رواية لعنة الضريح الفصل الخامس و العشرون 25 بقلم منى حارس

فتحت كريمة الباب فوجدتها أمامها بشحمها ودمها، نعم وجدت ابنتها التي ربتها  واعتبرتها ابنتها ، ارتبكت الأم ، وقالت بتوتر:

هناء  تعالي يا بنتى اتفضلي  ادخلي ... 

ولكن الاخيرة ظلت واقفة مكانها كالصنم ، لم تتحرك خطوة واحدة ولم تخطو  إلى دخل المنزل ، ولكنها كانت تخفي شيئًا خلف ظهرها  فيديها خلف ظهرها ، كانت تنظر لعيني كريمة برعبٍ كبير  وعيون حمراء دموية ، فرددت كريمة بتوتر حقيقي:

 إيه يا هناء يا حبيبتي مالك واقفة كدة ليه ماتدخلي يا بنتي؟

لم تتحرك هناء بل ظلت تنظر وتنظر إلى كريمة، وتغيَّر لون عينيها للون الأحمر الدموي، فقالت كريمة بصوت مرتبك  وخرج صوتها مرعوب مهزوز :

 إنتي افتكرتي يا هناء..

فترد هناء بقوة:

 قولي ايثبور يا كريمة.. وبعدها ألقت بالشيء الذي تحمله خلف ظهرها، مرة واحدة  في وجه كريمة  وبسرعة وهي تصرخ بصوت عالي مكملة :

 قتلتوا ابويا يا كريمة  خلتوني اكله ..

وهنا صرخت كريمة عندما رأت  الشيء الذي ألقته هناء في وجهها بقوة وتأكدت منه ، لقد كان  رأس أختها أزهار وكانت عيونها مفتوحة ولسانها متدلي للخارج والدماء تتساقط منه ، وهنا لم تتحمل كريمة  وصرخت: 

لاااا وسقطت فاقدة الوعي تحت أقدام ايثبور وآخر ما كانت تسمعه هي ضحكة ابنتها العالية قبل ان تنقض على جسدها لتغرس اظافرها في لحم بطنها لتشقها نصفين وتخرج أحشائها على الأرض وتخرج القلب لتلتهمه بشراسه شديدة وهي تطلق ضحكات عالية 

     &&&

وقف محمود وهو لا يصدق ما يرى أمامه ، وكان يشاهد هناء وهي في عيادة الدكتور مجدي، فكان الطبيب يجلس على المقعد خلف المكتب يحاول أن يتمالك أعصابه بعد خروجها ،  وتأكد  الرجل من غلق الباب جيدًا ، فلا يريد رؤية  أي مرضى اليوم، و هنا التفت فوجدها أمامه تضحك.. تضحك بمقت.. كبير نعم هي..

 إنها المريضه المجنونة التى ملئت قلبه رعب وفزع منذ قليل و التي لم تمضِ خمس دقائق فقط  على خروجها من باب العيادة ، واغلق الباب خلفها بنفسه بالمفتاح ولا يعلم كيف عادت والأهم لماذا عادت لماذا..؟

والتفت الدكتور مجدي لمصدر الضحكة، وقال برعب:

 إنتي دخلتي هنا ازاي يا مدام هناء انا قافل الباب بالمفتاح .

وهنا قالت بغضب كبير : 

_ قولتلك  ايثبور  وإنت فاكر ان في باب يقدر يقف في طريقي

فردَّ مجدي برعبٍ قائلا: 

وعايزة إيه دلوقتين أرجوكي اخرجي...

وهنا  قالت هناء بجشع : 

عايزة أكل.. جعانة..جعانة عاوزة لحمة لحمة ، وبعدها هجمت على الدكتور مجدي كالنمر الجائع وأدخلت يديها في صدره وأخرجت القلب مرة واحدة ، ووضعته في فمها واخذت تلوكه باستمتاع لذيذ وتلذذ وظلت تأكل اللحم الطازج الطري للطبيب السمين .

 وهنا صرخ محمود ببشاعة  من هول الموقف وقال :

لاااااااااااااااا

وفي تلك اللحظة تغيرت الصورة والمشهد من أمامه ،  وظهر كيان عملاق عيونه بلون الدم وهو يقترب منه.. يقترب أكتر فأكتر، وشعر محمود بضيق في التنفس وآلالم في صدره، كان غير قادر على التنفس، لا يرى شيئًا.. 

