رواية وميض الحب الفصل الثامن و العشرون 28 بقلم لولى سامى

 

رواية وميض الحب الفصل الثامن و العشرون بقلم لولى سامى


قد يعمينا الغضب عن تملك ذاتنا لدرجة تجعلنا ننسى قواعد الحديث وآدابه
فنثور ونخطأ دون أن نعي ..
وصل جاسر لذروة غضبه مما جعله ينسى تماما أنه يحادث من ليس له سلطة عليهم….
بلمح البصر دون حتى أن يشعر هو ….
وجد حاله تقدم خطوة تساوي أميال ليصبح أمام دعاء مباشرة لا يفصلهم سوى المسافة الشرعية….
وبقوة لا يعرف من أين أتت عليه رفع ذراعه بطولها وبعزمها الكامل جعلها تسقط صافعة وجه دعاء بصفعة قوية….
جعلتها ترتد للخلف خطوات وكادت أن تطرح ارضا بسببها لولا تشبثها بفتون التي كانت خلفها….
بالكاد تمسكت بها وهي تسمعه ينهرها بصوت يصم الاذان / اخرصي يا كدابة يا حقودة …….
مسمعش سيرة يسرا تيجي على لسانك النجس ده….
لوهلة تحجرت الأعين أثر ثورة جاسر الذي لم يشاهدوها من قبل….
حتى دعاء نفسها فقد تيبست حركتها للحظات وتوقفت أنفاسها فقد صعقت مما تم ومن هول المفاجأة……
فهي لم يمسسها احد بسوء هكذا من قبل …
هرولت سمر من الغرفة التي كانت بها لتشهد الصاعقة بأم اعينيها لتطلق شهيقا من هول ما حدث….
انتبهت دعاء اخيرا على حالها فاستعادت أنفاسها واعتدلت من انحرافها لتهم مندفعة تجاه جاسر وهي ترفع يدها قاصدة رد الصفعة له ….
مطلقة بعض السباب واللعنات ليمسك بيدها مزمجرا لها وناهرا بصوت خافت ومرعب / اوعي شيطانك يصورلك اني زي اللي قابلتيهم ……..
دنا ادفنك مكانك…..
هنا استعاد عبدالله انتباهه فالأمر تم بطريقة لم يتوقعها ليقدم تجاههم محاولا إبعادهم عن بعض وهو يزجر جاسر ويدفعه بصدره مبعدا إياه عن أخته قائلا بصوت جهوري / بتضرب اختي وقدامي يا جاسر….
وفي بيتي؟؟
انت اتجننت !!!
أرادت إشعال الحرائق كعادتها لتجهر بكلماتها المسمومة / ماهو مش لاقي راجل معانا يقف له ….
أخذ عبدالله ينخزه بصدره نخزات قوية وكأنه يستفزه للدخول بمعركة الا أن الأخير كان يحاول ضبط النفس خاصة مع عبدالله لابعد حد ….
تصلب جاسر بمكانه بعد أن استنفذ درجات ضبط النفس ونظر له نظرة تحدي وهو يجيبه بصلابة وحدة/ والله اختك لو محترماك اصلا مكنتش جابت سيرة مراتك بالبطال بس انت حر………
لكن انا بقى هتجيب سيرة اللي يخصوني مش هستنى حد ولا هكبر لحد مهما كان يا عبدالله…..
وهقطع خبرها بايدي ….
* يبقى محتاج تعديني الاول يا جاسر…..
نطق بها عبدالله مجاهرا بها ثم بدأ الاشتباك بالأيدي…
تعالت الصراخات وابتعدت الفتيات لولا تدخل حكمت والتي لوهلة شعرت أن ابنها بموقف ضعف أمام هذا الجسور……
وربما شعرت بخطورة حالة جاسر الذي يبدو عليه الغضب الشديد لتتوقف بينهم كمحاولة للفصل بينهم وهي تدفع جاسر بعيدا عن ابنها وتطرده للخارج وبكلمة واحدة حازمة بعد أن فصلتهم عن بعضهم / اطلع برة بيتي يا جاسر….
اطلع برة بيتي وملكش دعوة باولادي كهم …
ابتعد جاسر خطوة للخلف وهو يلهث انفاسه وينظر لعبدالله بنظرة اسف بعد أن ولاول مرة يتصارعان ومن الممكن إيذاء أحدهم للآخر وهو يقول / يا خسارة يا صاحبي ….
* بررررررة يا جاسر ..
