رواية ساقي الود الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم هاله ال هاشم

 


رواية ساقي الود الفصل الثالث والعشرون بقلم هاله ال هاشم



ولم تَمحُ أنت الهوى 
بل مَحوت فؤادي

مظفر النواب

_______ ود _____

- حركت راسي بتوتر ، تساءلت بشك يساورني :
اي نفسهم بس شكل الكبسولات شلون يعني ؟

هز راسـه بتأسـف و تمتم بخفوت :

دكتور عمـار :: نتائج التحليل غير مُرضية ، جسمج مليان مواد مهلوسة ، وهذا اله تفسير واحد علاجك متبدل !

-انتفضت من مكاني :
شلون متبدل يعني دكتور ، دا اكولك نفسسسة !

دكتور عمار :: شلون و شوكت هذهِ انتِ تكتشفيها مدام ود ، الا اذا كنتِ اني تتعاطين هذهِ المهلوسات برغبتك و هالشي اني استبعده بصراحة ، انتِ بأسوأ ظروفك و اكتئابك ما لجأتي للادمان .

-تهاويت للكُرسي ، احس گل حيلي تبدد بعدما سمعت كلامـه ، و راح عقلي يدور بحلقة مفرغـة و يتعثر بسؤال اخشى اجابته ، معقولة هو ،زين ليش...؟ معقولـة كلام امـه صح و كل هذا العشق الافلاطوني كذبة حتى يثأر لابوه و بنت اخوه ؟

اجتاحتني موجـة بچي و الدموع تتساقط مثل شظايا جمر على خدي اجـه صوت الدكتور بتأثر :

دكتور عمار :: بنتي ود اعرف الموضوع مو سهل ، لكن خلينا نترك البچي على جنب و نفكر شلون نطهر جسمك بأسرع وقت ، ترى يرادلج علاج مكثف .

- شلون يعني تطهر جسمي دكتور و شنو نوع العلاج المكثف الي لازم اخذه ؟

دكتور عمار :: العلاج بالانسحاب أو نسميه التخلص من السموم وهذا الخطوة الأولى بعلاج ادمان تعاطي المهلوسات يعني أسلوب علاجي يتضمن إزالة المادة من جسمج والحد من تفاعلات الانسحاب لازم نقلل من الجرع الي جنتي تاخذيها الى ان نتوقف بشكل نهائي .

- بس دكتور اني من زمـان توقفت عن الدوه مو كتلك خلص وبعد ما جبته .

ابتسم بعدم قناعـة و صاح :
دكتور عمار :: بس تحاليلج تثبت العكس ، اكو مادة بدمج مو مال تركتي الدواء من فترة قريبة .

- و هسـة شسوي لازم ؟

دكتور عمار :: نصرفلج ادوية معينة صح ما تشافي ادمانك بس تقلل رغبتك بتعاطي هاي الادوية و تقلل اثار الانسحاب، لذلك خليني اكولج بحالتج هذهِ لازم نكتب دخول مستشفى حتى نطهر جسمج بصورة اسرع و هم حتى نتفادة الاعراض الجانبية للدواء الي راح اكتبه .

-انتفضت من مكاني مرعوبـة ، مستشفى !بس اني مو مخبلة ؟

دكتور عمـار :: اهدئي ود ، مو بس المجانين يدخلون للمستشفى ، المتعاطين ايضاً ، اعتبريها رحلة تأهيل وتشافي لجسمج و عقلج

-مستحيل گتلك ، اكتبلي الدوة خل اروح لو سمحت 

دنك راسـه بأسف و همس :

دكتور عمار :: هو علاج واحد راح يخفف اعراض الانسحاب ، هذا و كثري سوائل و لا تبقين وحدج الايام الجاية ، دعم الاهل 
ومساندتهم الج مساهمة كبيرة بالعلاج 

-ضحكت بسخرية :
الاهل ! هم وينهم ؟

- درت وجهي ، ما اتحمل نظرات الشفقـة الي يحملها على وجهه ، ناوشني راجيتة العلاج اخذتها من عنده و طلعت مهزومـة و كأنه راح يچلب بيه و يخليني بالمستشفى غصب عني ،

سعاد :: شبيج ،، ليش هشكل وجهج ؟

-امشي ننزل ، مـا اريد ابقى هنا ، هذا الدكتور يريد يدخلني مستشفى 

ضربت صدرها و صاحت :

سعاد :: اسم الله ، مستشفى شنو ليش شبيج ؟

هزيت راسي و جاوبت بدموعي :
مستشفى شنو برأيج ، مستشفى امراض نفسية 

لطمت على صدرها :
سعـاد :: يمـه ، لا اكيد اخرف شنو شافج تكطعين بهدومج 

- كابدت على خيبتي وما حجيتلها ، لان اعرف ما راح احصل غير الملامة منها و الشماته من عزيز ، اشتريت الدوه و حتى ما گلتلها مال شنو ، حتى الدمعة الي بعيني استحيت ابچيها ، ما اصدك غياث يأذيني لهاي الدرجة ، بس هم مو گادره افهم كمية الشر الموجود بهذه العائلة و ليش ، ليش اني دا ادفع ثمن خطايا مالي ايد بيها ان جـان جابر و ان چانت بنين ، اني مو سبب رئيسي بموتهم ، شلت راسي للسما و اندعيت الله ياخذ حقي منهم واحد واحد ، رجعنا للبيت و اعتكفت بغرفتي ، 
و شكد حاولت سعاد تطلعني من هذا الجو و تعرف شنو بيه ، مجان عندي جواب الها غير الصمت ،

كـعدت افكر و أَسترجع ذاكرتي بكل الاشهر المُضت ، وشفت مو صعبة على غياث يأذيني بأَكثر من طريقـة و مسواها بالعكس 
احترم رغبتي و حاول بكل وسيلة يقربني الـه ، اذن مـاكو غيرها 
عجوز الشر الي دمرتني ، شي اكيد بعدما عرفت حالتي المرضية من زينب و اشتغلتني عالبـارد ، ما استبعدها وهي الي رادت توكع شعري ، انخمش گلبي و بچيت مقهورة على حالتي و الي وصلت الـه ، كالعادة و مثل باقي الايـام نمت والدمعة على رموشي و بگلبي مطلب واحد من ربي ياخذلي حقي من ذولـه الناس ، كـلهم بلا استثناء كلهم اذوني وما رحموا بحالي اولهم غياث الي ما عرف يحميني منهم !

باليوم التـالي ، صحينا على صوت الباب وهو تكسّر علينا
نجيبه طلعت تتعثر بخطواتها ، فتحنا الباب سعاد مجلبة بذراع عزيز و تتوسلـه :

سـعاد :: عمة فدوة لقلبك مو هيج اهدء !

- دفع الباب و دخل يبرق و يرعـد علينـا 

عزيز :: هلوو مدام شلونج هسـة ان شاء الله مرتاحة ؟

چتفت ايدي عاكدة ملامحي :
- خير عزيز ،، شعندك لافي علينـا من الصبح ؟

عزيز :: شفتي رجلّج الفلاح شسووه ، حرك سيارتي الي بسعر بيتهم 

- ااي و آني شعليه ، ذاك هو تندل محافظتهم ، صير زلمة و روح اخذ حكك منـه !

