رواية وميض الحب الفصل الثانى و العشرون بقلم لولى سامى
عاد سيد من صلاة الجمعة يطرق جرس الباب فإذا بفتون تفتح الباب
ألقى عليها التحية وسألها عن دعاء لتخبره أنها مجتمعة مع اختها ووالدتها ليعرف أن هناك كارثة قادمة ….
انتبه على ايدي فتون وهي تحمل عنه الحقائب ليرفض أعطاها إياها وتوجه بكل ما يحمله إلى المطبخ يضعهم بمكانهم المعتاد ….
تبعته فتون وبدأت تخرج محتويات الحقائب لتشرع في استكمال متطلبات الغداء …
لاحظت محاولة سيد بالبحث بالمبرد عن شيئ ما لتسأله مستفسرة / عايز حاجة اعملهالك ؟؟
أجابها بين لهاثه وهو مازال يبحث / تسلمي يا فتون….
أنا بس بدور على الليمون….
علشان دايخ شوية من السوق بعد الجمعة …..
دعاء لها طلبات مخصوصة ولو جبت حاجة مش عجباها هتزعل …..
نظرت له بشفقة وقد استعاد عقلها ما فعلته به دعاء ومازال يعاملها بهذا اللطف بل ويتحدث في غير وجودها بكل سماحة ….
أقدمت تجاهه تزيحه قائلة / وسع انت وانا هشوفلك الليمون فين واعملهولك …
تراجع خطوتين للخلف وجلس بالمقعد الوحيد بالمطبخ يلتقط أنفاسه هو يقدم الاعتذارات اللازمة لاجهادها بأمر كهذا / حقك عليا مش عايز اتعبك …
– وجدت اليمون وشرعت بإحضار العصير وهي تجيبه وتستفسر بذات الوقت بطريقة غير مباشرة / متقولش كدة هو أنا يعني عملت ايه …
أنا معرفش انك بتحب اللمونادة بعد ما ترجع من الصلاة …..
لو دعاء قالتلي كنت جهزتهالك على طول زي ما اكيد دعاء بتعمل ….
رسم ابتسامة بسيطة على شفتيه لم تؤثر حتى على ثغره وقال معلقا بخضوع وصوت مهزوز / لا دعاء كتر خيرها بتعمل حاجات كتير ؟..
ومبتعرفش تظبط اللمونادة زيي …..
فبطلب منها أن أنا اللي اعملها دائما …
علمت من إجابته أنها لم تهتم به مطلقا …
قدمت له كأس العصير ليلتقطه منها ويتجرعة على رشفة واحدة من كثرة الإجهاد والعطش ….
رق قلبها عليه وهي تنظر له ولطيبة قلبه ….
كيف كإنسان كهذا تقام عليه كل هذه المكائد !!!
انتبهت على مجاملته وهو يقول / تسلم ايدك يا فتون عصير لموناده يرد الروح …..
توجه للحوض وهو يحادثها وكاد أن يشرع بغسل الكوب لتقدم هي عليه تسحبه من يده وتجيبه على اطراءه ومحاولته بالمساعدة / تسلم وتعيش …
بس عنك انت…
أنا واقفة اهو …
تراجع للمقعد ثانية ليسالها وهي تكمل ما تفعله / اعذريني بالسؤال يا فتون بس كل ما اجي اندهلك مش عارف اقولك يا ام ايه؟؟؟
وضعت ما بايديها والتفتت بخيبة أمل والحزن يكسوا ملامحها / للأسف ربنا لسه مأردش ….
اللي كنت متجوزاه كان عايز نأجل الخلفة شوية….
مكنتش اعرف أنه عايز يعيشله يومين على قفايا….
من غير ما يشيل مسؤولية …
– ربنا يهيألك اللي في الخير ….
نطق بها سيد محاولا تضميد الجرح الذي نبشه بالتو ليكمل بتصوف / متعرفيش الخير فين يمكن ربنا يكرمك باللي احسن منه …
– يارب ….
هكذا نطقت واستدارت تكمل ما تفعله لترد له سؤاله بفضول وكأنها لم تعرف الإجابة / وانت اناديك بابو ايه ؟؟
استمعت للصمت وكأنه كتم أنفاسه لتستدير فإذا بها ترى رجل مقهور وخانع يتحدث برضا برغم الالم البادي على وجهه /انا ربنا مش كاتبلي الخلفة خالص..
