رواية وميض الحب الفصل السابع و العشرون 27 بقلم لولى سامى

رواية وميض الحب الفصل السابع و العشرون بقلم لولى سامى


بعد أن تركته واستقلت سيارة الأجرة هي واختها جلست بجوار اختها صامتة…..
حالتها تتنافى تماما عما كانت عليه منذ قليل وكأنها أنهت عملها وحان وقت الراحة ..
إلا أن عقلها كان يصدح بكثير من الهموم لدرجة انها لم تستمع للوم اختها على رفضها القاطع…..
انتبهت على وخز اختها لها وهى تسألها بقليل من العصبية / انتي سمعاني يا يمنى ؟؟
نظرت لها يمنى بعيون ذابلة وهي تعتذر عن انشغال عقلها لتجيبها بخفوت / لا معلش كنت سرحانة …
* بقولك رفضتي جاسر ليه ?؟
يعني أنا كنت شايفاه كويس والمفروض أنه كان عاجبك برضه رفضيه بالشكل ده ليه؟؟؟
تساءلت يسرا بكلل من تكرار سؤالها لتفاجئ برد اختها العصبي وهي تقول / علشان مش هينفع نرتبط بالعيلة دي اكتر من كدة …
علشان إنتي متعرفيش حاجة ولا فاهمة حاجة…
بطلي بقى تبقي هبلة وتافهة وتجري وراء المظاهر….
كفاية أنا واللي حصلي ….
رمشت يسرا باهدابها وهى توزع نظراتها بين اختها وسائق السيارة الذي انتبه على صوتهم المرتفع……
شعرت بالخجل من استماعه لحديثهم وتفاصيلها وشعرت بالخزي من نفسها لحديثها عن موقف كهذا عقب تجربة اختها المريرة..
أطلقت يمنى تنهيدة أسى والتفتت لأختها تقدم اعتذار عما تم ……
فربتت على كفها وقالت بهدوء مناقض حالتها تماما / اسفة يا يسرا بس من خوفي عليكي اتعصبت شوية ..
إنتي مشوفتيش اللي أنا شوفته…
مهما حكيت لك مش هتحسي بيا…
تقبلت يسرا حالة اختها قبل اعتذارها لتقدم هي الأخرى اعتذارها بحب وصدق / حقك عليا ….
أنا يا يمنى اللي مقدرتش الموقف ومتقلقيش مش ممكن اوافق على حد انتي مش موافقة عليه …
حتى لو كان مين…
ضيقت يمنى عيونها وهي تتساءل بخبث / خالص خالص ؟
رفعت يسرا أكتافها وهي تجيب بقليل من الاستحياء / إلا لو اقنعك هو …
نظرت يمنى بسعادة لأختها وقد نسيت للحظات ما كان يشغل عقلها حول مقابلة والدها ووالدتها لتعود ثانية لنفس الأفكار حينما ابلغهم السائق بوصولهم للعنوان المنشود…
نظرا لبعضهم ثم استعدا لمجابهة اقوى المواقف …
ترجلا سويا من السيارة وامسكت يمنى بحقيبة ملابسها الكبيرة وقبل أن يدلفا للمنزل اخذت تؤكد على اختها بعض الاتفاقيات الهامة / يسرا مفيش حد يعرف باللي حصل …..
موضوعك انتهى ملوش لزوم نتكلم فيه أو نفتحه تاني خالص …….
* طب هتقولي ايه سبب انك سيبتي البيت ؟؟
ألقت يسرا سؤالها لتبتسم يمنى بتهكم وهى تجيبها / لا لو على السؤال ده فسهل الإجابة عنه …..
