رواية أسرتى قلبى الفصل الثانى و العشرون 22 بقلم هدير الصعيدى وولاء يعقوب

   


رواية أسرتى قلبى الفصل الثانى و العشرون بقلم هدير الصعيدى وولاء يعقوب



فى صباح اليوم التالى
فى معرض عز
كان عز يقف يتابع بعض اللوحات ولكنه شعر ببعض التعب فذهب إلى المكتب ليجلس قليلا .. ولكن زاد التعب عليه بشده وأحس أنه يختنق .. فبحث عن هاتفه وما إن وجده حتى هاتف فريد
عز بتعب : فريد إلحقنى أنا بموت
فريده بخضه : فى إيه يا عز ؟
عز بتعب شديد : مش قادر أخد نفسى .. شكلها كدا خلاص يا فريد
فريد بقلق : متخفش هكون عندك حالا
وبالفعل خرج فريد سريعا من المستشفى وذهب بإتجاه معرض عز

وبعد فتره قصيره
وصل فريد المعرض و دخل بسرعه فوجد عز يضع رأسه على المكتب أمامه وعلى ما يبدو فقد الوعى فذهب تجاهه وهتف قائلا
فريد بخوف : عز .. عز
لم يجيبه عز فوضع فريد يده عند رقبته ليرى إن كان هناك نبض أم لا فوجد نبض فحمد الله كثيرا وإتصل بعربه الإسعاف لكى تأتى ليقله إلى المستشفى

وبعد فتره
وصلت عربه الإسعاف وتم إدخال عز بها ولحق بهم فريد بسيارته وما إن وصلوا إلى المستشفى حتى تم وضع عز بغرفه العنايه المركزه وتم إجراء الكشف عليه وبعد لحظات دخل إليه فريد وما إن رآه عز حتى هتف قائلا
عز بإبتسامه يشوبها الألم : عايز فريده .. هاتهالى يا فريد
فريد : عز ممكن تهدأ ومتتكلمش .. أنت كويس متخفش وهتقوم تروح معايا بس نطمن عليك
عز بنفس الإبتسامه : مبتعرفش تكدب يا دكتور .. ولو كدبت على الدنيا كلها مش هتقدر تكدب عليا .. مفيش وقت يا فريد .. إتصل بفريده عايز أشوفها

وقف فريد ينظر لعز ولم يجيبه فأعاد عليه عز كلامه
عز : يلا يا فريد

أومأ فريد برأسه وخرج وقام بالإتصال بفريده والتى هتفت قائله
فريده : ألو
فريد بحزن : فريده
فريده بقلق : فى إيه يا فريد مال صوتك ؟
فريد : عز
فريده وهى جاحظه العينين : ماله عز يا فريد .. جراله حاجه .. رد عليا
فريد بحزن شديد : إحنا فى المستشفى تعالى بسرعه عايز يشوفك ومتعرفيش حد عندك بأى حاجه

لم تجيبه فريده وإنما أخذت هاتفها ونزلت السلالم بسرعه كبيره وتوجهتت إلى خارج الفيلا والدموع تنهمر من عينيها وتدعو الله فى سرها : يارب .. يارب ... مش هقدر أعيش من غيره يارب

ولم تجد السائق بالأسفل فخرجت بسرعه خارج الفيلا وإستقلت سياره أجره وذهبت بإتجاه المستشفى

وما إن وصلت حتى نزلت سريعا من السياره وركضت فى ممرات المستشفى وهى تبكى والكل كان يتطلع إليها بإستغراب ولكنها لم تعبأ بنظرات أى منهم وما إن وصلت للغرفه التى أعطاها فريد رقمها حتى وجدت فريد يقف فى الخارج يبكى فتقدمت نحوه فى خوف شديد وهى ترتعد بشده وما إن وصلت إليه حتى وضعت يدها المرتعشه على ذراعه وهتفت قائله
فريده بإرتعاش وبكاء : عز فين يا فريد .. إوعى تقول إنه مات
فريد بدموع : إدخلى يا فريده هو مستنيكى

إستدارت فريده ونظرت للباب ومدت يدها المرتعشه ناحيه المقبض وفتحته بهدوء وما إن رأت عز حتى جرت مسرعه تجاه فراشه وأخذت تقبل يده ورأسه والدموع تنهمر من عينيها كالأمطار .. أما فريد فما إن رآهم هكذا حتى أغلق الباب وجلس على الكرسى بالخارج وأخذ يبكى بشده