وكتر خير دعاء برغم انها عارفة اني مش هخلف بس متمسكة بيا…..
علشان كدة مش هقدر اوفيها حقها ….
تسمرت مكانها وبدأ عقلها يشوش وترى الصورة التي اعتقدت أنها واضحة وضوح الشمس تعود للغموض مرة أخرى…
فمن الظالم ومن المظلوم هل دعاء تتحمل كل هذا الظلم لذلك تتجبر في مقابل التنازل عن الأمومة ؟؟
ام هو من يجبرها على العيش معه ؟؟؟
انتبهت على سؤاله / ايه سرحتي في ايه مش هدقويني حاجة من عندك ….
بدأت في استكمال ما بدأته وعلقها مشتت تماما بين ما استمعت إليه من قبل دعاء وما استمعت إليه من قبل سيد…
غسلت بعض الفاكهة التي أتى بها وقدمت له طبق منها وهي ضامتة بعقل مشوش لتقرر بالنهاية الاستماع لقصة الحمل تلك كاملة من دعاء لتفسر لها كل هذه التناقضات ؟؟؟
– يا حلاوة يا اولاد ….
وانا اقول المطبخ منور من ايه ….
كان هذا سؤال صبري حينما استمع لحديث قادم من المطبخ يعرف صوته جيدا ليدلف مستطلعا حقيقة توقعة ..
انتفضت فتون فور استماعها لجملته المباغته ليلقي سيد عليه التحية بهدوء / اهلا يا صبري تعالى …
ابتسم صبري وهو يضيق عينيه ويلقي سؤاله الذي يحوي بداخله اتهام مبطن / اهلا يا جوز اختي …
إلا صحيح هي دعاء تعرف انك قاعد مع فتون هنا لوحدكم !!
فهمت فتون ما يرمي له صبري لتعقد جبينها وتزجر بعينيها قائلة / قصدك ايه يا صبري ؟؟
انت دخلت لاقيت الراجل قاعد باحترامه اخر المطبخ وانا واقفة قدام البوتجاز والحوض بخلص الاكل ..
انت بقى تقصد ايه بالكلام الماسخ بتاعك ده ؟؟
ابتسم صبري بجانب شفتاه وهو ينظر لها من أعلاها لاسفلها بنظرة عابثة ويجيب على سؤالها ببرود تام / ما عاش ولا كان اللي يغلط فيكي يا جميل ..
أنا بس بقول علشان تاخدي بالك.؟..
هو قاعد وراكي وانتي بتميلي كدة ولا كدة …
انت برضه بنت خالتي وتهميني ..
ربتت بشدة بكفها على صدره بغرض الصفع وهي تعلق على جملته / ولا بنت خالتك ولا بنت عمتك…
اطلع انت منها وهي تعمر …
وسع كدة وسع ….
افسح صبري لها المجال لتعبر من جواره وهو يمرر لسانه على شفتيه ويمرر أنظاره عليها من الخلف لينتبه فجاة على تربيت سيد على كتفه من الخلف وهو يقول له / أهدى على نفسك يا صبري…
وأحمد ربنا على اللي في ايدك….
بدل ما يزول من وشك …
ابتسم له صبري بسماجة واجابه بتخكم قائلا /أهدى انت يا عم الشيخ…..
وشلني من دماغك ونقطنا بسكاتك….
بدل ما وربنا اسخن دعاء وانت عارف هي مبتتوصاش ..
ثم اقترب ونظر بداخل عيونه يرميه باتهام باطل وبهتان / ولا انت حابب تلهط القشطة لوحدك …
– أعوذ بالله منك يا اخي ايه اللي بتقوله ده دي مهما كان بنت خالتك …
عاد صبري خطوة للخلف منتفخ الصدر وكأنه ربح حرب للتو وهو يقول بافتخار / ايوووه خليك فاكر كدة ومتقربش …..
دي بنت خالتي يعني في كل الظروف أنا اولى من الغريب…
في كل الظروف يا سيد….
فاهم يعني ايه!!!!
