رواية طوفان الدرة الفصل الثامن و العشرون
صحوت فجأة من النوم، تشعر بانقباضة فى قلبها، بعدما رأت طيف دُرة كأنها تستغيث بها... كانت الغرفة مظلمة، نهضت من فوق الفراش واتجهت نحو زر الإضاءة... أضاءت الغرفة، ثم جذبت هاتفها بتوتر، نظرت إلى الساعة... كانت بعد منتصف الليل بوقت... شعرت بضيق مفاجئ، كأن شيئًا جاثمًا على صدرها... شيء من ناحيّة درة كأن بينهما رابط غير مرئي، ما زال نابضًا ... خفق قلبها سريعًا، وارتعشت يدها حين صدح رنين الهاتف فجأة، لتزيد خفقاتها وتتلاعب الظنون السيئة برأسها... ضغطت على زر الإجابة بلا وعي، وقبل أن تسمع أي كلمة، قالت بتسرّع:
مسافة السكة وهكون عندك... إنت بس حاول تهديها، صوتها واصل لعندي.
أغلقت الهاتف بسرعة، وبدّلت ثيابها، ثم خرجت من غرفتها متجهة إلى غرفة باسل أشعلت الضوء واقتربت من فراشه، أيقظته بهدوء حتى فتح عينيه يتساءل بنعاس:
خير يا ماما... هي الساعة كام.
ردت بصوت قلِق:
الوقت متأخر يا باسل... طوفان اتصل عليّا من شوية، بيقول إن دُرة يمكن تولد الليلة... معلش، قوم وصلني لدار طوفان.
أزاح باسل الدثار الخفيف ونهض سريعًا دون انتظار.
❈-❈-❈
قبل دقائق
بمنزل طوفان
نظر طوفان لـ درة بذهول مُتصنمً للحظات قبل ان يفوق عل صرخة أخري من درة وهي تبكي قائلة:
إنت واقف تبص لى وأنا عريانه فى البانيو، إلحقني، إتصل على ماما خليها تجي، أنا عاوزة ماما.
"شر البلية ما يُضحك"
هذا ما حدث مع طوفان... طلب درة لمجئ والدتها بتلك الصيغة الطفولية أجبره أن يضحك مما أغاظ درة التى بدلت صرختها ببوادر بكاء وهي
تضعط على أسنانها بقوة تحاول مقاومة ذلك الألم، رأف بها طوفان بقلق وجذب مئزر قطني وذهب نحوها ساعدها أن تنهض من المياة ثم وضع المئزر حول جسدها، وإنحني كي يحملها لكن رغم ذلك الألم إعترضت درة قائلة:
لاء متشلنيش أنا تقيلة ضهرك هيوجعك... أسندني بس.
ابتسم طوفان ولم يُبالي بإعتراضها حملها وضعها فوق الفراش وجذب هاتفه قائلًا:
هكلم الدكتورة...
إعترضت درة بوجع قائلة:
لاء، كلم ماما.
غصبً إمتثل طوفان وقام بالاتصال على كريمان، أثناء حديثه معها علم ان درة تعمدت التأوه بألم كي تُثير قلق والدتها،لتأتي سريعًا هي حقًا تتألم بوضوح، أنهي الاتصال زاد القلق قائلًا:
فين موبايلك، خلينا نكلم الدكتورة.
قبل أن تعترض درة شعرت بألم أقوى، بنفس الوقت سمعوا طرقً على باب الغرفة، فتح طوفان الباب، دلفت كل من وجدان وجود وخلفهن شكرية، إقترب الثلاث من درة، شعرت وجدان بالتوتر قائلة:
دي شكلها بتولد بسرعة ياطوفان خلينا نوديها المستشفى.
رغم الالم لكن أصرت درة بدموع:
أنا عاوزة ماما.
تحدثت وجدان:
هنتصل عليها تقابلنا فى المستشفى.
رفضت درة تتحمل الوجع الى أن دلفت كريمان الى الغرفة بلهفة وقلق تقول:
درة.
نظرت لها درة بألم قائلة:
ماما انا تعبانه اوي.
رغم قلقها حاولت كريمان أن تبدو متماسكة، اقتربت منها بسرعة وجلست إلى جوارها على الفراش، أمسكت بكفها المرتجف وهمست بحنان:
حاولى تهدي وخدي نفس بالراحة... مش قايله لك على شوية حاجات تعمليها لما تحسي بوجع ولا إنتِ دايمًا كده مبتفهميش مش عارفة دخلتي طب عيون إزاي
رغم إستهجان كريمان لكن درة بحالة لا تستطيع الجدال فعلت مثلما قالت لها كريمان،لم يزول الوجع...وعادت تتألم...وقفت كريمان قائلة:
أنا كنت خدت كورس فى التوليد وقت ما كنت بشتغل فى المستشفى،يلا يا طوفان باسل أخرجوا بره وبلاش زحمه فى الأوضة أنا والحجة وجدان وجود والست شكريه هتساعدني.
