رواية وميض الحب الفصل العشرون 20 بقلم لولى سامى

 

رواية وميض الحب الفصل العشرون بقلم لولى سامى


ان تشعر بالخزي ممن اعتقدت أنهم أهل لثقتك يؤلمك
ولكن أن تشعر بالخزي ممن اعتقدت أن حياتك لا تكتمل بدونهم يقتلك
هكذا شعرت يمنى تجاه من اعتقدته أنه حصنها وملجأها الآمن من هذه الدنيا …
هكذا شعرت يمنى بحالها ولم تجد مفر من هذا ..
نعم كانت تتوسم بأهله خيرا لدرجة أنها اعتبرتهم بمثابة أهلها ولكن خذلوها ….
لتضع ثقتها الكاملة بل حياتها بين يديه ربما كان هو ملاذها ومنقذها ليأتي هو ويحطم آمالها واحلامها بلا هواده او رحمة او حتى ذرة تفكير…..
برغم أنه يوم العطلة الخاصة به إلا أنه تعمد أن يستيقظ باكرا حتى يثبت لها أنه مقبل بشوق على هذه الزيارة…
شعرت به يستقيم من جوارها ويدلف للمرحاض..
اعتدلت بجلستها على الفراش تنظر لاثره بحزن بادي على ملامحها ….
كانت كالطفل الذي يخيب ظنه دائما بأهله …
ظلت جالسة خاضعة بمكانها لم تبرحه ….
محتضنة ساقيها بين ذراعيها تستند برأسها على ركبتيها…
تنتظر قراره الأخير والذي من المتوقع تغييره لإرضاء اي شخص آخر غيرها….
شعرت كالتي فقدت روح الإقبال على ما يسعدها لتشعر بإحساس واحد فقد ألا وهو الخوف …
الخوف من أن تقبل على أمر ما بسعادة طاغية وتعود مكسورة الرجاء …
خرج من المرحاض ليعقد حاجبيه عند رؤيتها بهذا الشكل ليسألها مندهشا / مجهزتيش لبسك ليه ؟؟
أنا قولت هخرج الاقيكي مجهزة كل حاجة!!!
بعيون تكسوها لمحة الخزي نظرت له تخبره عن شعورها / خايفة …
خايفة بعد ما اجهز مروحش …
نبرة صوتها ونظرتها أدموا قلبه ليبتلع غصة بحلقه ويقترب منها ليجذبها باحضانه معتذرا لها بكل الطرق حتى قبل رأسها قائلا / حقك عليا بقى يا يمنى أنا مقصدش اكيد ….
نظرت له وعبراتها تزحف من مقلتيها وكأنها هي الأخرى تخشى أن تظهر أمامه ….
كفكف دموعها وهو يشعر بالخزي من حاله فقد رأى انطفاء نورها بين يديه ليخجل من النظر إليها فحاول تقديم مبرراته لعلها ترأف بحاله/ اعذريني يا يمنى …غصب عني والله…
قدري حالي وموقفي ..
طب حطي نفسك مكاني اكسف اخويا….
ولا اغضب امي وانا في أيدي ارضي الكل !!
رفعت نظراتها حين استمعت لمبرره الاخرق لم تصدق ما نطق به ويا ليته لم ينطق به …..
نظرت له بخيبة أمل وهي تسأله بقلب ممزق / ترضي الكل إلا أنا !!!
عرفت دلوقتي بتحسبها إزاي ..
كاد أن يصحح مقولته حتى أوضحت مقصده هي /
أنا طلعت مش من الكل اللي يهموك …
قال وانا اللي كنت مستغربة بتتعامل معايا كدة ليه ؟؟
– يا يمنى افهمي ….
حاول أن يعتذر ولكن سبق السيف العزل لتعلق على مقولته بعيون دامعة وقلب منفطر / افهم ايه ما كله واضح …
الكلام مؤيد للافعال….
أنا بس اللي مكنتش فاهماها …
يرى أن حالتها النفسية لا تسمح بالحوار حاليا لذا أراد أن يتركها قليلا لتهدأ فقال منهيا / واضح أن مهما اتكلمت دلوقتي مش هتسمعيني….
فأنا شايف أننا نهدا شوية وبعدين نتكلم مع بعض ….
