده..... المهم هروح أشوف في إيه..... أوصلك ولا وراكي حاجة
منار : لا معايا عربيتي عشان عندي مشوار كده هخلصه قبل ما اروح
ذهب يوسف من أمامها ونظرت إلى آثره.... تعلم أنه لن يلاحظ نظراتها له وإن لاحظها فلن يدرك ما تكن له من مشاعر وبرغم ذلك لا تملك التحكم بقلبها عندما تكون أمامه فهو صديقها الذي تعرفت عليه بالخارج وقررت العمل معه بعد أن علمت أكبر أسراره ولعلمها أنه لن يقع في الحب أبدًا تتمنى أن يختارها هي لتكون زوجته فبالأخير يجب أن يتزوج حتى وإن كان لا يعرف للعشق بابًا
صعد يوسف إلى سيارته وقاد السائق متجهًا إلى المنزل..... كان يستمع إلى الأخبار عن طريق الراديو وقالت المذيعة : النهاردة ذكرى وفاة البطل خالد رفيق في مشهد حزين عند المقابر وكأن المشهد بيتعاد تاني بعد سنة..... حزن وبكاء من كل الناس وأعداد كبيرة وقفت وساندت زوجته الدكتورة إيمان..... ومع وفاة خالد زادت نسبة الحوادث وشوفنا ناس كتير خلال العام بيقولو ياريت كان خالد موجود كان قدر ينقذنا وبكاء الرجل الشهير على صفحات التواصل الإجتماعي وهو بيقول "بنتي كانت عايزة حد يرفعها من الماية بس للأسف محدش قدر لو كان خالد موجود كان لحقها"
يوسف : أقفل الراديو يا عزت
عزت : حاضر يا يوسف بيه
نظر يوسف عبر زجاج نافذة السيارة وشرد يفكر بما يتحدث الناس عن والده..... نعم يمتلك نفس القوة ولكن لا يرى أهمية لذلك ولا يفهم لما يبكي الناس لإجله..... ولما البكاء عمومًا.... فهو لم يبكي طوال حياته قط ثم قطع شروده سيارتان يصفان على الطريق ووجد رجال يضربون شخصًا ملقى بالأرض حتى فقد وعيه ثم وجد فتاة ترتدي ثوب زفاف تنظر إليهم وعلى وجهها دموع ونظرة لم يفهمها فقال : إستنى يا عزت.... أقف جنب العربية ديه
وقفت السيارة ونزل يوسف وسمع الرجل وهو يصرخ ويقول : عتهوربي مني يا بت عمي..... عتجيبي العار للعيلة كلياتها بعمايلك العفشة ديه
ثم أمسكها من شعرها ورفعها بيده وقال : ده أنا أدفنك بفستانك إكديه ومحدش هيعرف يخلصك من يدي
نظرت له في خوف ولم تجيب ثم وقعت عينيها على يوسف الذي يقف خلفه في هدوء ويضع يده فى جيبيه
أردف سليم : إيه رأيك أنا عتجوزك إهنيه وهدخل عليكي إهنيه عشان متعرفيش تهوربي مرة تانية
نظرت له روح وتحدثت بلغة الإشارة فعلم يوسف أنها لا تتكلم وفجأة تذكر حديث طبيبه له
فلاش باك
شادي : أنا عارف يا يوسف إن مشكلتك حلها مش في أيدك بس قولتلك قبل كده الاختلاط مع الناس هيفيدك.... هروبك من مواجهة البشر هيخليكي منطوي أكتر
يوسف : وأنا المفروض أقرب منهم إزاى؟....أنا مش بفهمهم..... بيتكلمو كتير أوي كلام مش شايف ليه معنى
شادي : لو طبقنا العلاج وذاكرنا شوية هنعرف نفهمهم..... أقعد أتفرج عليهم وهما بيتكلمو من بعيد وحاول تفهم معنى كلامهم وتعبيرهم
يوسف : أنا بفضل أتفرج عليهم وهما ساكتين..... بحس إني فاهمهم أكتر
شادي : حاول تفهم الصوت اللي جواهم حتى لو ساكتين..... الصوت اللي مش مسموع هو اللي هيفتحلك باب الحياة
عودة من الفلاش باك
نظر لها يوسف لم يفهم لغة إشارتها ولكن تيقن أنها لا تريد الزواج منه وذلك لأنه يرى الدموع تغرق وجهها فقال فى نفسه : يمكن هي ديه الصوت اللي مش مسموع..... يمكن ديه اللي تفهمني