شال ايده راد يصفعني و رجعها يفرك بوجهه :

عزيز :: لچ جررري عدل ، ليش تطلعيني من طوررري ليش 
اسمعيني لچ ، آني لحد الان ساكت مو لان اخاف من هذا الهمجي بتلفون واحد يشيلوهم زلم و نسوان بس لخاطرج 
متحمل اريد اطلعج من العراق بستر

- شنو تطلعني من العراق ، هي هيته ؟

سعاد :: لعد شمتوقعة حبيبتي ، خما تظلين خاتله ونجي نشوفج بالبوكة ، جيبي جوازج خل نأشرلج لتركيا تبقين يم بيت خالتج نجيبه منا لمن ربچ يفرجها 

- مشيت بأتجاه القنفـة ذبيت روحي عليها بتعب عيوني صافنـة بالفراغ ، همست :
موافقـة بس بشرط 

ضحك و صفك ايد بايد :

عزيز : فوكاها تتشرط بنت الاوادم !

تجاهلته و وجهت كلامي لـسعاد ::
- توديني اشوف ليلى و عزيز يطلع من السالفة ، اني مو طفلة هسه اروح لاي شركة و احجز طيران مو فد مندلة 

انتفض راد يحجي بس سعاد منعته :
سعاد :: خلص موافقين ست 

باوعت لنجيبة و تساءلت :
- باجي شوكت تسافرين ؟

نجيبة :: هالايـام حبيبتي ، ممطولة هنـا 

- حقج ، صارت بوجهج مشاكلي اعتذر كلش زاحمتج 

اجت حضنتني و تكلمت بمواساة :
نجيبة :: هذا شلوون كلام عمري ، انتِ بنت العزيزة و ربي ييسر امرج عيوني

وكف گدامي متخصر بيأس ، صاح

عزيز :: گومي اريد احجي وياج لوحدنا

- ماعندي حجي ويـاك ، افهم يا بني ادم اني ما اطيق اتواجد وياك بنفس المكـان !

عزيز :: ميخالف بس هالمرة و بعد ما ازعجج بنت سليمان 

سعاد :: گومي نجيبة خلي نطلع اني وياج للحديقة  

- وين رايحـة سعاد ، شنو داحجي فرنسي دا اكللكم ما اطيق هذا الانسـان !

- ما أَهتمت اخذت ايد نجيبة و جرتها طلعن برا ، گُمت منزعجة لحكتهن ، قـطع طريقي :

عزيز :: ما اطلع اذا مـا احجي وياچ !

رجعت كعدت بس كل لشتي ترجـف اذا يطخني اصرخ :
قرفص يمي و همس بنبرة مكسورة :

عزيز :: عشكتيه ود ؟ 

- مجاوبت ، بس الدمعـة خانتني و جاوبت عني !

عزيز :: هه ، رغم كل الدمـار السببه الچ هو و اهلـه ذبحوا امچ 
و شردوچ و هدروا كرامتج من فصلوج الـه و حبيتيه !

- هزيت راسي بلا وعي و كأني أأكد على كلامه و دموعي مستمرة تنحدر على خدي بلا ملل 

هز راسـه بتعب ، نهض وكعد عالكرسي الگبالي ، يتكلم بحشرجـة و كأنه يحتضر :

عزيز :: زين و آني ليش ما گدرتي تغفرين الي غلطة مراهقة ، 
ليش حرمتيني من الفرصة الچان ثبتتلچ بيها حبي ، لچ 
و جلالة الله محد يحبچ بكدي لا غيـاث و لا عشرة مثله ، ليش ما گدرتي تنسين غلطة صغيرة مثل ما نسيتي جريمتهم ؟

باوعتلـه وآني ابتسم بمرارة 
- غلطة صغيرة گلتلي ؟ 

بچى بحرقة ، انصدمت لأن ما شفته يبچي من سنين 

عزيز :: ولچ من اول يوم جابچ ابوج النـه دخلتي گلبي ، جنت اموت من القهر من اشوف ابوي يضربچ ، چنت انزف من الغيرة من اشوف سليم الگوا*** يتلمس بيچ ، ما جـان بيدي شي عليج ، صغير و عودي طري هجيت للشوارع و أنچلبت عالعالم بسبب قهري عليچ ، لحدما تمردت عليهم و على نفسي ، 
وشفتي بعيونج شلون حميتچ من سليم و ما بعد ادنالچ 

- حميتني منـه و خصيتني لنفسك ، شنو الفايدة ؟

ضرب صدره بقوة و صرخ :
عزيز :: زمـال ، كلب ابن كلب بس وعيت و استعدلت ، شكد اعتذرت منچ شكد توسلت ما فاد جننتيني وسويتيني لعبة بين ايديج وعدتيني تصيرين الي بس توصلين لغياث و تنتقمين منه ، وين وعدج الي ؟

شهكت بصوت مسموع :
- غياث و اهلـه هم انتقموا مني ، هه شفت القدر وين ساقنا 
ثنينا دناكل الي زرعته ايدينا ، ماكو فايدة من الوعود بعد 

عزيز :: لو فرضاً اخذتي بثارج وكتها ، جنتي راح تكونين الي ؟

هزيت راسي بـرفض ، مستحيل !
جنت راح انتحر قبلها 

عزيز :: مـا راح تسامحيني بيوم ؟

- ما اسامح شخص اذاني .

عزيز :: بس سامحتي غياث !

- شتريد هسـة عزيز ، ترى گلبي خلصـان 

عزيز :: اريدچ انتِ و بعدها خل اموت !

انتفضت بعصبية :
- ترى تماديت هواي ،، لا تنسى الگدامك مرة متزوجة ، جوز من حالي 

نهض واستقام يعدل بملابسة ، بتلاعب همس :
عزيز :: زواج بلا زواج !

باوعتله بعبوس : شنو قصدك ؟

عزيز :: سلامتچ ،، آني رايح و مـا اوصيج استعجلي بأجراءات حجز التذكرة لان غياث ما ناوي يجيبها البر وخايف افقد صبري عليه و اخرب الاول و التالي  

- تهديد لا تهددني ، تدريني مخبلة و عليه و على اعدائي

عزيز :: ريتني صدك عدوج چـان ما وكفت هالوكفة گدامج

- مو كافي تمثل دور العاشك الولهان و انت مخلصها من حضن لحضن ، طلعني من راسك عاد !

عزيز :: ما گلتي الا الحك ، عاشرت هواي حتى انسى وجهج بيهن و النتيجة ما نسيت الا نفسي و وجهج حاضر بكل لحظة بحياتي .

-نهضت من مكاني ، اصيح و أأشر للباب 
اطلع برا و بعد لا تراويني وجهك عزيز

عزيز :: اهدي يـالنووي ، طالع !

طـلع بس ظل گلامـة يرنّ بعقلي ، شنو زواج بلا زواج ، اول ما دخلت سعاد ، جريت ايديها ودخلتها للغرفة وقفلت علينا الباب
بلا مقدمات ، وجهت سؤالي:

- شكايله لعزيز عن زواجي ؟

سعاد:: شنـو شكايله عن زواجج مافهمت وضحي أَكثر !

