رواية ساقي الود الفصل الثاني العشرون بقلم هاله ال هاشم
قُلْتُ يَوْمًا، إِنَّ فِي عَيْنَيْكِ شَيْئًا لَا يَخُونْ
يَوْمَهَا صَدَّقْتُ نَفْسِي
لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُ شَيْئًا
فِي سَرَادِيبِ الْعُيُونْ
كَانَ فِي عَيْنَيْكِ شَيْءٌ لَا يَخُونْ
لَسْتُ أَدْرِي.. كَيْفَ خَانْ؟
فاروق جويدة
.
.
.
______ ود ______
- تتساقط دموعي على الشـاشـة مثل قطرات الندى ، و تذوب من الالم فوك حروفـه :
غَياث :: ارجعي !
- كم ارجعي دزلي و كم وعد ، و يمين و عهد بأن ما يسويلي شيء بس گون ارجع ،، ما ارسلتله رَد ، قفلت الجهاز و ظليت اشهك و صوت شهكاتي ربكت حتى السايق الي ظل يحوقل
و يستغفر ، ما سألت ربي النجـاه و لا تيسير الطريق و احنـا بنية ، سألته شيء واحد ، بس يربط على قلب غَياث و يخفف لوعتـه ، اعرف السويتـه ذنب لا يُغتفر واعرف بهروبي يمكن راح افتح على اهلي هناك ابواب الجحيم ، و يمكن راح تصير كوارث الها اول ما الها تالي لكن الانسـان من يوصل مرحلة من اليأس
يختار اي حل حتى ينقذ نفسـه و لما يتخير ما بين الحياة و الموت يختار اي حياة حتى لو جانت بائسة لان مواجهة الموت مو شيء سهل الا اذا كان موت رحيم ممكن يستسلم و يرفع الرايـة بس بحالتي ما شفت اي رَحمة ، كنت اتمزق كل يوم
و أُنهش مثل الفريسة دون رحمة و محد يسمع صوت أنيني
و لا ايد انمدت الي و انتشلتني من الضيـاع ،
اغفى و أَكعد و ما اسمع غير هدير محرك السيارة وهي تشق طريقها وسط الظلام و تمشي بأَقصى سرعتها ، أَريد افرق شفايفي و اسأل السايق ، شگد باقيلنـا من الوقت لكن ما گدرت
اصطكت اسناني و موجـة برد اجتاحت جسمي خلت عظامي
ترجف ، افرك زندي براحـة ايدي عسى ان ادفى ، لكن البرد اذا جـان بنص الگلب شيدفيـه ؟
غُفيت و جـانت آخر غَفوة ، صحيت وكدامي صارت اقواس المدينة و عبارة ( مدينة بغداد تُرحب بكم ) ، فَزيت من مكاني
ممصدكـة ، وصلت أَخيراً ، ياربي دَخيلك ، بچيت بصوت مسموع مثل السجين و كالوله افراج ، بس عبرنـه السيطرة
الولد تكتر على جهة و توقف ، جر تلفونـه و ظل يرسل مسجات
انعصـر گلبي و خفت ، سألتـه : العفو اخويـه ليش وكفت ؟
باوع بالمرايـة الامامية وجاوب :
السايق :: خويه انه هذا حدي وياچ ، هسه يجون اهلج ياخذون الامـانه ؟
- بعدني افكر بكلامـه و معناه واذا بيـه ينزل و يسلم على اخر انسـان بهذهِ الدنيا اتمنى شوفته ،
انقبض گلبي و بهذهِ اللحظة تمنيت افتح الباب واشرد بس وين اولي هيمة و برد و دنيـا ليل !
باوعت للجـامـة ، واكف بأستقامـة بالزي العسكري يحجي ويا السايق بملامح مشدوده و يأشر بسبابته بتحذير ، جر من جيبه صفطـة فلوس و انطاه ، و رأسـاً فتح الباب ، نصـه راسه
ابتسملي و تكلم بنبرة عَابثـة :
عزيز :: نورتي بـغداد يـا هَيل !
- انمغصت معدتي ، اندفعت للجهـة الثانية فتحت الباب و نزلت امشي و اتلفت خايفـة يلحكني ، أشر للرجال يروح و صعد سيارتـه ، ركضت مسرعـة و ماعرف وين رايحـة ، تقرب بمحاذاتي و يصيح :
عزيز :: لچ مخبلة وين موليـه بهاي الهيمـه ؟
- احجي بأنفاس متقطعـة ، ولي انت من وجهي و روح ترى اشتكي عليك
قهقه بصوت عالي ، و شخط السيارة بأقصى سرعـة بحيث وكف مسافـة گدامي ، طبك و نزل يمشي بسرعة بأتجاهي ، لكيتني اتقهقر بخطوات يائسة للوراء ، امشي و افرك بخاصرتي ، صاح :
عزيز :: راح تتمرضين ، و يطيح حظج توكفين لو اجي اسحلچ بنص الشارع ؟
- تعبت من المشي ، من المراوغـة من وضعي وكل شيء وكفت واستداريت بمواجهته ، شلت نقابي و صرخت :
شتريددد ، مكفاك السويته بيه ، ظليت الطم على وجهي
عزيز :: بت السطل منـا شارع ، فضحتينا انعل يومچ
- تقرب راد يلزمني ، صرخت :
ديربالك ، والله هسه اذب روحي جوه السيارات
عضّ اصبعـه بنفاذ صبر ، و يأشر على گلبه
عزيز :: لچ اااخ ،، لومـا هذا و روح ابوي چان انه ذَبيتج جوه السيارات ، لچ هم الچ عين و تحجين ، امشي اصعدي للسيارة
احسن الچ
- مـا اصعد وياك لو تموت ، هسه اخابر سعاده و العب بيها طوبة ، عود شنو تدزك اليه ؟!
عزيز :: شوفي لچ ، جري عدل و امشي اصعدي ، سعاد ببيت نجيبة ، ما نكدر نخلي السايق نفسـه يوصلچ كلشي يصير يلزمونه براشدي واحد يعترف على مكانج ، عرفتي يالذكية
- باوعت كلامـه منطقي ، وكفتنا هنا غلط من غير البرد الكص عظامي ، مشيت وياه بيأس ، مستلسمة لكل شي هالمرة حتى گلبي بطل ينبض سريع ، و تجمد كل احساسي بهذهِ اللحظة
شلون دنيـا الي خلّتني الوذ بعزيز ، لا اب بي حظ و لا اخ يسندني ، صعدت ويـاه للسيارة و عيوني لحظة وحدة ماسكتت اخر شي فاض بيـه و همس :
عزيز :: مو كافي بچي ،، كل الصار الج و الي سببه انتِ ، لچ شكد كتلج انتِ مو گدهم ذوله ترباة دوواين ، ما يتقشمرون بسهولة ، ورطيني و ورطتي نفسج ، لا بعيني الكم شهر الي نباكن من عمري و اني نايم و لا همني نص مصاريني تكطعت
بس زواجج من هذا ااااخ !
ضرب الستيرن حيل و أسترسل :
عزيز :: ناااري ،، لچ ناري ما جاي تهدأ ، لج كتلج اكتله و ما يبين شي ، طلقه تايهة بكصته و ينتهي الموضوع ، هسه احسن
لمن حطوا عليه عهد اليوكع من السما على ابنـه انتَ الملام ، لج شسوي بيج هسه ضيعتي المشيتين !
- كاااافي ،،، كاااافي لا تسوي نفسك براسي شريف وكل الي صارلي بسببك انت ، من وره تهورك ورعونيتك راحت بنية مثل الوردة و راح شبابي و صحتي و عقلي ،لك الك عين و تسولف
حرامات كعدت مثل الصلّ حتى الموت ما گدر يكرفك لانك واحد عار !
اشتعل من الغيض، و دار الستيرن بحركة جنونية خله راسي ينردم بالجـامه !
- الله لا يوفقك تريد تموتنا !