عندي له بدل الإجابة ١٠٠ إجابة …
المهم انتي اسمك ميجيش خالص…
صعدت يسرا وباقدام ثقيلة اتبعتها يمنى التي لم تتخيل في يوم من الأيام أن تعود لهذا المنزل بهذا الشكل …
فتحت يسرا الباب بمفتاحها لتقابل سعيدة التي فور أن رأتها سألتها بروتينية مطلقة / جيتي بدري يعني معندكيش محاضرات النهاردة ؟؟؟
لم تجيبها يسرا بل افسحت المجال لأختها لتراها سعيدة التي للوهلة الأولى ارتسمت على ملامحها السعادة وكادت أن تقبل على ابنتها……
لولا أنها رأت تلك الحقيبة التي تسحبها خلفها فبدلا أن تلتقط ابنتها بصدرها ضربت بنفس الكف على صدرها وبعيون متسعة من هول المفاجأة شهقت وهي تقول/ ايه الشنطة دي يا يمنى ؟
لم تكذب يمنى خبرا بل ألقت بالحقيبة أرضا وارتمت بأحضان والدتها التي تقبلتها بانقباض صدر………
لتلقي يمنى على مسامع والدتها ما لا تريد أن تسمعه اي ام من فاه ابنتها / أنا عايزة اتطلق يا ماما …..
…………………………………..
وصل صبري لواجهته إلى منزل ميريهان ليجد مشادة بينها واحد الرجال فتدخل مسرعا يواريها خلف ظهره….
وتدخل بدلا منها فإذا بالمشادة اشتعلت….
واصبحت المعركة بينه وبين أحد زبائنها….
الذي كان واضحا أنه بغير وعيه فاستطاع أن يتغلب عليه صبري ويبرحه ضربا …..
بينما ميريهان كانت تقف أمامه تشاهده باعجاب وقد طرقت بعقلها فكرة أن تعرض عليه أن يعمل معها كحارس شخصي لها …..
أنهى صبري ما كان يفعله والذي لوهله صدق حاله أنه ذو بنية قوية يستطيع هزم أعتى الرجال خاصة عندما أقدمت عليه فتاة ممن يعملون بالمنزل وأخذت تربت على ظهره وهي تمدحه بقوته وشجاعته / تسلم يابو الرجولة كلها …..
مش عارفين من غيرك كنا هنعمل ايه…
شعر بالزهور بحاله لتسحبه الفتاة خلفها فمن الواضح أنه قد راق لها / تعالى ريح جتتك شويه انت تعبت اوي ……..
لم تخطو خطوة واحدة به إلا وقد وجدت ايدي ميريهام تمسك بها وتنهرها / ايه بقيتي تختاري الرجالة بمزاجك ولا ايه !!!!!
فوقي يا نادية وروحي شوفي شغلك بدل ما انتي عارڢة اللي هيحصل …..
* يوه الحق عليا كنت عايزة اريح الراحل بعد ما تعب نفسه معانا …..
نطقت بها نادية وهي تهتز بجسدها كله أمام صبري الذي أخذ يمرر لسانه باشتهاء على شفتيه مما أثار ميريهان أكثر لتدفعها للامام حتى تختفي من أمام ناظريه …….
أعجب صبري بصراعهم عليه وشعر بالفخر بحاله….
أخذ يهندم من ملابسه ليجد فجأة ايدي ميريهان تربت على ظهره وتحدثه بنبرة مدلله / يسلملي دراعك يا بطل …..
انتفخت اوداج صبري مجددا وهو يجيبها بابتسامة واسعة / تسلميلي يا قمر…
إلا مين الجدع ده وكان عايز ايه ؟؟
تساءل بعد أن انتهى الأمر لتجيبه وهي تقترب منه وتمسد على صدره بحجة هندمة ملابسه / ده بعيد عنك بلطجي بيجي يشرب وياخد راحته ومش عايز يدفع تمن حاجة…….
عقد حاجبيه وهو يحاول بالكاد ابتلاع لعابه من أثر الصدمة ليتساءل بصوت مرتجف / هو ده فتوة المنطقة !!!
يعني هنزل الاقيه مع رجالته ولا ايه ؟؟؟
أطلقت ميريهان ضحكتها الرنانة ثم سحبته غرفتها حتى تنسيه زعره وتحادثه فيما انتوت عليه / تعالى بس مالك خايف كدة ؟؟؟
دانت عدمته العافية !!
* علشان كاااااان سكرااااااان…..
نطق بالحقيقة الذي يعلمها جيدا فلولا أنه بغير وعيه ما استطاع أن يفوز على ذلك الفتوة …..
دلفا للغرفة لتغلق ميريهان الباب ثم التفتت إليه تقترب منه وهو يتراجع للخلف….
لتحاول هي تخفيف وطأة الموقف عنه حتى اصطدم بالفراش خلفه وارتمى عليه حين دفعته هي عليه….