- انتِ گايلتله عن طبيعـة العلاقة بيني وبين غياث ؟

جـاوبت بثقـة تامـة :
سعاد :: شبيج مـامـا ، مخبلة عاقلة احجيله هيچ أَمر ؟

- هسه ابن اخوج ذبله حجاية زواج بلا زواج شنو قصده سعادة ، اني استسريت بيچ لان اعتبرتج أُمي الي ربتني 18 سنة ، اذا طلعتي حاجيـة معناها هدمتي الامومـة حلها وهدمتي الثقة و حطمتيني آني قبل كل شيء

سعاد :: لچ مخبلة والله محاجيـة ، شبيه جاهلة واسولف بهيج شغلة غمة حتى عيب الواحد يسولف بيها 

- تنهدت براحـة ،، تساءلت :
شوكت نروح لـ ليلى ؟

سعاد :: باچر بأذن الله اوديچ و هم نروح نحجزلج تذكرة هسه حجيت ويه نجيبه المرة من سمعت بسواية رجلج خرطت العافية 
و تريد تسافر اليوم قبل باچر عود چانت ناوية تبقى مدة حتى تعرض بيتها للبيع 

- طبعاً تخرط العافية ، اذا طلعتي غياث دراكولا ، شوهتي صورته گدام المرة 

سعاد :: اسم الله على صورته ابن البدوية ، حقچ مشفتي وجـه سليم شلونـه و لا سمعتي الفشار المفشره عليه خزانه الله يخزيه

- لازم جنتي يمهم و سمعتي شلون يفشر

سعاد :: لا ربچ جنت يمچ ، يمكن چان صار بيه سُكر ، سليم حجالي شلون هانه و ضربه و غلط عليه

- يستاهل 

سعاد :: و عزيز الضحى بروحه و رتبته و وداج لهناك و تعرض للموت و كعد وما انطى بيچ هم يستاهل هيچ يحرك سيارته الدافع بيها دم گلبه ، كوليلي ود تصرفات رجلچ سوية ، مدري ليش اشك هو المريض مو اخوه ،

- حجت هيچ بعفوية بس صَحت بداخلي اصوات احاول بشق النفس اسكتها ، شكوك زرعتها البدوية بداخلي بس ما اريد اصدكها ، ماذا لو طلع هو المريض و كل العشته جذبة چبيرة اندارت عليه و بدل ما العبة لعبني و ضحك عليه ، معقولة حتى سالفة تبديل الدوة جزء من خطة انتقـامه ، الغزل و اللهفـة وعيونه التسولف كلهن من نسج خيالاتي ، يكولون مرات العقل يصدك الي يري يصدگه مو شرط اليقتنع بي حقيقي و صحيح 

هاجت الالام براسي و المخاوف والشكوك ، بكل مكان بروحي انفتحت جبهـة وكل جبهة فوهتها ما تسكت وآني بطرك روح معتلة و عقل مريض ، تذكرت العلاج و كلام الدكتور , رأسـاً
اخذت حبابة و شربت هواي مي ، شفت سعاد تحضرت تريد تروح ، خجلت اطلب منها تُبقى ، الدكتور گال لا تظلين وحدچ 

سعاد :: شبيچ تباوعيلي هيچ 

- لتعوفيني ، هالايـام ظلي يمي 

سعاد :: ولچ خالچ شگله بلا كل شي شاك بيه ، طلعاتي كثرن واحجيلج الصراحة هم اخاف من رجلج خاف مراقبنا لوشي 
سوه بينه خوفه ، بس وعد كل يوم امرلچ الصبح و اذا سافرتي بخير و سلامة الحكج لهناك شو ما عندي شي لا شغل و لا رجال .

- انتِ ليش مسهلة الامور هلكد ، شنو الكعدة هناك بلاش لو تريديني اظل عالة على نجيبة 

سعاد :: ليش تظلين عالة ، هو وقت مؤقت و اذا عجبج الوضع 
ابقي و اشتغلي 

- هههه ششتغل سعادة ، هم الاتراك نفسهم مالاكين شغل يشغلوني اني ؟

سعاد :: اهووو شكد متشائمة ، هسه دطلعي والله كريم بعدين عزيز عنده خير من الله ما يعوفنا 

- احس نار گامت تطلع من عيني من حجت هيج
اااي هيچ كوليها من الاول بدون لف و دوران ، كولي انتِ 
و عزيز متفقين ، اطلع و هناك اصير مجبرة اخذ من عزيز 
باوعيلي سعادة ، لو اموت من الجوع و أكوم اجدي بالتقاطعات هم ما امد ايدي لعزيز و اخلي يصير صاحب فضل عليه و هاي الرسالة وصليها الـه ، خل يطلعني من راسـه افضل اله !

سعاد :: تمام ، ظلي راكبة راسچ خلي نشوف عنادچ وين يوديج بت سليمان !

- عفتها و دخلت لغرفتي ، لو ادري حتى ما گلتلها ظلي ، اني وين و هي وين ، فتحت الجزدان وطلعت صورة أُمي و تذكرت شعر حزين لخضير هادي كلش يوصف شعوري بهذهِ اللحظة :

شفت گومـة عبي و ازداد هَمي
أَگلب بالعبي مابيهن امي 
لا مشيتها ،، لا ذبـة رجلها
صوت بتوتها تسمع دولها
من تمشي العطر يمشي وراها
و من تلبس عباه ،، محلى عباها
و انا تمنيت هاي الليلة يمي 
أَگلب بالعبي ما بيهن أُمي

***

مرت بضعة ايام اخرى و حالتي من سيء الى اسوأ ، تحقق كلام الدكتور و تراجعت صحتي النفسية ، جافاني النوم و رسم خطوطه السهر على جفون عيني الجـفت من دموعها ، صرت احن و احتاج للعلاج القديم او للمادة الي خلوها اليـه ، اباوع لشكلي بالمراية انسانة من غير روح، بشرة شاحبة و جفون محمرة ، شعري مهمل بشكل و لا بيه اشيل ايدي و امشطة
لكن العلاج الي كتبه الدكتور خفف الاثار بشكل ملحوظ 

بعد غيـاب كم يوم اتصلت سعاد تبلغني راح تجي تاخذني لـ ليلى ، فرحت فرحة طفل ضايع و گالوله اجت امك ، سبحت وكشخت فرحـانة حتى نجيبة تعجبت عليه كوني ذيچ الايام 
منزوية على حالي اصارع مرضي و وحدتي ، اخيرًا راح ازور 
انسانة تحمل صورة أُمي ، ماضيها و اسرارها ، و كأني راح التقي بأمي نفسها ،

اجتني سـعاد ، لكتني جاهزة اخذتني و صعدنا تكسي متوجهين للمنطقة الي تسكن بيها ليلى مع زوجها و اولادها
بعد اقل السـاعة و صلنا أَخيراً لمنطقتهم ، نزلنا من السيارة
 ولفحتني نسمة هوا باردة ، لفيت معطفي زين و عيوني اجت صدفـة للحذاء الاحمر ، كل خطوة امشيها بأتجاه بيت ليلى يتراوالي وجـه امي ، ضحكتها ، كصيبتها الثخينة الي تتمايل فوق ظهرها ، گلبي يدگ سريع ، اوصالي ترجف مو من برد لا من شوك و لهفة وخوف من سماع شيء ما اعرفه !

طرقنا جرس بيتهم مرة و مرتين يلا طلعنـا شاب عشريني ، تساءل بوجـه ودود :

- تفضلوا بيش أكدر اخدمكم ؟

سعاد :: هذا بيت الست ليلى مديرة مدرسـة الـ*** 

- وصلتي خالة ، العفو منو اكللها ؟

سعاد :: گللها سعاد اخت وداد غازي صديقتها من الجامعـة .

-ابتسم و كال : تمام تفضلوا هسه ، و رايح گدامكم ابلغها 

- دخلنا للطارمـة و بقينا واكفين بتردد ، اجت عيني لحديقتهم 
چانت كبيرة و تجنن ، تذكرت حديقة غياث المليانه ورد و نباتات 
تآسر القلب من جمالها ، نبهني صوت خطواتها القادم بأتجاهنا ، اول ما شلت عيني و جت بعينها ، انصدمت و بهت لونها ، ظلت واكفـة بمكانها و تتفحص وجهي بفضول الى ان نشغت باكية :

ليلى :: يمـه ، هااااي وداد.

- ركضت بأتجاهي وجرتني لحضنها بلهفة حتى نست تباوع لسعاد ، تبعدني عن حضنها و تباوعلي بلهفة و ترد تبوسني
 و تحضني مثل الي ممصدكة .

