![]() |
رواية زواج تحت التجربة الجزء الثاني (حاجز الصمت) الفصل الثاني بقلم رباب حسين
ماذا فعلت؟.... قبلت الزواج من شخص قابلته منذ بضع ساعات فقط!
كانت تنظر لما يحدث حولها ولا تعلم أين المفر.... إذا رجعت مع عائلتها سوف تتزوج زغمًا عنها وإذا رفضت يجب أن تتزوج من يوسف الآن.... الإختيار صعب للغاية ولكن ما شجعها هي رؤية الخوف في عيون عمها وسليم منه.... وبعد أن علمت بأنه إبن خالد رفيق تيقنت أنه الوحيد القادر على حمايتها ولن يستطيع أحد أن يجبرها على شئ بعد الآن ولكن ما كان يشغل بالها أكثر لما يفعل ذلك؟ لما يتزوج من فتاة لا يعلم عنها شئ ولا يفهم ما تحاول قوله؟ ولكنه سيتزوجها لشخصها فقط.... ثم تذكرت حديث والدها لها قبل أن يتوفى ووصيته لها
فلاش باك
مراد : أنا عارف إنك بعدي هتبقي لوحدك في الدنيا وناس كتير هتطمع فيكي عشان فلوسك..... لازم تحافظي على نفسك وإوعي تتجوزى واحد طمعان فيكي ولا في فلوسك..... دوري على حد عايزك إنتي وبس
تحدثت روح بلغة الإشارة : ليه بتقول كده؟.... أنا كده بخاف أكتر تسيبني
مراد : غصب عني..... بس في يوم ربنا هيبعتلك اللي يحافظ عليكي ويحميكي
قامت روح بمعانقته وأغمضت عينيها في حزن
عودة من الفلاش باك
فتحت روح عينيها لتعود للواقع الذي تراه الآن ورأت سليم ينظر إليها في غضب وهي تحتمي خلف إيمان ثم اقترب من والده وهمس له : الفلوس عتروح إكديه يا أبوي
صبري : وإنت ملجيتيش غير إبن خالد رفيج وتجف جصاده؟ عنعمل إيه دلوك؟..... مفيش حل غير إنها تتجوزه وبعدين نشوف طريجة نخلص من الجوازة ديه
ثم نظر إلى يوسف وقال : خلاص يا ولدي..... مبروك عليك بت أخوي
يوسف : كلمي المأذون يا ماما وخلي الخدم يقدمو ضيافة للرجالة
اقتربت إيمان منه وقالت : يا أبني هتجوز واحدة متعرفش عنها حاجة ولا عارف تفهمها حتى
نظر يوسف إليها ويرى على وجهها نظرة لا يعلم ما معناها ثم قال عندك حل تاني؟ ولا أسيبهم ياخدوها بالغصب؟
نظرت إيمان إليها ورأت الخوف والحزن يخيم عليها فزفرت في ضيق ثم قالت : طيب أنا هطلب مأذون
يوسف : روح.... اطلعي غيري هدومك ديه
روح : معنديش هدوم تانية
نظر لها يوسف وحاول أن يفهم ما تقول فأشارت إلى ثيابها وأماءت بلا فقال يوسف : ااااه..... البسي فستان الفرح بتاعك اللى كنتي جاية بيه
ذهبت روح إلى غرفتها وارتدت ثوب الزفاف مرة أخرى وهي تشعر برعشة جسدها الذي فقد حرارته من التوتر ثم دخلت إيمان الغرفة ولاحظت خوفها ودموعها فامسكت يدها وأجلستها على الفراش ورتبت على كتفها وقالت : بصي أنا عارفة إني مش هفهم منك حاجة دلوقتي بس المهم إنك تفهمي الكلام اللي أنا هقولهولك..... بصي يا روح.... يوسف مختلف عن أي حد ممكن تكوني قبلتيه في حياتك..... هتلاقيه مش بيعبر عن أي حاجة جواه بس شوية شوية هتتعودي على طبعه ويمكن تفهمي مع الوقت بس أهم حاجة إياكي تعصبيه..... إبعدي عن ده نهائي لإن لما بيتعصب هتلاقي شخص تاني قدامك
أماءت لها روح في خوف فقالت لها : متخافيش.... يوسف طيب جدًا وأنا متأكدة إنك هتحبيه..... يلا ننزل عشان المأذون جي في الطريق