عزيز :: لججج اسكتي ما اسمع صوتج ، هين اني تكوليلي عار مو بت سليمان الناقص
- اذا ناقص شكو تشتغل وياه ، لو فلوسه حلوة معلوم طول عمرك تعبد الفلس
عزيز :: تنلصمين لو الصمج بطريقتي ؟
- سكتت ، افرك بصفحة راسي ، فلشني الله يفلشـه ، طلعت تلفوني من الجنطـة قبل لا افتحه ، جره من ايدي و صرخ :
عزيز :: رحمة لامچ لا تبلينـا
- رجعة الي عزيز ما راح افتحه خلص
طلع الشريحة و ذبها بالشارع و رجعلياه ،
عزيز :: اني اجيبلج تلفون و شريحة هذا لا تستخدمي بعد
- ما اريد منك شي ، وصلني و انتَ ساكت
عزيز :: يطبچ مرض
- مرض بگلبك جاوبته بداخلي ، سكتت و كملنا الطريق
وبعدما حجينـا ، وصلنـا لبيت نجيبة اخيراً بعدما ختمت القران بگلبي خفت يتروعن و يسوي بيه سالفه ، طبك يم بيتهم :
عزيز :: امشي انزلي گدامي
- نزلت بخطوات مسرعـة ، ادك الباب و الجرس سوة ، لحظات قليلة و فتحت الباب سعاد ، دخلت بحضنها مثل طفل تايـه ولگه امه :
بچيت بحضنها وهي بچت ، و على حسّنا طلعت نجيبة تمشي بالگوه ، هي تصير مرة عمو فاضل اقارب امي من جهة الخوال بيضة مربرة تخبل عبالك مسيحية ، كبرانـه اخر مرة شفتها جنت باول كليه انتقلوا للسكن بتركيا و عافوا بيتهم ما باعوه ،بس هسه جايه تريد تصفي امورها بالعراق و ترجع لاهلها ، اخذتني لحضنها ، باستني و صاحت موجهة كلامها لسعاد :
نَجيبـة :: هاي شنووو دادة ، كلما جالها تصير نسخة من وداد ،
- ابتسمت الها ماعرفت شأرد ، اجـه صوت عزيز ورانا
عزيز :: السلام عليكم
نجيبة و سعاد ردوا تحية السلام ، امـا اني عفتهم و مشيت اريد ادخل جوه
صاح بنبرة مستفزة يحاجي سعاد :
عزيز :: تفضلي ،، هاي فوكاها ؟
سعاد :: ميخالف حبيبي فوت هسـة جوه ، الدنيا باردة
- وكفت عند كلمتها ، نسيت البيت مو بيتي و نسيت نجيبة واكفة ، انداريت اصرخ :
وووين يفووووت ؟ اذا فات جوه اني اطلع !
سعاد :: عيب هالتصرفات ود ، لا تصيرين رَعنة
نجيبة :: صلّوا عالنبي يا جماعة ، منـا جيران امشونا جوا نتفاهم
- من رخصتچ خالة ، هذا اذا دخل جوه اني مالي ظلة بالبيت
عزيز :: هذا منو لچ قندرة ! مو اجي ادوس ابطنج و انعل ابوج لابو اليطلعلج
- احترم نفسك ، واحد سافل امشي يلا اطلع !
سعاد :: ود
- عيونـه صارت بگصته ، اخذني تدفع لداخل البيت سعاد
و نجيبة يتوسلّنه يتركني وما يسويلي شي
دخلنا للصالـة و كبت العيطة بيناتنا ، صرخت :
ايدددك لا تلمسني لا العب بيك طوبة
ضحك بسخرية ورفع ثنين ايديـه بالهوا
عزيز :: العفووو نسيت انتِ صرتي مدام متزووجة
- اي متزوجة و متمد ايدك بعد لا اخليهم يكصوها و يعلكونها بركبتك
كفر و دفر الباب چلاق فلشه ، ظل يلعن و يفشر على اهلي
اخذتني نجيبة لوحدة من الغرف و سعاد بقت يمـه تهديه ،
سعاد :: حبيبي روح هسـة ، ترى مو بعقلها البنية مبينة مسحورة ، خبلوها الميخافون الله
عزيز :: تولي هالطايحة الحظ ، و ما اروح شو كاعد على گلبها
- حَسيت الدنيا ضاقت عليه ، مشاعر مختلطة بين الندم
و الحسرة و شعور الخلاص ، بس خلاصي اجـه متأخر مثل واحد سبح بعرض البحر ايام متواصلة و وصل للضفة هلكان
حسيت جمجمتي تفطرت و گلبي تقسم لالف وصلة ، اختنكت
و اشتهيت اصرخ ، عفت نجيبة المدري شنو چانت تحجي وگُمت متوجهـه لعزيز ، كورت قبضـة ايدي و لگمته على حلگة بكل ما املك من قوة بحيث وجهه افتر ، رجع باوعلي مبهوت
همست گازة على اسناني :: اطلععع ما اريد اشوفك
عزيز :: هاي شنو بت وداد صايرة شرسـة لازم نسيتي عزيز وشيكدر يسوي
- عيونـه تحدقلي بنظرة حقيرة صَحت كل جرح بيـه ، انتفضت الطم على وجهي بقوووة :
- ما نسيت ،، ما نسيت ،، ما نسيت
تهاويت للارض ، انعدمت الرؤيا بس احساس الوجع حاضر جسمي يهتز بقوة ، اخر صوت سمعته و تمنيت يكون صحيح
نجيبـة :: يمه البنية ماتت !
.
.
.
______ بيت الشيخ يعقوب _____
كاعد الشيخ بهدوء بس عيونه تفتر مثل عيون الصگر ترمقهم واحد واحد ، وجوه الرجـال متجهمة و وجوه النسـاء مرعوبة ، كمـا هو معلوم بالعرف العشائري ان الغلط التسويه وحدة منهن راح يعم عليهن جميعاً بصورة او بأخرى ،
صمت مُدوي لايسمع فقط ضربات قلوب تقرع بقوة ، كاعد مدنك راسه عاصر كَفيه كمحاولـة لسحق الألم الي يعتصر قلبـه
اجـه صوت الشيخ بخشونه موجه كلامـه لحفيده :
يعقوب :: مرتك وييين ؟
رفع عيونـه لجده بنظرة تحمل الف كسرة وجرح ، انشگ صدره
و هو يحجيها :
غياث :: ماهي ،، شردت !
انتفض الشيخ و كل اوصـاله ترجف :
يعقوب :: شلون انهزمت يعني ؟
غياث :: چانت طالعـة للسوك ويه البنات ، مناك مغافلتهن
و شاردة
الشيخ :: هذا شلون حجي ، زين خابرت اهلها ، يجوز رايحتلهم
غياث :: خابرت يا شيخ ،، كالوا ما جايتنا ، و جايين بالطريج
- چان يتكلم بصعوبـة بالغـة مثل الواحد الي ديسحبون منـه الروح بحبل ، هاي مو كسرة گلب ، هاي كسرة عهد و ميثاق وشرف و منين من الانسـانه العشكها كثر من اي شيء ثاني بالوجود من الحلم الكضى عمره يتانيه ، من النجمة الكطع گلبه حتى يلوحها ، جان ما يعرف شلون يفكر و لا شنو يسوي بس شي واحد يفتر بدماغـه شلون يلكاها و يتفنن بعقابها ، اجـه صوت جده و بدد كل افكاره :
باوعلـه الشيخ و الألم يكطع بگلبه وحدة حاسّ بمعاناته ويعرف شلون جاي يحتضر وسط هذهِ النكسة ، ارتعد گلبه بخوف خشية ينعاد ماضي ابنـه بحفيده ، وجه كلامه للنساء بلهجة تحذير :
يعقوب :: اسمعنّي زين ، من هاي الساعة بيبانچن تنسد
و رجليچن تنكف ، لاحد يدشلچن و لا تسيرن على احد چلمة وحدة ما تطلع برا البيت منا لما نشوف شلون تنحل ، ما اريدن حرمة غياث تتصيح ، يجون اهلها و نتفاهم و انتَ يبن جابر ، لا تحني راسـك موش ابن جـابر التكسره مرة
البدويـة :: السموحـة منك شيخ ، السوته بت سليمان ما ينسكت عنـه ، حالها حال النهبت ...
قاطعها ابنها بصوت هز الحيطان هز :
غيـاث :: خاتووون!!
البدوية :: شكلت انه ، گلت الحك حرمتك مسّت شرفنا كلنا خن نكول حجرنا روحنا ابيتنا و ماطلعت السالفة چم دوب نضملها وهي مسويه فاينه بكبر راسها
لفت عالشيخ و استرسلت :
البدوية :: السموحـة منك شيخ ، اكولن خل غياث يطلكها
وحلها ويه اهلها بفصل عاد هم يدورون بتهم و يحاسبونها
تجادحت نظرات غَياث ، كام انتفض لكن قبل لا يهجم تكلم الشيخ :
يعقوب :: غَياث !
