رواية وميض الحب الفصل الخامس و العشرون 25 بقلم لولى سامى

 

رواية وميض الحب الفصل الخامس و العشرون بقلم لولى سامى



أعدت شطائر شهية وجلست تنتظره وهي تتعجب من حالها لا تعلم لما تفعل معه ذلك !!
كل ما تعلمه أنها تشعر تجاهه بالشفقه كونه مخدوع بابنة خالتها وسفيرة ابليس ….
ظلت تفكر ما ذنب هذا الرجل في مقابلة امرأة كدعاء لتصل لنفس المعضلة ونفس التساؤل فما كان ذنبها لمقابلة ذكر كرامي زوجها السابق عديمي الرجولة والنخوة …..
لتجد أن حالها ليس ببعيد عن حال سيد ولكن ما يميزها عنه أنها لديها چين المكر والدهاء والتي من المؤكد قد ورثته من خالتها لتبتسم بطرفي شفتيها قائلة بتوعد / وحياة كل اللي عملتيه فينا كلنا لادوقك المر ومن ايد اولادك نفسهم……
انتبهت على هبوطه الدرج لتهم خارجة تستوقفه …
بالفعل توقف يلقي السلام عليها فور أن رأها لتمد يدها بما تحمله وهي تجيب على سؤال اطمئنانه / أنا بخير الحمد لله…
اتفضل أنا عارفة انك رايح الشغل على لحم بطنك فقولت اعملك حاجة خفيفة ….
ابتسم سيد والتقط منها الحقيبة الصغيرة وهو يقدم لها كل الشكر والامتنان ومؤكدا عليها إلا تفعل ثانية لتجيبه بكل ترحيب / ده حاجة بسيطة وانا متعبتش فيها ولا حاجة بس يارب تعجبك ….
– تسلم ايدك يا فتون والف شكر لك…
استأذن بقى علشان متاخرش ….
نطق جملته سريعا وانطلق لعمله لتقف مكانها تطلق مصيص من فمها وهي تشعر بالشفقة عليه …..
التفتت لتمضي للمطبخ تشرع في إعداد الافطار للجميع فإذا بها تنتبه على صوت سمر الهازئ / ما لسه بدري !!!
هنفطر امتى أن شاء الله؟؟؟
جزت على اسنانها ثم التفتت لها بوجه مبتسم يغلفه البرود وهي تجيب بكل هدوء عليها / عاملة ايه النهارده يا سمر مش احسن ؟؟؟
لوحت سمر بكفها وهي تجيبها بتأفف / دانا تعبانة والدوخة مش عايزة تسيبني …..
والم في وداني ليل نهار …
هحاول اروح لدكتور النهاردة علشان يشوفلي حل …
مازالت الابتسامة الماكرة تزين ثغرها لتعلق بهدوء مميت على حالها / لا……. الف الف سلامة ….
تحبي اجي معاكي عند الدكتور ؟؟
فوجئت سمر بعرضها لتحاول التهرب بانظارها وإجاباتها بتلعثم / لا …. لا هروح لوحدي ….
علشان تبقي مع ماما ومتقعدش لوحدها ….
ضيقت فتون عيونها واقتربت وهي تنظر بداخل عيون سمر وكأنها تحاول البحث بين اهدابها عن أمر ما ….
اقتربت من أذنها لتهمس لها قائلة / هتروحي لوحدك ولا مع وليد ؟؟؟
اتسعت حدقتي سمر وبالكاد ابتلعت لعابها وهي تنظر تجاه فتون التي غمزت لها قائلة / سمعتكم امبارح …
ابقي وطي صوتك شويه….
ثم أشارت لفهمها وكأنها تغلق سحابه واردفت قائلة / ومتقلقيش مني خالص سرك في بير …….
لم تستطيع التفوه بكلمة فانسحبت هاربه من أمامها لتمتم فتون لحالها / يالا انتي تستاهليه وهو يستاهلك………………
عادت فتون للتوجه ناحية المطبخ وانهت اخيرا افطارهم ليجتمعوا كلا من حكمت وفتون وسمر لتتسائل حكمت عن يمنى إذا كانت قد هبطت ام لم تهبط بعد فاجابتها فتون / لا منزلتش تقريبا جوزها فوق لسه لاني مشفتوش وهو خارج ….