نطقت بها حكمت لتنهي اي احاديث لينظر جاسر إليها بغل قائلا / خارج يا مرات عمي…….
خارج من بيت ابويا اللي خليتيه كتب البيت والمحل لعمي بحجة الضرائب……
وضحكتي على عمي وخلتيه كتبهولك بالغش والخداع……..
لحد ما استوليتي عليه لدرجة خليتي عمي مستحملتش يقف قصاد اخوه بسببك ووقع من طولة مات …..
وجه نظره لعبدالله وهو يردف حديثه ربما ايقظه من غفلته تلك قائلا / خارج يا عبدالله وانا عارف انك انت الوحيد اللي طالع لعمي………
فيك حتة طيبة منه للأسف
وهي دي اللي خلتني افضل معاك اخوات واصحاب حتى وانا عارف ان امك اللي كلت حقنا …
طالع بس قبل ما اطلع احب اقولك انك كدة مش بتبر ولدتك انت كدة بتساعدها على الظلم والافتراء…..
* اطلع برة يا جاسر ….
فوق يا عبدالله قبل فوات الاوان …..
فوق ولو احتاجتني عارف هتلاقيني فين….
* برة يا جااااااسر ……
توجه بالفعل للباب تحت أنظارهم المترصدة جميعا وفتحه ولكنه توقف لحظة ثم استدار موضحا ومحذرا / اه قبل ما امشي وقبل ما تألفوا في قصص وحكايات….
احب اقولكم ان يسرا اتقفشت زي ما بتقولوا بس معايا انا ….
ارتفعت الشهقات ليستطرد موضحا بابتسامة صفراء وهو يشير لعقلة إصبعه / بس توضيح بسيط قد كدة ….
كانت راكبة معايا العربية في شارع عام وكنت بوصلها لما قابلتها صدفة …….
علشان بس خيالكم المريض ميرحش لبعيد….
والولد السيس اللي طلع عليها سمعة بالجامعة وكان بيهددها أنها يا تمشي معاه يا يفضحها …….
انضرب واتعدم العافية وده علشان البنت نظيفة يا دعاء هانم ومقبلتش تمشي مع شباب زي ما بتقولوا…..
ودلوقتي امشي وانا مطمن اني برأت البنت قدامكم….
واللي هسمع أنه جاب سيرتها بأي كلمة مش هعمل حساب لحد …….
ومن غير سلام …..
خرج كالطوفان ليصفق خلفه الباب بصورة افزعتهم جميعا الا عبدالله الذي كان شاردا فيما استمع إليه …
فقد تفتحت أمامه صورا عدة من الماضي والحاضر ليتفاحئ باكثر من حوار اليوم …..
فور خروجه اخذت دعاء تدوي بحديثها المسموم / انا يمد أيده عليا بن نعيمة …
والنعمة لاطلع عين امه …
ماهو لو كان لقى راجل يقف له مكنش فكر يمد أيده عليا ……
والنعمة لاقول لسيد ويا يجبلي حقي يا يطلقني …..
اخذت تثرثر وهي تزرع الأرض ذهابا وإيابا بينما عبدالله كان عقله مشغول فيما استمع إليه ….
أما سمر ظلت واقفة مذهولة مما حدث لتنطق بغير وعي متناسية وجود اختها / بقى ده اللي كنتوا عايزين تجوزهلي …..
ده كان صبحني بعلقة ومساني بعلقة ….
ده مصطفى كان ارحم منه بكثير….
أما فتون التي كانت تحاول اخفاء معالم السعادة البادية على ملامحها وبرغم صمت لسانها إلا أن عقلها وقلبها يقومون بحفلة تشجيع وتهليل بالداخل…
الجميع يغني على ليلاه ويهذي بما يشغل تفكيره …
الا هو ظل موجه أنظاره تجاه والدته وعقله يحاول إدراك صورتها الحقيقية….
بينما هي حاولت أن تهرب من نظراته الحارقة لها ليضيق عينيه وتحدث سائلا ومستوضحا / ايه موضوع البيت ده يا ماما ؟؟؟
هو حقيقي بتاع عمي بالأساس ؟؟؟
صمتت الألسنة وانتبهت العقول لسؤاله والتفتت العيون عليه …..
ابتلعت حكمت لعابها بصعوبة وهي تلعن جاسر بسرها …
فقد اعتقدت أن السر قد دفن مع زوجها الا ان الواضح أنه توارث في الجهة الاخرى ….
حاولت التهرب لتأمر فتون / نضفي المكان يا فتون علشان ننزل …..