باوعله غياث بقلـة صبر و گأنه يگله اترك الوحش البداخلي يتحرر و يحركني و يحرككم كلكم !
ناجاه الشيخ بنظرة توسل ، بقى واكف لكن سكت يتحامل على وجعته مثل واحد يبتلع شظايا كزاز
خاطب الشيخ البدوية بتحذير :
يعقوب :: عالية !! لمن تحجي الزلم ،، النسوان تسكت و ما تدخل مفهوم يو اعيد كلامي بصيغة لخ
- تفشل وجهه و كام ينطي الوان ، نزلت راسها وتمتمت بخفوت:
البدوية :: مفهوم شيخنا
يعقوب :: گومن فزن لشغلچن ، و ممنوع چلمة تطلع برا ، وان سمعت حرف واحد طالع برا هالديوانية احسبن الله ما خلقچن
سمره :: السموحـة شيخنا ، اذا اجو بيت عمي ابوهيثم شنكللهم ؟
يعقوب :: بنية و مسيرة لاهلها غاد چم يوم ، غير كلام ينگال لساناتچن ينكصن !
- طلعن وحدة تردم باللخ و قبل لا تلحكهن البدوية استوقفها الشيخ بآخر تحذير :
يعقوب :: عاليـة !
البدوية :: آمر شيخ ؟
يعقوب :: حجرة المرضى تسدينها هالايام و تستسمحين من الوادم
البدوية :: بس ياشيخ ، النسوان على ساعة تطيح و ان جان عالحجاية وعد مني ما تطلع ....
قاطع بصرامـه :
يعقوب :: ام غيييث ، لا تخليني اعيد الكلام مرتين بويـه ،
و خليها ابالچ ، الصيحة ما تلحك الحرمـة وبس حتى زلمتها يتصيح بالسلف ، يرضيج ولدج يمشي مدنچ راسـه بين الوادم
- دنكت راسها و بحنق واضح ردت :
البدوية :: لا ما يرضيني ، و ما عاش الي ينزل راس ولدي
الشيخ :: لچن اسمعي الكلام بويه
البدوية :: امر شيخ
****
- بعد مرور وقت قليل ، چان يتلظى بيها غَياث على لَهيب الجَمر ، عاجز ان يخلي عينـه بعين جده او عمـه و هارون الي يباوعولـه بنظرة اسف ،
أَخيراً وصل سليمان الي ملامح وجهة تطشرت و كأن مرشوش عليها تراب يصيح : بنتي وين ؟
يعقوب :: بنتك شردت يسليمان
سليمان :: حجيش هذا ، شني يعني شردت ؟!
باوع لغياث و راح يسـأله :
سليمان :: بنتي وين يغياث ؟
- رُمقـه غَياث بنظرة لاهبـة بس تشم ريحة معاتب بعد ، توج بيهم نار متخلي منهم شيء
يعقوب :: اكعد يبو ود و خلنا انتفاهم
سليمان :: ما بيني و بينكم اي تفاهم ، انه مخلي بنتي عدكم
بيت مليـان زلام واحدهم ما يفوتـه الباب ، كلولي شلون ضاعت البنية ؟
يعقوب :: بنتك طالعة ويه خياتها للسوك و مناك مختفية
صفك ايده سليمان بعصبية :
سليمان :: موش شغلي طالعة للسوك رايحة للكبور اريدن بنتي منكم
اندار بمواجهة غَياث و صاح :: جيبلي بنتي غَياث !
اومـأ راسـه غَياث ، همس :
غياث :: تـم ، راح ادورها لچن من الكاها شنهي العمل ذيج الساعة يسليمان ؟
سليمان :: هاي جدام الشيخ احجيها ، انه فصالك يغياث طلكها و عرس ، و تكاليف عرسك كلها بهاي الركبه بس تنطيني بنتي انه احاسبها هيج تكول الاصول يو لا يبو جابر
اومـأ راسـه الشيخ بأسف :
غَيـاث :: خل الكاها يسليمان ، ساعتها لكل حادث حديث
سليمان :: ممنوع تجيس شعره منها موش گبل ما اشوفنها
و اسمع منها وين چانت و ليش شردت ، و قـد اعذر من انذر
گال كلامـه سليمان وطلع ، امـا غياث فاض بيه الألم و ما عاد يتحامل على كسّرته بعد ، ترك جده و ركض متوجـه لغرفته ، جر سلاحـه و نزل يركض عيونـه ما تشوف احد گدامـه غير شلون راح يلكاها و ينفذ بيها انتقامـه و يا ويلها لو چان الي يفكر بي صحيح، صاح الشيخ على هارون و مهران يلحكونه قبل لا يسوي شيء يندم عليـه ، فهيچ امور ما تنحل بالقوة و المكان القاصده مو مثل ديرتهم ،
لحكوه الزلم و مكدروا يوقفون بطريقـه ، انعمت بصيرتـه بالغضب و عقله يندد بصوت الانتقام، نسى نفسـه من يكون
رفع سلاحـه بوجههم و كان مستعد يرمي اي رجل يقف بطريقه حتى لو كان الشيخ نفسٰه ، تهاوى الشيخ يصفك ايد بأيد وعرف
الي امـامـه الان مو غَياث و لا الساقي ، بل الوحش الي خلص عمره يروض بيه بالبوادي و البراري ..
مهران :: ترفع سلاحك بوجهي يبن جابر ؟
غياث :: ميل عن دربي عمي گبل لا ارميك و أَجتل روحي هنا ، ميلو عني اكللكم
هارون :: هدي يخوي ،، مو هيج تنحل الامور ، هناك مو مثل هنا ، يروح يدبرلك مكيده الناقص هذاك
غيـاث :: ميلو عني ! ،، صرخ و رمى صليه بالجو خلتهم يتراجعون للوراء
يعقوب :: مهرااان ، بسّك بويه ميل عن دربه خلّه يروح هذا الموجف گدامك موش غياث
- ابتعدوا عنـه مسافة قليلة ، صعد لسيارته و انطلق بأقصى سرعته ، اشرلهم الشيخ يتبعونـه ، حطوا روحهم بسيارة
و لحكوه .
.
.
.
___احد مستشفيات بغداد ____
- اصوات اعرفها و ريحـة ديتول قَويـة ، عرفت اني بالمستشفى بس مـا اريد افتح جفوني و لا اشوف بشّر اريد ابقى نايمـة ، بمعزل عن هذا العالم الي لاهو و لا ناسـه رحموني ، لكن لو تركتهم آني راح يتركوني ؟
الدكتور :: ود بابا دتسمعين صوتي ؟
- اسمعك دكتور ،، اطمئن خوش سويت شغل وما خليتني اموت !
سعاد :: شنو هالحجي ماما، استغفر الله ياربي كولي يا الله حبيبتي ، دكتور اني شرحتلك وضعها ، عدها مشاكل ويه زوجها و عيالها
- فتحت عيني وصفنت عليها شلون تسولف للدكتور بخصوصياتي غصبـاً عني دخلت بنوبـة ضحك ، هذا الضحك الي يوجع الروح ، صافنين عليـه ثنينهم ، يمكن عبـالهم تخبلت ولكيت ضحكاتي الأليمـة تتحول لشهقات و غصات شرحت كل تخبطاتي ، ما قاطعوني ، تركوني اطلق سراح اوجاعي الوحدة تلو الاخرى ، الى ان توقفت ،، مو لان انتهت احزاني بس لأن تعبت ،
سعـاد تباوع بحالة ذهول يمكن بطلت تستوعبني، لكن الدكتور جرلـه كُرسي و كعد بجواري ، يسألني اسئلة روتينية و اجاوبه اجوبـه دبلوماسية الى ان دخل بالمفيد
الدكتور :: اسمعيني بـابـا
- لا تگلي بـابـا ، اكره هذهِ المفردة !
الدكتور :: خلص نكولج مدام ود شنو رأيچ ؟
- هزيت راسي برضا .
الدكتور:: مدام ود ، تسمحين اقترحلج دكتور نفسي شاطر ؟
- تلاكت نظراتنا آني وسعاد ، رجعت باوعتلـه بأبتسامة ساخرة
الدكتور :: هاه ، ما عجبچ اقتراحي او حَسيتي نوع من الاهانـة
اسمحيلي اشرحلچ ترى الصحة النفسية جزء لا يتجزأ من الصحة العامـة ، و الاضطرابات النفسية تأثر بشكل مباشر
و سَلبي على حياتج اليومية ، علاقاتج بالمجتمع و غيره
وصدگيني التشخيص المبكر يساعدج على التعافي بشكل اسرع .
