رواية اقتحمت غرورى الفصل الثالث عشر بقلم منى مجدى واية عماد
كان على وشك أن يمسك يدها، لكنه فوجئ بمن يمسك يده، ولم يكن هذا الشخص سوى زين. أمسك زين بيده بقوه حتى كاد يكسرها، مما جعل الشاب يصرخ من شده الألم، بينما لم يجرؤ أحد على التدخل، فالجميع كان يخشى مواجهه زين أثناء غضبه. في تلك اللحظه، كانت حياة تبكي بصمت، مما جعل زين يدرك نفسه، فحاول التماسك وأطلق يد الشاب. ثم نظر إلى الجميع وقال بصوت حازم:
عاوزكم تسمعوا كلامي كويس... علاقتي بحياة مش مجرد طالبه هنا وبس، لا... حياة بتكون مراتي!
علا الصدمه على وجوه الجميع، لكن زين أكمل حديثه بصرامه:
اللي هشوفه يقرب منها أو يحاول يضايقها حتى بكلمه، يعتبر نفسه ساقط السنة كلها! المره دي مش هعمل حاجه لأنه كان سوء تفاهم، لكن بعد كده مش عاوز دا يتكرر من أي طالب، مش بس مع حياة، ممنوع تضايقوا أي طالبه، لأنكم مش عارفين ظروفها."
ثم التفت إلى الشاب وقال له:
الكلام ده ينطبق على الكل إلا أنت... وهكتفي بفصلك أسبوع، وهتشيل مادتي!
ثم أمسك بيد حياة وسار بها خارج الممر، متجهًا بها إلى منزلهم في صمت تام من الطرفين. ما إن دخلا وأغلق الباب بقوه، حتى كان على وشك التحدث، لكن حياة قاطعته بقولها:
نص ساعه وهيكون الغداء جاهز، هدخل أخد دوش وأعمله على طول.
لكنه رد بحده:
مفيش داعي، خدي دوش وغيري هدومك، وأنا هطلب أكل.
أجابته بهدوء: تمام.
ثم دخلت إلى غرفتها، بينما جلس زين يحدث نفسه:
أنا لازم أفهم فيها إيه؟ وليه مش مخلياني أقرب منها؟ إيه سبب تصرفاتها الغريبه؟ مش هسيبها النهارده غير لما أعرف السبب!"
دخل زين إلى غرفه أخرى ليأخذ دوش ويغير ملابسه. وعندما وصل الطعام، فتح الباب، استلم الطلب، ثم نادى على حياة لتأتي للأكل.
خرجت حياة من غرفتها وهي ترتدي بيجامه ستان كحلية اللون، مع بنطلون ستان من نفس اللون، تاركه شعرها منسدلًا بحريه، مما جعلها تبدو غاية في الجمال. جلسا سويًا لتناول الطعام في صمت، وبعد أن انتهيا، قامت حياة لتحضير القهوه.
أمسك زين بيدها فجأه، وسحبها إليه، ليجذب ظهرها إلى صدره، وبدأ في تقبيل يديها ببطء واستمتاع. ثم حملها واتجه بها إلى غرفه نومهما، وضعها على السرير، وبدأ في تقبيل شفتيها، ثم عنقها، وتمادى معها، لكن قبل أن ينزع ثيابها، أفاقت حياة على ما تفعله، وأبعدته عنها بقوه!
تجمد زين في صدمه شديده، وقال لها بغضب:
إيه اللي عملتيه ده؟
نظرت إليه حياة بتوتر وقالت:
"مش هينفع تقرب مني!
زاد غضب زين وسألها بحده:
وده ليه بقى؟
صمتت حياة، ولم تستطع الرد. اشتعل غضبه أكثر وقال بتهديد:
حياة، قسما بالله لو مقولتيش إيه السبب، وأيه اللي مخليكى متغيره معايا الفتره دي، هعمل تصرف مش هيعجبك خالص!"