ارتمت بجواره على الفراش وهي تقنعه وكفها مازال يفعل الافاعيل بصدره وشعره / ماتخافش من خاجة….
طول مانت معايا متخافش خالص….
وعلشان أطمنك اللي زي دول بيبقوا على طول مدهولين ….
ابتلاع صبري لعابه كمحاولة للسيطرة على ذاته من اغواء ميريهان لتردف الأخيرة وهي تقول / يعني لو شوفته بعد كدة هيكون زي ما شوفته النهاردة …..
ثم تعالى هنا أنا جاية اقولك عايزاك وانت تقولي مش عارف ايه !!!
صمتت الأحاديث اللغوية لتشتعل الأحاديث الحسية …
بعد فترة طويلة جلس صبري على الفراش مستندا بظهره للخلف يشعر بالنشوة والسعادة لتوسط ميريهان صدره العاري وهي تتلاعب بسبابتها عليه وتتسائل بدلال / ها قولت ايه يا سيد الرجالة….
ما كان بوسعه أن يرفض عرض كهذا ….
فقد نسي أمر هذا الفتوة تماما بعد أن عاش معها لحظات خاصة مشتعلة منذ قليل….
لتتسع ابتسامته وهو يمني نفسه بهذه المعيشة المنعمة يوميا ليجيبها باقتناع تام / وانا من ايدك دي لايدك دي يا ميري قلبي انتي ……
……………………..
عادت لتجد الجميع بشقة اخيها ….
بالكاد صعدت لهم وهى تشعر بالدوار الشديد والم بأذنها يتزايد ……
وصلت سمر لتجلس بوهن وهي تتسائل عن سبب صعودهم لتخبرها والدتها أنه بسبب ترتيب منزل اخيها من الفوضى التي حدثت به….
ظهر عليها الإعياء الشديد ولم تهتم لحديثهم …
أصبح كل ما يشغلها حاليا ذلك الدوار الذي تحول مؤخرا لصداع وأشرف أن يفتك برأسها……
لاحظتها والدتها لتتسائل عن نتيجة الكشف ….
انتاب سمر حالة من القلق والتوتر لترفع أعينها فإذا بها تجد عيون فتون تنظر لها بابتسامة ماكرة فخشيت أن تكون قد أوشت بها …….
انتبهت على سؤال دعاء عن نتيجة الكشف لتنظر لها وتقول وهي تحاول ترتيب الكلمات بصعوبة وتلعثم / قالي…….. قالي التهاب في الأذن الوسطى …..
طب فين الروشتة ؟
كان هذا سؤال دعاء والذي بهت وجه سمر على أثره لتنقذها فتون وربما لتزيد انغماسها أكثر / شكلها نسيت الروشتة بالصيدلة أصل الأدوية في أيدها اهي …..
وكأنها انجدتها لتومأ سمر برأسها مؤكدة حديث فتون / اه … اااه فعلا نسيتها في الصيدلية ….
هاتيلي ماية يا فتون علشان اخد العلاج …
دايخة اوي ومصدعة …..
استقامت فتون تحضر لها الماء ….
لتقدمه الها وابتسامة النصر تغزو ملامحها…..
لترسل سمر ابتسامة امتنان لفتون وتشكرها وهى تأخذ الماء منها على إنقاذها ………
أنهوا الطعام فاعتذرت سمر عن البقاء لتدلف لإحدى الغرف بحجة الراحة….
بينما شرعت فتون في غسيل الاواني لتعد دعاء القهوة بجانبها فتحدثها فتون بفضول / برضه مقولتيش سبب تأخير الحمل لحد دلوقتي ليه ؟؟؟
التفتت دعاء لظهر فتون واجابتها بصوت خافت وبنبرة ضعف لم تستمع إليها من دعاء من قبل /انا بحب سيد ومقدرش استغنى عنه ….
ولو عرف اللي مخبياه عنه مش بعيد يسيبني ويمشي خالص …..
تعجبت فتون من نبرة الإذلال التي تكسو صوت تلك المتجبرة…..
لتعقد حاجبيها وعقلها يحاول الوصول لتحليل جملة دعاء…..
اتقصد شهادة الاستثمار وما اخفته حول ادعاء السرقة؟؟
ام تقصد العملات الذهبية والتي من الواضح أنها تجمعهم من دون علمه؟؟؟
ام تقصد……..