يالا النهاردة كان صعب جدا ….
* ردي عليا يأم عبدالله موضوع البيت ده صحيح ؟؟؟
يعني البيت ده بتاع جاسر واخته وهو مرضيش حتى يقولي علشان ميخسرنيش ؟؟
فور استماعها مدحه بجاسر فاشتعلت نيران الغيرة الماضية لتقف امامه بتجبر وهي تبرر فعلتها بكل اقتناع / لا مش صحيح جاسر قال نص الحقيقة ومقالش الباقي …..
* وايه هو الباقي ؟؟
وليه احنا منعرفش الحقيقة من غير ما نتصدم بيها ؟؟؟
عايز اعرف بالموضوع من أساسه…
تسائل عبدالله وقد بدأت الأرض الصلبة تهتز من أسفله فقد رأى والدته حينها بالمتجبرة وأكلة الحقوق …..
نعم كان يراها متسلطة قليلا ولكن كان يلتمس لها العذر فقد يكون من حبها له أو من خوفها عليه …..
ولكن الآن وبهذا الموقف فهو لم يجد لها أي مبرر …..
فهو يعلم عمه تماما ويثق به ثقة عمياء فلولاه ما أكمل تعليمه وكان دائما داعما له ومشجعا …
أعاد سؤاله مرة أخرى عندما استمع لصمتها لتجيبه برائحة حقد يفوح من صوتها / الباقي أن عمك كان شريك ابوك في محل بنسبة الربع والثلث اربع……
بس ابوك اللي كان طالع عينه وبيشتغل وهو اللي كبر المحل ……
وعمك كان موظف حكومة بيبقبض كل شهر مرتبه ومكسب من المحل كمان ……
وقال ايه بيتقاسموا في اخر الشهر …..
طب واحد مشتغلش يتقاسم ليييييه؟؟؟؟
كان بيبص للفلوس اللي بصرفها ويقوي ابوك عليا ويقوله اني ببعزق في الفلوس …..
كل ده علشان عايزة اصرف واتهنى من تعب جوزي….
كان عايز يتحكم فيا بحجة أن نصيبه في المحل اكبر ………
بأنفاس مختنقة اراد ان يستشعر الحق ليسألها مستفسرا / وكانوا بيتقاسموا الاباح ازاي ؟؟؟
أجابت بكل ثقة وبجاحة / النص بالنص علشان نصيب ابوك في الربع وقال ايه كان بيقدر شغله ووقفته بالربع والنبي مش ظلم وافترى ؟؟؟
المفروض ابوك ياخد الثلث ارباع وهو ياخد الربع….
اه ده موظف حكومة وضامن مرتبه من غير ما يتعب …
تضاعف انحطاطها وجشعها بنظره ولكنه يريد الوقوف على الحقيقة كاملة ومن كلا الطرفين ليحثها على استكمال الحديث / وبعدين ايه اللي حصل ؟
تساءل عبدالله بنبرة لا توحي بشئ لتردف هي مكملة / الضرائب عرفت أنه موظف حكومة وعنده محل فكان لازم يكتب المحل بأسم حد تاني ……
* ومين بلغ الضرائب ؟
اقتطع حديثها بسؤاله التي لم تجيب عليه بل تجاهلته برغم استماعها له ليتوقع الإجابة واومأ لكي تكمل …..
* كان هيكتبه بإسم مراته بس انا خليته يكتبه باسم ابوك……..
علشان هو أحق بالمحل من تعبه وشقاه ….
* طب والبيت ؟؟
تسائل بحيرة لتجيبه بشواد قلبها الذي كسى ملامحها وصوتها / انا شايفه أن كل دة من حق ابوك…….
هو اللي شقيان وتعبان طول اليوم …..
وانا ….. انا اللي مستحمله غيابه وبربي عيالي لوحدي علشان قعدته في محل اخوه ليل ونهار علشان يكبر…..
كان عايز يحول نصيبه لمراته في المحل والبيت وتشاركنا في كل ده وهي اللي تؤمر وتتأمر….
بس قولت ابدا وحاولت احافظ على حقوقكم ……
بس هو اللي مسمعنيش ………
مسمعنيش واضطرني اعمل كدة من وراه ……..
كان الجميع مندهش مما يستمع إليه فلاول مرة تذكر هذه الأسرار…….
حتى فتون التي تعرفها جيدا وتعي مدى قباحة وجهها الاخر لم تتوقع ما تستمع إليه الآن …..