- هو يسولف و آني احس بوجهه كام يتكرر حتى صوتـه صرت اسمعله أكثر من صدى بالمكان ، ضغطت على صدغي رأسي حتى اركز و هم مدا اركز
سعاد :: دكتور عيني ، كلامك منطقي و اساساً هي مراجعـة دكتور سابقاً ، و شخصها بالمنخوليا وجان المرض ببدايته گدرنا نسيطر عليه بالعلاج و نمط الحياة بس من تزوجت الامور صارت نحو الاسوأ حتى العلاج صار ينطي نتائج سلبية وتفاقمت الحالة هلوسات و تخيلات ..
باوعلي الدكتور بأسف و اقترح اراجع دكتوري فوراً ، تمنالي الشفـاء و قبل لا يطلع اوصى الممرضى تنطيني علاج اضافي بالمحلول الوريدي ، و هذا العلاج اعرفـة نوع مهدء كلش قوي
لحظات قليلـة و استسلمت لنوم عَميق ،
مابين الحلـم و الواقـع تخيلي سمعت صوت سعاد تبچي وعزيز
يسب و يتوعد و بس طاري غَيـاث على لسانهم ، بؤبؤي يتحرك جوه جفوني مثل الواحد الخايف يفتح عيونه و يلكه نفسه بنص المصايب ، لـكن لا مفر من الواقع و الي زرعتـه بيوم لازم اجنيه ، فتحت عيني و بالفعل ثنينهم كانوا وياي بنفس الغرفة
همست بوهن :
شبيكم ؟!
انداروا عليـه ثنينهم ، مسحت عيونها سعاد و عزيز صاح :
- ماكو شي
- لا واضح مـاكو شي ، سعاد ما تبچي اذا مو صايرة كارثـة حقيقية ، احجولي غَيـاث بي شي ؟
تجادحت عيون عزيز بغضب لاهب ، صرخ
عزيز :: هذا الهـامج هسه صخمان بي شي لو لا !
- صخمان بعينك ، احجي عدل
عزيز :: شوفيها شلون تتجاسر بنت السكط مو صوجها صوجي اني المطي الي نجريت وراها
سعاد :: اتركها هسه عزيز ترى حالتها ما تسمح
- شصاير غير افتهم ، ليش دتبچين وليش صوتچ هيج ؟
جـر الستول حيل وحطه بصف سريري ، گعد يحجي وياي
و عيونه مفتوحـه على وسعها :
عزيز :: تريدين تعرفين شصاير ؟!
- هزيت راسي بـ أي ، بس من عيونـه عرفت اكو مصيبة
عزيز :: رجلج المتخلف ، جاي لبيت سليم و داكـه و مخلي المنطقة داخلـه انذار بس و الله شاربي موعليه اذا ما اشتكيت عليه اربعـة ارهـاب
- لحظة ،، لحظة شنو داكـه مفهمت ، المنطقة شلها علاقة ؟
دفـع نفسه ليوره يبتسم بسخرية و يفرك راسـه ، رجع مرة لخ :
عزيز :: لازم ما تعرفين الدكـه العشائرية ، لچ رجلج مفرغ شواجيره بيت سليم خارط واجهـة بيته كلها و ....
- نشغت و ضربت صدري ، عزة سليم خوما بي شي
سعاد :: يا ما بي شي غير طالعه عود يتفاهم وياه ،ساحله للشارع و كاتله حتى منزعة هدومـه الما يخاف من ربـه
- تخيلت الوضـع و لا اراديـًا ضحكت
صرخت هي منهارة :
سعاد :: عليمن تضحكين ، هي هاي سوايـة حتى المتخلف ما يسويها ، منطقة راقية و ناس مسالمين خلاهم ينامون و ايدهم على گلوبهم .
عزيز :: يطبهم مرض عبن مابيهم زلمة اشتكى عليه ، احلف عليـه چان خاس بالحبوس ومحد طلعه
- شيسوي متانيك انتَ الزلمة بلكي تشتكي عليه
عزيز :: اذا هلكد تحبينه و تدافعين عليه شكو شردتي ، ماظليتي هناك تسرحين ورا الهوايش
سعاد :: كاااافي عاد ، انتم شنو اعداء خلونـا نفكر عدل شنسوي .
عزيز :: ميحتاج تفكير ، راح اسحب الفيديوات من الكاميرات
و اشتكي عليه.
- دسويها حتى أكتلك بأيدي و هالمرة اشرد منكم كلكم
بصدمـه جاوبني :
عزيز :: لچ دا اكلج متهجم على بيت خالچ و معتدي عليه بالضرب و التنكيل و تكليلي لا تسويها اكتلك و اشرد ؟!
فهميني وين غيرتچ على اهلچ الربوج و لچ لو مربين چلبـه چان عدها وفـه أكثر منج
- باوعتلة بأستهزاء ، نصيت نظري للكانيولا ، مُلصتها من ايدي
و هو براقبني بذهول ، سـعاد صرخت :
سعاد :: ولچ هو هيچ ، شوفي الدم شلون يتطافر
- ركضت جابت كلينكس و حطتـه على چفي ، سحبت ايدي منها و عدلت كعدتي ، صفنت عليهم ثنينهم افكر بجواب مناسب للي گاله عزيز ، صحت :
ربيتوني لـو استغليتوني شنو نسيت انت و عَمك شنو سويتو بيه ؟
فلت وجهه و سعاد اشاحت بنظرها بعيد ، استرسلت :
اذا انتم مو گادرين تواجهون ماضيكم وياي رغم انتم الجناة
ليش تطلبون من الضحية تواجـه الماضي بكل رحابة و تنسى افعالكم ؟
والله لو گايلي كاتل سليم خلاص مارح تنزلي دمـعة ، اكول چلب ومات !
سعاد :: وددد !
عزيز :: خليها ، خليها خل تزوع الحقد و سم الحيايا كله بلكي تشفى من امراضها النفسية
اقترب مني وكف فوك راسي يحجي بلهجة تهديد :
عزيز :: شوفي لچ ، لا تتوقعين بعد هاي الهوسة كلها
والمخاطرة بروحي حتى اجيبج مناك و ضربة سليم و اهانته اخليچ ترجعين بعد ، تكعدين هنـا و تنچبين و محتمل اسفرج ويا نجيبه و هذا غياث حسـابه وياي ما خلص
باوعتله بسخرية :
- سليم راح يبيعني الـهم
سعاد :: سليم ما يدري بالسالفه بكبرها و كايل لغياث احنا تبرينا منها من يوم الخذتك و ما تربطنا اي علاقـة بيها
- بالرغم من انـه سليم خايس و ما اعتبره خال ابداً بس كلامه لغياث جرحني ، نزلت راسي لحضني و بچيت بكسرة .
قرفص عزيز لمستوايه و بنبرة تعاطف حجـه :
عزيز :: هسه عليمن تبچين ، من اجيتي لهسه تهوبزين على راسي و متحملچ ولج منو يتحمل جنونج بگدي ؟
سعاد :: عزيززز مو وكت كلامك هذا
انتفض يحاجيها بأنفعال :
عزيز :: ليش سعاد ، ليش مو انتِ شاهدة على كلشي و تعرفين شكد عانيت حتى استعدل علمودها و شكد ضحيت و كديت حتى اسعدها تاليها تروح لغيري بلاش !
سعاد :: ادري حبيبي بس لازم تعرف هسه وضعها ما يسمح ..
دفتر الستول و قاطعها بصرخة :
عزيز :: و شمسوووي اني شمسووي رحمة للكائنات ، شفتيني تحرشت بيها لو لزمتها ، مو راح اموت من وراچن ناقص عمر
- اطلععع برا عزيز
اجتي الممرضـه تركض و تصيح : خير ،، ياجماعة احنا بمستشفى و اصواتكم طالعـة برا
عزيز :: امشي شوفي شغلچ و لا تتدخلين
- باوعتله الممرضة وراحت عينها للرتبة على چتفه ، صفنت شوية و شردت خطية
سعاد :: عزة بعينك تخزينا والله ، امشي كومي خلي البسج
ونطلع قبل لا يسويلنا سالفة هالمخبل
سجلنـا خروج و طلعنـا بوجهنا لبيت نجيبه ، اباوع للسما من خلال الجٰامه بزع خيط الفجر و تحول الأفق الى لوحة من الالوان الناعمـة خيوط ذهبيه و وردية تسللت عبر السماء المغبرة ، الظلام تراجع و حل مكانه ضوء خفيف غُمر الارض بلطف ، نزلت الجـامـه و بديت استنشق الهوا ، بارد و منعش
استيقظت الطبيعـة و زقزقت العصافير بلحن خافت فوق الاشجار الي تتمايل برفق ويه نسيم الصبح ،
وصلنـا لبيت باجي نجيبه ، سعاد رادت تروح و تعوفني علمود سليم بس عزيز ما قبل تتركني ،
عزيز :: ابقي يمها ، اسـاسـا سليم ما بقى بالبيت ، شرد يم صاحبه
سعاد :: سوده بوجهج سعادة اخويه هيج يصير بي
عزيز :: هين ،، و عيونج ارجع حكه !
