رواية وميض الحب الفصل السادس و العشرون 26 بقلم لولى سامى


رواية وميض الحب الفصل السادس و العشرون بقلم لولى سامى



كانت تعد الغداء حينما استمعت لما حدث ….
كادت أن تخرج وتمنعها من السقوط في بئر الوقيعة ولكن بماذا ستنصحها ؟؟
اتنصحها أن تترك اختها حتى لا تنزلق قدماها كما يريدون ؟؟
ام تنصحها أن تتركهم يعثو فسادا بعقل زوجها حتى يضيع ويموت بينهم الحب والحياة ؟؟؟
لتقرر اخيرا الاستماع دون التدخل ولترى ماذا سيختاره القدر …..
ظلت تستمع لكل ما يدور من خلف تلك الكتلة الخشبية….
انتظرت أن يصعد أحدهم كمحاولة فاشلة لتهدأة الوضع حتى ولو على سبيل التظاهر…
ولكن من الواضح أن الأمر كان يحلو لهم تماما لذلك تركوه يشتعل حتى وصل لمنتهاه ….
أطلقت زفرة حارقة وهي تستمع لانتهاء الحفل بانصراف يمنى واختها وانتصار زبانية ابليس بهذا المخطط …
جزت على اسنانها وهي تتوعد بأخذ ثأرها وثأر كل من ظلموهم ….
ولكن كيف وبمن ستبدأ !!!
رأت أن أساس كل هذه المصائب حكمت فقد بدأ تكاثر الشر من خلالها ولذلك يجب وأده عندها اولا….
أكملت ما كانت تعده من الغداء ولكن وصل لمسمعها صوت غلق باب شقة دعاء اذا فقد انفض الاجتماع ولكن اين صبري لما لم يصعد ؟؟
أحقا كما إبلغها أنه سيذهب للبحث عن عمل ؟؟
لم تصدقه حينها ولن تصدقه ابدا…
ولكن يكفيها اختفاءه ولو لساعات عن ناظريها ……
فجأة صدحت بعقلها فكرة شيطانية وكأن ابليس يحاوط المكان ليصل لعقلها طريقة للتخلص من حكمت تحت مبدأ القضاء والقدر ….
ابتسمت بطرفي شفتاها وهي تهم بتنفيذ المخطط والان ….
أوصت ابنائها بعدم الهبوط فهى ستحضر شيئا وتعود مرة أخرى …..
هبطت وهي تفكر في كيفية تنفيذ الفكرة التي طرأت ببالها ولكن انتابها التوتر العارم …..
فهى لم تقم بفعل مثل هذا من قبل ولكن من الواضح أن بداخل كلا منا قطبين متناقضين أحدهما خير والآخر يتبع شياطينه…..
وصلت للطابق الارضي حيث تقبع حكمت وسمر ….
دلفت وهي تتلفت يمينا ويسارا باحثة عن سمر حتى وصلت لغرفة حكمت التي فور أن رأتها اخذت تسالها / خير يا هند عايزة حاجة ؟؟؟
لم تكن هند بحالة طبيعية بل أخذت تنظر لها دون أن تجيب وعقلها يصور لها مشاهد من تنفيذ المخطط ….
ظلت شاردة بوجهها لم تجيبها بشئ حتى انتبهت على سؤال حكمت مرة أخرى ولكن بصوت اعلى لتجيب عليها سائلة بتلعثم / ااااه …..ااااانا كنت هسأل سمر على طرحة كنت عايزاها أمال هى فين ؟؟
لوحت حكمت بكفها بلامبالاه / راحت تكشف علشان تعبانة ….
ثم ضيقت عيونها سائلة بسخرية / اه صحيح لما انتي عارفه أن دعاء وسمر تعبانين منزلتيش ليه يا سنيورة ولا فاكرة نفسك هانم علشان رجعناكي ومستنية نخدمك كمان ؟؟؟
رمشت هند باهدابها تبحث عن مبرر لطيف فهي تريد توطيد العلاقات الآن حتى تنفذ ما ببالها ….