خلينا نلبس ونروح مشوارنا ولما نرجع يبقى في كلام تاني …
استقام من جوارها وهو يرتكب خطأ اكبر من خطأه السابق ألا وهو تركهها بهذه الحالة ….
لتنظر له بعيون الحسرة فمن وجهة نظرها أنه تركها في وقت ضعفها …
تركها لشيطانها يتلاعب بها دون أن يحصنها من وسوسته …
استقامت بثقل واضح فلولا أنها كانت تنتظر هذه الزيارة ما كانت أقدمت عليها فقد فقدت الشغف في اي شئ من جهته ….
……………………………
برغم أن اليوم الجمعة إلا أنه نادرا ما يمكث بالمنزل في هذا اليوم فهو يرى أنه كصاحب شركة استيراد وتصدير يجب أن يكون أكثر ايام عملها يوم عطلة الآخرين…
تجاهل موعد عمله الذي قد مر منذ نصف ساعة تقريبا ومازال يجلس على الفراش بجوارها ينفث دخان سجائره الواحدة تلو الأخرى ليشكل حوله سحابة دخانية يتمثل بها شيطانه ويتلاعب بعقله لتكثر حوله الأفكار الشيطانية ….
اخذ ينظر بين البرهه ولاخرى للغافية بجواره كالمغيبة وكأنها لم تنم منذ ايام …
اكثر من مرة كاد أن يوكزها ليوقظها إلا أنه يتراجع لآخر مرة حتى يعيد التفكير مرة أخرى ربما توصل لفكرة غير التي تتراقص بعقله كالفتاة الغاوية التي تصر على الإيقاع بك …..
اخيرا تململت بفراشها وهي تتمطع بذراعيها حتى اصطدمت بذراعه لتسمح لجفونها أن تفك اسر عينيها وهي تعقد جبينها حين رأته يجلس بجوارها لتساله بتعجب / هي الساعة كام ؟؟
أنا حاسة أن نمت كتير …معقول لسه بدري ؟؟
أجابها بغلظة دون أن يلتفت إليها / الساعة ١٢ …
وفعلا نمتي كتير…
زي ما يكون منمتيش الايام اللي فاتت خالص ….
سمعت في صوته نبرة غضب لتعتدل جالسه وهي تتسائل بتعجب / مروحتش الشغل ليه ؟؟مالك ؟؟
التفت بنظره تجاهها لترى عيونه الغاضبة وهو يجيبها بتهكم / مستني مراتي اللي مبتخبيش عني حاجة تصحي ..
ابتعلت عليها بصعوبة وهي تحاول استدعاء الابتسامة وتعلق قائلة / للدرجة دي وحشتك !!
حاولت الفرار من جواره تحت أي مبرر فقالت وهي تستعد للقيام / هروح اخد شاور واصحي الاولاد واعمل احلى فطار ونقضي اليوم سوا…
امسك بذراعيها حتى يعيقها عن الهروب لتلتف تنظر له بخوف وتسأله بتهرب / مش عايز تفطر يا عادل ولا ايه ؟؟
سحبها ليجلسها مرة أخرى بجواره متجاهلا سؤالها الذي سمعه للتو…
ليلقي هو بسؤاله بنبرة تحوي بداخلها صيغة التهديد / ايه اللي حصل امبارح بالظبط يا صفاء من غير كدب ولا لف ودوران ؟؟
……………………
استقام سيد كعادته يعد لنفسه الفطار فقد اعتاد على الاستيقاظ مبكرا حتى لو كان يوم إجازته …
جلس يتناول فطوره بمفرده وهو يشاهد التلفاز …
رأى مشهدا بأحد الأعمال به تجمع أسري على إفطار يوم الجمعة ليتذكر عائلته وذكريات تجمعهم …
ليزفر بأنفاس مثقله مشاعر مأججه بداخله لتتحرك مشاعر الحنين لاخوته وتسامرهم وحديثهم معا ليمسك بهاتفه يتفقد ارقامهم وهو يرددها بالغيب….
ثم يخرج الرقم وكأنه يختبر ذاكرته ليتمتم لنفسه بحزن وحنين / وحشتوني …..وحشتوني اوي ….
ياترى فاكرني ولا نستوتي ؟؟؟
مكاني موجود ولا شيلتوا الكرسي ؟؟
أنا عارف اني غلطان بس مش قادر ومش عارف ….
