رواية أسير العشق الفصل الواحد والعشرون بقلم نور الهادي
آدم زاغ بنظره ناحية الدخان،ولقى اليافطة…
يافطة حداد قديمة،واقعة، محرو.قة، متفحمة،كانت دى ورشة ادم.. ورشته بتو.لع
رِجله اتراخت، قرب أكتر…ولقى الناس متجمعة،عيونهم عليه، لكن مفيش حد بيقول ولا كلمة،كأنهم شايفين في وشه حاجة أفظع من النار.
كانو بيملو ميا ويحاولون يطفو لكن مش عارفين، عاصم بيجى ويقف مصدوم ويبص للورشه بدهشه بيبص لاخوه الواقف قدامها
واقف ساكن وشافها… الورشة، حلمه، عمره، عرقه، كلها النا.ر بتاكلها وتحولها لرماد
اندفع زي المجنون، رمَى نفسه في قلب النار،
كأن اللى بيتحرق جوه مش حيطان حديد…
دي روحه.
بصوله الناس بشده لقوه بيكسر مسورة الشارع
-بتعمل اى يا ادم
سحب جردل وملاه وبيجرى يرميه فى المار لطنها كان بتأوج فى وشه، بيرجع يملا ويجرى بيحاول يطفيها باي طريقه، رجلُه كانت بتخبط في صفيح سخن مولّع،
لكن ولا وجع حسّه، كله كان ساكت جواه… إلا صوت بيصرخ:
"مش هسيبها، مش هسيبها!"
الناس جريت عليه، شدوه من ضهره،
– "يا بني إهدى! هتموت!"
بس هو بيزقهم، بيرجع تاني ناحية الورشة،
عيونه كانت مولّعة أكتر من النار… والجردل من اللعب بيسيح
فكيف يكون جسده وأيده اتحرقت، هدومه اتشقق منها جزء، والدخان لف وشه، سعاله كان بيقطع صدره،بس هو مستسلمش.
دخل الورشه اتصدم عاصم قال-اددددم
-اخرج يااابنى
بيشيل صناديق متفحمة، بيزق السور،
بيحاول يمنع النار توصل للمكان اللى فيه المعدات الجديدة،اللى لسه شاريها من اول امبارح!
كل خطوة بياخدها كانت بتسيب علامة نار على جلده،بس هو مش شايف…
شايف بس عمره بيتاكل. فجأة…
إيد قوية زقّته بقوة لورا وكان عاصم الى قال
-انت اتجننت عايز تدخل جوه
مردش ادم عاصم مكنش مصدق عينيه مش إن آدم بيرمي نفسه في الموت بالشكل دا.. أخوه فى حاله يرثى لها
ادم بيقوم ويرجع لنار تانى قال- لازم اوقفها
عاصم- جسمك اتحرق اهدى بقا هتو،لع فى نفسك عشانها ما فستين داهيه ده حته صفيح
قالها عاصم بجهل لانه مش مدرك الصحيح دى اى
ادم- حياتى بتو.لع جوه
كانت جمله كفيله تسكت عاصم وتعرفه انه مش ساذج يمو.ت نفسه صفيح بل ده شغله وحياته ومصدر رزقه.. الصفيح كانت دخله الوحبد
عاصم بضيق
– المطافى زمانها جايه.. كفاية عليك كده! دي حاجات بتتعوّض… إنما إنت… مش هنعرف نجيبك تاني!"
آدم بيصرخ بصوت مخنوق
– "أنا اللى بنيت دا، بإيدي!دي مش ورشة…دي أنا يا عاصم!"
-هتستريح يغنى لما ترجع لماما مو.لع.. ولا.. ولا اسير
سكت ادم من ذكر اسمها
علصم-هتفرح من ال بتعمله ده لما تتأذى
الناس بتساعد، المياه بتتضخ،لكن النار كانت متمسكة،زي ما تكون بتنتقم..كان مشهد مرعب…بس الأشد منه كان آدم صامت والجلد بتاعه متفحم، والحريق بيخمد…
بس الحريق اللى جواه،لسه بيولع.النار كانت بتاكل الحديد،بتنهش الخشب،بتخبط في السقف،وهو واقف… بيتحرق بصمت.إيده اترجّت،مش عارف يمدها ولا يسحبها،عايز يرمي نفسه في النار يطفّيها بجسمه،بس رجليه مش طاوعاه.
الناس حوالين منه، بيقولوا كلام مش بيوصل،الدنيا دوشة…بس دماغه فيها صوت واحد:"كل حاجة راحت."
مشهد ما بين الموت والجنون،
وأقسى من الحريق…
كان شعوره بالعجز.
عاصم بيرن على المطافى بغضب "انتو فين مش معقول ده كله مبلغين ولسا.. النار هتمسك فى المبانى كلها
-تمم يافندم احنا ع اول الشارع
قفل عاصم بضيق بيبص لآدم الى محاولش تانى وبقا ساكن واقف كأنه مش سامع،كأنه أطرش،
بس الحقيقة؟هو كان سامع كل حاجة…بس جوه قلبه.
