رواية وميض الحب الفصل الرابع و العشرون بقلم لولى سامى
بعد أن أنهت فتون مهامها استغلت انشغال دعاء بإحدى مكالمتها لترسل رسالة نصية لصبري والذي تلقاها على الفور وتحتوي على عنوان المرأة التي تلاعبت على طليقها رامي حيث أنها تقود منزل دعارة ولم تخجل من ملازمة رجل أو اكثر ….
لتدون له بنفس الرسالة أن يخبرهم أنه من طرف رامي زوجها السابق حتى يتم الترحيب به على أفضل ما يكون …
وطلبت منه أن ينتظرها هناك وسوف تأتي إليه ….
انتهت من مخططها لدى صبري وهي تشرد فيما تتوقعه أن يحدث وتمتم لحالها قائلة / يمكن تعجب بيه وتزحلق رامي واشوفه مزلول قدام عيني ….
أو حد منهم يخلص على التاني ونبقى ارتاحنا منهم الاتنين ….
انتبهت على جملة دعاء / معلش لو تعبتك معايا يا فتون ….
يا ترى هتطلعي تاني بكرة ولا مش هترضي ؟؟
لمعت عيون الأخيرة بوميض تعرفه جيدا لتضيئ بعقلها لعبة جديدة تغزلها هي من نسيج شرهم…
لترسم الابتسامة الودودة وهي تجيب على دعاء قائلة / يا خبر ابيض دانا اخدمك بعنيا يا دعاء …..
انتي تؤمريني يا حبيبتي….
ثم ادعت الحزن لتنظر للاسفل خجلا وهي تردف قائلة / ثم إن انتي هتنقذيني من اخوكي صبري في الرايحه والجاية بيضايقني ….
حاولت أن تستغل دعاء الأمر كعادتها لتفكر في الاستفادة منها اكبر وقت ممكن لتعلق قائلة / اخص عليه ناقص بصحيح …….
لو عايزة تباتي هنا تحت امرك البيت واسع ويساعد من الحبايب الف ….
ادعت الخجل والتلعثم وهي تجيب عليها / بس يعني…… علشان سيد جوزك ………. ميضايقش…..
أطلقت دعاء ضحكتها التهكمية كلما أتت سيرة سيد وهي تجيبها عن سؤالها المبطن / سيد مين اللي يضايق !!
اولا ميقدرش يقول على حاجة عايزاها لا …..
ثانيا هو بيطلع من الصبح وبيرجع على اخر الليل …..
يعني ممكن تكوني نمتي ومتشوفهوش كمان ….
اتسعت ابتسامة فتون وهي تنتصب قائلة / خلاص من بكرة أن شاء الله هبيت عندك …..
النهاردة بس هنزل أبيت عند خالتي علشان متزعلش …..
هبطت للاسفل لتجد يمنى في خضم معركة الغسيل لتنضم إليها كمحاولة للتخفيف عنها فهى تعلم بمخططاتهم ولكنها لم تستطيع إبلاغها …….
أنهت يمنى يومها بانهاك تام لتصعد لشقتها بطاقة منعدمة….
ارتمت على الفراش بملابسها المتسخة ولم تقدر حتى على تغييرها بل إنها لم تشعر بحالها وذهبت في سبات عميق ………
استيقظت على وكز أيدي توقظها لتنتفض فجأة ….
حاول عبدالله تهدأتها وهو يحدثها بلطف / ايه اللي منيمك بالشكل ده يا يمنى قومي غيري هدومك وجهزيلي الاكل ……
وكأنه أسقط عليها شهب من نار لتعتدل بجلستها بتحفز وهي تجيبه بحدة وعصبية / اللي منيمني كدة أن طلع عيني فطار وطبيخ وكنس ومسح وغسيل وخدمة مرضى كله ورا بعضه ……
أنا سمعت كلامك اني هنزل اعمل فطار وغداء انزل الاقي كل ده يا عبدالله….
حرام عليكم دانا بنت ناس والله ….
ثم اكل ايه اللي عايزني اجهزه ما الاكل كله تحت اتفضل انزل كل تحت …..
لم تعطيه فرصة للرد أو مجاراة الحديث فقد أطلقت كل ما بجعبتها مرة واحدة ثم عادت للنوم مرة أخرى وهي تمتم ببعض الكلمات الغير مفهومة ….