كاد أن يضغط على زر الاتصال ليهاتف أحدهم إلا أن خجله منعه أن يواصل في محاولته ليخجل من حاله ويتخيل نفسه وكأنه يقف أمام أخيه الأكبر مطأطا الرأس متهدل الاكتاف لا يقدر على مواجهته ….
ليضع الهاتف جانبا وشرد في تذكر بعض الذكريات السعيدة معهم وهو يكمل فطوره الذي لا يستصيغ مذاقه بعد ذلك …….
انتبه على صوت دعاء وهي تقول له / ايه سرحان في ايه كل ده؟؟
بقولك صباح الخير مبتردش !!!
رفع نظره إليها يطالعها وبرغم غضبه الشديد منها إلا أنه حاول ادعاء الابتسامة وهو يدعوها لمشاركتة وجبة الإفطار لتجيبه بتعجب / مانت عارف أني بفطر مع ماما تحت …
انت اللي على طول متسربع على الاكل ….
مقولتش كنت سرحان في ايه ؟؟؟
أطلق تنهيدة حارة من جوفة ثم حاول أن يفكر في مبرر ليجيب عن سؤالها ليرى أمامه بالتلفاز ما أنقذه فابتسم وهو يمرر لسانه على شفتيه كعلامة للاشتهاء قائلا / نفسي في محشي ……
ايه رأيك لو جبتلك مستلزمات المحشي وانا راجع من الصلاة وتعمللنا احلى محشي مشطشط من ايدك الحلوة دي…
نظرت له بتأفف ثم اولته ظهرها وهي ذاهبه تجاه المرحاض ليعرف الإجابة على طلبه فعاود يكمل وجبة افطاره في صمت فإذا بها تستدير فجأة وتقول له / خلاص هات حاجة المحشي ونعمله عند ماما ونتغدى كلنا تحت ….
– بس انا كنت عايز اريح شوية واتغدى مع مراتي يوم لوحدنا في شقتنا سوى ….
أصدرت شهقة تعبر عن مدى غضبها لتنطق بعدها مباشرة تتحدث بمعايرة / شقة ايه يا أبو شقة !!!
صدقت نفسك انك قاعد في شقتك بصحيح ولا ايه ؟؟
ثم انت عارف أننا بنتجمع كلنا يوم الجمعة عند ماما فلو المحشي اللي مزعلك بلاشه …
نطق بتلعثم يحاول إلمام شتات غضبه وكرامته المهدورة ليصحح ما نطق به / مش قصدي طبعا يا دعاء….
أنا بس اقصد انك كل يوم مع أهلك….
وانا برجع اتغدى لوحدي بالليل …..
وكان نفسي في يوم نتغدى سوى مع بعض …
لوحت بكفها بلامبالاه وكأنها تضرب بحديثه ومشاعره عرض الحائط لتعلق بسخرية على ما قاله / يعني يا حسرة عليا لما نقعد ناكل لوحدنا هتعمل ايه!؟
بعدها هتنام زي دكر البط ….
حركت فمها يمينا ويسارا كحركة استنكارية لتردف بعدها قائلة / اسكت اسكت يا سيد وخلي الأفكار دي لناسها…….
وابقى متنساش يا اخويا تاخد الحباية بالليل لما نطلع يمكن نعرف نقضي ليلة عدلة بقى…..
لحسن انا زهقت من الصبر …..
عاد يطأطا الرأس واضعا لقمة كبيرة بفمه وكأنه يريد أن يخرس ذاته…..
بينما التقطت هى هاتفها تخبر والدتها أن الجميع مدعو عند والدتها كالعادة ولكن سيد من سيحضر مستلزمات المحشي ثم اكملت هي طريقها للمرحاض………
…………………………..
تركها تكمل ارتداء ملابسها ليتحجج بانه ذاهب لإحضار السيارة من الموقف ….
كانت سمر قد استمعت لحديثه الاخير فأخبرت والدتها بأن عبدالله سيهبط بمفرده الان ….
لتخبرها والدتها أن تنتظره على عتبة شقتها وتحاول جذبه للداخل ….
بالفعل ألقي عبدالله تحية الصباح على أخته وهو يتجه تجاه باب البناية لتخبره سمر أن والدته تريده ليعود دالفًا خلف سمر بجبين مقتضب وملامح غاضبة ….