خطرت بعقلها إجابة تلقيها على مسامع حكمت / ابدا والله أنا اخدمكم بعيوني بس افتكرت انكوا زعلانين مني علشان كدة طلبتوا يمنى وانا لا …..
نظرت لها حكمت باشمئزاز وهي تلقي عليها أوامرها بتعالي وفظاظة / طب روحي يالا شوفي المطبخ والبيت عقبال ما سمر ترجع ….
روحي جتك الهم نسوان ولادي كلهم عرة……
خرجت هند من غرفتها تستشيط غيظا من تلك المتجبرة المتكبرة ….
تمتمت لحالها وهي متوجهه للمطبخ / صحيح شبع بعد جوعة ….
كادت أن تتوجه للأعلى لاحضار ابنائها فالواضح أن وجودها بالاسفل سيطول …
إلا أن الفكرة الشيطانية صدحت بعقلها مرة أخرى لتنظر حولها وتستوعب فراغ المكان حولها ….
اذا أنه الوقت المناسب ….
دلفت للمطبخ تبحث عن هدفها وهي تتلفت يمينا ويسارا والعرق يتصبب من جبينها ….
أمسكت بعبوة الزيت لتنتفض فور صدوح صوت عبدالله خلفها قائلا / أمال ماما فين يا هند ….
التفتت وانفاسها تتسارع لتطلق زفرة خرجت مع جملتها المعبرة عن حالتها / خضتني يا عبدالله….
وضعت يدها على صدرها من أثر الفزع ليقدم لها الاعتذار المناسب ثم إجابته عن سؤاله / ماما حكمت في اوضتها ……
كاد أن يتوجه لغرفة والدته إلا أنه عار خطوتين للخلف ينظر لها مرة أخرى قائلا / طب أنا ماشي دلوقتي وابقي بلغيها انتي اني خرجت …
ألقى بجملته وعاد إدراجه لباب الشقة ثم مباشرة لباب البناية بأكملها …..
جلست على اقرب مقعد بالمطبخ وما زالت تحت تأثير الصدمة لتسأل نفسها باعجب كيف به هبط دون أن تستمع لخطواته على الدرج ؟؟
بل كيف به دلف وهى متاكدة من غلق الباب خلفها ؟؟؟
مسحت بكفها على وجهها وهي تقرر عدم القدوم على ما انتوته إلا والمنزل كله خاليا ….
لحظات وصدح صوت حكمت بالسؤال عن هوية المغادر لتعود لحكمت تخبرها بحديث عبدالله….
نظرت لها حكمت وقد بدا على وجهها الضيق لتحاول هند الفرار من قبضتها فقالت مستاذنة / طب هطلع أنا يا ماما اشوف العيال علشان لوحدهم…..
لوحت حكمت بكفها وهى تقول/ اطلعي شوفي عيالك وبلغي دعاء تنزلي علشان عايزاها …..
استدارت تغادر إلا أن حكمت أكملت سلة أوامرها / ومتتاخريش فوق علشان الغدا هيكون عليكي النهاردة….
قلبت هند عيونها ثم رسمت الابتسامة المصطنعة على شفتيها وهى تومأ برأسها….
بالفعل صعدت لشقتها بعد أن أبلغت دعاء بمقولة والدتها لتهبط الأخيرة لوالدتها بعد أن أوصت فتون باستكمال الغداء…..
……………………….
دلفت هند لشقتها وهي تزرع ارض شقتها ذهابا وإيابا….
فقد كانت قاب قوسين أو أدنى من تنفيذ مخططاها ولكن ربما رأها عبدالله!!!
ظلت متحيرة في كيفية تنفيذ ما تريده …
أمسكت برأسها وهى تقرر انتظار الفرصة المناسبة بأقرب وقت …….
أما فتون والتي رأت أن فرصتها قد أتت حينما تركتها دعاء بمفردها لتدخل مسرعة لغرفة نومها تحاول البحث عن شيء لا تعلمه ولكن كل ما تعرفه أن من المؤكد أن هناك اسرار أخرى خلف شخصية كدعاء تلك ….