ليلى :: يا يمة صدك لو گالوا الخلف ما مات ، نسخة من امچ 

- دنكت محرجة ، همست : شلون عرفتيني بتها ؟

ضحكت بعيون مدمعّة :
ليلى :: ما يرادلها روحـة للقاضي ، منو يخلف هيج كيكة غير وداد .

باوعت لسعادة و بأقتضاب واضح سلمت :

ليلى :: شلونج سعاد ، عذريني دادة ما انتبهت 

سعاد :: معذورة دادة ، شلونج شخبارج ؟ 

- باوعت داير مداير البيت و استرسلت بكلامها :

سعاد :: ولو مبينه اخبارج كلش بخير ، ما شاء الله خوش احوال بيت راقي و منصب مديرة مدرسة 

ليلى :: نحمد الله خية الله يديم النعمة و يرزقكم ، تفضلوا ،، تفضلوا خلونا نضيفكم و هم اشبع شوف من ....

- ود ،، اسمي ود خالة 

صفنت ثواني بوجهي و همست :
ليلى :: الله يرحمك جابر 

- عفواً مـا فهمت ؟

ليلى :: هيج يبعد خالتج ، تعالي فوتي جوه لا تبردين من فدوة لهالعيون.

- دخلتنا للاستقبال مالتهم ، و راحت عيوني تتجول بالمكان ، اثاثهم ذو طابع بغدادي عريق ، تخم قنفات بلون غامق
 و معرض خشب ماخذ ركن بالصالة يضم انواع المقتنيات 
و التحفيات الفرفوري و ريحة بخور طيبة معبية الاجواء ، اجـه صوتها يقاطع صفنتي :

ليلى :: شتحبون نضيفكم ؟

- سعاد :: لا تكلفين روحج عمري ، جايين بشغلة سريعة و نروح

اومأت براسي تأكيداً على كلام سعاد ، بس هي ما اكترثت ،
فتحت باب الصٰالة و مدري شنو وشوشت ويه بنتها و اجتي 

نزعت معطفي ، لان الجـو چان دافي و تركته بحضني ، عيونها معلگة على كل حركة اسويها و بيهن بريق حزين ، لحظات 
و دخلت بنتها المراهقـة و بيدها صينية الضيافة چاي حار ، 
و كليچـة ، ريحة الهيل و حبة الحلوة ترست المكان ، راحت البنوتة و بقينـا احنـا الثلاثـة ، استهلت الحديث ليلى وهي توجه سؤالها لخالتي : 

ليلى :: اي دادة سعاد شلونچ ، زمان ماشفناج ولا سمعنـا اخبارج ؟

سعاد :: اخبـاري مثل ماهي على حطة ايدچ

ليلى :: ان شـاء الله خير ، شفتج اختفيتي فدمرة گلت اكيد تزوجت سلي*** 

- گالت جملتها عالنص و سكتت مثل الواحد الي تورط ، سعاد خزرتها بعيون لاهبـة و ليلى ضيعت السالفة رأسـاً بحديثها وياي :

ليلى :: شخبارج ود ، سامحيني خالة المفروض اني ما اكطع وياج بس بعد وفاة المرحومة كلش تأذيت و خذت فترة طويلة يلا 
تخطيت الموضوع ، و حتى اكون صريحة وياج خفت ارجع اسأل و تنفتك جروح فراك صديقتي 

- غصت بكلامها و بچت ، و على دمعتها نزلت دمعتي ، تقربت منها و بنبرة توسل خاطبتها :
فدووة خالة ، احجيلي كل شي تعرفينه على امي 

شالت عيونها لا اراديـاً باوعت لسعاد و ردت باوعتلي بأستغراب :

ليلى : مافهمت خالة ، شنو التردين تعرفينه بالضبط وليش جاية تسأليني و انت عايشة عند اخت المرحومة و المفروض هي تجاوب اسئلتج 

باوعتلها سعاد بعدم رضـا و هتفت :

سعاد:: البنية تريد تعرف حياة امها قبل الزواج وشلون خذت سليمان وهي طلعت رايده غيره ، واني بذاك الوكت چنت صغيرة و وداد اسرارها كلها يمچ !

ليلى :: هه ، يعني تريدين تفهميني ، انتِ مجنت تعرفين شلون وداد خذت سليمان ، ترى چنت مراهقة و شاهدة على عذابات اختچ !

- عيوني تتنقل بيناتهن ، شلون يتراشقن بالالغاز گدامي ، قررت انهي هذهِ المهزلة و اسأل السؤال الجاية علموده ،

خالـة فدوة لعمرج ، امي المن چانت رايده جـابر لو ابويه ؟

باوعتلي ليلى بذهول ، مصدومة وعيونها تتسائل منين عرفت جابر ؟
لزمت چف ايدها و عيوني المدمعة تحثها تتكلم ، صاحت بغصة 

ليلى :: امچ بعمرها ما حَبت غير جـابر !

- نزلت دمعتي و آني اشاهد ملامحها و هي تستذكر ذاك العشك البريء الي انتهى بنهاية مأساوية 

ليلى :: قصـة امچ و جابر ، ما تنسي ، و ابتدت من جنـا مرحلة ثانية ، لهسه اتذكر اللحـظة الي اجـه يصارحها بيها و الي چنة متوقعينها ، لان امچ قبل شهور لاحظت اعجابه و لهفة عيونه وهي تراقب كل تحركاتها ، وكف يترخص من عندي حتى يحاجيها على انفراد ، چـان خجول ، مرتبك بأيد شايل كتبه
 و محاضراته وبأيده اللخ يجفف قطرات العرق على جبينه ، امچ هم خجولة ، ما رضت اتركها ، بقت مچلبه بأيدي بس كوني اعرف هي هم معجبة بي تركتلهم مساحة خاصة للاعتراف 
و هذا احلى شيء سويته لان بعدها شهدت على قصـة حبهم الصادقة و النقية 

- چانت تسرد قصة أُمي بصوت مخنوك و بدمعة مستقرة على خط رموشها تجاهد حتى لا تبچيها ، فجأة ضحكت وكأن ذكرى لطيفة دغدغت مشاعرها ، استرسلت بحديثها :

ليلى : جابر يملك صوت حَنين مثل گلبه ، من جانت وداد تزعل لان يغيب بين فترة و فترة يم ديرة اهله ، يراضيها بهاي الاغنية :

" ما بيَّه أعوفن هلي ولا بيَّه أعوف هواي
 گلبي نسيته هناك ياهو ليدوره وياي
 بس ولعونا ومشوا حگ لعرفناهم
 تسعر ولا تنطفي نيران فرگاهم
 ليله وهجرها الگمر روحي بلياهم
 گلبي نسيته هناك ياهو ليدوره وياي"

جـان يگللها انه الليل و انتِ گمريتي و بلايه الگمر شتسوه الليالي !
الله يرحمـه تحسينه شاعر ، كل كلمة يذبها بيها محنة وشوك 
وهذا الي خلا وداد تنجن بي ، و تحبه حتى أكثر من نفسها ، شكد عشكها و شكد رسم وياها احلام يا وسفة مچانوا يدرون اكو ايد بالخفاء تنسج خيوط الخبث حتى توكعهم ، و لا يدرون واحد مثل سلام متربص لفرحتهم. 

المهم ، بقت وداد لجابر و جابر لوداد الى ان حانت ساعـة الحقيقة و الي عرفتها وداد من خلال ابوج ، كاللها جابر متزوج و عنده ولد مريض يفتر على الاطباء بيه بالفترة الي يغيبها عنج !