ألقى السلام على والدته وقبل كفها باحترام برغم شعوره بالغضب منها لتحاول حكمت بدهاء استمالته فقالت مدعية الوهن / زعلان مني يا عبدالله ؟؟
بقى ترجع بالليل من غير ما تفوت عليا يا ابني !؟
طب مش تطمن إذا كنت ميتة ولا صاحية ؟؟
فور نطقها بجملتها اجابها مسرعا / بعد الشر عليكي يا ماما …..
بس معلش اعذريني كنت مضايق شوية ….
طأطات رأسها تنطق بأسف وحزن مصطنع / أنا كنت هموت بالليل يا عبدالله من كتر الزعل …
أنا عندي اموت ولا انك تزعل مني ابدا يا ابني…
اقترب عبدالله يقبل جبينها ودعى لها بطول العمر…
ثم اتبعها بوصلة عتاب بسيطة قائلا / مانا برضه يا ماما مكنتش متخيل أنك تبقي السبب في خراب بيت بنتك ….
أصدرت شهقة استنكارية لتردف سائلة / أنا يا ابني اتمنى الخراب لبنتي ؟؟؟
طب ازاي ؟؟
أصل انت مش فاهم الموضوع ومسمعتش منى …..
كل الحكاية أن اختك يوم ما مشيت من هنا زعلانة…
لما سمر مسكت فيها وانا ضربتها وانت كنت بتحوش عنها ……
مكنتش راضية ترد علي تليفوني ولا تليفون اختها…
انا قلقت اوي وكنت عايزة اطمن عليها ….
وكنت عايزة اقولها متقولش لجوزها على خلافاتنا….
اصلي عارفاه دوون وسماوي وبيستغل المشاكل ..
ضيق عبدالله عيونه يحاول الاقتناع بما يسمعه ليسالها / وايه دخل وليد ؟؟
رأت بعيونه بوادر الاقناع لتستطرد قائلة / لما مردتش علينا قلقت ليكون جوزها عمل فيها حاجة …..
فطلبت من وليد يطمن عليها ويبلغها أنها متقولش لجوزها حاجة بس …
اردفت حوارها بنبرة حادة/ لكن الخسيس راح يقولها وحشتيني وكلام فارغ أنا معرفش عنه حاجة ؟؟
حاول عبدالله أن يضغط عليها فسألها قائلا / أمال ليه قولتلها وليد احسن والكلام الفارغ ده ؟؟
ادعت الانكسار مرة أخرى وكأنها تؤدي دور بمسرحية قائلة / لما عادل اتهمها في شرفها أنا اضايقت والكلمة طلعت مني غصب عني مش اكتر ….
أطلق عبدالله زفرة حادة تغبر عن اختلاج روحة فهو يريد أن يصدقها برغم أن عقله يرفض ما يستمع إليه أذنيه ….
حاول إنهاء الحوار بالوقت الراهن قائلا / يالا اللي حصل حصل ووليد اخد جزاته ….
المهم عايزة حاجة من برة ؟؟
علشان هنروح أنا ويمنى عند اهلها ……
– مش هتفطر معانا ؟؟
أطلقت حكمت سؤالها ليستمع عبدالله قبل أن يجيب لصوت أخته سمر وهي تحادث أحدهم ويبدو أنها يمنى فسمعها تقول لها / تعالي جوة عبدالله بيتكلم مع ماما …
دلفت يمنى تلقي تحية الصباح باقتضاب على حكمت التي ردت الصباح واعادت صياغة سؤالها بشكل أوضح وهي تكمل حديثها مع ابنها متجاهلة وجود يمنى بتاتا / انت عارف أننا بنتجمع كل جمعة مع بعض ….
أفطر مع اخواتك الاول وتوكل على الله بعد كدة …
فور استماعها لجملة حماتها التفتت تنظر لعبدالله تنتظر رده القاطع…
التفت ينظر لها وكأنه يستطلع رأيها لتتسع حدقتيها وكأنها ترى مشهد مرعب أمامها وهي تتوقع ما سينطق به …
ابتلع عبدالله لعابة فور رؤيتها بهذا التحفيز لينطق بصوت يكاد أن يسمع / مش هينفع يا ماما ….
الايام الجاية كتير ….