…………………………..
جلست دعاء وحكمت يتفقان على الخطوات المقبلة لتقرر دعاء الآتي / لازم نكون جنب عبدالله ومنحسسوش بغيابها خالص علشان ميضعفش ويحن ….
شقته تتروق كل يوم وانا اللي هعملها أو سمر وكمان هظبط فيها شوية حاجات علشان السنيورة لما ترجعلها تعرف ان خروج الست مش بالساهل …..
أكملت حكمت حديث ابنتها وربيبتها / الاكل والشرب كل يوم هيكون عند عبدالله فوق علشان لو فضلنا هنا هيطلع يقعد لوحده …..
استقامت دعاء وهي تبلغ والدتها بتنفيذ ما اتفقا عليه / طب هطلع أنا اروق الشقة عقبال ما فتون تعمل الغداء عندي وبعدين ناخده ونطلع عند عبدالله….
هستناكي فوق……
مازالت تبحث بهدوء وتعيد كل شيء كما كان ….
وقفت تتلفت بالغرفة وتحاول التفكير بعقل شخصية كدعاء إذا أرادت اخفاء أمر ما فأين ستخفيه ….
ليهديها عقلها أنها من المؤكد لن تخفي شيئاً بالغرفة وتحت ايدي سيد ……
ضيقت عيونها تحاول التوصل بتفكير دعاء إلا أن جرس الباب صدح لتمتفض مسرعة للباب وهى تتسائل عن طارقه ……
استمعت لصوت دعاء ففتحت الباب وهى تصتنع الابتسامة مقدمة عذرها / معلش يا دعاء افتكرتك سيد …
اومأت دعاء برأسها بلامبالاه وهى تخبرها بما سيتم / أنا هطلع اروق شقة عبدالله من الازاز المكسر وانتي بعد ما تخلصي الاكل هاتيه فوق وتعالي …..
عقدت فتون حاجبيها متسائلة بتعجب / هنتغدى فوق !!!
مش يمكن يمنى تضايق علشان مش موجودة ………..
أطلقت دعاء ضحكتها الرنانة وهي تلخص كل المشاعر / والله اللي عايز يحافظ على بيته ميشيبوش ويمشي
ده المفروض تشكرنا مش تقولي تزعل….
أنا طالعة ومتتاخريش …..
وأستاذة يمنى لما تبقى ترجع نبقى نشوف رأي سيادتها……
قال تزعل قال…
تمتمت باخر جملتها وهي تصعد الدرج حاملة المفتاح…..
بينما عادت فتون لداخل الشقة واغلقتها خلفها جيدا لتنظر للشقة بعيون فاحصة وهي تفكر مجددا اين تضع دعاء ما تريد اخفاءه عن زوجها ؟؟؟؟؟
………………………………..
بالخارج تقابلت سمر مع وليد الذي رفض إضاعة وقت لقائهم في الذهاب للطبيب ليتوجها لأقرب صيدلية ويبتاعوا منها بعض الأدوية لشفاء حالتها كما شخصها لها الصيدلي أنها التهاب طفيف بالاذن الوسطى ولا يستدعي للذعر ….
عقب شراءهم الأدوية توجها كلاهما لمكان هادئ يطل على النيل حيث الهدوء والهواء العليل ….
جلسا في صمت لحين حضور النادل ….
لم ينتظر رأيها بل طلب لها ما يراه مناسبا لها وله ويا للصدفة مثلها تعشق التسلط ……
غرة حوارها سؤال فج /انت دفعت الدواء بكام يا وليد ؟؟
رفع حاجبيه متعجبا من سؤالها وهو يعلق بسخرية / ليه يا سمر ماشية مع اختك !!