هددته بشكل مباشر :
- ديربالك تفكر تأذي شعره منـه لو تشتكي عليه ، راح تلكاني گدامك بالمركز و احجي بكل ضمايمك ويه ابويه الهم
عزيز :: تهدديني ولچ صلـفة ، ادبسز !
- گلت العندي وبعد ما اعيد كلامي
خزرتني سعاد و ما هتميت ، نزلنا و هو شخط سيارته حيل
و راح ، سعاد تملك نسخة من مفتاح البيت لذلك دخلنه بلا ما نزعج نجيبة و رغم اجواء البيت اللطيفـة و طرازه البغدادي العتيك ، ماحسيت براحة ، استحوذ عليه قلق جَسيم و بقيت افكر بردة فعل غياث ، صاحت سعاد :
سعاد :: عزة العزاني تلفوني مشتعل ، الامـة كلها داكـه عليه
رجفت اطرافي و قبل لا اسـأل أَهتز تلفونها بأسم ابوية ، تبادلنا نظرات سريعـة متورطين منعرف شنسوي ؟
سعاد :: راح اجاوبه و لا طلعين نفس
- ماشي بس فتحي سبيكر
- كحت و بصوت ناعس جاوبت :
سعاد :: الو
سليمان :: بت غازي وين وديتي البنيـة ، شلون شردتيها ولچ تانيني جـاي العب بيكم فلك
- جاوبت مُدعية عدم الفهم :
سعاد :: يا بت سليمان ، كلشي مجاي افهم منك
سليمان :: يا بت مووو ؟ اكبر بريبيج انتِ ، احجي وين وديتي ود
سعاد :: عزه العزاك ، شبيها ود غير تفهمني ؟
سليمان :: شبيها يعني ، شردت و خاتلة يمج ، سعاد اعرف فواينج كلهن و اعرف لعبتي بعكل البت اغزي الشيطان و كليلي وينها خل اتلاحك للموضوع كبل لا عمها و ولد عمها يدرون ساعتها محد يخلصها منهم ، يحطون چيلة براسها ويچتلونها
فاضت عيوني ، اباوعلها مفزوعـة وهي فلت وجهها بس تماسكت بسرعـة و ردت بنبرة غير مباليـة :
سعاد :: ضيعت البنية موو؟ ، كم مرة گتلك رجعها رحت حطيت ايدك بأيد الكتلو وداد و نطيتهم بنتك ، استلم نتيجة افعالك واذا ود صارلها شي طم روحك احسن ، يلا روح وبعد لا تخابرني
سليمان :: شگد تريدين و تنطينياها !
- انصدمت و بقيت اباوعلها بأستغراب امـا هي ارتبكت وتيهت حتى حروفها ، بتلعثم اجابت :
سعاد :: شـ ،، شنوو هالحجي سليمان ، دا اكولك ما اعرف مكانها بعدين شنو هالسوالف شنو شگد تريدين ؟
سليمان :: شنهي بس لا جرحت شعورج ، لوما جبتوا عمركم تاكلون من جدي ، عمومـاً هذا موش موضوعنا هسع ، انه ادري انتِ و ابن اخوج وره السـالفة و راح اتاني تعكلون و تردون البت سالمة بس لا تخلوني اتاني چثير عبن من الانتظار يتعب اعصابي و لون تعبت اعصابي اصيرن مو خوش ادمي
وتعرفين كلش زين سليمان الموخوش ادمي شيسوي
سدت الخط بوجهه ، بقت معلكة عيونها بالفراغ بس اذا اطخها تنفجر ، ما حجيت وياها ، بس كلام ابويه كطعني وصل من كاللها شكد تريدين و تسلمينياها ،
لهذهِ الدرجة مرخصيني و معتبربني حاجة لا راحت و لا اجت يوم عن يوم يزيد كُرهي لابويه و لاهل أُمي اضعاف و اذا جـان عندي ندم شويه على الشردة هسه لا ، اكول خلي يحتركون بنار الفضيحة مثل ما حركوا شبابي هيچ ،
سعاد نامت بعدما هلكها التعب و البچي على احوال سليم ما اكدر الومها ، حتى لو شفته عدوي فهي ما تشوفـه غير اخو
هو السند الي باقيلها من ريحـة اهلها ..
عفتها نايمة و نزعت صايتي و حجابي ، رحت للمطبخ ادور بالكاونتر على چـاي او كهوة وبعد معاناة و بحث طويل لكيت عبوه بيها اظرف نسكافيه سريعة التحضير ، فورت مي
وجهزتها بكوب ، اخذته و طلعت للحديقـة ، جريت نفس طويل
كأنني اول مرة اتنفس ، و بكل رَشفة تنزل دمعـة ممصدكة تحررت من براثن البدوية !
رحت كعدت عالمرجوحة القديمة المتهالكـة واهز بروحي على كيف و افكر شراح اسوي و شلون راح اخلص نفسي من غياث ، عمي اذا سمع و الاهم من كل ذني من عزيز الشاخط ؟
ابسط المقومات ما املكها لا تلفون و لا ملابس و لا ملجأ اخير احتمي بي ، مدري شلون غُفيت عالمرجوحـة وفزيت على لمسـات
سعاد ، فتحت عيوني جفلانـه :
سعاد :: اسم الله ، ادري ليش نايمه هنـا ، الدنيا ظهر و الشمس تدك براسج و لو شمس الشتـا ما بيها اذيـة
جرت كرسي و كعدت گدامي ، حالتها اسوأ من حالتي ، سألتها :
ندمتي لأن سـاعدتيني ؟
سعاد :: تؤ ،، جـان المفروض اسويها قبل لا ياخذوج الانذال بس يله ربّ ضارة نافعة ، هيج الضربة توجع اكثر !
ابتسمت بمرارة :
- لازم معتبرتني البيدق مالتج ، و فرحانـة لان ضربتي عصفورين بحجر ؟
سـعاد :: مستحيل اعتبرچ اداة ، بس دارت الدوائر و انضربوا
مثل ما غدروا اختي بعدين انتِ ليش ضايجة مو هذا الي كرستي عمرج علمودة ، ثارج و ثـار امج تحقق بفد يوم
- على طاري امي ،، شوكت توديني التقي بليلى ؟
سعاد :: شوكت ما تردين بس قبلها و الاهم احجزلج يم الدكتور
تصرفاتج صايرة تخوفني ، راح احجزلج على باجر لان الجمعة عطلته و مو مال ابقيج لاسبوع الجـاي ؟
- احسن لاسبوع الجـاي اشو لا عندي ملابس اروح بيهن ولا مستعدة نفسياً !
سعاد :: هسه اخذج للسوك ناخذ ملابس و شغلات و هم اخذج لصالون يطرفون شعرج صاير كلش طويل مابي روح
- لزمت شعري لا اراديـًا و تذكرت غياث ، هزيت راسي برفض
شعري مـا اكصة !
سعاد :: نطرفـة مو نكصة بعد كم يوم تدوسين عليه ميصير حبي
- ولا بيه حيل اطلع ، عفية خليها لاسبوع الجاي
سعاد :: منعرف ظروفنا شنو ، احتمال الجمعة يكلج عزيز يله
- شنو وين يله ما فهمت ؟
سعاد :: تسافرين ، تروحين يم نجيبه بين ما نشوف شلون نحلّها
- حجيش هذا سعاد شنو نسيتي اني على ذمة رجال ؟
سعاد :: شرعاً اي بس مو قانوناً ، ماكو شي يلزمج وياه ، يولي عود يطلكج غيابي
هزيت راسي بعنف :
لا ما اكدر اسويها
سعاد :: بعدين نسولف ، امشي خلي ناكل لكمة حتى نطلع نتسوك و نرجع من وكت و راح احجزلج يم الدكتور
- مدري ليش گلبي مقبوض و ما مرتاحة وحاسه جايتني مصايب حتى سعاد صايرة تخوفني بتصرفاتها ، شلت راسي و اندعيت بگلبي ، ربي لا تفجعني بسعاد ، ادري بيها خَبيثة و ادري تريد بس تنتقم من غياث و اهلي بس عندي بصيص امل انها تحبني و تهتم لحياتي ، لحد الان ما شفت منها شيء سيء بحقي بس ليش گلبي ما مرتاح، قررت امشي وياها بس اترك مسـافة امان ، حتى لا اندم بالاخير .