كادت ان تجيبه حكمت لتتدخل يمنى قائلة بعصبية من أثر كبتها / انا نفسي ازور اهلي من اول النهار واقعد معاهم شوية …..
زي ما ابنك بيقعد معاكم وبناتك حواليكي ….
ولا انا مينفعش ازور اهلي ؟؟
رأت حكمت الحماس والغضب بوجهها لتبتسم وتتجاهلها للمرة الثانية لتربت على كتف عبدالله قائلة بسعة صدر / ودي مراتك عند اهلها يا حبيبي…
ومتحرمهاش منهم ابدا ….
واوعى تزعلها تأتي ….
ثم أخيرا التفتت تجاه يمنى والإبتسامة العريضة تزين ثغرها وهي تقول / انتي بنتي يا حبيبتي وانا مرضاش تتحرمي من أهلك ابدا ….
ربتت على كتفها بحنان ورقة وهي تقول لها /سلميلي على امك الغالية ….
تعجبت يمنى من حديث حكمت ولكنها ارسلت لها ابتسامة شكر لتنطلق اخيرا مع عبدالله لمنزل والدتها..
بعد ذهاب يمنى وعبدالله التفتت حكمت لابنتها سمر وقد انقلبت ملامحها كليا قائلة / اتصلي بدعاء استعجليها علشان الحال كدة مينفعنيش ….
………………………………
حاول عبدالله طوال الطريق تقديم كافة الاعتذارات ليمنى إلا أن الأخيرة كانت صامتة طوال الطريق ….
أمسك بكفها يقبل باطنه وهو يرجوها بشكل مستتر وقد أفصح عن هدف استرضاءها / طبعا مش محتاجة اقولك أن محدش يعرف اي حاجة عنا ……
نظرت يمنى بجانب عينها ليكمل هو مبررا / أنا طبعا مش قصدي انك متحكيش حاجة لأختك أو والدتك…
قلبت عينيها بسأم من حديثه ليستطرد هو ومازال ممسك بكفها ويقبله بين البرهه والأخرى / بس ملوش لزوم يعني تحكلهم عن حاجة زعلتك …..
علشان ميزعلوش بس مش اكتر …
اكيد فرحانين بيكي فمش عايزين نزعلهم ….
وليكي عندي يا ستي هعملك كل اللي تؤمري بيه…
هنا التفتت إليه بصمت يرهبه ….
أخذ يوزع نظراته بينها وبين الطريق رأسمًا ابتسامة مهزوزة على محياه لتخرج هي عن صمتها اخيرا قائلة / انا عارفه انت مش عايزني احكي ليه….
اكيد خايف على شكلك قدامهم…
توترت ملامحه حين أخبرته بحقيقة هدفه لتستطرد هي تطمئنه / متخافش اكيد مش هقول لهم على حاجه دلوقتي…..
مش عشان ما يزعلوش على زعلي لا …..
عشان الموضوع ما يكبرش ويحصل مشكله حقيقية…
وانا بحاول ……بحاول اصدق انك فعلا هتصلح كل حاجه…
زفر بارتياح تزامنا مع وصولهم أمام البناية ليقبل كفها وهو يقول لها / ربنا يخليكي ليا…
أمسكت بحقيبتها ليكمل حديثه / اطلعي انتي عقبال ما اشتري شوية حاجات مينفعش ادخل وأيدي فاضية ….
ترجلت من السيارة وكادت أن تمشي إلا أنه نادى عليها / صحيح يا يمنى بعد الصلاة هروح اخلص مشوار كدة واهو برضه علشان تقعدي مع أهلك براحتك …
ابتسمت وامأت برأسها ليتعجب من عدم تعليقها فمن عادتها أنها تجادله بكل شئ ……
بل كانت تغضب عندما يقرر قرار بمفرده ليعلم أنها تغيرت عما سبق ….
فور أن وضعت قدمها داخل بناية والدها سحبت نفسا عميقا محمل بأكسجين المكان وكأن الهواء لم يدرك رئتيها منذ زمن…
لتشعر بروحها القديمة قد ردت إليها فإذا بها تترك لقدميها العنان …..
هرولت على الدرج حتى وصلت أمام الشقة بأنفاس متلاحقة …..
ابتسمت بشوق وهي تتوق لرؤية أهلها ….