عيب يا سمر انتي مع وليد ابو الرجولة …
رسمت ابتسامة طفيفة على محياها ثم أخذت تنظر له وهي تحاول اختيار كلماتها بعناية وقد انتابها بعض المشاعر التي قد اعتقدت أنها اندثرت بداخلها / عايز مني ايه يا وليد؟؟
لا تعلم لم تسأله للمرة التي لا تعلم عددها هذا السؤال برغم استماعها لاجابته أكثر من مرة وبوضوح تام ….
ربما أرادت أن تستمع لنفس الإجابة وهو أمامها وجها لوجه …..
وبالفعل لم يخيب ظنها بل أعطى أكثر مما تتوقعه / اقترب بجذعه ساندا بمرفقيه على الطاولة الفاصلة بينهم ليمد ذراعه ويمسك كفيها المسنودتان أمامه …..
ارتعش جسدها وحاولت سحب كفيها إلا أنه تمسك بهما وهو بجيبها عن سؤالها وعيونه تحاول الغوص في أعماقها / عايزك يا سمر ….
عايزك تحسي بيا وبحبي ليكي ….
عايزك تقربيلي زي مانا نفسي اقربلك …..
عايز اتجوزك يا سمر …..
جاء النادل ليسحب كلا منهم ذراعه ….
وضع النادل المشروبات على الطاولة واختفى ليعود وليد يميل بحذعه وينظر بداخل عيونها سائلا / رأيك ليه يا سمر ؟؟؟
سعدت سمر باجاباته وبصوته العذب الرمان الذي أطلق صفير الانذار بقلبها لترمش باهدايها وهى تتساءل / مش عارفه ماما واخواتي هيوافقوا ولا لا ؟؟
عقد جبينه متسائلا بتعجب / يعني مامتك كانت عايزة تجوزني صفاء وهترفض اني اتجوزك !!!
زاغت ابصارها لا تعرف بماذا تجيبه لتحاول توضيح الرؤية / لا أنا قصدي أن ماما كانت واخداك كبري لحد ما تطلق صفاء بس معتقدتش أنها كانت هترضى تتجوزوا …..
ضيق وليد عيونه وهو يشعر بخدعة الذي كاد أن يقع بها لتردف سمر بعفوية قائلة / انت عارف ماما اكيد كانت هتشوف عريس لصفاء يكون غني …..
جز وليد على أسنانه لشعوره بالتلاعب به ليرسم الابتسامة الزائفة على شفتيه ويحاول اكتساب ثقة سمر به ليمسك كفها وهو يحاول التلاعب على وتر المشاعر / أنا ميهمنيش اي حاجة في الدنيا …
أنا يهمني انتي دلوقتي لو هترفضيني علشان فقير اوعدك هختفي ومش هتشوفيني ….
طوقت كفه بكفها وهي تتمسك به وكأنه آمالها في الخلاص لتجيب على حديثه قائلة / أنا ميهمنيش الفلوس يا وليد اهم حاجة انك تكون بتحبني ….
أنا عندي فلوس كتير اختها من طليقي ده غير حقي في بيت بابا والعمارة …..
كان يجلس أمامها شارد فيما يسمعه ويتخيله …
يعلم أن هناك أكثر مما تنطق به ولكن عقله الان يعمل كالالة الحاسبة …..
أنتهت سمر من احصاء أملاكها ليربت وليد على كفها وبابتسامة عذبة يقول لها / أنا اختارت صح…..
قلبي قالي أن هي دي اللي هتقف معاك وتستحمل ظروفك مهما كانت حالتك …..
كنت عارف انك جواكي إنسانة جميلة منتظرة الفرصة والإنسان اللي يستحق جمالك ده……
كالافعى ناعمة الملمس تلتف على فريستها فتوهمها بالدفء والاحتواء حتى تسلم الفريسة نفسها بطيب خاطر وحينها تكون قد التفت عليها بالكامل حيث أمر لا رجعة فيها ……
تراقص قلب سمر فرحا ….
فاخيرا وجدت من يعي قلبها ويقدر تضحيتها …..
لتهدي نفسها كاملة ملك يمينه / اؤمرني يا وليد أنا مستعدة اعمل لي حاجة بس المهم نكون مع بعض ….
