رواية وميض الحب الفصل الثالث و العشرون 23 بقلم لولى سامى

 

رواية وميض الحب الفصل الثالث و العشرون بقلم لولى سامى


جميلة حياة الأسلاف لدرجة الحِكم لو اعتبرنا لحكمتهم لاطمئن قلبنا بما هو آت…
وكما قيل بالاسلاف السابقة وعلى الباغي تدور الدوائر…
فحقا اجمل ما في الحياة أنها دائرة وتدور …..
كالافاعي التي تربي صغارها على الالتفاف على الفريسة بكل حنو وهدوء واعتصارها حتى الموت..
فيأتي دورها وتصبح فريسة لافعى أخرى وربما كانت من ربيبتها…..
فكل ساق سيسقى بما سقى . …
فأطمئن ولا تخف فالحياة كالساقية كما دارت عليك ستدور على غيرك …
واهدأ واعلم انها دائما ما تعطيك مقدار ما تأخذ منك ……
……………………………
انت جيت يا عبدالله ؟؟
مستنياك من بدري يا حبيبي …
كان هذا سؤال حكمت لابنها بالهاتف بصوت خافت وانفاس مرتفعة وكلمات متقطعة يغلفها الانهاك والقلق المصطنع والذي فور أن رأى اتصال والدته فانتابه القلق ليجيبها بسرعة …
فما أن استمع لصوتها الواهن اعتدل فورا من جوار يمنى يلتقط ملابسه وهو يتساءل بخوف / مالك يا ماما في حاجة ؟؟
برغم استماعها لقلقه عليها وتسارع أنفاسه إلا أنها لم ترحم اضطرابه…..
بل تراقص قلبها أن وليدها مهما حدث سيلقي بكل ما بيده من أجل كلمة منها …
لتكمل ما بدأته وتدعي الطيبة قائلة بنفس الخفوت والاعياء / مفيش يا حبيبي كنت بطمن عليك ….
ابقى خليني اشوفك بكره الصبح ….
وصل قلقه لمنتهاه حتى أنه لم ينتبه للتي اعتدلت بجواره تشير له باستفسار ….
فقد انتابها هي الأخرى القلق خاصة حينما رأت فزعه وانتفاضته ….
انطلق خارجا وهو يجيب علي والدته / انا جايلك حالا …
– في ايه يا عبدالله ؟؟
سحبت شرشفها تزمل به نفسها وهي تتساءل عن ما حدث فلم تستطيع اللحاق به ….
اعتدلت تلتقط ملابسها وتسرع بارتدائها ربما استدعى الموقف وجودها ….
أمسكت بهاتفها تحاول مهاتفته حتى تعلم موقفها اتلحق به ام تنتظر ….
ولكن بلا استجابة لتقرر الانتظار لدقائق وتكرار محاولة الاتصال مرة أخرى فإن لم تجد اجابه فستلحق به على الفور ……
بالاسفل بعد أن هرول الدرج كله بقفزات متتالية وصل اخيرا بأنفاس متقاطعة ليدلف مسرعا لغرفة والدته فإذا بها تجلس على الفراش بكل اريحية تشاهد التلفاز ليقبل عليها بقلق ولهفة متسائلا / خير يا ماما مالك يا حبيبتي حاسة بايه ؟؟
ابتسمت حكمت ببساطة ونطقت تطمئنه بهدوء وتروي / سلامتك يا حبيبي ……
انا كويسة…..
ايه اللي نزلت دلوقتي ؟؟
عقد عبدالله حاجبيه واجاب متعجبا / صوتك كان بينهج وانتي بتكلميني افتكرتك تعبانة بعد الشر …
ربتت على كتفه وهي تلقي عليه مبررها الواهي/ لا يا حبيبي انا بخير الحمد لله…
هتلاقيني كنت بنهج علشان بروق الاوضة ….
انت عارف مبعرفش انام في مكان مكركب ….