………………………………
وصل جاسر لموقع عبدالله والذي وجده يجلس شريدا على إحدى المقاهي…….
حتى أنه لم ينتبه لاقترابه منه …
سحب مقعدا من جواره وجلس بجانبه يداعبه / هااااااا دنيا ……
التفت عبدالله لمصدر الصوت ليرى جاسر….
دون أن يظهر أي رد فعل أدار وجهه للامام ثانية وهو يجيبه بتسائل عجيب / انت جيت ؟؟
لا لسه خيالي قال يسبقني ……
مالك يا عم شايل طاجن ستك كدة ليه !!!
لم يجيبه عبدالله ليكمل جاسر حديثه / رحتلك الشغل ملقتكش رحت البيت قالولي مش موجود ….
من امتى وانت بتقعد على القهوة !؟
ثم تلفت حوله يمينا ويسارا ليضيف تسائل اخر لحديثه/ وايه اللي جابك هنا اساسا ؟؟؟؟
برغم أن الصمت مازال يخيم على عبدالله ظاهريا إلا أنه كان يجيب على تساؤلات جاسر داخليا بتساؤلات اخرى …….
أخذ يهمس لذاته / مش لاقي مكان اهرب له من اللي انا فيه…….
اقولك ايه ؟؟
اقولك مراتي بتشك أن اخويا بيتحرش بيها ….
ولا اقولك أن اهلي مدوخني السبع دوخات ……
ولا اقولك أن اخت مراتي ماشية على حل شعرها….
ظل جاسر ينتظر رده ليوكزه من شروده قائلا بمزحة / كل ده شايله وساكت ؟؟؟؟
* اتخانقت مع يمنى وسابت البيت …..
نطق بالنتيجة دون إبداء اي اسباب برغم توقعه السؤال القادم ….
واتخانقتوا ليه ؟؟؟ وليه سيبت الموضوع يوصل لدرجة أنها تسيب البيت …….
لم يجيبه بأي معلومه اخرى ليذكر جاسر توقعاته / اكيد مامتك وأخواتك السبب ……
وانت كالعادة مش عايز تزعلهم فتزعل يمنى وتيجي على نفسك….
التفت إليه عبدالله ممتعضا وهو يجيبه بتعجب / يعني ازعل اهلي يا جاسر ؟؟؟
لا تزعل مراتك عادي جدا !!!!
اجابه جاسر بتهكم ليلوح عبدالله بتأفف وهو يجيبه / والله هي اللي مش راضية تكبر دماغها وتستحمل شوية تفاهات علشان خاطري …..
قطب جاسر جبينه ليعلق ساخرا / يعني طنط وأخواتك مش اولى يستحمولك يا عبدالله!!!
ده انتوا مش متجوزين ن فترة كبيرة يعني!!!
أطلق عبدالله زفيرا حارا وهو يجيب على كم السخرية السابقة بكلل ويأس /انا تعبت يا جاسر مهما احكيلك مش هتستوعب…..
انا تقريبا من تاني يوم جواز وانا مشوفتش يوم راحة ……
حاول جاسر أن يتحلى بضبط النفس قليلا فهو يود الان أن يبرح عبدالله ضربا ولكنه تحلى بالصبر ليلقي عليه اقتراحه / ممكن براحة كدة وتحكيلي مشكلة مشكلة من الاول علشان اعرف الخلل فين …..
نظر عبدالله للاشئ مرة أخرى وهو يجيبه بخفوت / مش هتصدق لو قولتلك المشاكل بدأت من يوم الحنة …..
أخذ يسرد عليه تفاصيل المشاكل الاولى بتغيير نظام المنزل والخزانة واحتكاكهم مع والدة يمنى حتى قطعه جاسر بانفجار الذي كاد أن يشتعل غيظا وبصوت عال دون أن يدرك حاله وأنه بالشارع / يعني كل ده ومراتك لسه مستحملتش ؟؟
وانت فين موقفتش الترهات دي كلها ليه من الاول ؟؟؟
استدار عبدالله ينظر حوله من أثر ارتفاع صوت جاسر عليه ليستقيم واقفا وهو يخرج حافظة نقوه ويلقي بالنقود على المنضدة وهو يعلق قائلا/ مش هينفع نتكلم هنا بطريقتك دي…..