اخرجت حكمت هاتفها تجري اتصالا بعبدالله الذي أجابها على الفور وابلغها أنه اضطر للخروج مبكرا لأن لديه عملا كثير ..
ثم أخبرها بسبب عدم نزول يمنى اليوم لأنها مريضة قليلا….
أغلقت المكالمة لتعلق سمر بسخرية / يا عيني على الفافي يوم واحد وجابت ارض ……
كادت تجيب عليها فتون إلا أن رنين باب المنزل قد صدح لتهم هي تفتح باب المنزل فإذا بها تجد اخت يمنى لتعقد حاجبيها سائلة بعد الترحيب / اهلا وسهلا يا جميل انتي طالعة ليمنى ….
لم تتذكرها يسرا لتعقد حاجبيها سائلة هو حضرتك قريبة عبدالله….
ابتسمت فتون مجيبة على سؤالها البديهي / أيوة يا جميل أنا بنت خالته …
طمنيني هى يمنى تعبانة اوي ؟؟؟
تعجبت يسرا من جملتها وتحيرت في الإجابة عليها لتقرأ فتون حيرتها وتومأ برأسها قائلة بخفوت / طب لو حد سالك ….
انتي جاية لأختك علشان تعبانة ….
كادت أن تعيد الجملة إلا أن صوت سمر القادم خلفها أوقفها / مين يا فتون ؟؟؟
لم تنتظر الإجابة بل اقتربت هى بنفسها لترسم الابتسامة الكاذبة وهي تدعو يسرا للدلوف لتوزع يسرا انظارها بين فتون وسمر وكأنها تتعجب من اختلاف قرابتهم لتجيب اخيرا على سمر / شكرا يا سمر أنا جاية ليمنى علشان تعبانة اوي …..
وبعد اذنكوا هيطلع اشوفها ….
نطقت بجملتها وهرولت نحو الدرج تقطعه في خطوات معدودة ….
دلفا كلا من سمر وفتون لتسألهم حكمت فأجابت فتون بما استمعت إليه بينما سمر لم يروق لها إجابة يسرا لتهم فجأة واقفة وهي تستأذن منهم مسرعة / عن اذنكم هعمل حاجة على السطح وجاية …..
وصلت أمام شقة يمنى لتسترق السمع وتحاول توقع الكلمات التي لم تصل لمسمعها لتتسع حدقتيها وتطلق شهقة تعبر عن مفاجأتها تزامنا مع خروج صبري من شقته لتشير له أن يصمت….
لحظات و سحبته ليهبطا سويا وهي تقول له / تعالى هقولك سمعت ايه ……
……………………………..
بالداخل بعد أن سردت يسرا لأختها كل ما تم جلست تبكي وتثرثر بانهيار ثم تساءلت / اعمل ايه انا دلوقتي؟؟؟
قوليلي اعمل ايه ؟؟
لو مروحتش النهاردة ممكن يطلع مجنون وينزل الصور ولو روحت …..
كادت أن تكمل جملتها إلا أن اختها أوقفت تفكيرها / اوعي تنطقي بالحل ده نهائى ولا يجي في بالك اصلا …..
تقاذفت الدموع من أعين يسرا متحيرة كحالها لتنطق بقلة حيلة وهي تلطم فخذيها بنفاذ صبر / طب اعمل ايه قوليلي اعمل ايه؟
لم تستطيع يمنى على الصمت أكثر من هذا بل خرجت عن سيطرتها وظلت تنهرها على ما جرى / مانتي مش بتسمعي الكلام …..
ماشية بدماغك من غير ما تسالي حد…..
قولتلك مرواحك له المكتب كان غلط ….
* مانا مروحتش تاني هو اللي جه …
ضربت يمن كف على كف وهي تشعر أن عقلها قد شت وعلقت قائلة بتعنيف / تقومر تركبي معاه العربية !!!
ده اللي أحنا ربناكي عليه…..
لم تستطيع أن تجيبها يسرا بل تشوحت بلباس الصمت فهى لم يكن عندها الحُجة القوية لتجيبها أو حتى لتعلم هي لماذا استقلت العربه معه ..