 وردد محمود آية الكرسي وما تيسر له من القرآن الكريم وآيات الذِّكر الحكيم ، بصعوبة وبلسان ثقيل  وهنا اختفى الكيان واختفت الأبواب الثلاثة، ووجد أمامه فتحة الممر التي توصل للبيت المشئوم 

فكَّر بالهروب والخروج من هذا الجحيم وترك خلفه فهمي، ولكنه لم يستطع أن يفعل ذلك  فضميرة لم يطاوعة على فعلها .

 فلم يستطع الخروج وترك فهمي يواجه مصيره وحده وعاد مرة أخرى لنهاية الممر  ، وهو ينادي على فهمي. 

                                 &&&

 فتحت كريمة عينيها، فوجدت رأس أختها أزهار ملقاة على الأرض بجوارها , ومن الجهة الأخرى كانت جثة أختها الوحيدة على الأرض وفوقها  ابنتها هناء تأكل في جسد ها كالنمر الجائع بتوحش وخرجت أمعائها على الارض بطريقة مقززة ، وصرخت كريمة في ابنتها قائلة: 

هناء إيه اللي بتعمليه دا دي خالتك أزهار حرام عليكي يا بنتي؟

فتضحك هناء بقوة بعد رفع رأسها عن الجثة لتنظر للام وتمسك الدماء من فوق شفتيها بتلذذ  قائلة: 

وانتم حرمتوني من بابا وخلتوني أكلته، أكلته بعد ماحرقتوا جثته، مكنش حرام عليكم؟!

كريمة: 

لا يا هناء، أمك هي اللي موتت مختار ابوكي ،  إحنا ملناش ذنب يا بنتي صدقيني، وكانت عايزة تموتك وانا مردتش وأخدتك ربيتك وعملتك زي بنتي فوقي يا هناء، إنتي إنسانة يا حبيبتي مش شيطان زي مختار. 

 وضحكت هناء: 

بسببكم خلتونى انسى أصلي اني من الجنجادوش، وبسببكم خليتوا الشيطابوس ياخد مني بناتي

ويتحكم فيا، لازم تدفعوا التمن غالي أوي.

 فردَّت كريمة: 

انا مش فاهمة انتي بتقولى ايه جنجادو..؟ ولم تكمل جملتها فلقد ظهرت الأيادي السوداء وجذبتها للجدار واختفت داخله  وهي تصرخ، وسمعت هناء تقول: 

روحي عند سوزان وشوفي نفس مصيرها ..، وبعدها اطلقت ضجكة عالية  بقوة وتردد صدى ضحكاتها المتواصلة في المكان. 

                        

                             &&&

                            

اخذ فهمي يحاول أن يجذب ابنته ايشتور من جانب لليليث، ولكنه لم يستطع جذبها أبدًا، ونظرت ليليث له بعيني حمراوين بلون الدم، فتراجع للوراء وخرج من الغرفة مسرعًا، وشاهد نفسه في الممر مرة ثانية، وسمع محمود ينادي عليه: 

فهمي انت فين  ردَّ فهمي قائلًا: 

نعم يا محمود انا هنا.

محمود: 

يلا يا فهمي نخرج من هنا بناتك مش هتقدر ترجعهم تاني دول من نسل الشيطان وهناء مراتك شيطانة.

فهمى:

 مش قادر مش قادر يا محمود اسيب أينور بنتي .

محمود:

 مفيش وقت يا فهمي افهم.. 

فهمي: 

عاوز اشوف أينور بنتي لآخر مرة واودعها ,,

خلاص تعالى ندور عليها وهنا ..شاهدوا الثلاثة أبواب مرة أخرى، فتحرك فهمي مسرعا يهم بدخول أحد الأبواب، ولكن محمود جذبه بعيدًا عن الباب  ، وقال :

 بلاش ندخل باب من الأبواب التلاثة يا فهمي تعالى نستنى شوية نشوف إيه اللي هيحصل.. 

وانتظر الاثنان ولم يحاولا دخول أي من الأبواب الثلاثة، وظل محمود يردد ماتيسَر له من القرآن الكريم وآيات الذِّكر الحكيم وهنا اختفت الأبواب الثلاثة مرة واحدة ، وظهرت أينور وهي ترتدي ثوبها الأبيض الممزق.. نادى عليها فهمي بلهفة: 

أينور بنتي تعالي يا أينور. 

أينور بتضحك:

 ايه اللي دخلك هنا يا بابا؟

فهمي: 

كنت بدور عليكي يا حبيبتي يلا يا أينور نخرج من هنا يلا.