ثم وضع يده على كتف سليم فنظر له سليم في غضب ودفع يده وقال : مين إنت وعايز إيه؟
نظر يوسف إلى يده ثم نظر إلى سليم وقال : سيبها
سليم : ديه خطيبتي وفرحنا النهاردة..... بتدخل ليه عاد؟
نظر يوسف لها وقال : عايزة تتجوزيه؟
أماءت روح بلا فقال يوسف : روحي على عربيتي
أمسكها سليم من يدها بعنف وقال : تروح فين؟ إنت إتجننت إياك
أمسك يوسف يده وقبض عليها فشعر سليم بقوته وألمته يده بشدة فصرخ فى ألم فنزع يوسف يده سريعًا ونظر باقي الرجال إلى سليم ولا يعلمون ما سر هذا الألم فقط من قبضة يد ثم نظرت له روح في حزن وحاولت أن تتحدث معه بلغة الإشارة فقال يوسف : مش فاهم..... إطلعي على العربية وبعدين نتكلم
ركضت روح إلى السيارة وحاول أن يمنعها الرجال بعد أن صرخ بهم سليم فوقف يوسف أمامهم فجأة ونظر لهم نظرة أرعبتهم ثم قال في صوت قوي غريب يزرع الخوف في القلب : اللي هيقرب ويلمس عربيتي مش هيطلع عليه شمس
تراجعو جميعًا في خوف ولم يقتربو منه وصعد يوسف إلى السيارة بجوارها وأشارت روح إلى الرجل الملقى على الأرض وترجته بيدها ففهم أنها تريد إنقاذه فقال : عزت... إنزل ودي الراجل ده المستشفى في تاكسي وبعدين تجيلي على البيت
نزل عزت وأوقف سيارة أجرة وأخذ الرجل وصعد به إليها تحت نظرات الخوف من الرجال فشعرو أنهم وقفو أمام وحش وليس من البشر ثم قاد يوسف السيارة وأخذ أحد الرجال رقم السيارة ثم ذهب بها إلى منزله وفي الطريق لاحظ أنها تمسك بذراعها ولكن لم يفهم ما تشعر به.... وصلا إلى المنزل ووجد إيمان تنتظره : جيت يا حبيبي
ثم وقع نظرها على روح فقالت في تعجب : مين ديه؟..... عروسة مين ديه يا يوسف..... إنت إتجوزت من ورايا؟
يوسف : ليه أتجوز من وراكي؟..... معرفش هي مين..... لقيتها في حد بيشدها في الشارع وكانت بتعيط..... وبعدين فهمت إنه عايز يتجوزها غصب عنها
نظرت إيمان لها وقالت : إنتي هربانة من أهلك
أماءت لها روح بلا
إيمان : طيب فين أهلك وإحنا نوصلك
تحدثت روح بلغة الإشارة فنظرت إيمان إلى يوسف فقال : ما هي لو بتتكلم كنت وديتها
إيمان : تقوم تجيبها البيت يا يوسف..... وبعدين إستنى هنا.... هو أنت وقفت ودافعت عنها وجبتها معاك؟!... من إمتى الكلام ده وإشمعنة هي يعني اللي ساعدتها؟
يوسف : معرفش بس هي كانت محتاجة مساعدة فا ساعدتها
إيمان : ما أنت ياما ناس إحتاجت مساعدتك ومتدخلتش..... عجبتك ولا إيه؟
يوسف : يعني إيه عجبتني؟
تنهدت إيمان وقالت : يعني شكلها حلو
نظر لها يوسف ثم أعاد النظر إلى والدته وقالت : هي حلوة اه
نظرت له روح وشعرت بالخجل فقالت إيمان : شكلها إتكسفت...... وكمان باين عليها طيبة أوي..... تعالي يا حبيبتي
أمسكت إيمان يدها فنزعتها روح بسرعة في ألم فقالت إيمان : أنا أسفة.... هي إيدك بتوجعك؟
أماءت لها روح بنعم فأخذتها إلى الأريكة وأجلستها ثم جلس يوسف أمامها وذهبت إيمان لتحضر الإسعافات.... كان يوسف يطالعها ويراقب تحركاتها وكأنه يحاول أن يفهمها ولكن لا يستطيع ثم جلست إيمان بجوارها وعاينت ذراعها فقالت : مش مكسورة بس فيها جزع..... أنا هربطها وتاخدي الدوا ده عشان تعرفي تنامي