اخذت يمنى تزرع الأرض ذهابا وإيابا تفكر في حل لمعضلة اختها وهي تارة تنهرها وتارة تحاول طمأنتها حتى هداها عقلها لطلب العون من عبدالله فعلقت قائلة / الواد ده لازمله راجل يربيه ….
أنا لازم اكلم عبدالله علشان يتدخل ….
بعد أن نطقت يسرا بالرفض خوفا من الفضيحة نظرت لها يمنى نظرة اخرستها تماما وامسكت بهاتفها تجري اتصالا بزوجها والذي طلبت منه القدوم فورا لأمر عاجل وقد سردت له بعض مقتطفات الحادث……
………………………
بالاسفل هرولت سمر مع أخيها صبري لتدلف عليهم وهي تلوح بيدها كالتي تولول بعزاء لتسألها حكمت بفضول عارم / في ليه يا بت مالك ؟؟
* الحقوا الحقوا اخت يمنى مطلعتش جاية علشان اختها تعبانة ….
عقد صبري بين حاجبيها سائلا عن جهل / هي يسرا هنا ؟؟؟
لوحت له سمر دون أن تجيبه على سؤاله المتاخر لتسألها حكمت باستوضاح مرتقب / أمال ايه اللي جابها بدري كدة واختها ليه منزلتش تجهز الفطار ….
– خايفة من الفضيحة ….
فور نطقها بجملتها النابية تحفزت لها كل الأنفس واتسعت الاذان كاتساع بؤبؤة العين في انتظار التفسير ….
نهرتها حكمت مسرعة / ما تنطقي ياللي تتشكي هتنقطينا بكلامك …..
اخذت مكانا بوسط الغرفة وكأنها تستعد لإلقاء خطبة ما وشرعت في وصف ما استمعت إليه كما يترائى مع عقلها / اخت يمنى اتقفشت مع واحد وكانت بتروحله المكتب لوحديهم وهو جالها كمان وفي حد في الجامعة عرف سرها ومهددها بالفضيحة فجت تستخبى عند اختها ….
صدرت شهقة من فتون ليس لسماع الخبر ولكن لوصول هذا الخبر لاذان سمر إذا فهو الآن بنشرة اخبار موسعة …..
بينما تجلت على أعين حكمة الفرحة وكأنها اخيرا استطاعت أن تجد الذلة التي على أساسها ستكسر بها أعين يمنى بل وتنفذ كل ما تريد ….
بينما أعين صبري تختلف كليا عنهم فقد تراقصت بداخلهم الشياطين وشرع في غزل الخطط التالية لايقاع تلك الفريسة السهلة كما نعتها تحت شباكة …….
جلس يتبادلون الأقاويل ويفسرون كل الأفعال السابقة والملابس حتى الردود على حسب رؤيتهم الجديدة لها ليتقنوا في رسم صورة لها اقرب للداعرة…..
مر قرابة نصف ساعة فإذا بهم يجدوا عبدالله قادم من عمله مبكرا ومهرولا لتوقفه سمر تساله بفضول عن سبب عودته ليخبرها أن هناك مشكلة لدى يمنى واختها ويجب عليه حلها سريعا…….
فور استماعه لمبرره سحبته للداخل حتى أوصلته أمام والدته ثم قالت بلهجة حماسية / اتفضلي يا ماما الست هانم عايزة تصدر اخونا وتخليه يتصدر لأختها في المسخرة وقلة الادب …..
عقدت حكمت حاجبيها وهي تحاول تهدأة سمر وإثارة الفضول لدى عبدالله في آن واحدة / يا بت براحة على اخوكي هو ميعرفش ومراته جابته على ملا وشه …….
وزع عبدالله أنظاره بينهم وهو يضيق عيونه محاولا استوضاح الأمر حتى رأت حكمت ما به من تشتت لتقول له / اقعد يا حبيبي نفهمك وونوعيك على اللي انت رايحله ….
اصل محدش هيخاف عليك اكتر منا …..
* اقعد وانا هراسيك على كل حاجة وبعدها لك كل الحرية في اللي هتعمله …….