نزلتا معًا ووجدتا جميع الرجال يجلسون بالأسفل ولاحظت روح جلوس يوسف بينهم في شموخ لا يهاب.... لا ترف عينه.... حتى عندما رفع صبري السلاح بوجهه لم يتزعزع بل كان أكثر صلابة ثم جلست بعيدًا عنهم حتى جاء المأذون وتم عقد القران وذهبت عائلتها وهي ترى داخل أعينهم الغضب منها ثم خرجو من المنزل ونظر لها يوسف وقال : اطلعي كملي نوم
أماءت له روح وركضت إلى غرفتها في خوف ثم اقتربت من إيمان وقالت : مكنش ينفع تتجوزها كده..... على الأقل نعرف هي مين ولا نعرف أخلاقها..... مش يمكن وراها مصايب وإحنا منعرفش
يوسف : مش هتمم الجوازة غير لما أعرف عنها كلها حاجة.... وده هعرفه بكره بعد ما أقابل الراجل ده اللي كان معاها وأعرف حكايتها إيه.... اطلعي نامي وأنا كمان عايز أنام
صعدا إلى غرفتهما أما روح فكانت تجلس على الفراش في خوف.... تنظر إلى الباب في ترقب وتفكر بشئ واحد كيف تقنعه أن يمهلها بعض الوقت حتى تعتاد عليه وتتقبله كزوج وهو لا يفهم إشارتها؟ ثم فكرت أن تكتب له رسالة فبحثت عن ورقة وقلم داخل أدراج الغرفة ووجدت أخيرًا دفتر صغير فقطعت ورقة وكتبت " أنا خايفة منك ومش عايزاك تقربلي.... سيبني شوية لوحدي"
وضعت الورقة بيدها ثم عادت الجلوس على الفراش وبعد فترة من الوقت شعرت بأن لا أحد بالخارج وغلبها النعاس فنامت بثوب الزفاف
أما إيمان فكانت تجلس بالفراش وتشعر بالحزن على حالة يوسف وتذكرت عندما كان في الرابعة من عمره
فلاش باك
إيمان وخالد يجلسان في غرفة الطبيب ينتظران نتيجة فحص يوسف وبعد وقت طويل دخل الطبيب وجلس على مكتبه وقال في أسف : إحنا عملنا فحصات شاملة على حالته عشان نعرف إيه سبب عدم تعبيره عن المشاعر أو فهمها وللأسف يوسف مصاب بمرض اسمه اليكسيثيميا أو اللامفرداتية.... ده مرض بيخلي الشخص عاجز عن فهم وإدراك مشاعره بالتالي مبيعرفش يعبر عنها.... بمعنى إن المخ مش ييترجم المشاعر ديه اللي هو بيحس بيها فا مش بيدي أي رد فعل عنها سواء بالضحك أو البكاء أو أي تعبير تاني
خالد : طيب وديه علاجها إيه يا دكتور؟
الطبيب : نفسي طبعًا بيحاول المريض إنه يتعلم يفهم معني تعبير الوجه وممكن يتدرب عليها.... بس فيه مشكلة تانية عند يوسف وده اللي ممكن يصعب عملية العلاج
إيمان : إيه هي؟
الطبيب : الخلل الجيني اللى وارثه من خالد بيه وهو خلل في هرمون الأدرينالين زي ما حضرتك عارفة يا دكتورة.... إحنا عملنا إختبار ليوسف وسجلناه لو حضراتكم حابين تشوفوه هو موجود برا في الريسبشين....الإختبار هو إن إحنا حاولنا بكل الطرق نخرج أي رد فعل منه ولما حاولنا نضحكه أو نأثر على مشاعره عشان يبكي متأثرش لكن لما جينا نحاول نعصبه خد وقت شوية في إن يتعصب بس لما اتعصب فعلًا كسر التربيزة اللى قدامه معرفناش نسيطر على غضبه إلا بعد فترة..... وده معناه إن الخلل اللي موجود المخ بيترجمه بعد ضغط شديد وساعتها بيخرج كل كمية المشاعر اللي جواه فا بيبقي الغضب شديد ويمكن غضبه أسوء من غضب أستاذ خالد..... يعني أنا متأكد إنك في المستقبل مش هتقدر تقف قصاده فنحذر من غضبه جدًا لإنه كل أما يكبر الموضوع هيزيد مش هيقل