كانت روح تنظر إلى يوسف الذي لم يرفع عينه عنها وتطلعت داخل عينيه فهي جميلة جذبت إنتبهاها بشدة ولاحظت إيمان نظراتهما وتعجبت من فعل يوسف كثيرًا فيبدو عليه الاهتمام على غير العادة فقالت : طيب أنا مش بفهم لغة الإشارة ديه..... نفهمها إزاى بقى
يوسف : بتعرفي تكتبي
أماءت له روح بنعم ثم رفعت يدها المجروحة فقالت إيمان : مش هتعرف تكتب حاجة بإيدها ديه
أعطى يوسف لها هاتفه وفتحه وقال : إكتبي اسمك هنا
امسكت روح الهاتف وكتبت اسمها ثم أعطت الهاتف إليه فقال : روح
إيمان : الله.... اسمك حلو أوي
ابتسمت لها روح ثم قال يوسف : اكتبي أهلك فين أو عنوانك
كتبت روح : مليش حد وبيتي في أسيوط ومش هعرف ارجع هناك
قرأ يوسف ثم قال : وبعدين يعني..... طيب هتفضلي تكتبي كده وأنا أقرا
قطع حديثهم طرق الباب وفتح الخادم.... دخل عزت وقال : يوسف بيه..... أنا وديت الراجل المستشفى وهو حالته كويسة ونقدر نشوفه بكرة في ميعاد الزيارة
يوسف : تمام.... روح أنت وتعالى الصبح
ذهب عزت ثم قال يوسف : الراجل ده يعرف حكايتك
أماءت له روح بنعم فقال : طيب خديها يا ماما تنام والصبح هروح للراجل ده وافهم منه حكايتها إيه
صعدت روح مع إيمان وأدخلتها غرفة النوم وأحضرت لها ملابس من غرفتها ثم عادت إليها وقالت : هتعرفي تغيري هدومك
أماءت لها روح بنعم ثم قالت : طيب مش جعانة؟
نظرت روح إلى الأرض في خجل فابتسمت إيمان وقالت : طيب.... شكلك بتتكسفي على الأخر...... أنا هنزل أخلي الخدم يطلعو الأكل ليكي هنا عشان تاكلي براحتك
نزلت إيمان وبعد قليل نزل يوسف بعد أن بدل ثيابه وجلسا معًا على طاولة الطعام ثم قالت إيمان : كده متجيش المدفن النهاردة
يوسف : كان عندي شغل كتير..... وبعدين إنتي مش رحتي؟
إيمان : يا حبيبي كل الناس جم عشان باباك وإنت لا
يوسف : ماشي هبقى أروح في يوم تاني
إيمان : مش هتقولي برده ليه ساعدت البت اللي فوق ديه؟
يوسف : مفيش سبب يعني زي ما قولتلك
إيمان : طيب أبقى قول لمنار عشان متضايقش
يوسف : ليه تضايق..... أقولها إيه أصلًا؟
زفرت إيمان في ملل وقالت : كده يا يوسف.... قولها وخلاص
نظر لها يوسف قليلًا ثم قال : إنتي كده زعلانة صح؟!
إيمان : لا يا حبيبي متعصبة.....يا يوسف الدكتور قالك تراجع تعبيرات الوشوش كل شوية
يوسف : بنساها
إيمان : راجعها كل يوم
يوسف : مش فاضي
إيمان : ياااااااه..... خلاص يا يوسف..... عارف أنا بشفق على اللى هتتجوزك.... يا حبيبي مش كده لازم تمشي على تعليمات الدكتور
يوسف : بحاول بس باجي قدام الناس ومش بفهم..... يا ماما بيقولو كلام ملوش أي علاقة باللي جواهم..... أفهم إزاي؟
إيمان : صح معاك حق.... الناس كلها بقت بتمثل على بعض
يوسف : طيب أفهم إزاى أنا فخلاص مش مهتم..... أنا كده مرتاح
زفرت إيمان وبعد أن تناولا الطعام صعدا إلى النوم وفي تمام الساعة الثانية صباحًا إستيقظ جميع من في المنزل في فزع على أصوات الأعيرة النارية وطرق الباب في غضب فنزل يوسف وخلفه إيمان أما روح فوققت تنظر من النافذة في رعب عندما رأت عائلتها بالخارج ثم اقتربت من أعلى الدرج تراقب ما يحدث دون أن يراها أحد.... فتح يوسف الباب ووجد عدد من الرجال يقتحمون المنزل يحملون السلاح ثم تحدث كبيرهم : فين البت؟..... فين بت أخوي؟
وقف يوسف أمامهم ثم نظر إلى سليم الذي يقف خلفه وقال : إنت أبوه؟
صبري : إيه البرود ديه؟!