كل صوت كان صدى بعيد،والنار؟كانت واخدة كل انتباهه، شعاها كان منعكس جوه عينه،
كأن الشرار ماسك فى سواد عنينه، والوهج الأحمر بيرقص على سطح دموعه،بيولّد منظر يخوّف…
عين بتبص على جنازتها.
راجل-هى المطافى هتوصل امتى
راجل تانا-البيوت هتخخخخرب
صوت صفارة الإطفاء قطّع الجو،
وبان النور الأحمر والأزرق بيكسر ضلمة الليل.العربية وصلت،رجالة نزلت بسرعة،خراطيم بتتفرد،مياه بتتدفّق على اللهب،
الناس بتتدفع ورا وبيهدو لما المطافى تتصرف بخراطيمها العملاقه وتهدى الحر.يق..بس النار كانت عنيده بتقوم وبتنهش كل خشبه وكل نفس فى المكان... ادم بس قال جواه"خلاص.. مفيش فايده"
النار بتزوى حولت الورشه لجومة سواد زى القبر المفتوح
النار بتخمد شويه شويه…بس نورها لسا شغال جوه عبن ادم المقتو.له
الضوضاء لسا شغافه والناس ىىحه جايه
بس هو؟واقف زي ظل.
عينيه فيها لمعة دمعة خفيفة،مش دمعة صريخ،ولا دمعة انهيار…دي دمعة "الوجع الهادئ"…النوع اللي بينزل من غير صوت،
وبيخلّي كل اللي في القلب يتعرّى.
النار انعكست خلاص…بقت بس ذكرى محروقة في عينه..وجوههم بتتحرك في عينه زي صور باهتة…لكن هو ماكنش شايفهم،كان شايف حد تاني.
Flash
ضوء ذهبي دافئ، ورشة صغيرة بعجل مفكك وصوت أدوات]
كان طفل صغير… يمكن عشر سنين.
لابس بنطلون واسع، ووشه متسخ بالشحم،
قاعد جنب أبوه،
الراجل اللي كان صوته خشن… لكن ضحكته دافية.
– "امسك المفك كده يا آدم… لأ، لأ، بص، إيدك لازم تبقى ثابتة… الحديدة دي ما ينفعش تتهز وإنت بتفكها."
آدم الصغير بص له بعين بريئة،
وبيحاول يقلّد بحذر…
ضحك أبوه وهو يطبطب على راسه:
– "هتاخدها شطارة… بس الأهم من إيدك يا بني، هو قلبك."
– "قلبى؟!"
قالها آدم باستغراب طفل.أبوه مسح إيده في القماشة،وجلس على الأرض جنبه،
وحط إيده على صدره:
– "اللي بيشتغل من هنا… عمره ما يخسر.
الورشة دي مش حديد ومفاتيح،دي أكل عيش… وكرامة… واسمك."
آدم رفع وشه ليه، وسأل ببراءة:
– "وإنت هتفضل فيها على طول؟"
ضحك أبوه بحنان،
– "هفضل فيها لحد ما إنت تبقى راجل، وتكمّل…
وأنا فخور بيك طول حياتى وراضر عنك دنيا واخره."
Back
ادم رجع للواقع من ذكرياته،الورشة اتحرقت ورشة ابوه معرفش يحافظ عليها…بس الذكرى؟لسه متشالة جواه،زي ختم محفور على قلبه.
بص للرماد،وحس كأن أبوه واقف وراه،بيطبطب على كتفه،وبيهمس:
"ما تخليش النار تطفيك… اللي اتبنى من القلب، بيعيش جوّه."
آدم خفض راسه ببطء…وكأنه بيعلن استسلامه..
وصوته خرج مبحوح لنفسه:
– "مفيش حاجة فضلت… حتى صوتي اتحرق."
واقف على رجليه نظر عاصم إليه فبرغم ان أخوه فى حاله يرثى لها لكن موقعك لحد دلوقتى ولا أظهر انهياره لحد.. هو مستنى اللحظه الى هينهار فيها بس ادم معملش كده وساكت وهادى.. ميعرفش اذا كان متقبل الى حصل او.. مش هيظهر ضعفه لحد حتى لو هو
كان الليل بينشقع ونور للصبح طالع
أسير كانت قاعدة على طرف الكرسي،
إيديها مشبوكة في بعضها،وضهرها مفروض أكتر من اللازم،كأنها بتحاول تمنع قلبها من الهبوط.. بتغتكر الخبط والرزع فى الفجر وبعدها ادم وعاصم خرجو ومرجعوش من ساعتها
كانت قلقانه وبتدعى ربها يكون كل حاجه بخير، نزلت تحت شافت عمتها قاعده قلقانه زيها ومناموش من ساعة الى خصل، السكون ده وراه كارثه اكبر
عبير-ادم مرنش عليكى
-سايب تليفونه اصلا، من كتر صربعته
-عشان كده مبيردش طب وعاصم واخده مبيردش لى هو كمان.... استر يارب
بصت عسير لعقارب الساعة اللي بقالها دقايق بتعدّي بتقل،وسألت بنبرة فيها محاولة تطمّن
– اى ممكن يخرجهم بليل كده
-ربنا يستر يا اسير
أسير عضّت شفايفها،صوت في قلبها بيقولها إن فيه حاجة غلط
عبير قلبها خايف لأن قلب الأم بيحس وبيخاف قبل ما يفهم.