. في كل الظرووووف…
نطق بجملته واستدار يخرج من المطبخ ليصطدم بمن استمعت لنهاية حواره فاهتزت دواخله وحاول الشوشرة على الوضع فهدر بها قائلا / واقفة كدة ليه زي العمل الرضي ؟؟
انجري شوفي هنطفح ايه النهارده جاتك الهم …
أرادت أن ترى ردة فعله على ما اثاره منذ قليل حيال ابنة خالته لتساله بعيون ضيقة / عايزني ادخل المطبخ وسيد جوه مش تخرجه الاول !!
وكالذي يرى أمامه منظر مقزز نظر لها باشمئزاز من أعلاها لمخمصها قائلا / هيبص على ايه جتك القرف …
– لا ادخلي يا اختي دانا اخاف على سيد منك..
اشهر نصل حديثه بقلبها ليمزقه بكل استماته دون أن يرف له جفن …
اختفى من أمامها لتظل هي ثابتة مكانها تشعر بالاختناق والكره…
تريد أن تبكي وتصرخ ولكن الصدمة ألجمتها تماما حتى حواسها تحجرت من اي تعبير يدل على اعتراضها ….
انتبهت على صوت من يحاول تخفيف ألمها ولو قليل / متزعليش هو اكيد ميقصدش …
– هو مين ده يا اخويا اللي يقصد وميقصدش ؟؟
انتفضا كلاهما على صوت دعاء الهادر حينما استمعت لجملة زوجها وهي تخرج بنبرة حانية لغيرها لتحاول إفشال ما أدركه عقلها …
زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر فقد باغتتهم دعاء ومن المؤكد أنها ستظن بهم السوء ..
وزعت هند انظارها بين سيد ودعاء لا تعرف بماذا تجيب….
إلا أن سيد حاول انقاذ الموقف ليجيب على زوجته بهدوء حاول أن يظهره / ده صبري اخوكي قال لهند كلام مش ولابد فكنت بقولها ……
قطعت استرساله لتنظر تجاه الواقفة أمامها ترتعد خوفا بعيون تتوقد شرارا وهي تتفه مما استمعت إليه بل وتلقي باتهامها النابي / وايه يعني لما جوز الواحدة يزعلها بكلمة وهو مضايق!!
ما واجب عليها تستحمل جوزها ولا الهانم بتعرف تتصعبن بس …..
علشان تصعب على حد تاني غير جوزها …
اتسعت حدقتي هند لتهدر بعيون ملأتها العبرات من كثرة ما تتلقاه بهذه العائلة / أنا مسمحلكيش يا دعاء تقولي الكلام اللي ملوش لازمة ده انا…..
لم تمهلها دعاء أن تأخذ بثأرها فاوقفتها مكملة وبصوت أعلى من السابق وكأنها تريد أن تتلاعب بمبدأ الفضيحة / بلا تسمحي بلا متسمحيش واقفة مع جوزي لوحدكم وبتتصعبني عليه وتقولي اسمح ومسمحش …
هنا تدخل سيد ليوقف هذه المهزلة مع تجمع من بالمنزل فأمسك ذراع دعاء ليديرها تجاهه / كفاية يا دعاء وعيب اللي بتقوليه ده لانا ولا هند لينا في الكلام الفارغ ده …
لم تنتظر هند من ينقذها ويرد عنها بل انطلقت صاعدة تختبئ بشقتها بعيدا عن سهام النظرات التي تلاحقها ..
خاصة حينما رأت صبري يقف وسط المشاهدين بعيون شامته بسيد ولم يعيره موقفها انتباه بالمرة..
لتمر بجواره وهي تنطق بجملة واحدة فقط أودعت بها كل ما لم تقدر على نطقة ثم انطلقت مهرولة لشقتها / حسبي الله ونعم الوكيل…
– فيكي يا حبيبتي…
حسبي الله ونعم الوكيل فيكي يا متربية ….
بتدعي على جوزك قدام عينه ووسط أهله ..
كان هذا صوت سمر الهادر والتي لم تعلم بما حدث أو يحدث سوى مساندة إخوتها حتى لو على الخطأ …
وقفت فتون تحاول ربط الخيوط ببعضها فهى رأت هند تهبط للاسفل أثناء صعودها للسطح هروبا من صبري وحديثه المسموم …
ولكن عقلها لم يلم بمجريات الأمور وبرغم ذلك قلبها يؤكد لها أن هذه الهند مظلومة …
عقب انصراف هند شعر سيد بجميع العيون تحاصره لتقع عينيه على أعين صبري الشامت والذي رفع كتفيه وحاجبيه بابتسامة نصر ولسان حاله يقول أنا ليس لي ذنب انت من أوقعت حالك …
عادت أنظار سيد لدعاء التي لوهلة شعرت بفداحة فعلتها ليقول لها بهدوء معاكس تماما عن دواخله / شكرا يا بنت الاصول …
كاد أن ينطلق من أمامها إلا أنها أمسكت بذراعه تحاول لملمة الأمر / أنا عارفة يا سيد انك محترم أنا بتكلم عنها….
