رواية هالة الفصل الثامن و العشرون بقلم جميلة القحطاني
خلاف كبير وسراج ده عيونه فيها شر ما شفتوش قبل كده.
اتسعت عينا فارس، ووقف متوترًا:
فارس: سراج؟ ده اسم بيتردد الفترة دي… بس مافيش دليل!
نجلاء: أنا ماعنديش دليل… لكن قلبي واجعني عليها… نفس النظرة اللي شفتها في عيونه زمان، شفتها في كوابيسي بعد ما هالة اختفت…
سكتت لحظة، ثم أضافت: نجلاء: خليك حذر سراج مش عادي، ده بيخطط من زمان وهالة مش هدفه الوحيد، دي بداية لحرب أكبر.
فارس حسّ إن رجله مش شايلاه، خرج من الغرفة بسرعة، قلبه بيخبط، ودماغه بتولع بأسئلة:
ليه سراج ممكن يخطف هالة؟
إيه اللي بينه وبين العيلة؟
ولو الكلام ده صح… ليه العيلة كلها ساكتة؟
فارس بيخرج من المستشفى، يسوق عربيته كأن الشارع بيهرب منه، وفي جيبه صورة قديمة سقطت من ملفات عمته…
صورة فيها هالة صغيرة… واقفة قدام مزرعة في قرية عزايز الفيوم.
فتحت هالة عينيها ببطء، الضوء خافت، والسقف فوقها منقوش بنقوش قديمة كأنها من عصر تاني.
لفت رأسها… لم تكن في نفس الغرفة التي كانت بها آخر مرة.
كانت مستلقية على سرير ناعم، غطاء مخملي فوقها، وحرارة دافئة تلف المكان، لكنها رغم كل دا… شعرت بالبرد يتسلل لعظامها.
سمعت صوت خطوات ناعمة تقترب.
فتحت عينيها بوضوح…
امرأة أربعينية، جميلة بشكل صارخ، تبتسم بسخرية وكأنها تعرف كل الأسرار.
المرأة ببرود:أخيرًا فوقتي… نومك كان تقيل المرة دي.
هالة حاولت تنهض، لكن جسمها تقيل، كأنها كانت تحت تأثير شيء… نظرت لنفسها، وجدت أنها ترتدي ملابس جديدة، لكنها ليست ملابسها.
هالة بارتباك: أنا… إيه اللي حصل؟ أنا فين؟ وإنتِ مين؟
ضحكت المرأة بخفة مزعجة: المرأة:الأسئلة الكتير مش هتفيدك دلوقتي… اللي يهمك إنك تحت حماية سراج… مؤقتًا.
ارتجف قلب هالة عند سماع الاسم…
سراج!
فجأة دخل الغرفة… سراج بنفسه، طويل، ملامحه قاسية، صدره عارٍ، يضع معطفًا فوق كتفيه، يقف أمامها وكأنه أسد وسط فرائسه.
سراج بنبرة آمرة:كل ما تحاولي تهربي… هترجعي بنفس الطريقة.
كل ما تعاندي… هتدفعي التمن.
ولو فكرتِ تعملي فيها الشجاعة… هتشوفي وشّي التاني.
اقترب منها، أمسك بذقنها بعنف:سراج: وما تنسيش… حياة خالك بين إيديا.
لمعت عينا هالة بدموع القهر، لكنها لم تنطق.
نظرت إليه نظرة مشتعلة بالخوف والغضب…
فهو لم يكتفِ بخطفها… بل جعلها أسيرة تهديد دائم، وفي مكان لا تعرف حتى مخرجه.
غادر الغرفة تاركًا الباب مفتوحًا، فسمعت من بعيد صوت صراخ