نظر عبدالله حوله يحاول استدراك الأمر ليلتفت ثانية لوالدته ويتساءل / وتعبتي نفسك ليه ؟؟
مخلتيش سمر تروقها ليه ؟؟
وكأنها توجه حديثه وتعلم اين تلقي الكلمات وبماذا سيجيب ..
ادعت الحزن وهي تخبره بمرض دعاء وسمر المفاجئ حتى أنهم لم يستطيعوا الصمود لإعداد غداء اليوم ولولا وجود فتون ما كان شيئ انقضى …
كاد أن يجيب على حديث والدته إلا أن هاتفه صدح باتصال من يمنى ليتذكر أنه تركها قلقه عليه ففتح المكالمة ليطمئنها / لا حبيبتي خليكي …
هي أحسن دلوقتي…
تسلميلي يا جميل….
اغلق الهاتف وحكمت تتلوى بين نيران غيرتها …
فور أن أغلق هاتفه رسمت الابتسامة الناعمة على شفتيها وهي تسأله بكل ود مصطنع / اخبار يمنى ايه انبسطت عند اهلها ؟؟
شقت الابتسامة المريحة ثغره وهو يتذكر كيف كان يسود جلستهم الود والاحترام ليجيبها براحة بال قراته هي من عيونه / اه القعدة كانت حلوة اوي لدرجة اننا نسينا نفسنا والوقت خدنا …
اومأت برأسها وهي تعلق بعكس ما تتمنى / عقبال كل مرة يا حبيبي …
استقام لينوي الرحيل إلا أنه تذكر أمر مرضها فسألها عن حاجتها قبل النوم / مش عايزة حاجة قبل ما اطلع ..
– اعوذك بخير يا حبيبي بس ابقى هات غداء وانت راجع من الشغل بكره علشان اخواتك تعبانين مش هيقدروا يعملوا غدا ……
وانا زي مانت شايف يادوب لو قدرت اعمل فطار يبقى كتر خيري …
ولو عايز فلوس الغداء….
لم يمهلها تكمل لينطق مسرعا / عيب يا ماما فلوس ايه !!!
ويا ستي الكل متتعبيش نفسك وتقومي تعملي فطار يمنى هتنزلك تعملك احلى فطار وغداء لحد ما ارجع من الشغل واطمن على اخواتي
– يخليك يا ابني ويطعمك ما يحرمك قادر يا كريم …
قد يستجيب ربك لدعوة خير تخرج من فاه ظالم لكونها منبثقة من النقطة الوحيدة البيضاء في القلب الموحش هذا …
قبل جبينها وانطق بوعده لشقته يرتب كلماته ليمنى وكله تأكيد أنها لن تخذله..
وللحق قد ارتعد قلبها من رؤية ذعره على والدته لتقفز متسائلة فور دلوفه / خير يا عبدالله قلقتني …
ربت على ظهرها واستمر تجاه الغرفة يخلع عنه ملابسه وكأنه يخلع همومه عن كاهله…….
ليرتمي على الفراش وهو يجيبها / كانت تعبانة جدا ادتها الدواء وهديت شوية ….
بس ليا طلب عندك …
جلست بجواره تنظر له باستفسار ليكمل حديثه / عايزك تنزلي بكرة بس تعملي فطار وغداء علشان سمر ودعاء تعبانين وراقدين خالص وهي مش هتفدر تعمل حاجة…
عادة القلب الابيض دائما ما ينسى الاساءة بل ويصدق كل ما يقال إليه، لتومأ بالموافقة وتشير لكلتا عيونها وهي تخبره بترحيب عن موقفها / عيوني يا حبيبي انت تؤمر …..
والف سلامة عليها وعلى اخواتك …
نظر لها بفخر واعتزاز ليعتدل يقبل رأسها وهو يتمتم بصوت مسموع / ربنا يخليكي ليا يا رب…
مجرد دعوة بسيطة أسعدت قلبها ورسمت على ملامحها السعادة والاطمئنان …
ألقى اعتذاره عن سهرة اليوم لتتلقاه بكل تقدير واحترام وينتهي يومهم الحافل بالمواقف المتعارضة من شجار ثم عناد ثم سعادة وهدوء واخيرا بخديعة لكليهما …
اقبل الصباح لتتجدد الحياة وتبدأ يوم جديد واحداث جديدة ربما تكمل مسيرة الامس وربما تكون بداية لاحداث الغد …
استيقظ عبدالله في موعده بجسد منهك ولولا شعوره بالمسؤوليات التي يتحملها ما كان اضطر للذهاب لعمله اليوم …
قبل أن ينصرف أيقظ يمنى على غير العادة حتى تنفذ ما اتفقا علبه بالأمس…..