أما بالداخل فما إن أحس عز بوجود فريده حتى فتح عينيه وهتف قائلا
عز بتعب : كنت عارف إنك مش هتتأخرى عليا .. حسيت بيكى من قبل ما تدخلى الأوضه
فريده ببكاء : عز .. متسيبنيش يا عز
عز وهو يرفع يده ويضعها على شعرها فى حنان ويربت عليه : إحنا قولنا إيه .. مش عايزك تعيطى يا فريده .. إحنا كنا عارفين إن اليوم ده هيجى
فريده ببكاء : مهما كنت عرفه يا عز .. مش قادره .. خليك معايا

عز بتعب : مش بإيدى يا فريده .. لو بإيدى كنت فضلت جنبك العمر كله ... فريده إسمعينى أنتى حبيبتى وأمى وأختى .. أنتى صبرتى معايا كتير أوى يا فريده .. ووقفتى جنبى كتير .. عشان كدا أنا مطمن على العيله كلها من بعدى عشان عارف إنك هتكونى وسطهم .. لميهم حواليكى يا فريده وإوعى يتفرقوا عن بعض .. دايما كونوا عيله واحده زى ما كنا طوول عمرى .. إوعوا تزعلوا أبدا على موتى .. أنا هفضل معاكوا .. روحى هتفضل محوطاكوا .. حازم يا فريده كان نفسه يكتب الكتاب متأجليهوش يا فريده .. وصيتى ليكى متزعليش حد لمجرد إنى موت .. متوقفوش حياتكم عشان أنا روحت ..أنا هكون دايما معاكى .. إفضلى فرحانه ومبسوطه دايما عشان أكون مبسوط أنا كمان .. المرسم بتاعى يا فريده خلى رؤى ترجع تعرض فيه لوحاتها .. متقفلوش المرسم خليه دايما مفتوح .. قولى لرؤى متزعلش .. قوليلها أنتى حته من قلب بابا .. وأنتى الوحيده إلى طلعتى زى بابا فنانه ... وخلى بالك من سليم يا فريده أنا عرف إنه بيحب رؤى وهيحافظ عليها .. هو الوحيد إلى بحسه شبهى وعارف إنه هو إلى هيقف وهيبقى عمود العيله من بعدى .. متنسيش تديله الوصيه يا فريده .. فى ليكى وصيه ولسليم وصيه وللباقين كلهم وصيه مجمعه .. وفارس خلى بالك منه .. أنا عارف إنه هيتعب من بعدى بس كونى جنبه يا فريده .. أنا عيشت طول عمرى بحبك يا فريده وهموت وأنا برده بحبك .. أوعدينى تستحملى فراقى .. عايزك تقفى ومتقعيش يا فريده .. عايزك تقفى فى العزا جامده ومتتهزيش .. أنا رايح لربنا ومش خايف .. هو عنده حجات حلوه .. أنا طول عمرى بحبه وبحاول إنى أرضيه عشان يرضى عنى وهو إن شاء الله هيكون راضى عنى

كانت فريده تستمع إليه والدموع تنهمر من عينيها بدون توقف وما إن إنتهى من حديثه حتى قبلت يده وأخذت تبكى فرفع هو رأسها ونظر إليها فى حنان ثم أمسك يدها وقبلها وهتف قائلا
عز بتعب : عايز أشرب يا فريده عطشان
فريده وهى تنهض من جواره : حاضر

وبالفعل خرجت من الغرفه وذهبت لتحضر له مياه ولكنها ما إن عادت حتى وجدت فريد يقف بجانب عز ويغطى وجهه فوقع الكوب من يدها وظلت تنظر لعز بصدمه ... وما إن لمحها فريد حتى تقدم نحوها وأمسك بها
فريد ببكاء : فريده إهدى كدا لازم تجمدى .. أومال الولاد هيعملوا إيه
جففت فريده دموعها وإعتدلت فى وقفتها وهتفت قائله : إتصلى بسليم يا فريد وهات أكلمه
فريد : حاضر