إيمان في قلق : طيب هو ممكن يأذي حد؟
الطبيب : كون إنه يطلع شخص صالح أو سوي ده راجع لنشأته يعني طالما البيئة حواليه مش هتأذيه مش هيأذي حد وكمان مش هيهتم بحد....يعني مش هيبقى زي باباه يحس إن في حد محتاجله أو يفهم خوفه وقلقه فا يساعده
خالد : طيب نتعامل معاه إزاى؟
الطبيب : لا هي المشكلة مش في التعامل معاه هو المشكلة في تعامله مع الناس..... يعني هو ممكن يشوف حضرتك زعلانة مش هيهتم.... غضبانة مثلًا من فعل هو عمله ممكن يتعامل معاكي ببرود لدرجة إنك تتعصبي أكتر فا الحل إنك تفهميه تعبير وشك ده معناه إيه وهو مع الوقت هيحفظه ويفهمه بس لكن كل اللي مطلوب منكم إنكم متستنوش منه رد فعل..... يعني لو والده جاب هدية مثلًا مش هيفرح لو مامته وحشته مش هيقول ولا هيعبر بحبه لحد لأنه مش مدرك مشاعر الحب ولا الكره
عودة من الفلاش باك
أزالت إيمان دموعها وهي تشاهد ذلك الفيديو المسجل ليوسف وهو صغير وكانت أول مرة ترى هذا الغضب حتى أنها تذكرت كم بكت عندما رأته أول مرة وكيف كان خالد يشعر بالذنب تجاهه والآن يتزوج دون أن يعلم ما معنى الحب أو يراه فيفهمه..... وكيف ستتحمل روح هذا الزوج دون أن تعلم شيئًا عن مرضه؟ ولكن لا تستطيع أن تبلغها بالأمر وهذا بسبب تحفظ يوسف الشديد وتكتمه على الأمر فلا يعلم أحد بهذا الشأن سوى هي ومنار التي تساعده أمام المجتمع بأن يظهر بصورة طبيعية..... ظلت تفكر حتى غلبها النعاس ونامت
في الصباح استيقظت روح في فزع وظلت تنظر حولها حتى اطمئنت أنها وحدها وأن يوسف لم يقترب من الغرفة ثم نهضت ودخلت المرحاض وقامت بغسل وجهه ثم نزلت إلى أسفل.... كان يوسف وإيمان يتناولان الطعام وكل ما يشغل تفكيرها هو رد فعل منار على زواج يوسف المفاجأ وهي على يقين بأنها تحبه.... دخلت منار المنزل بعد أن فتح لها الخدم وقالت وهي تبتسم : صباح الخير
يوسف : صباح النور..... معلش نسيت أبعتلك إمبارح إنك تروحي على الشركة ومتجيش على هنا عشان عندي مشوار مهم لازم أخلصه الأول وهبقى أحصلك
جلست منار وقالت : صباح الخير يا طنط..... مشوار إيه ده؟ أجي معاك طيب؟
يوسف : لا.... أنا رايح أزور واحد في المستشفى..... متشغليش بالك إنتي بالحوار يعني..... روحي الشركة وأنا هحصلك
وقفت منار لتذهب ولكن وقعت عينيها على روح التي تنزل من أعلى الدرج وترتدي ثوب الزفاف ففتحت عينيها في صدمة وقالت : مين ديه؟!
نظر يوسف خلفه ثم عاد النظر إلى الطعام وقال : ديه مراتي
نظرت له منار والصدمة جالية على وجهها ثم نظرت إلى إيمان فأماءت لها إيمان بأن تنتظر ثم قالت : أقعدي بس شوية وأنا هفهمك كل حاجة
اقتربت روح منهم فقال يوسف : اقعدي كلي
جلست روح تحت نظرات منار التي تكاد تطلق الرصاص من عينيها ولاحظت روح ذلك ورأت الغيرة جالية عليها فجلست في هدوء ثم قالت إيمان : أنا هخلي الخدم يجيبولك هدوم من عندي بعد ما تاكلي
أماءت لها روح وشرعت بالأكل فنظرت منار إلى يوسف وجدته يتناول الطعام ولا يبالي بها فقالت في تعجب : معلش سؤال.... هي مش بتتكلم؟
إيمان : اه
فنظرت إليها وأخفضت روح عينيها من أمامها ثم قالت في غضب : وكمان خارسة؟!