وبرغم جسدها الذي يطالبها ببعض الراحة إلا أنها اذعنت لطلبه لتبدأ يومها مبكرا مع تخوفها من هذا الجمع التي لطالما حاولت تحاشيه ….
دلفا سويا لغرفة حكمت والتي كانت متيقظة تنتظر قدومه ورد فعل يمنى على ما اتفقا عليه بالأمس….
لتجدها تدلف مع زوجها لتتسع ابتسامتها وهي تستقبلها بصدر رحب اجادت في تصنعه أمام ابنها لبطمئن قلبه ويترك أمانته في يدي من لا تقدر الامانات ….
فور انصراف ابنها تغيرت ملامحها وهدوءها حتى نبرة صوتها لتصطنع الاجهاد مطلقة بعض عبارات التوأه ثم أخذت تملي على يمنى الأوامر كما يلي / يالا يا مرات ابني جهزي الفطار واعملي كل واحد صينية لوحده…..
يعني ليا أنا وانتي وفتون صينية ولسمر صينية علشان متقعدش معانا ونتعدي منها …
كادت أن تنصب يمنى قامتها لتشرع في اعداد الفطار إلا أن حكمت لم تمهلها وقت لتنفيذ الأمر الأول بل أخذت تملي عليها كل طلباتها الواحد تلو الآخر / وبعد كدة هتروقي البيت وتكنسيه وتمسحيه علشان نعقمه…..
أنا ست كبيرة ومش حمل المرض اه …
وبعد كدة هتبدأي في الغدا وهتعملي لينا لوبيا ورز وصينية فراخ بالتخديعة وملوخية وشوربة وسلطة ……
لكن سمر هتعمللها اكل تاني زي فراخ مسلوقة وشوربة خضار وسلطة علشان اكلنا هيبقى تقيل عليها ….
بدأت يمنى تتململ في جلستها وشعرت بثقل الأوامر قبل تنفيذها فما بالك بتنفيذها …..
أكملت حكمت سلسلة أوامرها قائلة / بعد الغداء بقى هتطلعي تجيبي لبسكم اللي عايز يتغسل وتغسلي غسيلنا وغسيلكم كله مع بعضه …..
معلش يا بنتي استحمليني أنا موسوسة شوية لما حد بيمرض ….
لم تنبت ببنت كلمة بل استقامت لتبدأ في تنفيذ مهامها وهي تشعر بالندم على طاعة زوجها ….
قبل الخروج من الغرفة نادت عليها حكمت لتقول لها / وانتي معدية ابقي عدي على فتون صحيها هتلاقيها في اوضة صفاء علشان تطلع تشوف دعاء عايزة ايه وتساعدها…..
علشان حرام اقولك اعملي هنا وفوق …
جزت على اسنانها حتى أنها ظنت أن حكمت قد استمعت لصكيكها …
مرت على غرفة فتون وطرقت الباب حتى استمعت لصوتها من الداخل لحظات وتم فتح الباب لتخبرها بما املته عليها حكمت …
صعدت فتون لدعاء لتجد نفس مصير يمنى بالاسفل لتبدأ في مجراة مصيرها ولكن ستصمد لتحقيق غايتها ………..
…………………………………..