ثم انا مش مستحمل اي شكل لوم حاليا …..
انا هروح وابقى تعالالي بكرة اكون هديت شوية…..
لم يتركه جاسر ليلملم هو الآخر اشيائه ويتبعه معتذرا بدون اعتذار/ مانت فرستني بسلبيتك يا عبدالله….
استنى هنا …
هتروح مشي ولا ايه ؟؟؟
امسك بمرفقه وسحبه للخلف ليشير لسيارته قائىلا / تعالى اركب ونكمل كلامنا في البيت ……
واوعدك يا سيدي مش همد ايدي بس ممكن اشتم عادي …….
حاول تحويل الحوار لمزحة برغم معرفته جيدا أن الموضوع لا يحتمل أي مزاح….
…………….……………..
لما اتاخر الحمل رحت كشفت زي اي ست وكانت والدتي معايا …..
ساعتها صعقت من كلام الدكتورة لما قالت اني لا يمكن اخلف ……
طبعا مصدقتهاش ورحت لدكتورة واتنين وثلاثة بس للاسف كلهم نفس الكلام …..
مبقتش عارفه اقول ايه لسيد ….
اسئله يرجع لأهله ويجبروه يسيبني ولا اخليه هو اللي يمسك فيا بايده وسناني ….
جات لي فكرة تبديل التحاليل وبالفعل اتفقت مع معمل بعد ما اخد منه عينة دم أنه يطلعلي نتائج باسم سيد أنه مبيخلفش واخدته ورحت التحاليل واصريت يجي معايا عند الدكتورة ……..
ومن ساعتها وهو عارف أنه مبيخلفش وان انا اللي ضحيت شبابي علشان اقبل اعيش مع واحد مبيخلفش واتمسك بيه كمان ……
صعقت فتون مما استمعت إليه لتتيبس أطرافها وتكف عن إكمال جلي الأواني …..
نظرت لدعاء بعيون غاضبة لم تستطيع اخفاءها لتحاول دعاء تقمص دور الضحية / أنا عملت كل ده علشان بحبه ومقدرش استغنى عنه ….
سيد لو سابني هعيش لوحدي وهموت لوحدي يا فتون ….
كان لازم اعمل كدة ….
كان لازم …….
لم تنطق فتون بكلمة وايضا لم تتغير نظرتها بل التفتت تكمل ما كانت تفعله لتشعر دعاء بالندم لافشاءها أسرارها …..
أغلقت على صنع القهوة لتخرج لوالدتها تحاول الهاء روحها عما تم …….
بعد فترة جلسا سويا يتحدثون في حال يمنى وما يجب أن يفعلوه حتى ينسوا أخيهم حبها لتقترح حكمت قائلة / ميعدلش الست إلا ست زيها ….
ابني مش لازم يقعد متنكد علشان واحدة ست…..
أنا اجبله ست ستها…..
ثم نظرت تجاه فتون الصامتة وهي تلقي باقتراحها الذي أشبه بالقنيلة الموقوته / ايه رايك يا بت يا فتون لو اتجوزتي عبداالله ؟؟؟؟
واهو تبقي قاعدة معانا والبيت يبقى بيتك …..
خرجت سمر من الغرفة على هذا الاقتراح وهي تشيد به
…………………………….
وبالفعل كما وعده ظلا صامتين طوال الطريق حتى وصلا للمنزل ….
دلفا سويا ليلاحظوا الصمت الرهيب واختفاء صوت الجميع عن الأدوار الأولى ……
مع صعودهم تجاه شقة عبدالله بدأ الصوت يصدح بالاجواء ليكتشف تجمعهم بشقته……..
طرق الجرس ليعلم من بالداخل أنه ليس بمفرده .
وبالفعل توجهت فتون لفتح الباب لتجد عبدالله مصطحبا جاسر …..
افسحت لهم الطريق ليدلفا سويا …….
هبط عبدالله جالسا على اقرب أريكة بينما القى جاسر السلام عليهم وهو يشعر بالاشمئزاز منهم………
فقد رأى على ملامحهم سعادة برغم أن ابنهم يمر بضائقة نفسية ……
قطعت دعاء الصمت محدثة عبدالله عن مجهوداتها العظيمة وتثير فتح الموضوع مرة اخرى/ انا طلعت قولت انظف المكان من الازاز المكسر …..
الدنيا كانت متبهدلة خالص …..
قوله يا جاسر مهما اضايق واتخانق محدش يستاهل يزعل نفسه للدرجة دي …..
راحت ست تيجي ست ستها …..
تتحدث وكأن الموضوع قد انتهى ليعلق جاسر محبطا لحديثها / ربنا يخليهم لبعض يا دعاء …..
عبدالله مهما يلف الدنيا كلها مش هيلاقي زي يمنى ….
بنت حلال ومن عيلة محترمة….
ده حب سنين يا بنتي …..
وكأنه أطلق فكاهه لتطلق دعاء وحكمت وسمر ضحكة عالية مما أثار مشاعر غضب جاسر وكاد أن ينهرهم إلا أن دعاء أشارت بكفها كأعتذار عما بدر منها لتنطق سمر بغل واضح وحقد دفين دون مراعاة لمشاعر اخيها / عيلة ايه اللي بتتكلم عنها يا جاسر !!!!
دعاااااااااء……
ده اخت الست هانم …..
دعاااء…..
ماشية على حل شعرها ومفضوحة بالجامعة كلها…..
دعاااااااء……..
نادى عبدالله باسم أخته لعلها تصمت ولكنها أصرت أن تكمل ما يشوب زوجته حتى خرج سيطرته وصرخ باسمها بصوت جهوري جعلها تنتفض مكانها ……
استقام جاسر والشرار يتطاير من مقلتيه ليقترب إليها بعين حذرة ارهبت الجالسين جميعهم …..
وهو يحاول الاستماع لما تدعيه ابنة عمه على معشوقته ….
ليجنب عبدالله الذي كان يحاول إخفاء الأمر جانبا وهو يخاطب عبدالله وعيونه تتركز بداخل عيون دعاء وسمر/ معلش يا عبدالله استنى انت شوية ………
عايز افهم معنى كلام دعاء ايه وحالا….
علشان الكلام ده خطير …..
حاول عبدالله إنهاء الموقف حتى لا يفسد الوضع أكثر من هذا ….
فسحبه عبدالله للخلف قليلا وهو يقول / تعالى يا جاسر نتكلم جوة وانا هفهمك ….
انتزع جاسر ذراعه من عبدالله وما زال يرمق دعاء بنظرات شرسة لا تبشر بخير وهو يقول / انا مش هتنقل من هنا الا لما اسمع الموضوع كله من دعاء …..
علشان اللي بتتكلموا عنها دي قريب اوي هتكون مراتي …….
اطلقت الشهقات واتسعت الحدقات لتطلق دعاء سموم كلماتها وهى تلق قائلة / كنت حاسة أن في استلطاف من يوم الفرح …..
بنت الايه مش عاتقة قريب ولا غريب ……..
دعاااااااء انا مسمحش تطاولي عليها اكتر من كدة ……
نهرها جاسر ليخرص سمومها تلك لتحاول حكمت التدخل بإنقاذ ابنتها وإثبات شهادتها لتنظر لهاا وتزجرها وكأنها تحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه / خلاص يا دعاء متتكلميش في الموضوع ده تاني قدام جاسر علشان بيزعل ….
ثم استدارت تواجه جاسر وهي تدعي الصلاح والتقوى قائلة / حقك علينا يا ابني أننا بنوعيك زي ابنك ….
بس كلمة أخيرة اسمعها وبعد كدة اعمل ما بدالك ……
اللي سمعناه أن البنت سيرتها بطالة واتقفشت مع واحد كمان لوحدهم ومش بعيد تكون ….
استغفر الله العظيم يعني حامل منه ….
على العموم ادينا نصحناك واللي انت شائفه صح اعمله……
لم يتوقع جاسر أن يستمع لهذا الحديث بل وفي حضور عبدالله ليلتفت إليه فإذا به قد خارت قواه وهبط على اقرب مقعد جالسا ومطأطأ الرأس ممسكا إياها بكلتا اليدين ………
التفت جاسر لحكمت مرة أخرى وهو يعلق على ما استمع إليه للتو قائلا /…………
……………….

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1