الصمت تملّك المكان،وأسير كانت على وشك تقوم،لما فجأة…
"دَبدَبة رجلين سريعة، وخبطة على الباب!"
القلوب نطّت.أسير قامت فورًا، جريت للباب،
فتحته وهي بتقول:
– "مين؟!"
لقيت جارتهم ام مصطلى
ست طيبه دايمًا موجود وقت اللزوم وصاحبة عمتها
بيتسغربو منها عبير-ازيك ياحبيبتى
ام مصطفى– "الحمد لله إنكم بخير… والله أنا جيت أطمن… قلت يمكن سمعتم حاجة."
أسير اتفاجئت،– "سمعتم إيه؟!"
لسا بتتكلم وعرفت انهم ميعرفوش حاجه من الوش الى برا
– "يعني عشان الورشة… من الفجر والمطافي هناك!"
سكتو بصدمه غبير بصّت لها.
أسير اتجمدت.الكلمة خرجت… ولسه بتدوي في البيت.
عبير– "الورشة؟!"
ام مصطفى– متقلقيش الرجاله واقفه معاهم و...
بس ماكانش فيه تبرير
اسير-مطافى بتعمل اى هناك
. ام مصطفى– "آه يا أختي… الورشة حصل فيها حريق كبير، من الفجر والمطافي بتحاول تطفي، وآدم كان هناك من بدري… بس الحمد لله، هو كويس، هو بخير إن شاء الله!"
بس الكلمة دي ماطمنتش حد.لأنها جت متأخرة…أسير حطت إيدها على بُقها بصدمه
ام مصطفى– "أنا… أنا ماكنتش أقصد أقول كده… ماكنتش عايزة أخوّفها…"
عبير - ورشه اتحرقت
امةمصطفى- عن اذنكم
مشيت وسابتهم فى صدمتهم
طلع الصبح…والليل اللي شاف فيه آدم عمره بيتفحّم،اتبدّل بنور شمس خفيف، دافي…
بس مالوش طعم.
الشارع كان لسه صاحي بالعافية،ريحة الحريق لسه في الهوا،والدخان لسه سايب آثار سودة على الحيطان…لكن الورشة؟كانت سكون…سكون أسود
آدم قاعد على الرصيف،كتفه ملفوف بشاش،
هدومه مشدودة على جسمه، متسخة، مبلولة،
ووشه؟كان خالي من أي تعبير.
عنياه متعلقة بالركن ده…الركن اللي كان بيقف فيه دايمًا وهو بيفتح الورشة،
بيسحب الباب الحديد ويقول:
"بسم الله."
بس النهاردة…الركن مش موجود.النار كلّته.
ومعاه، كل حاجة كان بيتمسك بيها.
المطافي بتلم خراطيمها،العربية بتستعد تمشي،والرجالة بيسحبوا أدواتهم في صمت،كأنهم بيودعوا حرب خسروا فيها…لكن ماحدش خسر زي آدم
شادية واقفه باصه على الورسه وتشوف ادم…راحتله
وقعدت جنبه على طرف الرصيف.
مدّت إيدها على كتفه بحنية لقيته كتوجعش كن جروحه المكشوفه
– "يا بني، بص لجروحك… جسمك مولّع وانت ساكت!".
لكن آدم ما اتكلمش.ما حتى رمش.عنيه كانت ميتة،مش مكسورة بس…كانت مدمّرة.
عاصم، اللي واقف وراهم،ساكت من ساعة الليلة دي.عينه على أخوه،أول مرة في حياته يشوف نظرة زي دي في عيين آدم
شاديه- ازاى حصل كده بس.. أنا قافله امبارح بليل وكل حاجه كانت زى الفل.. استغفر الله العظيم
عاصم وقف جنبه اتنهد قال
– آدم.. خلاص الى حصل حصل
آدم اتكلم اخيرا-شايفنى بشد ف شعرى
-مش مستهله تزعل عليها اصلا
نظر له ادم حس عاصم انه غلط ف كلامه
شاديه-انت اتحر.قت جامد ده هدومه اتمزعت وجلدك سايح.. تعال نروح المستشفى، نشوف جرحك يا آدم
مردش قال عاصم- ادم لازم نشوفهم جروحك دى.. قوم معايا
آدم ما ردش.ولا حتى لف له وشه.كان لسه عينه على الورشة.على الحيطان اللي سقطت،
على السواد اللي غطّى الأرض،وعلى خُرم كبير…فتح في قلبه ومابيتقفلش.
رن تليفون عاصم كان شغله الى بيرنو عليه من الصبح
عاصم– "طب يلا نروح اى الى مقعدنا مش فاهم، إحنا من امبارح بليل واحنا واقفين.. خلينا نمشي ونغكر نعمل اى
عدّت لحظة صمت طويلة…
وبعدين…آدم اتكلم أخيرًا.