.
.
.
____ في مكانٍ آخر ___
واكـف بمواجهة جده الي يرمقـه بنظرات هادئه يشوبها الغضب
نهض الشيخ من مكـانـه و أَقترب منـه ، توگأ على عوجيته الخيزران و راح يسألـه بلهجـة حازمـة :
يعقوب :: شجـاي تسوي يبن جـابر ؟
رصّ جفوف ايديـه و هو يحاول يبتلع غَضبـه حتى لا يطلع على شكل نبرة عاليـه بوجه جده :
غياث :: جـاي اموتن ،، تدري يو لا يا جدي ؟
يعقوب :: وين چنت و شعملت هالمرة يغويث ؟
غياث :: رحتلهم ،، ادور مرتي
يعقوب :: و گلي بيش دورتها بلسانك يو بتفكتك ؟
غياث :: جـا شتريدني اسويلهم ، انه لو بيدي اوچن بيهم نار
بلچن تهود نار گلبي
امتدت ايد الشيخ لتربت على كتف حفيده :
يعقوب :: چم دوب اكللّك النار ما تطفيها النـار يبن جويبر
غيـاث :: لـچن گلي شسوي ، اكعد مثل الجبـان واشوفن حرمتي شلون تضيع مني
يعقوب :: چـان اخيرلك من دكة الوادم ، موش تركض مثل الحصان الاعمى ورا فضيحتك ، حطيت روح بروح خاطر ما نتصيح بالديرة ، تروح تصيح رويحتك و حرمتك بغداد ؟
غياث :: انه اعرف شجاي اسوي جدي ، ريح بالك ذول المخانيث دواهم عندي و انه متأكد كلها چم يوم و خالها الخرطي يحجي الاول و التالي و يسلمها الي
يعقوب :: و سلمها الك شراح تسوي تچتلها ؟
غياث :: لا والله الچتل ارحم
- صفك ايده الشيخ مأيس من عنده ، فهذا الرجال ربى على ايده
و كلش زين يعرف ، هو ناوي على مصيبة بس الله اليستر منها
غياث :: السموحـه منك جدي بس لازم اردن لبغداد
يعقوب :: شتعمل بغداد ، مو رحت و الجمـاعة كالولك تبرينا منها و موش يمنا المن راد لو ردتها حجـه خاطر تاخذ ثارك الضابط
غياث :: و راح اخذه و دم بنتي بس تانيني مسألة وكت ، اما ليش اردن لان دليلي يكلي هي هناك ، و خايف ابطي عليها
و تضيع كلش
يعقوب :: روح يوليدي مودع بالله بس حكم عكلك كبل تفكتك
و اعرف كل كونه تسويها راح تفتح علينا ابواب من نار و تفتك جروح ما تنسد .
- طلع من الديوان حامل كلام جده على گلبه بس عاجز يؤمن بي ، النار الي بداخـله مجاي تخمد و الحقد ديتضاعف بگلبه
و بينما چان يستعد للرحيل مرة لخ لاكـاه ابن عمـه و صاحب عمره :
اواب :: گواك الله خويـه
غياث :: الله يگويك
اواب :: شني هذا السمعته ، صدك شاردة ؟
غيـاث :: رايحة لبغداد
اواب :: وانتَ شنهييي مو زلمـة روح اخذها و جيبها سحل خليها تركع جوة رجليك علمها الله حك
- غير لـو الكاها ، بغداد شكبرها و خوالها النغولة تبروا منها
اااخ لو بس اعرف وين كارصـة
-خلصصص مالك حل غير المگوار
-المگوار ؟
-و منو غيره يطلعها من زاغورها ..
.
.
.
____ ود ___
ض
امشي بخطوات مترددة ايدي مجلبه بأيدها ، صار شكد مطالعـة و ما شايفة دنيـا ، احس كل شي غريب الناس ، المحلات و الاصوات ، احس الارض مهزوزة جواي و بأي لحظة تنشك و تبلعني ، الوان البضائع المعروضـة اذت عيوني ، اسأل نفسي كل شويه ، صحيح اني هنـا لو حلم ، اخاف يكون احد خيالاتي ، و انام و اصحوا و الكـاني بالغرفـة فوك صـافنه بالحيطان و احاجي الفراغ ، اجـه صوت سعاد نبهني بتوبيخ
سـعاد :: امشي عدل ترى ربكتيني شبيج تتختلين ورايـة ، ترى نفسه سوكنا و نفسهم ناسنـا ، الله يسامحك غياثوو سويت بيها توحد .
انتزعت ايدي من عدها و بنتره عاتبت :
هسـه وكتـه هذا الكلام
سعاد :: على كيفج دادة ، شگلنه قابل ، شو تعالي هذا المحل ملابسه حلوة
دخلت وياها ، صارت تجيب و تعرض گدامي ، هزيت راسي برفض :
- بطلت البس بنطرونات ضيكه سعاد !
لوت شفايفها بسخرية و صاحت :
سعاد :: الله يهديج و يهدينـا
- عفتها و رحت اني ادور ، عجبني تنانير كلوش خصر عالي
يلوكن الي و بلوزات شكلهم كلش كيوت و اخذت احزمـه وشغلات ثانويـة
سعاد :: حلوات بس ليش اغلب الوانج اسود و رصاصي
و جوزي ، هاج هذا البلوز الاحمر يطلع يجنن عليج
- ما كسرت بخاطرها ، اخذته ورحنا لمحلات الاحذية و كالعادة ماكدرت اخذ غير الحذاء الاحمر بكعب عالي على كوله سعاد ابو البسمار ، بقينا نفتر هواي و شويه شويه رجعت لطبيعتي ، لولا الغصة المستوطنه قلبي و مدا تروح ، اخر شي اخذت شريحة جديدة لان عزيز كسر السيم كارت مالتي ، بيومها ما رجعنـا الا بالليل ، اخذنـا عشا و رجعنا ، بس طول الطريق سعاد تحجي ويه سليم و مبين الموضوع يخصني بس ما رادت تقهرني يمكن ،
وصلنـا تلكتنا نجيبه تتمشى بنزاكـة كيفت من شافت العشا تحب اكل المطاعم ، فرشنـا وكعدنا ناكل ، بدن هنا يسولفن ويستذكرن ماضيهن و سوالف اهلهن گبل ايام اللمـة و الحنية وصلة الارحام ، و تذكرن امي و ندارتها و شلون چانت فقيرة ما ينسمع الها حسّ ، هنـا استصعبت حتى ابلع اللكمـه ، ترخصت منهن بغصـة بالكوة لزمت دموعي گدامهن ، رحت غسلت
و انزويت بغرفـة اطلقت حُرية دموعي ، و بهاللحظة الله وحده يعرف شكد احتاجيتها وطن وسط هذا الضياع الاني بيه
سحبت تلفوني خليته عالشحن اخذ دقائق حتى اشتغل ، اول شغلة سويتها حذفت الواتساب القديم و نصبته بالرقم الجديد
بقيت اتصفح ، ماعندي فيس بس انستا ، مليت ماعندي شي اشوفه ، سديت التلفون و نمت و ما صحيت الا الظهر ثاني يوم
على صوت سعاد تستعجلني اكوم واحضر نفسي لروحـة الدكتور ، بقيت صافنـة ثواني بالفراغ عيوني مدمعـة ، احس بفراغ محاوط گلبي وشعور خوف مسيطر عليه ، ترجيتها :
-عادي نأجلها لاسبوع الجـاي ، گلبي ما مرتاح
سعاد:: لا مو عادي ، ماخذتلج موعد ، كل شي ما بي گلبج هذا عجز تعودتي عالاهمال ، يلا كومي غسلي ولا تأخرينا و تعالي خلي ارتب شعرج ، منـاك راح نمر للصالون اطرفه الچ
- بس آني لابسـه شال عليمن مرتبته
سعاد :: و عليمن هالشال ، انتٍ ما محجبـة
- ميخالف راح اذبـه هيج على راسي تعودت
سعاد :: براحتچ بس لا تأخريني
غسـلت وجهي ، وسعاد ضفرتلي شعري ضفيرة هنديـة ، تسريحة ماما المفضلة ، جرت كحل حطت بأطراف عيني وشويه بلشر لخدودي و مرطب شفـه ، صفنت ثواني بوجهي ،
و همست :
سـعاد :: الله ،، هسـة رجعتي وداد
- بعبوس جاوبتها :
شنو قصدج ،، و ليش هشكل تباوعيلي خوفتيني ترى ؟
حطت حنجها على چتفي و تباوعلي من خلال المرايـة :
سـعاد :: كل ما افتقد اختي ،، ادورهـا بيچ من اول لحظة وكعتي بحضني و شفت الشبه بينج وبينها ارتاحيت كلت الله اخذ مني وداد و انطاني نسخة صغيرة منها .