- يعني أُمي مجانت تدري بي متزوج ؟

ليلى :: لا مستحيل تدري ، اساساً من عُرفت اجـتي تموت من القهر و كل ظنها جابر خدعها ، وضحك عليها بكلام معسول 
و رسائل مليانه شوك و غزل ، وهي ما سكتت وداد بطبعها تواجه رأساً و الي بكلبها على لسانها ، واجهته و لامته على جذبته و برر الها چان مجبور ، خايف يحجيلها عن حياته
 و يخسرها بالنهاية طلع مظلوم و زواجـه فرض من والده 

- تالي شلون تخطت امي سالفة زواجـه ؟

ليلى :: ما تخطت ، و طلبت منه ينهون علاقتهم و ينساها ، بس جـابر اله رأي آخر كاللها راح ياخذها و ما يبعده عنها غير الموت ، طلب فرصـة تسامحه و تتفهم ظروفه ، بس المشكلة بعد هذا اللقـاء اختفت امچ لظروف خارجة عن ارادتها و بوصف أدق ، حانت اللحظة المناسبة حتى تسقط بشباك الشيطان !

- بعبوس تسائلت : شلون يعني ؟ و شلون اخذت ابويه والي اعرفه ابويه و جابر اصدقاء ؟

ليلى :: جايتج بالكلام ، بالفترة الي جانوا وداد و جابر يعيشون اسعد لحظات حياتهم ، كانت اكو عيون تراقبهم بحسد و مشاعر تتلظى على نار الغيرة ، و روح تتمنى تاخذ مكان جابر و عقل داهيـة يفكر بصمت شلون يسرق حب حياتـه !

- ابويه ؟!

ليلى :: من ابشع الصدف ، ان سليمان عشك نفس البنية العشكها صاحبـه ، و يمكن حتى قبل لا يعشكها جابر بس التردد و الخوف ، شعور النقص عند سليمان خلاه يتوانى بأعترافـه الها ، الى ان سبقـه صاحب عمره و تصرف بشجاعة ويه مشاعره ، راح صارحها بشعوره و بقى سليمان يعاني لوحده ، 
كتحليل شخصي مني ، سليمان ما ضمر العداوة لجابر لكن انحط بموقف لازم يختار ، صاحبه او معشوكته ، و بالنهاية انتصرت كفة الحب و قرر يغامر بكل ورقة رابحة عنده و يقاتل بكل سلاح يملكـه حتى يسترد وداد من جابر !

يگولون الحب حرب و بالحرب كل شي مباح اهم شيء تنتصر بالاخير ، و سليمان وظف ذكائه و مركزة و مركز ابوه بالحزب 
تسلل لاخوها بالخفـاء و انشأ صداقه متينه ويا سلام اغراه بالمنصب و الجـاه و المال ، و سلام كان فريسة سهلة لهيچ مغريات !

الى ان صارت الكارثة و بطريقة ما ، اكتشف خالج علاقة امج وجابر ، بيومها ضربها ضرب مبرح و هددها يكتشف منو هذا الشاب و يوديه ورا الشمس !

- مدري ليش اجتي عيني بعين خالتي و حسيت بألم ما يتفسر بگلبي 

سعاد :: خير شو تباوعيلي هيچ ، ترى اني الگتلج سلام شاف عدها رسائل و عرف !

باوعتلها ليلى بعدم رضـا و صاحت :
- و هاي الرسائل شلون وصلتله ، وآني وانتِ نعرف وداد حريصة كلش على خصوصياتها 

- انتفضت سعاد وبعصبية صرخت :
سعاد :: شنو قصدچ ، اني البعت اختي ، احجيها ليش تظلين تلفين و تدورين !

ليلى :: اني حجيت الاعرفة ، ليش اخذتي على روحچ 

- شالت جنطتها و صاحت بأنفعال:
سعاد :: عجبج ست ود ، المهم عرفتي قصة حب امج الاسطورية 
امشي كومي نروح اني الغلطانه الي مشيت ورا رغباتج وجيت لهنا .

- اخذت جنطتها و طلعت گدامي تتراجـف ، لزمت ايد ليلى 
و بترجي سألتها : امي جـانت مغصوبة على ابوية موو ؟

هزت راسها بأسف :
ليلى :: امچ مظلومـة و مغصوبة ، سلام عنفها و هددها يا تزوج سليمان يا ينبش الكاع بأبرة و يلكه الشاب الي تحبه 
و يقتله بأيده ، امج حتى من الكلية بطلت لخاطر تحمي جابر وهي جانت اخر مرحلة دراسية  

سعاد :: وينج بمعودددة !

-طبطبت على ذراعي و همست :

ليلى :: الحديث طويل ، نلتقي غير مرة و نسولف 

- اگدر اخذ رقمج خالة

ليلى :: اكيد سجلي عندج 0770****

- حفظته ، اشكرچ خالة لان استقبلتينا و اعتذر عن الي بدر من خالتي ، امتدت ذراعاها و حضنتني بقوة ، همست يم اذاني :

ليلى :: صح سعاد خالتج و ربتج بس هم احذري منها 

باوعتلها بفضول !

سعاد :: يلااا وينچ 

- اجيت !!

تسالمنا و طلعت ، و بعقلي الف سؤال و استفسار ظلن بلا اجـابة !

سـعاد :: ارتاحيتي ، خليتي وحدة متسوى نعالي تشمّر بالحجي عليه ، لو بس ادري هاي المرة ليش هلكد تكرهني 

ضيقت عيوني عليـها :
انتِ كوليلي ، شنـو الي يخلي صديقة ماما تكرهج و تبسمرج بالكلام هيج ؟

اتسعت عيونها بصدمـة ، صرخت :
سعاد :: لا تگوليلي تشگين بيه ود ، لج اني سعاد ربيتج 
و علمتچ بالوقت الي الكل تخلّت عنچ 

- راح اظل شايلتلج هذا الفضل طول عمري ، بس لا تخلطين المواضيع ببعضها سعاد ، اريد اعرف شغلتين منچ هسه !

چتفت ايدها بعصبية 
سعاد :: اااي بالله و شنو هذني الشغلتين ؟

- انتِ الي بعتي سر امي لسلام ؟

سعاد :: عساني بالعمى اذا آني بايعة امچ .

بـجت و استرسلت :

لچ اختي هاي اختي الچبيرة شلون ابيعها و ادري بقسوة اخوية واعرف اذا يلكفها مستعد يدفنها حية ، لهدرجـة شايفتني ناقصة ؟

- و ابويـه سعاد ، شنو يعنيلچ 

سعاد :: ود احنـا بالشارع ، هاي المواضيع ما تنطرح هنا 

- لعد وين تنطرح و آني مثل الطير المهاجر كل فترة يحط بمكان ، جاوبيني سعاد ، شعندج ويه ابويه ؟

هزت ايدها بعدم رضا وعافتني ، توجهت للشارع وكفت تكسي وصعدت ، بقيت صافنة بمكاني 

سعاد :: راح تظلين واكفة هيچ ، اصعدي و نكمل حديثنا بالبيت 

- غمرني اليأس و ما لكيت خيار غير اني اصعد واشوف تاليتها وياها ، 

الطريق گله احنا ساكتات لكن عيوننا بيها هواي كلام عجزت شفايفنا تبوح بيه ، وصلنـا اخيراً لبيت نجيبة ، حاسبنا التكسي و نزلنه ، همست وهي تفتح الباب :

سعاد :: الايـام الجاية ما اكدر امرلچ ، حاولي تخلصين سالفة حجز التذكرة لو تدزيلي صورة جوازج احنا نكملها

- لا شُكراً اني اروح احجز ميرادلها شي 

فتنا جوه ، سلمنا على نجيبه وكعدنا ، منظرنا ثلاثتنا مثل الارامل كل وحدة غركانه بهمها و حزنها ، مقهورة على نجيبه طلعت الجية من خشمها، عفتهم و دخلت لغرفتي و تبعتني سعاد ، فتحت جنطتها و طلعت مبلغ مو قليل ناوشتني ، تساءلت بأنزعاج :

- شنو هذني ؟

سعاد :: مدتشوفين ، فلوس !