بالفعل خرج طوفان وباسل
حاولت كريمان التعامل بحذر مع درة، تُخبّئ قلقها خلف توجيهات هادئة وهمسات حنونة، بينما كانت عيناها تراقبان وجه ابنتها الشاحب بقلق، شعرت براحة قليله حين
صدح صوت بكاء الصغير... حملته كريمان بذراعين مرتجفتين، ثم نظرت إلى درة التي شبة غابت عن الوعي إلا من بقايا أنفاس ضعيفة لا تزال تتشبث بالقوة الواهية...
اعطت كريمان الطفل إلى وجدان التي انخلع قلبها لرؤية درة بهذا الحال، ضمّت الطفل إلى صدرها كأنها وجدت كنزًا، بينما كاريمان مازال قلبها قلقًا على درة ونفسها الذي ربما عاد قليلًا أفضل عن قبل أثناء الولادة، تنهدت براحة...
بعد قليل جائت الطبيبة بعد ان إتصل عليها طوفان لزيادة الاطمئنان على درة...
خرجت الطبيبة من الغرفة تنظر الى طوفان قائلة:
الحمد لله حالة درة كويسه والبيبي كمان، هكتب لها على شوية محاليل، كمان الولد يروح بكره يعمل الفحوصات دي، كشف روتيني مش أكتر لزيادة الاطمئنان،ومرة تانيه حمدالله على سلامة المدام.
أخذ طوفان الورقة من يد الطبيبة وأعطاها لـ باسل الذي قال:
خليك إنت هنا وأنا هروح أجيب الأدوية من الصيدلية،قربنا عالفجر ومش هتلاقي صيدلية فى البلد فاتحه هروح أجيبه من البندر.
اعطاه طوفان ورقة العلاج بود مُبتسمً يقول:
أعمل إيه أختك غاوية سهر،حتى فى ولادتها تولد آخر الليل.
ضحك باسل وأخذ الورقة قائلًا:
معليش ده قدرك وإنت اللى أختارت.
ضحكات متبادلة،خففت من التوتر السائد.
بعد قليل حمل طوفان صغيره مُبتسمً بشعور لا يوصف، نبته صغيرة من درة التى عشقها وتمناها دائمًا حتى بأصعب أوقات الفُراق بينهما كان هنالك أملًا دائمًا يخبره أنها لن تكون لغيره حتى لو أضطر لخطفها وإرغامها على إنهاء عقد قرانها من حسام،وكاد يفعل ذلك لولا حادثة مقتل والدها وحسام التي بدلت القدر بشكل آخر...قبل أن تتوغل الذكريات السيئة نفضها همهمات ذلك الصغير،كأنه يقول،لا داعي للذكريات القديمة،أنا المستقبل.
❈-❈-❈
بعد وقت قليل بغرفة جود
رغم شعورها بالإرهاق بسبب السهر، إلا أن بداخلها مشاعر أخرى تُسيطر عليها، لكنها استطاعت كبتها كي لا تُفسد فرحة والدتها وطوفان بذلك الصغير...
وجعٌ ينهش قلبها، ظنت أنه تلاشى مع مرور الوقت، لكنّه عاد يتسلل بين أنفاسها مع بكاء ذاك الصغير ...
وجع فقدان جنينها، ذاك الذي لم يُكتب له أن يكتمل، ولم يتمسك بالحياة بداخلها كما تمنت..
كم تمنت لو احتضنته كما تحتضن وجدان الآن هذا الملاك، لو سُمح له بالبقاء، لو قاوم الرحيل....لكن لم يُكتب له البقاء...
رحل في صمت، دون بكاء، دون أن تُمهلها الحياة لحظة واحدة لِتلمس دفء نبضه، أو تسمع صرخته الأولى...
رغم مرور الوقت، ظنّت أنها تجاوزت ذلك الألم، دفنته مع الدموع المكبوتة فوق وسادتها، لكنها الآن تشعر أن شيئًا ما بداخلها قد تمزق من جديد...
لحظات تمر امام عينها ووالدتها تحمل ذلك الطفل بعيون تُشع فرحً، وطوفان الذي حمل طفله قبل أن تحمله درة، يبتسم، يهمس للرضيع بكلمات لا تسمعها،
تساءلت في صمت موجع:
هل لو ظل كانت إختلفت مشاعري الآن...