بص له، بصوت أجش، متكسر، طالع من جوّه نار:– "امشي."
عاصم وقف مكانه،ما فهمش في البداية قال
-هتروح معايا مفيش فايده لقعادك هنا...
بس آدم قالها تاني، بصوت أوطى، لكن أقسى:
– "امشي يا عاصم."
سكت عاصم من حدته، آدم ما بصّش له تاني.
كان بيقوم ببطء،جسمه بيتقوّس، كتفه بينزف،لكنه قام، ومشي…كأن رجليه ما بقيتش ملكه،بيتحرك في اتجاه واحد:البُعد.
البيت كان هادي، لكن القلوب جوا كانت بتدق كأنها بتصارع الخوف.الصمت مش راحة…كان انتظار.
أسير كانت قاعده وإيديها مضغوطة في بعضها بشدة،ورجليها… ماكانتش قادرة تشيلها،
كل شوية تقوم وتقعد،كأن جسدها نفسه مش قادر يتحمّل السكون.
عينها كانت سابحة…بس مش في الدنيا.
كانت هناك…في الحارة،قدام باب الورشة،قدام النار،وسط الرماد…شايفة آدم واقف لوحده،واللهب حواليه
كانت من ساعة ما عرفت الخبر…قلبها مش بيرجع مكانه.كأن في إيد خفية ماسكة ضلوعها من جوه
جنبها، كانت عبير،وشها شاحب، ووش التعب باين حتى وسط النور. كانت قاعدة ساكتة،وكل شويه تبص للباب،والساعة،
وبعدين تعاود تبص للباب تاني…كأنها مستنية تدق
عبير– "اتأخروا…ولادي اتأخروا اوي.. فينهم؟!"
قالتها بصوت واطي،لكن الخوف فيه كان عالي.
أسير ما سمعتش…أو يمكن سمعت، بس مش قادرة ترد،لأن في اللحظة دي، كانت في مكان تاني…في حضن آدم،بتحضنه بخوف،
وبتشم فيه ريحة نار وهو ساكت.
قامت مرة واحدة،زي اللي أخد قرار،
– "لازم أروح له.. مش ههدى غير لما اشوفه
لكن قبل ما توصل لباب الشقة،
رن جرس الباب.القلوب قفزت.
عبير جرت على الباب،صوتها مبحوح من اللهفة:
– "عاصم؟ عاصم ولا آدم؟!"
فتحت الباب بسرعة…ولقيته عاصم.
هدومه باينة عليها آثار الليل الطويل دخلته بقلق قالت
-انت كويس يعاصم
-نا كويس
اسير بصتله ونظرت خلفه قالت وقلبها مقبوض– "فينه؟ آدم؟!"
عاصم بص لها من سؤالها وقلق ف عينها قال
– قاعد هناك.. مرضيش يجى معايا
نظرت اليه دخل عاصم البيت واتخطاهم،
كان وشه باين عليه السهر،لكن جسمه سليم، لانه ماقربش للنار ولا خاطر بحياته زى ما عمل اخوه، ولا طالته
عبير قربت منه بسرعة، كانت بتفتش بعنيها على أي حرق، أي خدش،
– "إنت كويس؟ فيك حاجة؟ قربت من النار؟!"
– "أنا كويس يا أمي… كنت بس واقف معاه… طول الليل."
جابت له كباية مية بإيدها قالت
– "اشرب… اشرب ياحبيبى
أخدها، شربها على مرتين،وسكت.
أسير كانت واقفة بعيد شوية،ماقدرتش تقرّب،لكن صوتها خرج أخيرًا…كان مبحوح، متلخبط، وفيه لهفة مكتومة:
– "آدم… فين يعاصم؟"
– "لسه هناك قولتلك… في الورشة."
عبير– "لسه هناك؟! طب ليه ما رجعش معاك؟!
اسير-لوحده
اومأ اليها، عبير- إنت سبتّه هناك لى؟!"
– هو اللي رفض ييجي.ماكلمنيش… ولا حتى بصّ لي،قاعد وسط الفحم… ساكت.. مش فاهم لزمة قعاده اى ف رماد
اسير الوحيده التى تدرك شعور ادم الان
عبير-اى الى حصل
عاصم-معرفش.. انا قعدت ع ما البوليس يجى لكنه مجاش.. أنا سمعت من الجيران ان الورشه كان تمام بس من الحريقه وظهرها فجأه ده باين انه ماس كهربى
عبير- اتحرقت كلها
-النا.ر كانت شديده اوى يماما كانت هتدخل على مبانى تانيه لو المطافى موصلتش.
عبير حطت إيدها على وشها،
– "يالهوى... وادم قاعد هناك
-اه
مرضيش يحكيلهم ع الى عمله امبارح وانه اتتحر.ق
عبير-الورشة اتحرقت كلها.. زمانه هناك لوحده؟!"