اردفت حكمت وكأنها اطلقت لنفسها العنان حتى تكشف كل ما اخفاه ستار الزمن / اضطريت انيمه واخد بصمته على عقد بيع وشراء المحل والبيت ليا ….
وبعدها رحت سجلته باسمي بعد ما دفعت كتير علشان ميطلبوش البائع …..
كنت عايزة اضمن حقه وحقكم بس هو مفهمنيش …..
كنت هرجعه تاني باسمه بس بعد ما اخوه يكتب لنا نص البيت والمحل ….
بس عمك مرضيش وأصر ناخد الربع زي ما دخلنا في الاول …….
وكمان كان هيفض الشراكة وسعتها ابوك زعل جدا ومستمحلش لوم اخوه له ومات ….
يعني عمك هو السبب قعد يلومه ويهينه …..
انا كان قصدي ادافع عن شغله ومجهوده بس هو مفهمش ……. مفهمش …………..
قصدك مشتحملسش خيانة مراته اللي أمنها على حياته وأولاده ….
مستحملش تلاعبك بيه ….
كنتي عايزاه يسرق اخوه وبعدين ينصص معاكي ….
كادت أن تدافع عن نفسها الا أن عبدالله أشار بكفه حتى لا يستمع لاي كلمة منها….
عم الصمت على الجميع للحظات مرت على عبدالله كالعلقم ……
ظل واقفا أمام والدته ينظر لها نظرة جديدة ومختلفة وكأنه يراها للمرة الأولى …….
حاولت سمر أن تكسر هالة الصمت هذه فاردفت بحديثها المسموم / الله يرحم الجميع عمي وابويا …..
المهم. سمعتوا جاسر قال ايه !!!
قال إنها اتقفشت معاه يعني دول مقضينها سوا ومقرطسين العيلة كلها من زمان ……
وكأن سمر أعادت إشعال النار التي هدأت قيلا مرة أخرى لتنطق دعاء متوعدة / وحياتك لاخلي فضحيتهم بجلاجل ويبقى يوريني هيتجوزها ازاي بقى ولا هيرفع عينه إزاي بعد كدة…..
علشان يعملي راجل ويوريني هيحمي سمعتها ازاي
* دعااااء …….سمرررررررر ……
صدح بها عبدالله ليخرصهما عما تقولوه …
ثم تفوه اخيرا باتهام واضح / كفاية بقى ؟………
انتوا ايه مبتشبعوش خراب بيوت !!!
خلتوني اشك في مراتي واشك في اختها واطردها من كلامكم المسموم ده ….
ودلوقتي بستحلفوا لبنت معملتش لكم اي حاجة…
انتوا ازاي كدة ….
وازاي انا مكنتش شايفكم كدة …..
الظاهر جاسر عنده حق محدش فيكم بيحترمني ….
بس يمين ثلاثة لو كلمة طلعت من حد فيكم على البنت دي لهمشي واسيب لكم البيت خالص ….
واللي انتوا عايزينه بقى اعملوه…..
أنهى جملته ليمرر نظره عليهم ثم أعطاهم ظهره ونطق بنزق وبهدوء يناقض حالة الثورة الحالية بداخله/ بعد اذنكم عايزة اريح شوية ……
لم يعلق أحدا بل تعجبوا من حالته والتي لأول مرة يروه بها ….
تبادلوا النظرات قبل ان يقدم أحدا على الانصراف وكأن كل فرد فيهم ينتظر الآخر يتحدث ….
إلا أنهم جميعهم لم ينطق فيهم احد فاستقاموا متوجهين كلا منهم لواجهته وهم على رؤوسهم الطير فلم يعرف احد ماذا سيحدث أو ماذا عليه أن يفعل …..
………………………
دلفت دعاء شقتها وهي بشدة غضبها…….
اخذت تتتحرك على غير هدى فبرغم تهديد اخيها الا أن نيرانها لم تتوقف …
أتت لها فكرة تحاول من خلالها تنفيذ ما تريده وبنفس الوقت بدون اشتراكها بالأمر كما طلب اخيها منها ……
التقطت هاتفها لتجري مكالمة مع زوجها وهي تتوعد قائلة / خايف عليها مني…..
ماشي يا عبدالله انا برضه مش هعدي القلم ده ابدا….
فور اجابه سيد عليها ادعت الانهيار التام فأخذت تصطنع صوت البكاء المرير وهي تخبره قائلة / الحقني يا سيد ….
مراتك اتهانت وانضربت بالقلم من جاسر ….
اصل لو يعرف أن ورايا رجالة مكنش قدر يمد أيده …..