- منين ذني و شسوي بيهن اصلاً ؟

سعاد :: اطمئني مو من عزيز ، هذني من عندي علمود التذكرة مال السفر لو عبالچ ينطوها الچ ببلاش 

- عَضيت باطن خدي بحيرة ، فعلاً ما جنت محسبة حساب التذكرة ، مدتهم الي و بكسرة چبيرة تناوشتهن منها 

سعاد:: اخذيهم ولا تفكرين ، اني بحسبة امچ 

- شكراً سعاد ، ان شاء الله ارجعهم الچ بأقرب وقت 

سعاد :: هـه بس اوصلي بسلامة و الباقي سهل 

- كعدت مهدود حيلي ، كلش ضاقت بيه الدنيا 

كعدت بجواري ، تلعب بشعري و تهون عليه شعوري :

سعاد :: لا تخافين ،، بس اوصلي هناك اني الزم ابوج 
و احجيلة كل شي ، ما اظن راح يسيء الظن و لا يعوفج تايهة بلا مصرف ، متأكدة راح يسـاعدج 

- باوعتلها مضيقة عيوني ، و قبل لا احقق وياها هي حجت :

سـعاد :: تريدين تعرفين شكو بيني و بين ابوچ ؟

هزيت راسي بفضول :

سعاد :: ما بيني و بينـه حُب من طرف واحد نولد بلحظة حزن 
وعاش مشوه كل هذا العمر !

- تحجي بغصـة و كأن الكلام ينسلخ من قلبها و يخرج على شكل ألم مبرح ، و الي صدمني دموعها الي هلّن بسخاء 
يشرحن حجم معاناتها بعشق غير متبادل .

سـعاد :: آخر شي اتوقعته بحياتي اني راح احب رجل اختي الميته ، بعد ما ماتت امچ ، جابج النـه كم مرة و بكل مرة انعجب بي اكثر ، رغم هو أكبر مني بهواي و چانت عندي فرص كثيرة ارتبط ويا رجال يستاهلني أكثر منه ، بس قلبي و عقلي رادوه اله ، شكد حاولت اغالط شعوري و التهي عنـه ارجع لنقطة الصفر والكاني احبه اكثر ، و بآخر مرة من خلاج يمنا بصورة نهائية و قرر يبتعد ، عرضت نفسي و حًبي عليه و گتله مستعدة اكون الك العوض ، اسعدك و اربي بنتك ونجيبلها اخوة ، بس رَده جـان جاحد ، مليان قسوة !

- شكالچ ؟

باوعتلي و دموعها مستمرة تهّل :

سـعاد :: گال انه گلبه دگ مرة وحدة و لامرأة وحدة لـ " وداد "

- ليش ظلمتي نفسج ، ليش ما شفتي طريقج بعدها 

سعاد :: مكدرت ، كلما تكبرين سنـة گدامي اتأمل بيه اكثر وأكول بلكي يحن ، بلكي تروح الغشاوه من عينه ويشوف شكد حبيته و انتظرته بس كلما جـاله يتبلد أكثر و يقسى أكثر لحدما انطفى كل شي بيه ، شبابي و مشاعري و احلامي وياه .

- هزيت راسي بأسف ، 
ما ادري شگولچ و شلون اواسيچ ،هو كلشي نصيب يمكن لو متزوجة ابويه چان عشتي تعيسة 

سعاد :: ويمكن العكس ، يمكن چان صرت اسعد انسـانة و حتى انتِ چان وضعج مختلف ، بس شنكول تجري الرياج بما لا تشتهي السُفن 

- حاولت اغير مودها ، مازحتها 
ما تگليلي شحبيتي بسليمان ، اشو ولا ينجرع!

ضحكت بصوت مسموع و هتفت :
سعاد :: سامعة بالحب الاعمى ؟

- ااااي 

سعاد :: اني حبيته حب اعمى و اثول بنفس الوقت و الا هو منو تگلبه ابو لسان الزفر 

ضحكنا هواي بهاي اللحظة ، كعدت هي تصنف على ابويه 
و لهجته من يسولف ، تحاول تخفي بريق الحُب الخاسر بعيونها ، تجاهد حتى تسيطر على الدمعة المستقرة بباب محاجرها ، تدعي الضحك حتى تخفي الغصـة الي استوطنت زردومها ، 

اكتشفت شغلة مؤخراً امي و سعاد و آني صرنا ضحايا لعنـة الحُب المستحيل ، هذا الحب الي ينهش گلوبنا بصمت ، اوجاعنا غير مسموعة و نزفنا غير مرئي ، معقولة تقاسمنـا نفس النصيب ؟

راحت سعاد و اختفت يومين لا مكالمة و لا حتى مسج 
و آني ما اكدر اراسلها ، الا هي تراسل خوفاً من ان يلكفني سليم الي حالف يسلمني بأيده لغياث لو يقتلني ، و اني مدري منين الكاها من القهر ، من المرض الي يهيج عليه بالليل 
من شعور الخوف المستمر ، ما كدرت ما اخابر ، قلقت كلش عليها ، گلبي ما مرتاح ، اتصلت واجه صوتها مجروح ، تعبان :

سعاد :: الـو ،، ود 

- شبيج سعاد ، صاير شي؟

بچت بخنگه و تكلمت بخفوت :

سعاد :: عزيز مـاكو ، مختفي صـار يومين گلبي مجمّر عليه حاسه غياث ورا هاي السـالفة

- بس على كيفچ اهدئي ، خاف ملتحق بدوامه 

سعاد :: ولچ هم جماعته بالدوام اجوا يسألون عنـه واحنا ظلينا مثل بلاع الموس لا ناخذ ولا ننطي ، سليم سأل عليه بالمكانات الي يروحلها مـاكو ، و سأل بالمستشفيات هم ماكو
هسه يريد يسوي بلاغ للشرطة بأختفاءه .

- تسولف و فجـأة سمعت صرخـة سليم ، زرفت اذاني وهو يناديها 

سعاد :: اجـه خالج ولچ الله يستر يلا لازم اروح !

- عود طمنيني سـعاد 

سعاد :: ماشي بس روحي هسـة .

سديت الخط وظليت آكل بأصابيعي من الخوف ، نوبة هلع اصابتني ، گمت ما اكدر اتنفس ، جريت شريط الحبوب 
و بلعت ثنين طبك ما عرف اذا يهدئن ضربات گلبي المتسارعة لو لا ، راح يطمنن شعور الخوف بداخلي او لا !

لحد منتصف الليل يلا اجـاني اتصال من سعاد ، فتحت خط 
رأسـاً صرخت :

سعاد :: مو كتلجج هذا غياث المايخاف من الله ، لچ خاطف الولد و يعذب بي !

- ش .. شنو ، شنو خاطفـة يعني ، شلون عرفتو ؟

سعاد :: اتصل بسليم هسه ، و كايله مرتي يمكم لو تسلمونياها لو اسلمكم عزيز جـثة !