عاصم هزّ راسه بس،وقال
– كان هيعرض حياته الخطر امبارح.. فاكر نفسه بشوية ميا هبهدى نار زى دى
كانه بيسخف ع اخوه من ضيقه انه خاطر بحياته لكنها فقط من فهمة الامر قالت
-ادم حصله حاجه
سكت شويه قال-كويس
رن تليفونه قفله بضيق وفرد صهره قلل- لو حد رن يماما اقفليه، مش هروح الشغل كده كده
-حاضر يعاصم.. لو تعبان نام.. بس اصبر لما تاكل الاول
اسير باصه علىىالباب وتتخيل ادم وهو هناك لوحده، وسط كومة رماد بيشوف مكان شغله اتدمر.. لا شك انه محتاجها.. زمانه لوحده ولازم تكون جنبه.. انها قلقه عليه للغايه
مشيت بصيت لها عبير قالت-اسير
خدت تليفونها لقيت الل بيمسك ايده بصيت لعاصم قال
-راحه فين
-هروحله... راحه لادم
عاصم- هتروحى هناك تعملى اى
-هرجعه اكيد قاعد هناك لوحده
-فاكره ان وجودك هيساعده ف حاجه، ادم عايز يبقى لوحده ويفكر صح فى الى هو فيه.. مش وقت محن على الفاضى احنا ف اى ولا ف اى
بصيتله قالت-محن؟! نا خايفه عليه
-يبقى متروحيش هو مش ناقص
عبير- هتؤوحى تعملى اى يا اسير، الرجاله زمانهم هناك والدنيا متبهدله
-انا مبيش دعوه بحد نا ليا دعوه بادم.، هو محتاجلى
-هيحتاجلى اكتر منك.. أنا عارف اخويا وبقولك سيبيه ف حاله دلوقتى، وجودك هناك مش هيشكل غير ضغط عليه وجرح اكتر... ادم عايز يبقى لوحده
ساب ايدها قال- افهمى ده كويس واستنى لحد ما يرجع يكون الموضوع هدى.. بلاش تفتحى الموضوع بمرواحك هناك
سابها ومشي بتبصله اسير من رفضه وتطلع على فوق نظر لها عاصم
عبير- عاصم.. هو مفيش حاجه
-اه.. مفيش
قعدت اسير فى اوضتها بتخرج تليفونها وتفتكر انه مخدش تليفون معاه
اضايقت وفكرت فيها وقلبها خايف وحزين، بصيت لصورتهم على الكمود تنهدت قالت
-ياترى انت فين وازاى يا ادم
انسحب الصباح بهدوء…والشارع بدأ يرجع لطبيعته،أبواب اتقفلت، شبابيك اتفتحت،والناس… كل واحد رجع يشوف حياته.
كأن اللي حصل ماكانش غير كابوس عدّى…
بس آدم؟لسه محبوس جواه.
وقف قدام الورشة،اللي كانت بيته قبل بيته،
وبابها الحديد متاكل،اتقدّم بخطوة،ريحة الرماد لسه في الهوا…وسخونة النار ما بردتش،كانت لسه عالقة في الجدران،
وفي الأرض،وفي صدره.
دخل.كل شيء جوّه كان مطفي…لسه فيه حرارة بتتسلل من تحت الركام،زي أنين بارد…ادم وقف لحظة…عينه بتدور على كل ركن،
كل حاجة سقطت.المعدات… الفحم غطّاها.الخشب… سايح.الحوائط… سودة، مشققة
نزل على ركبته بهدوء مدّ إيده في الرمادكان قاعد وسط الخراب،عنَيِه اتعلقت بحتة حديدة كانت زمان جزء من المنضدة
قعد وكأن الجلوس هو الشيء الوحيد اللي بيقدر يعمله.كأن الركوع للرماد هو الطريقة الوحيدة ليفهم معنى النهاية.
ما كانش فيه غيره…هو والخراب…وذكرى نار خلّصت مهمتها…وسابته قاعد،لوحده،
فؤاد كان بيجري.بيسأل كل وش يقابله،
كل جار واقف،كل طفل ماسك أمه:
– "الورشة؟ حصل إيه؟ آدم فين؟!"
الناس كانت بتبص له لأن الورشة حديث الحاره
عينه وقعت على البوابة اللي اتعرّت،
والحيطة اللي كانت بتشيل اليافطة…
وقعت.ورشة آدم.
اللي كانت زمان بتلمّ ريحة شغل،
وصوت معادن،وضحك صحبة،واتحولت لسواد.
قرب ببطء…عينه دخلت قبل رجله،
وفي اللحظة دي، شاف ظلّ بني آدم قاعد جوا،وسط الرماد.
بس فؤاد ما اتفاجئش.هو الوحيد اللي يعرف مين ممكن يقعد جوا الخراب ده.مين اللي مش هيهرب من النار،لأنه عمره ما هرب من حاجة…آدم.
وقف عند الباب شوية،ماقدرش يدخل على طول.فيه رهبة…رهبة تشوف صاحبك وهو منهار وانت مش عارف تنقذه.