بشقة هند استيقظت لتجد صبري الذي من المفترض أن من عادته الاستيقاظ متأخرا قد نفض الكسل عن كاهله وشرع بارتداء ملابسه لتعقد حاجبيها خاصة وهي تراه يرتدي افضل الثياب ويهندم ذاته بطريقة لم تشهدها من قبل لتعتدل بفراشها وهي تتساءل / رابح فين يا صبري ؟؟
انتبه صبري على سؤالها حيث أنه كان شارد الذهن يفكر بما هو آت ليلتفت برأسه فقط ويجيبها باقتضاب/ نازل عندك مشكلة ؟؟
– أيوة يعني رايح شغل ؟؟
ألقت سؤالها لعله يريح قلبها ولكنه فور استماعه لسؤالها اتفرجت اساريره ليجيبها بوجه مبتسم / شغل ولا اي شغل ….
شغل عالي بصحيح …..
أنهى خاله والتقط مفاتيحه وسجائره وتوجه خارجا غ عابئ بمن تناديه ….
هبط للاسفل على أمل أن يلتقي بفتون فإذا به يجد يمنى بالمطبخ تقف أمام المبرد وتعطي للباب ظهرها ليقترب منها بهدوء وحذر وهو يمسح جسدها بعيونه ويمرر لسانه على شفتيه باشتهاء …
اقترب منها ومد يده حتى كاد أن يلامس خصرها لولا أنها شعرت بنفس بخلفها لتلتفت فجأة وكادت أن تصدر شهقة إلا أنه لحق فمها واغلقه بكفه فجحظت اعينها رعبا وحاولت الفرار ولكنه حاصرها خلف باب المبرد واغلق عليها طريق الخروج لتزيل كفه من على وجهها وتحاول تحذيره بنبرة مرتعبة وباصابع مرتعشة / متخلنيش اصوت والم عليك اللي في البيت كله يا صبري ….
عيب اللي بتعمله ده ….
اقترب خطوة أخرى بعيون تحوي نظرات خبيثة لتحاول هي التقهقر للخلف قائلا بنبرة تهديد خافتة / اعمليها يا مرات اخويا وانا اخلي سمعتك زي الزفت …
اتسعت حدقتيها فهى لم تتخيل كم بجاحته ليكمل هو بسرد مخططه وهو يمرر أنظاره عليها من أعلى لاسفل / هقول دائما بتشاغلني وبتعمل حركات مش ولابد ولما جيت أوقفها بتتبلى عليا ….
ترغرغت الدموع بعيون يمنى وهى تحرك راسها يمينا ويسارا كعلامة رفض واضحة وهي تكرر / انت كداب ….انت كداب …
لم يسمع لهذيانها بل اكمل ما يرنو إليه / تعالي معايا سكة يا بنت الناس وانا هريحك على الاخر بدل ما تطلعي من البيت بقضيحة …
أنا هسيبك دلوقتي بس اعرفي انك مقدمكيش خيار ……
سلام يا قطة ……
نطق باخر جملته وهو يقرصها من وجنتها لتصفعه بكفها على كفه كحركة تلقائية منها ولكنه تلاقاها بصدر رحب بل وابتسم قبل خروجه ….
جلست يمنى بالمطبخ بجسد مرتعش ومرتعب تفكر في حل لمعضلتها تلك فإذا بهند تدلف عليها قائلة ,/ كنت متأكدة أنه نازل علشان حاجة قذرة في دماغه ….
حاولت الحقه بس شكلي اتاخرت ….
لمعت الفكرة بعقل يمنى لتسرع إليها تسألها بريبة / انتي…… انتي سمعتي اللي قاله ؟؟؟
أنا مليش دعوة والله يا هند هو اللي …. اللي ….
أنا سمعت اللي قاله وعارفة قذارته كويس ….
شعرت يمنى بالاطمئنان قليلا ورأت بصيص أمل امامها لتحاول التمسك بهذا الامل لتسألها / يعني تقدري اشهدي معايا لو قولت لعبدالله عليه ….
– لااااااا
أطلقت لا النافية بأمر قاطع لتتعجب يمنى من اجابتها وتسالها باندهاش / ليه ؟
نظرت هند بداخل عيون يمنى وهي تقول / لو شهدت معاكي هكسب ايه معلش ؟؟
رفعت كلا أكتافها وهي تجيب على سؤالها وكأنها تحدث نفسها / ولا حاجة ده يمكن أطلق فيها ….