ابتسمت أينور ابتسامة حزينة:

 مينفعش يا بابا مينفعش ويقترب منها الأب ببطء فتصرخ أينور: 

متقربش يابابا واخرج من هنا بسرعة فقال فهمي:

 تعالي معايا يا أينور، أنا مش هسيبك هنا لوحدك أبدًا وترد أينور:

 انت لسه مفهمتش يا...  فيردد فهمي: فهمت إيه يا بنتي؟ 

وتقترب أينور من والدها: 

تعالى معايا وانا هفهمك كل حاجة، بس اوعدني انك تخرج على طول من غير أي كلمة  ، وهنا وافق فهمي بلهفة.. وسار الاثنان ومحمود خلفها وتوقفت عند مكان غريب كله أشجار متشابكه، وظهر من تحت الأرض..كما يحدث بأفلام السينيما و هناك من يرفعة من أسفل إنه  القبر البنفسجي الضريح الملعون .

وفُتِح باب القبر الرخامي مرة واحدة ،  واشتدت الرياح تحرك أوراق الشجر بالمكان بقوة وتبعثرها ، واقتربا  ببطء من القبر واصوات عاليه تهمس في اذنيه محذره ..

 وهنا صرخ فهمي برعب  عندما شاهد.. جثة أينور وهي متحللة وترتدي ثوبها الأبيض الممزق، وصرخ فهمي وهو يحضن جثة ابنته:

 لا أينوررررر.. فجذبه محمود من ذراعه:

 فهمي لازم نخرج من هنا لازم..

فصرخ فهمي: 

لا لازم اعرف مين اللي قتل بنتي وليه ليه يقتلوها ويحرمونى منها ..؟

وصرخ بعدها بحرقة:

 آه يا أينور يا بنتي وحرقة قلبي عليك .

وهنا ظهرت روح أينور مرة أخرى: 

اخرج اخرج بسرعه يا بابا، أرجوك مفيش وقت لكل دا. 

فهمى بلهفه يرد عليها: 

مين اللي قتلك يا أينور مين؟؟

أينور: 

مفيش وقت يا بابا اخرج دلوقتي وهقولك كل حاجة بعدين.. و وهنا تتعالى الأصوات عالية وصوت صريخ وأصوات همهمات متداخلة

فيصرخ فهمي :

 لا، أنا لازم اعرف مين اللي قتلك، ايشتور اختك المجرمة هي اللي قتلتك صح  ، وهنا ظهرت الأيادي السوداء من تحت الأرض التي لا ترحم ولا تدع أحدًا في حالة ، وجذبت روح أينور لأسفل الأرض إلى مكانها الطبيعيي في الضريح الملعون لتسكن فيه للابد ، حاول الأب أن يجذب يد ابنته، ولكنه فشل ولم يستطع..

 وصرخ فهمي صرخ مناديًا ابنته أن تعود من جديد وتخرج معه من ذلك الجحيم ولكنها لم تجبه ولم تعود اليه من جديد فصرخ فهمي بلوعة كبيرة ، وهنا نظر له محمود قائلا بتوتر :

 يلا يا فهمي نخرج مفيش وقت كل دا مش هينفع خلاص بنتك راحت للي خلقها،

 فيرد الأب بحرقة: 

مش قادر يا محمود، مش قادر اصدق كل دا انا لازم اخد جثة بنتي وادفنها ،  وذهب للقبر المفتوح وأحضر جثة ابنته وحملها بين ذراعيه وهو يبكي بقهرة على فلذة كبده، وأول فرحة في حياته ابنته الغالية أينور.. وهنا ظهرت ايشتور قائلة : 

يعني خلاص قررت تاخد أينور بنتك وتسيبني هنا لمصيري.. 

فيرد فهمي بغِلٍّ: 

إنتي اللي قتلتيها إنتي اللي قتلتيها، قتلتي بنتي ونور عيني يا مجرمة تستهلي . 

ايشتور بحزنٍ:

 تردد كلام الأب أنا اللي قتلتها إنت للأسف فاهم غلط تعالى يا بابا هوريك مين اللي قتلها وهعرفك الحقيقة كلها ، علشان متظلمنيش تاني ،  ويحاول محمود منعه من الذهاب خلف ابنته الأخرى وهو يصرخ: 

بلاش يا فهمي، يلا نخرج من هنا أفضل، الحقيقة مش هتغير حاجة يا فهمي صدقني. لم يرد الأخير عليه بل ذهب خلف ابنته  ، وهو يحمل جثة ابنته الأخرى ولم يرد بأي حرفٍ وذهب لمعرفة الحقيق.