دخل.لقى آدم قاعد،وسط بقايا الخشب،
والمعدات المتفحمة،ما قالش ولا كلمة.
وقف جنبه اتنهد قال
أخد نفس، وقعد جنبه قال
– "كنت بدعي تكون إشاعة…لحد اما شوفتك
فؤاد كمل، بصوت متكسر– "أنا… أنا مش عارف أواسيك.بس اللي أعرفه،إن دي كانت أكتر من ورشة.دي كانت… عمرك، وأبوك، ومصدر رزقك
ادم-ازاى يحصل كده يافؤاد وليه؟!
فؤاد- انت معرفتش اى حاجه ولا حصل اى
-معرفش.. معرفتش لحد دلوقتى ده حصل ازاى وامتى.. نا سيبت شغلى يوم عشان خطوبة عاصم وصحيت على خبر زى ده
مسك مفك قال- انا صرفت اخر جنيه معايا فيها
– مش مهم يا ادم هنعدلها.. بص نلاقى مكان تانى لحد ما دنيا تظبط هنا وترجع تجددها.. طول عمرك تبني من تحت الصفر، آدم…
ما تنساش ده."
-منيننننن
قالها بغضب بصله فؤاد، ادم-نا بقيت تحت الصفر
سكت فؤاد، كان صوت تدم مجروح لكن ثابت
ادم– "كنت ناوي أخلّص الباقي من المعدّة الشهر الجاي.كنت بدوّر على بنط تانية،وكان في زبون جاي بكرا يسلّم عربيتين…"
سكت وقال بغصه-الخساير كبيره اوى.. خساير انا مش قدها.. المفروض انى شغال فيها ٤سنه..٢٠ سته عايش هنا اكتر مبعيش معاهم ف البيت.. لى تخرب فى بوم وليله
آدم بص للحوائط السودة وافتكر ابوه،وقال بهمس:
– "فاكر لما كنت بصنّفر معاه وأنا عندي ١٠ سنين؟كنت بنام جنبه على خشبة الطبلية.كنت بسمع دق الشاكوش زى لحن،
وصوته وهو بيقول لي:
"ما تبصش في جيب الزبون، بص في ضميرك.""
اتنهد قال- "كل ده اتحرق، يا فؤاد.
إزاي أرجّع اللي مات؟"
فؤاد ما قدرش يرد،بس حط إيده على كتف آدم،رغم الحرق…ورغم الرماد.
وقال له جملة واحدة:
– "اللي مات ما بيرجعش…بس اللي عاش جواك،ما بيموت
ادم بعد ايظه عنه قال- منغير طبطبه عشان دى اكتر حاجه نا بكرها فمتخلنيش اندم انى كلمتك
سكت فؤاد بحزن من اجله
ابتسم ساخرا قال- قتل وانا الى كنت عايز اخلف.. هونا هخلف لى.. عشان امرمطهم معايا... حتى اسير.. اسير ذنبها اى تتجوز واحد حالته بالعافيه زى... دلوقتى حتى العافيه مبقتش موجوده
فؤاد- بتفكر فيها قبل نفسك
-افكر فيها لانها حياتى.. أنا هعمل اى ف حياتنا
رفع راسه قال- يااارب.. لى كددده... أنا كنت راضى بحالى بس تخلينى انزل اكتر من كده
فؤاد-اسنغفر ربك يا ادم
تنهد ادم بوجع جت شاديه ع الباب
-ادم
لف شاورت قالت- بوليس بيسأل عنك
نظر فؤاد ليه بقلق خرج شاف عربيه بوليس جايه نحوه لما ارشدوه للمكان
نزل ظابط قال- فين ادم
ادم-انا
فؤاد-ف حاجه يافندم
-متقلقش احنا بس عايزين نساله عن الحر.يقه
ادم-نا معرفش اى حاجه عن الى حصل
ظابط-مكنتش ف الورشه امبارح مش كده
-اه، جارى قالى الفجر ومن ساعتها ونا هنا زى منتا شايف
-المطافى قالت إنه ماس كهر.بى
-معرفش تقدر تتأكد بنفسك
-انا عارف انك خسرت ورشتك بس ساعدنا عشان نعرف نساعدك
-المساعده ف ايد ربنا.. أنا قولتلك معرفش حاجه
-ولا لو مطلعش ماس
نظر له ادم قال ظابط- ممكن حد سبب النا.ر دى
فؤاد-ازاى يافندم.