– كفاية بقى كفاية ….
نطق بجملته ليخرصها عن تقدمها في فعلتها وازاح كفها عن ذراعه بكل هدوء وانطلق لشقته …
نطق صبري برصانة غير معهودة / سيبيه شوية يا دعاء لحد ما يهدى …
لتعلق خلفه سمر كالافعى التي تبخ سمها / يمكن متأثر بزعل هند ….
سيبيه يهدى يا حبيبتي دلوقتي….
برغم انها من افتعلت الموضوع منذ البداية ولكنها وضعت نفسها بمكان من كذب الكذبة وصدقها …
بدأت تستشيط من داخلها وشعرت أن هذه الهند ما هي إلا امرأة لعوب تريد أن توقع زوجها لتتذكر ما اتفقت عليه مع والدتها منذ قليل وكأن هذا الاقتراح قد جاء بميعاده المناسب…
اذا هى ستقيم بشقتها لأسبوع مدعية المرض وحينها ستبعد سيد عن ملاقاة هند بأي اجتماعات مقبلة حتى تخطط لها وترى ماذا تفعل بها بالايام المقبلة….
انسحبت فتون بهدوء من هذا التجمع الذي دار حول هند وسيد لتنفرد بذاتها بغرفة صفاء التي خصصوها لها منذ قليل تتذكر كيف كانت خالتها تدير عائلة والدتها بالكامل وتتحكم بها من بعد…
كانت تظن أنها تحب اختها لذلك تنصحها ولكنها أدركت الآن بعد أن استمعت لمخططاتهم أنها كانت تريد التحكم بها وبعائلتها….
تذكرت انها السبب الرئيسي بكل مشاكل والدتها ووالدها والتي أسفرت بالنهاية عن وفاة والدتها من كثرة شعورها بالظلم والقهر من قبل زوجها كما كانت تلقنها حكمت دائما بذلك …
شعرت بالندم الشديد لظلمها لوالدها ومعاملتها السيئة معه بعد وفاة والدتها ظنا منها أنه السبب في وفاتها …
حتى زواجها الفاشل كان من باب معاندة والدها الذي كان يحاول جاهدا أبعادها عن ذلك الوغد…
إلا أنها للأسف استمعت لأحاديث خالتها وبناتها وظنت أن والدها يريد ظلمها وقهرها مثلما فعل بوالدتها….
لتتخذ قرارها وتتزوج بهذا الحقير من غير علمه وبمساعدة خالتها التي ظنت أنها تساعدها حبا فيها….
إلا أنها اكتشفت انها تريد أن تشعر بالتحكم بكل من خلفها…..
دمعت عيونها خزنا وقهرا لشعورها بظلم والدها خاصة أنه مرض نتيجة فعلتها هذه….
ثم ساءت حالته حتى وافته المنيه لتشعر حينها بالندم الشديد ولكن بعد فوات الاوان ….
وبرغم أن والدها قد أخبرها بمسامحته إلا أنها الان بعد انكشاف كل الكروت لم تعد تسامح حالها ولا خالتها على ما فعلته بحياتها وحياة والدها ووالدتها….
ليهديها عقلها أنه ربما عودتها تلك بسبب اظهار الحق أمامها ….
لتشتعل عيونها ورأسها بكل غل وكره….
لتبدأ الجينات الوراثية التي من المؤكد أنها ورثت القليل منها من خالتها تنشط بداخلها وكأنها كانت بركان خامل وحان وقت فورانه ليفعل بعقلها الافاعيل ….
ظلت تفكر بماذا تبدأ او كيف تبدا في انتقامها تلك ولكن لم يصل عقلها لإجابة شافية ……
حتى اتت لها الإجابة من القدر على صحن من ذهب حينما انتبهت على اقتحام صبري الغرفة عليها لتتبدل عيونها من غضب وكره لابتسامة وترحيب …
– قاعد لوحدك ليه يا جميل !!