إيمان : إتكلم كويس يا راجل إنت
صبري : واه.... وأيش دخل الحريم في كلام الرجال؟
يوسف : فين الرجال دول؟
رفع صبري السلاح على رأس يوسف وقال في غضب : مش شايف الرجالة اللي جدامك ولا إيه؟
نظر يوسف إلى السلاح ثم عاد النظر إليه وقال : وهو السلاح ده اللي هيخليني أتعامل معاك على إنك راجل
سليم في غضب : لع ده شكله عايز ينجتل يا أبوي
إيمان : تقتل مين هي سايبة؟!
يوسف : الرجالة مش بتجوز الستات غصب عنها..... وبنت أخوك مش عايزة ابنك
سليم في غضب : وإنت تعرف منين إنت إذا كانت عايزاني ولا لع؟
يوسف : ضربك ليها والراجل اللي معاها لحد ما تقريبًا كسرت إيدها
صبري : اسمع يا ولد إنت..... تجيب البت جدامي دلوك وإلا مش عيحصول خير..... الرجالة اللي برا دول لو عرفو إن البت مش عتروح معاي مش عيسيبو حد في البيت ديه عايش
يوسف : يجرب حد فيهم يدخل بس البيت وأنا أروحكو كلكو في شوال واحد
نزلت روح بعد ما سمعت تهديد عمها فنظر لها صبري في غضب وهي تنزل الدرج وترتدي ملابس النوم ثم نظر إلى يوسف وقال : إنت عملت إيه؟ عملتي إيه يا خاطية؟
يوسف : خاطية؟....عملت إيه؟ كانت نايمة فوق
صبري : بالخلاجات ديه وفيه راجل غريب في البيت؟.... ده أنا عجتلك وأخلص من عارك
كاد أن يذهب إليها فأمسك يوسف يده في قوة فتأوه صبري من قبضته وركضت روح خلف إيمان في خوف فرتبت على يدها وقالت متخافيش
ترك يوسف يده ثم قال : إنت مسألتش مين صاحب البيت ده قبل ما تدخله..... ده بيت خالد رفيق..... عارفه
سليم : واه..... خالد رفيج
يوسف : اه.... وأنا ابنه.... بس للأسف بقى أنا أوحش منه..... أبان هادي كده وبارد بس لو عرفت تعصبني..... إنت وأبوك ورجالتك اللى برا دول مش هيطلع عليهم شمس
صبري في ألم وتوتر : لع....مش عنعصبك..... بس.... ناخد البت ونمشي..... ده فرحها كان النهاردة
يوسف : وهي مش عايزة تتجوزه
صبري : حتى ولو.... لازم تيجي معانا
نظر لها يوسف ولاحظ نظرات عينيها ثم قال : روح مش هتخرج من هنا
صبري : يا ولدي إحنا صعايدة.... والعرض عندينا غالي..... ميصوحش نسيب بناتنا في بيوت غريبة
نظر لها يوسف وقال : عايزة تروحي معاهم
أماءت روح بلا وهي تبكي
صبري في غضب : والله أكسر رجبتك..... عايزة تجعدي في بيت واحد مع راجل غريب؟
يوسف : صوتك ميعلاش في بيتي..... أبعت هات المأذون..... أنا هتجوزها
فتحت روح عينيها في صدمة ونظر سليم له وقال : لع.... محدش هيتجوزها من برا العيلة
يوسف : إنتي موافقة تتجوزى واحد من عيلتك؟
أماءت له بلا
يوسف : طيب موافقة تتجوزيني؟
نظرت له روح ثم نظرت إلى سليم ووجدته ينظر إليها في غضب فعادت النظر إلى يوسف وأماءت له بنعم فقال يوسف : إتصلي يا ماما بمأذون يجي دلوقتي حالًا