إيمان في غضب : منار عيب كده..... ديه مهما كان مرات يوسف وليها إحترامها
نظرت روح إلى يوسف على أمل أن يدافع عنها مثل إيمان ولكن وجدته يتناول الطعام ولا يبالي بما يحدث وتعجبت كيف لا يبالي حتى بغضب منار التي من الواضح تبدو في حالة غضب وغيرة..... ثم نظرت إيمان إلى منار في غضب وقالت : البنت ملهاش ذنب تقوليلها كده
منار : يا طنط إنتي كمان بتدافعي عنها؟!
وقف يوسف وقال : إنتو بتزعقو ليه؟.... يا ماما ما هي فعلًا خارسة هي مقالتش حاجة غلط
نظرت له روح وتجمعت الدموع داخل عينيها وركضت إلى غرفتها تحت نظرات يوسف ثم نظر إلى إيمان وقال : هي قامت ليه من غير ما تاكل؟
وضعت إيمان يدها على رأسها في يأس من يوسف ثم تنهدت وقالت : عشان زعلت يا يوسف..... زعلت عشان بتقولو في وشها إنها خارسة
يوسف : يا جماعة هي شتيمة.... عادي يعني ما كلنا عندنا أمراض..... ياما ناس قالولي مش بتحس وعادي مفرقش معايا عشان أنا فعلًا مش بحس
منار في غضب : إنت فعلًا مش بتحس
وقفت إيمان في غضب وقالت : منار.... إلزمي حدودك.... مش مسموحلك تتكلمي معاه بالشكل ده ولا تتكلمي مع روح كده.... أنا لولا إني مقدرة الصدمة اللي إنتي فيها كنت طردتك من البيت.... تهيني إبني ومراته قدامي من غير حتى ما تحترمي وجودي.... عيب
يوسف : هي ديه إهانة؟
زفرت إيمان وقالت : روح يا يوسف شوف الراجل اللي في المستشفى وسيبني مع منار شوية..... ومتقولش لروح الكلمة ديه تاني ولما ترجع إعتذرلها
يوسف : حاضر..... أنا ماشي
نظرت له منار وهي تفتح عينيها في صدمة ثم قالت : ده مشي فعلًا!
إيمان : مش جديد عليكي يوسف يعني.... ما أنتي فاهمة كل حاجة
جلست منار أمامها وقالت في بكاء : وإنتي كمان يا طنط فاهمة أنا بحبه أد إيه..... ليه يتجوز ومين ديه أصلًا وعرفها إمتى وإتجوزنا إمتى؟..... ده أنا سايباه من ١٢ ساعة بس
إيمان : براحة يا بنتي وأنا هفهمك كل حاجة
ذهب يوسف إلى المشفى وتقابل مع آسر وعلم كل شئ عنها ثم ذهب إلى الشركة
أما منار فقد علمت ما حدث بالأمس وتيقنت بأن هذا الزواج لن يكون حقيقيًا وذلك لأن روح لا تعلم شيئًا عن حالة يوسف ولن تتحمل طباعه ولن تفهمه وقررت أنا تستغل هذا الوضع لتنهي هذا الزواج ويصبح يوسف لها بالأخير
لم تتحدث منار مع يوسف بالأمر وكالعادة لم يلاحظ حزنها وغضبها منه وهذا ما جعلها تترك العمل مبكرًا وقررت أن تتبع طرق أخرى لتبعد روح عنه وإن كان لا يشعر بها فهي تشعر وسوف تجعلها تستشيط غضبًا حتى تطلب الطلاق وترحل.... غادر يوسف العمل بعد أن غادرت منار مباشرةً وذهب إلى المنزل
كانت روح تجلس بالغرفة وبدلت ثيابها بعد أن أحضرت لها إيمان الثياب وجلست تتحدث معها قليلًا حتى تهدأ من حزنها مما قاله يوسف بالصباح ولكن كيف تتفهم حالته وهي لا تعلم سر مرضه الغامض فلم تستطع أن تهدئها فذهبت إلى غرفتها وبعد وقت دخل يوسف غرفة روح ووقفت أمامه في توتر ثم نظرت إلى الورقة التي كانت قد كتبتها أمس ولكنها وجدت يوسف يقترب منها سريعًا ثم قال : أنا مكنتش أعرف إنك هتزعلي من كلامي..... أنا أسف