كاد أن يتركها ويرحل فيبدو أن والدته قد ضاعفت العيار قليلا ……
لا بل كثيرا ……
كان كاب قاب قوسين أو أدنى لتتوزع أقدامه بين داخل و خارج الغرفة فقد تخطت احدهم عتبة الغرفة والأخرى في الطريق إليها ليقف متيبسا مكانه اثر جملتها الذي لم يستوعبها بعد / خلي اخوك يبعد عني يا عبدالله بدل ما اعمله فضيحة ….
عقد ما بين حاجبيها واحاول استدراك جملتها ليلتفت مضيقا عيونه وهو يسألها بتحفز / مش فاهم. اخويا ماله بيكي يا يمنى !!
اتخانق معاكي؟؟
……………………………
توجه صبري للمكان المنشود ليتعرف سريعا بعد دلوفه بلحظات أنه مكان لممارسة الرذيلة لتتسع ابتسامته اللعوبة ويقضم شفتاه وهو يمني حاله بقضاء وقت ممتع ليتمتم لحاله/ يابنت الايه يا فتون عائشة في نغنغة ونعيم …….
انتفض حين وجد من تربت بيدها على كتفه ليلتفت لتقع عينه على أيقونة للجمال والفتنة امرأة أربعينية نضجت بها كل معاني الأنوثة لتعلم جيدا كيف وماذا تظهر للوافدين ….
أطلق صفيرا عاليا يدل على انبهاره بجمالها فهى بيضاء البشرة يزين وجنتيها الكثير من النمش البني ليطفي عليها منظرا جذابا وتظن للوهلة الأولى أنها أجنبية الأصل لولا إطلاق ضحكتها الرنانة اثر صفيرة ليصفق بيده محييا إياها بسعادة طاغية / يا وعدي…
ابتسمت له وهي تزيح خصلات شعرها الاحمر الناري من على جانب وجهها قليلا لتنظر له بنظرة تقييمية من أسفله لاعلاه وهي تسأله / قالولي انك من طرف رامي ….
دلك كفيه ببعضهما وهو يجيبها بحماس منقطع النظير وثقة كاملة على معرفته بالمدعو رامي / أيوة يا قمر وهو اللي دلني على الجنة دي بإمارة ما كلق فتون …..
فور استماعها لاسم فتون أطلقت ضحكة أخرى لتلقي سؤالها التالي / أمال من ساعة ما طلبت منه فلوس مشفتش وشه ليه بقاله يومين ….
– رامي ده إيحه ….. هو حلته حاجة ولا يقدر على حاجة…..
ألقى ذمه له للتو بعد أن كان يستغل اسمه منذ لحظات لتعي حقيقة الكائن أمامها لنمظر له مرة أخرى نفس النظرة التقييميه وهي تسأله / وانت بقى معاك وتقدر !!!
غمز بإحدى عيونه وهو يجيلها بكلمة واحدة تحمل بطاياتها العديد من الأهداف / جربيني …..
أطلقت ضحكتها الرنانة وهي تمسك بذراعه وتسحبه خلفها وهي تقول بصوت عال وفخر / يبقى تشرفني في قعدتي الخاصة …..
………………………………………..
– أنا مش هنزل تاني تحت غير وانت معايا ….
حتى دخول المطبخ أو أن أمشي من جنبك مش هيحصل ……
عقد حاجبيه بعدم فهم أو ربما لم يستطيع عقله إدراك الأمر ليكرر سؤاله مرة أخرى / اتخانق معاكي يا يمنى ؟؟
زمت شفتيها لا تعرف كيف تنطقها لتومأ برفض على سؤاله ربما فهم من نفسه ولكن عقله كان يستبعد هذا الأمر تماما ليلقي على مسامعها سؤالا اخر / طلب منك فلوس أو اي حاجة بأسلوب وحش ؟؟
عقدت هى جبينها متعجبة من حاله فكأن الأمر لم يخطر بباله نهائيا لتجد أن ليس أمامها سوى الإفصاح عن كل شئ وبصراحة تامة مهما كانت العواقب فهي لم تستطيع اكمال الحياة بهذه الوتيرة لتطلق قنابل اخبارها وهي تجيبه بعصبية وتقزز / اخوك المحترم بيحاول يتحرش بيا ومش مرة واحدة ده اكتر من مرة …
فاكر لما قولتلك اقفل شباك الصالة كان بيحاول يبص عليا من شقتهم …..