شعر أنها ابتلعت الطعم وبسهولة عما كان يتوقعه ليبتسم بجاذبية راسما لها الخطوط الحالية التي سيتبعوها / بصي يا جميل أنا داخل شريك في مشروع مع صاحبي ولو نجح المشروع هبقى ساعتها جدير بيكي…..
أنا مش طالب كتير لو تقدري تساعديني بمائة ألف وانا اكمل الباقي يبقى تمام متقدريش خلاص متحيش على نفسك ونحاول مع والدتك يمكن ترضى بحالي وانا كدة ….
لوهلة شعرت بضخامة المبلغ فهى لا تملكه بصفة سائلة ……
لتنظر الاساور التي بذراعها ثم عادت لتنظر له بحماس وكأنها وجدت حل لمعضلة أزلية / ولا يهمك أنا المبلغ مش كامل معايا دلوقتي بس لو بيعت الدهب عيكمل وزيادة …..
ربت على الاساور قائلا بحزن مصطنع / لا متبعيش الدهب …..
بدل ما اجبلك وازودهملك …..
وضعت يدها فوق يده قائلة باطمئنان / مانت هتكسب وتجبلي أضعاف اضعافهم …..
نظر لها بامتنان ولوهلة كاد يعود عن مخططه لولا أنه تذكر خدعة حكمت ليجز على أسنانه وهامسا لذاته / لا تستاهل…
ثم إن كل ده مش بتاعها ومش من حقها اساسا …….
………………………………….
رنين هاتفه يصدح برقم مسجل على تطبيق معرفة الهوية باسم يمنى ….
عقد حاجبيه متعجبا فهو لم يعرف احد بهذا الاسم لولا زوجة ابن عمه ……
لم يجيب على الاتصال الاول ولكنه مع بداية الاتصال الثاني اسرع بالإجابة ليستمع حقا لصوتها وهي تتأكد من هويته / جاسر معايا لو سمحت ؟
أجابها بتردد وقلق من اتصالها / أيوة يا يمنى أنا جاسر ….
خير عبدالله حصله حاجة ؟؟؟
استمع لزفيرها العالي وكأنها أنهت سباقا للتو لتجيب عن سؤاله برجاء زاد من تعجبه / جاسر ارجوك اختي في مشكلة ومفيش غيرك هيلحلها لانك انت أساسها …
لم يعي شيء من جملتها ليسألها التوضيح .
فأخذت تسرد له ما تم من قبل زميلها جراء زيارته لها لينتفض من مقعده وهو يسب ذلك الوغد ويتوعد له بالكثير ……
التقط اشياءه وهو يكمل حواره معها واستقل سيارته يسألها عن موقعهم ثم طلب منها أن تعطي الهاتف لاختها حتى يلقنها ما عليها فعله ….
أكمل حواره طالبا من يسرا / اول حاجة ابعتيلي رقم الحيوان ده حالا …..
وبعدها ابعتيله العنوان اللي هبعتهولك دلوقتي بحجة أنه يقابلك فيه ……
واطلبي منه يجيب معاه اللاب والفون علشان يمسح كل حاجة……
اوعي….. شوفي اوعي……
تتصلي بيه أو تردي على أي تليفون لغاية ما اوصلكم ….
وانا هوصل في المكان قبلكم متقلقيش خالص ….
اغلق المحادثة وهو يقود باتجاه الموقع الذي ارسله لها فور إغلاقه الهاتف …
لحظات ووصلت له رقم هاتف ذلك الحقير ليجز على أسنانه وهو يسبه باقذر السباب ….
ارسلت هي الموقع المذكور لزميلها واتبعته بالرسائل التي ابلغها بها جاسر لتجد رده على الفور والذي اختصره بكلمة واحدة ( جاي)
وكأنه كان ينتظر اتصالها أو رسالتها …
حاول الاتصال بها ولكنها نفذت أمر جاسر …
انطلقت هي ويمنى للموقع المنشود وكلا منها ينتابها رعب خاص بحالتها ….