ظل سيد يستمع إليها ونيران الحمئة بداخله بدأت بالاشتعال ليتسائل عن ابعاد الموضوع وهو يلملم اشياءه استعدادا للانصراف للذهاب لزوجته / امتى ده حصل ده……
وازااااي …..
وفين امك واختك وفتون ؟؟؟
إجابته بصوت مملوء بالنحيب وهي تسرد له على عجالة الموقف من وجهة نظرها / كان جاي مع عبدالله واتفتحت سيرة الست يسرا …..
اتاريه ماشي معاها وريحتهم فاحت …..
ليه وليه بقوله اقطع علاقتك بالبنت دي علشان مشيها بطال ……
وعينك ما تشوف الا النور لاقيته فجأة زعقلي وقام ضربني وكان هيتخانق مع عبدالله لولا امي طردته ……..
توقف عن الركض لوهله وهو يتخيل صورة للمشهد فسألها مستفسرا ومتعجبا / هو عبدالله كان موجود؟؟
إجابته بنعم ليعود إدراجه ثانية ويجلس على اقرب مقعد وهو يتمتم قائلا / مادام جاسر خرج عن شعوره في وجود عبدالله يبقى طولتي لسانك يا دعاء …
ظلت تسأله وهي تدفعه للتهلكة / هتعمل ايه يا سيد ؟؟؟
هتسيب حق مراتك يروح هدر يا سيد ؟؟؟
واللي يسوا واللي ميسواش يمد أيده عليا ؟؟
لازم تعرفه. أن ورايا رجاله يا سيد ….
انت ساكت ليه يا سيد ؟؟؟
أجابها قائلا/ حاضر يا دعاء هعملك كل اللي انتي عايزاه…..
بس اشوف عبد…….
لم يكمل جملته إلا وقد قطعته قائله / لا ملكش دعوة باخويا كان هيضربه النهاردة وهيروح فيه في داهية لولا امي ….
لكن انت لازم متسيبوش وتعلمه الادب …..
* وهتفرحي لما يتقبض عليا يا دعاء !!!
نطق سيد بجملته لتتلعثم وهي تتساءل بضعف موقف /يعني خلاص ؟
هتسكت ؟؟؟
كانت المكالمة على مرأى ومسمع من فتون التي كانت تود خطف السماعة وتبلغه بكل ما بجعبتها لتؤكد عليه أن امرأة كهذه لا يعنيها سوى نفسها ….
تمنت أن لو تستطيع تحذيره منها بل وإبعاده عنا فمثله لا يستحق افعى مثلها ….
أنهت دعاء المكالمة بعصبية توحي بعدم وصولها لهدفها ليهدأ قلب فتون قليلا ….
اخذت تصطنع الاهتمام لتسألها عن سبب غضبها لتجيبها دعاء بضيق جلي عليها / سيد كان خلاص هيروح لجاسر لحد ما عرف أن اخويا كام معايا وشا وسمع كل ده ومتحركش ……..
قالي مادام اخوكي نهى الموضوع يبقى انا مفتحوش تاني …….
أغمضت فتون أعينها وهي مطمئنة أنه لم ينساق خلف اكاذيبها ثم حاولت إخفاء ارتياحها تلك وهي تحاول مجاريتها بالموضوع/ طب ما كدة كويس احسن ما يروح يتخانق مع جاسر وحد منهم يجراله حاجة…..
بكل جحود وحب الذات اجابتها بنبرة لا تدعو للشك / لا كان راح واتصرف واللي يجرى يجرى ….
احسن ماهو قاعدلي كدة ملوش لازمة ……
أنزوى ما بين حاجبيها وهي تستمع للنقيض لما افصحت به عن مشاعرها لتسألها بتعجب ربما وجدت لها مبرر الغضب الذي يعلمها تتحدث دون وعي / انتي كنتي لسه بتقولي بتحبي سيد يبقى اكيد مش هتفرحي لو حد جراله حاجة والتاني اتسجن بسببه….. نظرت لها بعيون لا تحمل أي معنى لذرة حب لتجيبها بجمود وتحجر / لا انا عندي يحصله حاجة ويدافع عني لاخر نفس ولا أن ينداس ليا على طرف …..
تاكدت مما ستفعله ولم يعد هناك أي إحساس بالذنب تجاهها لتستقيم فتون معتذرة وهي تدعي الم بالرأس قائلة / طب هستاذنك ادخل انام شوية لحسن عندي صاع رهيب ….