شعرت بوخزة خفيفة أسفل بطنها، لم تكن وجعًا جسديًا...
بل ذاكرة تعود بجسدها إليها، تذكرها بالفراغ،
بالوحدة التي شعرت بها وقتها ح
تنهدت،
ثم همست لنفسها:
مش وقته... مش وقته أضعف، لازم أفرح لهم... ولو من بعيد.
لكن قلبها، رغم كتمانه، كان يصرخ في صمت:
ابني... كان من حقي أعيّش فرحتي بيك... بس انت ما استنيتنيش...
اعتدلت في جلستها حين سمعت صوت طرق على باب الغرفة، مسحت دمعة خائنة قبل أن تراها وجدان التي دلفت الى الغرفة،داخلها تتناقض المشاعر
بين فرح من أجل طفل طوفان،وحزن وبؤس من كسرة قلب جود التي مازال قلبها يئن ليس من خسارتها لـجنينها ربما دفنت ذلك الحزن فى قلبها وباتت تبتسم،لكن لحظة كفيلة بعودة نفس الشعور بل وأقسي.
ارتسمت بسمة مغصوصة على وجة جود وبصوت شبة محشرج:
ماما انا قولت هتروحي تنامي،إنتِ مش متعودة عالسهر،والليلة كانت طويلة.
بغصة قلب إقتربت وجدان من الفراش وهي تتثائب قائلة:
فعلًا كانت طويلة،ومُرهقة الحمد لله عدت علة خير.
إبتسمت جود رغم وجع قلبها بنية صافية قائلة:
شرف إبن طوفان،ربنا يبارك له فيه.
-آمين
قالتها وجدان وهي تتمدد على الفراش قائلة:
هنام هنا جنبك مش هقدر أقوم او اتحرك من مكاني.
ضحكت جود،وتمددت جوار وجدان التي جذبتها على صدرها بلا حديث ...شعرت جود بدفء حضن والدتها، وكأن قلبها المكسور وجد الضماد... لم تتكلم، فقط أغمضت عينيها وهي تستمع إلى دقات قلب وجدان، تسترجع معها لحظات الطفولة، حين كانت تنام هاربة من الأحزان الصغيرة، غير أن وجع الليلة مختلف… وجع لا يليق بطفلة، ولا حتى بامرأة.
ربتت وجدان على كتفها، ولم ترد، فقط شدّتها أكثر، كأنها تحاول لملمة بقايا جود الهشة بصدرها الصامد... وفي الصمت، كانت الطمأنينة الوحيدة هي حضن لأم، وراحة يعرفها القلب حتى وهو موجوع.
❈-❈-❈
بـ مرسي مطروح
رغم إرهاق العمل بهذه المنطقة، لكن أصبحت لياليه جافة، بل قاحلة، مثل هذا المكان البعيد... يشعر بخواء يمتد بداخله كصحراء لا يمر بها أحد، لا صوت فيها سوى صوت أنفاسه المجهدة، ولا ضوء سوى عينيه المرهقتين... كل شيء أصبح رتيبًا بلا روح... الروتين ينهش أيامه، والوحدة تطرق على قلبه بقسوة كل مساء... حتى النجوم، كانت هناك، بعيدة كعادتها، ، لا طمأنينة ولا حتى وعدًا بغدٍ مختلف... هذا المكان لا يستهلك جسده فقط، بل يسحب من روحه شيئًا فشيئًا... يعلّقه بين سماء عالية لا يسمعها، وأرضٍ جرداء لا تحتضنه.. يعلم أن المكان ليس السبب فى هذا الشعور،فهو سبق وقام بالعمل فى أماكن أشد قسوة،لكن كان خالي الفِكر والقلب...الآن
الإثتين يسيطران عليه وتنهيدة خرحت من صدره أعقبها لسانه حين نطق بإشتياق:
جود .
والجواب مفقود... هي أصبحت بعيده ليس آلاف الاميال،
بل بمسافة وجعٍ لا تُقاس… أصبحت بعيدة كأنها من زمنٍ آخر،المسافات ليست ما يفصله عنها، بل الفقد، والندم.
همس باسمها مره أخرى ... كأن نُطق اسمها يجعله يشعر براحتُه الوحيدة، لكن الصدى وحده رد عليه، بارداً، مثل جدران وحدته.