-واحد متهور رمى سجار.ه مثلا وهى مولعه ومسكت ف اي حاجه
ادم سكت لانه كان بيحسب استنتاج غير ده حد مثلا قاصد الى حصل
ظابط-هنسال الجيران كمان ونحقق ف الموضوع
ادم- الى انت شايفه اعمله
مشي ادم بصله الظابط قال- مش هتكون معانا؟! هتسيبها مفتوحه كده
-مفتوحه؟! هخاف اى يتسر.ق مثلا، الى قدامك خراب
مشي بيرجع الظباط لشغله وفؤاد بيبص لادم
عبير قاعده قلقانه-ياترى انت فين يا ادم
اتفتح الباب دخل عاصم
عبير-جبته؟! هو فين
-مش هناك، لقيت البوليس بس وكان ماشي سالته عليه قالو انه ماشي من العصر ومرجعش
-مكنش لازم تسيبه من الأول
-المفروض كنت اخده غصب عنه
-انت عارف ادم لما بيكون مضايق هيرجعلنا بعد سنه
-هبقا اسأل فؤاد بكره عليه
-بكره؟! هنسيبه لحد بكره
-ادم مش واخد اى وسيلة اتواصل معاه بيها، اعمللل ايه
سكتت بضيق وقلق قالت- اسير زمانها قلقانه عليه.. منزلتش من ساعتها بسببك
-بسببى؟!
-خلاص يعاصم
-هو خلاص فعلا
خد بعضه وطلع ع فتق بصتله عبير، بيقف عاصم عند شقة اخوه بيبص قليلا بعدين بيكمل طريقه لفوق ويقف قدام الباب، السجاده الى اخترتها اسير دلالة ع حبهم.. لقد امتلأت بالاتربه
فتح الباب ودخل ساف كل حاجه ف مكانها كل حاجه اختارتها هى، قعد وافتكر ضحكتها فى اخر مره كانو هنا
"اناىمش مصدقه يعاصم، خلاص بعد بكره هنتجوز"
"طب بما اننا هنتجوز مفيش عربون محبه"
"أخرس يسافل بدل متشوف متى وش تانى"
"انتى فهمتى اى، أما اقصد حضن"
"لا بردو"
"على فكره ربنا امرك بطاعة الزوج"
"لما تبقى جوزى"
"٤٨ ساعه بس وهنشوف الطاعه"
" عمتتتتووو"
افتكر ضحكته وقتها ومرحهم سوا، اللعنه لى بيفتكر ده دلوقتى.. لى بيفتكرها كل شويه... كأنه خسر حاجة كبيره.. ندم على خساره اكبر حاجه كان هياخدها..
بص لدبلته وافتكر ريتاج، انه معجب بها بس ولا مره عرف يكون معاها ويضحك قد اسير، لقد راي حب صادق ف عينها بس هو كان بيحسها عاميه بنسباله بس انبهارها بيه، كان شايف نفسه زياده طلعت هى زياده عليه لما خسرها... خسرها وبقيت لاخوه
مسك راسه قال- تفكيرك ده هيوديك ب داهيه.. مش ده الى كنت عايزه..خلاص هتتجوز ريتاج عايز اى منها
ندم كبير ف قلبه لانه هيتجوز فعلا بس بسبب طايشته وطمعه للمنصب والعلى خسر حبه.. لطالما كانت اسير حبه لكنه غبى ويلعن نفسه على ده.. يحترق لما بيشوفها مع اخوه
رن تليفون كانت ريتاج اتنهد حتى المكالمه مش عايز يرد عليها، معندوش شغف
بعتلها رساله"هكلمك بكره عشان عندنا ظروف ف البيت"
كان وكأنه بيسكتها
اسير النوم مغفلهاش للحظه كانت قاعده ف ايدها التليفون لاى مكالمه ممكن تحيلها، عينها مكنتش راضيه تقفل منغير مطمن عليه
قلبها كان بيدق بخوف وبتدعى ربنا يرجعلها سالم
فى الفجر اتفتح الباب اول ما اسير بتسمع صوت خرجت فورا بتشوف اظم واقف قدامها، نظرت إليه ولملابسه المشققه المحرو،قه والدم المتجلط عليه وجرو.حه، بوجعها قلبها فهو ليست بحالة عاصم المثاليه
بتيجى عين ادم فى عينها وكأنه رجع متاخر عشان تمون نامت بس هىىكانت لسا صاحيه
اسير بحزن قربت منه قالت- ادم
صوتها اضعفه قربت منه بقلق قالت
-اتاخرت ليه.. لى تقلقنى عليك كده
مردش عليها قالت- تعالى احطلك مرهم
بتدهن اسير المرهم على جرو.حه وجسمه، كان صامت
اسير-بتوجعك
مردش عليها بتاخد التيشرت وتلبسهوله قالت
-هعمل الاكل.. اكبد مكلتش من ساعتها
كانت هتمشي مسك ادم ايدها قال- متمشيش
نظرت البه وانت اتكلم اخيرا قال- محتاج اتكلم معاكى
اسير قعدت جنبه قالت- ادم.. الى حصل حصل
-الورشه اتحر.قت
شعرت بالحزن من نبرته قالت- عرفت، ده قدر هنعمل اى
-دى مصدر دخل الوحيد يا اسير
سكتت نظر لها اخيرا وشافت الدمع المتجمع فى عينه والكسره الكبيره قال
-مكنتش مجرد ورشه كانت سبب عيشتنا وشغلى كله.. الورشه اتحر.قت بكل حاجه فيها