تحدته حياة قائله:
هتعمل إيه أكتر من اللي عملته؟
رد زين باندفاع:
عملت إيه أنا؟! اتجوزتك على سنة الله ورسوله، وعاملتك بما يرضي ربنا! أنا فعلاً في أول جوازنا كنت بعاملك بطريقه وحشه، بس ده كان لأني كنت عاوز أنتقم منك على القلم اللي ضربتهولي، لكن بعد كده نسيت كل ده وقررت أفتح معاكي صفحه جديده! من اللحظه اللي قربتلك فيها، وبقيتي مراتي بجد، وأنا مقربتش من بنت غيرك طول الفتره دي! وفي الآخر تجي تقوليلي: هتعمل إيه أكتر من اللي عملته؟
أجابته حياة بألم:
أيوه، عملت! أنا نسيت كل حاجه، وكملت معاك، وأنت شفت ده بنفسك! عمري ما منعتك تقرب مني، إلا في الفتره الأخيره، لما اكتشفت إنك شايفني مجرد وسيله تحقق بيها رغباتك مش أكتر! عمرك ما قلتلي كلمه بحبك، أو وحشتيني! بالليل بتكون شخص، وبالنهار شخص تاني خالص! بتعاملني ببرود، بصحى ألاقيك مش موجود، عمرك ما خدتني في حضنك أو حكيتلي عن حاجه مضايقاك
لم تستطع تمالك دموعها وهي تكمل:
حتى أهلك، ولا حد يعرف إننا متجوزين! النهارده بس، اضطريت تعترف بسبب اللي حصل في المدرج ! ومسمعتش مني حتى أنت طردتني، وعاملتني بشكل وحش جدًا!
نظر إليها زين بحده وقال:إنتي عاوزاني أشوفك بتتكلمي مع ولد، وأقف أسقفلك، وأقولك برافو، شطوره؟
هزّت رأسها حياة وقالت:
لا يا زين، مقلتش كده! كنت عاوزاك تفهمني، تكلمني بطريقه كويسه، تحسسني إنك مهتم بيا، وبمشاعري ولو شويه!
ضحك زين بسخريه وقال:
ياه! كل ده شايله مني؟ اسمعي بقى... أنا معرفش حاجه اسمها حب أصلاً، ولا معترف إنه موجود! الحب شويه كلام بيتقال عشان يضحكوا بيه على الهُبل اللي زيك! اللي عندي: اتنين يفهموا بعض، يتجوزوا، ويبنوا أسره! لكن مشاعر، وحب، وكلام فاضي... أنا مش بعترف بيه، ولا عمري هاعترف بيه!
صمت لثوانٍ، ثم أضاف بنبره مختلفه:
"الحاجه الوحيده اللي ممكن أعترف بيها... إني ببقى مبسوط وأنا معاكي، وبتمنى قربك على طول، وعُمري ما زهقت منك... ده اللي ليكي عندي!
استدار ليرحل، لكنها أوقفته بدموعها وقالت:
وأنا مش هقدر أعيش بالشكل ده! مش مستعده أعيش مع شخص مفيش بيني وبينه حب! مش مستعده أكون مجرد واحده يعيش معاها وخلاص، زي أي حد تاني! مش هكون مجرد وسيله متعه! إحنا اتفقنا... خلص، لو سمحت طلقني! أنا كده نفذت الاتفاق... خليتك تقرب مني، وأنت نفذت، وبابا عمل العمليه، يبقى مفيش داعي للجواز ده أصلاً!
اتعصب زين بشده، وترك البيت ومشى!
سقطت حياة على الأرض، تبكي بحرقه، فهي تحبه، وكل ما تتمناه أن يحبها، لا أن يعاملها كأنها مصدر للمتعه فقط...
بقلم: منى مجدي وآيه عماد
---
خرجت مليكه من غرفتها فوجدت جيجي في وجهها، فقالت لها:
"على فين يا سنيوره كده؟
ردت مليكه بحده:
وانتي مالك؟ أروح المكان اللي يعجبني، انتي مش أمي ولا أبوي عشان تسأليني!
ضحكت جيجي بسخريه وقالت:
لا، دا كان زمان! من النهارده كل خطوه ليكي بحساب، ومفيش خروج من البيت غير بإذن مني، فاهمه؟
نظرت إليها مليكه باستغراب وقالت:
لأ، مش فاهمه، ومش هعمل كده! أنا بستأذن من زين قبل ما أروح أي مكان، وانتي ملكيش الحق تسأليني عن أي حاجه!
رفعت جيجي حاجبها بدهشه وقالت:
وهو فين زين ده؟ حد بيشوف وشه أصلا؟ أكيد سهران مع البنات، كل يوم مع واحده شكل!
صرخت مليكه بغضب
اخرسي! ما تتكلميش عن زين كده!
قهقهت جيجي بسخريه وقالت:
واخوكِ المحترم بيعمل إيه كل الأيام دي؟
ومن دون وعي، ردت مليكه:
قاعد مع مراته في الشقه!"
لكنها سرعان ما استوعبت ما قالته، فحاولت التغطيه قائله:
قصدي قاعد في الشقه
ابتسمت جيجي بمكر وقالت:
ماشى يا أختي! روحي شوفي كنتي رايحة فين؟
ثم ابتعدت مليكه، لكن جيجي قررت الذهاب إلى شقه زين لترى بنفسها إن كان متزوجا فعلًا أم لا.