وافقتها دعاء فهى الاخرى تريد الاختلاء بنفسها لتفكر بأريحية في كيفية القصاص لذاتها دون الظهور بأي صورة ……….
…………………………..
دلفت غرفتها وأغلقت الباب جيدا ثم ارتدت سماعة الأذن تعيد الاستماع لكل ما قامت بتسجيله لتتوهج بداخلها النيران وتعزم على ضرورة الإسراع في مخطتها….
وبالفعل حددت كل التسجيلات التي قامت بتسجيلها والصور التي التقطتها ثم ارسلتها لمن تراه الاسان الوحيد الذي يستطيع ان يقتص من تلك الافعى ….
لوهلة شعرت براحة بال واطلقت زفير هادئا وكأنها أتمت ما تسعى خلفه …..
أغلقت الهاتف لمدة لا تتجاوز الثلث ساعة استقامت فيها تبدل ملابسها حتى صدح بعقلها هاتف تحذيري لتتسع حدقتيها وتهاتف روحها / يا وقعة سودة لو عمل بالتسجيلات دي بلاغ دانا كدة ابقى روحت في ستين داهية…..
انا كنت قابلته وسمعته ووريته لكن مينفعش ابعت….
عادت مسرعة لهاتفها الا أنها قبل أن تمسك به وجدت اسمه يزين شاشتها لتجحظ عيونها وهي تقف في حيرة من أمرها اتجيب على اتصاله ام تغلق الهاتف نهائيا ؟؟؟
…………………….
عاد المنزل بوقت متأخر وهو يترنح من أثر السُكر …
تهادى بخطوته على أطراف أصابعه ليدلف المنزل دون أن يشعر به أحد أو ربما لتجاهلهم له كما يرى هو ليهاتف روحه هامسا / كله نايم ولا كأني غايب ….
لكن لو عبدالله برة البيت لازم البيت كله يكون واقف على رجل ويستنى المخلص لما يرجع بالسلامة…..
صعد منزله ودلفه بهدوء ليرى الاضواء مطفأة ليلوح بكفه / وحتى الست اللي متجوزها مش مستنياني …..
يالا في داهية احسن ما تضيع الكاسين اللي في دماغي….
ارتمى على اقرب أريكة دون أن يدلف لغرفته وما هى الا لحظات ليفقد الإدراك بذاته ويغط في سبات عميق …..
خرجت هند على صوت شخيره لتجده بكامل ملابسه اقتربت منه لتوقظه الا أنها اشتمت روائح السُكر تفوح منه لتبتعد باشمئزاز ممسكه بانفها ثم نظرت له بنفور وهي تمتم لحالها / انت ناقص عيوب علشان تزود عليهم السُكر ….
روح يا شيخ منك لله ….
……………………..
وصل شقته متاخرا وهو مازال يحاول عبثا في الاتصال بيسرا بغرض الاطمئنان عليه وطمأنتها أنه خلفها مهما يكن الا انها لم تجيب على اي اتصال بل ووصل الأمر أنها وضعته بقائمة الحظر ليضطر أن يلجأ لحسابها الاليكتروني ولكن من الواضح أنها غير متصله بالشبكة الان ….
تمدد على اقرب أريكة ينظر للسقف وهو يراجع كل ما حدث ويربط الاحدث ببعضها / اه يبقى عبدالله الغبي سمع لكلام اخواته وطبعا يمنى مقبلتش ده على اختها فغضبت عند اهلها…….
صمت لوهله ثم عاد محدثا ذاته وكأنها شخص أمامه / اااااه علشان كده احتاجتني انا علشان اختها …..
استقام فجأة معتدلا من نومته وهو يسب عبدالله/ يخرب بيت غباءك يا عبدالله خربت بيت وقفلت عليا ……
الواد ده عايزله علقة ………….
بالجهة الأخرى بعد أن فصلت هاتفها عن الشبكة وقامت بحظر رقمه ظلت جالسة بجوار اختها التي تحملت من أجلها الكثير خارج المنزل حتى وطأت باقدامها منزل ابيها وخارت عنده كل قواها لتنهار باكية …..
حاولت يسرا وسعيدة تهدأتها الا أن محاولاتهم باءت بالفشل …..
بينما حاول والدها أن يفهم منها سبب اصرارها على مطلبها للطلاق الا أنها لم تجيبه سوى بتكرار الطلب ليقرر تركها عدة أيام لعلها تهدأ وبعدها يستطيع التحدث مع عبدالله للوقوف على حل اسباب ذلك الخلاف أو انهاء الأمر تماما

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1