وبالفعل إتصل فريد بسليم وأعطى الهاتف لفريده والتى هتفت قائله
فريده : سليم .. فارس جنبك
سليم بقلق : لا يا عمتو .. مال صوتك ؟
فريده : عيزاك تيجى أنت وفارس .. بس خلى فارس يروح هو الفيلا وأنت تعالالى على المستشفى عند فريد
سليم : فى إيه يا عمتو حد حصله حاجه .. أنا عندى شغل هنزل إزاى !
فريده بعصبيه : سمعت قولت إيه يا سليم .. هتفضل تسألنى كدا كتير وبعدين خد أجازه ضرورى وخليها لفتره طويله
سليم بهدوء : حااضر يا عمتو
وما إن أغلق سليم معها الخط حتى هتف قائلا : يا ترى فى إيه وعمتو متعصبه كدا ليه .. ومين الى فى المستشفى .. إستر يارب

وتوجه سليم سريعا لفارس وإستقلوا سياره سليم وتوجهوا إلى الأسكندريه
وما إن وصلوا الفيلا حتى نزل فارس من السياره ولكن سليم أخبره أنه لديه أمر ضرورى سينهيه ويأتى إلى الفيلا مره أخرى فوافقه فارس ودخل إلى الفيلا

أما سليم فتوجه مباشره إلى المستشفى الخاصه بفريد وما إن دخل حتى سأل عن مكان وجود فريد فدلته الممرضه على مكانه فذهب إليه وما إن رآه حتى توجه إليه مباشره ولكن قدمه تسمرت فجأه ما إن رأى والده يبكى بشده وأخذ يبتلع ريقه فى خوف وتوتر ولكنه عاد لكى يسير مره أخرى تجاه والده وما إن وصل إليه حتى هتف قائلا
سليم بقلق : فى إيه يا بابا .. مالك بتعيط كدا ليه ؟
فريد وهو يحتضن سليم : عز مات يا سليم .. صاحب عمرى مات

ألجمت الصدمه لسان سليم ولم ينطق ولكن ترقرت الدموع فى عينيه وما إن إبتعد عنه فريد حتى هتف قائلا
سليم : فين عمتو ؟
فريد : تعال هى جوا مع عز

وبالفعل دخلوا الغرفه ورآوا فريده تجلس بجانب عز وتنظر إليه وهى كاشفه عن وجهه وما إن رأى سليم عز حتى إنهمرت الدموع من عينيه كالأمطار فنظرت إليه فريده ونهضت من جلستها ومدت يدها ومسحت دموعه وهتفت قائله
فريده : متعيطتش .. أنا جيبتك أنت هنا عشان عارفه إنك هتبقى مكان عز .. هو قالى إنك شبهه وأنا عرفه هو قد إيه كان بيحبك ومتأكده إنك بتحبه أنت كمان .. مش عايزه أشووف دموعك لغايه ما العزا يخلص خالص .. سامعنى يا سليم .. ودلوقتى روح خلص الإجراءات مع فريد عشان الدفنه ونعمل العزا
أومأ سليم برأسه ولم ينطق بكلمه واحده وإنما خرج كما أمرته فريده وذهب لينهى الإجراءات

وما إن خرج حتى هتف فريد قائلا : فريده كدا غلط إنك مجبتيش فارس .. هيزعل لو عرف إلى عملتيه ده .. لازم فارس يكون موجود
فريده : كلمه يا فريد .. قوله يجى وميعرفش حد من الى فى البيت خالص بإنك قولتله يجيلك المستشفى ومتعرفوش إن عز مات إلا لما يجى هنا عشان هيبقى سايق .. إتصل أنت بس عرف أمل بالى حصل عشان تخلى بالها من البنات هناك

أومأ فريد برأسه إيجابا وخرج لكى يهاتف فارس وما إن هاتفه حتى إتصل بأمل وأخبرها والتى شهقت ما إن سمعت الخبر ولكنه أخبرها أن تظل كما هى ولا تخبر أى شخص بما حدث

وما إن أنهى سليم الإجراءات لكى يخرج عز حتى ذهب مره أخرى لفريده وما إن دخل الغرفه حتى وجد فارس يبكى بشده فتوجه إليه وإحتضنه
سليم : إهدى يا فارس .. مينفعش كدا .. لازم تكون أقوى من كدا عشان أخواتك
فارس : أبويا يا سليم .. مات وسابنى
ربت سليم على ظهر فارس وما إن أحس به يهدأ حتى إبتعد عنه وإستدار برأسه لفريده وهتف قائلا
سليم : خلاص يا عمتو .. خلصت كل حاجه .. بابا بيجهز عربيه الإسعاف إلى هتنقل عمو للفيلا
فريده : ربنا يباركلى فيك يا سليم