استقامت بهدوء وتروي تمشي باغواء حتى وصلت للباب المجاور له فاغلقته لتشتعل عيون صبري طمعّا ورغبة ليقضم على شفتاه وهو يحلل فعلتها تلك قائلا / أمال كان مالك بره مدياني البوز الخشب …
ابتسمت بدلال وهي تحدثه بنبره خافته ومغويه / علشان أنت غبي ….
جاي تتكلم وتعاكس قدام سيد…..
كان لازم اعمل كدة …
قرع بكفه ناصيته مذكرا نفسه وناعتا إياها /اه يا غبي يا صبري …
تقدم بخطوة تجاهها لتتراجع هي على إثرها خطوة للخلف وهو يكمل حديثه / طب لو مش عايزة قدام حد تحبي نتقابل فين ,؟؟
هنا ممكن ؟؟
ابتلعت لعابها بصعوبة وانتابها الذعر لتحاول اعمال عقلها بسرعة فقالت بتلعثم / لا طبعا…..
هنا ايه… انت عايز فضيحة ؟؟؟
اخواتك مش هيسبوني…
قضم شفتيه واقترب مرة أخرى وهو ينظر لجسدها باشتهاء / أمال انتي عايزة فين اؤمريني وانا انفذ ….
تراجعت مرة أخرى تحاول الفرار بهدوء من أمامه حتى اصطدمت بالحائط من خلفها لتطلق شهقة خافتة وهي تبحث بعقلها عن أي مكان حاليا بعيدا عن هذه الغرفة حتى تذكرت السطح …
كان قد وصل عندها وحاصرها بذراعيه لتنطق مسرعة / السطح ….
أيوة السطح نتقابل فيه لما الجو يكون هادي وارنلك …
قطب حاجبيها وسأل متعجبا / السطح في الطل كدة !!
حاولت استدعاء الابتسامة من بين ذعرها وهي تخبره بمخطط مؤقت / انت فاهم غلط …
أنا قصدي السطح نتكلم فيه ونفكر هنروح فين….
لحد ما نتفق يعني…
غمز بإحدى عيونه وهو يمدح تفكيرها ويمرر أنظاره على جسدها/ دماغ الماظ زي جسمك …
ولو على الاتفاق أنا متفق يا جميل على أي شئ تقوليه ….
بس خلينا في دلوقتي عايز تصبيره ….
كاد أن يقترب من شفتاها إلا أن صوت دعاء الغاضب انقذها وهي تنادي على كلاهما جعل كلاهما ينتفضان لتنظر فتون حولها تحاول ايجاد مخبأ وتقول / استخبى استخبى بسرعة …
فتحت الخزانة ليندس بداخلها تزامنا مع اقتحام دعاء الغرفة لتجد فتون تقف أمام الخزانة ….
أغلقت فتون الخزانة بكل هدوء وهى تدعي الثبات وتنظر تجاه دعاء تسألها / خير يا دعاء سمعاكي بتندهي !!!
– أمال مردتيش ليه ؟؟
سالتها دعاء وعيونها تبحث بالغرفة لتجيبها فتون بهدوء مغاير تماما لحالتها الداخلية / كنت هطلع هدوم واطلعلك بس انت مستنتيش فتحتي الباب على طول ….
شعرت دعاء بالاحراج وخاصة أنها لم تجد اثر لما تبحث عنه لتسالها مباشرة / كنت بدور على صبري….
فجأة اختفى مش عارفه راح فين ؟؟
قطبت فتون حاجبيها وبضيق مفتعل سالتها / وتدوري على صبري في اوضتي ليه يا دعاء ؟؟
اول يوم عندكم هتشيلوني مصيبة …
– مش قصدي…. المهم …يالا علشان نكمل الاكل اللي سددت نفسنا عنه اللي ما تتسمى دي …
استدارت دعاء تخرج وتبعتها فتون فورا وأغلقت خلفها الباب حتى لا تثير الشكوك مرة أخرى بها…
بعد لحظات خرج صبري من الخزانة يلهث أنفاسه الذاعرة وهو يقول / الله يخرب بيتك يا دعاء كنتي هتوقفي قلبي …..
