رواية عشق لا يضاهي الفصل المائتان وتسعة
تنظر إليه بعينين غارقتين في الوجع وعندما تكلمت كانت كلماتها كطلقة صامتة تخترق صدره دون صوت
أنت على حق... أنا محتالة صماء... فلتعتبرني كما شئت... لكن بما أنك تدركني على حقيقتي فلترحمني إذن وأعد إلي ابني... فقط دعني أذهب.
هكذا قالتها بصوت بالكاد خرج من بين شفتيها المرتجفتين... كان انكسارها نقيا حد الألم حتى بدت كأنها تتعرى من كرامتها أمامه فقط لأجل طفل اختطف منها.
لكن ظافر الذي سكنه عذاب من نوع مختلف كان قد غاص أكثر في مرارة الخيانة
فتشنجت قبضته وسمع صوت مفاصله تتكسر كزجاج تحت وطأة غضب مكبوت.
ثم قال ساخرا بصوت لاذع كموسيقى سوداء
نسيت شيئا آخر يا سيرين... لقد كسرت رجلا وثق بك.
اقترب منها حتى كاد صوته يلامس وجعها وتابع ببطء قاتل
هل تظنين أنني سأدعك تخرجين من حياتي بتلك البساطة بعد كل ما فعلت بي
بدت كلماته كأنها حائط ينهار على رأسها لكنه لم يعبأ... كان الجرح لا يزال طريا والخذلان لا يزال حيا داخله
ككائن سام يتغذى على صمتهما معا.