اخذت تطرق على الجرس والباب معا لتهرول سعيدة باشتياق وتفتح الباب فإذا بها ترى أمامها ابنتها التي غابت عنها ثلاثة أسابيع لم تغب عن ناظريها هكذا من قبل ….
ارتمت يمنى بأحضان سعيدة التي استقبلتها الأخيرة بترحاب جم لتشعر كلا منهن بالوصول لمبتغاهم ….
دمعت سعيدة بينما يمنى انهارت بالبكاء لتاتي يسرا من الداخل وترتمي عليهم قائلة / يمنى اخيرا جيتي …
سحبتهم سعيدة للداخل ومازالوا كلاهما باحضانها لتنتبه يمنى على صوت رخيم من الخلف / وانا مليش نصيب ؟؟
انسحبت يمنى من احضان والدتها ونظرت تجاه الصوت بابتسامة حنين واشتياق ثم انطلقت تزرع نفسها داخل احضان والدها وهي تشعر أنه أمامها الوحيد لتنهار بالبكاء مرة أخرى ليربت والدها بحنان ودفئ على ظهرها محاولا تهدأتها..؟.
ثم سحبها لأقرب أريكة وأخرجها من أحضانه وهو يحتضن وجهها ويكفكف دموعها متسائلا بجدية وخوف ابوي / اوعى يكون ابن حكمت زعلك ؟؟
قوليلي وملكيش دعوة ….
ابتسمت من بين دموعها وهي فرحة بشعور والدها بالخوف والقلق عليها لتومأ برأسها رفضا ليكمل هو بتوعد / اه لو زعلك وحياتك مانتي مروحة معاه داحنا ماصدقنا انك جيتي ….
ارتمت باحضانه مرة أخرى وهي تشعر بالندم الحقيقي لتمتم بصوت مسموع / ربنا يخليك ليا يا بابا …..
تساءلت سعيدة باستفسار / أمال هو فين مجاش معاكي ولا ايه ؟؟
كادت أن تجيبها يمنى إلا أن صوته القادم من الخلف أجابها قائلا / أنا اهو يا حماتي ولا مش عايزني ….
-يا خبر ابيض دانت تنور يا جوز بنتي يا غالي ….
إجابته يعيده وهي تقبل علبه فوضع ما بيده على المنضدة ليغلق الباب ويتقدم مسلما عليهم حتى وصل لوالدها وقبل أن يقبل عليه اجابه قائلا / لو مزعل بنتي يبقى ياويلك …..
ولو مهنيها يبقى تشرف وتنور ونشيلك فوق راسنا كمان ….
اقترب عبدالله وسلم على والدها بريبة من جملته لينظر بعدها ليمنى بنظرات مستفسرة لتطمئنه باماءة خفيفة لم يتغافل عنها والدها الذي شعر أن هناك خطب ما بابنته وقد تأكد من احساسه….
بعد فترة وجيزة تناولوا بها الفطار سويا بين ضحكات هنا وهناك حتى شعرت يمنى أن روحها قد ردت إليها وشعر عبدالله أنه هنا أكثر مرحا ….
انصرف عبدالله ووالدها للصلاة لتدلف سعيدة للمطبخ تبدأ في إعداد وليمة كبرى بمناسبة تشريف ابنتها لها بينما تسللت يمنى إلى غرفتها لتتبعها يسرا …
فإذا بها مع أولى خطواتها داخل الغرفة تنهار باكية وهي تتطلع لمحتوايتها التي لم تتغير دواخلها مثلما تغيرت هي ….
تحدثت مع غرفتها وهي تتجول بانحائها وكأنها تحادث شخص ما أمامها / من ثلاث اسابيع بس كنت متخيلة هرجعلك وانا مبسوطة …
كنت ببص على الحيطان واوعدها اني هاجي تاني علشان احكي لحظاتي السعيدة ….
معرفش أن يوم ما ارجعلك هحكي أسوأ مشاعري .
ربتت يسرا عليها كمحاولة لتهدأتها وفهم ما بها / مالك بس يا يمنى بتعيطي ليه يا حبيبتي؟؟
شرعت يمنى تسرد كل ما سبق لأختها مع تعجب يسرا لصمت واستسلام اختها حيال كل هذه الأمور وما زاد حيرتها أكثر حيرتها حيال سرد كل شئ لوالدها أو والدتها لتجيبها يمنى بعد أن كفكفت دموعها وهدات قليلا / مش عارفه يا يسرا خايفة احكي ازود المشكلة وعلاقة بابا وماما مع عبدالله تتأثر ومعرفش ارجعها تاني ….