ازداد اندهاش يمنى لتكمل هند بصوت بملؤه الكرهه / أنا استحملت حاجات كتير اوي انتي نفسك متتخيلهاش بس هانت وحاسه أن جه الوقت اللي اخد فيه ثمن تحملي ده ……
أطلقت ابتسامة ساخرة وهي تكمل باستهزاء من تفكيرها / مش أتطلق وانا حتى لسه ماخدتش حقي …
لم تعي يمنى مقصد هند من حوارها هذا حتى أنها كادت أن تحاورها في منطقها هذا إلا أن الأخيرة لم تنتظر وعادت من حيث أتت وكأنها جاءت حتى تحبط أي محاولة من قبل يمنى وتفقدها اي بصيص من الامل………
……………………….
بشقة دعاء ادعت المرض وعدم المقدرة على فعل لي شئ لتملي على فتون كل متطلبات اليوم بدءا من تجهيز الافطار لسيد والذي لم تقم به دعاء من قبل مرورا بترتيب وتنظيف وتنظيم المنزل واخيرا اعدار الغداء والحلوى قبل الهبوط لخالتها ….
بالفعل شرعت بتجهيز وجبة الافطار والذي أصابت سيد بالذهول فور رؤيته للمائدة فهو قد اعتاد على تناول بعض المخبوزات الناشفة التي يحضرها يوميا مع كوب من الشاي يعده لنفسه ليرى الآن مائدة تحتوي على ما لذ وطاب من بيض بالبسطرمة وانواع من الجبن ومربى وقشدة حتى موب الشاي تم إعداده ووضعه بجوار كل هذا ليقف مزهولا لا يصدق حاله أنه سيتناول كل هذا بالصباح ….
نظر تجاه فتون وعيونه تكاد تخرج بذاتها لتقدم لها كل الشكر والامتنان لينطق اخيرا كلمات مختصرة ولكن بنبرة تحمل السعادة / شكرا ….شكرا اوي يا فتون …..
ابتسمت فتون تلقائيا فكم مر عليها من الوقت لم تسمع فيه كلمة شكر أو اطراء واحدة مهما فعلت ….
منذ وفاة والدها وهي لم تستمع لكلمة طيبة لتحاول التعليق ببساطة فهى ترى أنها لم تفعل شيئاً/ أنا معملتش حاجة يادوب البيض بس اللي عملته والباقي طلعته من الثلاجة يعني كل ده من خيرك…..
جلس سيد وشرع بالطعام وهو يتلذذ حلوة مذاقه ليجيبها مستحسنا ومستمتعا بمذاق الطعام /الخير موجود دائما بس انك تفكري وتطلعيه دي عندي بالدنيا ……
اتسعت ابتسامتها من مجرد كلمة وشعرت بالسعادة لمجرد رؤيته يأكل باستمتاع حتى انتبهت على انتصابه استعدادا للرحيل لتقبل متسائلة / انت مأكلتش حاجة كل حاجة زي ما هي …
نظر لها بامتنان وهو يجيبها / كتر الف خيرك أنا اخدت كفايتي…….
اصل معدتي مش متعودة على الفطار ده على الصبح واخاف ادوس ملاقهوش تاني …..
وكأنه يطالبها بالمزيد بطريقة ذوقيه لتطمأن قلبه / لا متخافش دوس وكل باخر ذادك ……
وانا باذن الله كل يوم هعملهولك واحسن من كدة كمان …..
ارسل ابتسامة شكر دون أن ينطق لتجيبه بابتسامة وعد دون أي وعود ثم انطلق لعمله وشرعت هي باعداد وجبة الإفطار للغافية بالداخل حتى تستطيع الوقوف على حقيقة أمر الانجاب ……
كادت أن تحمل صينية الافطار وتدلف لدعاء إلا أنها توقفت حيال صدوح هاتفها ….
أخرجته من جزلانها لتجز على اسنانها فور رؤية اسمه ولكنها اضطرت لتقبل المكالمة…..
نظرت تجاه غرفة دعاء لتتاكد أنها لم تستيقظ بعد ثم أجابت بخفوت / خير يا صبري أنا عند دعاء ….
– نزلتلك تحت ملقتكيش هناقابل امتى يا قمر ؟؟؟
تعجبت من صوته العالي لتسأله بتعجب / انت فين يا صبري ؟؟
أنا بالقهوة يا جميل منتظر إشارة منك على احر من الجمر …
لمعت عيونها بوميض فكرة لتبتسم وعي تغزل حروفها بين شفتيها / طب خد قعدتك على القهوة لحد ما اخلص وبعدين تعالالي في العنوان اللي هبعتهولك………
سبقت السعادة حروفه وهو يجيبها / فرحي قلبي قوليلي أن العنوان ده شقة …
ادعت الضحك بصوت مكتوم لتجيبه باغواء / بطل شقاوة بقى يا صبري ….
لازم تكسفني يعني !!!
أيوة شقة وهتعجبك اوي ….
– الشقة وأصحاب الشقة عجبني من غير حاجة ….
منتظرك بعد ساعتين يا جميل اوعي تتاخري ….
أغلقت المكالمة وتغيرت نظرة الاغواءابى الشراسة لتهمس لحالها / كل واحد بيختار جزاءه ……
هو يستاهل والبأف اللي كنت متجوزاه كمان يستاهل ………
………………………….
انطلقت لجامعتها بالموعد المحدد لها وانتظرت زميلاتها أمام الجامعة كما تعودت فهن ينتظرن بعضهن من اجل شراء الملازم الخاصة بهم وافطارهم من المحل المفضل لهن …..
وجدت من يحادثها من الخلف لتجز على اسنانها دون الالتفات فقد تعرفت عليه ن نبرة صوته….
فلطالما حاول مرارا وتكرارا التقرب منها لتنضم إلى قائمة فتياته فهو مشهور بينهم بأنه دنچوان الدفعة الذي لم تفلت منه فتاة أراد أن يضمها لقائمة فتياته الا تلك التي ترى نفسها مختلفة…..
ظلت صامتة لم تجيب عليه الصباح ليلتفت هو أمامها يلقي سؤاله المعتاد / هترضي عني امتى وتردي الصباح ؟؟
ضيقت عيونها وهي تجيبه بشراستها المعهودة / ما لو البعيد يفهم أن مفيش رضا ولا صباح هيرتاح ويرحني ….
رفع إحدى حاجبيه وابتسم بجانب فمه وهو يقترب برأسه ويقول وهو ينظر بداخل عيونها/ بكرة تجيلي لحد عندي يا جميل وساعتها …..
لم تمهله استكمال جملته لتكمل هي جملته بعصبية / ابقى صحي نفسك من النوم علشان مش هيحصل يا حيلتها ……
ثم تركته وقد اتسعت حدقتيه جراء جملتها وقضم شفتيه غيظا ليلفت نظره توقف سيارة ما أمامها بل والأغرب أنها اقتربت منها أكثر ومالت لتحادث سائقها من النافذة حين أطلق ناقور سيارته ليعقد حاجبيه ويزداد تعجبه حينما رأها تستقل السيارة بجوار شاب ليهمس لحاله / أمال عملالي فيها خضرة الشريفة ليه ؟؟
ماشي يا يسرا أنا بقى هتصرف ….
ثم رفع هاتفه يلتقط بعض الصور ومن زوايا مختلفة ثم أخذ ينظر لما التقطه لتتسع ابتسامته بشر لما هو قادم ……..
بالجانب الآخر توقف جاسر بسيارته أمامها وأطلق ناقور السيارة لتنتبه يسرا للواقف أمامها ….
كادت أن تعنفه إلا أنها رأته هو لتميل قليلا تحادثه من النافذه / ايه اللي جابك ؟؟؟
– جاي عشانك اركبي نروح نقعد سوا في مكان قريب ……
– مش هينفع أنا مقولتش لحد اني خارجة معاك ….
ازوت حاجبي جاسر وهو يستمع لجملتها ليلقي سؤاله البديهي / يعني كنتي قايلة لحد انك جايالي السنتر !!!!
– أنا اصلا معرفش انك بالسنتر …
ابتسم بجانب شفتيه واطلق زفرة ثم قال لها باستياء من وقفتها تلك / طب اركبي يا يسرا وقفتك كدة غلط ……
أشارت بسبابتها كنوع من إلقاء الشروط / هركب بس مش هنتحرك علشان ورايا محاضرات ….
قلب عيونه دون أن يجيبها حتى استقلت بجواره السيارة ليلتفت لها بجسده قليلا قائلا / اول حاجة لازم تعرفيها عني إن مفيش حد يشترط عليا ….
امالت رأسها قليلا وادعت الاستخفاف لتسأل ببساطة / وتاني حاجة …
اعتدل بجلسته ممسكا بعصا القيادة وهو ينظر أمامه قائلا / أن مفيش حد يمشي كلمته عليا ….
فور نطقه بهذه الجملة انطلق بسيارته لتطلق هي شهيقا وتحاول إيقافه / استنى …..والله عندي محاضرات مهمة ……اقف ……استنى ….
وكأنه لم يستمع إليها ظل يقود السيارة وهي تستجديه حتى أنها لن تلاحظ أنه سلك اول ملف لتجده اخيرا يقف أمام كليتها بالجهة المقابلة ….
ثم التفت بجسده مرة أخرى قائلا بتحذير / اوعي تتشرطي عليا تاني ولا ترفعي صباعك في وشي والا المرة الجاية مش عارفه ممكن اعمل ايه ….
اومأت برأسها وهي تحاول فتح باب السيارة إلا أنه قد أغلقت اليكترونيا ليقول قبل أن يفتحه / هكلمك لما تخلصي محاضراتك ………
فور أن فتح الباب هرولت تجاه كليتها وقلبها يقرع طبول الحرب سعادة وخوفا….
فهى لم تصدق أنه سيأتي إليها يوما ولكنها لم تنكر أنها سعدت كثيرا بقدومه ….
كما أنها خائفة من قدومه هذا فقد يلوث سمعتها التي لا يستطيع أحد المساس بها حتى الآن….
عبرت الطريق لتجد زميلاتها ينتظرونها وعلى وجه كلا منهم ابتسامة هيام وهن ينظرون تجاه الكائن بالسيارة لتلوح لهن يسرا بكفها سائلة / هاااااي بتبصوا على ايه ؟؟
– على القمر اللي بالعربية مين ده يا يسرا ….
التفتت يسرا بجزعها لتجده مازال يقف بسيارته لتعود تنظر لهن قائلة بتوتر / ده …. ده … اخو جوز اختي كان بيوصلني في طريقه ……
يالا يالا ندخل جوه وانا احكيلكوا …..
دلفوا سويا للداخل وما زال أحدهم يتابع الموقف منذ البداية حتى النهاية …….
…………………………………
دلفت فتون بصينية الافطار وعليها ما لذ وطاب لتوقظ دعاء وهي تتعجب من سرعة نومها / انتي لحقتي تنامي دانا قولت هلاقيكي صاحية …..
– قومي يالا يا دعاء الفطار جاهز …..
اعتدلت دعاء من رقدتها وانتابها الحماس فور رؤيتها لصينية الأفطار لتشرع في تناوله وهي تدعي المرض / اصلي منمتش طول الليل من السخونية وتكسير العضم …..
– تسلم ايدك يا تونه ….
– تسلمي يا حبيبتي…..
يالا كلي عقبال ما اعمل كوبايتين شاي علشان تكملي كلامك اللي قطعتيه قبل كدة ……
بعد لحظات وضعت فتون هاتفها بجزلانها وحملت كوبين من الشاي لتقدم إحداهما لدعاء وتلتقط هي الثانية ثم شرعن في استكمال الحديث السابق لتنطق دعاء بحماس وقد انتابها الاحساس بالفخر وهي تسرد أفعالها المشينة / سمعتي عن الربط بالسحر !!!
اتسعت حدقتي فتون من هول المفاجأة بل إنها انتابها الذعر من هذه الشخصية لتكمل دعاء حديثها ببساطة وكأنها لم تخطئ قط / متخافيش معملتش كدة …..
بس فكرت ايه اللي يخليني اعمله سحر بالربط ويا اتفك يا متفكش …..
رمشت فتون باهدابها وهي تحث دعا، على الاستمرار / وبعدين ….
– ولا قابلين جاتلي الفكرة اللي قولتلك عليها …..
اصل ماما لما الغضروف بيتعبها بتاخد باسط عضلات بيخليها تنام متحسش بالدنيا فقولت فكرة …..
يومها دوبتله حبيتين في العصير وشربهم ومقولكيش بقى كان شكله مسخرة وهو بيحاول يفتح عينه …..
اذدادت ضربات قلب فتون لما تحاول اخفاءه من شعورها بالاشمئزاز حيال هذه الشخصية وتحاول جاهدة رسم ابتسامة فخر وتشجيع لها لتكمل الأخرى سرد باقي انجازتها / طبعا في الصباحية قعدت اندب وهو قدامي زي العيل الصغير ….
حاول يقرب الصبح عملت نفسي زعلانة لحد ما الناس بدأت تيجي تهنئ وتبارك ……
– واهلك قولتلهم ايه ؟؟؟
أطلقت فتون سؤالها لترى الجريمة من كل النواحي لتجيبها دعاء بما ازاد من فجعتها / ماما كانت عارفة ومتفقين كمان ….
طلعت قدام الناس وزغرطت وبعد كدة اخدته قدامي وهزأته بكلام مقولكيش متوصتش هي …..
وكأنها تسرد احداث مشوقة اتسعت بؤبؤة عين فتون وهي تسألها عن المزيد / وبعدين …
– ولا قابلين فضل الحال كدة لثلاث ايام لحد ما جبتله برشامة قولتله أنها من امي واوهمته اننا لازم نجربها وإلا نروح لدكتور …..
طبعا خاف ليتفضح ووافق ياخدها …..
– واخدها !؟!؟
أطلقت فتون سؤالها التحفيزية لتطلق دعاء ضحكتها الرنانة وهي تعلق على هيئة فتون / شكلك متحمسة اوي يا فتون …
دب الذعر بقلب فتون خوفا من ينكشف أمرها لترمش باهظابها وتقول بهدوء / ابدا بس اول مرة اسمع عن الموضوع ده وبصراحة بحسدك على شجاعتك ….
شعرت دعاء بالفخر من ذاتها لتكمل موضحة ذكاءها الفج / لا أنا بصراحة سمعت قبل كدة كتير أن في ناس بتعمل اعمال ربط للعريس علشان يبقى زي الخاتم في صباع العروسة…….
بس انا فكرت وقولت ليه حد يعرف سري وياخد فلوس على قفايا فجت ليا الفكرة دي …..
المهم أن أنا محطتش له البرشامة …
مع كل جملة تطلقها دعاء يزداد اندهاش وتعجب فتون لتسألها بفضول / أمال حطيتي ايه ؟؟؟
– محطتش حاجة خالص وشرب العصير وتوقع أن فيه برشامة وعينك ما تشوف إلا النور طلع غضنفر بصحيح ……
ألقت فتون بتعليقها الذي ينم عن سذاجتها / طب كويس ….
– لا مش كويس دانا الحمد لله اني استعملت معاه باسط الغضلات كان زمانه بيتباهى بنفسه ولحد دلوقتي لما يحس أنه عايزني اضربله الليلة علشان عينه متقولش عليا …….
– أمال ايه سبب أنه قطع أهله وليه مخلفتوش لحد دلوقتي….
انتهت دعاء من الافطار لتزيح الصينية تجاه فتون قائلة / مستعجلة انتي تعرفي كل حاجة….
قومي خلصي اللي وراكي الاول الكلام مش هيخلص ……
استقامت فتون تحمل الصينية وكلها فضول تعرف المزيد من تلك الأسرار الشيطانية……
………………………….

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1