--- بقلم منى مجدى وايه عماد
في شقة زين، كانت حياة قد نامت من كثرة البكاء، لكنها استيقظت على صوت الباب يُفتح.
تقدمت نحو الباب، فوجدت أمامها امرأه ترتدي ملابس مكشوفه، تضع الكثير من المكياج، وشعرها قصير.
قالت حياة باندهاش:
— انتي مين؟
ردت المرأه بسخريه:
— وإنتي مين؟ وبتعملي إيه في شقة زين؟ أكيد واحده من البنات اللي بيجيبهم يبسطو شويه ويمشوا!
صرخت حياة بغضب:
— اخرسي! أنا مراته!
اتسعت عينا جيجي بصدمه وقالت:
— يبقى كلام مليكه طلع صح بقى!
ثم ابتسمت بمكر وقالت:
— طيب يا حبيبتي، مش هترحبي بحماتك؟
نظرت إليها حياة بصدمه:
— حماتي؟ إزاي؟
ضحكت جيجي قائله:
— أنا مرات أبو زين، يعني زي مامته بالظبط!
بلعت حياة ريقها وقالت:
— اتفضلي!
جلست جيجي على الأريكه وقالت:
— قوليلي يا حبيبتي، إنتي اتجوزتي زين من إمتى؟
ارتبكت حياة ولم تعرف ماذا تقول، ثم ردت بتردد:
— من شهر!
ابتسمت جيجي بمكر وقالت:
— أممم، عن حب أكيد؟
شعرت حياة بغصه في قلبها، وقالت في سرها: ياريت!
لاحظت جيجي الحزن في عينيها، لكنها قالت:
— تمام يا حبيبتي، أنا همشي دلوقتي، وأكيد هاجي لك مره تانيه!
قالت حياة بلباقه:
— يا طنط، انتي حتى مشربتيش حاجه!"
أجابت جيجي بابتسامة زائفه:
— مره تانيه بقى!
ثم غادرت.
بعد خروجها، أمسكت حياة هاتفها واتصلت بزين لتحكي له ما حدث، لكنه أغلق المكالمة في وجهها.
اضطرت للاتصال بمليكه وحكت لها كل ما حصل.
شعرت مليكه بالذنب وقالت:
كله بسببي! أنا آسفه يا حياة، أنا اللي وقعت بالكلام من غير قصد قدامها، بس بعدها قلتلها إني اتلخبطت. هاتصل بزين وأفهمه."
قالت حياة باستسلام:
تمام!
وبالفعل، اتصلت مليكة بزين وأخبرته بما حدث، فقرر العوده إلى المنزل ليفهم الموقف.
-- بقلم منى مجدى وايه عماد
عندما وصل، كانت حياة في المطبخ تحضّر الطعام.
نادى عليها قائلًا: حياة
أجابته وهي تطفئ الموقد:
دقيقه واحده وأجي!
وبعد لحظات، جاءت إليه وقالت:
إيه اللي حصل بالضبط؟
حكت له حياة كل ما جرى، فقال بغضب:
البنت دي مش هتسكت! أكيد هتقول لوالدى
نظرت إليه حياة بحزن وقالت:
لو هعملك مشاكل، أنا ممكن أمشي عادي!
نظر إليها زين بلوم لكنه لم يرد، ثم دخل غرفه أخرى غير غرفتهم، أخذ حماما ونام.
شعرت حياة أنه تأخر في الخروج، فذهبت إليه ووجدته مستلقيا على السرير.
قالت بلطف:
زين، مش هتقوم تاكل؟
رد ببرود:
لأ، مش جعان!
قالت بإصرار:
بس أنا عملت الأكل عشانك، وعشان عارفه إنك بتحبه!
قال بجمود:
برضو مش جعان، كلي انتي!
تنهدت حياة ثم سألته:
إنت هتنام هنا؟
أجابها بجفاء:
آه، هنام هنا، وانتي في الأوضه التانيه!
نظرت إليه بحيرة وقالت:
ليه؟
رد بحده:
مش شايفاني واحد كل همه شهوته؟ أنا هبعد عنك بقى!
حاولت حياة توضيح موقفها قائله:
يا زين، أنا...
قاطعها بغضب:
مش عاوز كلام كتير! اتفضلي اطلعي بره عشان عاوز أنام!
نظرت إليه حياة بحزن، ثم غادرت الغرفه ودخلت غرفتها، جلست على السرير وأخذت تبكي حتى نامت مكانها.