وخائفة محكيش خالص الليلة تسوء اكتر …
مش عارفه بجد مش عارفه…
حاولت يسرا تقديم بعض المقترحات التي قد تعمل على إذابة الفجوة التي تنمو بين اختها وزوجها / طب حاولي تتكلمي معاه …
تلمحيله من بعيد …توصفيله احساسك …
تفهميه انك مبتحبيش تتواجدي وسطهم من غيره يمكن يفهم لوحده أو يلاحظ من نفسه …
– بقولك لمس رجلي وجوزي جنبي …
وضعت يسرا يدها على رأسها من قلة حيلتها بعد أن استمعت لجملة اختها لتعلق بعصبية قائلة / أنا لو منك كنت قلعت الشبشب وضربته بيه وتبقى تولع بقى بعدين …..
– اتخضيت واتبرجلت ومخي وقف تماما متخيلتش يعمل كدة وأخوه جنبي ….
اجابت يمنى على اقتراح اختها لتوصف يسرا ما تم / علشان بجح ومش همه حد …
علشان كده اللي زي ده تديه على دماغه على طول ومتسكتيش ابدا ….
ولازم تعرفي حاجة زي دي ميتسكتش عليها ابدا والا التطاول هيزيد …
ظل الفتاتين صامتين يفكران في حل لهذه المعضلة ويقدم كلا منهم اقتراح لإيصال المشكلة دون تفاقمها …
وصلا بالنهاية إلى حل وسط ألا وهو التلميح لوالديها من قبل يسرا بعد ذهابهم بنهاية اليوم حتى يكون لديهم فكرة عن ما يتم وربما وجدت عندهم الحل …
توجه عبدالله لمشواره المنشود بينما ظلت يسرا ويمنى يتبادلان الأحاديث السرية فيما بينهم لتشهق يمنى مما سردته اختها معلقة / يا وقعتك السوده والمهببه بطين ….
ازاي تعملي كدة يا مجنونة ؟؟؟
…………………….
توجهت سمر لغرفتها حتى تحضر هاتفها لتحادث اختها دعاء وتطلعها على كل ما حدث …
أمسكت الهاتف وأخرجت رقم اختها ولكن قبل أن تضغط على الاسم صدح الهاتف بين يديها باتصال معلنا عن اتصال غريب بوقت اغرب لم تكن تتوقع حدوثه …
ظلت تنظر للهاتف تحاول الوصول لسبب اتصاله حتى انتهى الاتصال ولكنه تكرر مرة أخرى فما كان منها إلا أن تقطع دبر حيرتها وتجيب على مكالمته لتلقي سؤالها في بداية المحادثة وقبل حتى الترحيب / خير بتتصل عليا ليه ؟؟
كاد ان يجيبها إلا أنها استمعت لصدوح رنين جرس المنزل لتثنيه عن الإجابة مؤقتا / ثواني خليك معايا هفتح الباب …
توجهت سمر لفتح الباب فإذا بها ترى ما جعلها تقضب حاجبيها بتعجب واندهاش وهي تنظر للواقفة أمامها تحمل حقائبها ….
………………………………
تفتكروا عادل هيتصرف إزاي مع حكمت أو صفاء مراته ؟؟🙄🙄
وتفتكروا دعاء عملت ايه مع اهل سيد خلاه قاطعهم وخائف يتواصل معاهم؟؟😱😱😱
وايه اللي بتزله بيه مخليه ساكت خالص كدة 🤭🤭
وتفتكروا ايه اللي حكمت بتجهزه وعايزة دعاء تستشيرها فيه؟؟🤔🤔🤔
ورأيكم مين الصح يسرا ولا يمنى؟؟ 🥴🥴
يا ترى مين اتصل على سمر ؟؟
ومين اللي سمر شافته في الاخر 🤔🤔
انتظروا ظهور شخصية جديدة هتقلب الرواية رأسا على عقب 🤯🤯🤯
توقعوا نوع الشخصية ذكر ام انثى ؟؟
وسبب حضوره ,؟؟😓😓😓
وقريب ولا غريب 🙄🙄

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1