- انشّل لساني من الصدمـة اريد اعرف اجاوبها ما اكدر 

سعاد :: باجر تروحين تحجزين اقرب موعد طيارة لتركيا ، معليچ بنجيبه تتأخر ، اني اخلي ابنها يستلمج من المطار

- لحظة سعاد ، شلون تأكدتوا عزيز عند غياث 

بچت و گالت :

سعاد :: ولچ عزيز بنفسه حجه ويا سليم و گاله حتى لو كطعني وصل لا تنطي ود اذا لكيتها ، الظاهر عزيز معترف مساعدج بس مكايله انت وين ، و هسه سليم رجع عليه كفخني و ظل يسب و يغلط لان ساعدناچ ، ادعي الله امـه ما تعرف والله تروح بيها !

- رجفن اوصـالي و الرعب نهش گلبي ، تكلمت برجيف :
خاف سليم ينطيني الـه ، سعاد لا تبيعوني 

سعاد :: اطمئني سليم ما يعرف مكانج ، گلتله ساعدناها بس مندري وين راحت ، استعجلي ود منعرف شيصير عاد اذا طلعتي من العراق نكدر نشتكي عليه و نتصرف بس مدامج يمنا الحك يركبنا من ساسنه لراسنه 

- بلعت ريكي و همست بخوف :
لا هاي هي خلص باچر احجز اقرب طيارة لتركيا 

مدري شلون انقضت الليلة ، دموع و خوف و قهر ، طلعن ساعات الصبح تجهزت و اتخذت قرار نهائي اترك العراق بلا رجعة لو اعرف اجدي هناك بس ما اكون تحت رحمة ناس اذتني و اذت امي او اب تاريخـة اسود بالغدر ، بـلغت نجيبة بطلعتي من البيت واخذت جوازي و فلوسي و طلعت متوجهة لأقرب شركة سياحة و سفر . 

وصلت للمكان المنشود ، دخلت و بحثت عن اقرب رحلة لاسطنبول و للاسف اقرب رحلة بعد ثلاثـة ايام ، ما لكيت حل غير اني احجز و اندعيت ربي يسهل امري و يجعلها بداية خير الي و يكفيني شر القرار ، كملت اجراءات الحجز ، دفعت الفلوس و خذت التذكرة ، تنفسـت أخيراً براحة بس اكو شعور بالغصة بداخلي ، تذكرت عزيز و حسيت بالذنب تجاهه ، حتى لو تصرف وياي بنذالـة بيوم من الايام و حتى لو اضمرله العداوة بسي يبقى ابن خالي و بيناتنا رابطة دم ، و لكيتني ابحث عن الاسباب الي تحثني ارحل منا بلا ما اندم 

الا سبب واحد نَدمني ، شلون راح افـارك غَياث شلون راح اتخطـه ذكرياتي وياه و الحب الي نولد من بين الركام وارجع
و ابرر لنفسي خلص هو الي اذاني و استغلني و كذب عليه
بيومها نسيت نفسي مشيت هواي ، ضايعـة ماعندي وجهة اقصدها ، خايفة من المجهول ، تعبت رجليـه اخذت تكسي 
صعدت حتى بلا ما اعامله عالكروة ، بس كتله ذبني بالمنطقة الفلانيـة ، الى أن اختنكت واحس الهوا تكسّر بصدري ، طلبت منه يوكف و اكمل الطريق مشي ، طلعت جزداني وحاسبته ، نزلت و آني بثكل العالم تكدس على ظهري شلت راسي السما جانت رمادية و الغيم محمل مطِر أكثر من دموع عيني ، و كل العشته بذيچ الايام يتردد بذهني مثل الصدى ، مسحت دمعتي و استمريت بطريقي ، عيني منزلتها عالشارع اراقب اوراق الشجر المتساقطة شلون يودي و يجيب بيها الهوا ، تماماً مثل حياتي ، 

لسعتني برودة غير مألوفه و عطر ذكرى مو غريبة ضربت بأنفي حسيت العالم سكن لحظة ، رفعت نظري و كأن غريزتي دتحذرني من شيء قادم و لا يحمد عقباه ، و بالفعل لگيته هناك واكف بيني و بينه امتار ، جالس بداخل سيارتـه يدخن 
و يرمقني بنظرات معرفت افسّرها تحدي ، سيطرة او يمكن غَضب ، درت جسمي بسرعـة ناحية الباب ،ركضت وقلبي يخفق بقوة مرعوب ، اندفعت جوه وقبل لا اسد الباب صده بجسمه شكد حاولت ادفعه مكدرت ، صرخت :

شتريد منييي ، عوفني !

دفع البـاب حيل لدرجة وكعت كعدة ، دخل و سد الباب وراه ، صرخت :
-باجي نجيبة الحكيلي 

ابتسم ، نصى ، شالني من ياخة بلوزي و رفعني بتك ايد ، يهمس كاز على سنونـه :

غياث :: تغدريني بت وداد ؟!

- مشدد قبضتـه على ركبتي ، حسيت خلص كل الهوا بريتي 
رجلّيه ترافس بالهوا ، عيوني نطن اريد احجي ما اكدر 
درت عيني لناحية لصوت نجيبة الي تصيح شكو ،، شكو ؟ 
 و بگلبي اكول ياربي تحميني منـه ، لكن الي صـار بس شافته شايلني بهاي الطريقة ، ماعت ررحها و اغمى عليها !

ولا حتى أهتم او اكترث ، خاطبني بصوت غليظ مرعب :

غياث :: تشردين مني يـالساقطة ، حسبالچ ما الگاج ولچ لو طرتي لآخر الدنيا اطيرن وراچ 

- ملخت چف ايده باظافيري اريده يفكني ماكو ، لمن شافني كلش انتهيت ، رخى قبضتـه و شمرني ليغاد ، اقترب بخطوات مدروسـة ، زمخ بصوت عالي 

غَياث :: كومي ، وياي !

هَزيت راسي برفض ، همست بصوت خافت مكسـور :
- ما اريد اجي وياك ، طلكني ما اريدك 

حاوط اكتافي و رفعني ، يبتسم بشّر ويهمس بأستهزاء :

غياث :: بس هيچ ، بعد ما تأمرين بشي ثاني بت وداد

- لا تجيب اسم أمي على لسانك بعد 

غياث :: امج الكح*** الخلفت وحدة اك*** ب منها 

بلا شعور مني ، صفعتـة و صرخت :
امي اشرف منك و من ابوك !

شال ايده و صفعني بكل قوتـه ، حسيت انضربت بطابوكـه دخت و انسابت روحي مني ..

***
روحي طايفـة بالفراغ ، ضباب محاوط دماغي ، فتحت عيوني ببطء ، جـامـة سيارة و طريق خارجي ما مبين من عنده شي
ريحة جلد ممزوج بدخان الجكاير و صوت محرك السيارة يهدر بسرعـة مثل دكات گلبي المفزوعـة ، اخيراً استوعبت اني وين انداريت بحركـة سَريعة وشفته يسوق ايده عالستيرن و بالايد اللخ يسحب دخان ، صرخت :

وين موديني ،، رجعني غيـاث ! 

هادئ مثل بحر ساكن مخبي وراه اسرار ، صرخت برعب و اني اضرب الدشبول الي امامي ، رجعنيييي گتلك !

غيـاث :: سدي حلكچ ،، كلمة زايدة افرغ الشاجور براسچ 

- اتلفت مثل الي يدور فدشي للخلاص ، لكن ماكو اني بسيارة منطلقة بأقصى سرعتها ، حاولت افتح الباب لزم چتفي عصرة
خلاني اعيط 

انحرفت السيارة شويـة عن مسارها ، تركني وجر سلاحـة وجهه ناحية راسي ، بثقة تامة صاح : 

غياث :: تسكتين لـو لا !