جود...جود... جود
كررها، هذه المرة أغمض عينيه، يحاول استحضار ملامحها، صوتها، دفء نظراتها حين كانت تناديه باسمه وكأنها تُعيد الحياة إلى صدره.... هو لا يفتقدها فقط، بل يشعر أن روحه عالقة معها، حيثما كانت...
لم يكن خالي القلب كما ظن، بل كان محمّلًا بها، بحكايتها معه التى لم تنتهي بألم فراقها،
كل شيء مضى أصبح يُكفّر عنه... بعذاب الفقد، تمنى لو كان ذلك الجنين التى كان برحم جود ظل مُتمسكًا بالحياة، ربما كان جعل الطريق بينهما ممهد للعودة،
لكنه رحل...ليت ذلك لم يحدث ربما كان أصبح رابط بينهما،ربما كان الآن أداة وصل...لكن الآن للأسف، كل ما تبقى له ليل قاحل، ونفسٌ ثقيل لا يواسيه فيه أحد.
❈-❈-❈
صباح اليوم التالي
بدأت درة تستعيد وعيها، بعد غفوة إرهاق بعدما وضعت صغيرها التى لم تراه سوا لوهلة قبل ان تغيب عن الادراك بسبب إرهاق الولادة
ملامحها قد عادت قليلًا...تبسمت حين ونظرت نحو والدتها التى تجلس جوارها تحمل صغيرها...شعور لا مثيل له مُطلقً ولا وصف غير أن تلك القطعة الصغيرة حياة جديدة لها...ابتسمت كريمان قائلة بمرح:
أخيرًا صحيتي أنا قولت هتواصلي نوم للضهر...أومال لو كنت والدة قيصري بقي مكنتيش صحيتي.
ضحكت دُرة بخفوت، وراحت تمرر يدها برقة على رأس صغيرها، ثم تمتمت بعينين نصف مغمضتين:
معرفش ليه حاسة إني في حلم... بس كل حاجة فيه وجع وجمال مع بعض.
ردت كريمان وهي تُعدل من وضع الطفل كي تعطيه لـ درة،لكن درة خافت ان تحمله بين يديها ... فيتأذي...
كلما خاولت حمله فشلت... تعصبت كريمان قائلة:
اعدلي إيدك وخدي إبنك شليه، إيه دي كمان صعبه عليكِ.
بتردد من درة فعلت مثلما قالت كريمان وحملت صغيرها بحذر شديد، تهكمت عليها كريمان حين قالت:
ده حجمه صغير أوي يا ماما.
تهكمت كريمان قائلة:
السبب سوء التغذية طبعًا مكنتيش بتاكلي كويس،عالعموم بكره حجمه يكبر.
تبسمت درة وهي تنظر لصغيرها قائله:
حاسه بشعور مش...
قاطعتها كريمان قائلة
ده شعور الأمومة يا ستي... وجع لذيذ، ومشاعر مالهاش اسم... بس على فكرة، أول يومين دول أسهل، استني بقى لما السهر يبتدي رسمي.
قهقهت دُرة رغم تعبها، وقالت:
يعني هنام واقفة زي الخيل.
أجابت كريمان بخبث:
ده لو عرفتي تنامي أصلًا.
نظرت دُرة إلى صغيرها وكأنها تكتشفه لأول مرة، ثم قالت بهمس:
هو شبهي... مش كده؟
رفعت كريمان حاجبيها بدهشة، ثم نظرت للصغير جيدًا قائلة بتأكيد:
لاء كله باباه طوفان، نسخة منه.
نظرت درة بتمعن لصغيرها دون اقتناع قائلة:
لاء... ده أحلى من طوفان بكتير.
على تلك الجملة دلف طوفان بعد أن طرق على باب الغرفة ودخل بعدما سمع سماح كريمان له بالدخول، ضحك من قول درة اقترب من الفراش وجلس جوار درة، وضع قبله على جبين صغيره... مُبتسمً لـ درة قائلًا:
حمدالله على سلامتك يا أم "نوح"
لوهلة ظن انها قد تعترض على اسم صغيرهما، فهي ووالده لم يكُن بينهما ودًا... لكن تبسمت درة بسمة موافقة، إنشرح قلب طوفان لها...
لحظات مرت بمشاغبة طوفان وكريمان عن ملامح الصغير... وإعتراض من درة.. حتى
دلف باسل يحمل بيده كيس ورقي مُبتسمً يقول:
جبتلك الـ "دوم" اللى كنت بتتوحمي عليه .... وجيت أشوف وحمة الدومة طلعت فين فى جسم "أبو دومة" إبنك
زجرت له دُرة بغضب قائلة:
متقولش كده على إبني حبيبي... وخلاص مبقاش ليا نفس ليه.