- افهم من كلامچ محبتج اليـه لان اشبه امي ولان تشوفيني وداد مـو ود ؟
هزت راسها بعدم رضـا
سعاد :: شيء اكيد احبچ لان ود ، يالله كومي لا تعطلينـا
- گمت ذبيت شال على راسي بأهمال ، طلعنـا ، اجرنا اول تكسي تصادفنا وصعدنا للمكان المنشود ،
- بعدما وصلنـا ، دفعنـا الكشفية و بقينا ننتظر مو كلش هواي لان عادة الاطباء النفسيين ما يكون عليهم رجل ، دخلنـا اخيراً
وشفت دكتور عمار الي ارحب بينا بلهفـة :
دكتور عمـار :: اهلاً ،، اهلاً وييين هالغيبة بابا ود
ابتسمت محرجـة : جنت متأملة خلص ما راح ازورك بعد لكن القدر ساقني الك مرة لخ
دكتور عمار :: خلينـا ننظر للجانب الايجابي ، شفناج و راح نطمن على اخبارج و انه هم اسولفلج عن اخباري
- اخباري ما تطمن دكتور ،، و اظن انتَ هم ما اتصور انت تحمل اخبار جيدة و انت مُحاط بكل هذا الجنون و العقد النفسية
دكتور عمار :: تخيلت الدنيـا راح تغيرج باباتي بس بقيتي بنفس الفلسفة
سعاد :: هههه هاي شنو دكتور بعدك تصيحلها الفيلسوفة
دكتور عمار :: للابد
- بعدما تبادلنـا اخبارنا و ضحكنا شوية ترخصت سعاد وكالت راح تنتظرني برا ، لان الكشف لازم يكون بين المريض و الدكتور حصرًا
باوعلي الدكتور بنظرة فاحصـة و نزلت عيونـه على ارتعاشة ايدي ، دنك بأسف للورقـه الي گدامـه و همس :
دكتور عمار :: راح ادون ملاحظاتج هنـا بالوقت الحالي بين ما تلكه السكرتيرة ملفج ، مثل دتشوفين سوينا تغييرات بالعيادة وانتِ من سنين ما زرتينا ، فصار بالارشيف
- حلقت بعيوني حول المكان ، بالفعل مسويين تغيرات حلوة
ديكور مريح ، الوان هادئة و اضاءة خافته حتى يخلق بيئة مريحة ، همست :
عاشت ايدك دكتور ، التغييرات حلوة بس ما ادري ادعيلك بالرزق لو لا ؟
قهقه بصوت مسموع و هتف :
دكتور عمـار :: مصائب قومٍ عند قوم فوائد ، ااي ست ود شلونج اخبارچ ؟
- ابتسمت بسخرية و فجرت القنبلة :
اني تزوجت دكتور صدق او لا تُصدق
فتح عيونـه بدهشة ، قوس شفايفـه وكال :
دكتور عمار :: اووو تطّور ملحوظ ، آخر شيء جنت اتوقعة انك تخوضين تجربة الزواج و الانجاب بعد كل العشتيه ، بصراحـة اهنيچ على قوتج وشجاعتج ..
-قاطعتـه بضحكة خافتـة !
لا دكتور الامر ابد مالـه علاقة بالشجاعة و لا حتى بسرعة التخطي ، رغم من اخر جلسة صارت بيناتنا گلتلي تعافيتي بنسبة ممتازة ، خليني اقصّلك روايتي من البدايـة ..
نزع نظارتـه و شبك ايديـه بفضول
دكتور عمّـار :: و آني كلي اذان صاغيـة و متشوق لسماع القصة
- بديت اسردلـه كل الي عشته من اول لحظة خَليت بيها رجلي هناك و الطريقة الي تم زواجي بيها والاشياء العشتها ببيت الشيخ و مشاعري لغياث و آخرها هروبي بهذهِ الطريقـة مع التحفظ على بعض التفاصيل الي مكدرت ابوح بيها مثل شغل ابويه و شخصية المكوار و شغل عزيز !
اخذت وقت طويل بالجلسـة حتى اني تعديت الوقت المسموح الي و بأعتبار ماكو مريض ينتظر ورايـة انطاني مساحة كافية اخذ راحتي بالكلام و چان مهتم بأدق التفاصيل و يسجل يمـه
وبعدما انهيت كلامي ، سألني سؤال واحد
دكتور عمـار :: ندمانـه على روحتك للديرة من الاول ؟
-اومأت راسي بـأي ، بچيت و اعقبت :
اكثر شيء ندمت عليه بحياتي
دكتور عمار :: خلينـا نتفق على كم شغلة ، اولها انتِ مو الوحش المتخيلته ، بالعكس اني دا اشوف رغم كل هذا البؤس الي مريتي بي ناضلتي في سبيل الحفاظ على الباقي من انسانيتج و هذا شيء ايجابي
لكن زواجك الغلط و انتقالك من بيئة متحررة و مجتمع منفتح الى بيئة عشائرية محكمة بالعادات و التقاليد و الاسوء من ذلك بينج و بينهم قضية ثأر و دم هو الي ادى الى تفاقم حالتج المرضية .
- غطيت وجهي و بچيت بضعف :
صدكني دكتور كل الي شفته هناك مو تخيلات كانت حقيقة ملموسة شعرت بيها بكل ذرة من احساسي ، اني مارة بهذا المرض سابقاً بس ما كان بي هيچ اعراض ، و الي رعبني أكثر
الكدمات و الاثار الي لكيتها على جسمي ، شيء مقرف مو كادرة استوعبـه !
دكتور عمار :: حقيقة شيء محير ، انت اخذتي نفس العلاج الي صرفته الك و صرفته الك بكل حذر مستحيل تكون اله هيج اعراض جانبية ؟
- لعد شنو تفسير الي ديصير وياي ، مستحيل يكون كيان شيطاني مثل ما يكولون ؟
ضحك بسخرية و صاح :
دكتور عمار :: صدقيني بعض النفوس تحمل شَر يعجز الشيطان نفسه عن استيعابه
صفن يفكر ثواني ، و تساءل :
دكتور عمـار :: گلتيلي والدة زوجك ضليعة بالطب العربي ؟
هزيت راسي بـ أي
اصلها من البدو و كلش متمرسة بالعلاج بالاعشاب
دكتور عمار :: و العلاج كان يجيبه زوجك ، حتى قبل لا يتزوجك هو الي جابه و ارسله الك بيد زينب صح؟
- صحيح دكتور
نزع نظارته و فرك جبينـه ثواني ، صفن بوجهي ، سألته :
بشنو دتفكر دكتور ؟
هز راسـه بأسف وكال :
دكتور عمـار :: والله يا ود ، الي دا افكر بي حالياً ضرب من الجنون ، لكن خلينـا نقطع الشك باليقين و نسويلج تحليل دم
و ادرار ونشوف شيطلع النـه ،
كتبلي ورقـه و طلب مني اسويهن بأقرب وقت ، اخذتها وطلعت لسعاد الي لكيتها تغفي ، ندستها كومي
سعاد :: شگالج الدكتور ؟
- نفس حجي كل مرة الظروف و المشاكل و غيرها ، لكن طلب مني هذه التحاليل اسويها بأقرب وقت
سعاد :: تمام امشينـا للمختبر حتى نفضها .
رحت سويت التحاليل الطلبها ، كالوا 24 ساعة يلا تطلع النتيجة، اخذوا رقمي حتى يرسلون نتيجة التحليل على الواتساب ،اخذني الفضول و سألت ام المختبر :
بلا زحمة هذهِ التحاليل مال شنو ؟
ردت بلا ما تباوع لوجهي :
- فحوصات السموم ، يعني مال تعاطي !