بالفعل جلس عبدالله يستمع لها ربما وجد عندها اجابات لبعض النقاط التي لم يفهمها حينها …..
جلست سمر وحكمت وصبري يتبادلون الأدوار في حقن السموم بعقل عبدالله كلا حسب هدفه حتى ارتوى عبدالله من سمهم وانتصب فجأة دون التفوه ببنت كلمة منطلقا للأعلى وعلى وجهه تتراقص الشياطين………
فتح الباب دون استئذان واوصده بعنف مما جعل يمنى تعرف بمجيئه لتخرج له وهى كلها امل أن يكون هو امانها ومنقذها هي واختها …….
كانت ملامحه لا تبشر بخير فهى توحي بالغضب الشديد ….
اعتقدت خاطئة أنه لأجلهم لا تعرف أنه منهم وعليهم…..
اقتربت منه بعد إلقاء التحية الذي لم يجيبها …..
كادت أن تنطق باحداثيات الأمر لتجده يمنعها من التحدث ونادى على اختها بعصبية وغضب / تعجبت يمنى من حاله وأتت يسرا من داخل الغرفة ليصعقا كلاهما فور نطقه بجملته / اتفضلي اطلعي بره…
وحلي مشاكلك لوحدك زي ما عملتيها لوحدك …..
ومشفكيش تيجي لأختك تاني هنا ابدا …..
احنا ميشرفناش نكون على علاقة بيكي نهائي …..
لم ينطقا لبضع دقائق وظلا على صمتهم وتسمرهم مكانهم كمحاولة من كلا منهما استدراك الكلمات التي خرجت من فاهه ونزلت على سمعهم كالصاعقة ……
انتبهت يمنى على تحرك اختها كمحاولة للبحث عن حقيبتها لتمسك بها يمنى تحاول اعتراضها عن خروجها وهي تحاول تزيين الموقف لحين استدراك ما نطق به زوجها / استني يا يسرا رايحة فين ….
عبدالله ميقصدش يا حبيبتي استهدي بالله….
صدح صوته بالارجاء حتى يعلنها واضحة / لا اقصد وعلاقتك معاها اقطعيها خالص يا يمنى ….
أمسكت يمنى بايدي اختها كالوتد وهي تعلق على حديث عبدالله بغضب يضاهي غضبه /
انت بتعمل كدة لييه؟
بدل ما تقف جنبنا تعمل كدة !!!
ثم انت لسه مسمعتش حاجة…
ولازم تعرف ان دي اختي وانا لا يمكن اتخلى عنها مهما حصل ….
توقف أمامها عبدالله بعيون تتوقد غضبا وهو يلقي على سمعها التهم الملفقة عليها وعلى اختها قبل أن يستمع لها / لو على السمع يبقى حاضر هقولك اللي سمعته…..
اختك اللي مش عايزة تتخلي عنها صايعة …..
وبتمشي مع رجالة وجايباني علشان اكونلها قرني ………
لم يكمل حديثه لتصرخ بوجهه صائحة بعزم ما بها / اخرص قطع لسانك ولسان اللي يجيب سيرة اختي بالباطل …..
ويكون في معلومك رضيت أو مرضتش مش هتخلى عن اختي ……..
* ااااه دانتوا زي بعض بقى انتي تقوليلي اخويا بيتحرش بيا ومش بعيد تكوني بتعملي كدة علشان اقعدك في بيت لوحدك وتمشي على مزاجك واختك ماشية على حل شعرها ….
رفعت يمينها وكادت تهوى على وجنته إلا أنه امسك برسغها وهي تقول/ اخرس يا حيوان ……
فوجئ من رد فعلها ولكنه امسك معصمها وهو بزجرها قائلا / اياكس تعملي الحركة دي والا فيها موتك …….
بينما كانت يسرا تحاول جاهدة الفرار من عصمة يمنى إلا أن الأخيرة نهرتها قائلة / استني هنمشي مع بعض ……
أنا مش هستحمل في البيت المؤرف ده اكتر من كدة ….
أطلق عبدالله معصمها وهو يهددها قائلا / لو خطيتي خطوة واحدة برة الشقة يا يمنى مش هتدخليها تاني ….
بكل القوة الثائرة بداخلها وقفت أمامه منهيه كل ما مضى وكل ما آت / أنا اللي ميشرفنيش ادخل البيت ده تاني ………
بيت فيه حما متسلطة واخ زوج عينه زايغة حتى على حرمة بيته……
واخت متصنتة والثانية متسلطة ….
ايه يا اخي مفكرتش مرة أنا مستحملة قد ايه ؟؟؟
أنا اللي عايزة اقولك أنه كان يوم اسود يوم ما دخلت البيت ده ………………
نطقت بمجمل دواخلها دفعة وأحدث ثم انطلقت داخل غرفتها لم تنتظر حتى تعليقه على ما أثارته …
سحبت اختها التي لم يتوقف نحيبها حتى الآن …
ظلوا يجمعوا اغراضها سويا …..
سحبت حقيبتي السفر خلفها وكأنها تسحب خيبة أمالها أمام عبدالله الذي ظن لوهلة أنها ستتراجع بقرارها ولكن يبدوا أنها قد امتلأت للحافة ……
رأتهم حكمت وسمر وخرجت دعاء على أصواتهم والإبتسامة الشامتة على وجههم عنوان واضح للجميع…..
بينما هند وقفت بموقف المتفرج وبرغم أنها لم يرضيها الوضع إلا أنها رأت أن الصمت حاليا مطلوب حتى تنفذ ما تخطط له …..
وقفوا جميعهم يشاهدون حفل خروج وتوديع يمنى بصحبة اختها ….
أحدهم فقط كان يتحسر لانتهاء اللعبة قبل التمتع بها ليصبر حاله بما بجعبته من فتون وميريهان حاليا …
استقلت مع اختها سيارة أجرة حتى ابتعدوا عن الحي السكني برمته ….
طلبت يمنى من السائق الاصطفاف جانبا لحين إجراء عدة مكالمات …..
خرجت من السيارة لتلحق بها اختها سائلة في قلق واضطراب / وبعدين يا يمنى الموضوع اتعقد اكتر ….
برغم شعورها بصحةوحديث اختها وأنها خسرت حب حياتها وحلم عمرها إلا أنها شعرت بالحرية وكأنها فكت عن عنقها الخناق ….
وقفت لحظة تبث بداخلها الجلد والتحمل لحين الانتهاء من معضلة اليوم لتنظر ليسرا قائلة بصوت حاني يتناقض تماما مع كم الصراعات الداخلية / متقلقيش مش هروح غير وموضوعك يكون اتحل …..
مش عايزاكي تقلقي خالص …..
أطلقت زفرة وكأنها مقبلة على حرب ضارية أخرى لتسألها يسرا /يعني هتعملي ايه دلوقتي ؟؟؟
نظرت يمنى بداخل عيون يسرا وهي تخبرها وكلها آمال / كارت هراهن عليه دلوقتي ويا صابت يا خابت خالص ….
……………………………..
بشقة عبدالله بعد ذهاب يمنى أخذ يعثو بالمنزل فسادا ويحطم هنا وهناك أثر تركها له …
لم يتخيل أنها ستتركه مهما فعل
ظن أنه تملكها واستحوذ على حياتها بالكامل …
لذلك كان يتعامل بأريحية مطلقة دون حتى التفكير في شعورها …..
اخذ يصرخ بصوت جهوري / ماشي يا يمنى أنا تسيبني وتمشي!!!
ماااااشي يا يمنى ……
استمعوا جميعهم لصوته بالاسفل لينظرا لبعضهم وكأن كلا منهم ينتظر رد فعل من الاخر ولكنهم أجمعوا دون التفوه على الصمت التام…
الصمت حاليا دون محاولة منهم في تضميد جرحه ..
الصمت حاليا دون محاولة منهم في انقاذ الوضع ….
الصمت حاليا دون محاولة منهم في تصحيح اي سوء فهم كانوا السبب فيه ….
انسحب كل طرف لمأواه فصعدت دعاء لشقتها وهي تشير لفتون باللحاق بها ….
بينما صبري انصرف متوجهها لملاذه الحالي بشقة ميريهان بعد أن اقتضى من والدته نقود بحجة البحث عن عمل ….
بينما سمر توجهت لغرفتها لتستعد لمقابلتها السرية مع وليد تحت حجة الذهاب للطبيب لفحصها ….
………………………………
دلفت شقتها وخلفها فتون المتفاجأة مما رأته بأم عينيها …….
جلست دعاء على اقرب أريكة ترسم ملامح الحزن على وجهها وترتدي لباس الإصلاح وهي تعلق قائلة / الواحد حزين على اللي حصل والله ….
مش كانت سمعت كلام جوزها ومشت اختها لحد ما يهدى ؟؟
الواحدة مننا لازم تطاطي لحد الريح ما تعدي…..
ولا ايه رايك يا فتون ….
قررت الصمت إلا أن سؤال دعاء اضطرها للحديث لتحاول مسايرة الموقف لحين الوقوف على أرض صلبة فوافقتها الرأي قائلة / ايوة فعلا معاكي حق …
يمكن اتحمقت شوية علشان اختها ….
كنتي طلعتي هديتي بينهم الموقف شوية يا دعاء ….
تقمصت دور الطيبة فعلقت قائلة / ابدا أنا لا يمكن اتدخل بين الراجل ومراته ……
عارفة لو كنت طلعت علشان اصلح يمنى كانت هتفتكر أن أنا اللي مقوياه ……..
كادت اضراسها تنخلع من كثرة الضغط عليهم وهي تحاول كبت ما يجول بداخلها لتعلق قائلة بهدوء متناقض تماما مع الثورة العارمة بداخلها / أيوة صح يصطفوا مع بعض احسن ……
مجرد موافقتها بالحديث جعلها تطمئن رويدا لها لتعلق على ذات الموضوع بصراحة أكثر وضوحا مما سبق / بصراحة البت اختها دي مش برتحلها خالص …
بحس انها ملعب دائما …..
انخفضت صوتها وكأنها ستفشي سر حربي واقتربت برأسها وهي تردف بالحوار / عارفه ياما حاولت تستميل صبري وهو متجوز بس صبري مرضيش …
* يااااه….
لم تجد فتون الرد المناسب على هذا الادعاء الواضح وضوح الشمس في كذبه لتستطرد دعاء قائلة / اه زي ما بقولك كدة ………
طب ما يمنى اختها برضه مش تمام فضلت وراء اخويا لحد ما وقعته بس الواحد مش عايز يتكلم علشان اعراض ولايا ……….
يالا اهي في الاخر بقت مرات اخويا ولازم اقفل بقي ومتكلمش ………
* ربنا يكملك بعقلك……….
لو لم تكبب ما بداخلها لكانت تحولت لثور ثائر يطيخ بالاخضر واليابس من كم البجاحة والتزوير الذي يسرد أمامها ……
إلا أنها آثرت الصمت حتى تستطيع استكمال ما انتوت عليه………
أمسكت بهاتفها لتضعه على الشاحن بعد أن تساءلت عنه لتحضره لها دعاء …….
تركته بالمنضدة المجاورة لها ثم حاولت تغيير الموضوع لتدير الحوار باتجاه اخر وأخذت تسألها بفخر / خلينا في موضوعنا دلوقتي يا دعاء علشان أنا بصراحة فخورة بيكي جدا ومتحمسة جدا اعرف قدرتي إزاي تقطعي سيد عن أهله ؟؟
شعرت دعاء بالزهو وهي تعتدل بجلستها وكأنها ستلقي محاضرة وأخذت تسرد عناصر الموضوع بسلاسة وبساطة وكأنه تفكير طبيعي لا يمد للشياطين بصلة / ابدا يا بنتي حاجة بسيطة اوي …..
اول حاجة طبعا ضمنتها كسرة عين سيد ودي اهم نقطة ……
قعدت شهر في بيته مع اخواته وأمه هما بصراحة معملوش حاجة بس انا مش هستنى يعملوا …..
* عملتي ايه ؟؟؟
أطلقت دعاء ضحكتها الرنانة وهي تشعر بالفخر من ذاتها وكأنها ستسرد بطولات من حرب اكتوبر ثم قالت بسعادة / ابدا عملت عزومة بسيطة جدا لأهله طب والله ما بخلت خالص دانا كلفتها يجي ألفين جنيه…..
المهم كنت لابسة الشبكة بتاعتي مانا عروسة بقى ….
وبعد الاكل قبل ما ابدأ بغسيل المواعين وأحط الحلو واللذي منه قلعت الشبكة وحطتها على التسريحة….
وطبعا ندهت سيد علشان يقلعني الكوليه علشان اعرفه اني هقلع شبكتي …..
بدأت خيوط اللعبة تكتمل أمام فتون لتعلق بذهول / الشبكة اتسرقت !!!!
* برافو عليكي ؟…
اخر اليوم دخلت الاوضة ادور أنا وهو على الشبكة فص ملح وداب …..
اتسعت بؤبؤ فتون وهي تتسائل / وبعدين عمل ايه ؟؟
أجابت والإبتسامة الواسعة تزين ثغرها / مفيش قولتله يا نعزل يا هعمل محضر اتهم فيه امك وأخواتك بسرقة الشبكة …..
*ووافق بسهولة كدة ؟؟
كان هذا سؤال فتون الذي أجابت عليه دعاء بكل سلاسة / يعني قعد يحاول معايا كتير ويتحايل عليا وقالي أنه هيجيبلي غيرهم بس انا حطيت شرط….
لو وافقت أنه يجبلي غيرهم واقعد من غير ما افتح الموضوع يبقى اخواته وكل اللي في البيت يعرفوا أنه مبيعرفش الاول ……
علشان يعرفوا أنا مستحملة قد ايه ومحدش يرفع عينه فيا ..؟..
اااه ميبقوش سرقني وكمان يؤمروا ويتأمروا ……
رمشت فتون باهدابها وهي تطلق سؤالها التي اعتبرته دعاء درب من دروب الغباء / معلش عندي سؤال اخير هما فعلا سرقوا الشبكة ولا انتي خبتيها وازاي ؟؟؟
رفعت دعاء حاجبيها غير مصدقة غباء ابنة خالتها لتسبها بوضوح / انتي يا بت غبية ؟؟؟
اكيد مسرقوش الشبكة…..
أنا بعد ما قلعتها وأحنا خارجين من الاوضه سيبته يسبقني بخطوتين ورجعت اخدتها ……
وسيبت باب الاوضه مفتوح عادي……
بالعكس ده كان اللي عايز يصلي كنت بحلف عليه يصلي في اوضتي علشان يبقى دخلها اكتر من واحد …..
مازالت تكمل في اسئلة الغباء لتلقي سؤالها الاخير / طب معلش استحملي غبائي انتي قولتي دورتوا في كل حتة إزاي ملقتوش الشبكة وعملتي فيها ايه بعد كدة …….
*دورنا في كل حتة بس اكيد مش هندور في حلل المطبخ ……
اتسعت حدقتي فتون مما استمعت إليه من دعاء التي كانت تجيب على اسئلتها بزهو وفخر لتكمل إجاباتها / وعملت فيها ايه اكيد بعتها وشيلت فلوسها في البنك باسمي …….
شعرت وكأن رأسها تدور ؟..
اخذت حدقتيها تدور بالمكان يمينا ويسارا تحاول إستيعاب المخطط برمته لتغلق أعينها اخيرا عندما اكتملت الرؤية بنظرها وهي تسب بداخلها الشيطانية الكائنة أمامها …….
فتحت أعينها بعد برهة ثم كادت تفتح فمها لتتسائل عن شيء آخر إلا أن دعاء اوقفتها قائلة / مش هنخلص اللي ورانا وهنقلبها حكاوي بقى ……
باسترجاء نطقت فتون وكأنها قد ادمنت حكاويها / طب كنت عايزة اعرف ليه مخلفتوش لحد دلوقتي ؟؟؟
سؤال أصاب دعاء بمقتل لتتغير ملامحها تماما وتعقد جبينها وكأنها تتألم ثم أجابت بمضض وبخفوت يتناقض مع حالتها السابقة / مش دلوقتي خليه وقت تاني …..
نطقت بجملتها وهي تستقيم متوجهه للمطبخ وتدعو فتون خلفها ……..

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1