وما إن دخل رجال الإسعاف ليحملوا عز ..حتى خرج سليم خارج الغرفه وإتصل بالفيلا فردت سنيه
سليم : داده بقولك إيه مين عندك فى البيت ؟
سنيه : جنى ودينا ورؤى وسليم الصغير
سليم : وحازم فين ؟
سنيه : خرج يا بنى من شويه
سليم : طيب .. بصى ركزى كويس فى إلى هقولهولك ده .. هتاخدى رؤى ودينا وجنى وسليم الصغير وتوديهم الملحق التانى عند ماما .. قولى لرؤى سليم جايب معاه ضيوف ومش عايز حد يكون موجود فى الملحق بتاع عمو عز خالص .. إياك يا داده أجى ألاقى أى حد
سنيه : حاضر يا بنى حاضر

وبالفعل توجهت سنيه إلى غرفه رؤى وطرقت الباب ودخلت
رؤى بإبتسامه : خير يا داده
سنيه : سليم جايب ضيوف وجاى وعايزكوا كلكوا تروحوا الملحق التانى
دينا بإستغراب : ضيوف مين ؟
سنيه : مش عارفه يا بنتى ... هو قالى كدا .. وقالى أقولك أنتى ورؤى وجنى وسليم الصغير تروحوا الملحق التانى
رؤى : طيب .. يلا يا دينا .. أنتى عرفه أخوكى لو كلامه متنفزشى ممكن يعمل إيه
وبالفعل خرجوا وتوجهوا إلى غرفه جنى وذهبوا جميعا للملحق الثانى من الفيلا
أما سليم فقام بمهاتفه حازم وأخبره أن يعود فورا إلى الفيلا

وبعد فتره
وصل سليم بسيارته وكان معه فارس فهو قد ترك سيارته أمام المستشفى فهو لم يقوى على القياده .. أما فريد فكان يستقل هو الأخر سيارته وفريده أصرت على أن تستقل عربه الإسعاف مع عز .. أما حازم فكان قد وصل قبلهم وجلس بإنتظارهم كما أخبره سليم
وما إن وصلوا حتى فتحت أبواب عربه الإسعاف وقاموا بإنزال عز وتوجهوا به إلى الداخل

فى ذلك الوقت
كان سليم الصغير يقف خلف الزجاج يتطلع على الحديقه حينما لمح والده وسليم وفريده وفريد يدخلون فهتف قائلا
سليم الصغير بفرحه : عمو سليم جه هو بابا
وجرى مسرعا بإتجاه الباب ليذهب للملحق الثانى فإنتفضت جنى من مكانها وجرت وراؤه
جنى وهى تجرى خلف سليم الصغير : سليم تعال هنا .. بابا هيزعق .. يا سليم

ولكن سليم الصغير لم يستمع إليها وظل يركض إلى أن وصل للملحق الخاص بعز وما إن دخل حتى وجدهم يدخلون غرفه كبيره فدخل ورائهم .. فوجد والده يبكى فوقف يتطلع إليه بحزن ووجد شخص نائم ومغطى فظل ينظر إليهم فى إستغراب

فى ذلك الوقت كانت جنى قد جائت وهى تركض وتهتف بإسم سليم وما إن وصلت حتى وجدت فارس ينظر إليها فى غضب
فارس بغضب : أنتى إيه إلى جابك هنا ؟
جنى بخوف : سليم جرى وأنا كنت جايه وراه

إلتفت فارس برأسه يمينا ويسارا يبحث عن سليم الصغير فوجده يقف فى ركن وهو خائف فذهب تجاهه وهتف قائلا
فارس بعصبيه ممزوجه بالغضب : أنت إيه إلى جابك هنا .. أنت مبتسمعش الكلام خالص .. مش سليم قال محدش يجى هنا
جنى وهى تقترب منهم : فى إيه يا فارس .. بتزعق للولد كدا ليه .. وبعدين منا مش شايفه حد غريب موجود يعنى أنت و........
قطعت جنى حديثها ما إن وجدت شخص نائم على الفراش ومغطى وهتفت قائله
جنى بخوف : مين ده يا فارس ؟
فارس بغضب : ممكن تخدى سليم وتروحى الملحق التانى
جنى : طب فهمنى الأول بس مي......