مسكت ايده وبتمنع نفسها تضعف قالت- المهم انت بخير، احمد ربنا لو كنت فيها وقت الحر.يقه كان هيحصلنا اى لو حصلك حاجه
-لو كنت فيها افضل من العجز الى انا فيه
-بتقول اى يا ادم، سلامتك اهم من ميت ورشه
-انتى مش فاهمه حاجه مش فاااهمه
-مفيش حاجه هتعوضنى عن خسارتك
-ولما منلاقيش ناكل وجودى زى عدمه
نظرت له إليه اعين ادم دمعت بحق وظهر ضعفه قال- انا عاجز حتى أوقف الحر،يقه، سولت اانا.ر وهى بتاكل تعبى وشغلى جوه جوه ونا معرفتش اخرج اى حاجه.. معرفتش انقذ حاجه منها.. كل حاجه رماد
-دى حاجه خارجه عن ارادتك، ده قضاء يا ادم.، هنعمل اى
-دى كانت دخلى الوحيد.. دى الىةكانت ممشيا البيت ده ولو بمبلغ بسيط... هنعمل اى بعد كده.. نا معيش غير الفين ج.. الفين ميكفوناش شهر.. ميكفوض حق غاز وميا
لقد اباح لكل ما ف صدره وعلى كاهله
اسير- متفكرش ف بكره سيبها ع ربنا
-هنعمل اى يا اسير، هناكل منين ونشرب منين... نا خسرت كل حاجه
سألت دمعه من عينه اخيرا وقد انهار امامها وكأنه فى امان معاها
ادم-كل حاجه خسرتها فى لحظه انا ادمرت وانتى معايا هتعانى اوى.. نا
اسير-ادم
نزلت دموعه وبص لايده الى لاحول لها ولا قوه قال
-مش عارف اعمل اى... مش عااارف انا بقيت عاجز ضعيف
لأول مره ترى اسير ضعيف هكذا ويبكى امامها، قربت منه وحضنته بدون اى كلمه خدته فل حضنها ونزلت دموعها غصب عنها وقد انهارت معه لانها لم تستطع مواساته فحزنه اكبر بكثير فبكت معه
حضنته بحزن وحنان قالت- مستحيل اعانى معاك... نا معاك فى اى حته فى جنه، ربنا هيفرجها، صدقنى هتفرج بس قول يارب
حضنها ادم وسقطت دموع من عينه ويدفن وشه فى عنقها وكأنه مصدق خد هذا العناق، لقد أظهر ضعفه لأول مره لحد.. ليها هي بس
اسير-خرج كل الى فقلبك... ده هيكون مبينا، وانت فى حضنى أبكى زى ما انت عايز... المهم تستريح
ضمها اكتر وهى حضنته بحنان كبير وبتربط على ظهره بحنان وشجن كبيره كأنه ابنها جالها تايه وبيبكى من الضياع وبتخبيه فى حضنها من الدنيا القاسيه الى جت عليه... ادم من كان يحتويها لأول مره يضعف هكذا ويظهر انهياره.. ويظل ع ان الى فيه كارثه كبيره مش قادر يشيلها لوحدها
ادم-كنت محتاجك اوى هناك
سكتت فهى كانت ستذهب ليه بس عاصم قالها لا بتحسب انه هيضايق متعرفش انه مستنى يشوفها
ادم-متبعديش ارجوكى.. هعمل اى حاجه هتلاقى حل عشان متعانيش بسببى
-اياك تقول كده، نا وانت واحد.. يهمنى بس تكون جنبى بخير.. لو هعانى معاك المعاناه هتبقى بنسبالى نعيم
-اسير..
-ششش نام دلوقتى انت تعبان
بتربت عليه بحنان وقلبها بيبكى بداله، مبتقدرش تنام لكن لما تشوفه غفى بتستريح كأنه مصدق يقفل عينه قليلا عن الدنيا دى، لمست شعره بحب وجهه المرهق كأنه كبر ٢٠سنه بين يوم وليله
بتبعد اسير براحه عنه وتخرج من الشقه بتنزل تحت عند عمتها تلاقى الباب مفتوح، دخلت وراحت تمد اوضتها الى كانت قاعده فيها، بتفتح الادراج وتكون بتدور على حاجه
بترفع المخده وتفتح مكتب الىىكانت بتدرس عليه وتلاقى دوسيه خرجت الورق الى فيه وتبص لشهاده الى بين ايدها..كانت شهاده تخرجها كلية اعلام
عاصم بينزل من العربيه وهو بيترنح بيحط ايده على بقه من الريحه، تنهد باسنقامه عشان لو قابل حد ودخل
اسير بتخرج من الاوضه وهى خارجه على برا بتقف لما تلاقى عاصم فى وشها قدام الباب، نظر إليها من وجودها هنا قرب منها قال
-بقالى طتير مبشوفكيش هنا
بتنظر إليه بعدت عشان يدخل انحنى عاصم عند وشها وبص فى عينها قال
-لى مصبرتيش... كان النجاح هبعم عليا انا وانتى، دى كاتت زى اى خطه بعملها عشان اترقى
استغربت اسير منه قالت- شربت تانى
وكأنها ليها اسبقية معرفه بالموضوع
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم