رواية هالة الفصل الخامس و العشرون 25 بقلم جميلة القحطاني

 


 رواية هالة الفصل الخامس و العشرون بقلم جميلة القحطاني


استدارت وغادرت…
لا تعلم كيف وصلت إلى الشارع، ولا إلى البيت… كل ما تعرفه أن قلبها نزف ولم ينتبه له أحد.
بعد رحيل مروه، ساد صمت قاتل في المكتب.
هاني واقف في النص، مش شايف حاجة… إيده على المكتب، نفسه عالي، ووشه متعرق.
نظرة واحدة للباب اللي خرجت منه مراته كانت كفيلة تخلّي روحه تنسحب من جسده.
اتلفت حوله، كأنّه مش فاهم إيه اللي حصل.
الفتاة، بمجرد ما شافت النظرات في عينه، لمّت حاجتها وهربت، ما قالتش ولا كلمة.
كل اللي سبته وراها كان ريحة عطر رخيص… وريحة خيانة تقيلة على النفس.
أما محمود، المساعد، كان قاعد بهدوء في ركن المكتب، بيفتح ورق في إيده، ساب هاني يتخبط بين ذنبه وغضبه.
ثم قال بصوت هادي وساخر، بدون ما يرفع عينه:إن شاء الله تكون مبسوط… خلاص، انت خسرتها.
رفع هاني عينه ناحية محمود، ثم بغضب اتجه للمكتب، رمى الملفات، كسر كباية، زعق:أنا ما خسرتش حاجة! هي اللي كبرت الموضوع!
محمود، بنفس نبرة الهدوء:لا… انت اللي صغّرت مكانها في حياتك… وبعدين وقعت.
الصدمة مش في الخيانة… الصدمة إنك مكنتش متخيل إنها تقدر تمشي، وهي مشيت.
وفي اللحظة دي، هاني حس لأول مرة بالخوف.
مش من الفضيحة…
من الفُقد.
من فكرة إنه خسر الست الوحيدة اللي كانت بتحبه بدون شروط، واللي عمرها ما طلبت منه حاجة غير يكون معاها بقلبه مش بجسمه بس.
فيلا سراج... ذلك المكان الذي يشبه القصور من الخارج، لكنه من الداخل سجن بارد مملوء بالأسرار.
هالة لم تكن سوى أسيرة فيه، تعامل كخادمة رغم أنها لم تختر هذا المصير.
في صباح مضطرب، استيقظ الجميع على صوت زئير سراج، وهو يقلب الأوراق بيده ووجهه مشوه بالغضب:فيه خيانة! فيه ورق اترفعت واتسربت… حد باعني!
وبينما العاملين يحاولون إخفاء خوفهم، فجأة يقتحم غرفتها...
هالة كانت نائمة، بملابسها الخفيفة، لا تدري ما الذي يجري.
لكن بدون إن

تعليقات