قاطعها فارس بعصبيه : جنى .. سمعتى قولت إيه
إنتفضت جنى وأخذت سليم الصغير والذى كان يبكى نتيجه صراخ والده وذهبت للملحق الثانى وهى تبكى

وما إن وصلت للملحق الثانى حتى أنزلت سليم الصغير على الأرض وذهبت وجلست على الكنبه وأخذت تبكى بشده فعقدت رؤى ودينا حاجبيهم فى إستغراب
رؤى : مالك يا جنى فى إيه ... بتعيطى كدا ليه ؟
جنى ببكاء : فارس زعقلى .. شخط فيا جامد قدام كل الموجودين
رؤى : أنتى إيه بس إلى وداكى هناك يا جنى
جنى ببكاء : ما أنتى شوفتى سليم إزاى طلع يجرى .. وأنا روحت وراه
رؤى وهى تنظر لسليم الصغير : كدا يا سليم .. شايف ماما زعلانه إزاى عشان بابا زعق

نكس الطفل رأسه فى حزن وتقدم من والدته ومد يده الصغيره وأخذ يمسح دموعها ثم صعد بجوارها على الكنبه وقبل وجنتها
فإبتسمت رؤى وكذلك دينا وهتفت دينا قائله
دينا بمزاح : يا سلام على الحنيه بتفكرنى بواحد كدا حنين برده
ونظرت لرؤى وغمزت بعينيها فإبتسمت رؤى بخجل

بعد فتره
قام فارس وسليم بإستدعاء من يقوم بتغسيل الموتى .. وكان حازم يجلس فى ركن فى الفيلا يبكى بشده ... وما إن إنتهى المُغسل وقام بتكفين والده حتى هتف فارس قائلا
فارس : إستنى ماما قالتلى إنها عايزه تشوفه قبل ما نقفل الكفن
فريد : خلوا بالكوا رؤى متعرفش حاجه لغايه دلوقتى ولا لميس .. لازم نعرفهم .. يمكن يكونوا عايزين يشوفوه هما كمان
هتف سليم بحده : لا رؤى لا ... هتتعب مش هينفع تشوفه ...
ثم صمت قليلا وهتف بعدها قائلا : أنا هقولها بنفسى

فأومأ فارس وكذلك فريد برأسهم إيجابا

ذهب سليم إلى الملحق الثانى وما إن دخل حتى نهض سليم الصغير وذهب إليه بسرعه وهو يهتف قائلا
سليم الصغير بفرحه : عمو سليم .. عمو سليم
حمله سليم وقبله على وجنته .. ثم أنزله وذهب بإتجاه والدته وهتف بجانب أذنها هامسا
سليم بهمس : أنا هاخد رؤى .. أنا عرفها بالخبر .. أنتى قولى لدينا والبنات

أومأت أمل برأسها إيجابا فتوجه سليم إلى رؤى وهتف قائلا
سليم وهو جامد الملامح : رؤى تعالى معايا عايزك شويه
رؤى بإبتسامه : حاضر

وبالفعل ذهبت مع سليم وخرجوا سويا إلى الحديقه فأغمض سليم عينيه وإبتلع ريقه فى توتر وهتف قائلا
سليم : رؤى أنا عايزك تكونى قويه .. وتبقى جامده كدا

قاطعته رؤى بضحك هاتفه : إيه إلى أنت بتقوله ده يا سليم
سليم بخوف : رؤى أنتى مؤمنه بالله صح
رؤى بإستغراب : أيوه طبعا .. ده سؤال يا سليم
سليم : وعرفه إن كلنا هنموت وكل واحد ليه عمر
رؤى بقلق : فى إيه يا سليم حد جراله حاجه
سليم بتردد : عمو عز .. عمو عز توفى يا رؤى

بهتت ملامح رؤى ولم تبدى أى تعبير فتوجس سليم من شكلها فهتف قائلا
سليم بخوف : رؤى .. أبوس إيدك ردى عليا .. أنتى سمعتى إلى قولته صح

ظلت رؤى تنظر إليه بدون أن تتحدث بكلمه واحده ولكن لمح سليم الدموع تترقرق فى عينيها
سليم بخوف : رؤى متخوفنيش عليكى .. قولى أى حاجه .. إصرخى طيب

لم ترد رؤى وظلت على حالتها وفجأه شعر سليم برؤى تترنح فى وقفتها وخاف أن تغيب عن الوعى فإحتضنها بقوه فإنفجرت هى فى البكاء بشده
سليم وهو يشدد من إحتضانها : هشششششش إهدى يا رؤى عشان خاطرى
رؤى ببكاء : بابا .. عايزه أشوفه يا سليم
سليم : لا يا رؤى .. مش هتقدرى
رؤى وهى تبتعد عنه : عشان خاطرى يا سليم
سليم : بلاش يا رؤى .. مش هتستحملى وأنا عارف
رؤى ببكاء : دى أخر مره .. متحرمنيش من إنى أشوفه .... عشان خاطرى
سليم على مضض : تعالى معايا
وبالفعل توجهوا للفيلا وكان سليم يضمها لصدره بذراعه وما إن دخلوا حتى وجدوا جنى ودينا يبكيان بشده فنظرت لهم رؤى وهى تبكى وتوجهت مع سليم إلى الغرفه التى بها عز

وما إن دخلوا حتى أحس سليم بإرتعاش جسدها وشعر بها تتشبث به بقوه فشدد هو من ضمها إليه .... وما إن وصلوا لعز حتى بكت رؤى بشده ولكنها لم تتحمل رؤيته هكذا بالكفن فخارت قواها فى الحال فإنتفض سليم ولكنه أمسكها جيدا وحملها وتوجه بها إلى الخارج ووضعها على الكنبه وما إن رأتها دينا حتى توجهت إلى سليم وهتفت قائله
دينا بخوف : رؤى .. فى إيه يا سليم مالها ؟
سليم : إطلعى هاتيلى أى برفيوم من فوق بسرعه
دينا : حاضر

وبالفعل صعدت دينا إلى الطابق الأعلى وأحضرت البيرفيوم لسليم وأخذه منها ورش بضع القطرات على يده وقربها من أنف رؤى ففتحت رؤى عينيها ببطء وأخذت تهتف
رؤى : بابا .. بابا
سليم : رؤى .. إفتحى عينك
ما إن رأتها فريده هكذا حتى ذهبت تجاههم بسرعه وهتفت قائله
فريده بخوف : مالها رؤى يا سليم ؟
سليم : أغم عليها أما شافت عمو عز
فريده بعتاب : وليه سليم دخلتها بس ؟
سليم : مرديتش .. كانت عايزه تدخل .. مقدرتش أمنعها ... عمتو خليكى جنبها أنا لازم أقوم عشان الدفنه
فريده وهى تربت على كتفه : روح يا بنى .. أنا معاها أهو متخفش
وبالفعل توجه سليم إلى الغرفه مره أخرى وقاموا بوضع الجثمان بالصندوق وحمل الصندوق سليم وفارس وحازم وفريد وتوجهوا به إلى العربه المخصصه لنقل الموتى وتوجهوا خلفها بسياره سليم

وما إن إنتهوا من دفن عز حتى عادوا مره أخرى إلى الفيلا لإستقبال الناس القادمون للتعزيه
وطوال الثلاث أيام الخاصه بالعزاء كان سليم جامد الملامح .. لا يبكى ولا ينام على الإطلاق

وفى اليوم الثالث من العزاء
جلست فريده مع العائله حيث أمرتهم بالإجتماع فى فيلا عز بعد ان أعطاها المحامى الثلاث وصايا
جلست فريده وهتفت فى حزن شديد : عز الله يرحمه كان عنده كانسر فى الرئه

شهق الجميع بصدمه ولكن فريده أكملت حديثها قائله
فريده : محدش كان يعرف إنه عنده المرض ده غير أنا وفريد وهو بس هو مرضيش يشيل حد الحمل ده .. لما شاف فى عينى الحزن مقدرش يستحمل وقالى إنه مش هيعرف حد .. فريد هو أول واحد عرف لإنه كان متابع حالته بنفسه ... مقدرش يشوف فى عنيكوا الحزن ولا الخوف وأنتوا مستنين موته فى أى لحظه .. حاولنا كتير إننا نعالجه بس للأسف مكانش فى أى أمل كان وصل لدرجه متأخره جدا ... عز بيتعذب بقاله 7 شهور

ثم صمت قليلا وأكملت حديثها مره أخرى : عز ساب 3 وصايا .. وصيه لينا كدا ووصيه لسليم ووصيه ليا ... الوصيه بتاعتنا كلنا سليم هيقرأها

نظر سليم فجأه لفريده فأومأت برأسها إيجابا ..وأكملت حديثها : أما الوصيه بتاعه سليم فهو حر يقرأها معانا هنا أو لوحده .. ووصيتى إعذرونى عايزه أقراها لوحدى

ثم أعطت لسليم الوصيه والمكتوب عليها للجميع وفتح سليم الظرف وأخرج الورقه وبدأ يقرأ

" فريده .. حبيبتى ورفيقه عمرى .. الست إلى عشت معاها أجمل أيام حياتى .. فريد صديقى ورفيق دربى .. ماما ناريمان .. الست إلى عوضتنى عن أمى وعاملتنى زى إبنها بالظبط وزمان إدتنى فريده وحطتها أمانه فى عينى وأتمنى أكون قدرت أشيل الأمانه دى يا ماما زى ما كنتى بتتمنى .. أبنائى الأعزاء
أولا : أشكركم على الأيام السعيده التى منحتونى إياها .. إستنوا كدا يا ولاد إيه النحوى ده .. أيوه إضحكوا مش عايزكم أبدا زعلانين
أنا عايز أعتذرلكم إنى خبيت عليكم مرضى .. بس مكنش ينفع تشيلوا الحمل التقيل أوى ده .. كنت عايز السعاده تفضل موجوده فى بيتنا لغايه ما أودعكوا مؤقتا .. أه مؤقتا ما هو حازم قال إنه لما يتجوز هو ودينا لو ربنا كرمهم بولد هيسموه عز .. طلعوه رسام زيي و قعدوه فى أوضه الرسم بتاعتى .. خلوه يحب الرسم من وهو صغير .. أوعى تضايق دينا يا حازم أو فى يوم تزعلها .. أنا عارف إنك بتحبها فبطل حركاتك دى ومتأجلوش فرحكم وإتجوزوا علطول .. أنا هبقى معاكم وفرحان بيكم
فارس أنت كنت سندى فى الدنيا .. إضحك يا بنى ومتزعلش أنا متأكد إن سليم هيفضل جنبك زى ما فريد وقف جنبى لحد أخر لحظه فى عمرى .. خليكم سند لبعض .. غطا لبعض يا فارس .. سليم الصغير هيطلع نسخه من سليم الكبير خلى بالك منه .. سليم أنت بقى ليك وصيه لوحدك هتعرفها لما تقراها .. لميس خدى بالك من ولادك وجوزك وبطلى تفترى على الراجل أنا عارف إنك بتحبيه ومتأكد إنه كمان بيحبك .. رؤى قلب بابا وعمر بابا كله .. رؤى عز الدين حرم الرائد سليم فريد .. خلى بالك من نفسك وإسمعى كلام خالو هو دلوقتى مكانى .. وخدى الدوا بإنتظام لو بتحبى بابا ... كريم ركز فى شغلك وبطل تاخد حازم قدوه ليك يا بنى .. كان نفسى أشوفك مع عروستك بس عمرى كدا ....... وأخيرا أحب أقولكم أشوف وشكم بخير
فريد خلى بالك منهم .. مع السلامه يا صديق عمرى "

ما إن إنتهى سليم من قراءه الوصيه حتى رفع رأسه عن الورقه فوجد الجميع يبكى بشده .. فطوى الورقه ووضعها فى الظرف وأعطاها لفريده .. أما فريده فأعطته الظرف الخاص به

فتنتحنح سليم وهتف قائلا : أنا هطلع أقرأ الوصيه فى الجنينه .. عن إذنكم
وبالفعل خرج سليم إلى الجنينه فهتف حازم قائلا
حازم بقلق : فارس سليم هيجراله حاجه كدا .. ده متكلمش مع حد من يوم وفاه بابا
أمل بقلق واضح : ولا حتى أكل حاجه ولا بينام وكل أما أدخل عليه ألاقيه سرحان .. وأما أنادى عليه مبيردش كإنه مش سامعنى
فريده : سيبوه .. هو بس بيحاول يستوعب إلى حصل و هيبقى كويس إن شاء الله أما يقرأ الوصيه .. أنا متأكده من كدا
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1