طب فاكر لما كنا معزومين عندهم حاول يلمس رجلي من تحت الترابيزة علشان كدة مقدرتش استحمل ورجعت واغمى عليا و النهاردة بيهددني لو قولتلك هيقولك عني إن أنا اللي بشاغله ….
عرفت وفهمت ولا اقول كمان …..
لم يبدي اي رد فعل بل إنها شعرت أنها لم تقل شيئا لتحاول أن تتذكر إذا كانت نطقت منذ قليل ام أن كل هذا أحلام يقظة……
أما هو وكأن الحياة توقفت ….
وكأنه أصيب بالصمم ….
شعر وكأن عقله اصاب بخلل ما ليمتنعةعن ترجمة الاصوات التي أطلقتها للتو زوجته …
حاول جاهدا إدراك الكلمات التي ألقتها عليه إلا أن عقله لم يستوعب فيها شيئا……..
نظم أنفاسه وحاول التفكير بهدوء وفجأة وبدون اي مقدمات أطلق ضحكة عالية إصابتها بالشلل المؤقت….
ظل يضحك وهي تنظر له تحاول الوصول لسبب كل هذا الضحك……
لتهدأ ضحكاتهم رويدا رويدا وشرع بتقديم كل ما أدركه عقله من بين ضحكاته /يعني انتي قصدك أنه بص مرة من الشباك فافتكرتي أنه قاصد يبص عليكي ولا لما حرك رجله بالصدفة تحت الترابيزة وخبطت في رجلك يبقى قاصدها هو ده كل اللي مزعلك لدرجة أنك هددتيه تقوليلي فطبيعي يقولك متقوليش ليتفهم غلط ….
اكمل جمله المبعثرة من أثر الصحك وهو يردف / طب ما طبيعي يخاف لافهمه غلط ….
روقي روقي يا يمنى ولو كل ده علشان متنزليش لمامتي ماشي بس الموضوع ميبقاش كدة …..
وكأن كلا منهم يهزي بطريقته ….
وكأن كلا منهم يتحدث بلغة غير الأخرى …
ليجدوا أنفسهم في مفترق الطرق فيتبع كلا منهم طريق معاكس للآخر……
حتى نقطة الالتقاء تاهت بينهم …..
زاغت عيونها يمينا ويسارا تحاول إستيعاب ما أدركه …
أهذا كل ما أدركه أنها فسرت أفعال أخيه بطريقة خاطئة !؟
أهذا كل ما يعنيه أنها تتهرب من خدمة والدته ؟؟
أهذا كل ما يعلمه عن شخصياتها انها توقع بين الاخ وأخيه!؟
كادت أن تتحدث لتجعل الصورة أكثر وضوحا ولكنها فور أن فتحت فمها انتصب فجأة بغضب وكأنه لا يريد مواجهة الحقيقة ونطق بنبرة لا تحتمل الجدل / خلاص خلصنا مفيش كلام تاني في الموضوع ده…
ولو نزولك هيعمل مشاكل بالشكل ده يبقى بلاه…
ألقى جملته وهو يوليها ظهره خارجا من الغرفة صافدا الباب خلفه وكأنه هكذا يغلق اي نقاش اخر بينما هي تجلس مصدومة مما استمعت إليه ومن اسلوب تقبله للأمر وكأنها لا تعنيه بالمرة ………
………………………..
كانت تتمدد على فراشها واضعة يدها خلف رأسها تنظر للاشئ وكأنها تعيد ترتيب أفكارها ….
صدح بجوارها هاتفها لتنظر له بلا مبالاة لتجد أكثر اسم تنقمه ….
أمسكت الهاتف وحاولت ادعاء النوم لتجيب بصوت خافت / خير يا صبري أنا نايمة ؟؟
استمعت لطلبه لتلقي سؤالها بتعجب / دلوقتي يا صبري ؟؟
استمعت لما جعلها تنتفض من جلستها مجيبة بطاعة / حاضر طالعة ….طالعة ….
اخرجت رأسها من باب غرفتها تتلصص الوضع بالخارج ….
اطمئنت من أن الردهة خاوية لتخرج على أطراف أصابعها متجهة نحو باب الشقة ولكنها استمعت لهمس يخرج من غرفة سمر لتعوض خطوتين للخلف واضعة أذنيها على باب الغرفة تحاول استرقاق السمع لتشق الابتسامة ثغرها واضاءت عيونها بلمعة الانتصار لتمتم لحالها / اشربي …
ولجت من الشقة وهرولت على الدرج وهي حافية القدمين حتى لا تصدر صوتا ..
وصلت للسطح لتجده متكئ على حافة السور بمرفقيه ينتظرها ….
فور أن رأها مقبلة عليه بدلالها المصطنع اعتدل بوقفته ورسم الابتسامة الواسعة على شفتيه بينما هي ادعت العبوس ليسألها باشتياق / مكنتيش عايزة تطلعيلي ؟؟
موحشتكيش ؟؟
طب دانا استنيتك كتير هناك وانتي مجتيش !!!
حركت كتفيها بدلال وهي تجيب بنفس العبوس وبصوت رقيق / علشان زعلانة منك ….
اقترب فجأة ممسكا بمرفقيها مقربا إياها / زعلانة مني انا !!
أنا مقدرش على زعلك يا قمر..
سحبها فجأة تجاهه لتجد نفسها بين أحضانه ويحيطها بذراعيه مررا كفه على طول ظهرها لتشعر فجأة بالنفور وتحاول التملص من قبضته لتخرج اخيرا من حصاره ليتعجب هو تصرفها مضيقا عيونه وسائلا / ايه يا تونه بتهربي مني ليه ؟؟؟
ومجتيش ليه زي ما اتفقنا !!!
حاولت إلمام شتاتها واخفاء نفورها لتعود ثانية لتصنع الدلال وهي تجيبه على اسئلته التشككية / اجيلك إزاي وانت سائب اختك وامك يبهدلوني ةيشغلوني زي الخدامة واطلعي وانزلي واغسلي ونضفي …دانا لسه مخلصة من نص ساعة لما اتعد حيلي ….
وجاي مستغرب بهرب ليه !!
بهرب علشان لاقيتك مبتحبنيش ومش خايف عليا …
اقترب ثانية يحاول التودد / أنا مبحبكيش دانا دايب في دباديبك يا بت …
تراجعت للخلف خوفا من تكرار فعلته وهي تقول بعدم تصديق/ يا سلام لو فعلا بتحبني مكنتش قبلت يشغلوني كدة…..
ثم تعالى هنا كنت بتعمل ايه ده كله في بيت ميريهان ؟؟؟
ولا القعدة عجبتك ؟؟
حاولت التملص من حواره معها لتشغله بحوار اخر لينتابه القليل من التلعثم وهو يجيبها / ابدا …..دانا قعدت مستنيكي….. وكل شوية اقول هتيجي ….
وضعت يدها بخصرها وهي تحاول إيقاعه / بقى كنت مستنيني ولا ميريهان كلت عقلك انت كمان ….
مانتوا كلكوا زي بعض خاينين …..
كادت أن تفر من أمامه ولكنه لحق بها ممسكا بمعضمها محاولا تقديم المبررات اللازمة / تعالي بس رائحة فين ميريهان مين دي اللي تاكل عقلي ….
دانا عقلي كله معاكي ….
سحبت يدها وهي تدعي الفضب / يا كداب يا بتاع ميريهان ….
أشارت بسبابتها تلقي شروطها قبل أن تغادر / اسمع يا صبري لو بتحبني صحيح تطلب ايدي ونتجوز بعد العدة وقبل كل ده تشرط على امك واختك ميشغلونيش غير كدة ملكش دعوة بيا ….
التف سريعا يعوق انصرافها وهو يسألها بوقاحة / جواز ايه بس ماخنا حلوين كدة ….
ربتت بكفها على صدره وهي تجيبه / لاااا الكلام ده قبل ما تلضم مع ميريهان وتستمتع هنا وهناك وتسيبني هنا اخدم اهلك…..
لكن دلوقتي الوضع اختلف ووسع كدة علشان مش طايقه برفان ميريهان اللي بيشع منك ده ….
إزاحته بكفها وتركته مصدوم من جملتها الأخيرة ….
أخذ يشمم خاله وهو مستمتع بالرائحة النفاذة ويتم قائلا / اعمل ايه ما الست طالقة بصحيح وانا مرضتش اكسفها…….
ثم إن انتي اللي بعتيني عندها ……
الستات دي غريبة يا جدع …..
أخذ يقلب عيونه يمينا ويسارا وكأنه يبحث عن مخرج ما ليسأل روحه اخيرا / ودي ارفع عنها ايد امي واختي إزاي ….
دي بتطلب المستحيل…..
عاد مرة أخرى يشمم بذاته وهو يتذكر احداث ليلته الممتعة ليقرر الاستمرار حاليا مع ميريهان لحين هدوء فتون ليهبط لشقته وهو بدندن بانتشاء …..
…………………………..
جلس على الأريكة بقلب ممزق وعقل مستنكر يحاول تقبل ما لستمع إليه ولكنه لا يصدق أن هذه الأفعال المشينة تخرج من أخيه …..
نعم يعلم أن صابر زائغ العينبن ولكن هل يصل به الحال لزوجة أخيه ؟؟؟
أخذ يحرك رأسه رافضا للفكرة نفسها ويكرر ما يحاول إقناع ذاته له / اكيد فهمت غلط ….
اكيد فهمت غلط …..
ظل على وضعه حتى غلبه النعاس ليستسلم له هربا من كوابيس اليقظة التي تحاصر عقله ربما تخلص منها بأحلامه……
………………………..
كانت تتصفح صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لتنتبه على رسائل متتالية من رقم غريب عبارة عن صور …
أثير فضولها لمعرفة مضمون الصور ومن مرسلها فضغطت على إحدى الرسائل لتجحظ عينيها فور رؤية ما بالصور وانحرفت عيونها تلقائيا على راسلها ولكنها وجدته رقم غريب لتأتيها فورا رسالة نصية تحتوي على تهديد صريح ( شفتي الصور يا قمر؟؟
ايه رايك بعرف اصور حلو ؟؟؟
بكرة منتظرك يا قلبي قدام كافتيريا الاوائل لو مجتيش هضطر انشر الصور دي بجروب الدفعة للبنت صاحبة الصون والعفاف اللي مبتكلمش شباب وانتي حرة بقى )
شعرت بالصدمة والزهول وشل عقلها عن التفكير لتضع كفها على فمها وهي لا تصدق ما رأته وما قرأته ….
ترغرغت عيونها بالدموع وهي تشعر بالعجز لا تعرف ماذا تفعل وكيف تتصرف …
لترسل لأختها رسالة استنجاد ولكن اختها لم تفتحها بعد لتتوقع أن تكون اختها قد خلدت للنوم….
شعرت بحالها وكأنها تهوى من سفح الهرم ولن تجد من يتلقفها……
لتنهمر دموعها المحتبسة من أثر الصدمة ثم أخذت تلطم فخذيها وتلكمهم وكأنها تعاقب حالها حتى شعرت بالهبوط لتسقط بظهرها على الفراش تحاول التقاط أنفاسها وما زالت تجلد روحها حتى غلبها النوم ……..
بدأ يوما جديدا لتبدأ معه معاناة جديدة ونفوس تهفو للظلم تغزل المكائد غزلا ……
استيقظ عبدالله بجسد منهك من أثر نومته على الأريكة وعقل وقلب يشاركان الجسد انهاكه من أثر تشتتهم بالشكوك …..
دلف غرفته ليجد زوجته تغفو وقد خط البكاء الممتزج بلون كحلها خطوطه على وجهها ليترك أثرا واضحا عن حالتها …..
ارتدى ملابسه في صمت وولج من المنزل بأكمله دون الحديث مع أحد أو المرور على أحد …….
كانت تشعر بتحركاته حولها ولكنها ادعت النوم حتى فور خروجه اعتدلت من مرقدها تحاول التفكير في كيفية التصرف في هذا الموقف ليهديها عقلها لمحادثة اختها لعلها تصل معها لحل لمعضلتها….
أمسكت بالهاتف تحاول الاتصال ولكنها وجدت أن الوقت مبكرا جدا وكأنه أراد العروب قبل أن يستيقظ مخلوق بهذا المنزل …..
فتحت تطبيق الدردشة لتراسل اختها ربما وجدتها مستيقظة وحينها ستتصل بها….
فور أن فتحت الدردشة الخاصة بهم لتقع أعينها على رسالة اختها ليخفق قلبها قلقا عليها لتهاتفها على الفور وتدعوها للحضور عندها ……….
لم تنتظر يسرا دقيقة لتهم تستعد للذهاب لأختها ربما تجد معها حل لكارثتها …….
…………………………….
استيقظت فتون بكامل طاقتها لتستعد لمعركة اليوم والاستماع لباقي حكايات دعاء المشيبة لرأسها …..
شرعت باعداد وجبة الإفطار لتتذكر سيد فمن المؤكد أنه لم يفطر حتى الآن لتبدأ في تجهيز بعض الشطائر له لحين هبوطه