عقدت روح حاجبيها..... كيف لا تعلم أن هذه الكلمة قد تتسبب في جرحي؟
نظر لها يوسف يحاول أن يعلم ما معنى هذا التعبير الذي ظهر على وجهها فقال : إنتي لسة زعلانة؟
أماءت له بلا ثم أمسكت هاتفها وكتبت له : مستغربة بس مش زعلانة
يوسف : مستغربة ليه؟
روح : عشان أكيد هزعل من كلمة زي ديه
يوسف : أنا عرفت كل حاجة عنك.... آسر قالي
روح : هو كويس؟
يوسف : اه كويس وقالي لما يخرج من المستشفى هيجيلك وأنا إديتله العنوان
روح : شكرًا على كل حاجة عملتها معايا
ودون أي مقدمات جذبها وقبلها وفتحت روح عينيها في صدمة وبعد برهة من الوقت أغلقت عينيها دون أن تشعر ثم ابتعد قليلًا عنها وحملها بين يديه ثم وضعها بالفراش واقترب منها وقبلها مرة أخرى فأخذت ترتب على كتفه حتى يبتعد عنها فقد فقدت تنفسها.... نظر لها يوسف ولم يستطع أن يفهم تعابير وجهها فحاولت أن تشرح له بإشارات بسيطة كي يفهمها فنظر لها يوسف وقال : عايزاني أبعد؟
أماءت له بنعم فقال : بس أنا جوزك..... مش عارفة ده؟
أشارت روح إلى عضلات يده ثم أشارة له بأن يتمهل قليلًا فقال : ااااه..... أنا نسيت معلش.... خلاص متقلقيش مش هأذيكي
ثم لم يدع لها فرصة أن تتحدث أكثر وبعد وقت ابتعد عنها بعد أن أصبحت زوجته..... نهض يوسف من الفراش وذهب إلى المرحاض.... جلست روح بالفراش تغطي جسدها الهزيل في خجل منه فلم يعطي لها فرصة ولم تستطع مقاومته والغريب أنها شعرت بنبض قلبها بين يديه..... تتذكر عينيه عن قرب فهي جميلة وجذابة ولكن لا تعلم لم شعرت بجمود ملامحه وكأنه يفعل شيئًا معتاد عليه من قبل..... هل لديه ماضي؟
خرج يوسف من المرحاض فنتفض جسدها في ذعر ووجدته يخرج ويضع المنشفة على خصره ثم نظر إليها وجدها تنظر بعيدًا عنه فقال : إنتي باصة بعيد ليه؟
أمسكت روح هاتفها وكتبت له : إتكسفت بس
لم يفهم يوسف ما هذا الشعور فقال : المهم..... اسمعي كويس اللي هقوله وتنفذيه بالحرف الواحد..... اللي حصل من شوية ده حاجة طبيعية جدًا بين أي إتنين متجوزين.... متجيش في مرة تسأليني بقى بتحبني بتكرهني مش عايز أنا اسمع كلام من ده...... ديه هتبقى أوضتك وأنا ليا أوضتي ولما أعوزك أنا هجيبلك لكن لا تدخلي أوضتي من غير إذن ولا تقربي مني غير لما أنا اسمحلك بده..... أنا مبحبش الكلام الكتير والحمد لله إن كلامنا بهدوء كده من غير دوشة وكمان مبحبش أختلط مع الناس عشان كده طول الوقت بفضل لوحدي فا ياريت متقربيش مني غصب عني بحجة إنك مراتي..... تمام
نظرت له روح في حزن ولم تعلم ما سر هذه الحدود الكثيرة بينهما خاصةً بعد ما حدث منذ قليل وبعد أن أصبحا جسدًا واحدًا ولكن لم تستطع أن تعارضه فأماءت له بنعم..... ارتدى يوسف ملابسه ثم فتح الباب وقبل أن يخرج قال : اه.... وأخر حاجة متحاوليش تعصبيني عشان ممكن اقتلك ساعتها عادي
ثم خرج من الغرفة وأغلق الباب خلفه تحت نظرات روح المنكسرة