وبرغم أن دعوات الظالم لا تستجاب إلا انها احيانا تصيب القدر ….
اكمل وهو يتذكر حديث فتون / البت فتون عندها حق….
هنا مينفعش خالص دانا اقطع الخلف…
انتظر لدقيقتين بداخل الغرفة ثم استرق السمع من خلف الباب….
حينما استمع لهدوء فتح الباب وخرج متسحبا على أطراف أصابعه حتى وصل للدرج….
صعدا مهرولا خمس درجات ليستمع لصوت قادم ليغير اتجاهه وكأنه يهبط فإذا بدعاء تقف على عتبة الدرج تسأله بشراسة / ايه كنت طالع تصالح ست الستات ؟؟
مستحملتش نص ساعة بعيد عنها …
لم يرغب في إفساد حجتها التي انقذته بها ليتصنع الغضب ويلوح بذراعه غاضبا ويقول / ستات عايزة الحرق…..
تموت في النكد زي عنيها …
قولت اطيب خاطرها علشان تساعدكم في الغدا سدت نفسي إلاهي يسد نفسها …
ربتت دعاء على كتف أخيها وهي تقول بابتسامة خبث / علشان تساعدنا برضه ولا علشان متضربش ليلتك !!!
ريح نفسك انت….
احنا مش عايزين مساعدة من حد …
البت فتون لهلوبة وتقوم بعشرة من عينة هند …
اشتعلت عيون صبري سعادة لم تلاحظها دعاء وهو يعلق بخفوت قائلا / انتي هتقوليلي ….
قطبت جبينها تتسائل عن ما قاله ولكنه لم يمهلها ومر من أمامها مطلقا أنفاسه المطمئنة اخيرا ….
شرعن النسوة بعمل الغداء وبرغم أنهن اعدوه سويا وتناولوه سويا إلا أن بداخل كلا منهن مشاعر تناقض تجمعهم هذا ..
بالجهة الأخرى تناول عبدالله الغداء ببن أفراد عائلة يمنى وكم شعر بهدوء النفس والروح بينهم ليتناولا الغداء بجو يسوده المرح والمودة …
وكم كان ممتنا لزوجته أنها لم تسيئ صورته أمام عائلتها …..
……………………………………..
عاد عبدالله وزوجته في وقت متأخر من الليل فقد قضيا وقت ممتع حقا بمنزل والدها حتى أنه نسيا حاله ولم ينتبه الا بعد حلول منتصف الليل ….
وصلا منزلهم بين ضحكاتهم وهمساتهم التي وصلت لكل من بالمنزل قبل دلوفهم به …
أشار عبدالله لزوجته بسبابته بأن تلتزم الصمت لتومئ الأخيرة برأسها والإبتسامة تزين ثغرها وتشير بيدها أنها أغلقت فمها تماما كالسحاب …
وصلا للدرج على أطراف أقدامهم ولم يصدقا حالهم أنهم وصلا شقتهم بأمان وروح مرحة دون تعكيرها…
فور دلوفهم شقتهم اغلق عبدالله باب الشقة بالمفتاح وتخلص من قميصة ملقيا إياه على أرضية الصالة لتنظر له يمنى بعيون لامعه وهي تسال وتتراجع لغرفتها / في ايه يا عبدالله…
كان يتقدم منها كالفائز الذي حان وقت استلام مكافأته دون أن ينبت ببنت كلمة…
لتطلق ضحكتها الرنانة التي ألهبت مشاعره أكثر وهي تعود للخلف كمحاولة فاشلة للفرار وربما كمحاولة لإلهاب المشاعر / أهدى يا حبيبي انت عندك شغل الصبح ….
وكأنه أصيب بخلل بعقله فكل عباراتها لا يراها سوى دعوة صريحة له ..
اخيرا امسك بها لتطلق صرخة مصحوبة بضحكة صاخبة أيقظت لها الاذان النائمة …
قدم لها كل طرق الاعتذار من تقبيل رأسها وجبينها مرورا بوجنتيها وصولا لشفتيها وهو في طريقه لجيدها يكرر بين القبلة والأخرى اعتذار وأسف وبينهم بعض كلمات الحب والغزل …
كاد أن يغترف من رضاها وعفوها لولا صدوح هاتفه لينتفض متعجبا من رنينه بهذا الوقت …
تمسكت به وكأنها تتمسك باخر أمل بينهم ولكنه اضطر أن يجيب على المتصل وخاصة أن هذا الوقت لا يحمل باتصالاته سوى الاخبار المحزنة ….