انصدمنا و ظلينا وحدة تباوع للثانية اني وسعاد ،
سعاد :: هذا شبي دكتورج شخط ، شنو تحاليل تعاطي ؟
- هزيت اكتافي بعدم درايـة ، والله مادري !
قبل لا نرجـع للبيت مرينـا على الصالون ، بس بالي مشغول بكلام الدكتور خصوصا اخر جملة من گال الي دا افكر بي ضرب من الجنون ، شنو قصده ؟
نفضت افكاري و حاولت افكر بطريقـة ايجابية ، سعاد كصت شعرها و خلت ام الصـالون تكص اطراف شعري اخذت من طوله
شويـه و اقترحت تدرج كذلتي ، وافقت كنوع من التغيير وفعلا صارت كلش حلوة ، و طلبت مني اذا فديوم فكرت اقص شعري ابيعه الها ، لان حبت ثخنـه و طوله ، عدلتلي حواجبي و نظفت بشرتي و قلمت اظافري فعلاً محتاجة هذا التغيير ، حسيت بشرتي كامت تتنفس ..
رجعنـا للبيت وصدمتني سـعاد من كالت راح ترجع لبيت عمو سليم ، صحت بنبرة خايفة : وين عايفتني ؟
سعاد :: والله ما اريد اعوفج ، بس مـا اريد خالج يشك بشي
تعرفينـه شايل منچ نوب يسمع من وراج دكو بيته گبل يفتن عليچ ، خليني اروح حبيبة و امرلج السبت علمود روحة الدكتور
- و ليلى شوكت تاخذيني الهـا ؟
ضربت كصتها و صاحت :
سعاد :: يووو والله نسيت ، اسبوع الجاي وعد
تحاضنا و توادعنـه ، وصت نجيبه هواي عليه ، خلت مصرف بأيدي و راحت ،
بقيت لوحدي ، صح نجيبه موجودة بس ماعندي ميانه وياها ، و هي الله يسلمها تاكل وتنام ، تعشينـا اني وياها ، ظلت تحجيلي عن شبابها و سحرها الذي لا يقاوم وشلون الشباب تكاتلت عليها ، لكن هي اختارت حب حياتها فاضل الي وافاه الاجل بسكتة قلبيـة ،
استمع الها و عقلي شارد ، تذكرت زينب سوده عليه يا ترى شكالت لمن عفتها ، و يا ترى راح تسامحني لولا ؟
يمكن هسـه ولدت و آني ما ادري ، حـاصرني الحنين واشتهيت ابجي ، لكن وجود نجيبة منعني ، كملنا العشا ، راحت هي لغرفتها واني نظفت المطبخ و توجهت لغرفتي ، بدلت وحطيت راسي عالمخدة ، و كعادتـه الليل يقبل علينا و بجعبته اشكال من المشـاعر ، الاشتياق ، الندم والحسرة ، تراولي وجهه عيونـه المحكلة و الابتسامة الحنينة ، حسيت بأيده لَفتني و بأنفاسه حاصرتني وصوتـه يهمس بأذآني : آني ملاذج !
انحدرت دمعتي ، جـاوبت وكأنه يسمعني :
- لا انتَ ضيـاعي !
***
ظهيرة الجُمعـة ، ما كـان يوم عادي ، صَحيت على تلفوني محترك بالرسائل والمكالمات ، و كُلهـا من سعاد اغلب محتواها
- وينج ،، اكعدي عاد ،، كارثـة و طاحت على روسنا
فركت عيوني بـتعب ، ماخُفت يمكن مات الشعور او تبنج بهذه الفترة ، دكيت عليها و اجـه صوتها مبحوح عبالك جانت تصرخ :
سعاد :: وينچ انتِ ، من الصبح لهسـه اراسل و ادگ عليج
- چنت نايمة ، خيـر شصاير ؟
سعاد :: هو من ورا ابن البدويـة نشوف خير ؟
- هسه حَسيت رجـع گلبي يدك ، و لساني تيه شيحجي ، صحت : دخيلك ربي شسووه بعد
سـعاد :: كعدنا الفجر على هوسـة الناس بابنا ، النار واجـه بسيارة عزيز ما مخليه منها شي !
- دخيلك ياربي ، زين غياث شعليه يجوز قضـاء و قدر
سعاد :: يا قضاء ، يا قدر رحمة لاهلج ، غير طالع بالكاميرات
- غياث طالع بالكاميرات ؟
سعاد :: لا مطالع وجهه ، جان منگب بس منو غيره يسويها ،
و ابوچ الله يسلمه جـان يمنا هددنا بشكل مباشر في حال جنتي يمنا ، و راح على ريس فخذنا يشتكي يكول ناهبين بنتي ، فضحنا ابن المكموعة !
- بچيت ، تكلمت بوهن :
هسـة شراح اسوي ؟
سـعاد :: كليلي آني شراح اسوي ، من ناحية عزيز بدوامـه
وما خلينا احد يگله امه تخربطت و تدعي عليچ ، وسليم يون
ممخلي بي عظم صاحي ، حالف اذا يشوفج يكتلج خلاص
و ابوچ هددنا بشكل مباشر !
- يعني شنـو سعادة ، افهم من كلامج لازم اسلم روحي الهم
سعاد :: الا اذا تخبلتي ، ترى داحجيلج من ضيم گلبي مو علمود اخوفج ، باچـر اجي علمود نتفاهم شلون نسفرچ
- تسفروني ؟
سعاد :: بس هذا الحل گدامج !
مرّ اليوم عليـه كمرارة العلقم ، لا گدرت اسولف و لا احط لگمة بحلكي بس الدمعة تجري على خدي ، شكد حاولت نجيبة تواسيني ما گدرت ، دخلت بنوبة كآبة فضيعة حسيتها ضاجت و لمحت اكثر من مرة انها تريد ترجع لتركيا و بعدين تجي جيـة ثانية ترتب امورها ، عرفت بيها ضاجت من كعدتي صدك لو كالوا بن ادم عظمـه ثكيل و محد يدوم الاحد .
منو يتخيل ود جوهرة داوود ، بنت سليمان التاجر الي يلعب بالدولار لعب هيج يصفى حالها ، ضايعـه يم امرأة غريبة ، انتظر مصير مجهول ، نمت و كالعادة حتى بنومتي ما مرتاحة ، اشكال الكوابيس المتداخلة شي بشيء عدا انني تخلصت من شوفة المرأة القبيحة و سماع صوت فحيحها
باليوم التالي ، اجتني سعاد و توجهنا للمختبر اخذنـا التحليل و رحنا للدكتور ، دخلت رأسـا ، بعد الترحيب
والسؤال على الاحوال ، ناوشته التحليل ، اخذه وسم بأسم الله و بدأ يقرأ ،
و هو يقرأ تجهمت ملامح وجهه ، مرة يحرك حواجبـة بدهشه
ومرة يعگد جَبينه بعبوس ، آخر شي ذب الورقة عالميز ، ظل يتنهد و يستغرب :
بتلعثم واضح مني تسائلت :
خير دكتور ، شطلع يمك ؟
باوعلي و ظهرت على محياه علامات الاسف
دكتور عمار :: بصـراحة ود طلع الي چنت خايف منـه !
-بـصوت مكسور خايف مرتجف اجبته :
شنو الخايف منه ، دكتور ما فهمت ؟
دكتور عمـار :: آكو آثار مادة مُخدرة بدمچ ، و على وجـه التحديد مادة الـثو**** !
-هزيت راسي بأستفسار ،
عـفواً منك دكتور ، شنو يعني ثو**** ؟
دكتور عمار :: مركب كيميائي يتواجد بزيوت بعض النباتات العطرية ، يعتبر مركب سـام و يأثر بشكل مباشر على الدماغ
والخلايا العصبية مما يسبب الهلوسة و الاضطرابات الذهنية اذا أُستهلك بكميات عالية و بحالات نادرة يؤدي للوفاة
-دخيلك يارب ، زين گولي دكتور هاي المـادة شجابها بدمي ؟
دكتور عمـار :: گوليلي انتِ ود ، متأكدة زوجك جابلك نفس العلاج الي كنت اوصفـه الك ؟ نفس شكل الكبسولات ؟
- شنو قصدك دكتور ؟ شنو يعني نفس الكبسولات
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم