رواية كوميديا سوداء الفصل الثانى و العشرون بقلم ليل ادم
الدكتور علي: أنا شايف ناس كتير بره دخلي بقا ام المريضه أو والدها نفهم في اي
جميله: الأم والاب بره طالبين يقبلوا حضرتك
الدكتور علي: دخلهم يا احمد
خرج فعلاً احمد علشان ينده عليهم
الدكتور علي: جميله أنا خرجت احمد علشان مش عايزه يخترع في الحاله دي بالذات اول ما أهل المريضه يدخلوا أعملي إشارة كده بالعقل ل احمد فيما معناها أن الجلسه دي بتكون سر بين الأهل والدكتور منها ولا يزعل ولا يعمل مشكله احمد عاطفي اكتر من كونه دكتور
باب المكتب بيخبط
الدكتور علي: ادخل
احمد : أهل المريضه يا دكتور علي
جميله: (أشارت برأسها الي احمد للخروج بره هما الاتنين)
احمد : (لم يستجيب الي جميله )
الدكتور علي: اتفضلوا
الأب: يزيد فضلك بنتي كويسه يا دكتور
الدكتور علي: لحد الوقتي الوضع تحت السيطرة بس في حاجات محتاجين نتكلم فيها
جميله: (من جديد في إلحاح على احمد استجاب ليها فعلاً وقام من مكانه )
الأم: لو سمحت يا دكتور يا دكتور ياللي خارج انت
احمد : أنا
الأم: اه حضرتك
احمد : تحت امرك
الأم. : مش انت الدكتور أحمد
احمد : اه أنا
الأم: ممكن تقعد بعد اذنك
احمد : دكتور علي ينفع اقعد
الدكتور علي: ينفع اقعد وانتي كمان يا جميله اقعدي
الأم: أنا بنتي معاها فلوس وتقدر تعالج نفسها في مستشفى خاصه بس هيا كانت كاتبه اسم المستشفى بتاعتكم في ورقه وخليتها معايا قالتلي في حاله اني تعبت أو جيت أولد عايزه اروح المكان ده وشوفي دكتور اسمه علي اطلبي منه يمسك حالتي هو و الدكتور أحمد
جميله: معنا كده أن حضرتك عارفه بنتك عندها اي
الأب: (ببكاء شديد) بنتي عايزه تموت يا دكتور علي انقذها من اليأس اللي وصلت ليه نفسية بنتي بقيت محطمه
احمد : احكيلي الموضوع كامل بعد اذنك
هنا أدرك الدكتور علي أن المصيبة جايه جايه
الأب: بنتي هاله حبت شاب من الشباب اللي نادر لما تشوفهم في حياتك راجل مقتدر يخاف ربه خيير لابعد الحدود وكان روحه في هاله وهيا كانت بتعشق نادر جوزها عاشت معاه خمس سنين من اللي كنت بشوفه في عين بنتي كنت ساعات بزعل لما احس أن دول احسن خمس سنين مروا عليها رغم أنها الوحيدة عندي وكنت مدلعها قدر المستطاع بس للأسف أثناء الخمس سنين محصلش حمل راحوا كل مكان ممكن تتخيله علشان تحمل من جوزها بس اراده ربنا أكبر من أي فلوس صرفها نادر على هاله بنتي وفي يوم راح نادر يجهز نفسه لعمليه حقن مجهري هو وهاله عمليه كانت مختلفه الدكتور عرض على نادر ياخد الماء بتاعه يعمل منه الحقن داخلي ودي طريقه سهله ونجاح الطريقة دي مضمون بنسبة كبيرة جدا وبعد ما راح نادر وهاله عملوا كل حاجه مطلوبة منهم أتحدد ليهم يوم العمليه وأثناء الرجوع في الطريق حصلت لهم حادث مات في نادر وفضلت هاله فاقده الوعي اكتر من شهر ومن يوم ما رجعت الحياه وهيا لا بتكلم حد ولا عايزه الحياه كلها بتعيط بس عقلها رافض فكره موت نادر لحد ما حصل حاجه حولت حيات هاله بنتي جالها تليفون من المركز اللي كانت في مع نادر طلبوا منها أنها تيجي عندهم طلبت مني اروح معاها رفضت انها تروح لأنها حالتها النفسية صعبه جدا وانا خايف تكون اصعب من كده بس لما لقيت أنها ممكن تتحسن لو راحت المشوار ده اخدت بنتي و روحت المركز وهناك دكتور المركز عرض علي هاله بيع ماء نادر وكان بيقول أن المواصفات الچينيه اللي في تشبه راجل عقيم تاني مستعد يدفع اي فلوس علشان يحصل على طفل المركز اشتغل على كل العينات اللي عنده واكتشف مدا قرب جينات نادر من الراجل ده علشان كده احنا بنطلب من حضرتك تقبل العرض وإسعاد زوجين و اي شرط حضرتك تطلبيه مفيش منه اي رفض موافقين عليه كان رد هاله صادم لدرجه دكتور المركز نفسه تعجب منها
احمد : طلبت أنها تعمل العمليه
الأب: بالظبط ومش كده وبس دي رفضت ترجع معايا رغم كل محاولاتي المميته ومش عايزه تمشي إلا بعد ما تعمل العمليه وفضلت تتكلم معايا اكتر من ساعه أن هيا دي الفرصه الاخيره ليها علشان ترجع تتمسك بالحياه ولما دكتور المركز سمع قصه هاله وشاف الاسرار منها طلب مني الموافقه وفعلاً قبلت وعمل العمليه وبعد أقل من شهر كانت هاله حامل اخدت بنتي ومراتي و سبنا المكان اللي كنت عايش في لأن محدش يصدق اللي بقوله ده إلا دكتور عنده ضمير زاي حضرتكم وفعلاً روحنا مكان جديد محدش يعرفنا في وعملنا حياه جديده بعد الشهر التالت من حمل هاله روحنا ل دكتور تتابع معاه شاف حاجه غريبه لدرجه انه شك أن في تشوه جنين طلبت مني هاله ارجع بيها المركز وفعلاً روحنا نعرف حصل اي وبعد ما الدكتور اللي عمل العمليه فحص بنتي وعمل فحوصات قالي أن للاسف في ورم في جدار الرحم ناتج عن الماء بتاع نادر زوجها والغريب أن الماء كان سليم مفيش في اي حاجه تعيق العمليه و كانت الصدمه بجد لما هاله قالت إن جوزها نادر كان عنده ورم ومفيش حد كان عارف بي إلا هيا و جوزها زعل الدكتور منها اوي أنها كانت ممكن تأذي الاسره التانيه لو كانت قبلت ببيع ماء زوجها ليهم و بعد ما هديت الأمر بين الدكتور وبين بنتي للاسف عرفت منه أن مفيش حل يا وجود الجنين يا وجودها هيا وأنها لازم تعمل عمليه اجهاض حالا ومن بعدها تمشي في عمليه استئصال الورم رفضت هاله رفض شديد طلبت من الدكتور يعمل العمليه حتا لو غصب عنها أنا مش عايز أخسر بنتي بس للأسف حصل مضاعفات خطيرة جدا بسبب أنها رفضت وكانت هتموت في اللحظه دي لقيت ام هاله ادتني الورقه اللي فيها اسم المستشفى واسم حضرتك والدكتور أحمد اخدت بنتي وجيت اسأل عنكم هنا اكتشفت أن انتوا اللي معاها في غرفه الانعاش حسيت انها اشاره من ربنا أن الوضع هيكون تمام وان هاله لسه متمسكه في الدنيا
ظهرت الصدمة على الجميع الحزن و السكوت يخيم على الجميع
الأب: هو انتوا مش مصدقين كلامي
الدكتور علي: لا والله ليه بتقول كده انت بس صعبت الموضوع علينا اوي
الأب: أنا عايز حضرتك و الدكتور أحمد تتكلموا مع هاله أنها تقبل تنزل الجنين أنا مش هقدر أخسر بنتي هيا متمسكه في بنتها اللي لسه مجتش الدنيا أنا ازاي أسيب وحيده عمري تموت في عز شبابها بالله عليكم أنا مستعد ادفع اي تكاليف مهما كان الأمر اهم حاجه بنتي ترجع من تاني في حضني سليمه
الدكتور علي: هز رأسه وساكت وعينه على أحمد اللي كان في توها و حزن شديد
جميله: حضرتك تقدر تخليك جمب استاذه هاله وأن شاء الله خير
الأب: بعد اذنكم (وخد الأم وخرج )
الدكتور علي: جميله روحي شوفي حاله مدام هاله بقيت تسمح نتكلم معاها ولا لأ
جميله: حاضر
بعد خروج جميله
الدكتور علي: احمد احمد انت يابني
احمد : ها اي
الدكتور علي: سرحان في اي ركز معايا
احمد : هو اللي سمعته ده يخلي الواحد يركز
الدكتور علي: الوضع محزن بطريقة مؤسفه
احمد : وخلي بالك مدام هاله مش هتقبل أن الإجهاض يحصل
الدكتور علي: يبقا هتموت الجنين هيضغط على الورم و الورم يضغط على القلب شكراً انتهت هيا و الجنين
احمد : وأنا بقولك أنها عايزه كده يا تعيش مع بنتها يا تموت معاها لأنها تقريباً كده شايفه أن كان لازم تموت مع زوجها
الدكتور علي: دي حاجه في ايد ربنا
احمد : الوسوسة النفسية اخطر على الإنسان من الشيطان نفسه انت عارف المشكلة في اي
الدكتور علي: أنها جايه هنا وحطه في دماغها أننا اخر امل ليها في الدنيا بعد ربنا
احمد : يعني يا تكتب ليها شهادة وفاة يا تكتب ليها رجوعها من تاني للحياة
الدكتور علي: مفيش حل مفيش حاجه تتعمل يا احمد
احمد : للأسف مفيش حل
الدكتور علي: (تنفس الصعداء بعد ما سمع من احمد ان مفيش حل والتركيز كله هيكون على عمليه الإجهاض)
باب المكتب بيخبط
الدكتور علي: ادخل
ريهام : مساء الخير اي ده في اي
الدكتور علي: مفيش حاجه
ريهام: مفيش حاجه أي أنا حاسه اني دخلت عزاء في اي بجد
جميله: دكتور علي تقدر تتكلم مع مدام هاله
الدكتور علي: ياله بينا تعالي معانا يا ريهام هقولك كل حاجه في طريقنا
بعد الوصول إلي غرفه هاله كان الدكتور علي قال ل ريهام كل حاجه بالتفاصيل
احمد : ازيك يا استاذه هاله
هاله : الحمد لله أنا بخير انت الدكتور أحمد صح
احمد : بالظبط
هاله : وحضرتك الدكتور علي
الدكتور علي: صح
هاله : الحمد لله (وبدأت تبكي)
احمد : ممكن تهدي علشان التوتر ده غلط عليكي
هاله :(مسحت دموعها واتكلمت بسرعه) أنا مستعده اعمل اي حاجه تطلبوها مني مهما كانت حتا لو خطيره بس ابوس ايدك بلاش عمليه اجهاض مش عايزه حتا لو مفيش حل سبني اموت مع بنتي مش هقدر أخسره مره تانيه
احمد : (لم يتمالك نفسه وخرج مسرع من الغرفه وكذالك الجميع ما عدا الدكتور علي)
الدكتور علي: ممكن تهدي طيب
هاله: حاضر والله هعمل اللي تقول عليه بس ابوس ايدك (وشدت ايد الدكتور علي)
الدكتور علي: استغفر الله بتعملي اي يا بنتي بس
هاله : أنا نفسي بس في فرصه تانيه ليا أنا وبنتي يعني احنا منستحقش فرصه تانيه
الدكتور علي: والله هشتغل علي ده بس أنا عايزك تكوني وخده بالك من نفسك واد المسؤوليه احنا مش صغيرين صح ولا اي
هاله : حاضر تحت امرك
الدكتور علي: عايز لما اجي المره الجايه تكوني احسن من كده التقييمات كلها مش حلوه مفيش نسبه واحده في التحليلات تفرح
هاله : هعمل اللي تقول عليه حضرتك
الدكتور علي:: وأنا واثق فيكي بعد اذنك ( وخرج من المكتب)
على غرفه الاستراحة وكان غضبان من استسلام احمد لاول مره وخروجه من غرفه هاله قبل انتهاء الحديث معاها
الدكتور علي: مهما كانت حاله المريض يا دكتور احمد مينفعش ترفع الرايه البيضاء وترمي كل حاجه ورا ضهرك وتهرب
احمد : بس أنا معملتش كده
الدكتور علي: أما تسمي خروجك ده اي
احمد : أنا بدور على حل وحضرتك دخلت لقيتني فاتح اكتر من عشر مجلدات طبيه علشان اوصل ل حل
ريهام: يا دكتور علي اهدا المرادي أنا اللي بطلب من احمد يشوف حل
جميله: أنا مش عايزه نوصل ل عمليه الإجهاض احنا كده بنفشل
الدكتور علي: هنعمل اي دماغي وقفه مش عارف اوصل ل اي حاجه كل الطرق مقفوله
احمد : يبقا نساعد بعض ونكون ايد واحده يا استاذ علي الست دي تعبت كتير جدا و احنا مسيطرين على الوضع الحالي بلاش نستعجل في الإجهاض يمكن يكون في حل ونرجع نندم كلنا
الدكتور علي: لله الأمر من قبل ومن بعد نحاول يا احمد نحاول
في جانب آخر كان وصل الدكتور خالد الأخبار وعرف أن فريق الدكتور علي يسعى جاهدا في حل مناسب ذهب الدكتور خالد في فحص الاستاذه هاله
الدكتور خالد: ازيك يااااااا ( وبص في الملف ) استاذه هاله
هاله: الحمد لله هو لو سمحت الدكتور أحمد و الدكتور علي فين انا عايزه اعرف ليه محدش منهم جالي لحد الوقتي بيدوروا على حل صح اكيد ربنا معاهم يارب
الدكتور خالد: لا هو بصراحه مفيش معاهم اي حل وفي نسبه كبيره جدا لعرض الإجهاض على حضرتك
بمجرد ما سمعت هاله كلمه اجهاض دخلت في نوبه تشنجات و بكاء و ضيق تنفس في اللحظه دي كان احمد بيفتح باب غرفه هاله شاف الموقف جري عليها وطلب مساعدة الاستاذ علي وجميله
الدكتور علي: في اي
احمد : مش عارف في مضاعفات شديدة
جميله: القلب غير مستقر
الدكتور علي: كده مش هينفع الورم بيضغط على القلب
احمد : جميله حملي جهاز الانعاش بسرعه (وبص ل دكتور خالد وبصوت عالي وغضب اول مره يوصل لي احمد ) انت وقف كده ليه اطلع بره
الدكتور خالد: انت بتكلمني أنا
احمد : (زق الدكتور خالد وفي غضبه الشديد) ياعم بقولك غور بقا انت معندكش دم
الدكتور خالد: تمام حسابنا بعدين
الدكتور علي: تاني يا جميله تاني
احمد : شيل الجهاز يا دكتور علي ( وطلع على السرير وبدأ يعمل الانعاش عن طريق ايد وجميله والدكتور خالد كل واحد منهم ماسك رجل من رجلين هاله وبدأ يحك في بطن القدم ل تحفيظ الإحساس على التوازن من تاني )
احمد : حملي يا جميله
جميله: لحظه واحده. خد
احمد : ياله مستنيه اي
جميله: اهو يا احمد
احمد : تاني
وفضلت المحاولات مستمره لمده تصل ل عشر دقائق حتا عادت هاله من تاني الي الحياه
الدكتور علي: ( بص ل احمد في لومه على ما حصل منه تجاه الدكتور خالد)
بعد هدوء حاله هاله
احمد : انتي كنتي تمام اللي حصل معاكي ده نتيجة ضغط شديد وأنا قولت ليكي أن ده خطر عليكي احنا هنركز في حل ولا هنركز معاكي
هاله : والله أنا سمعت الكلام الدكتور اللي كان هنا قالي انكم مش لقين حل و أن محدش فيكم عارف يوجهني لانكم عايزين عمليه الإجهاض
احمد : اتفضل يا دكتور علي هو ده وقته
الدكتور علي: (خرج من مكتبه على مكتب الدكتور خالد مكنش موجود تأكد أنه في مكتب ريهام خرج من هناك على مكتب ريهام فتح الباب كان الدكتور خالد يشتكي الدكتور أحمد )
الدكتور علي: انت إنسان عديم الدم وعديم التربية لما تدخل على مريضه في الحاله دي في عز ما احنا بنتابع حل تقولها مفيش حل وهما عايزين يعملوا عمليه الإجهاض
الدكتور خالد: أنا مش متربي خليكي شاهده يا ريهام علي الدكتور علي
ريهام: سيبك من كل ده الوقتي انت فعلاً عملت كده
الدكتور خالد: أنا
الدكتور علي: (قطع كلامه ) اوعى تكدب هيا الست تعرفك منين علشان تتجنا عليك
ريهام: لا انت الموضوع معاك بقا اوفر بجد انت متحول للتحقيق بعد اذنك بره
الدكتور خالد: أنا يا ريهام
ريهام: بقولك بره انت مش إنسان والله
خالد: والله يا ريهام انتي و علي ل تدفعوا التمن غالي اوي
ريهام: ماشي بعد اذنك بقا على مكتبك لحد ما يتحدد ليك ميعاد التحقيق
خرج خالد من المكتب وكان مستعد يعمل اي حاجه في سبيل هد المستشفى كلها علي الجميع وبعد ما راح مكتبه طلب منير مساعده
منير : تحت امرك يا دكتور خالد
الدكتور خالد: اقفل الباب وتعالي
منير. : خير يا دكتور
الدكتور خالد: انت مش شايف نفسك احسن من احمد وتستاهل تنال نفس المكانه
منير : طبعاً
الدكتور خالد: تعمل اللي هقوله بالحرف الواحد انت فاهم
منير: طبعاً فاهم طالما هوصل للي عايزه