………………………..
بمنزل صبري حاولت هند للمرة التي لا تعلم عددها إقناع زوجها بالعدول عن أفعاله المشينة تلك / مش شايف انك لما عاكست فتون جه اللي طلع عليا سمعة وحشة….
برغم اني معملتش حاجة بس اتردت لاهل بيتك …
لا واللي طلعها عليا اختك وانت واقف ولا دافعت عني ….
كان يجلس يتصفح الهاتف بسأم من حديثها ليعلق على كلامها باستخفاف وتقليل / طب معاكسة فتون ودي تستاهل…..
لكن حوار اختي وأنها سيئت سمعتك ده حوارات نسوان فارغة إذا كنت انتي ولا اختي …
قال سيد يبصلك انتي قال !!!
ليه اتحول ….
ترغرغت الدموع بعيونها وهي تعاتبه قائلة / لتاني مرة تقولها يا صبري هو أنا مش ست ولا ايه ؟؟
شعر أنها ستبدأ بحوار جديد بالنسبة له لا داعي له….
ليقرر إنهاء الموقف برمته قائلا / يا هبلة أنا قصدي اني واثق فيكي وواثق في سيد كمان …
انتي اللي لاقيتك هبلة فقولت اسيبك لحد ما تهدي…
المهم دلوقتي متضربيش الليلة بالنكد ده علشان إنتي عارفه نكدي فبلاش تجربيه تاني …
قومي البسي حاجة عدلة ولا شغلي رقص اي حاجة في الليلة دي …
برغم مشاعرها الكارهه له إلا أنها استقامت تنفذ ما طلبه منها ربما اتقاء شره وربما لسبب آخر …
استمع صبري لضحكات بالشقة المجاورة لتلتهب دواخله وينتفض منتصبا مقتحم الغرفة على زوجته يفضي بها ما يكبته بداخله حتى لو لم تكن من يريدها ……
………………………….
بغرفة سمر شعرت فجأة بطنين بأذنها وكأن أحدهم يزرع سكين حاد بأذنيها تبعه هبوط رهيب حتى كادت أن تسقط أرضا …..
حاولت أن تخطوا خطوة واحدة للامام ولكنها شعرت وكأن الأرض تميد بها لتحاول بصعوبة الوصول لفراشها والاستناد عليه…..
زادت ضربات قلبها وهي تحاول ايجاد تفسير لما يحدث معها …..
توقعت أن تكون أصيبت بنزلة برد لتجلس تلتقط أنفاسها وتغلق عيونها حتى اختفى احساس الدوار تلك …..
بعدها صدح هاتفها معلنا عن اتصال من وليد والذي شعر بخطب ما بنبرة صوتها ليسألها بقلق ظاهري / مااك يا سمر صوتك مش عاجبني ….
أمسكت بمقدمة رأسها واغلقت عيونه وهي تجيبه / مش عارفه يا وليد ….
الدوخة اللي جاتلي الصبح جاتلي تاني دلوقتي…
ومش عارفه من ايه !!!!!
– لا الموضوع كدة ميتسكتش عليه احنا بكرة هنروح للدكتور ….
كان هذا وليد والذي أبدى ببراعة في نبرة صوته واسلوبه قلقه عليها لتجيبه بحيرة / طب هقولهم ايه وانا خارجة ؟؟؟
– قوللهم رايحة اكشف …
زاغت انظارها لتقرر سؤاله بكل صراحة عما يدور بخلده / انت عايز ايه مني بالظبط يا وليد ؟؟
لو قصدك اميلك دماغ صفاء احب اقولك أنها خلاص رجعت لجوز………
– عايزك انتي …
لم يمهلها اكمال جملتها ليباغتها بإجابة لم تخطر ببالها في يوم من الايام …..
رمشت بعيونها تحاول إدراك الأمر ….
ارجعت ذلك أنها لم تستمع جيدا لجملته ….
– مش فاهمة قصدك يا وليد …
ازاي كنت بتحاول تقنع صفاء انك عايزها وهتتجوزها ودلوقتي تقولي عايزك !!
– صفاء كانت محاولة للقرب منك ….
معقولة كل ده ومش فاهمة !؟