فيمنى ترتعب من أن يتصل جاسر بعبدالله ويبلغه كل ما حدث فيمتنع جاسر عن إكمال مساعدتهم …
بينما يسرا كانت تنتفض من مجرد تخيل فشل لقاء جاسر بذلك الحقير ويتطور الأمر عن ذلك لتذاع فضيحتها على كل الألسن ….
وصلت يمنى ويسرا للموقع ليجده عبارة عن عمارة لم تكتمل بعد ….
وليس به عمال بتاتا ليرتعبا كلاهما وينظران لبعضهما قبل أن يترجلا من سيارة الأجرة ….
انتبها على صوت السائق وهو يخبرهم بالوصول وبمقدار الأجرة المطلوبة …
اخرجت يمنى نقودا بينما ترجلت يسرا من السيارة وأخذت تدور حول نفسها تتفقد ذلك المكان المهجور على حد رؤيتهم له ……
أنهت يمنى محاسبة السائق الذي انطلق بعدها لتسالها يمنى بتشتت / متأكدة أن الموقع ده صح ….
فتحت يسرا هاتفها وضغطت على الموقع المرسل لتجده هو ذاته ….
فاومأت برأسها دون أن تتفوه ….
بدأ القلق يتسرب لقلبهما حتى أن يمنى تراجعت عن قرارها فقالت / أنا بقول نمشي من هنا قبل ما حد يجي …..
كادت يسرا أن تجيبها بالايجاب إلا أنهما انتفضا أثر صدوح هاتف يسرا باتصال من جاسر ….
اخذت تتلفت يميناً ويساراً قبل أن تجيب ثم أجابت بالنهاية لتستمع لصوته الرخيم الهادئ / متقلقيش..؟.
أنا فوق العمارة وشايفكم ….
التفتت تنظر للأعلى فإذا به تراه لتطلق زفرة ارتياح بينما يكمل هو قائلا / اول ما هيوصل هتلاقيني عندك ……
مش عايزك تقلقي خالص …
أغلقت الهاتف واخبرت يمنى بمحتوى المكالمة لينتبها كلاهما على صوت قدوم سيارة دفع رباعي من خلفهم ليلتفتا كلاهما فإذا بالحقير قد وصل كما وصفته يسرا …….
هبط الشاب من سيارته وهو سعيدا جدا باختيارها ذلك المكان ….
بينما الآخر هبط من أعلى البناية مهرولا إليهم قبل أن يمسهم ذلك الحقير بسوء….
اقترب منهما وهو ينظر ليمنى من أعلاها لمخمصها وكأنه يقييمها ثم قال ليسرا معاتبا لها / المكان تحفة يا بيبي ….
بس مش كنتي تبلغيني انك معاكي حد قمر كدة ….
كنت جبتلها حد من زمايلي بدل ما تقعد لوحدها ….
– لا ماهي مش لوحدها يا خفيف ….
عقد حاجبيه فور استماعه لذلك الصوت الرجولي ليستدير بحزعه فإذا بجاسر يباغته بلكمه قوية أسفل وجهه جعلته يترنح للخلف ثم سقط أرضا من قوتها ليهجم عليه جاسر يكيل له العديد من اللكمات بالوجه والصدر حتى أسفل الحزام فلم يتوقف عن ايذاقه جميع انواع الالم والآخر يتلوى أسفل يده محاولا الدفاع عن ذاته……
ولكن من ثورة غضب جاسر العارمة لم يستطيع الاخير مجابهته في قوة اللكمات أو حتى تفاديها ….
بينما كانت يمنى تضع كفها على فمها خوفا من أن يتحول الشجار لأمر لا يحمد عقباه…
أما يسرا فكانت تقف سعيدة وقد انتشرت البهجة على ملامحها بعد أن كانت يكسوها الحزن ….
كانت تصفق وتقفز مع كل لكمه من جاسر للحقير حتى أن يمنى تعجبت من حالها لتجذبها قائلة / فرحانة على ايه يا وش المصايب؟…..
الراجل هيروح في داهية بسببك ….
تركتها يمنى وهرولت تجاه جاسر تحاول تهدأته حتى لا يسيطر عليه غضبه …
بعد أن خارت قوى جاسر وانعدمت مقاومة الآخر جلس جاسر يهدأ قليلا وهو يطلب من ذلك الحقير الهاتف ويفتحه / بالفعل أعطاه الهاتف وفتحه له ليقوم جاسر بفتح رسالة قد ارسلها من هاتفه عبارة عن فيروس يدمر كل المستندات التي على الهاتف كما أرسل فيروس اخر للبريد الالكتروني الخاص به ….
اخبر يسرا أن تذهب للسيارة وتبحث عن جهاز الحاسوب المحمول وبالفعل أتت به ليفتحه ويدمر كل المستندات التي بالجهاز بعد أن علم كلمة السر من صاحبه …
ولم يخلو الأمر من لكمة قبل وبعد كل سؤال واجابة ……
أنهى جاسر عمله بدقة لينظر لذلك المعتوه قائلا ومهددا / أنا قبل ما احذف كل شىء نقلت كل حاجة من عندك لعندي…….
وانت اكيد لك بلاوي كتير ….
على العموم هبقى افتحها بعدين واتسلى فيها شوية …..
يعني كل أسرارك معايا …….
اسمع بس انك رفعت عينك في عينها أو حاولت تقربلها من بعيد أو قريب……
هتلاقي صورك وفضايحك مالية السوشيال ميديا….
وعلشان تتعلم الادب وتبدأ على نظافة….
الفون واللاب دول هكسرهم وابقى سمعني عنك كل خير يا امور …..
بالفعل قبل أن ينصرف جاسر حطم الأجهزة وجعلها فتاتا……
ثم اصطحبا جاسر يمنى ويسرا تجاه سيارته الذي كان يصطفها بالجهة الأخرى تحت ثرثرة يسرا الكثيرة / بجد كنت رائع يا جاسر …..
كنت فرحانه اوي وانت بتضربه ….
ياااه ده كان واد ثقيل بشكل …..
بس انت عدمته العافية برافوا عليك بجد …..
إلا المكان ده عرفته منين ؟؟
كان يسير أمامهم تجاه سيارته وهو يشعر بالفخر من ذاته .
برغم أنه يرى أن ما فعله شيء عادي وبسيط وليس بفعل خارق إلا أنها جعلته يشعر وكأنه بطل من ابطال العالم بل هو يكفيه أنه أصبح بطلها هي كما يشعر هو الآن .
وصلا للسيارة لتزجر لها يمنى بأن تصمت قليلا ….
فتح جاسر باب السيارة المجاور له وتمنى أن تجلس هي به وفتح الخلفي أيضا كنوع من الذوق ثم انطلق ليستقل السيارة من الجهة الأخرى …..
كادت أن تدخل يسرا بالامام لولا ايدي اختها التي سحبتها من الخلف لتشير لها أن تستقل بالخلف….
بينما استقلت هي بجوار جاسر …..
استقل جاسر خلف عجلة القيادة ليفاجئ بيمنى هى من تجاوره ليغلق عيونه قليلا ثم ادار محرك السيارة وقبل أن ينطلق عدل من المرآة الأمامية حتى يستطيع رؤية يسرا بالخلف التي فور أن نظر إليها اتسعت ابتسامتها لتصل إليه عدوى الابتسامة بطريقة تلقائية ثم أجاب على اخر سؤال لها ببساطة وسعادة بنفس الوقت وكأنه يبوح لها عن إحدى عجائبه/ المكان ده موقع تحت الانشاء لمهندس زميلي ……
وبالفعل جعلت من مجرد معلومة صغيرة لعمل رائع فعلقت قائلة / بس برافو عليك فكرت فيه بسرعة جدا …..
ابتسم بفخر وزهو من حاله وقد انتخابها سعادة غامرة بداخله أن أقل تفكير لديه يحظوا على إعجابها الشديد…
انطلقا من ذلك الموقع الذي فور خروجهم منه أطلقت يمنى أسهم حديثها العاتب بحزم والمتساءل بذات الوقت / اولا احب اشكرك على وقفتك معانا يا جاسر…..
ثانيا انت لازم تعرف ان كل المشاكل دي سببها انت ….
ثالثا بقى ممكن اعرف رحت لأختي الجامعة ليه ؟؟؟
وزع جاسر أنظاره بينها وبين الطريق متعجبا من حديثها المتناقض ……
ثم مرر نظره على يسرا بالخلف ليجدها ترفع كتفيها وكأنها تخلي مسؤوليتها من الموضوع برمته ….
أخذ يجلي حنجرته ثم اجابها على حديثها / اولا أنا معملتش غير واجبي حتى لو مكنتش السبب فيه ….
ثانيا أنا لو غلطان أن رحت لأختك الجامعة فده ميديش الحق لحيوان زي ده أنه يبتزها بالشكل ده ….
كاد أن يكمل حديثه إلا أن أوقفته يمنى بجملتها / بس بتدي الحق للناس تتكلم على اختي……
وانا مقبلش حد يجيب سيرة اختي بنص كلمة ….
اشعلته جملتها لينظر لها بعيون غاضبة ويجيب على حديثها السابق والحالي متجاهلا تلك الجملة المشتعلة الأركان قائلا / ثالثا يا يمنى أنا رحت لأختك الجامعة علشان بحبها وعايز اتجوزها فكنت حايب اسمع رأيها ….
اعتقد الرد ده صريح ويخرص كل الألسنة …..
حينما استمعت لجملته توقف الوقت لديها وتوقفت الأرض عن الدوران وتوقفت أنفاسها لتشعر وكأنها تحلم ….
استيقظت من صدمتها على إجابة اختها وهي تخبره برأيها / وانا ببلغك نيابة عن اختي أنها مش موافقة….
وكلنا مش موافقيين…..
ووقف العربية على جنب وحالا….
بالفعل توقف من هول الصدمة من اجابتها القاطعة لا من أمرها الاخير…..
ليعقد حاجبيه وينظر لتلك الجالسة بالخلف يطالبها بالتفوه بكلمة واحدة تخلف كل ما قيل الآن…..
إلا أن يمنى أكملت حين توقف / ولازم تعرف ان اللي عملته النهاردة كان مجرد تصليح الغلط اللي عملته امبارح …..
وجه أنظاره ليمنى التي ترجلت من السيارة وفتحت الباب الخلفي تسحب اختها المتيبسة من أثر الصدمة ليوقفها سائلا / ممكن افهم سبب رفضك ايه ؟؟
نظرت يمنى إليه بتحدي وهي تجيبه عن سؤاله بما لا يريح صدره / ابقى اسال ابن عمك ….
نطقت بجملتها وهي تصفق باب السيارة بعزمها ثم سحبت تلك المسكينة كالحقيبة التي تسحبها باليد الأخرى….
أوقفت سيارة أجرة ووضعت حقيبتها بداخلها لتزج باختها داخل السيارة كالحقيبة واخيرا استقلت السيارة وهي تخبر السائق بعنوان والدها …..
ظل جاسر مكانه متعجبا مما تم ومن حدة يمنى التي لم يراها من قبل ….
ثم صدح بإذنه العنوان الذي اخبرت به السائق ليتعجب متسائلا ذاته / ده مش بيت عبدالله!!!
يمكن هتوصل اختها !!!!
أمال قصدها ايه بأسال ابن عمك ؟؟؟
امسك بهاتفه ليجري مكالمة بعبدالله…..
إلا أنه تركه مرة أخرى وهو يحادث ذاته / لا الموضوع مش هينفع بالتليفون أنا لازم اروحله ….
وانطلق متوجها لمكان عمل عبدالله ليفهم منه ملابسات تلك الجملة …….
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1