صفنت ثواني اتخيل شلون يرميني و دماغي يطشر عالجامة ويلوث المكـان ، خرطت العافية و سكتت حتى صوت نحيبي كتمته ، مرن ساعات الطريق اثقل ما يكون ، ما بين بچي 
و تواسيل بأن يتركني و نوم ، الى ان دخلنـا محافظتهم 
هنـا انهاريت صرت الطم ، هددني بس امد ايدي على وجهي لو اطلع صوت يفر السيارة و يوديني لهيمة يذبحني ، انتهيت ما بقت عندي طاقة للكلام ، اخر شي طلبته منـه :

سلمني لابويـه اترجاك ،، هو يحاسبني 

اومأ براسـه وما حجـه ، رعبني سكوته ، هدوئه و الكتمان العايشه ، من هلكد ما متشنج كل عروقـه بارزة ، طول الطريق عيونـه ليكدام و ما باقي من صفاء عيونه شي ، جمر لاهب 
و نذير شؤم ينبئ بالدمار ، ادركت حجم الالم الي سَببته اله 
و عرفت اكو شي بشع راح يصير ، وصلـنا لديرتهم ، صحت :

- مـا اريد ادخل بيتكم بعد و لا اشوف امك 

يهز براسـه و لا نطق بحرف خلاني اغرك بأفكاري شراح يصير 

دخل من طريق ثاني يؤدي لنهاية البستان ، استغربت وين موديني ، تذكرت هنا جـان المشتمل الثاني ، طبك السيارة 
نزل اني بقيت خفت انزل ، اندار فتحلي الباب و صاح بلا ما يباوع لوجهي :

غياث :: انزلي 

- هزيت راسي برفض : ممما انزل وين ماخذني 

لزم وجهي عصرة حيييل كسر عظامه ، همس بخفوت :

غياث :: كصررري حسّج لا اكص لسانج ، انزلي !

صفنت بوجهه ، فرك وجهه بقلّة صبر مد ايده و جرني حيل 
همست بخوف : على كيفك آني امشي ، انت وين ماخذني ؟

غياث :: لجهنم الحمرة ، امشي و كطعي حسج 

-فتح باب المُشتمل ، دفعني بقوة ، وكعت على وجهي 

دخل ورايـه و قفل الباب ، نزع قمصلتـه و شمرها عالارض 
جرله كُرسي جر و خلاه گدامي كعد ، ردت اكوم صرخ :

غياث :: ظلي هنـا !

- بقيت گاعدة عالارض لامه رجلي لحضني خايفة منـه احسه مو غياث الاعرفـه انسان ثاني تماماً لا نظرة عيونه و لا صوته 
احس حتى ملامح وجهه مختلفة !

غياث :: سولفي ، شلون هزمج عزيز و شنهو المقابل ، و من شوكت تتراسلون يا شريفة يا بنت الاجاويد 

- هزيت راسي بعنف ، همست :
مو عزيز الهزمني 

گام و شال الكَرسي ركعـه بالحايط سواه وصل ، نصى لمستواية وصرخ :

غياث :: چذب لا تچذبين لا ابوچ اسلكه .

- أَحجي و أَغص بدموعي 
والله ،، والله ما مچذبة سعاد خالتي هي الي ساعدتني و رتبت كل شي بس عزيز .. سكتت

غياث :: احجيييي !

- عزيز تلكاني من يم السيطرة مال بغداد و وصلني لبيت باجي نجيبة 

جذب شعري بقوة :

غياث :: دنعل ابوچ لابو نجيبة لابو منين ما طلعتيلي ، لچ انه 
انه غياث ،، تخلين واحد مثل عزيز يعلم عليه و يگلي عوفها ما تريدك !

فاضت عيوني و احسّ راسي اتشلع بأيده ، يخض بيه 
و يصرخ :
غياث :: انه ابن الشيوخ الناس تحسبلي الف حساب تخليني حجاية بحلچ واحد ما يسوى كطف جكارتي  

دفعني حيل ، انهزمت منه ازحف زحوف ، يتقرب و يزمجر بنبرة غاضبه و عيونـه ترسل شرار :

غيـاث :: ولچ يگلي عاشكج ،، يگلي عوفها ما تريدك ولچ يگلي لو تريدك چـان خلتك تلمسها !

شهكت بصوت عالي واحس گلبي شك صدري وطلع من مكانه 
ولا اكو كلمة توصف كسّرتي وكسّرته بهذه اللحظة سعاد باعت سري و المن لاكثر انسان يحب يستغلني،

قرفص گدامي و همس بأستهزاء :

غياث :: عَليش تبچين ،، على سرنا البعتيه برخص الماي يو على كسرتي جدام ابن خالج يو عن العار اللحكني جدام هلي من يوم الشردتي ، گليلي يا بنت وداد عَليش تبچين 

- ضـاع كل الكلام مني بهذهِ اللحظة و الاحسـاس تجمد وادركت اخيراً فداحة الوهم العايشة بيه من آمنت بالأم التربي مو الي تخلف من ثقيت و شكيت همي لامي !

سندت روحي و كُمت ما عندي اي كلام اكوله او تبرير يشفي غليلـه ، علاقتنا غلط من البداية ، و اقدارنا متنافرة و الشرخ الي صار بيناتنا ما يسده الف اعتذار ، نهض واستقام بمواجهتي ، قبل لا يحجي حجيت آني :

- طلگني و ارتاح 

غياث :: لييش ، حتى تروحين لعزيز ؟

- لا ، اريد ارجـع لاهلي !

غيـاث :: اهلچ ! انت مـا عندج اهل ؛ابوج باعج لخوالچ 
وخوالج باعوچ الي و اشتروا عزيز.

- انصدمت من حقارتـه وياي بهاللحظة ، ومثل ما ضربني بگلبي گلت اضربه :
حتى لو ما عندي اهل ، اعيش بالشوارع و لا اعيش عندك 

شدني من شعري حيل ، صرخت :
اااخ عوفنيييي متخلف !

غياث :: والله لخليج تعيشين خدامـة عندي و الا اكسّر خشمج بمره تعلمج الله حك

باوعتله وبتحدي صحت : روح و الهوا بظهرك لكن قبلها اكون مطلكتك و ماخذه تاج راسك 

هـد شعري و صفعني بقوة وكعت للارض ، نزل دم من شفايفي بس ما ضعفت گدامـه كل الي احسه بهاللحظة كره ، غضب ، احتقار،

باوعلي و بجمود تساءل :

غيـاث :: تريدين تطلكين ؟

- اكثر شي اريده بهذهِ اللحظة !

ابتسم وعيونـه ترمقني بشر ، فتح دكم قميصـه و همس :

غياث :: يجرالج يا بنت التجـار ، بس ما ارجعج مثل ما اخذتج 
صعبة على ابن عشاير مثلي !

هزيت راسي بتساؤل : شنو قصدك ؟

تحرك ليكدام ، خطواته غامضة ، صامت بس مو هادئ اندار نزع قميصة و شمره بعيد ، عيوني ترصدت عضلات ظهره وهي تتقسم بطريقة مُخيفة و كأن اكو شي يتحرك جوه جلده شي حي متوحش يتنفس جوه اعماقـه ، اندارلي اظلمت عيونه صارن مثل كهف اظلم ، راص چفوف ايديـه يتنفس بثقل عيني تصعد وتنزل ويه كل انقباضة من صدره من يشهك النفس ، 
و كأنه يحاول يحبس شي يريد يمزق جلده و يطلع ، ماتت رجليه ؛يبست الدموع بمحاجري ، عرفت بهذهِ اللحظة حانت ساعة نهايتي ....
.
.
.

و آني خليتهم و أجيت 🗡️🥀


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1