ضحك باسل كذالك ضحكت كريمان بسخط قائلة بأستهزاء:
إبني حبيبي... إبنك اللى مش عارفه تشليه إزاي.
نظرت لها دُرة بغيظ مُبررة:
هو اللى حجمه صغير أشيله إزاي ده.
ضحك طوفان أيضًا حين نظر باسل الى الصغير قائلًا:
الولد شبه طوفان... بس فين وحمة" الدومة"
دا انا اتسحلت على ما عرفت أجيبهالك وإنتِ حامل،وأهو النهاردة لقيت التاجر اللى كنت جبتها منه قبل كده اتصل عليا وروحت جبتلك كذا واحدة.
ضحك طوفان كذالك كريمان التى تهكمت على درة قائلة:
عشان كده دايمًا كانت تقول سناني بتوجعني طبعًا من أكل الدوم... تصدق لايق عليها تقول لها
يا" أم دومة".
ضحك باسل قائلًا:
والله التاجر لما اتصل عليا كنت هقول له دى ولدت بس خوفت تطلع الوحمة في وشه أو يطلع شبهها.
ضحك الجميع
بينما إعترضت درة قائلة:
مفيش وحمة، وبعدين الولد فى شبه كتير مني.
نظر باسل للطفل بتمعُن كذالك لـ درة مُعترضًا يضحك يؤكد:
هو بس شعرك.
زفرت دُرة قائلة باعتراض:
غلطان وبكره ملامحه هتظهر أكتر ويوضح هو شبه مين بالظبط.
تنفس طوفان بقوة نظر نحو درة ، رفعت درة وجهها تلاقت نظراتهما معًا ... كأن الزمن توقف للحظة...ثم نظرا الى الصغير الذي يعبث بيده الصغيرة في الهواء،يُمهم بصوت ضعيف لكن صداه فى قلبيهما قويًا فهو الرابط المتين بينهما
❈-❈-❈
بعد مرور اسبوع
ضج البيت بالحياة من أول النهار...
مظاهر سبوع الحفيد كانت طاغية، بين النساء واستقبال وجدان لهن وتلقي المباركات والأماني السعيدة للصغير منها برياء ومنها ما صدق مشاعره، ومنهم غير مهتم سوا لأخذ الأشياء العينية....
❈-❈-❈
باليوم التالي
منزل عزمي
على طاولة الفطور
كانت سامية تشعر بسعادة من مشاركة وليد لهما للفطور تفوهت بنزق وهي تنظر الى عزمي قائلة:
الناس فى البلد ملهاش سيرة غير سبوع إبن طوفان كأنه كان سبع السبوع...مظاهر فارغة.
نظر لها عزمي بسخط قائلًا:
ولما هي فى نظرك مظاهر فارغة ليه مضايقه منها.
نظرت له بغضب قائلة:
مين قالك انى مضايقة، دي مظاهر عاديه، ده اقل سبوع فى عيلتي بيقعد البلد تتحاكي عليه لحد العيل ما يمشي.
تهكم عزمي ساخطً بصمت... بينما شعر وليد بالغيظ والغضب، تبسمت له ساميه قائلة:
الحمد لله قرار نقلك تكمل بقية خدمتك في الجيش هنا فى ثكنه قريبه من إهنه.
أومأ لها برأسه، بينما بداخلة يشعر بحقد يهمس لنفسه بعدما علم من أحد القادة أنه هنالك من بلغ عنه وقام بالتوصية عليه ليدخل الى الجيش عنوة عنه، لا داعي للتخمين بمن
بالتأكيد ذلك الشخص هو طوفان، أراد إبعاده عم هنا لراحة زوجته، لكن الآن إقتربت عودته لهنا مره أخرى وسيكون هنالك حضور خاص لعودته.
❈-❈-❈
بالأمس كان سبوع إبن أخيها واليوم هو
يوم التخرُج لها
بإحد قاعات الجامعة كان احتفالًا خاص
بالطُلاب...
كانت تمرح وسط زملائها، سعيدة بحضور طوفان السند الداعم لها دائمًا...
إنتهي الإحتفال خرج طوفان ينتظرها بالسيارة بينما هي وقفت مع زملائها لالتقاط صور تذكارية حتى إنتهوا من ذلك، خرجت تسير عبر أحد ممرات الجامعة كي تذهب الى طوفان، لكن اثناء سيرها لعدم إنتباهها كادت تتعرقل... اختل توازنها وكادت تسقط أرضًا، لولا أن مسك احدهم يدها... نظرت نحوه بذهول.